يزيد بن أبى سفيان بن حرب أخو معاوية بن أبى سفيان من صالحي بنى أمية وكان من امراء الاجناد بالشام ولاه أبو بكر الصديق وجعل أباه أبا سفيان تحت رايته مات بالشام سنة ثماني عشرة بعد أن توفى أبو عبيدة بن الجراح في خلافة عمر بن الخطاب
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) – Mashāhīr ʿulamāʾ al-amṣār - ابن حبان - مشاهير علماء الأمصار
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1589 1546. يحيى بن يعمر8 1547. يزيد الرشك5 1548. يزيد بن ابراهيم التستري ابو سعيد3 1549. يزيد بن ابى عبيد1 1550. يزيد بن ابي حبيب5 1551. يزيد بن ابي سفيان بن حرب21552. يزيد بن ابي مريم الانصاري3 1553. يزيد بن الاسود الجرشي5 1554. يزيد بن الاسود الخزاعي3 1555. يزيد بن الاصم العامري بن1 1556. يزيد بن ثابت بن الضحاك2 1557. يزيد بن جبير بن شيبة1 1558. يزيد بن رومان7 1559. يزيد بن زريع ابو معاوية2 1560. يزيد بن عبد الرحمن بن ابي مالك2 1561. يزيد بن عبد العزيز التنوخي2 1562. يزيد بن عبد الله بن اسامة الليثي1 1563. يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري2 1564. يزيد بن عبد الله بن خصيفة4 1565. يزيد بن عبد الله بن قسيط5 1566. يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي3 1567. يزيد بن مرثد الهمداني ابو عثمان1 1568. يزيد بن هارون بن زاذان2 1569. يزيد بن هرمز7 1570. يزيد بن يزيد بن جابر الازدي1 1571. يسير بن عمرو الشيباني3 1572. يعقوب بن ابي سلمة الماجشون3 1573. يعقوب بن القعقاع بن الاعلم الازدي2 1574. يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد2 1575. يعقوب بن عبد الله بن الاشج3 1576. يعقوب بن عطاء بن ابي رباح4 1577. يعلى بن امية الثقفي1 1578. يعلى بن شداد بن اوس النجاري1 1579. يعلى بن عبيد بن امية الطنافسي1 1580. يعلى بن مرة الثقفي العامري2 1581. يوسف بن اسباط ابو يعقوب2 1582. يوسف بن ماهك5 1583. يوسف بن يعقوب بن ابراهيم1 1584. يوسف بن يعقوب بن ابي سلمة1 1585. يوسف بن يونس بن حماس4 1586. يونس بن ابي اسحاق السبيعي الهمداني3 1587. يونس بن عبيد10 1588. يونس بن ميسرة بن حلبس الحبلاني1 1589. يونس بن يزيد بن ابي المخارق1 ◀ Prev. 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) – Mashāhīr ʿulamāʾ al-amṣār - ابن حبان - مشاهير علماء الأمصار are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=128454&book=5530#1c7b0c
يَزِيد بْن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
كَانَ أفضل بني أبي سُفْيَان. كَانَ يقال له يَزِيد الخير، أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال، واستعمله أَبُو بَكْر الصديق وأوصاه وخرج يشيعه راجلًا.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: لما قفل أَبُو بَكْر من الحج- يعني سنة اثنتي عشرة- بعث عَمْرو بْن العاص، ويزيد بْن أبي سُفْيَان، وأبا عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة إلى فلسطين، وأمر هم أن يسلكوا عَلَى البلقاء، وكتب إِلَى خالد ابن الوليد، فسار إِلَى الشام، فأغار عَلَى غسان بمرج راهط، ثم سار فنزل عَلَى قناة بصرى، وقدم عَلَيْهِ يَزِيد بْن أبي سُفْيَان، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة، فصالحت بصرى، فكانت أول مدائن الشام فتحت، ثم ساروا قبل فلسطين، فالتقوا بالروم بأجنادين بين الرملة وبيت جبرين، والأمراء كل عَلَى حدة. ومن الناس من يزعم أن عَمْرو بْن العاص كَانَ عليهم جميعًا، فهزم اللَّه المشركين، وَكَانَ الفتح بأجنادين فِي جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، فلما استخلف عمر ولّى أبا عبيدة، وفتح اللَّه علية الشامات، وولى يَزِيد بْن أبي سُفْيَان عَلَى فلسطين وناحيتها، ثم لما مات أَبُو عبيدة استخلف معاذ بْن جبل، ومات معاذ
فاستخلف يَزِيد بْن أبي سُفْيَان، ومات يَزِيد، فاستخلف أخاه معاوية، وَكَانَ موت هؤلاء كلهم فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
حَدَّثَنَا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ أَبِي حَسَّانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ قِيسَارِيَّةَ.
كَانَ أفضل بني أبي سُفْيَان. كَانَ يقال له يَزِيد الخير، أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال، واستعمله أَبُو بَكْر الصديق وأوصاه وخرج يشيعه راجلًا.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: لما قفل أَبُو بَكْر من الحج- يعني سنة اثنتي عشرة- بعث عَمْرو بْن العاص، ويزيد بْن أبي سُفْيَان، وأبا عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة إلى فلسطين، وأمر هم أن يسلكوا عَلَى البلقاء، وكتب إِلَى خالد ابن الوليد، فسار إِلَى الشام، فأغار عَلَى غسان بمرج راهط، ثم سار فنزل عَلَى قناة بصرى، وقدم عَلَيْهِ يَزِيد بْن أبي سُفْيَان، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة، فصالحت بصرى، فكانت أول مدائن الشام فتحت، ثم ساروا قبل فلسطين، فالتقوا بالروم بأجنادين بين الرملة وبيت جبرين، والأمراء كل عَلَى حدة. ومن الناس من يزعم أن عَمْرو بْن العاص كَانَ عليهم جميعًا، فهزم اللَّه المشركين، وَكَانَ الفتح بأجنادين فِي جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، فلما استخلف عمر ولّى أبا عبيدة، وفتح اللَّه علية الشامات، وولى يَزِيد بْن أبي سُفْيَان عَلَى فلسطين وناحيتها، ثم لما مات أَبُو عبيدة استخلف معاذ بْن جبل، ومات معاذ
فاستخلف يَزِيد بْن أبي سُفْيَان، ومات يَزِيد، فاستخلف أخاه معاوية، وَكَانَ موت هؤلاء كلهم فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
حَدَّثَنَا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ أَبِي حَسَّانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ قِيسَارِيَّةَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154705&book=5530#1129e8
يزيد بن صخر أبي سفيان بن حرب
ابن أمية بن شمس، أبو خالد الأموي شهد حصار دمشق، ووليها بعد الفتح، وشهد وقعة اليرموك.
حدث أبو عبد الله الأشعري قال: صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأصحابه ثم جلس في عصابة منهم، فجاء رجل فقام يصلي، لا يركع وينقر في سجوده، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر إليه، فقال: ترون هذا؟ لو مات على هذا مات على غير ملة محمد، ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم، مثل الذي يصلي، ولا يركع، وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلا تمرة أو تمرتين، فماذا تغنيان عنه. وأسبغوا الوضوء، وويل للأعقاب من النار. أتموا الركوع والسجود. رواه أيضاً يزيد بن أبي سفيان.
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعمل يزيد بن أبي سفيان على صدقة أخواله بني فراس بن غنم. وشهد يزيد حنيناً مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطاه من الغنائم مئة من الإبل وأربعين أوقية، وزنها له بلال، ولم يزل يذكر بخير، وعقد له أبو بكر الصديق مع أمراء الجيوش إلى الشام، وكان يقال له: يزيد الخير. وتوفي بالشام في الطاعون عمواس سنة ثماني عشرة، ونعاه عمر إلى أبي سفيان، فقال: رحمه الله، فمن أمرت بعده؟ قال: معاوية، فقال: وصلتك رحم. وفي رواية: وصلت الرحم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقيل: توفي سنة تسع عشرة بعد أن فتح معاوية قيسارية. ولما استعمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بني فراس لخؤولته فيهم، قدم بمال، فلقيه أبوه أبو سفيان، وطلبه منه، فأبى أن يعطيه إياه، فقال له: فأعلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أني طلبته منك. فلما دفع المال إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلمه أن أباه طلبه منه، فقال له: فعد به على أبيك.
لما عقد أبو بكر ليزيد بن أبي سفيان دعاه فقال له: يا يزيد، إنك شاب تذكر بخير، قد رئي منك، وذلك شيء خلوت به في نفسك، وقد أردت أن أبلوك وأستخرجك من أهلك، فانظر كيف أنت، وكيف ولايتك، فإن أحسنت زدتك، وإن أسأت عزلتك، وقد وليتك عمل خالد بن سعيد، ثم أوصاه بما يعمل به في وجهه، وقال له: أوصيك بأبي عبيدة بن الجراح خيراً، فقد عرفت مكانه في الإسلام، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح فاعرف له فضله وسابقته، وانظر معاذ بن جبل، فقد عرفت مشاهدة مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يأتي أمام العلماء يوم القيامة برتوة، فلا تقطع أمراً دونهما، فإنهما لن يألواك خيراً، فقال يزيد: يا خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أوصهما بي، كما أوصيتني بهما، فأنا إليهما أحوج منهما إلي، قال أبو بكر: لن أدع أن أوصيهما بك، فقال يزيد: يرحمك الله، وجزاك عن الإسلام خيراً.
وعن ابن عمر قال: لما عقد أبو بكر الأمراء على الشام كنت في جيش خالد بن سعيد بن العاص، فصلى بنا الصبح بذي المروة، وهو على الجيوش كلها. فإنا لعنده غذ أتاه آت فقال: قدم يزيد بن أبي سفيان، فقال خالد بن سعيد: هذا عمل عمر بن الخطاب، كلم أبا بكر في
عزلي، وولى يزيد بن أبي سفيان، فقال ابن عمر: فأردت أن أتكلم، ثم عزم لي على الصمت، قال: فتولنا إلى يزيد بن أبي سفيان، وصار خالد كرجل منهم.
وعن يزيد بن أبي سفيان قال: شيعني أبو بكر حين بعثني إلى الشام فقال: يا يزيد، إنك رجل تحب قرابتك، وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ولى ذا قرابة محاباة، وهو يجد خيراً منه لم يجد رائحة الجنة.
وعن يزيد بن أبي سفيان قال: قال لي أبو بكر الصديق حين بعثني إلى الشام: يا يزيد، إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمرة، وذلك أكبر ما أخاف عليك، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من ولي من أمر المسلمين شيئاً، فأمر عليهم أحداً محاباة له، فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، حتى يدخله جهنم، ومن أعطى رجلاً من مال أخيه شيئاً محاباة له فعليه لعنة الله، أو قال: برئت منه ذمة الله، وإن الله دعا الناس إلى أن يؤمنوا بالله، فيكونوا في حمى الله، فمن انتهك في حمى الله شيئاً فعليه لعنة الله، أو قال: برئت منه ذمة الله ".
وعن ابن عمر: أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معهم نحواً من ميلين، فقيل له: يا خليفة رسول الله، لو انصرفت، فقال: لا إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار ".
ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة، فقام في الجيوش فقال: أوصيكم بتقوى الله، لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجتنوا، ولا تهدموا بيعة، ولا تعرقوا
نخلاً، ولا تحرقوا زرعاً، ولا تحسروا بهيمة، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً، ولا صبياً صغيراً، وستجدون أقواماً قد اتخذت الشياطين أوساط رؤوسهم أفحاصاً، فاضربوا أعناقهم، وستردون بلداً يغدوا ويروح عليكم فيه ألوان الطعام، فلا يأتيكم لون إلا ذكرتم اسم الله عليه، ولا يرفع لون إلا حمدتم الله عليه.
وفي آخر في آخر الحديث: وإني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبياً، ولا كبيراً هرماً، ولا تقطعن شجراً مثمراً، ولا تخربن عامراً، ولا تعقرن شاة ولا بعيراً، إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلاً ولا تعرقنه، ولا تغلل ولا تجبن.
ولما وجه أبو بكر يزيد إلى الشام أوصاه فقال: سر على بركة الله، فإذا دخلت بلاد العدو فكن بعيداً من الحملة، فإني لا آمن عليك الجرأة واستظهر في الزاد، وسر بالأدلاء، ولا تقاتل بمجروح، فإن بعضه ليس منه، واحترس من البيات، فإن في العرب غرة، وأقلل من الكلام، فإنما ما وعى عنك. فإذا أتاك كتابي فأنفذه، وإذا قدمت وفود العجم فأنزلهم معظم عسكرك، وأسبغ عليهم النفقة، وامنع الناس من محادثتهم، ليخرجوا جاهلين، ولا تلجن في عقوبة، ولا تسرعن إليها وأنت مكتف بغيرها، واقبل من الناس علانيتهم، وكلهم إلى الله في سرائرهم، ولا تجسس في عسكرك، فتفضحه، ولا تهملنه فتفسده، وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
ومن وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشام: بدأ بالصلاة إذا حل لك وقتها، ولا تشاغل عنها بغيرها، فإن الإمام تقتدي به رعيته وتعمل بعمله في نفسه، وإذا وعظت فأوجز ولا تكثر الكلام، فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً، وإنما يغني منه ما وعي عنك، وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة، ولا تدخرن عن المشير شيئاً فتكون إنما تؤتى من نفسك، واستبسل الناس بالدنيا، فإن ذا النية تكفيك نيته، ومن أعطيته شيئاً بشيء فف له به، ولا تتخذن حشماً تضع عنهم ما تحمله على غيرهم، فإن ذلك يضغن الناس عليك، ويستحلون به معصيتك.
ولما صعد يزيد بن أبي سفيان النبر ارتج عليه فقال: يا أهل الشام، عسى الله أن يجعل بعد عسر يسراً، وبعد عي بياناً، واعلموا أنكم إلى إمام فاعل أحوج منكم إلى إمام قائل. ثم نزل، فبلغ ذلك عمرو بن العاص فاستحسنه.
قال أبو مسلم: غزا يزيد بن أبي سفيان بالناس فغنموا، فوقعت جارية نفيسة في سهم رجل، فاغتصبها يزيد، فأتى الرجل أبا ذر فاستعان به عليه، فقال: رد على الرجل جاريته، فتلكأ عليه ثلاثاً فقال: لئن فعلت ذاك لقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد "، فقال له يزيد بن أبي سفيان: نشدتك بالله أنا منهم؟ قال: لا، قال: فرد على الرجل جاريته.
رأى عمر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان كاشفاً عن بطنه، فرأى جلدة رقيقة، فرفع عليها الدرة وقال: أجلدة كافر؟.
بلغ عمر بن الخطاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألواناً من الطعام، فقال عمر لمولاه
يرفا: إذا حضر عشاؤه فأعلمني. فلما حضر أعلمه، فأتاه عمر فسلم عليه فقرب عشاؤه، فجاؤوه بثريد بلحم، فأكل معه عمر، ثم قدم شواء فبسط يزيد يده، وكف عمر يده ثم قال: تالله يا يزيد أطعام بعد طعام؟ والذي نفس عمر بيده لئن خالفتم سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم.
ابن أمية بن شمس، أبو خالد الأموي شهد حصار دمشق، ووليها بعد الفتح، وشهد وقعة اليرموك.
حدث أبو عبد الله الأشعري قال: صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأصحابه ثم جلس في عصابة منهم، فجاء رجل فقام يصلي، لا يركع وينقر في سجوده، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر إليه، فقال: ترون هذا؟ لو مات على هذا مات على غير ملة محمد، ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم، مثل الذي يصلي، ولا يركع، وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلا تمرة أو تمرتين، فماذا تغنيان عنه. وأسبغوا الوضوء، وويل للأعقاب من النار. أتموا الركوع والسجود. رواه أيضاً يزيد بن أبي سفيان.
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعمل يزيد بن أبي سفيان على صدقة أخواله بني فراس بن غنم. وشهد يزيد حنيناً مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطاه من الغنائم مئة من الإبل وأربعين أوقية، وزنها له بلال، ولم يزل يذكر بخير، وعقد له أبو بكر الصديق مع أمراء الجيوش إلى الشام، وكان يقال له: يزيد الخير. وتوفي بالشام في الطاعون عمواس سنة ثماني عشرة، ونعاه عمر إلى أبي سفيان، فقال: رحمه الله، فمن أمرت بعده؟ قال: معاوية، فقال: وصلتك رحم. وفي رواية: وصلت الرحم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقيل: توفي سنة تسع عشرة بعد أن فتح معاوية قيسارية. ولما استعمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بني فراس لخؤولته فيهم، قدم بمال، فلقيه أبوه أبو سفيان، وطلبه منه، فأبى أن يعطيه إياه، فقال له: فأعلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أني طلبته منك. فلما دفع المال إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلمه أن أباه طلبه منه، فقال له: فعد به على أبيك.
لما عقد أبو بكر ليزيد بن أبي سفيان دعاه فقال له: يا يزيد، إنك شاب تذكر بخير، قد رئي منك، وذلك شيء خلوت به في نفسك، وقد أردت أن أبلوك وأستخرجك من أهلك، فانظر كيف أنت، وكيف ولايتك، فإن أحسنت زدتك، وإن أسأت عزلتك، وقد وليتك عمل خالد بن سعيد، ثم أوصاه بما يعمل به في وجهه، وقال له: أوصيك بأبي عبيدة بن الجراح خيراً، فقد عرفت مكانه في الإسلام، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح فاعرف له فضله وسابقته، وانظر معاذ بن جبل، فقد عرفت مشاهدة مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يأتي أمام العلماء يوم القيامة برتوة، فلا تقطع أمراً دونهما، فإنهما لن يألواك خيراً، فقال يزيد: يا خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أوصهما بي، كما أوصيتني بهما، فأنا إليهما أحوج منهما إلي، قال أبو بكر: لن أدع أن أوصيهما بك، فقال يزيد: يرحمك الله، وجزاك عن الإسلام خيراً.
وعن ابن عمر قال: لما عقد أبو بكر الأمراء على الشام كنت في جيش خالد بن سعيد بن العاص، فصلى بنا الصبح بذي المروة، وهو على الجيوش كلها. فإنا لعنده غذ أتاه آت فقال: قدم يزيد بن أبي سفيان، فقال خالد بن سعيد: هذا عمل عمر بن الخطاب، كلم أبا بكر في
عزلي، وولى يزيد بن أبي سفيان، فقال ابن عمر: فأردت أن أتكلم، ثم عزم لي على الصمت، قال: فتولنا إلى يزيد بن أبي سفيان، وصار خالد كرجل منهم.
وعن يزيد بن أبي سفيان قال: شيعني أبو بكر حين بعثني إلى الشام فقال: يا يزيد، إنك رجل تحب قرابتك، وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ولى ذا قرابة محاباة، وهو يجد خيراً منه لم يجد رائحة الجنة.
وعن يزيد بن أبي سفيان قال: قال لي أبو بكر الصديق حين بعثني إلى الشام: يا يزيد، إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمرة، وذلك أكبر ما أخاف عليك، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من ولي من أمر المسلمين شيئاً، فأمر عليهم أحداً محاباة له، فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، حتى يدخله جهنم، ومن أعطى رجلاً من مال أخيه شيئاً محاباة له فعليه لعنة الله، أو قال: برئت منه ذمة الله، وإن الله دعا الناس إلى أن يؤمنوا بالله، فيكونوا في حمى الله، فمن انتهك في حمى الله شيئاً فعليه لعنة الله، أو قال: برئت منه ذمة الله ".
وعن ابن عمر: أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معهم نحواً من ميلين، فقيل له: يا خليفة رسول الله، لو انصرفت، فقال: لا إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار ".
ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة، فقام في الجيوش فقال: أوصيكم بتقوى الله، لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجتنوا، ولا تهدموا بيعة، ولا تعرقوا
نخلاً، ولا تحرقوا زرعاً، ولا تحسروا بهيمة، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً، ولا صبياً صغيراً، وستجدون أقواماً قد اتخذت الشياطين أوساط رؤوسهم أفحاصاً، فاضربوا أعناقهم، وستردون بلداً يغدوا ويروح عليكم فيه ألوان الطعام، فلا يأتيكم لون إلا ذكرتم اسم الله عليه، ولا يرفع لون إلا حمدتم الله عليه.
وفي آخر في آخر الحديث: وإني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبياً، ولا كبيراً هرماً، ولا تقطعن شجراً مثمراً، ولا تخربن عامراً، ولا تعقرن شاة ولا بعيراً، إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلاً ولا تعرقنه، ولا تغلل ولا تجبن.
ولما وجه أبو بكر يزيد إلى الشام أوصاه فقال: سر على بركة الله، فإذا دخلت بلاد العدو فكن بعيداً من الحملة، فإني لا آمن عليك الجرأة واستظهر في الزاد، وسر بالأدلاء، ولا تقاتل بمجروح، فإن بعضه ليس منه، واحترس من البيات، فإن في العرب غرة، وأقلل من الكلام، فإنما ما وعى عنك. فإذا أتاك كتابي فأنفذه، وإذا قدمت وفود العجم فأنزلهم معظم عسكرك، وأسبغ عليهم النفقة، وامنع الناس من محادثتهم، ليخرجوا جاهلين، ولا تلجن في عقوبة، ولا تسرعن إليها وأنت مكتف بغيرها، واقبل من الناس علانيتهم، وكلهم إلى الله في سرائرهم، ولا تجسس في عسكرك، فتفضحه، ولا تهملنه فتفسده، وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
ومن وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشام: بدأ بالصلاة إذا حل لك وقتها، ولا تشاغل عنها بغيرها، فإن الإمام تقتدي به رعيته وتعمل بعمله في نفسه، وإذا وعظت فأوجز ولا تكثر الكلام، فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً، وإنما يغني منه ما وعي عنك، وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة، ولا تدخرن عن المشير شيئاً فتكون إنما تؤتى من نفسك، واستبسل الناس بالدنيا، فإن ذا النية تكفيك نيته، ومن أعطيته شيئاً بشيء فف له به، ولا تتخذن حشماً تضع عنهم ما تحمله على غيرهم، فإن ذلك يضغن الناس عليك، ويستحلون به معصيتك.
ولما صعد يزيد بن أبي سفيان النبر ارتج عليه فقال: يا أهل الشام، عسى الله أن يجعل بعد عسر يسراً، وبعد عي بياناً، واعلموا أنكم إلى إمام فاعل أحوج منكم إلى إمام قائل. ثم نزل، فبلغ ذلك عمرو بن العاص فاستحسنه.
قال أبو مسلم: غزا يزيد بن أبي سفيان بالناس فغنموا، فوقعت جارية نفيسة في سهم رجل، فاغتصبها يزيد، فأتى الرجل أبا ذر فاستعان به عليه، فقال: رد على الرجل جاريته، فتلكأ عليه ثلاثاً فقال: لئن فعلت ذاك لقد سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد "، فقال له يزيد بن أبي سفيان: نشدتك بالله أنا منهم؟ قال: لا، قال: فرد على الرجل جاريته.
رأى عمر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان كاشفاً عن بطنه، فرأى جلدة رقيقة، فرفع عليها الدرة وقال: أجلدة كافر؟.
بلغ عمر بن الخطاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألواناً من الطعام، فقال عمر لمولاه
يرفا: إذا حضر عشاؤه فأعلمني. فلما حضر أعلمه، فأتاه عمر فسلم عليه فقرب عشاؤه، فجاؤوه بثريد بلحم، فأكل معه عمر، ثم قدم شواء فبسط يزيد يده، وكف عمر يده ثم قال: تالله يا يزيد أطعام بعد طعام؟ والذي نفس عمر بيده لئن خالفتم سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155462&book=5530#f94488
يَزِيْدُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ
الخَلِيْفَةُ، أَبُو خَالِدٍ القُرَشِيُّ،
الأُمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ.قَدْ تَرْجَمَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَهُوَ فِي (تَارِيْخِي الكَبِيْرِ ) .
لَهُ عَلَى هَنَاتِهِ حَسَنَةٌ، وَهِيَ غَزْوُ القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ، وَكَانَ أَمِيْرَ ذَلِكَ الجَيْشِ، وَفِيْهِم مِثْلُ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ.
عَقَدَ لَهُ أَبُوْهُ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ، فَتَسَلَّمَ المُلْكَ عِنْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتِّيْنَ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً.
فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِ سِنِيْنَ؛ وَلَمْ يُمْهِلْهُ اللهُ عَلَى فِعْلِهِ بِأَهْلِ المَدِيْنَةِ لَمَّا خَلَعُوْهُ.
فَقَامَ بَعْدَهُ وَلَدُهُ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَمَاتَ، وَهُوَ أَبُو لَيْلَى مُعَاوِيَةُ.
عَاشَ: عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ خَيْراً مِنْ أَبِيْهِ، وَبُوْيِعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِالحِجَازِ وَالعِرَاقِ وَالمَشْرِقِ.
وَيَزِيْدُ مِمَّنْ لاَ نَسُبُّهُ وَلاَ نُحِبُّهُ، وَلَهُ نُظَرَاءُ مِنْ خُلَفَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ فِي مُلُوْكِ النَّوَاحِي، بَلْ فِيْهِم مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ.
وَإِنَّمَا عَظُمَ الخَطْبُ، لِكَوْنِهِ وَلِيَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَالعَهْدُ قَرِيْبٌ، وَالصَّحَابَةُ مَوْجُوْدُوْنَ، كَابْنِ عُمَرَ الَّذِي كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِيْهِ، وَجَدِّهِ.
قِيْلَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ تَزَوَّجَ مَيْسُوْنَ بِنْتَ بَحْدَلٍ الكَلْبِيَّةَ، فَطَلَّقَهَا وَهِيَ حَامِلٌ بِيَزِيْدَ، فَرَأَتْ كَأَنَّ قَمَراً خَرَجَ مِنْهَا.
فَقِيْلَ: تَلِدِيْنَ خَلِيْفَةً.
وَكَانَ يَزِيْدُ - لَمَّا هَلَكَ أَبُوْهُ - بِنَاحِيَةِ حِمْصَ، فَتَلَقَّوْهُ إِلَى الثَّنِيَّةِ، وَهُوَ بَيْنَ أَخْوَالِهِ عَلَى بُخْتِيٍّ، لَيْسَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ وَلاَ سَيْفٌ.
وَكَانَ ضَخْماً، كَثِيْرَ
الشَّعْرِ، شَدِيْدَ الأُدْمَةِ، بِوَجْهِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ.فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا الأَعْرَابِيُّ الَّذِي وَلِيَ أَمْرَ الأُمَّةِ!
فَدَخَلَ عَلَى بَابِ تُوْمَا، وَسَارَ إِلَى بَابِ الصَّغِيْرِ، فَنَزَلَ إِلَى قَبْرِ مُعَاوِيَةَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، وَصَفَّنَا خَلْفَهُ، وَكَبَّرَ أَرْبَعاً، ثُمَّ أُتِيَ بِبَغْلَةٍ، فَأَتَى الخَضْرَاءَ، وَأَتَى النَّاسُ لِصَلاَةِ الظُّهْرِ، فَخَرَجَ، وَقَدْ تَغَسَّلَ، وَلَبِسَ ثِيَاباً نَقِيَّةً، فَصَلَّى، وَجَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ، وَخَطَبَ، وَقَالَ:
إِنَّ أَبِي كَانَ يُغْزِيْكُمُ البَحْرَ، وَلَسْتُ حَامِلَكُم فِي البَحْرِ، وَإِنَّهُ كَانَ يُشْتِيْكُم بِأَرْضِ الرُّوْمِ، فَلَسْتُ أُشْتِي المُسْلِمِيْنَ فِي أَرْضِ العَدُوِّ، وَكَانَ يُخْرِجُ العَطَاءَ أَثْلاَثاً، وَإِنِّي أَجْمَعُهُ لَكُم.
فَافْتَرَقُوا، يُثْنُوْنَ عَلَيْهِ.
وَعَنْ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ: سَمِعَ يَزِيْدَ يَقُوْلُ عَلَى المِنْبَرِ:
إِنَّ اللهَ لاَ يُؤَاخِذُ عَامَّةً بِخَاصَّةٍ، إِلاَّ أَنْ يَظْهَرَ مُنْكَرٌ فَلاَ يُغَيَّرُ، فَيُؤَاخِذُ الكُلَّ.
وَقِيْلَ: قَامَ إِلَيْهِ ابْنُ هَمَّامٍ، فَقَالَ:
أَجَرَكَ اللهُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عَلَى الرَّزِيَّةِ، وَبَارَكَ لَكَ فِي العَطِيَّةِ، وَأَعَانَكَ عَلَى الرَّعِيَّةِ، فَقَدْ رُزِئْتَ عَظِيْماً، وَأَعْطَيْتَ جَزِيْلاً، فَاصْبِرْ، وَاشْكُرْ، فَقَدْ أَصْبَحْتَ تَرْعَى الأُمَّةَ، وَاللهُ يَرْعَاكَ.
وَعَنْ زِيَادٍ الحَارِثِيِّ، قَالَ: سَقَانِي يَزِيْدُ شَرَاباً مَا ذُقْتُ مِثْلَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، لَمْ أُسَلْسِلْ مِثْلَ هَذَا.
قَالَ: هَذَا رُمَّانُ حُلْوَانَ، بِعَسَلِ أَصْبَهَانَ، بِسُكَّرِ الأَهْوَازِ، بِزَبِيْبِ الطَّائِفِ، بِمَاءِ بَرَدَى.
وَعَنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مِسْمَعٍ، قَالَ:
سَكِرَ يَزِيْدُ، فَقَامَ يَرْقُصُ، فَسَقَطَ عَلَى رَأْسِهِ، فَانْشَقَّ، وَبَدَا دِمَاغُهُ.
قُلْتُ: كَانَ قَوِيّاً، شُجَاعاً، ذَا رَأْيٍ، وَحَزْمٍ، وَفِطْنَةٍ، وَفَصَاحَةٍ، وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ، وَكَانَ نَاصِبِيّاً، فَظّاً، غَلِيْظاً، جَلْفاً، يَتَنَاوَلُ المُسْكِرَ، وَيَفْعَلُ المُنْكَرَ.
افْتَتَحَ دَوْلَتَهُ بِمَقْتَلِ الشَّهِيْدِ الحُسَيْنِ، وَاخْتَتَمَهَا بِوَاقِعَةِ الحَرَّةِ، فَمَقَتَهُ النَّاسُ، وَلَمْ يُبَارَكْ فِي عُمُرِه.وَخَرَجَ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ بَعْدَ الحُسَيْنِ: كَأَهْلِ المَدِيْنَةِ قَامُوا للهِ، وَكَمِرْدَاسِ بنِ أُدَيَّةَ الحَنْظَلِيِّ البَصْرِيِّ، وَنَافِعِ بنِ الأَزْرَقِ، وَطَوَّافِ بنِ مُعَلَّى السَّدُوْسِيِّ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ.
ابْنُ عَوْنٍ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّهُ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ، فَقَالَ: أَصَبْتُمُ اسْمَهُ.
ثُمَّ قَالَ: عُمَرُ الفَارُوْقُ قَرْنٌ مِنْ حَدِيْدٍ، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، ابْنُ عَفَّانَ ذُوْ النُّوْرَيْنِ قُتِلَ مَظْلُوْماً، مُعَاوِيَةُ وَابْنُهُ مَلَكَا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ، وَالسَّفَّاحُ، وَسَلاَمٌ، وَمَنْصُوْرٌ وَجَابِرٌ، وَالمَهْدِيُّ، وَالأَمِيْنُ، وَأَمِيْرُ العُصَبِ : كُلُّهُم مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، كُلُّهُم صَالِحٌ، لاَ يُوْجَدُ مِثْلَهُ.
تَابَعَهُ: هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ.
وَرَوَى: يَعْلَى بنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو حِيْنَ بَعَثَهُ يَزِيْدُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لَهُ:
إِنِّي أَجِدُ فِي الكُتُبِ: إِنَّكَ
سَتُعَنَّى وَنُعَنَّى، وَتَدَّعِي الخِلاَفَةَ وَلَسْتَ بِخَلِيْفَةٍ، وَإِنِّي أَجِدُ الخَلِيْفَةَ يَزِيْدَ.وَعَنِ الحَسَنِ: أَنَّ المُغِيْرَةَ بنَ شُعْبَةَ أَشَارَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِبَيْعَةِ ابْنِهِ، فَفَعَلَ، فَقِيْلَ لَهُ: مَا وَرَاءكَ؟
قَالَ: وَضَعْتُ رِجْلَ مُعَاوِيَةَ فِي غَرْزِ غَيٍّ لاَ يَزَالُ فِيْهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.
قَالَ الحَسَنُ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَايَعَ هَؤُلاَءِ أَوْلاَدَهُم، وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَكَانَتْ شُوْرَى.
وَرُوِيَ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يُعْطِي عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ فِي العَامِ أَلْفَ أَلْفٍ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى يَزِيْدَ أَعْطَاهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ، وَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَجْمَعُهُمَا لِغَيْرِكَ.
رَوَى: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُوْلٍ:
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، مَرْفُوْعاً: (لاَ يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِماً حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، يُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ ) .
أَخْرَجَهُ: أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) .
وَيَرْوِيْهِ: صَدَقَةُ السَّمِيْنُ - وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ - عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، مَرْفُوْعاً.
وَعَنْ صَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:مَشَى عَبْدُ اللهِ بنُ مُطِيْعٍ وَأَصْحَابُهُ إِلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَأَرَادُوْهُ عَلَى خَلْعِ يَزِيْدَ، فَأَبَى.
فَقَالَ ابْنُ مُطِيْعٍ: إِنَّهُ يَشْرَبُ الخَمْرَ، وَيَتْرُكُ الصَّلاَةَ، وَيَتَعَدَّى حُكْمَ الكِتَابِ.
قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْهُ مَا تَذْكُرُ، وَقَدْ أَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَرَأَيْتُهُ مُوَاظِباً لِلصَّلاَةِ، مُتَحَرِّياً لِلْخَيْرِ، يَسْأَلُ عَنِ الفِقْهِ.
قَالَ: ذَاكَ تَصَنُّعٌ وَرِيَاءٌ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ نَوْفَلِ بنِ أَبِي الفُرَاتِ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَقَالَ رَجُلٌ: قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يَزِيْدُ.
فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَ عِشْرِيْنَ سَوْطاً.
تُوُفِّيَ يَزِيْدُ فِي نِصْفِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ.
الخَلِيْفَةُ، أَبُو خَالِدٍ القُرَشِيُّ،
الأُمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ.قَدْ تَرْجَمَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، وَهُوَ فِي (تَارِيْخِي الكَبِيْرِ ) .
لَهُ عَلَى هَنَاتِهِ حَسَنَةٌ، وَهِيَ غَزْوُ القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ، وَكَانَ أَمِيْرَ ذَلِكَ الجَيْشِ، وَفِيْهِم مِثْلُ أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ.
عَقَدَ لَهُ أَبُوْهُ بِوِلاَيَةِ العَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ، فَتَسَلَّمَ المُلْكَ عِنْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سِتِّيْنَ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً.
فَكَانَتْ دَوْلَتُهُ أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِ سِنِيْنَ؛ وَلَمْ يُمْهِلْهُ اللهُ عَلَى فِعْلِهِ بِأَهْلِ المَدِيْنَةِ لَمَّا خَلَعُوْهُ.
فَقَامَ بَعْدَهُ وَلَدُهُ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، وَمَاتَ، وَهُوَ أَبُو لَيْلَى مُعَاوِيَةُ.
عَاشَ: عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ خَيْراً مِنْ أَبِيْهِ، وَبُوْيِعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِالحِجَازِ وَالعِرَاقِ وَالمَشْرِقِ.
وَيَزِيْدُ مِمَّنْ لاَ نَسُبُّهُ وَلاَ نُحِبُّهُ، وَلَهُ نُظَرَاءُ مِنْ خُلَفَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ فِي مُلُوْكِ النَّوَاحِي، بَلْ فِيْهِم مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ.
وَإِنَّمَا عَظُمَ الخَطْبُ، لِكَوْنِهِ وَلِيَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وَالعَهْدُ قَرِيْبٌ، وَالصَّحَابَةُ مَوْجُوْدُوْنَ، كَابْنِ عُمَرَ الَّذِي كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِيْهِ، وَجَدِّهِ.
قِيْلَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ تَزَوَّجَ مَيْسُوْنَ بِنْتَ بَحْدَلٍ الكَلْبِيَّةَ، فَطَلَّقَهَا وَهِيَ حَامِلٌ بِيَزِيْدَ، فَرَأَتْ كَأَنَّ قَمَراً خَرَجَ مِنْهَا.
فَقِيْلَ: تَلِدِيْنَ خَلِيْفَةً.
وَكَانَ يَزِيْدُ - لَمَّا هَلَكَ أَبُوْهُ - بِنَاحِيَةِ حِمْصَ، فَتَلَقَّوْهُ إِلَى الثَّنِيَّةِ، وَهُوَ بَيْنَ أَخْوَالِهِ عَلَى بُخْتِيٍّ، لَيْسَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ وَلاَ سَيْفٌ.
وَكَانَ ضَخْماً، كَثِيْرَ
الشَّعْرِ، شَدِيْدَ الأُدْمَةِ، بِوَجْهِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ.فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا الأَعْرَابِيُّ الَّذِي وَلِيَ أَمْرَ الأُمَّةِ!
فَدَخَلَ عَلَى بَابِ تُوْمَا، وَسَارَ إِلَى بَابِ الصَّغِيْرِ، فَنَزَلَ إِلَى قَبْرِ مُعَاوِيَةَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، وَصَفَّنَا خَلْفَهُ، وَكَبَّرَ أَرْبَعاً، ثُمَّ أُتِيَ بِبَغْلَةٍ، فَأَتَى الخَضْرَاءَ، وَأَتَى النَّاسُ لِصَلاَةِ الظُّهْرِ، فَخَرَجَ، وَقَدْ تَغَسَّلَ، وَلَبِسَ ثِيَاباً نَقِيَّةً، فَصَلَّى، وَجَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ، وَخَطَبَ، وَقَالَ:
إِنَّ أَبِي كَانَ يُغْزِيْكُمُ البَحْرَ، وَلَسْتُ حَامِلَكُم فِي البَحْرِ، وَإِنَّهُ كَانَ يُشْتِيْكُم بِأَرْضِ الرُّوْمِ، فَلَسْتُ أُشْتِي المُسْلِمِيْنَ فِي أَرْضِ العَدُوِّ، وَكَانَ يُخْرِجُ العَطَاءَ أَثْلاَثاً، وَإِنِّي أَجْمَعُهُ لَكُم.
فَافْتَرَقُوا، يُثْنُوْنَ عَلَيْهِ.
وَعَنْ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ: سَمِعَ يَزِيْدَ يَقُوْلُ عَلَى المِنْبَرِ:
إِنَّ اللهَ لاَ يُؤَاخِذُ عَامَّةً بِخَاصَّةٍ، إِلاَّ أَنْ يَظْهَرَ مُنْكَرٌ فَلاَ يُغَيَّرُ، فَيُؤَاخِذُ الكُلَّ.
وَقِيْلَ: قَامَ إِلَيْهِ ابْنُ هَمَّامٍ، فَقَالَ:
أَجَرَكَ اللهُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عَلَى الرَّزِيَّةِ، وَبَارَكَ لَكَ فِي العَطِيَّةِ، وَأَعَانَكَ عَلَى الرَّعِيَّةِ، فَقَدْ رُزِئْتَ عَظِيْماً، وَأَعْطَيْتَ جَزِيْلاً، فَاصْبِرْ، وَاشْكُرْ، فَقَدْ أَصْبَحْتَ تَرْعَى الأُمَّةَ، وَاللهُ يَرْعَاكَ.
وَعَنْ زِيَادٍ الحَارِثِيِّ، قَالَ: سَقَانِي يَزِيْدُ شَرَاباً مَا ذُقْتُ مِثْلَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، لَمْ أُسَلْسِلْ مِثْلَ هَذَا.
قَالَ: هَذَا رُمَّانُ حُلْوَانَ، بِعَسَلِ أَصْبَهَانَ، بِسُكَّرِ الأَهْوَازِ، بِزَبِيْبِ الطَّائِفِ، بِمَاءِ بَرَدَى.
وَعَنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مِسْمَعٍ، قَالَ:
سَكِرَ يَزِيْدُ، فَقَامَ يَرْقُصُ، فَسَقَطَ عَلَى رَأْسِهِ، فَانْشَقَّ، وَبَدَا دِمَاغُهُ.
قُلْتُ: كَانَ قَوِيّاً، شُجَاعاً، ذَا رَأْيٍ، وَحَزْمٍ، وَفِطْنَةٍ، وَفَصَاحَةٍ، وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ، وَكَانَ نَاصِبِيّاً، فَظّاً، غَلِيْظاً، جَلْفاً، يَتَنَاوَلُ المُسْكِرَ، وَيَفْعَلُ المُنْكَرَ.
افْتَتَحَ دَوْلَتَهُ بِمَقْتَلِ الشَّهِيْدِ الحُسَيْنِ، وَاخْتَتَمَهَا بِوَاقِعَةِ الحَرَّةِ، فَمَقَتَهُ النَّاسُ، وَلَمْ يُبَارَكْ فِي عُمُرِه.وَخَرَجَ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ بَعْدَ الحُسَيْنِ: كَأَهْلِ المَدِيْنَةِ قَامُوا للهِ، وَكَمِرْدَاسِ بنِ أُدَيَّةَ الحَنْظَلِيِّ البَصْرِيِّ، وَنَافِعِ بنِ الأَزْرَقِ، وَطَوَّافِ بنِ مُعَلَّى السَّدُوْسِيِّ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ.
ابْنُ عَوْنٍ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ عُقْبَةَ بنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:
أَنَّهُ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ، فَقَالَ: أَصَبْتُمُ اسْمَهُ.
ثُمَّ قَالَ: عُمَرُ الفَارُوْقُ قَرْنٌ مِنْ حَدِيْدٍ، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، ابْنُ عَفَّانَ ذُوْ النُّوْرَيْنِ قُتِلَ مَظْلُوْماً، مُعَاوِيَةُ وَابْنُهُ مَلَكَا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ، وَالسَّفَّاحُ، وَسَلاَمٌ، وَمَنْصُوْرٌ وَجَابِرٌ، وَالمَهْدِيُّ، وَالأَمِيْنُ، وَأَمِيْرُ العُصَبِ : كُلُّهُم مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، كُلُّهُم صَالِحٌ، لاَ يُوْجَدُ مِثْلَهُ.
تَابَعَهُ: هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ.
وَرَوَى: يَعْلَى بنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ:
كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو حِيْنَ بَعَثَهُ يَزِيْدُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لَهُ:
إِنِّي أَجِدُ فِي الكُتُبِ: إِنَّكَ
سَتُعَنَّى وَنُعَنَّى، وَتَدَّعِي الخِلاَفَةَ وَلَسْتَ بِخَلِيْفَةٍ، وَإِنِّي أَجِدُ الخَلِيْفَةَ يَزِيْدَ.وَعَنِ الحَسَنِ: أَنَّ المُغِيْرَةَ بنَ شُعْبَةَ أَشَارَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِبَيْعَةِ ابْنِهِ، فَفَعَلَ، فَقِيْلَ لَهُ: مَا وَرَاءكَ؟
قَالَ: وَضَعْتُ رِجْلَ مُعَاوِيَةَ فِي غَرْزِ غَيٍّ لاَ يَزَالُ فِيْهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.
قَالَ الحَسَنُ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَايَعَ هَؤُلاَءِ أَوْلاَدَهُم، وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَكَانَتْ شُوْرَى.
وَرُوِيَ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يُعْطِي عَبْدَ اللهِ بنَ جَعْفَرٍ فِي العَامِ أَلْفَ أَلْفٍ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى يَزِيْدَ أَعْطَاهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ، وَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَجْمَعُهُمَا لِغَيْرِكَ.
رَوَى: الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُوْلٍ:
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، مَرْفُوْعاً: (لاَ يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِماً حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، يُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ ) .
أَخْرَجَهُ: أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) .
وَيَرْوِيْهِ: صَدَقَةُ السَّمِيْنُ - وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ - عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، مَرْفُوْعاً.
وَعَنْ صَخْرِ بنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:مَشَى عَبْدُ اللهِ بنُ مُطِيْعٍ وَأَصْحَابُهُ إِلَى ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَأَرَادُوْهُ عَلَى خَلْعِ يَزِيْدَ، فَأَبَى.
فَقَالَ ابْنُ مُطِيْعٍ: إِنَّهُ يَشْرَبُ الخَمْرَ، وَيَتْرُكُ الصَّلاَةَ، وَيَتَعَدَّى حُكْمَ الكِتَابِ.
قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْهُ مَا تَذْكُرُ، وَقَدْ أَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَرَأَيْتُهُ مُوَاظِباً لِلصَّلاَةِ، مُتَحَرِّياً لِلْخَيْرِ، يَسْأَلُ عَنِ الفِقْهِ.
قَالَ: ذَاكَ تَصَنُّعٌ وَرِيَاءٌ.
وَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ نَوْفَلِ بنِ أَبِي الفُرَاتِ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَقَالَ رَجُلٌ: قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يَزِيْدُ.
فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَ عِشْرِيْنَ سَوْطاً.
تُوُفِّيَ يَزِيْدُ فِي نِصْفِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155202&book=5530#f9173e
يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ
ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ الأُمَوِيُّ.
أَخُو مُعَاوِيَةَ مِنْ أَبِيْهِ. وَيُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ الخَيْرُ.وَأُمُّهُ: هِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ نَوْفَلٍ الكِنَانِيَّةُ، وَهُوَ أَخُو أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أُمِّ حَبِيْبَةَ.
كَانَ مِنَ العُقَلاَءِ الأَلِبَّاءِ، وَالشُّجْعَانِ المَذْكُوْرِيْنَ، أَسْلَمَ يَوْمَ الفَتْحِ، وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ، وَشَهِدَ حُنَيْناً.
فَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهُ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ: مَائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً فِضَّةً.
وَهُوَ أَحَدُ الأُمَرَاءِ الأَرْبَعَةِ الَّذِيْنَ نَدَبَهُم أَبُو بَكْرٍ لِغَزْوِ الرُّوْمِ، عَقَدَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَمَشَى مَعَهُ تَحْتَ رِكَابِهِ يُسَايِرُهُ، وَيُوَدِّعُهُ، وَيُوْصِيْهِ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِشَرَفِهِ، وَكَمَالِ دِيْنِهِ، وَلَمَّا فُتِحَتْ دِمَشْقُ أَمَّرَهُ عُمَرُ عَلَيْهَا.
لَهُ حَدِيْثٌ فِي الوُضُوْءِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه، وَلَهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَشْعَرِيُّ، وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ.
وَلَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي (تَارِيْخِ الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ) .
وَعَلَى يَدِهِ كَانَ فَتْحُ قَيْسَارِيَّةَ الَّتِي بِالشَّامِ.
رَوَى عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي مَخْلَدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو العَالِيَةِ، قَالَ:
غَزَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالنَّاسِ، فَوْقَعَتْ جَارِيَةٌ نَفِيْسَةٌ فِي سَهْمِ رَجُلٍ، فَاغْتَصَبَهَا يَزِيْدُ.
فَأَتَاهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: رُدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ.
فَتَلَكَّأَ، فَقَالَ: لَئِنْ
فَعَلْتَ ذَلِكَ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، يُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ) .فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ، أَنَا مِنْهُم؟
قَالَ: لاَ.
فَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ.
أَخْرَجَهُ: الرُّوْيَانِيُّ فِي (مُسْنَدِهِ) .
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رُبُعٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى رُبُعٍ، وَعَمْرُو بنُ العَاصِ عَلَى رُبُعٍ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ حَسَنَةَ عَلَى رُبُعٍ -يَعْنِي: يَوْمَ اليَرْمُوْكِ- وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِم أَمِيْرٌ.
تُوُفِّيَ يَزِيْدُ فِي الطَّاعُوْنِ، سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَلَمَّا احْتُضِرَ اسْتَعْمَلَ أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَمَلِهِ، فَأَقَرَّهُ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ احْتِرَاماً لِيَزِيْدَ، وَتَنْفِيْذاً لِتَوْلِيَتِهِ.
وَمَاتَ هَذِهِ السَّنَةَ فِي الطَّاعُوْنِ:
أَبُو عُبَيْدَةَ أَمِيْنُ الأُمَّةِ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ سَيِّدُ العُلَمَاءِ، وَالأَمِيْرُ المُجَاهِدُ شُرَحْبِيْلُ بنُ حَسَنَةَ حَلِيْفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ وَلَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَالحَارِثُ بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنَ الصَّحَابَةِ الأَشْرَافِ، وَهُوَ أَخُو أَبِي جَهْلٍ، وَأَبُو جَنْدَلٍ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم -.
ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ الأُمَوِيُّ.
أَخُو مُعَاوِيَةَ مِنْ أَبِيْهِ. وَيُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ الخَيْرُ.وَأُمُّهُ: هِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ نَوْفَلٍ الكِنَانِيَّةُ، وَهُوَ أَخُو أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أُمِّ حَبِيْبَةَ.
كَانَ مِنَ العُقَلاَءِ الأَلِبَّاءِ، وَالشُّجْعَانِ المَذْكُوْرِيْنَ، أَسْلَمَ يَوْمَ الفَتْحِ، وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ، وَشَهِدَ حُنَيْناً.
فَقِيْلَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَعْطَاهُ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ: مَائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً فِضَّةً.
وَهُوَ أَحَدُ الأُمَرَاءِ الأَرْبَعَةِ الَّذِيْنَ نَدَبَهُم أَبُو بَكْرٍ لِغَزْوِ الرُّوْمِ، عَقَدَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَمَشَى مَعَهُ تَحْتَ رِكَابِهِ يُسَايِرُهُ، وَيُوَدِّعُهُ، وَيُوْصِيْهِ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِشَرَفِهِ، وَكَمَالِ دِيْنِهِ، وَلَمَّا فُتِحَتْ دِمَشْقُ أَمَّرَهُ عُمَرُ عَلَيْهَا.
لَهُ حَدِيْثٌ فِي الوُضُوْءِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه، وَلَهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَشْعَرِيُّ، وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ.
وَلَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيْلَةٌ فِي (تَارِيْخِ الحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ) .
وَعَلَى يَدِهِ كَانَ فَتْحُ قَيْسَارِيَّةَ الَّتِي بِالشَّامِ.
رَوَى عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي مَخْلَدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو العَالِيَةِ، قَالَ:
غَزَا يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالنَّاسِ، فَوْقَعَتْ جَارِيَةٌ نَفِيْسَةٌ فِي سَهْمِ رَجُلٍ، فَاغْتَصَبَهَا يَزِيْدُ.
فَأَتَاهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: رُدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ.
فَتَلَكَّأَ، فَقَالَ: لَئِنْ
فَعَلْتَ ذَلِكَ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، يُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ) .فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ، أَنَا مِنْهُم؟
قَالَ: لاَ.
فَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ.
أَخْرَجَهُ: الرُّوْيَانِيُّ فِي (مُسْنَدِهِ) .
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رُبُعٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى رُبُعٍ، وَعَمْرُو بنُ العَاصِ عَلَى رُبُعٍ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ حَسَنَةَ عَلَى رُبُعٍ -يَعْنِي: يَوْمَ اليَرْمُوْكِ- وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِم أَمِيْرٌ.
تُوُفِّيَ يَزِيْدُ فِي الطَّاعُوْنِ، سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَلَمَّا احْتُضِرَ اسْتَعْمَلَ أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَمَلِهِ، فَأَقَرَّهُ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ احْتِرَاماً لِيَزِيْدَ، وَتَنْفِيْذاً لِتَوْلِيَتِهِ.
وَمَاتَ هَذِهِ السَّنَةَ فِي الطَّاعُوْنِ:
أَبُو عُبَيْدَةَ أَمِيْنُ الأُمَّةِ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ سَيِّدُ العُلَمَاءِ، وَالأَمِيْرُ المُجَاهِدُ شُرَحْبِيْلُ بنُ حَسَنَةَ حَلِيْفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ وَلَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَالحَارِثُ بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنَ الصَّحَابَةِ الأَشْرَافِ، وَهُوَ أَخُو أَبِي جَهْلٍ، وَأَبُو جَنْدَلٍ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم -.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124792&book=5530#aa1fa5
يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ، فَخَرجَ مُشَيِّعًا لَهُ مَاشِيًا، وَأَقَرَّهُ عُمَرُ، تُوُفِّيَ فِي الشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، أَحَدُ أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ، يُكْنَى أَبَا خَالِدٍ، أُمُّهُ: أُمُّ الْحَكَمِ زَيْنَبُ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ خَلَفٍ مِنْ بَنِي جُلَاسٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيِّ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى، وَهَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، قَالَا: ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي شَيْبَةُ بْنُ الْأَحْنَفِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ الْأَسْوَدَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ مِثْلُ الْجَائِعِ: لَا يَأْكُلُ إِلَّا التَّمْرَةَ وَالتَّمْرَتَيْنِ , لَا يُغْنِيَانِ عَنْهُ شَيْئًا " قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيِّ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا الْحَدِيثَ؟ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَشُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَنَّهُمْ سَمِعُوا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَلَّى، عَنْ صَفْوَانَ، وَذَكَرَ فِي أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الصَّرْصَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَمِّي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، مِثْلَهُ وَذَكَرَ فِيهِمْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى، وَهَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، قَالَا: ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي شَيْبَةُ بْنُ الْأَحْنَفِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ الْأَسْوَدَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ مِثْلُ الْجَائِعِ: لَا يَأْكُلُ إِلَّا التَّمْرَةَ وَالتَّمْرَتَيْنِ , لَا يُغْنِيَانِ عَنْهُ شَيْئًا " قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيِّ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا الْحَدِيثَ؟ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَشُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَنَّهُمْ سَمِعُوا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَلَّى، عَنْ صَفْوَانَ، وَذَكَرَ فِي أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الصَّرْصَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَمِّي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، مِثْلَهُ وَذَكَرَ فِيهِمْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=67158&book=5530#931b62
يزيد بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أُمَيَّةُ
- يزيد بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أُمَيَّةُ. بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي. وأمه زينب بنت نوفل بن حلف بن قوالة من بني كنانة. أسلم يزيد يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا. وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ غَنَائِمِ حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية. ولم يزل يذكر بخير. وعقد له أبو بكر الصديق. رضي الله عنه. مع أمراء الجيوش إلى الشام. وقال: إن اجتمعتم في كيد فيزيد على الناس وإن تفرقتم فمن كانت الوقعة مما يلي عسكره فهو على أصحابه. وشيعه أبو بكر الصديق راجلًا وقال: إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله. وجعل أبو بكر يوصيه. فتوفي أبو بكر. رضي الله عنه. وهو واليه فولاه عمر بن الخطاب دمشق. فلم يزل واليًا بها حتى مات فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ. وَلَيْسَ له عقب.
- يزيد بن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أُمَيَّةُ. بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي. وأمه زينب بنت نوفل بن حلف بن قوالة من بني كنانة. أسلم يزيد يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُنَيْنًا. وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ غَنَائِمِ حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية. ولم يزل يذكر بخير. وعقد له أبو بكر الصديق. رضي الله عنه. مع أمراء الجيوش إلى الشام. وقال: إن اجتمعتم في كيد فيزيد على الناس وإن تفرقتم فمن كانت الوقعة مما يلي عسكره فهو على أصحابه. وشيعه أبو بكر الصديق راجلًا وقال: إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله. وجعل أبو بكر يوصيه. فتوفي أبو بكر. رضي الله عنه. وهو واليه فولاه عمر بن الخطاب دمشق. فلم يزل واليًا بها حتى مات فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ. وَلَيْسَ له عقب.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=83560&book=5530#267f0b
يزيد بْن أَبِي سفيان بْن حرب الْقُرَشِيّ
لَهُ صحبة كَانَ أمير الأجناد بالشام زمن أَبِي بكر وزمن عُمَر (6) وتوفِي بعد أَبِي عُبَيْدة فنعاه عُمَر إلى أَبِي سفيان قَالَ يرحمه اللَّه قَالَ فمن أمرت بعده؟ قَالَ معاوية، قَالَ (لِي - 1) عَبْد اللَّه (بْن مُحَمَّد - 7) عَنْ عَبْدِ الرزاق قَالَ
نا (1) معمر عَنِ الزُّهْرِيّ.
باب الألف
لَهُ صحبة كَانَ أمير الأجناد بالشام زمن أَبِي بكر وزمن عُمَر (6) وتوفِي بعد أَبِي عُبَيْدة فنعاه عُمَر إلى أَبِي سفيان قَالَ يرحمه اللَّه قَالَ فمن أمرت بعده؟ قَالَ معاوية، قَالَ (لِي - 1) عَبْد اللَّه (بْن مُحَمَّد - 7) عَنْ عَبْدِ الرزاق قَالَ
نا (1) معمر عَنِ الزُّهْرِيّ.
باب الألف