- والضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب. يكنى أبا عثمان. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) – Mashāhīr ʿulamāʾ al-amṣār - ابن حبان - مشاهير علماء الأمصار
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1589 1. الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد22. ابان بن سعيد بن العاص الاموي2 3. ابان بن صمعة الانصاري1 4. ابان بن عثمان بن عفان2 5. ابان بن عمران الطحان3 6. ابان بن يزيد العطار ابو يزيد1 7. ابراهيم النخعي2 8. ابراهيم بن ابي عبلة6 9. ابراهيم بن ادهم بن منصور1 10. ابراهيم بن المطلب بن السائب2 11. ابراهيم بن حسن بن حسن1 12. ابراهيم بن سعد بن ابراهيم2 13. ابراهيم بن سويد النخعي الاعور3 14. ابراهيم بن طهمان ابو عمرو1 15. ابراهيم بن عاصم بن سفيان1 16. ابراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية1 17. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي1 18. ابراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك3 19. ابراهيم بن عبد الله بن حنين2 20. ابراهيم بن عبد الله بن معبد2 21. ابراهيم بن محمد بن المنتشر2 22. ابراهيم بن محمد بن طلحة2 23. ابراهيم بن موسى بن عمرو1 24. ابراهيم بن ميسرة الطائفي2 25. ابراهيم بن ميمون الصائغ ابو اسحاق1 26. ابراهيم بن نشيط الوعلاني3 27. ابراهيم بن يزيد بن شريك التيمي3 28. ابن ذكوان المعلم العوذي1 29. ابو ادريس الخولاني4 30. ابو اسامة حماد بن اسامة3 31. ابو اسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله2 32. ابو اسحاق الفزاري ابراهيم بن محمد2 33. ابو اسماعيل المؤدب ابراهيم بن سلمان1 34. ابو اسيد الساعدي4 35. ابو الاحوص سلام بن سليم الحنفي2 36. ابو الاحوص عوف بن مالك1 37. ابو الاسود الدؤلي1 38. ابو الاسود محمد بن عبد الرحمن2 39. ابو الاشعث الصنعاني شراحيل بن كليب1 40. ابو الاشهب العطاردي2 41. ابو البختري سعيد بن فيروز الطائي1 42. ابو التياح الضبعي يزيد بن حميد1 43. ابو الجلد جيلان بن ابي فروة1 44. ابو الجوزاء اوس بن عبد الله الربعي1 45. ابو الحباب3 46. ابو الحوراء السعدي ربيعة بن شيبان1 47. ابو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية2 48. ابو الخير5 49. ابو الدرداء عويمر بن عامر1 50. ابو الرجال محمد بن عبد الرحمن2 51. ابو الزاهرية3 52. ابو الزاهرية حدير بن كريب2 53. ابو الزبير8 54. ابو الزناد عبد الله بن ذكوان2 55. ابو السائب مولى هشام بن زهرة3 56. ابو السفر1 57. ابو السليل ضريب بن نقير1 58. ابو السمح6 59. ابو السنابل بن بعكك6 60. ابو السوار العدوي حسان بن حريث2 61. ابو الشعثاء5 62. ابو الشعثاء سليم بن الاسود المحاربي1 63. ابو الصديق الناجي2 64. ابو الصهباء3 65. ابو الضحي مسلم بن صبيح3 66. ابو الطفيل4 67. ابو العاص بن الربيع ختن رسول1 68. ابو العالية البراء2 69. ابو العالية الرياحي1 70. ابو العباس الشاعر2 71. ابو العبيدين1 72. ابو المتوكل الناجي3 73. ابو المليح الرقي3 74. ابو المليح الهذلي عامر بن اسامة1 75. ابو المنازل عثمان بن عبيد الله1 76. ابو المنهال سيار بن سلامة الرياحي1 77. ابو النجاشي صاحب رافع بن خديج1 78. ابو النضر مولى عمر بن عبد الله1 79. ابو الهيثم بن التيهان3 80. ابو الهيثم صاحب ابي سعيد الخدري1 81. ابو الوداك جبر بن نوف البكالي1 82. ابو اليسر4 83. ابو اليمان الهوزني عامر بن عبد الله1 84. ابو امامة الباهلي5 85. ابو امامة بن سهل بن حنيف3 86. ابو ايوب الانصاري5 87. ابو بحرية الكندي2 88. ابو بردة بن ابي موسى عامر1 89. ابو بردة بن نيار5 90. ابو بصرة الغفاري6 91. ابو بكر بن ابي قحافة الصديق1 92. ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث3 93. ابو بكر بن عياش8 94. ابو بكر بن محمد بن عمرو4 95. ابو بكرة الثقفي4 96. ابو تميم الجيشاني عبد الله بن مالك2 97. ابو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم1 98. ابو جحيفة السوائي5 99. ابو جرى الهجيمي2 100. ابو جعفر القارئ1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) – Mashāhīr ʿulamāʾ al-amṣār - ابن حبان - مشاهير علماء الأمصار are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65023&book=5530#2e9d79
الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65023&book=5530#3c0724
الضحاك بن عثمان: "مدني"، جائز الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65023&book=5530#4f6a00
الضحاك بن عثمان
- الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حِزَامٍ بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. روى عنه مصعب بن عبد الله الزبيري وغيره.
- الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حِزَامٍ بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. روى عنه مصعب بن عبد الله الزبيري وغيره.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65023&book=5530#4277a9
الضحاك بن عُثْمَانَ
- الضحاك بن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حِزَامٍ بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه آمنة بنت عبد الله من بني ليث بن بكر. فولد الضحاك بن عثمان: عثمان وعبد رب. وأمهما مسلمة بنت الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حزام ومحمد بن الضحاك. لأم ولد. قَالَ: وكان الضحاك يكنى أبا عثمان وكان ثبتا. وروى عنه الثوري. وابن أبي فديك. وغيرهما. ومات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة. في خلافة أبي جعفر وله عقب وكان ثقة كثير الحديث.
- الضحاك بن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حِزَامٍ بْن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. وأمه آمنة بنت عبد الله من بني ليث بن بكر. فولد الضحاك بن عثمان: عثمان وعبد رب. وأمهما مسلمة بنت الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حزام ومحمد بن الضحاك. لأم ولد. قَالَ: وكان الضحاك يكنى أبا عثمان وكان ثبتا. وروى عنه الثوري. وابن أبي فديك. وغيرهما. ومات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة. في خلافة أبي جعفر وله عقب وكان ثقة كثير الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65023&book=5530#1d4087
الضَّحَّاك بن عُثْمَان إثنان
- الأول
أَبُو عُثْمَان الْحزَامِي
والاخر سبطه
- الضَّحَّاك بن عُثْمَان بن الضَّحَّاك بن عُثْمَان
روى عَن مُصعب بن عبد الله الزبيرِي
- الأول
أَبُو عُثْمَان الْحزَامِي
والاخر سبطه
- الضَّحَّاك بن عُثْمَان بن الضَّحَّاك بن عُثْمَان
روى عَن مُصعب بن عبد الله الزبيرِي
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65952&book=5530#020ee3
- والضحاك بن مزاحم. مات سنة خمس ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65952&book=5530#560a97
الضحاك بن مزاحم
- الضحاك بن مزاحم. يكنى أبا القاسم من أهل بلخ.
- الضحاك بن مزاحم. يكنى أبا القاسم من أهل بلخ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65952&book=5530#373b9e
الضحاك بن مزاحم
أحمد بن حنبل، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن مشاش، قال: سألت الضحاك لقيت ابن عباس؟ قال: لا . قال ابن أبي خيثمة: حدثنا عبد الرحمن بن صالح،
حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن جويبر ، عن الضحاك، قال: ما رأيت بيتًا أكثر خبزًا ولحمًا وعلمًا من بيت ابن عباس .
علي بن المدينى، قال: قال يحيى سعيد: كان شعبة بن الحجاج، لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم .
ابن أبي خيثمة، حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال: كان الضحاك بن مزاحم يكره المسك، فقيل له: إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - تطيبوا به. قال: نحن أعلم منهم .
* * *
أحمد بن حنبل، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن مشاش، قال: سألت الضحاك لقيت ابن عباس؟ قال: لا . قال ابن أبي خيثمة: حدثنا عبد الرحمن بن صالح،
حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن جويبر ، عن الضحاك، قال: ما رأيت بيتًا أكثر خبزًا ولحمًا وعلمًا من بيت ابن عباس .
علي بن المدينى، قال: قال يحيى سعيد: كان شعبة بن الحجاج، لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم .
ابن أبي خيثمة، حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال: كان الضحاك بن مزاحم يكره المسك، فقيل له: إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - تطيبوا به. قال: نحن أعلم منهم .
* * *
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65952&book=5530#4ae020
الضحاك بن مزاحم هو من أهل بلخ، يُكَنَّى أبا القاسم ويقال أبو مُحَمد، وأَبُو القاسم أصح.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، عَن عباس، عَن يَحْيى، قال: الضحاك بن مزاحم أبو الْقَاسِمِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَلِيٍّ الْوَزَّانُ، حَدَّثَنا الْفَضْلُ بن يعقوب، حَدَّثني حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك قال الضحاك بن مزاحم أبو القاسم سَمِعْتُ خالد بْن النضر يَقُولُ: سَمعتُ عَمْرو بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو مُحَمد.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا ابن المقري، حَدَّثَنا مروان عن إسماعيل، قال: رأيتُ الضحاك يعلم الصبيان.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ قال يَحْيى الضحاك بن مزاحم كان معلما. يعني الصبيان.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ القطان، حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيى عن الضحاك أن أمه حملته سنتين.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حماد، حَدَّثني صالح، حَدَّثَنا علي سمعت يَحْيى يقول كان شُعْبَة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم قال وكان شُعْبَة ينكر أن يكون الضحاك بن مزاحم لقي بن عباس قط.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا صالح، حَدَّثَنا عَلِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا داود يقول، حَدَّثَنا شُعْبَة سمعت عَبد الملك بن ميسرة يقول الضحاك بن مزاحم لم يلق بن عباس إنما لقي سَعِيد بن جبير بالري وأخذ عنه التفسير، حَدَّثَنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ القطان، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمد الْفَزَارِيُّ (ح) وحدثنا ابن سلم، حَدَّثَنا راشد بن سَعِيد (ح) وحدثنا بن حماد، حَدَّثني يزيد بن سنان قالوا، حَدَّثَنا سلم بن قتيبة، حَدَّثَنا شُعْبَة قلت لمشاش سمع الضحاك من بن عباس قَال: مَا رآه قط قال ابن سنان لا، ولاَ كلمه وقال ابن سلم قلت ليونس بن عُبَيد (ح) وحدثنا ابْن حَمَّاد، حَدَّثني صَالِح، حَدَّثَنا علي، قَالَ: سَمِعْتُ سلم بن قتيبة فذكر مثله لا، ولاَ كلمه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا صالح، حَدَّثَنا علي، قَال: قَال يَحْيى بن سَعِيد كان الضحاك عندنا ضعيفا.
حَدَّثَنَا أحمد بن نوكرد، حَدَّثَنا مُحَمد بن إسماعيل الأحمسي، حَدَّثَنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْريّ يَقُولُ خُذُوا التَّفْسِيرَ عَنْ أَرْبَعَةٍ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وعكرمة والضحاك بن مزاحم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن رزام المروزي، حَدَّثَنا خَلَفُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ كَانَتْ هجيري الضحاك إذا سكت، ولاَ حول لا قوة إلا بالله.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عِيسَى بْن مُحَمد المروزي إجازة مشافهة، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا العباس بن مصعب قال قدم الضحاك مرو وسمع منه التفسير عُبَيد بن سُلَيْمان ، مَوْلَى عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مسلم الباهلي، وروى التفسير عن عُبَيد بن سُلَيْمان : خارجة بن مصعب، وأَبُو تميلة، وَعلي بن عَمْرو بن عمران من أهل الرزيق وكان الضحاك أصله من بلخ.
قال: حَدَّثَنا جمعة أخو خاقان، حَدَّثَنا ابن مقاتل عن جويبر، قَال: كان الضحاك يعلم الصبيان ببلخ بقرية بروقان يعني يعلمهم حسبة، وبلغني أن فرعون كان أصله من بلخ من قرية بروقان وكان هامان من قرية ببلخ يقال لها بختاباذ فقدما مصر فعلوا على ما هنالك من القبط وكان فرعون موسى اسمه الوليد بن الريان.
قال وحدثني بعض أصحابنا، عَن أبي معاذ الفضل بن خالد عن عُبَيد بن سُلَيْمان ، أن تفسير مقاتل عرض على الضحاك بن مزاحم فلم يعجبه وقال فسر كل حرف وروى التفسير عنه عُبَيد بن سُلَيْمان ، وجويبر بن سَعِيد، وأَبُو مصلح نصر بن مشارس ومن غير كتاب مؤلف سلمة بن نبيط، وَعلي بن الحكم النباتي.
قال عباس: قال يَحْيى: جُويبر أحب إليَّ من عُبَيد بن سُلَيْمان.
وفي حكاية أبي معاذ قال فذكرت ذلك لعلي بن الحسين بن واقد قَال: كُنا في شك أن مقاتلا لقي الضحاك فإذا كان مقاتل له من القدر ما ألف تفسير القرآن في عهد الضحاك فقد كان رجلا جليلا وروى أبو معمر، عنِ ابن عُيَينة سمعت مقاتل بن سليمان يقول الضحاك فقيل له لقيت الضحاك، قَال: كان ربما يغلق علي وعليه باب قال سفيان قلت في تفسير كان يغلق عليه وعلى الضحاك باب المقابر، وَهو على ظهر الأرض في تلك المدينة.
والضحاك بن مزاحم عرف بالتفسير فأما رواياته، عنِ ابن عباس وأبي هريرة وجميع من روى عنه ففي ذلك كله نظر، وإِنَّما اشتهر بالتفسير.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، عَن عباس، عَن يَحْيى، قال: الضحاك بن مزاحم أبو الْقَاسِمِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَلِيٍّ الْوَزَّانُ، حَدَّثَنا الْفَضْلُ بن يعقوب، حَدَّثني حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك قال الضحاك بن مزاحم أبو القاسم سَمِعْتُ خالد بْن النضر يَقُولُ: سَمعتُ عَمْرو بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو مُحَمد.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا ابن المقري، حَدَّثَنا مروان عن إسماعيل، قال: رأيتُ الضحاك يعلم الصبيان.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ قال يَحْيى الضحاك بن مزاحم كان معلما. يعني الصبيان.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ القطان، حَدَّثَنا المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيى عن الضحاك أن أمه حملته سنتين.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حماد، حَدَّثني صالح، حَدَّثَنا علي سمعت يَحْيى يقول كان شُعْبَة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم قال وكان شُعْبَة ينكر أن يكون الضحاك بن مزاحم لقي بن عباس قط.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا صالح، حَدَّثَنا عَلِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا داود يقول، حَدَّثَنا شُعْبَة سمعت عَبد الملك بن ميسرة يقول الضحاك بن مزاحم لم يلق بن عباس إنما لقي سَعِيد بن جبير بالري وأخذ عنه التفسير، حَدَّثَنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ القطان، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمد الْفَزَارِيُّ (ح) وحدثنا ابن سلم، حَدَّثَنا راشد بن سَعِيد (ح) وحدثنا بن حماد، حَدَّثني يزيد بن سنان قالوا، حَدَّثَنا سلم بن قتيبة، حَدَّثَنا شُعْبَة قلت لمشاش سمع الضحاك من بن عباس قَال: مَا رآه قط قال ابن سنان لا، ولاَ كلمه وقال ابن سلم قلت ليونس بن عُبَيد (ح) وحدثنا ابْن حَمَّاد، حَدَّثني صَالِح، حَدَّثَنا علي، قَالَ: سَمِعْتُ سلم بن قتيبة فذكر مثله لا، ولاَ كلمه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا صالح، حَدَّثَنا علي، قَال: قَال يَحْيى بن سَعِيد كان الضحاك عندنا ضعيفا.
حَدَّثَنَا أحمد بن نوكرد، حَدَّثَنا مُحَمد بن إسماعيل الأحمسي، حَدَّثَنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْريّ يَقُولُ خُذُوا التَّفْسِيرَ عَنْ أَرْبَعَةٍ سَعِيد بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وعكرمة والضحاك بن مزاحم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن رزام المروزي، حَدَّثَنا خَلَفُ بْنُ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ كَانَتْ هجيري الضحاك إذا سكت، ولاَ حول لا قوة إلا بالله.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عِيسَى بْن مُحَمد المروزي إجازة مشافهة، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا العباس بن مصعب قال قدم الضحاك مرو وسمع منه التفسير عُبَيد بن سُلَيْمان ، مَوْلَى عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مسلم الباهلي، وروى التفسير عن عُبَيد بن سُلَيْمان : خارجة بن مصعب، وأَبُو تميلة، وَعلي بن عَمْرو بن عمران من أهل الرزيق وكان الضحاك أصله من بلخ.
قال: حَدَّثَنا جمعة أخو خاقان، حَدَّثَنا ابن مقاتل عن جويبر، قَال: كان الضحاك يعلم الصبيان ببلخ بقرية بروقان يعني يعلمهم حسبة، وبلغني أن فرعون كان أصله من بلخ من قرية بروقان وكان هامان من قرية ببلخ يقال لها بختاباذ فقدما مصر فعلوا على ما هنالك من القبط وكان فرعون موسى اسمه الوليد بن الريان.
قال وحدثني بعض أصحابنا، عَن أبي معاذ الفضل بن خالد عن عُبَيد بن سُلَيْمان ، أن تفسير مقاتل عرض على الضحاك بن مزاحم فلم يعجبه وقال فسر كل حرف وروى التفسير عنه عُبَيد بن سُلَيْمان ، وجويبر بن سَعِيد، وأَبُو مصلح نصر بن مشارس ومن غير كتاب مؤلف سلمة بن نبيط، وَعلي بن الحكم النباتي.
قال عباس: قال يَحْيى: جُويبر أحب إليَّ من عُبَيد بن سُلَيْمان.
وفي حكاية أبي معاذ قال فذكرت ذلك لعلي بن الحسين بن واقد قَال: كُنا في شك أن مقاتلا لقي الضحاك فإذا كان مقاتل له من القدر ما ألف تفسير القرآن في عهد الضحاك فقد كان رجلا جليلا وروى أبو معمر، عنِ ابن عُيَينة سمعت مقاتل بن سليمان يقول الضحاك فقيل له لقيت الضحاك، قَال: كان ربما يغلق علي وعليه باب قال سفيان قلت في تفسير كان يغلق عليه وعلى الضحاك باب المقابر، وَهو على ظهر الأرض في تلك المدينة.
والضحاك بن مزاحم عرف بالتفسير فأما رواياته، عنِ ابن عباس وأبي هريرة وجميع من روى عنه ففي ذلك كله نظر، وإِنَّما اشتهر بالتفسير.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65952&book=5530#ba23fa
الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ
- الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلالِيُّ يكنى أبا القاسم. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: وَلَدَتْنِي أُمِّي فِي سنتين. يعني حمله سنتين. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ أَوْ غَيْرُهُ أَنَّ الضَّحَّاكَ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ وَقَدْ ثُغِرَ. قَالَ يَزِيدُ: وَأَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضحاك قال: تلد المرأة لسنتين. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عام الْعَقَدِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ الضَّحَّاكِ فِضَّةً فِيهِ فَصٌّ شِبْهُ الْقَوَارِيرِ. وَكَانَ نَقْشُهُ صُورَةَ طائر. قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي كُتَّابِ الضَّحَّاكِ بْنِ مزاحم. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ الضَّحَّاكُ يُعَلِّمُ وَلا يَأْخُذُ شيئا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الضَّحَّاكِ قَلَنْسُوَةَ ثَعَالِبَ. قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُشَاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ: لَقِيتَ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لا. قال: وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِالرِّيِّ فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ. أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَصْحَابِي وَمَا يَتَعَلَّمُونَ إِلا الْوَرَعَ. أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ أَبُو عَمِيرَةَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الرَّحَبِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنْ أَخِي الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الضَّحَّاكَ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: لا أَحْسَبُنِي إِلا مَيِّتًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصُّبْحِ. فَلا أُلْفِيَنَّكَ إِذَا مِتُّ تُنَادِي مَاتَ الضَّحَّاكُ مَاتَ الضَّحَّاكُ. مَنْ يَسْمَعُ النِّدَاءَ جَاءَ. اضْرِبْ يَدَكَ فِي غُسْلِي وَأَكْثِرْ فِي مَسَاجِدِي مِنَ الطِّيبِ وَكَفِّنِّي فِي الأَكْفَانِ مِنْ هَذِهِ الْبَيَاضِ وَسَطًا مِنْ هَذِهِ الأَكْفَانِ. وَإِيَّاكَ وَمَا أَحْدَثَ النَّاسُ مِنْ هَذَا الضَّرِيحِ. ادْفِنِّي فِي لَحْدٍ. فَإِذَا حَمَلَتْنِي الرِّجَالُ عَلَى عَوَاتِقِهَا فَلا أُلْفِيَنَّكَ تَمْشِي بِي مَشْيَ الْعَرُوسِ. مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَيْنِ دُونَ الْخَبَبِ وَفَوْقَ الْخُطَى. فَإِنْ وَجَدْتَ لَبِنًا فَلَبِنٌ وَإِلا فَمِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَسَوَّيْتَ عَلَيَّ اللَّبِنَ فَارْفَعْ لَبِنَةً مِنْ عِنْدِ رَأْسِ أَخِيكَ ثُمَّ انْظُرْ إِلَى مَضْجَعِهِ. ثُمَّ شُنْ شَأْنَكَ. فَإِذَا دفنتني وفضت الرِّجَالُ أَيْدِيَهَا عَنِّي فَقُمْ عِنْدَ رَأْسِ قَبْرِي وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ. ثُمَّ نَادِ ثَلاثَةَ أَصْوَاتٍ تُسْمِعُ أَصْحَابَكَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ أَجْلَسْتَ الضَّحَّاكَ فِي قَبْرِهِ تُسَائِلُهُ عَنْ رَبِّهِ وَعَنْ دِينِهِ وَعَنْ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ. ثُمَّ انْصَرِفْ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: سمعت أبا بكر بن عياش عن الأجلح قَالَ: قَالَ لِي الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ: اعْمَلْ قَبْلَ أَنْ لا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَعْمَلَ. قَالَ الأَجْلَحُ: وَيَكُونُ هَذَا؟ قَالَ: فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أعمل اليوم فما أستطيع. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ قَالَ: قَالَ الضَّحَّاكُ عِنْدَ مَوْتِهِ لأَخِيهِ: لا يُصَلِّيَنَّ عَلَيَّ غَيْرُكَ. وَلا تَدَعَنَّ الأَمِيرَ يُصَلِّي عَلَيَّ. وَاذْكُرْ مِنِّي مَا علمت. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ بُدَيْلٍ قَالَ: أَوْصَانَا الضَّحَّاكُ أَلا تُبْطِحُونِي عَلَى وَجْهِي وَلا تَمْسَحُوا بَطْنِي وَاغْسِلُونِي مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ. أَوْ قَالَ الْقَمِيصِ. قَالُوا وَكَانَ الضَّحَّاكُ قَدْ أَتَى خُرَاسَانَ فَأَقَامَ بِهَا وَسَمِعُوا مِنْهُ. وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
- الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلالِيُّ يكنى أبا القاسم. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: وَلَدَتْنِي أُمِّي فِي سنتين. يعني حمله سنتين. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ أَوْ غَيْرُهُ أَنَّ الضَّحَّاكَ وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ وَقَدْ ثُغِرَ. قَالَ يَزِيدُ: وَأَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضحاك قال: تلد المرأة لسنتين. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عام الْعَقَدِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ الضَّحَّاكِ فِضَّةً فِيهِ فَصٌّ شِبْهُ الْقَوَارِيرِ. وَكَانَ نَقْشُهُ صُورَةَ طائر. قال: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي كُتَّابِ الضَّحَّاكِ بْنِ مزاحم. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ الضَّحَّاكُ يُعَلِّمُ وَلا يَأْخُذُ شيئا. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الضَّحَّاكِ قَلَنْسُوَةَ ثَعَالِبَ. قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُشَاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ: لَقِيتَ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لا. قال: وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِالرِّيِّ فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ. أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَصْحَابِي وَمَا يَتَعَلَّمُونَ إِلا الْوَرَعَ. أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ أَبُو عَمِيرَةَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الرَّحَبِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنْ أَخِي الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الضَّحَّاكَ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: لا أَحْسَبُنِي إِلا مَيِّتًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصُّبْحِ. فَلا أُلْفِيَنَّكَ إِذَا مِتُّ تُنَادِي مَاتَ الضَّحَّاكُ مَاتَ الضَّحَّاكُ. مَنْ يَسْمَعُ النِّدَاءَ جَاءَ. اضْرِبْ يَدَكَ فِي غُسْلِي وَأَكْثِرْ فِي مَسَاجِدِي مِنَ الطِّيبِ وَكَفِّنِّي فِي الأَكْفَانِ مِنْ هَذِهِ الْبَيَاضِ وَسَطًا مِنْ هَذِهِ الأَكْفَانِ. وَإِيَّاكَ وَمَا أَحْدَثَ النَّاسُ مِنْ هَذَا الضَّرِيحِ. ادْفِنِّي فِي لَحْدٍ. فَإِذَا حَمَلَتْنِي الرِّجَالُ عَلَى عَوَاتِقِهَا فَلا أُلْفِيَنَّكَ تَمْشِي بِي مَشْيَ الْعَرُوسِ. مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَيْنِ دُونَ الْخَبَبِ وَفَوْقَ الْخُطَى. فَإِنْ وَجَدْتَ لَبِنًا فَلَبِنٌ وَإِلا فَمِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَسَوَّيْتَ عَلَيَّ اللَّبِنَ فَارْفَعْ لَبِنَةً مِنْ عِنْدِ رَأْسِ أَخِيكَ ثُمَّ انْظُرْ إِلَى مَضْجَعِهِ. ثُمَّ شُنْ شَأْنَكَ. فَإِذَا دفنتني وفضت الرِّجَالُ أَيْدِيَهَا عَنِّي فَقُمْ عِنْدَ رَأْسِ قَبْرِي وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ. ثُمَّ نَادِ ثَلاثَةَ أَصْوَاتٍ تُسْمِعُ أَصْحَابَكَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ أَجْلَسْتَ الضَّحَّاكَ فِي قَبْرِهِ تُسَائِلُهُ عَنْ رَبِّهِ وَعَنْ دِينِهِ وَعَنْ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ. ثُمَّ انْصَرِفْ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قال: سمعت أبا بكر بن عياش عن الأجلح قَالَ: قَالَ لِي الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ: اعْمَلْ قَبْلَ أَنْ لا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَعْمَلَ. قَالَ الأَجْلَحُ: وَيَكُونُ هَذَا؟ قَالَ: فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أعمل اليوم فما أستطيع. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ قَالَ: قَالَ الضَّحَّاكُ عِنْدَ مَوْتِهِ لأَخِيهِ: لا يُصَلِّيَنَّ عَلَيَّ غَيْرُكَ. وَلا تَدَعَنَّ الأَمِيرَ يُصَلِّي عَلَيَّ. وَاذْكُرْ مِنِّي مَا علمت. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ بُدَيْلٍ قَالَ: أَوْصَانَا الضَّحَّاكُ أَلا تُبْطِحُونِي عَلَى وَجْهِي وَلا تَمْسَحُوا بَطْنِي وَاغْسِلُونِي مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ. أَوْ قَالَ الْقَمِيصِ. قَالُوا وَكَانَ الضَّحَّاكُ قَدْ أَتَى خُرَاسَانَ فَأَقَامَ بِهَا وَسَمِعُوا مِنْهُ. وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86308&book=5530#35544f
الضحاك بن أبي جبيرة
[وقيل أبو جبيرة بن الضحاك ] ، روى عنه الشعبي، واختلف فيه على الشعبي، فَقَالَ حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن الضحاك بن أبي جبيرة، قَالَ: كانت الألقاب ...
وذكر الحديث.
وروى بشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك، قَالَ: فينا نزلت : وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ. 49: 11 [وذكر الحديث ] .
وَقَالَ قوم: إن الضحاك بن أبي جبيرة هو الضحاك بن خليفة المتقدم ذكره، والله أعلم.
[وقيل أبو جبيرة بن الضحاك ] ، روى عنه الشعبي، واختلف فيه على الشعبي، فَقَالَ حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن الضحاك بن أبي جبيرة، قَالَ: كانت الألقاب ...
وذكر الحديث.
وروى بشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك، قَالَ: فينا نزلت : وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ. 49: 11 [وذكر الحديث ] .
وَقَالَ قوم: إن الضحاك بن أبي جبيرة هو الضحاك بن خليفة المتقدم ذكره، والله أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86308&book=5530#52b681
الضحاك بن أبي جبيرة.
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي نا حفص بن غياث عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أبيه وعمومته قالوا: قدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الرجل يدعو الرجل ينبزه فيقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله إنه يكرهه فنزلت {ولا تنابزوا بالألقاب}.
- حدثنا هدبة بن خالد نا حماد بن سلمة عن داود بن أبي عند عن الشعبي عن الضحاك عن أبي جبيرة قال: كانت الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله تعالى {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله
يحب المحسنين}.
قال أبو القاسم: ولا أعلم للضحاك بن أبي جبيرة غير هذا الحديث.
- حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي نا حفص بن غياث عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أبيه وعمومته قالوا: قدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الرجل يدعو الرجل ينبزه فيقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله إنه يكرهه فنزلت {ولا تنابزوا بالألقاب}.
- حدثنا هدبة بن خالد نا حماد بن سلمة عن داود بن أبي عند عن الشعبي عن الضحاك عن أبي جبيرة قال: كانت الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله تعالى {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله
يحب المحسنين}.
قال أبو القاسم: ولا أعلم للضحاك بن أبي جبيرة غير هذا الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86308&book=5530#b53f46
الضحاك بن أبي جبيرة
ب د ع: الضحاك بْن أَبِي جبيرة وقيل: أَبُو جبيرة بْن الضحاك.
روى حماد بْن سلمة، عن داود بْن أَبِي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بْن جبيرة، قال: كانت الألقاب، فأنزل اللَّه تعالى: {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} .
ورواه بشر بْن المفضل، وَإِسْمَاعِيل بْن علية، وشعبة، وحفص بْن غياث، عن داود، عن الشعبي، عن أَبِي جبيرة بْن الضحاك، قال: فينا نزلت: {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} ، وذكر الحديث.
قال الترمذي: أَبُو جبيرة بْن الضحاك هو أخو ثابت بْن الضحاك.
وأما أَبُو يعلى الموصلي فإنه جعل الترجمة في مسنده للضحاك بْن أَبِي جبيرة، وقال: حدثنا هدبة، وَإِبْرَاهِيم بْن الحجاج، حدثنا حماد بْن سلمة، عن داود بْن أَبِي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بْن أَبِي جبيرة، قال: كانت لهم ألقاب في الجاهلية، فدعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا بلقبه، فقيل: يا رَسُول اللَّهِ، إنه يكرهه، فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} ، وقيل: إن الضحاك بْن أَبِي جبيرة هو الضحاك بْن خليفة، وسنذكره إن شاء اللَّه تعالى، والصحيح أن أبا جبيرة هو ابن الضحاك بْن خليفة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: الضحاك بْن أَبِي جبيرة وقيل: أَبُو جبيرة بْن الضحاك.
روى حماد بْن سلمة، عن داود بْن أَبِي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بْن جبيرة، قال: كانت الألقاب، فأنزل اللَّه تعالى: {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} .
ورواه بشر بْن المفضل، وَإِسْمَاعِيل بْن علية، وشعبة، وحفص بْن غياث، عن داود، عن الشعبي، عن أَبِي جبيرة بْن الضحاك، قال: فينا نزلت: {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} ، وذكر الحديث.
قال الترمذي: أَبُو جبيرة بْن الضحاك هو أخو ثابت بْن الضحاك.
وأما أَبُو يعلى الموصلي فإنه جعل الترجمة في مسنده للضحاك بْن أَبِي جبيرة، وقال: حدثنا هدبة، وَإِبْرَاهِيم بْن الحجاج، حدثنا حماد بْن سلمة، عن داود بْن أَبِي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بْن أَبِي جبيرة، قال: كانت لهم ألقاب في الجاهلية، فدعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا بلقبه، فقيل: يا رَسُول اللَّهِ، إنه يكرهه، فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} ، وقيل: إن الضحاك بْن أَبِي جبيرة هو الضحاك بْن خليفة، وسنذكره إن شاء اللَّه تعالى، والصحيح أن أبا جبيرة هو ابن الضحاك بْن خليفة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86308&book=5530#6dbbd6
الضَّحَّاكُ بْنُ أَبِي جَبِيرَةَ وَاسْمُهُ أَسْلَمُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللَّاحِقِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ أَبِي جَبِيرَةَ قَالَ: كَانَتِ الْأَنْصَارُ لَهُمْ ألقابٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , «فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ بِلَقَبِهِ» , فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّهُ يَكْرَهُ ذَاكَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: ] "
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَاشِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْبَصْرِيُّ قَالَا: نا هُدْبَةُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ أَبِي جَبِيرَةَ قَالَ : «كَانَتِ الْأَنْصَارُ أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ , فَأَمْسِكُوا ,» فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: ] "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللَّاحِقِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ أَبِي جَبِيرَةَ قَالَ: كَانَتِ الْأَنْصَارُ لَهُمْ ألقابٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , «فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ بِلَقَبِهِ» , فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّهُ يَكْرَهُ ذَاكَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: ] "
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَاشِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْبَصْرِيُّ قَالَا: نا هُدْبَةُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ أَبِي جَبِيرَةَ قَالَ : «كَانَتِ الْأَنْصَارُ أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ , فَأَمْسِكُوا ,» فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: ] "
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86308&book=5530#12175a
الضَّحَّاكُ بْنُ أَبِي جَبِيرَةَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، وَقِيلَ: أَبُو جَبِيرَةَ بْنُ الضَّحَّاكِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمُومَتِهِ، قَالُوا: قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَدْعُو الرَّجُلَ يَنْبِزُهُ فَيُقَالُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَكْرَهُهُ فَنَزَلَتْ {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ أَبِي جَبِيرَةَ، قَالَ: كَانَتِ الْأَنْصَارُ يَتَصَدَّقُونَ وَيُطْعِمُونَ مَا شَاءَ اللهُ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ، فَأَمْسَكُوا فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةَ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَمُومَتِهِ، قَالُوا: قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَدْعُو الرَّجُلَ يَنْبِزُهُ فَيُقَالُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَكْرَهُهُ فَنَزَلَتْ {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ أَبِي جَبِيرَةَ، قَالَ: كَانَتِ الْأَنْصَارُ يَتَصَدَّقُونَ وَيُطْعِمُونَ مَا شَاءَ اللهُ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ، فَأَمْسَكُوا فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةَ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151430&book=5530#3bbd61
الضحاك بن قيس - قتله رجل من كلب، يقال له زحمة بن عبيد الله - وصبرت قيس عند راياتها، يقاتلون عندها. فنظر رجل من بني عقيل إلى ما تلقى قيس عند راياتها من القتل فقال: اللهم، العنها من رايات، واعترضها بسفيه فجعل يقطعها، فإذا سقطت الراية تفرق أهلها. ثم انهزم الناس فنادى منادي مروان: لا تتبعوا مولياً. فأمسك عنهم. وقتلت قيس بمرج راهط مَقتلة لم يُقتله في موطن قط. وكانت
وقعة مرج راهط في نصف ذي الحجة سنة أربعة وستين. مرج راهط في نصف ذي الحجة سنة أربعة وستين.
ولما بلغ ابن الزبير قتلُ مروان الضحاكّ بمرج راهط قام خطيباً فقال: إن ثعلب بن ثعلب حفر بالصَّحْصَحة فأخطأت استه الحفرة. والَهْف أمٍ لم تلدني على رجل من محارب كان يرعى في جبال مكة. فيأتي بالضربة من اللبن فيتبعها بالقبضة من الدقيق، فيرى ذلك سداداً من عيش، ثم أنشأ يطلب الخلافة ووراثة النبوة.
الضحاك
ويقال: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين وهو مُقاعس بن عبادة بن النّزّال بن عمرة بن عُبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو بحر التميمي أدرك عصر سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا له. ولم يره: وشهد صفين مع علي عليه السلام أميراً. وقدم دمشق، ورأى بها أبا ذر، رضي الله عنه، وقدم على معاوية في خلافته أيضاً. وهو المعروف بالأحنف. وكان سيد أهل البصرة.
حدث الأحنف بن قيس عن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ألا هلك المتنطعون: قالها ثلاث مرات.
وفي رواية: ألا هلك المتكبرون. قالها ثلاثاً.
قال الأحنف بن قيس: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا برجل يصلي يكثر الركوع والسجود، فقلت: لا أنتهي حتى أنظر أيدري على شفع ينصرف أو على وتر؟ فلما انصرف قلت له: أتدري على شفع تنصرف أم على وتر؟ قال: إن لم أدر فإن الله هو يدري. حدثني خليلي أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم بكى، ثم قال: حدثني خليلي أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم بكى، ثم قال: حدثني خليل أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم بكى قال: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحطّ عنه بها سيئة، فتقاصرت إلى نفسي فإذا هو أبو ذر.
وقد روي أن ذلك كان في مسجد حمص. وقد روي أن ذلك في مسجد بيت المقدس، وفيه زيادة: رفعه الله بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة.
وكان الأحنف صديقاً لمصعب بن الزبير، فوفد عليه بالكوفة، ومصعب بن الزبير يومئذ والٍ عليها، فتوفي الأحنف عنده بالكوفة، فرُئي مصعب في جنازته يمشي بغير رداء سنة سبع وستين. وقيل سنة اثنتين وسبعين. وصلى عليه مصعب.
وكانت أم الأحنف امرأة من باهلة يقال لها حبّة بنت ثعلبة بن قرط بن قرواش.
وكان الأحنف أحنف الرجلين جميعاً، ولم يكن له إلا بيضة واحدة. وكانت أمه ترقّصه وتقول: الرجز
والله لولا حنَفٌ برجلِهِ ... وقلةٌ أخافُها من نسلِهِ
ما كان في فتيانكم من مثلهِ
وقد اختلف في اسمه، فقيل: الضحاك، وقيل صخر، وقيل: الحارث، وقيل: حصين. ووفد إلى عمر بن الخطاب. وهو الذي افتتح مَرْوُروّد.
حدث الأحنف قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث، فأخذ بيدي فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى. قال: أتذكر إذ بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعياً إلى بني سعد؟ فسألوني عن الإسلام، فجعلت أخبرهم وأدعوهم إلى الإسلام، فقلت: إنك تدعو إلى خير، وما أسمع إلا حسناً، فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: اللهم، اغفر للأحنف. فكان الأحنف يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك. يعني: دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحدث الأحنف أنه قدم على عمر بن الخطاب بفتح تُستَر، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الله قد فتح عليك تُستر، وهي من أرض البصرة. فقال رجل من المهاجرين: يا أمير المؤمنين، إن هذا - يعني الأحنف بن قيس - الذي كفّ عنا بني مُرّة حين بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صدقاتهم، وقد كانوا هّموا بنا. قال الأحنف: فحبسني عمر عنده بالمدينة سنة، يأتيني في كل يوم وليلة، فلا يأتيه عني إلا ما يحبّ. فلما كان رأس السنة دعاني، فقال: يا أحنف: هل تدري لمَ حبستك عندي؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين، فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حذّرنا كل منافق، فخشيت أن تكون منهم. فاحمدِ الله يا أحنف.
وفي حدث مختصر بمعناه: فقال: يا أحنف، إني قد بلوتك وخبرتك، فرأيت علانيتك حسنة، وأنا أرجو أن تكون سريرتك على مثل علانيتك، وإن كنا نتحدث، إنما يُهلِك هذه الأمة كل منافق عليم.
قال أحمد بن صالح:
الأحنف بن قيس بصري، تابعي، ثقة. وكان سيد قومه. وكان أعور، أحنف، دميماً، قصراً كَوسجاً، له بيضة واحدة. قال له عمر: ويحك يا أحنف، لما رأيتك
ازدريتك: فلما نطقت فقلت: لعله منافق، صَنَع اللسان. فلما اختبرتك حمدتك ولذلك حبستك. حبسه سنة يختبره. فقال عمر: هذا والله السيّد.
وقال له عمر: كنت أخشى أن تكون منافقاً عالما. وأرجوا أن تكون مؤمناً، فانحدر إلى مصرك.
قال عبد الله بن عبيد: ابتاع الأحنف ثوبين بصريَين: ثوباً بستة عشر، والآخر باثني عشر، فقطعهما قميصين فجعل يلبس الذي أخذه بستة عشر في الطريق، حتى إذا قدم المدينة خلعه ولبس الذي أخذه باثني عشر. فدخل على عمر، فجعل يسائله، وينظر إلى قميصه ويمسحه، ويقول: يا أحنف، بكم أخذت قميصك هذا؟ قال: أخذته باثني عشر درهماً. قال: ويحك! ألا كان بستة، وكان فضله فيما تعلم؟ قال الأحنف بن قيس: ما كذبت منذ أسلمت لا مرة واحدة: كان عمر سألني عن ثوب: بكم أخذته؟ فأسقطت ثلث الثمن.
قال الشعبي: وفد أبو موسى وفداً من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب فيهم الأحنف بن قيس. فلما قدموا على عمر تكلَّم كل رجل منهم في خاصَّة نفسه، وكان الأحنف في آخر القوم، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: أما بعد. يا أمير المؤمنين، فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه، وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر، وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار العذبة والجنان المخصبة، وفي مثل عين البعير، وكالحوار في السَّلى. تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلُغ، وإن أهل البصرة نزلوا في
سَبَخة زَعِقة نشَّاشة، لا يجف ثراها، ولا ينبُت مرعاها، طرفها في بحر أُجاج، والطرف الآخر في الفلاة، لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة، فارفع خسيستنا، وأَنعش وكيستنا وزِد في عيالنا عيالاً، وفي رجالنا رجالاً، وأصقِر درهمنا وأكثِر قَفيزنا، ومُر لنا بنهر نستعذب منه الماء. فقال عمر: عجزتم أن تكونوا مثل هذا؟! هذا والله السيّد. فما زلت أسمعها بعد.
وكان أبو موسى حين قدم على عمر فسأله عما كان رفع إليه من أمره أحب أن يبحث عنه، فلم يقم أحد يكفيه الكلام، فقام الأحنف بن قيس وكان من أشبههم فقال: يا أمير المؤمنين، صاحبك مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مواطن الحق، وعاملك ولم نر منه إلا خيراً، وإنا أناس بين سبَخَة وبين بحر أجاج، لا يأتينا طعامنا إلا في مثل حلقوم النعامة. فأعد لنا قفيزنا ودرهمنا، فأعجب منه ذلك عمر وأعرض عنه لحداثة سنّه، فقال له: اجلس يا أحنف، وكان برجله حَنف، فلذلك سماه الأحنف، فغلب لقبه على اسمه، فعرض عمر على الأحنف الجائزة، فقال: يا أمير المؤمنين، والله ما قطعنا الفلوات، ودأبنا الروحات العشيات للجوائز! وما حاجتي إلا حاجة من خلّفت، فزاده ذلك عند عمر خيراً. فرد عمر أبا موسى ومن معه. وحبَس الأحنف عنده سنة، وجعل عليه عيوناً، فلم يسمع إلا خيراً، فدعا به فقال: يا أحنف، إنك قد أعجبتني، وإنما حبستك لأعلم علمك، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: احذروا النافق العالم، وأشفقت عليك منه، فوجدتك بريئاً مما تخوفت عليك، فسرّحه، وأحسن جائزته. ثم قدم على أبي موسى، فعرف ما كان منه إليه، فلم يزل للأحنف شرفٌ يعرف حتى خرج من الدنيا.
قال ابن سيرين: بعث عمر بن الخطاب الأحنف بن قيس على جيش قِبَل خراسان فبيتهم العدو
وفرقوا جيوشهم، وكان الأحنف معهم، ففزع الناس، فكان أول من ركب الأحنف ومضى نحو الصوت وهو يقول: " الرجز "
إنَّ على كلّ رئيسٍ حقّا ... أن يخضِب الصَّعدة أو تندقّا
ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، وانهزم العدو، فتقلوهم وغنموا، وفتحوا مدينة يقال لها: مَرْوُروذ. قالوا: ثم سار الأحنف بن قيس بن مروروذ إلى بلخ فصالحوه على أربع مئة ألف. ثم أتى خوارزم ولم يُطقها فرجع.
كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد. فائذن للأحنف بن قيس، وشاوره، واسمع منه.
قيل للأحنف بن قيس: من أين أُوتيت ما أوتيت من الحلم والوقار؟ قال: بكلمات سمعتهن من عمر بن الخطاب. سمعت عمر يقول: يا أحنف، من مَزح استُخف به، ومن ضحك قلّت هيبته، ومن أكثر من شيء عُرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه.
قال الحسن: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.
ذكر عمرُ بني تميم فذمهم، فقال الأحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم. قال: تكلم. قال: إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم، وإنما هم من الناس، فيهم الصالح والطالح، فقال: صدقت، وقفّى بقولٍ حسن، فقام الحُتات - وكان يناوئه - فقال: يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم. قال: أجلس، فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
قال سفيان: ما وُزن عقل الأحنف بعقل أحد إلا وزنه.
قيل للأحنف بن قيس: بأي شيء سوّدك قومك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه.
قال مالك بن مسمع للأحنف بن قيس: يا أبا بحر، ما أنتفع بالشاهد إذا غبت، ولا افتقد غائباً إذا شهدت. فكأن البحتري ألّم بهذا المعنى فقال: " الطويل "
رحلتَ فلم نفرح بأوبة آيبِ ... وأُبتَ فلم نجزع لغيبة غائبِ
قدمتَ فأقدمت النهى يَحملُ الرضى ... إلى كلّ غضبان على الدهر عاتبِ
فعادت بك الأيامُ زُهراً كأنما ... جلا الدهرُ منها عن خدود الكواعبِ
قال خالد بن صفوان: كان الأحنف بن قيس يفرُّ من الشرف، والشرف يتبعه.
وعن خالد بن صفوان أنه كان بالرصافة عند هشام بن عبد الملك فقدم العباس بن الوليد بن عبد الملك، فغشيه الناس، فكان خالد فيمن أتاه، وكان العباس يصوم الاثنين والخميس. قال خالد: فدخلت عليه في يوم خميس فقال لي: يا بن الأهتم، خبرني عن تسويدكم للأحنف، وانقيادكم له، وكنتم حياً لم تملكوا في جاهلية قط. فقلت له: إن شئت أخبرتك عنه بخصلة لها سُوِّد، وإن شئت بثنتين، وإن شئت بثلاث، وإن شئت حدثتك عنه بقية عشيتك حتى تنقضي، ولم تشعر بصومك. قال: هات الأولى، فإن اكتفينا وإلا سألناك. قال: فقلت: كان أعظمّ من رأينا وسمعنا - ثم أدركني ذهني فقلت: غير الخلفاء - سلطاناً على نفسه في ما أراد حملها عليه، وكفّها عنه. قال: لقد ذكرتها نجلاء كافية. فما الثانية؟ قلت: قد يكون الرجل عظيم السلطان على نفسه، ولا يكون بصيرا بالمحاسن والمساوىء ولم يرَ ولم يسمع بأحد أبصر بالمحاسن والمساوىء منه، فلا يَحمل السلطنة إلا على حسن، ولا يكفها إلى عن قبيح. قال: قد جئت بصلة الأولى لا يصلح إلا بها. فما الثالثة؟ قلت: قد يكون الرجل عظيم السلطان على نفسه بصيراً بالمحاسن والمساوىء، ولا يكون حظيظاً، فلا يفشو له ذلك في الناس، فلا يذكر به، فيكون عند الناس مشهوراً. قال: وأبيك، لقد جئت بصلة الأوليين، فما بقية ما يقطع عني العشي؟ قلت: أيامه السالفة. قال: وما أيامه السالفة؟ قلت: يوم فتح خراسان: اجتمعت إليه جموع
الأعاجم بمر والرُّوذ فجاء ما لا قِبَل له به، وهو في منزل بمضيعة وقد بلغ الأمر به. فصلى عشاء الآخرة، ودعا ربه، وتضرَّع إليه أن يوفقه ثم خرج يمشي في العسكر مشي المكروب، يتسمع ما يقول الناس، فمرّ بعبد يعجن وهو يقول لصاحب له: أتعجب لأميرنا، يقيم بالمسلمين في منزل مضيعة، وقد جاءه العدو من وجوه. وقد أطافوا بالمسلمين من نواحيهم، ثم اتخذوهم أغراضاً، وله متحوَّل، فجعل الأحنف يقول: اللهم وفّق، اللهم سدّد، فقال العبد للعبد: فما الحيلة؟ قال: أن يُنادي الساعة بالرحيل، فإنما بينه وبين الغيضة فرسخ، فيجعلها خلف ظهره فيمنعه الله بها، فإذا امتنع ظهره بها بعث بمُجَنبتيه اليمنى واليسرى فيمنع الله بهما ناحيتيه ويلقى عدوه من جانب واحد. فخرّ الأحنف ساجداً ثم نادى بالرحيل مكانه، فارتحل المسلمون مكبين على رايتهم، حتى أتى الغيضة، فنزل في قَبَلها، وأصبح فأتاه العدو، فلم يجدوا إليه سبيلاً إلا من وجه واحد وضربوا بطبول أربعة، فركب الأحنف، وأخذ الراية، وحمل بنفسه على طبل ففتقه وقتل صاحبه، وهو يقول:
إن على كلّ رئيس حقّا ... أن يخضِب الصَّعدة أو تندقّا
ففتق الطبول الأربعة، وقتل حملتها. فلما فقد الأعاجم أصوات طبولهم انهزموا، فركب المسلمون أكتافهم، فقتلوهم قتلاً لم يقتلوا مثله قط. وكان الفتح.
واليوم الثاني أن علياً لما ظهر على أهل البصرة يوم الجمل أتاه الأشتر وأهل الكوفة بعدما اطمأن به المنزل، وأثخن في القتل، فقالوا: أعطنا، إن كنا قاتلنا أهل البصرة حين قاتلناهم وهم مؤمنين فقد ركبنا حوباً كبيراً، وإن كنا قاتلناهم كفاراً وظهرنا عليهم عنوة فقد حلّت لنا غنيمة أموالهم وسبي ذراريهم، وذلك حكم الله تعالى وحكم نبيّه في الكفار إذا ظهر عليهم. فقال علي: إنه لا حاجة بكم أن تهيجوا حرب إخوانكم، وسأرسل إلى رجل منهم فأستطلع برأيهم وحجتهم فيما قلتم، فأرسل إلى الأحنف بن قيس في رهط، فأخبرهم بما قال أهل الكوفة. فلم ينطق أحد غير الأحنف، فإنه قال: يا أمير المؤمنين، لماذا أرسلت إلينا؟! فوالله إن الجواب عنا لعندك، ولا نتبع الحق إلا بك، ولا علمنا العلم
إلا منك. قال: أحببت أن يكون الجواب عنكم منكم ليكون أثبت للحجة، وأقطع للتهمة فقل. فقال: إنهم قد أخطؤوا وخالفوا كتاب الله وسنّة نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما كان السبي والغنيمة على الكفار الذين دارهم دار الكفر. والكفر لهم جامع، ولذراريهم. ولسنا كذلك. وإنها دار إيمان يُنادى فيها بالتوحيد وشهادة الحق وإقام الصلاة. وإنما بغت طائفة أسماؤهم معلومة، أسماء أهل البغي، والثانية حجتنا أنا لم نستجمع على ذلك البغي، فإنه قد كان من أنصارك من أثبتهم بصيرة في حقك، وأعظمهم غناء عنك، طائفة من أهل البصرة، فأي أولئك يجهل حقه وينسى قرابته؟ إن هذا الذي أتاك به الأشتر وأصحابه قولُ متغلمة أهل الكوفة، وأيم الله، لئن تعرضوا لها لتكرهُنّ عاقبتها، ولا تكون الآخرة كالأولى. فقال علي: ما قلت إلا ما تعرف. فهل من شيء تخصون به إخوانكم بما قاسوا من الحرب؟ قال: نعم، أعطياتنا في بيت المال. ولم تك لتصرفها في عدلك عنا. فقد طبنا عنها نفساً في هذا العام، فاقسمها فيهم. فدعاهم علي، فأخبرهم بحجج القوم، وما قالوا، وبموافقتهم إياه. ثم قسم المال بينهم: خمسمئة لكل رجل. فهذا اليوم الثاني.
وأما اليوم الثالث فإن زياداً أرسل إليه بليلٍ وهو جالس على كرسي في صحن داره، فقال: يا أبا بحر، ما أرسلت إليك في أمر تنازعني فيه مخلوجة، ولكني أرسلت إليك وأنا على صريمة، فكرهت أن يروعك أمر يحدث ولا تعلمه. قال: فما هو؟ قال: هذه الحمراء قد كثرت بين أظهر المسلمين، وكثر عددهم، وخفّت عدوتهم، والمسلمون في ثغرهم وجهادهم عدوَّهم، وقد خلفوهم في نسائم وحرمهم، فأردت أن أرسل إلى كل من كان في عرافة من المقاتلة فيأتوا بسلاحهم، ويأتيني كل عريف بمن في عرافته من عبد أو مولى فأضرب رقابهم فتؤمن ناحيتهم. قال الأحنف: ففيم القول وأنت على صريمة؟ قال: لتقولن. قال: فإن ذلك ليس لك. يمنعك من ذلك خصال ثلاث: أما الأولى فحكم الله عزّ وجلّ في كتاب عن الله، وما قتل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الناس مَن قال: لا إله إلا الله وشهد أن محمداً رسول الله، بل حقن دمه. والثانية أنهم غلة الناس، لم يغز غازٍ فخلف لأهل ما يصلحهم إلا من غلاتهم، وليس لك أن تحرمهم. وأما الثالثة فهم يقيمون أسواق
المسلمين، أفتجعل العرب يقيمون أسواقهم قصّابين وقصّارين وحجّامين؟! قال: فوثب عن كرسيه، ولم يُعلمه أنه قَبِل منه، وانصرف الأحنف.
قال: فما بتّ بليلةٍ أطول منها، أتسمّع الأصوات. قال: فلما نادى أول المؤذنين قال لمولى له: ائت المسجد فانظر هل حدث أمر؟ فرجع فقال: صلى الأمير وانصرف، ولم يحدث إلا خير.
كان الأحنف استُعمل على خراسان. فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة. قال: فلم يوقظ أحداً من غلمانه ولا جنده، وانطلق يطلب الماء. قال: فأتى على شوك وشجر حتى سالت قدماه دماً، فوجد الثلج. قال: فكسره واغتسل. قال: فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين فلبسهما. فلما أصبح أخبر أصحاب. فقالوا: والله ما علمنا بك.
قال مغيرة: شكا ابن أخي الأحنف بن قيس وجعاً بضرسه فقال الأحنب: لقد ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة، فما ذكرتها لأحد.
دخل الأحنف بن قيس على معاوية فقال: أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفين، والمخذّل عن أم المؤمنين؟! فقال: يا معاوية، لا تردّ الأمور على أدبارها، فإن السيوف التي قاتلناك بها على عواتقنا، والقلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا، والله لا تمدّ إلينا شبراً من غدر إلا مددنا إليك ذراعاً من خَتْر، ولئن شئت لتستصفَينّ كدر قلوبنا بصفوٍ من عفوك. قال: فإني أفعل.
قال الأحنف: ما نازعني أحد قط إلا أخذت في أمري بثلاث خلال: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه.
قال الأحنف بن قيس: من كانت فيه أربع خصال ساد قومه غير مدافَع: من كان له دِين يحجز، وحسّب يصونه، وعقل يرشده، وحياء يمنعه.
قال الأحنف لرجل سأل: ما الحلم؟ فقال: هو الذلّ تصبر عليه.
قال الأحنف: ليس فضل الحلم أن تُظلّم فتحلُم حتى إذا قدرت انتقمت، ولكنه إذا ظُلمت فحلمت ثم قدرت فعفوت.
قال الأحنف بن قيس: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنيء، وبَرّ من فاجر، وحليم من أحمق.
قال الأحنف: ليس لكذوب مروءة، ولا لبخيل حياء، ولا لحاسد راحة، ولا لسيء الخلق سؤدد، ولا لملول وفاء.
قال رجل للأحنف بن قيس: يا أبا بحر، دلّني على أحمدِ أمرٍ عاقبةً، فقال له: خالقِ الناس بخلق حسن، وكُفَّ عن القبيح. ثم قال له: ألا أدلك على أدْوَأ الداء؟ قال: بلى. قال: اكتساب الذم بلا منفعة، واللسان البذيء، والخلق الرديء.
قال الأحنف بن قيس: مَن أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون.
قيل للأحنف: ما المروءة؟ قال: ألا تعمل في السر شيئاً تستحي منه في العلانية.
سأل يزيد بن معاوية الأنف بن قيس عن المروءة فقال الأحنف: التُّقى والاحتمال. ثم أطرق الأحنف ساعة وقال: مجزوء الكامل.
وإذا جميلُ الوجه لم ... يأتِ الجميلَ فما جمالُه؟
ما خيرُ أخلاقِ الفَتى ... إلا تُقاه واحتمالُه
فقال يزيد: أحسن يا أبا بحر، وافق البمّ زِيراً، قال الأحنف: ألا قلت: وافق المعنى تفسيراً؟.
قال الأحنف بن قيس: رأس الأدب آلة المنطق، ولا خير في قول إلا بفعل، ولا في منظر إلا بمخبر، ولا في مال إلا بجود، ولا في صديق إلا بوفاء، ولا في فقه إلا بورع، ولا في صدقة إلا بنّية، ولا في حياة إلا بأمن وصحّة.
تذاكر قوم الصمت والكلام، فقال قوم: الصمت أفضل، فقال الأحنف: المنطق أفضل، لأن فضل الصمت لا يعدو صاحبه، والمنطق الحسن ينتفع به مَن سمعه.
قال الأحنف: ثلاث خصال تُجتلب بهن المحبة: الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة، والانطواء على المودة.
قال الأحنف بن قيس: إن غاصب الدنيا وظالمها أهلها، والمدعي ما ليس له منها على قتلها - وإن كان عالي المكان من سلطانها - لأقلّ منها وأذلّ.
كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد. فإذا قَدِم عليك أخ لك موافق فليكن منك بمنزلة السمع والبصر، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف. ألم تسمع الله يقول لنوح في ابنه: " إنّهَُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غيْرُ صالِحٍ ".
رأى الأحنف في يد رجل درهماً فقال: لمن هذا الدرهم؟ فقال: لي، فقال الأحنف: ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر. ثم تمثّل: الرمل
أنت للمالِ إذا أمسكتَه ... وإذا أنفقتَ فالمالُ لَكْ
قال الأحنف بن قيس: ما خان شريف، ولا كذب عاقل، ولا اغتاب مؤمن.
قال الأحنف: الرفق والأناة محبوبة إلا في ثلاث: تبادر بالعمل الصالح، وتعجّل إخراج ميتك، وتنكح الكفء أيَمك.
قال الأحنف: لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلداً ليس فيه خمس خصال: سلطان قاهر، وقاض عادل، وسوق قائمة، ونهر جار، وطبيب عالم.
قال الأحنف: مِن السؤدد الصبر على الذل، وكفى بالحلم ناصراً.
قال الأحنف بن قيس: جنّبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، فإني أبغض الرجل أن يكون وصّافاً لفرجه وبطنه. وإن من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه.
قال عمر بن الخطاب للأحنف بن قيس: أي الطعام أحبّ إليك؟ قال: الزبد والكمأة، فقال عمر: ما هما بأحبِّ الطعام إليه. ولكنه يُحب خصب المسلمين. يعني أن الزبد والكمأة لا تكونان إلا في سنة الخصب.
قال الأحنف بن قيس:
سمعت خطبة لأبي بكر وعُمر وعثمان وعلي والخلفاء بعد، فما سمعت الكلام مِن في مخلوقٍ أفخم ولا أسن من عائشة أم المؤمنين.
قال عتبة بن صعصعة: رأيت مصعب بن الزبير في جنازة الأحنف متقلداً سيفاً، ليس عليه رداء وهو يقول: ذهب اليوم الحزم والرأي.
توفي الأحنف سنة سبع وستين، وقيل: سنة اثنتين وسبعين.
قال عبد الرحمن بن عُمارة بن عقبة بن أبي مُعيط: حضرت جنازة الأحنف بن قيس بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره. فلما سوّيته رأيته قد فُسح له مدّ بصري، فأخبرت بذلك أصحاب فلم يَروا ما رأيت.
وقعة مرج راهط في نصف ذي الحجة سنة أربعة وستين. مرج راهط في نصف ذي الحجة سنة أربعة وستين.
ولما بلغ ابن الزبير قتلُ مروان الضحاكّ بمرج راهط قام خطيباً فقال: إن ثعلب بن ثعلب حفر بالصَّحْصَحة فأخطأت استه الحفرة. والَهْف أمٍ لم تلدني على رجل من محارب كان يرعى في جبال مكة. فيأتي بالضربة من اللبن فيتبعها بالقبضة من الدقيق، فيرى ذلك سداداً من عيش، ثم أنشأ يطلب الخلافة ووراثة النبوة.
الضحاك
ويقال: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين وهو مُقاعس بن عبادة بن النّزّال بن عمرة بن عُبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو بحر التميمي أدرك عصر سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا له. ولم يره: وشهد صفين مع علي عليه السلام أميراً. وقدم دمشق، ورأى بها أبا ذر، رضي الله عنه، وقدم على معاوية في خلافته أيضاً. وهو المعروف بالأحنف. وكان سيد أهل البصرة.
حدث الأحنف بن قيس عن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ألا هلك المتنطعون: قالها ثلاث مرات.
وفي رواية: ألا هلك المتكبرون. قالها ثلاثاً.
قال الأحنف بن قيس: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا برجل يصلي يكثر الركوع والسجود، فقلت: لا أنتهي حتى أنظر أيدري على شفع ينصرف أو على وتر؟ فلما انصرف قلت له: أتدري على شفع تنصرف أم على وتر؟ قال: إن لم أدر فإن الله هو يدري. حدثني خليلي أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم بكى، ثم قال: حدثني خليلي أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم بكى، ثم قال: حدثني خليل أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم بكى قال: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحطّ عنه بها سيئة، فتقاصرت إلى نفسي فإذا هو أبو ذر.
وقد روي أن ذلك كان في مسجد حمص. وقد روي أن ذلك في مسجد بيت المقدس، وفيه زيادة: رفعه الله بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة.
وكان الأحنف صديقاً لمصعب بن الزبير، فوفد عليه بالكوفة، ومصعب بن الزبير يومئذ والٍ عليها، فتوفي الأحنف عنده بالكوفة، فرُئي مصعب في جنازته يمشي بغير رداء سنة سبع وستين. وقيل سنة اثنتين وسبعين. وصلى عليه مصعب.
وكانت أم الأحنف امرأة من باهلة يقال لها حبّة بنت ثعلبة بن قرط بن قرواش.
وكان الأحنف أحنف الرجلين جميعاً، ولم يكن له إلا بيضة واحدة. وكانت أمه ترقّصه وتقول: الرجز
والله لولا حنَفٌ برجلِهِ ... وقلةٌ أخافُها من نسلِهِ
ما كان في فتيانكم من مثلهِ
وقد اختلف في اسمه، فقيل: الضحاك، وقيل صخر، وقيل: الحارث، وقيل: حصين. ووفد إلى عمر بن الخطاب. وهو الذي افتتح مَرْوُروّد.
حدث الأحنف قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث، فأخذ بيدي فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى. قال: أتذكر إذ بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعياً إلى بني سعد؟ فسألوني عن الإسلام، فجعلت أخبرهم وأدعوهم إلى الإسلام، فقلت: إنك تدعو إلى خير، وما أسمع إلا حسناً، فذكرت ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: اللهم، اغفر للأحنف. فكان الأحنف يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك. يعني: دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحدث الأحنف أنه قدم على عمر بن الخطاب بفتح تُستَر، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الله قد فتح عليك تُستر، وهي من أرض البصرة. فقال رجل من المهاجرين: يا أمير المؤمنين، إن هذا - يعني الأحنف بن قيس - الذي كفّ عنا بني مُرّة حين بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صدقاتهم، وقد كانوا هّموا بنا. قال الأحنف: فحبسني عمر عنده بالمدينة سنة، يأتيني في كل يوم وليلة، فلا يأتيه عني إلا ما يحبّ. فلما كان رأس السنة دعاني، فقال: يا أحنف: هل تدري لمَ حبستك عندي؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين، فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حذّرنا كل منافق، فخشيت أن تكون منهم. فاحمدِ الله يا أحنف.
وفي حدث مختصر بمعناه: فقال: يا أحنف، إني قد بلوتك وخبرتك، فرأيت علانيتك حسنة، وأنا أرجو أن تكون سريرتك على مثل علانيتك، وإن كنا نتحدث، إنما يُهلِك هذه الأمة كل منافق عليم.
قال أحمد بن صالح:
الأحنف بن قيس بصري، تابعي، ثقة. وكان سيد قومه. وكان أعور، أحنف، دميماً، قصراً كَوسجاً، له بيضة واحدة. قال له عمر: ويحك يا أحنف، لما رأيتك
ازدريتك: فلما نطقت فقلت: لعله منافق، صَنَع اللسان. فلما اختبرتك حمدتك ولذلك حبستك. حبسه سنة يختبره. فقال عمر: هذا والله السيّد.
وقال له عمر: كنت أخشى أن تكون منافقاً عالما. وأرجوا أن تكون مؤمناً، فانحدر إلى مصرك.
قال عبد الله بن عبيد: ابتاع الأحنف ثوبين بصريَين: ثوباً بستة عشر، والآخر باثني عشر، فقطعهما قميصين فجعل يلبس الذي أخذه بستة عشر في الطريق، حتى إذا قدم المدينة خلعه ولبس الذي أخذه باثني عشر. فدخل على عمر، فجعل يسائله، وينظر إلى قميصه ويمسحه، ويقول: يا أحنف، بكم أخذت قميصك هذا؟ قال: أخذته باثني عشر درهماً. قال: ويحك! ألا كان بستة، وكان فضله فيما تعلم؟ قال الأحنف بن قيس: ما كذبت منذ أسلمت لا مرة واحدة: كان عمر سألني عن ثوب: بكم أخذته؟ فأسقطت ثلث الثمن.
قال الشعبي: وفد أبو موسى وفداً من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب فيهم الأحنف بن قيس. فلما قدموا على عمر تكلَّم كل رجل منهم في خاصَّة نفسه، وكان الأحنف في آخر القوم، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: أما بعد. يا أمير المؤمنين، فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه، وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر، وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار العذبة والجنان المخصبة، وفي مثل عين البعير، وكالحوار في السَّلى. تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلُغ، وإن أهل البصرة نزلوا في
سَبَخة زَعِقة نشَّاشة، لا يجف ثراها، ولا ينبُت مرعاها، طرفها في بحر أُجاج، والطرف الآخر في الفلاة، لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة، فارفع خسيستنا، وأَنعش وكيستنا وزِد في عيالنا عيالاً، وفي رجالنا رجالاً، وأصقِر درهمنا وأكثِر قَفيزنا، ومُر لنا بنهر نستعذب منه الماء. فقال عمر: عجزتم أن تكونوا مثل هذا؟! هذا والله السيّد. فما زلت أسمعها بعد.
وكان أبو موسى حين قدم على عمر فسأله عما كان رفع إليه من أمره أحب أن يبحث عنه، فلم يقم أحد يكفيه الكلام، فقام الأحنف بن قيس وكان من أشبههم فقال: يا أمير المؤمنين، صاحبك مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مواطن الحق، وعاملك ولم نر منه إلا خيراً، وإنا أناس بين سبَخَة وبين بحر أجاج، لا يأتينا طعامنا إلا في مثل حلقوم النعامة. فأعد لنا قفيزنا ودرهمنا، فأعجب منه ذلك عمر وأعرض عنه لحداثة سنّه، فقال له: اجلس يا أحنف، وكان برجله حَنف، فلذلك سماه الأحنف، فغلب لقبه على اسمه، فعرض عمر على الأحنف الجائزة، فقال: يا أمير المؤمنين، والله ما قطعنا الفلوات، ودأبنا الروحات العشيات للجوائز! وما حاجتي إلا حاجة من خلّفت، فزاده ذلك عند عمر خيراً. فرد عمر أبا موسى ومن معه. وحبَس الأحنف عنده سنة، وجعل عليه عيوناً، فلم يسمع إلا خيراً، فدعا به فقال: يا أحنف، إنك قد أعجبتني، وإنما حبستك لأعلم علمك، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: احذروا النافق العالم، وأشفقت عليك منه، فوجدتك بريئاً مما تخوفت عليك، فسرّحه، وأحسن جائزته. ثم قدم على أبي موسى، فعرف ما كان منه إليه، فلم يزل للأحنف شرفٌ يعرف حتى خرج من الدنيا.
قال ابن سيرين: بعث عمر بن الخطاب الأحنف بن قيس على جيش قِبَل خراسان فبيتهم العدو
وفرقوا جيوشهم، وكان الأحنف معهم، ففزع الناس، فكان أول من ركب الأحنف ومضى نحو الصوت وهو يقول: " الرجز "
إنَّ على كلّ رئيسٍ حقّا ... أن يخضِب الصَّعدة أو تندقّا
ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، وانهزم العدو، فتقلوهم وغنموا، وفتحوا مدينة يقال لها: مَرْوُروذ. قالوا: ثم سار الأحنف بن قيس بن مروروذ إلى بلخ فصالحوه على أربع مئة ألف. ثم أتى خوارزم ولم يُطقها فرجع.
كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد. فائذن للأحنف بن قيس، وشاوره، واسمع منه.
قيل للأحنف بن قيس: من أين أُوتيت ما أوتيت من الحلم والوقار؟ قال: بكلمات سمعتهن من عمر بن الخطاب. سمعت عمر يقول: يا أحنف، من مَزح استُخف به، ومن ضحك قلّت هيبته، ومن أكثر من شيء عُرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه.
قال الحسن: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.
ذكر عمرُ بني تميم فذمهم، فقال الأحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم. قال: تكلم. قال: إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم، وإنما هم من الناس، فيهم الصالح والطالح، فقال: صدقت، وقفّى بقولٍ حسن، فقام الحُتات - وكان يناوئه - فقال: يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم. قال: أجلس، فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
قال سفيان: ما وُزن عقل الأحنف بعقل أحد إلا وزنه.
قيل للأحنف بن قيس: بأي شيء سوّدك قومك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه.
قال مالك بن مسمع للأحنف بن قيس: يا أبا بحر، ما أنتفع بالشاهد إذا غبت، ولا افتقد غائباً إذا شهدت. فكأن البحتري ألّم بهذا المعنى فقال: " الطويل "
رحلتَ فلم نفرح بأوبة آيبِ ... وأُبتَ فلم نجزع لغيبة غائبِ
قدمتَ فأقدمت النهى يَحملُ الرضى ... إلى كلّ غضبان على الدهر عاتبِ
فعادت بك الأيامُ زُهراً كأنما ... جلا الدهرُ منها عن خدود الكواعبِ
قال خالد بن صفوان: كان الأحنف بن قيس يفرُّ من الشرف، والشرف يتبعه.
وعن خالد بن صفوان أنه كان بالرصافة عند هشام بن عبد الملك فقدم العباس بن الوليد بن عبد الملك، فغشيه الناس، فكان خالد فيمن أتاه، وكان العباس يصوم الاثنين والخميس. قال خالد: فدخلت عليه في يوم خميس فقال لي: يا بن الأهتم، خبرني عن تسويدكم للأحنف، وانقيادكم له، وكنتم حياً لم تملكوا في جاهلية قط. فقلت له: إن شئت أخبرتك عنه بخصلة لها سُوِّد، وإن شئت بثنتين، وإن شئت بثلاث، وإن شئت حدثتك عنه بقية عشيتك حتى تنقضي، ولم تشعر بصومك. قال: هات الأولى، فإن اكتفينا وإلا سألناك. قال: فقلت: كان أعظمّ من رأينا وسمعنا - ثم أدركني ذهني فقلت: غير الخلفاء - سلطاناً على نفسه في ما أراد حملها عليه، وكفّها عنه. قال: لقد ذكرتها نجلاء كافية. فما الثانية؟ قلت: قد يكون الرجل عظيم السلطان على نفسه، ولا يكون بصيرا بالمحاسن والمساوىء ولم يرَ ولم يسمع بأحد أبصر بالمحاسن والمساوىء منه، فلا يَحمل السلطنة إلا على حسن، ولا يكفها إلى عن قبيح. قال: قد جئت بصلة الأولى لا يصلح إلا بها. فما الثالثة؟ قلت: قد يكون الرجل عظيم السلطان على نفسه بصيراً بالمحاسن والمساوىء، ولا يكون حظيظاً، فلا يفشو له ذلك في الناس، فلا يذكر به، فيكون عند الناس مشهوراً. قال: وأبيك، لقد جئت بصلة الأوليين، فما بقية ما يقطع عني العشي؟ قلت: أيامه السالفة. قال: وما أيامه السالفة؟ قلت: يوم فتح خراسان: اجتمعت إليه جموع
الأعاجم بمر والرُّوذ فجاء ما لا قِبَل له به، وهو في منزل بمضيعة وقد بلغ الأمر به. فصلى عشاء الآخرة، ودعا ربه، وتضرَّع إليه أن يوفقه ثم خرج يمشي في العسكر مشي المكروب، يتسمع ما يقول الناس، فمرّ بعبد يعجن وهو يقول لصاحب له: أتعجب لأميرنا، يقيم بالمسلمين في منزل مضيعة، وقد جاءه العدو من وجوه. وقد أطافوا بالمسلمين من نواحيهم، ثم اتخذوهم أغراضاً، وله متحوَّل، فجعل الأحنف يقول: اللهم وفّق، اللهم سدّد، فقال العبد للعبد: فما الحيلة؟ قال: أن يُنادي الساعة بالرحيل، فإنما بينه وبين الغيضة فرسخ، فيجعلها خلف ظهره فيمنعه الله بها، فإذا امتنع ظهره بها بعث بمُجَنبتيه اليمنى واليسرى فيمنع الله بهما ناحيتيه ويلقى عدوه من جانب واحد. فخرّ الأحنف ساجداً ثم نادى بالرحيل مكانه، فارتحل المسلمون مكبين على رايتهم، حتى أتى الغيضة، فنزل في قَبَلها، وأصبح فأتاه العدو، فلم يجدوا إليه سبيلاً إلا من وجه واحد وضربوا بطبول أربعة، فركب الأحنف، وأخذ الراية، وحمل بنفسه على طبل ففتقه وقتل صاحبه، وهو يقول:
إن على كلّ رئيس حقّا ... أن يخضِب الصَّعدة أو تندقّا
ففتق الطبول الأربعة، وقتل حملتها. فلما فقد الأعاجم أصوات طبولهم انهزموا، فركب المسلمون أكتافهم، فقتلوهم قتلاً لم يقتلوا مثله قط. وكان الفتح.
واليوم الثاني أن علياً لما ظهر على أهل البصرة يوم الجمل أتاه الأشتر وأهل الكوفة بعدما اطمأن به المنزل، وأثخن في القتل، فقالوا: أعطنا، إن كنا قاتلنا أهل البصرة حين قاتلناهم وهم مؤمنين فقد ركبنا حوباً كبيراً، وإن كنا قاتلناهم كفاراً وظهرنا عليهم عنوة فقد حلّت لنا غنيمة أموالهم وسبي ذراريهم، وذلك حكم الله تعالى وحكم نبيّه في الكفار إذا ظهر عليهم. فقال علي: إنه لا حاجة بكم أن تهيجوا حرب إخوانكم، وسأرسل إلى رجل منهم فأستطلع برأيهم وحجتهم فيما قلتم، فأرسل إلى الأحنف بن قيس في رهط، فأخبرهم بما قال أهل الكوفة. فلم ينطق أحد غير الأحنف، فإنه قال: يا أمير المؤمنين، لماذا أرسلت إلينا؟! فوالله إن الجواب عنا لعندك، ولا نتبع الحق إلا بك، ولا علمنا العلم
إلا منك. قال: أحببت أن يكون الجواب عنكم منكم ليكون أثبت للحجة، وأقطع للتهمة فقل. فقال: إنهم قد أخطؤوا وخالفوا كتاب الله وسنّة نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما كان السبي والغنيمة على الكفار الذين دارهم دار الكفر. والكفر لهم جامع، ولذراريهم. ولسنا كذلك. وإنها دار إيمان يُنادى فيها بالتوحيد وشهادة الحق وإقام الصلاة. وإنما بغت طائفة أسماؤهم معلومة، أسماء أهل البغي، والثانية حجتنا أنا لم نستجمع على ذلك البغي، فإنه قد كان من أنصارك من أثبتهم بصيرة في حقك، وأعظمهم غناء عنك، طائفة من أهل البصرة، فأي أولئك يجهل حقه وينسى قرابته؟ إن هذا الذي أتاك به الأشتر وأصحابه قولُ متغلمة أهل الكوفة، وأيم الله، لئن تعرضوا لها لتكرهُنّ عاقبتها، ولا تكون الآخرة كالأولى. فقال علي: ما قلت إلا ما تعرف. فهل من شيء تخصون به إخوانكم بما قاسوا من الحرب؟ قال: نعم، أعطياتنا في بيت المال. ولم تك لتصرفها في عدلك عنا. فقد طبنا عنها نفساً في هذا العام، فاقسمها فيهم. فدعاهم علي، فأخبرهم بحجج القوم، وما قالوا، وبموافقتهم إياه. ثم قسم المال بينهم: خمسمئة لكل رجل. فهذا اليوم الثاني.
وأما اليوم الثالث فإن زياداً أرسل إليه بليلٍ وهو جالس على كرسي في صحن داره، فقال: يا أبا بحر، ما أرسلت إليك في أمر تنازعني فيه مخلوجة، ولكني أرسلت إليك وأنا على صريمة، فكرهت أن يروعك أمر يحدث ولا تعلمه. قال: فما هو؟ قال: هذه الحمراء قد كثرت بين أظهر المسلمين، وكثر عددهم، وخفّت عدوتهم، والمسلمون في ثغرهم وجهادهم عدوَّهم، وقد خلفوهم في نسائم وحرمهم، فأردت أن أرسل إلى كل من كان في عرافة من المقاتلة فيأتوا بسلاحهم، ويأتيني كل عريف بمن في عرافته من عبد أو مولى فأضرب رقابهم فتؤمن ناحيتهم. قال الأحنف: ففيم القول وأنت على صريمة؟ قال: لتقولن. قال: فإن ذلك ليس لك. يمنعك من ذلك خصال ثلاث: أما الأولى فحكم الله عزّ وجلّ في كتاب عن الله، وما قتل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الناس مَن قال: لا إله إلا الله وشهد أن محمداً رسول الله، بل حقن دمه. والثانية أنهم غلة الناس، لم يغز غازٍ فخلف لأهل ما يصلحهم إلا من غلاتهم، وليس لك أن تحرمهم. وأما الثالثة فهم يقيمون أسواق
المسلمين، أفتجعل العرب يقيمون أسواقهم قصّابين وقصّارين وحجّامين؟! قال: فوثب عن كرسيه، ولم يُعلمه أنه قَبِل منه، وانصرف الأحنف.
قال: فما بتّ بليلةٍ أطول منها، أتسمّع الأصوات. قال: فلما نادى أول المؤذنين قال لمولى له: ائت المسجد فانظر هل حدث أمر؟ فرجع فقال: صلى الأمير وانصرف، ولم يحدث إلا خير.
كان الأحنف استُعمل على خراسان. فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة. قال: فلم يوقظ أحداً من غلمانه ولا جنده، وانطلق يطلب الماء. قال: فأتى على شوك وشجر حتى سالت قدماه دماً، فوجد الثلج. قال: فكسره واغتسل. قال: فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين فلبسهما. فلما أصبح أخبر أصحاب. فقالوا: والله ما علمنا بك.
قال مغيرة: شكا ابن أخي الأحنف بن قيس وجعاً بضرسه فقال الأحنب: لقد ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة، فما ذكرتها لأحد.
دخل الأحنف بن قيس على معاوية فقال: أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفين، والمخذّل عن أم المؤمنين؟! فقال: يا معاوية، لا تردّ الأمور على أدبارها، فإن السيوف التي قاتلناك بها على عواتقنا، والقلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا، والله لا تمدّ إلينا شبراً من غدر إلا مددنا إليك ذراعاً من خَتْر، ولئن شئت لتستصفَينّ كدر قلوبنا بصفوٍ من عفوك. قال: فإني أفعل.
قال الأحنف: ما نازعني أحد قط إلا أخذت في أمري بثلاث خلال: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه.
قال الأحنف بن قيس: من كانت فيه أربع خصال ساد قومه غير مدافَع: من كان له دِين يحجز، وحسّب يصونه، وعقل يرشده، وحياء يمنعه.
قال الأحنف لرجل سأل: ما الحلم؟ فقال: هو الذلّ تصبر عليه.
قال الأحنف: ليس فضل الحلم أن تُظلّم فتحلُم حتى إذا قدرت انتقمت، ولكنه إذا ظُلمت فحلمت ثم قدرت فعفوت.
قال الأحنف بن قيس: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنيء، وبَرّ من فاجر، وحليم من أحمق.
قال الأحنف: ليس لكذوب مروءة، ولا لبخيل حياء، ولا لحاسد راحة، ولا لسيء الخلق سؤدد، ولا لملول وفاء.
قال رجل للأحنف بن قيس: يا أبا بحر، دلّني على أحمدِ أمرٍ عاقبةً، فقال له: خالقِ الناس بخلق حسن، وكُفَّ عن القبيح. ثم قال له: ألا أدلك على أدْوَأ الداء؟ قال: بلى. قال: اكتساب الذم بلا منفعة، واللسان البذيء، والخلق الرديء.
قال الأحنف بن قيس: مَن أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون.
قيل للأحنف: ما المروءة؟ قال: ألا تعمل في السر شيئاً تستحي منه في العلانية.
سأل يزيد بن معاوية الأنف بن قيس عن المروءة فقال الأحنف: التُّقى والاحتمال. ثم أطرق الأحنف ساعة وقال: مجزوء الكامل.
وإذا جميلُ الوجه لم ... يأتِ الجميلَ فما جمالُه؟
ما خيرُ أخلاقِ الفَتى ... إلا تُقاه واحتمالُه
فقال يزيد: أحسن يا أبا بحر، وافق البمّ زِيراً، قال الأحنف: ألا قلت: وافق المعنى تفسيراً؟.
قال الأحنف بن قيس: رأس الأدب آلة المنطق، ولا خير في قول إلا بفعل، ولا في منظر إلا بمخبر، ولا في مال إلا بجود، ولا في صديق إلا بوفاء، ولا في فقه إلا بورع، ولا في صدقة إلا بنّية، ولا في حياة إلا بأمن وصحّة.
تذاكر قوم الصمت والكلام، فقال قوم: الصمت أفضل، فقال الأحنف: المنطق أفضل، لأن فضل الصمت لا يعدو صاحبه، والمنطق الحسن ينتفع به مَن سمعه.
قال الأحنف: ثلاث خصال تُجتلب بهن المحبة: الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة، والانطواء على المودة.
قال الأحنف بن قيس: إن غاصب الدنيا وظالمها أهلها، والمدعي ما ليس له منها على قتلها - وإن كان عالي المكان من سلطانها - لأقلّ منها وأذلّ.
كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد. فإذا قَدِم عليك أخ لك موافق فليكن منك بمنزلة السمع والبصر، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف. ألم تسمع الله يقول لنوح في ابنه: " إنّهَُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غيْرُ صالِحٍ ".
رأى الأحنف في يد رجل درهماً فقال: لمن هذا الدرهم؟ فقال: لي، فقال الأحنف: ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر. ثم تمثّل: الرمل
أنت للمالِ إذا أمسكتَه ... وإذا أنفقتَ فالمالُ لَكْ
قال الأحنف بن قيس: ما خان شريف، ولا كذب عاقل، ولا اغتاب مؤمن.
قال الأحنف: الرفق والأناة محبوبة إلا في ثلاث: تبادر بالعمل الصالح، وتعجّل إخراج ميتك، وتنكح الكفء أيَمك.
قال الأحنف: لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلداً ليس فيه خمس خصال: سلطان قاهر، وقاض عادل، وسوق قائمة، ونهر جار، وطبيب عالم.
قال الأحنف: مِن السؤدد الصبر على الذل، وكفى بالحلم ناصراً.
قال الأحنف بن قيس: جنّبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، فإني أبغض الرجل أن يكون وصّافاً لفرجه وبطنه. وإن من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه.
قال عمر بن الخطاب للأحنف بن قيس: أي الطعام أحبّ إليك؟ قال: الزبد والكمأة، فقال عمر: ما هما بأحبِّ الطعام إليه. ولكنه يُحب خصب المسلمين. يعني أن الزبد والكمأة لا تكونان إلا في سنة الخصب.
قال الأحنف بن قيس:
سمعت خطبة لأبي بكر وعُمر وعثمان وعلي والخلفاء بعد، فما سمعت الكلام مِن في مخلوقٍ أفخم ولا أسن من عائشة أم المؤمنين.
قال عتبة بن صعصعة: رأيت مصعب بن الزبير في جنازة الأحنف متقلداً سيفاً، ليس عليه رداء وهو يقول: ذهب اليوم الحزم والرأي.
توفي الأحنف سنة سبع وستين، وقيل: سنة اثنتين وسبعين.
قال عبد الرحمن بن عُمارة بن عقبة بن أبي مُعيط: حضرت جنازة الأحنف بن قيس بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره. فلما سوّيته رأيته قد فُسح له مدّ بصري، فأخبرت بذلك أصحاب فلم يَروا ما رأيت.