عدي بن الْفضل مولى بني تيم بن مرّة يروي عَن عبيد الله بن عمر وَأَيوب روى عَنهُ ورد بن عبد الله والعراقيون كَانَ مِمَّن كثر خَطؤُهُ حَتَّى ظهر الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه فَبَطل الِاحْتِجَاج بروايته سَمِعت مُحَمَّد بْنَ مَحْمُودٍ يَقُولُ سَمِعْتُ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَن عدي بن الْفضل كَيفَ حَدِيثه قَالَ لَيْسَ بِثِقَة
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Majrūḥīn - ابن حبان - المجروحون
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 1279 814. عثمان بن فائد ابو لبابة القرشي3 815. عثمان بن مطر الشيباني5 816. عثمان بن معاوية3 817. عثمان بن مقسم البري ابو سلمة الكندي1 818. عجلان بن سهل الباهلي4 819. عدي بن الفضل6820. عريف بن درهم الجمال1 821. عزرة بن قيس7 822. عسل بن سفيان11 823. عصام بن الوضاح الزبيدي1 824. عصام بن طليق4 825. عطاء الحمال1 826. عطاء بن ابي مسلم الخراساني3 827. عطاء بن عجلان العطار3 828. عطاء بن مسلم الخفاف5 829. عطية بن سعد العوفي5 830. عقبة بن عبد الله الاصم2 831. عقيل الجعدي5 832. عكرمة بن ابراهيم الازدي1 833. علاق بن ابي مسلم2 834. على بن جند الطائفي1 835. علي بن ابي سارة الشيباني2 836. علي بن ابي علي اللهبي7 837. علي بن ابي فاطمة2 838. علي بن الحسن السامي1 839. علي بن الحسين النسوي1 840. علي بن الربيع2 841. علي بن جميل بن يزيد بن عبد الله1 842. علي بن حصين3 843. علي بن زيد بن عبد الله2 844. علي بن سعيد بن شهريار2 845. علي بن سليمان الازدي2 846. علي بن ظبيان العبسي1 847. علي بن عابس الاسدي الازرق بياع الملاء...1 848. علي بن عاصم4 849. علي بن عبدة بن قتيبة بن شريك1 850. علي بن عروة4 851. علي بن علقمة الانماري4 852. علي بن علي بن نجاد بن رفاعة2 853. علي بن غالب الفهري القرشي2 854. علي بن غراب الفزاري2 855. علي بن مسعدة الباهلي1 856. علي بن موسى الرضا2 857. علي بن نزار2 858. علي بن هاشم بن البريد3 859. علي بن يزيد ابو عبد الملك الالهاني2 860. عمار بن سيف الضبي8 861. عمار بن محمد بن اخت سفيان الثوري2 862. عمار بن مطر الرهاوي3 863. عمارة بن جوين ابو هارون العبدي6 864. عمر بن ابراهيم العبدي2 865. عمر بن اسماعيل بن مجادل1 866. عمر بن ايوب المدني2 867. عمر بن حبيب القاضي4 868. عمر بن حفص ابو حفص العبدي5 869. عمر بن حماد بن سعيد الابح1 870. عمر بن راشد الجاري القرشي1 871. عمر بن راشد اليمامي4 872. عمر بن رياح ابو حفص الضرير3 873. عمر بن زيد الصنعاني5 874. عمر بن سعيد الدمشقي2 875. عمر بن شبيب المسلمي1 876. عمر بن صبح4 877. عمر بن طلحة الازدي2 878. عمر بن عبد الله13 879. عمر بن عبد الله الرومي4 880. عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة1 881. عمر بن عيسى4 882. عمر بن غياث4 883. عمر بن قيس8 884. عمر بن محمد بن صهبان الاسلمي2 885. عمر بن مساور العجلي3 886. عمر بن موسى الميتمي1 887. عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي3 888. عمر بن نبهان العبدي1 889. عمر بن هارون البلخي ابو حفص الثقفي1 890. عمر بن يزيد النصري6 891. عمران العمي6 892. عمران بن ابي الفضل4 893. عمران بن خالد1 894. عمران بن ظبيان5 895. عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن...1 896. عمران بن مسلم القصير المنقري2 897. عمران بن يزيد التغلبي1 898. عمرو بن الازهر العتكي الحداد1 899. عمرو بن بسكر السكسكي1 900. عمرو بن ثابت بن هرمز الكوفي1 901. عمرو بن جابر الحضرمي2 902. عمرو بن جميع6 903. عمرو بن حكام ابو عثمان2 904. عمرو بن خالد الاعشي2 905. عمرو بن خالد الواسطي2 906. عمرو بن خليف الحتاوي ابو صالح1 907. عمرو بن دينار قهرمان ال الزبير1 908. عمرو بن سعيد الخولاني2 909. عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله2 910. عمرو بن شمر الجعفي2 911. عمرو بن عبيد بن كيسان بن باب1 912. عمرو بن محمد بن الاعشم1 913. عمرو بن مر الهمداني1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Majrūḥīn - ابن حبان - المجروحون are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96189&book=5529#45d392
عدى بن الفضل مولى بنى تيم بن مرة روى عن ابى جعفر الخطمى وعلى بن الحكم وعلى بن زيد روى عنه على بن الجعد وسعيد بن سليمان الواسطي ومحمد بن بكار سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد وروى عن الحارث ابن حصيرة ومحمد بن الزبير روى عنه مسلم بن إبراهيم.
نا عبد الرحمن ثنا عباس بن محمد الدؤورى قال سئل يحيى بن معين عن عدى بن الفضل يكتب حديثه؟ قال لا ولا كرامة ليس بشئ، نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عدى بن الفضل فقال متروك الحديث، وترك أبو زرعة حديث عدى بن الفضل وكان في كتابه عن عبد الواحد بن غياث عنه فلم يقرأ علينا وقال ليس بقوى.
نا عبد الرحمن ثنا عباس بن محمد الدؤورى قال سئل يحيى بن معين عن عدى بن الفضل يكتب حديثه؟ قال لا ولا كرامة ليس بشئ، نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عدى بن الفضل فقال متروك الحديث، وترك أبو زرعة حديث عدى بن الفضل وكان في كتابه عن عبد الواحد بن غياث عنه فلم يقرأ علينا وقال ليس بقوى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=146862&book=5529#890721
عدي بن الْفضل أَبُو حَاتِم الْبَصْرِيّ مولى بني تيم بن مرّة يروي عَن أَيُّوب وَيُونُس وَأبي جَعْفَر الخطمي وَعبد الله بن عمر قَالَ يحيى لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِشَيْء وَسُئِلَ مرّة أيكتب حَدِيثه قَالَ لَا وَلَا كَرَامَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ ابْن حبَان ظَهرت الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه فَبَطل الِاحْتِجَاج بروايته
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=80932&book=5529#39226e
عدي بْن الْفَضْل أَبُو حاتم مولى بَنِي تيم بْن مرة
عَنْ
أَبِي جَعْفَر الخطمي روى عَنْهُ زَيْد بْن حباب وعلي بْن الجعد.
باب عياش
عَنْ
أَبِي جَعْفَر الخطمي روى عَنْهُ زَيْد بْن حباب وعلي بْن الجعد.
باب عياش
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152277&book=5529#41a6ea
عدي بن حاتم الجواد بن عبد الله
ابن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي أبو طريف الطائي. ويقال: أبو وهب.
له صحبة، وقدم الشام قبل إسلامه، ثم قدم مع خالد بن الوليد في الفتوح إلى سوى، ووجهه خالد بالأخماس إلى أبي بكر رضي الله عنه، ثم سكن الكوفة.
حدث عدي بن حاتم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ".
وحدث عدي بن حاتم طيئ قال: لما نزلت الآية " فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود " قال: عمدت إلى عقالين أبيض وأسود، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أقوم من الليل فلا أستبين الأسود من الأبيض، فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فضحك وقال: إن كان وسادك إذاً لعريض، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل.
شهد أبو طريف الجمل وصفين، ومات في الكوفة سنة ثمان وستين زمن المختار، وهو ابن عشرين ومئة سنة.
قالوا: وتوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعدي بن حاتم على صدقات قومه، يعني عامل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من طيئ، واسم طيئ جلهمة، وسمي طيئاً لأنه أول من طوى المنازل، وقيل: أول من طوى بئراً. وكان حاتم من أجود العرب، وكنيته أبو سفانة.
وأصيبت عينه يوم الجمل، وقيل توفي بقرقيسياء سنة سبع وستين زمن المختار، وكان سخياً جواداً، أسلم حين كفر الناس، ووفى إذ غدروا، وأقبل إذ أدبروا.
وكان عدي نصرانياً، فلما بلغه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أصحابه إلى جبل طيئ، حمل أهله إلى الجزيرة فأنزلهم بها، وأدرك المسلمون أخته في حاضر طيئ فأخذوها وقدموا بها على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمكثت عنده، ثم أسلمت، وسألته أن يأذن لها في المصير إلى أخيها عدي ففعل، وأعطاها قطعةً عليه قصتها، فقدم عدي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزع وسادةً كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها، وسأله عن أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم وحسن إسلامه، ورجع إلى بلاد قومه، فلما قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وارتدت العرب ثبت عدي وقومه على الإسلام، وجاء بصدقاتهم إلى أبي بكر، وحضر فتح المدائن، وشهد مع علي صفين والنهروان.
قال أبو عبيدة بن حذيفة: كنت أسأل عن عدي بن حاتم وهو إلى جنبي بالكوفة، فلقيته فقلت: ما حديث بلغني عنك؟ قال: بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بعث وأنا أشد الناس له كراهية، فلحقت بأقصى الشام مما يلي بلاد الروم، فكنت أنا بمكاني الذي به أشد كراهية لذلك من الأمر الأول، فقلت: والله لآتين هذا الرجل فإن كان صادقاً لا يضرني، وإن كان كاذباً لا يخفى علي.
قال: فأقبلت حين قدمت المدينة، فاستشرفني الناس وقالوا: عدي بن حاتم، عدي بن
حاتم، فأتيته فقال: يا عدي بن حاتم، أنا الهارب من الله ورسوله؟! يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم. قلت: إن لي ديناً. قال: أنا أعلم بدينك منك. قلت: أنت أعلم بديني مني؟! قال: نعم، ألست ركوسياً؟ أولست رئيس قومك؟ أولست تأخذ المرباع؟ فإن ذلك لا يحل لك في دينك. قال: فأخذتني لذلك خصاصة، قال: إنه لا يمنعك أن تسلم إلا أنك ترى بمن حولنا خصاصة، وترى الناس علينا إلباً واحداً. ثم قال: هل أتيت الحيرة حتى تأتي البيت بغير جوار، وأوشك أن يخرج علينا كنوز كسرى. قلت: سرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ويوشك أن يخرج الرجل الصدقة من ماله فلا يجد من يقبلها. قال عدي: فقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي البيت بغير جوار، وكنت في أول خيل غارت على كنوز كسرى، وأيم الله لتكونن الثالثة، إن قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحق.
وعن عامر الشعبي قال: قدم عدي بن حاتم الكوفة، فأتيته في أناس من أهل الكوفة فقلت له: حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: بعث رسول الله بالنبوة فلا أعلم أحداً من العرب كان أشد له بغضاً ولا أشد له كراهيةً مني حتى لحقت بالروم فتنصرت فيهم، فلما بلغني ما يدعو إليه من الأخلاق الحسنة وما قد اجتمع الناس إليه ارتحلت أتيته، فوقفت عليه وعنده صهيب وبلال وسلمان، فقال: يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم.
فقلت: إخ إخ، فأنخت، فجلست، فألزمت ركبتي بركبته فقلت: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، يا عدي بن حاتم، لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن كسرى وقيصر، يا عدي بن حاتم، لا تقوم الساعة تأتي الظعينة من الحيرة ولم يكن يومئذ كوفة حتى تطوف بهذه الكعبة بغير خفير، يا عدي بن حاتم، لا تقوم الساعة حتى يحمل الرجل جراب المال فيطوف به فلا يجد يقلبه، فيضرب به الأرض فيقول: ليتك لم تكن، ليتك كنت تراباً.
قال الحسن بن عبد الله العسكري: وأما حديث عدي بن حاتم حين قال له النبي صلى اله عليه وسلم: " ما يفرك أن يقال: لا إله إلا الله " فيفتح الياء من يفرك، وهو خطأ.
وقال أبو عبيد: روى بعض المحدثين أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعدي: " ما يفرك " فيفتح الياء ويضم الفاء، وهذا تصحيف وقلب للمعنى. والصواب: " يفرك " بضم الياء، يقال: أفررت الرجل: إذا فعلت به ما يفر منه.
وعن عدي بن حاتم قال: لما دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألقى إليه وسادة، فجلس على الأرض، فقال: أشهد أني لا أبتغي علوا في الأرض لا فساداً. قال: فأسلم، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه ".
قال عدي بن حاتم: ما دخلت علي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قط إلا توسع لي أو قال: تحرك لي قال: فدخلت عليه ذات يوم وهو يوم في بيت مملوء من أصحابه، فلما رآني توسع لي حتى جلست إلى جانبه. وفي رواية: فلما رآني تحرك لي.
ومن حديث: أن عدياً حين قدم على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشام وأسلم قال: الصدقة يا عدي. فقال: ليست لنا سائمة إنما هي ركاب نركبها وأفراس نلجمها إن ألجم علينا. فقال: لابد من الصدقة. قال: نعم. فلما أجمع على الرجوع وقد ولاه على طائفة من طيئ، فسأله ظهراً. فبعث إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتذر إليه أن لم يجد عنده حاجته، وقال: لكن ترجع ويفعل الله خيراً. فأتى عدي قومه فدعاهم فصدقهم، فقبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي في يده، فوفى وأقبل بها إذا كان بالغمر ماء لبني أسد عليه جمع، ناداه رجل من بني أسد أشهد أن الصريح تحت الرغوة، وإن أبا الفضل لكاذب، يا بن حاتم فارجع فاقسم هذه الإبل بين قومك فتكون سيد الحيين ما بقيت. فقال عدي: إن يكن محمد قد مات فإن الذي أسلمت له حي لم يمت. فساق الصدقة، فلما دنا من المدينة لقيته خيل لأبي بكر عليها عبد الله بن مسعود، فابتدروه فأخذوه وقالوا: أين الفوارس التي كانت معك؟ قال: ما كان معي فوارس. قالوا: بلى. فقال ابن مسعود: خلوا عنه، فما كذب ولا كذبتم، أعوان الله ولم يرهم. فكانت ثالثة ثلاث صدقات أو ثانية صدقتين قدمتا على أبي بكر بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطى منه عدياً ثلاثين بعيراً.
ومن حديث آخر: قدم عليه بثلاث مئة بعير وقال: إن عدياً لما أسلم وأراد أن يرجع إلى بلاده بعث
إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعذر من الزاد ويقول: والله ما أصبح عند آل محمد سفة من طعام، ولكنك ترجع ويكون خير. فلما قدم على أبي بكر أعطاه ثلاثين فريضة، فقال عدي: يا خليفة رسول الله، أنت اليوم أحوج وأنا عنها غني. فقال أبو بكر: خذها فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعذر إليك ويقول: ترجع ويكون خير. فقد رجعت وجاء الله بخير، فأنا منفذ ما وعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته. فأنفذها، فقال عدي: آخذها الآن فهي عطية من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال أبو بكر فذاك.
قالوا: وكانت تلك الصدقات مما جهز أبو بكر بها من نهض لقتال أهل الردة.
قالوا: وكان عدي بن حاتم أحزم رأياً وأفضل في الإسلام رغبة ممن كان فرق الصدقة في قومه، فقال لقومه: لا تعجلوا، فإنه إن يقم لهذا الأمر قائم ألفاكم ولم تفرقوا الصدقة، وإن كان الذي تظنون، فلعمري إن أموالكم بأيديكم لا يغلبكم عليها أحد، فسكتهم بذلك وأمر ابنه أن يسرح نعم الصدقة، فإذا كان المساء روحها، وإنه جاء بها ليلة عشاء فضربه، وقال: ألا عجلت بها، ثم أراحها الليلة الثانية فوق ذلك قليلاً، فجعل يضربه ويكلمونه فيه، فلما كان اليوم الثالث قال: يا بني، إذا سرحتها فصح في أدبارها وأم بها المدينة، فإن لقيك لاق من قومك أو من غيرهم فقل: أريد الكلأ تعذر علينا ما حولنا، فلما جاء الوقت الذي كان يروح فيه لم يأت الغلام، فجعل أبوه يتوقعه ويقول لأصحابه، العجب لحبس ابني! فيقول بعضهم: نخرج يا أبا طريف فنبتعثه؟ فيقول: لا والله، فلما أصبح تهيأ ليغدو، فقال قومه: نغدو معك؟ فقال: لا يغدون معي منكم أحد، إنكم إن رأيتموه حلتم بيني وبين أن أضربه وقد عصى أمري كما ترون، أقول له: تروح الإبل بسفر، فليلة
يأتي بها عتمة وليلة يعزب بها! فخرج على بعير له سريعاً حتى لحق ابنه ثم حدر النعم إلى المدينة، فلما كان ببطن قناة، لقيته خيل لأبي بكر الصديق عليها عبد الله بن مسعود، ويقال: محمد بن مسلمة وهو أثبت فلما نظروا إليه ابتدروه فأخذوه وما كان معه، وقالوا له: أين الفوارس الذين كانوا معك؟ فقال: ما معي أحد. فقالوا: بلى لقد كان معك فوارس. الحديث وسار عدي بن حاتم مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة، وقد انضم إلى عدي من طيئ ألف رجل، وكانت جديلة معرضة عن الإسلام، وهم بطن من طيئ، وكان عدي من الغوث، فلما همت جديلة أن ترتد ونزلت ناحية، جاءهم مكنف بن زيد الخيل الطائي فقال: أتريدون أن تكون سبة على قومكم لم يرجع واحد من طيئ! وهذا أبو طريف معه ألف من طيئ، فكسرهم. فلما نزل خالد بن الوليد بزاخة قال لعدي: يا أبا طريف، ألا تسير إلى جديلة؟ فقال: يا أبا سليمان، لا تفعل أقاتل معك بيدين أحب إليك أم بيد واحدة؟ فقال خالد: بل بيدين. قال عدي: فإن جديلة إحدى يدي. فكف خالد عنهم، فجاءهم عدي فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، فسار بهم إلى خالد، فلما رآهم خالد فزع منهم وظن أنهم أتوا لقتال، فصاح في أصحابه بالسلاح، فقيل له: إنما هي جديلة أتت تقاتل معك. فجاءهم خالد فرحب بهم، واعتذروا إليه من اعتزلهم، وقالوا: نحن لك بحيث أحببت. فجزاهم خيراً فلم يرتدد من طيئ رجل واحد، فسار خالد على بغيته، فقال عدي: اجعل قومي مقدمة أصحابك. فقال: أبا طريف، إن الأمر قد اقترب ولحم، وأنا أخاف إن تقدم قومك ولحمهم القتال انكشفوا فانكشف من معنا، ولكن دعني أقدم قوماً صبراً لهم سوابق وثبات. فقال عدي: فالرأي رأيت. فقدم المهاجرين والأنصار.
قال الشعبي: استأذن عدي على عمر فقال له: تعرفني؟ قال عمر: نعم، فحباك الله أحسن المعرفة، أسلمت إذ كفروا، ووفيت إذ غدروا، وأعطيت إذ منعوا. وفي حديث آخر: وأقبلت إذ أدبروا. فقال: حسبي يا أمير المؤمنين حسبي.
وعن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل من طيئ في ألفين ويعرض عني، قال: فاستقبلته فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه فأعرض عني، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك حتى استلقى لقفاه، ثم قال: نعم والله إني لأعرفك، آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقة طيئ، جئت بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أخذ يعتذر ثم قال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة وهم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق.
وعن نابل مولى عثمان بن عفان وحاجبه قال: جاء عدي بن حاتم إلى باب عثمان وأنا عله فنحيته عنه، فلما خرج عثمان إلى الظهر عرض له، فلما رآه عثمان رحب به وانبسط إليه، فقال عدي: انتهيت إلى بابك وقد غم آذنك الناس فحجبني عنك. فالتفت إلي عثمان فانتهرني وقال: لا تحجبه واجعله أول من تدخله، فلعمري إنا لنعرف له حقه وفضله، ورأي الخليفتين فيه وفي قومه، فقد جاءنا بالصدقة يسوقها والبلاد تضطرم كأنها شعل النار من أهل الردة، فحمده المسلمون على ما رأوا منه.
وفي حديث ذكروه في استنقاذ عدي بن حاتم من ارتد من طيئ، فكان خير مولود ولد في طيئ، وأعظمه عليهم بركة.
قال عدي بن حاتم: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء.
وعنه قال: ما جاء وقت الصلاة قط إلا وقد أخذت لها أهبتها، وما جاءت إلا وأنا إليها بالأشواق.
أرسل الأشعث بن قيس إلى عدي بن حاتم يستعير قدور حاتم، فملأها وحملتها الرجال إليه، فأرسل إليه الأشعث: إنما أردناها فارغة. فأرسل إليه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.
حدث من رأى عدي بن حاتم يفت الخبز للنمل ويقول: إنهن لجارات، ولهن حق.
خطب عمرو بن حريث إلى عدي بن حاتم. فقال: لا أزوجك إلا على حكمي، فرجع عمرو وقال: امرأة من قريش على أربعة آلاف درهم أعجب إلي من امرأة من طيئ على حكم أبيها. فرجع، ثم أبت نفسه، فرجع إليه فقال: على حكمي؟ قال: نعم، فرجع عمرو بن حريث، فلم ينم ليلته مخافة أن يحكم عليه بما لا يطيق، فلما أصبح بعث إليه أن عرفني ما حكمت به علي؟ فأرسل إليه: إني حكمت بأربع مئة درهم وثمانين درهماً سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي رواية: مهر عائشة. فبعث إليه بعشرة آلاف درهم وكسوة، فردها وفرق الثياب في جلسائه وقال: من الطويل:
يرى ابن حريث أن همي ماله ... وما كنت موصوفاً بحب الدراهم
وقالت قريش: لا تحكمه إنه ... على كل ما حال عدي بن حاتم
فيذهب منك المال أول وهلة ... وحمامها والنخل ذات الكمائم
فقلت: معاذ الله من ترك سنة ... جرت من رسول الله والله عاصمي
وقلت: معاذ الله من سوء سنة ... تحدثها الركبان أهل المواسم
أخذ رجل بلجام عدي بن حاتم فقال له: أتفخر بأبيك وهو جمر في النار؟ وتتفخر على قومك بأن تجلس على وطاء دونهم؟ وذكر أشياء تقصر به، وهو واقف لا يحرك بغلته، فقال له لما سكت: إن كان بقي عندك شيء تريد أن تذكره فافعل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لشيخهم لم يرضوا.
قال عدي بن حاتم: كان أبي يقول: ما بدأت أحداً بشر، ولا تذمرت على جار لي، ولا سألني أحد شيئاً فرددته.
دخل قوم على عدي بن حاتم فقالوا له: أخبرنا عن السيد الشريف؟ قال: هو الأحمق في ماله، الذليل في عرضه، الطارح لحقده، المعنى بأمر عامته.
قيل لعدي بن حاتم: أي الأشياء أثقل عليك؟ قال: تجربة الصديق، ومسلة اللئيم، ورد سائلي بلا نيل. قيل: فأي الأشياء أوضع للرجال؟ قال: كره الإسلام، وإضاعة الأسرار، والثقة بكل أحد.
قال عدي بن حاتم: لسان المرء ترجمان عقله.
قال عدي بن حاتم: إن معروفكم اليوم منكر زمان قد مضى، وإن منكركم اليوم معروف زمان ما أتى، وإنكم لن تبرحوا بخير ما دمتم تعرفون ما كنتم تنكرون، ولا تنكرون ما كنتم تعرفون، وما دام عالمكم يتكلم بينكم غير مستخف.
قال محمد بن سيرين: لما قتل عثمان قال عدي بن حاتم: لا ينتضح في قتلة عنزان، فلما كان يوم صفين فقئت عينه، فقيل له: لا ينتطح في قتل عثمان عنزان! قال: بلى، وتفقأ عيون كثيرة.
هكذا ورد يوم صفين، وإنما فقئت عين عدي يوم الجمل، فإنه حضر الدار، فلما خرج
الناس يقولون: قتل عثمان، قال عدي: لا تحبق في فتله عناق حوليه. فلما كان يوم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه محمد مع علي، وقتل ابنه الآخر مع الخوارج، فقيل له: يا أبا طريف، هل حبقت في قتل عثمان عناق حوليه؟ فقال: بلى وربك، والتيس الأعظم.
وكان يوم صفين من أصحاب علي على قضاعة وطيئ بن عدي بن حاتم الطائي.
نظر علي بن أبي طالب إلى عدي بن حاتم كئيباً حزيناً، فقال: ما لي أراك كئيباً حزيناً؟ فقال: وما يمنعني يا أمير المؤمنين! وقد قتل ابني وفقئت عيني؟ فقال: يا عدي، إنه من رضي بقضاء الله جزي عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جزي عليه وحبط عمله.
حدث عيسى بن يونس عن أبيه عن جده قال: عندنا في الحي مأدبة، فرأيت فيها ثلاثة رجال عور، كأن وجوههم بيض النعام، لم أر صفحة وجوه أحسن منها، وهم: جرير بن عبد الله البجلي، والأشعث بن قيس الكندي، وعدي بن حاتم الطائي.
استأذن عدي بن حاتم على معاوية وعنده عبد الله بن الزبير، فقال له عبد الله: بلغني يا أمير المؤمنين أن عند هذا الأعور جواباً، فلو شئت هجته. فقال: أما أنا فلا أفعل، ولكن دونكاه إن بدا لك. فلما دخل عدي قال له عبد الله بن الزبير: في أي يوم فقئت عينك يا أبا طريف؟ فقال له: في اليوم الذي قتل فيه أبوك، وكشف فيه استك، ولطم فيه علي قفاك، وأنت منهزم. يعني ابن الزبير.
وزاد في آخر بمعناه: فضحك معاوية وقال له: ما فعلت الطرفات يا أبا طريف؟ قال: قتلوا، قال: ما أنصفك ابن أبي طالب إن قتل بنوك معه وبقي له بنوه. قال:
إن ذاك، لقد قتل وبقيت أنا من بعده. قال له معاوية: أليس زعمت أنه لا تحبق في قتل عثمان عنز؟ قال: قد والله حبق فيه التيس الأكبر. قال معاوية: إلا أنه قد بقي من دمه قطرة ولا بد من أن أتتبعها، قال عدي: لا أبا لك شم السيف، فإن سل السيف يسل السيف. فالتفت معاوية إلى حبيب بن مسلمة فقال: اجعلها في كنانتك فإنها حكمة.
وعاش عدي بن حاتم مئة وثمانين سنة، فلما أسن استأذن قومه في وطاء يجلس فيه في ناديهم وقال: إني أكره أن يظن أحدكم أني أرى أن لي عليه فضلاً، ولكني قد كبرت ورق عظمي فقالوا: انتظر. فلما أبطأوا عليه أنشأ عليه أنشأ يقول: من الوافر:
أجيبوا يا بني ثعل بن عمرو ... ولا تكموا الجواب من الحياء
فإني قد كبرت ورق عظمي ... وقل اللحم من بعد النقاء
وأصبحت الغداة أريد شيئاً ... يقيني الأرض من برد الشتاء
وطاء يا بني ثعل بن عمرو ... وليس لشيخكم غير الوطاء
فإن ترضوا به فسرور راض ... وإن تأبوا فإني ذو إباء
سأترك ما أردت لما أردتم ... وردك من عصاك من العناء
لأني من مساءتكم بعيد ... كبعد الأرض من بعد السماء
وإني لا أكون لغير قومي ... وليس الدلو إلا بالرشاء
فأذنوا له أن يبسط في ناديهم، وطابت به أنفسهم، وقالوا: أنت شيخنا وسيدنا وما فينا أحد يكره ذلك ولا يدفعه.
قال المغيرة: خرج عدي بن حاتم وجرير بن عبد الله البجلي وحنظلة الكاتب من الكوفة، فنزلوا
قرقيسياء وقالوا: لا يقيم ببلد يشتم فيه عثمان، وقبورهم بقرقيسيا.
ابن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي أبو طريف الطائي. ويقال: أبو وهب.
له صحبة، وقدم الشام قبل إسلامه، ثم قدم مع خالد بن الوليد في الفتوح إلى سوى، ووجهه خالد بالأخماس إلى أبي بكر رضي الله عنه، ثم سكن الكوفة.
حدث عدي بن حاتم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ".
وحدث عدي بن حاتم طيئ قال: لما نزلت الآية " فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود " قال: عمدت إلى عقالين أبيض وأسود، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أقوم من الليل فلا أستبين الأسود من الأبيض، فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فضحك وقال: إن كان وسادك إذاً لعريض، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل.
شهد أبو طريف الجمل وصفين، ومات في الكوفة سنة ثمان وستين زمن المختار، وهو ابن عشرين ومئة سنة.
قالوا: وتوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعدي بن حاتم على صدقات قومه، يعني عامل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من طيئ، واسم طيئ جلهمة، وسمي طيئاً لأنه أول من طوى المنازل، وقيل: أول من طوى بئراً. وكان حاتم من أجود العرب، وكنيته أبو سفانة.
وأصيبت عينه يوم الجمل، وقيل توفي بقرقيسياء سنة سبع وستين زمن المختار، وكان سخياً جواداً، أسلم حين كفر الناس، ووفى إذ غدروا، وأقبل إذ أدبروا.
وكان عدي نصرانياً، فلما بلغه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أصحابه إلى جبل طيئ، حمل أهله إلى الجزيرة فأنزلهم بها، وأدرك المسلمون أخته في حاضر طيئ فأخذوها وقدموا بها على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمكثت عنده، ثم أسلمت، وسألته أن يأذن لها في المصير إلى أخيها عدي ففعل، وأعطاها قطعةً عليه قصتها، فقدم عدي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزع وسادةً كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها، وسأله عن أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم وحسن إسلامه، ورجع إلى بلاد قومه، فلما قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وارتدت العرب ثبت عدي وقومه على الإسلام، وجاء بصدقاتهم إلى أبي بكر، وحضر فتح المدائن، وشهد مع علي صفين والنهروان.
قال أبو عبيدة بن حذيفة: كنت أسأل عن عدي بن حاتم وهو إلى جنبي بالكوفة، فلقيته فقلت: ما حديث بلغني عنك؟ قال: بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بعث وأنا أشد الناس له كراهية، فلحقت بأقصى الشام مما يلي بلاد الروم، فكنت أنا بمكاني الذي به أشد كراهية لذلك من الأمر الأول، فقلت: والله لآتين هذا الرجل فإن كان صادقاً لا يضرني، وإن كان كاذباً لا يخفى علي.
قال: فأقبلت حين قدمت المدينة، فاستشرفني الناس وقالوا: عدي بن حاتم، عدي بن
حاتم، فأتيته فقال: يا عدي بن حاتم، أنا الهارب من الله ورسوله؟! يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم. قلت: إن لي ديناً. قال: أنا أعلم بدينك منك. قلت: أنت أعلم بديني مني؟! قال: نعم، ألست ركوسياً؟ أولست رئيس قومك؟ أولست تأخذ المرباع؟ فإن ذلك لا يحل لك في دينك. قال: فأخذتني لذلك خصاصة، قال: إنه لا يمنعك أن تسلم إلا أنك ترى بمن حولنا خصاصة، وترى الناس علينا إلباً واحداً. ثم قال: هل أتيت الحيرة حتى تأتي البيت بغير جوار، وأوشك أن يخرج علينا كنوز كسرى. قلت: سرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ويوشك أن يخرج الرجل الصدقة من ماله فلا يجد من يقبلها. قال عدي: فقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي البيت بغير جوار، وكنت في أول خيل غارت على كنوز كسرى، وأيم الله لتكونن الثالثة، إن قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحق.
وعن عامر الشعبي قال: قدم عدي بن حاتم الكوفة، فأتيته في أناس من أهل الكوفة فقلت له: حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: بعث رسول الله بالنبوة فلا أعلم أحداً من العرب كان أشد له بغضاً ولا أشد له كراهيةً مني حتى لحقت بالروم فتنصرت فيهم، فلما بلغني ما يدعو إليه من الأخلاق الحسنة وما قد اجتمع الناس إليه ارتحلت أتيته، فوقفت عليه وعنده صهيب وبلال وسلمان، فقال: يا عدي بن حاتم، أسلم تسلم.
فقلت: إخ إخ، فأنخت، فجلست، فألزمت ركبتي بركبته فقلت: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، يا عدي بن حاتم، لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن كسرى وقيصر، يا عدي بن حاتم، لا تقوم الساعة تأتي الظعينة من الحيرة ولم يكن يومئذ كوفة حتى تطوف بهذه الكعبة بغير خفير، يا عدي بن حاتم، لا تقوم الساعة حتى يحمل الرجل جراب المال فيطوف به فلا يجد يقلبه، فيضرب به الأرض فيقول: ليتك لم تكن، ليتك كنت تراباً.
قال الحسن بن عبد الله العسكري: وأما حديث عدي بن حاتم حين قال له النبي صلى اله عليه وسلم: " ما يفرك أن يقال: لا إله إلا الله " فيفتح الياء من يفرك، وهو خطأ.
وقال أبو عبيد: روى بعض المحدثين أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعدي: " ما يفرك " فيفتح الياء ويضم الفاء، وهذا تصحيف وقلب للمعنى. والصواب: " يفرك " بضم الياء، يقال: أفررت الرجل: إذا فعلت به ما يفر منه.
وعن عدي بن حاتم قال: لما دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألقى إليه وسادة، فجلس على الأرض، فقال: أشهد أني لا أبتغي علوا في الأرض لا فساداً. قال: فأسلم، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه ".
قال عدي بن حاتم: ما دخلت علي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قط إلا توسع لي أو قال: تحرك لي قال: فدخلت عليه ذات يوم وهو يوم في بيت مملوء من أصحابه، فلما رآني توسع لي حتى جلست إلى جانبه. وفي رواية: فلما رآني تحرك لي.
ومن حديث: أن عدياً حين قدم على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشام وأسلم قال: الصدقة يا عدي. فقال: ليست لنا سائمة إنما هي ركاب نركبها وأفراس نلجمها إن ألجم علينا. فقال: لابد من الصدقة. قال: نعم. فلما أجمع على الرجوع وقد ولاه على طائفة من طيئ، فسأله ظهراً. فبعث إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتذر إليه أن لم يجد عنده حاجته، وقال: لكن ترجع ويفعل الله خيراً. فأتى عدي قومه فدعاهم فصدقهم، فقبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي في يده، فوفى وأقبل بها إذا كان بالغمر ماء لبني أسد عليه جمع، ناداه رجل من بني أسد أشهد أن الصريح تحت الرغوة، وإن أبا الفضل لكاذب، يا بن حاتم فارجع فاقسم هذه الإبل بين قومك فتكون سيد الحيين ما بقيت. فقال عدي: إن يكن محمد قد مات فإن الذي أسلمت له حي لم يمت. فساق الصدقة، فلما دنا من المدينة لقيته خيل لأبي بكر عليها عبد الله بن مسعود، فابتدروه فأخذوه وقالوا: أين الفوارس التي كانت معك؟ قال: ما كان معي فوارس. قالوا: بلى. فقال ابن مسعود: خلوا عنه، فما كذب ولا كذبتم، أعوان الله ولم يرهم. فكانت ثالثة ثلاث صدقات أو ثانية صدقتين قدمتا على أبي بكر بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطى منه عدياً ثلاثين بعيراً.
ومن حديث آخر: قدم عليه بثلاث مئة بعير وقال: إن عدياً لما أسلم وأراد أن يرجع إلى بلاده بعث
إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعذر من الزاد ويقول: والله ما أصبح عند آل محمد سفة من طعام، ولكنك ترجع ويكون خير. فلما قدم على أبي بكر أعطاه ثلاثين فريضة، فقال عدي: يا خليفة رسول الله، أنت اليوم أحوج وأنا عنها غني. فقال أبو بكر: خذها فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعذر إليك ويقول: ترجع ويكون خير. فقد رجعت وجاء الله بخير، فأنا منفذ ما وعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته. فأنفذها، فقال عدي: آخذها الآن فهي عطية من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال أبو بكر فذاك.
قالوا: وكانت تلك الصدقات مما جهز أبو بكر بها من نهض لقتال أهل الردة.
قالوا: وكان عدي بن حاتم أحزم رأياً وأفضل في الإسلام رغبة ممن كان فرق الصدقة في قومه، فقال لقومه: لا تعجلوا، فإنه إن يقم لهذا الأمر قائم ألفاكم ولم تفرقوا الصدقة، وإن كان الذي تظنون، فلعمري إن أموالكم بأيديكم لا يغلبكم عليها أحد، فسكتهم بذلك وأمر ابنه أن يسرح نعم الصدقة، فإذا كان المساء روحها، وإنه جاء بها ليلة عشاء فضربه، وقال: ألا عجلت بها، ثم أراحها الليلة الثانية فوق ذلك قليلاً، فجعل يضربه ويكلمونه فيه، فلما كان اليوم الثالث قال: يا بني، إذا سرحتها فصح في أدبارها وأم بها المدينة، فإن لقيك لاق من قومك أو من غيرهم فقل: أريد الكلأ تعذر علينا ما حولنا، فلما جاء الوقت الذي كان يروح فيه لم يأت الغلام، فجعل أبوه يتوقعه ويقول لأصحابه، العجب لحبس ابني! فيقول بعضهم: نخرج يا أبا طريف فنبتعثه؟ فيقول: لا والله، فلما أصبح تهيأ ليغدو، فقال قومه: نغدو معك؟ فقال: لا يغدون معي منكم أحد، إنكم إن رأيتموه حلتم بيني وبين أن أضربه وقد عصى أمري كما ترون، أقول له: تروح الإبل بسفر، فليلة
يأتي بها عتمة وليلة يعزب بها! فخرج على بعير له سريعاً حتى لحق ابنه ثم حدر النعم إلى المدينة، فلما كان ببطن قناة، لقيته خيل لأبي بكر الصديق عليها عبد الله بن مسعود، ويقال: محمد بن مسلمة وهو أثبت فلما نظروا إليه ابتدروه فأخذوه وما كان معه، وقالوا له: أين الفوارس الذين كانوا معك؟ فقال: ما معي أحد. فقالوا: بلى لقد كان معك فوارس. الحديث وسار عدي بن حاتم مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة، وقد انضم إلى عدي من طيئ ألف رجل، وكانت جديلة معرضة عن الإسلام، وهم بطن من طيئ، وكان عدي من الغوث، فلما همت جديلة أن ترتد ونزلت ناحية، جاءهم مكنف بن زيد الخيل الطائي فقال: أتريدون أن تكون سبة على قومكم لم يرجع واحد من طيئ! وهذا أبو طريف معه ألف من طيئ، فكسرهم. فلما نزل خالد بن الوليد بزاخة قال لعدي: يا أبا طريف، ألا تسير إلى جديلة؟ فقال: يا أبا سليمان، لا تفعل أقاتل معك بيدين أحب إليك أم بيد واحدة؟ فقال خالد: بل بيدين. قال عدي: فإن جديلة إحدى يدي. فكف خالد عنهم، فجاءهم عدي فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، فسار بهم إلى خالد، فلما رآهم خالد فزع منهم وظن أنهم أتوا لقتال، فصاح في أصحابه بالسلاح، فقيل له: إنما هي جديلة أتت تقاتل معك. فجاءهم خالد فرحب بهم، واعتذروا إليه من اعتزلهم، وقالوا: نحن لك بحيث أحببت. فجزاهم خيراً فلم يرتدد من طيئ رجل واحد، فسار خالد على بغيته، فقال عدي: اجعل قومي مقدمة أصحابك. فقال: أبا طريف، إن الأمر قد اقترب ولحم، وأنا أخاف إن تقدم قومك ولحمهم القتال انكشفوا فانكشف من معنا، ولكن دعني أقدم قوماً صبراً لهم سوابق وثبات. فقال عدي: فالرأي رأيت. فقدم المهاجرين والأنصار.
قال الشعبي: استأذن عدي على عمر فقال له: تعرفني؟ قال عمر: نعم، فحباك الله أحسن المعرفة، أسلمت إذ كفروا، ووفيت إذ غدروا، وأعطيت إذ منعوا. وفي حديث آخر: وأقبلت إذ أدبروا. فقال: حسبي يا أمير المؤمنين حسبي.
وعن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل من طيئ في ألفين ويعرض عني، قال: فاستقبلته فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه فأعرض عني، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك حتى استلقى لقفاه، ثم قال: نعم والله إني لأعرفك، آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقة طيئ، جئت بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أخذ يعتذر ثم قال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة وهم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق.
وعن نابل مولى عثمان بن عفان وحاجبه قال: جاء عدي بن حاتم إلى باب عثمان وأنا عله فنحيته عنه، فلما خرج عثمان إلى الظهر عرض له، فلما رآه عثمان رحب به وانبسط إليه، فقال عدي: انتهيت إلى بابك وقد غم آذنك الناس فحجبني عنك. فالتفت إلي عثمان فانتهرني وقال: لا تحجبه واجعله أول من تدخله، فلعمري إنا لنعرف له حقه وفضله، ورأي الخليفتين فيه وفي قومه، فقد جاءنا بالصدقة يسوقها والبلاد تضطرم كأنها شعل النار من أهل الردة، فحمده المسلمون على ما رأوا منه.
وفي حديث ذكروه في استنقاذ عدي بن حاتم من ارتد من طيئ، فكان خير مولود ولد في طيئ، وأعظمه عليهم بركة.
قال عدي بن حاتم: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء.
وعنه قال: ما جاء وقت الصلاة قط إلا وقد أخذت لها أهبتها، وما جاءت إلا وأنا إليها بالأشواق.
أرسل الأشعث بن قيس إلى عدي بن حاتم يستعير قدور حاتم، فملأها وحملتها الرجال إليه، فأرسل إليه الأشعث: إنما أردناها فارغة. فأرسل إليه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.
حدث من رأى عدي بن حاتم يفت الخبز للنمل ويقول: إنهن لجارات، ولهن حق.
خطب عمرو بن حريث إلى عدي بن حاتم. فقال: لا أزوجك إلا على حكمي، فرجع عمرو وقال: امرأة من قريش على أربعة آلاف درهم أعجب إلي من امرأة من طيئ على حكم أبيها. فرجع، ثم أبت نفسه، فرجع إليه فقال: على حكمي؟ قال: نعم، فرجع عمرو بن حريث، فلم ينم ليلته مخافة أن يحكم عليه بما لا يطيق، فلما أصبح بعث إليه أن عرفني ما حكمت به علي؟ فأرسل إليه: إني حكمت بأربع مئة درهم وثمانين درهماً سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي رواية: مهر عائشة. فبعث إليه بعشرة آلاف درهم وكسوة، فردها وفرق الثياب في جلسائه وقال: من الطويل:
يرى ابن حريث أن همي ماله ... وما كنت موصوفاً بحب الدراهم
وقالت قريش: لا تحكمه إنه ... على كل ما حال عدي بن حاتم
فيذهب منك المال أول وهلة ... وحمامها والنخل ذات الكمائم
فقلت: معاذ الله من ترك سنة ... جرت من رسول الله والله عاصمي
وقلت: معاذ الله من سوء سنة ... تحدثها الركبان أهل المواسم
أخذ رجل بلجام عدي بن حاتم فقال له: أتفخر بأبيك وهو جمر في النار؟ وتتفخر على قومك بأن تجلس على وطاء دونهم؟ وذكر أشياء تقصر به، وهو واقف لا يحرك بغلته، فقال له لما سكت: إن كان بقي عندك شيء تريد أن تذكره فافعل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لشيخهم لم يرضوا.
قال عدي بن حاتم: كان أبي يقول: ما بدأت أحداً بشر، ولا تذمرت على جار لي، ولا سألني أحد شيئاً فرددته.
دخل قوم على عدي بن حاتم فقالوا له: أخبرنا عن السيد الشريف؟ قال: هو الأحمق في ماله، الذليل في عرضه، الطارح لحقده، المعنى بأمر عامته.
قيل لعدي بن حاتم: أي الأشياء أثقل عليك؟ قال: تجربة الصديق، ومسلة اللئيم، ورد سائلي بلا نيل. قيل: فأي الأشياء أوضع للرجال؟ قال: كره الإسلام، وإضاعة الأسرار، والثقة بكل أحد.
قال عدي بن حاتم: لسان المرء ترجمان عقله.
قال عدي بن حاتم: إن معروفكم اليوم منكر زمان قد مضى، وإن منكركم اليوم معروف زمان ما أتى، وإنكم لن تبرحوا بخير ما دمتم تعرفون ما كنتم تنكرون، ولا تنكرون ما كنتم تعرفون، وما دام عالمكم يتكلم بينكم غير مستخف.
قال محمد بن سيرين: لما قتل عثمان قال عدي بن حاتم: لا ينتضح في قتلة عنزان، فلما كان يوم صفين فقئت عينه، فقيل له: لا ينتطح في قتل عثمان عنزان! قال: بلى، وتفقأ عيون كثيرة.
هكذا ورد يوم صفين، وإنما فقئت عين عدي يوم الجمل، فإنه حضر الدار، فلما خرج
الناس يقولون: قتل عثمان، قال عدي: لا تحبق في فتله عناق حوليه. فلما كان يوم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه محمد مع علي، وقتل ابنه الآخر مع الخوارج، فقيل له: يا أبا طريف، هل حبقت في قتل عثمان عناق حوليه؟ فقال: بلى وربك، والتيس الأعظم.
وكان يوم صفين من أصحاب علي على قضاعة وطيئ بن عدي بن حاتم الطائي.
نظر علي بن أبي طالب إلى عدي بن حاتم كئيباً حزيناً، فقال: ما لي أراك كئيباً حزيناً؟ فقال: وما يمنعني يا أمير المؤمنين! وقد قتل ابني وفقئت عيني؟ فقال: يا عدي، إنه من رضي بقضاء الله جزي عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جزي عليه وحبط عمله.
حدث عيسى بن يونس عن أبيه عن جده قال: عندنا في الحي مأدبة، فرأيت فيها ثلاثة رجال عور، كأن وجوههم بيض النعام، لم أر صفحة وجوه أحسن منها، وهم: جرير بن عبد الله البجلي، والأشعث بن قيس الكندي، وعدي بن حاتم الطائي.
استأذن عدي بن حاتم على معاوية وعنده عبد الله بن الزبير، فقال له عبد الله: بلغني يا أمير المؤمنين أن عند هذا الأعور جواباً، فلو شئت هجته. فقال: أما أنا فلا أفعل، ولكن دونكاه إن بدا لك. فلما دخل عدي قال له عبد الله بن الزبير: في أي يوم فقئت عينك يا أبا طريف؟ فقال له: في اليوم الذي قتل فيه أبوك، وكشف فيه استك، ولطم فيه علي قفاك، وأنت منهزم. يعني ابن الزبير.
وزاد في آخر بمعناه: فضحك معاوية وقال له: ما فعلت الطرفات يا أبا طريف؟ قال: قتلوا، قال: ما أنصفك ابن أبي طالب إن قتل بنوك معه وبقي له بنوه. قال:
إن ذاك، لقد قتل وبقيت أنا من بعده. قال له معاوية: أليس زعمت أنه لا تحبق في قتل عثمان عنز؟ قال: قد والله حبق فيه التيس الأكبر. قال معاوية: إلا أنه قد بقي من دمه قطرة ولا بد من أن أتتبعها، قال عدي: لا أبا لك شم السيف، فإن سل السيف يسل السيف. فالتفت معاوية إلى حبيب بن مسلمة فقال: اجعلها في كنانتك فإنها حكمة.
وعاش عدي بن حاتم مئة وثمانين سنة، فلما أسن استأذن قومه في وطاء يجلس فيه في ناديهم وقال: إني أكره أن يظن أحدكم أني أرى أن لي عليه فضلاً، ولكني قد كبرت ورق عظمي فقالوا: انتظر. فلما أبطأوا عليه أنشأ عليه أنشأ يقول: من الوافر:
أجيبوا يا بني ثعل بن عمرو ... ولا تكموا الجواب من الحياء
فإني قد كبرت ورق عظمي ... وقل اللحم من بعد النقاء
وأصبحت الغداة أريد شيئاً ... يقيني الأرض من برد الشتاء
وطاء يا بني ثعل بن عمرو ... وليس لشيخكم غير الوطاء
فإن ترضوا به فسرور راض ... وإن تأبوا فإني ذو إباء
سأترك ما أردت لما أردتم ... وردك من عصاك من العناء
لأني من مساءتكم بعيد ... كبعد الأرض من بعد السماء
وإني لا أكون لغير قومي ... وليس الدلو إلا بالرشاء
فأذنوا له أن يبسط في ناديهم، وطابت به أنفسهم، وقالوا: أنت شيخنا وسيدنا وما فينا أحد يكره ذلك ولا يدفعه.
قال المغيرة: خرج عدي بن حاتم وجرير بن عبد الله البجلي وحنظلة الكاتب من الكوفة، فنزلوا
قرقيسياء وقالوا: لا يقيم ببلد يشتم فيه عثمان، وقبورهم بقرقيسيا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65465&book=5529#ca904b
عدي بن حاتم
- عدي بن حاتم الطائي أحد بني ثعل. ويكنى أبا طريف. نزل الكوفة وابتنى بها دارا في طيّئ ولم يزل مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وشهد معه الجمل وصفين. وذهبت عينه يوم الجمل. ومات بالكوفة زمن المختار سنة ثمان وستين.
- عدي بن حاتم الطائي أحد بني ثعل. ويكنى أبا طريف. نزل الكوفة وابتنى بها دارا في طيّئ ولم يزل مع عَلِيّ بْن أَبِي طالب. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وشهد معه الجمل وصفين. وذهبت عينه يوم الجمل. ومات بالكوفة زمن المختار سنة ثمان وستين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65465&book=5529#ea399b
عدي بن حاتم
ب د ع: عدي بْن حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس بْن عدي بْن أخزم بْن أَبِي أخزم بْن رَبِيعة بْن جرول بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بْن طي الطائي وأبوه حاتم هُوَ الجواد الموصوف بالجود، الَّذِي يضرب بِهِ المثل، يكنى عدي أبا طريف، وقيل: أَبُو وهب، يختلف النسابون فِي بعض الأسماء إِلَى وطيء.
وفد عدي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع فِي شعبان، وقيل: سنة عشر، فأسلم وكان نصرانيًا.
(1035) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: أَلا آتِيهِ فَأَسْأَلُهُ؟ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ، فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا كَانَتْ أَقْصَى الأَرْضِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ، فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ مِثْلَمَا كَرِهْتُهُ أَوْ أَشَدَّ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا اتَّبَعْتُهُ؟ فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ، وَقَالُوا: عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ! عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ! فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: " يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ "، قُلْتُ: إِنَّ لِي دِينًا، قَالَ: " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ "، قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: " أَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا؟ أَلَسْتَ تَأْكُلُ الْمِرْبَاعَ؟ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَحِلُّ فِي دِينِكَ "، قَالَ: فَنَضْنَضْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَدِيُّ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ "، قَالَ: قَدْ أَظُنُّ، أَوْ قَدْ أَرَى، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ إِلا عَضَاضَةٌ تَرَاهَا مِمَّنْ حَوْلِي، وَإِنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا وَاحِدًا "، قَالَ: " هَلْ أَتَيْتَ الْحِيرَةَ؟ "، قُلْتُ: لَمْ آتِهَا، وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا، قَالَ: " يُوشِكُ الظَّعِينَةُ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ "، قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، قَالَ: " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ " مَرَّتَيِن أَوْ ثَلاثًا، " وَلَيُفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يَهُمَّ الرَّجُلُ مَنْ يَقْبَلَ صَدَقَتَهُ "، قَالَ عَدِيٌّ: قَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ: الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَقَدْ كُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى كُنُوزِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَأَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةَ، أَنَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقيل: إنه لما بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية إِلَى طيء أخذ عدي أهله، وانتقل إِلَى الجزيرة، وقيل: إِلَى الشام، وترك أخته سفانة بِنْت حاتم، فأخذها المسلمون، فأسلمت وعادت إِلَيْه فأخبرته، ودعته إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحضر معها عنده، فأسلم وحسن إسلامه، وَقَدْ ذكرناه فِي ترجمة أخته سفانة.
وروى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث كثيرة، ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم عَلَى أَبِي بَكْر الصديق فِي وقت الردة بصدقة قومه، وثبت عَلَى الْإِسْلَام ولم يرتد، وثبت قومه معه، وكان جوادًا شريفًا فِي قومه، معظمًا عندهم وعند غيرهم، حاضر الجواب.
روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ما دخل عليّ وقت صلاة إلا وأنا مشتاق إليها، وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرمه إِذَا دخل عَلَيْهِ.
(1036) أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، عَنْ أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّاءِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ قَهْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدِمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَلَى عُمَرَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ رَأَى مِنْهُ شَيْئًا، يَعْنِي جَفَاءً، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: بَلَى، وَاللَّهِ أَعْرِفُكَ، أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِأَحْسَنِ الْمَعْرِفَةِ، أَعْرِفُكَ وَاللَّهِ، وَأَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، فَقَالَ: حَسْبِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبِي وشهد فتوح العراق، ووقعة القادسية، ووقعة مهران، ويوم الجسر مَعَ أَبِي عُبَيْد، وغير ذَلِكَ.
وكان مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد لما سار إِلَى الشام، وشهد معه بعض الفتوح، وأرسل معه خَالِد بالأخماس إِلَى أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وسكن الكوفة، قَالَ الشَّعْبِيّ: أرسل الأشعث بْن قيس إِلَى عدي بْن حاتم يستعير مِنْهُ قدور حاتم، فملأها وحملها الرجال إِلَيْه، فأرسل إِلَيْه الأشعث: إنما أردناها فارغة! فأرسل إِلَيْه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.
وكان عدي يفت الخبز للنمل، ويقول: إنهن جارات، ولهن حق.
وكان عدي منحرفًا عَنْ عثمان، فلما قتل عثمان، قالا: لا يحبق فِي قتله عناق، فلما كَانَ يَوْم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه مُحَمَّد مَعَ عليّ، وقتل ابنه الآخر مَعَ الخوارج، فقيل لَهُ: يا أبا طريف، هَلْ حبق فِي قتل عثمان عناق؟ قَالَ: إي والله، والتيس الأعظم.
وشهد صفين مَعَ عليّ، روى عَنْهُ: الشَّعْبِيّ، وتميم بْن طرفة، وعبد اللَّه بْن معقل، وَأَبُو إِسْحَاق الهمداني، وغيرهم.
وتوفي سنة سبع وستين، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وستين، وله مائة وعشرون سنة، قيل: مات بالكوفة أيام الْمُخْتَار، وقيل: مات بقرقيسياء، والأول أصح.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
النضنضة: تحريك اللسان، والغضاضة: الذلة، والنقيصة، وقيل: إنَّما هِيَ خصاصة بالخاء، وهي الفقر.
ب د ع: عدي بْن حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس بْن عدي بْن أخزم بْن أَبِي أخزم بْن رَبِيعة بْن جرول بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بْن طي الطائي وأبوه حاتم هُوَ الجواد الموصوف بالجود، الَّذِي يضرب بِهِ المثل، يكنى عدي أبا طريف، وقيل: أَبُو وهب، يختلف النسابون فِي بعض الأسماء إِلَى وطيء.
وفد عدي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع فِي شعبان، وقيل: سنة عشر، فأسلم وكان نصرانيًا.
(1035) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: أَلا آتِيهِ فَأَسْأَلُهُ؟ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ، فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا كَانَتْ أَقْصَى الأَرْضِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ، فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ مِثْلَمَا كَرِهْتُهُ أَوْ أَشَدَّ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا اتَّبَعْتُهُ؟ فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ، وَقَالُوا: عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ! عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ! فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: " يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ "، قُلْتُ: إِنَّ لِي دِينًا، قَالَ: " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ "، قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: " أَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا؟ أَلَسْتَ تَأْكُلُ الْمِرْبَاعَ؟ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَحِلُّ فِي دِينِكَ "، قَالَ: فَنَضْنَضْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَدِيُّ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ "، قَالَ: قَدْ أَظُنُّ، أَوْ قَدْ أَرَى، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ إِلا عَضَاضَةٌ تَرَاهَا مِمَّنْ حَوْلِي، وَإِنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا وَاحِدًا "، قَالَ: " هَلْ أَتَيْتَ الْحِيرَةَ؟ "، قُلْتُ: لَمْ آتِهَا، وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا، قَالَ: " يُوشِكُ الظَّعِينَةُ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ "، قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، قَالَ: " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ " مَرَّتَيِن أَوْ ثَلاثًا، " وَلَيُفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يَهُمَّ الرَّجُلُ مَنْ يَقْبَلَ صَدَقَتَهُ "، قَالَ عَدِيٌّ: قَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ: الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَقَدْ كُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى كُنُوزِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَأَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةَ، أَنَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقيل: إنه لما بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية إِلَى طيء أخذ عدي أهله، وانتقل إِلَى الجزيرة، وقيل: إِلَى الشام، وترك أخته سفانة بِنْت حاتم، فأخذها المسلمون، فأسلمت وعادت إِلَيْه فأخبرته، ودعته إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحضر معها عنده، فأسلم وحسن إسلامه، وَقَدْ ذكرناه فِي ترجمة أخته سفانة.
وروى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث كثيرة، ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم عَلَى أَبِي بَكْر الصديق فِي وقت الردة بصدقة قومه، وثبت عَلَى الْإِسْلَام ولم يرتد، وثبت قومه معه، وكان جوادًا شريفًا فِي قومه، معظمًا عندهم وعند غيرهم، حاضر الجواب.
روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ما دخل عليّ وقت صلاة إلا وأنا مشتاق إليها، وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرمه إِذَا دخل عَلَيْهِ.
(1036) أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، عَنْ أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّاءِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ قَهْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدِمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَلَى عُمَرَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ رَأَى مِنْهُ شَيْئًا، يَعْنِي جَفَاءً، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: بَلَى، وَاللَّهِ أَعْرِفُكَ، أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِأَحْسَنِ الْمَعْرِفَةِ، أَعْرِفُكَ وَاللَّهِ، وَأَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، فَقَالَ: حَسْبِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبِي وشهد فتوح العراق، ووقعة القادسية، ووقعة مهران، ويوم الجسر مَعَ أَبِي عُبَيْد، وغير ذَلِكَ.
وكان مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد لما سار إِلَى الشام، وشهد معه بعض الفتوح، وأرسل معه خَالِد بالأخماس إِلَى أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وسكن الكوفة، قَالَ الشَّعْبِيّ: أرسل الأشعث بْن قيس إِلَى عدي بْن حاتم يستعير مِنْهُ قدور حاتم، فملأها وحملها الرجال إِلَيْه، فأرسل إِلَيْه الأشعث: إنما أردناها فارغة! فأرسل إِلَيْه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.
وكان عدي يفت الخبز للنمل، ويقول: إنهن جارات، ولهن حق.
وكان عدي منحرفًا عَنْ عثمان، فلما قتل عثمان، قالا: لا يحبق فِي قتله عناق، فلما كَانَ يَوْم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه مُحَمَّد مَعَ عليّ، وقتل ابنه الآخر مَعَ الخوارج، فقيل لَهُ: يا أبا طريف، هَلْ حبق فِي قتل عثمان عناق؟ قَالَ: إي والله، والتيس الأعظم.
وشهد صفين مَعَ عليّ، روى عَنْهُ: الشَّعْبِيّ، وتميم بْن طرفة، وعبد اللَّه بْن معقل، وَأَبُو إِسْحَاق الهمداني، وغيرهم.
وتوفي سنة سبع وستين، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وستين، وله مائة وعشرون سنة، قيل: مات بالكوفة أيام الْمُخْتَار، وقيل: مات بقرقيسياء، والأول أصح.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
النضنضة: تحريك اللسان، والغضاضة: الذلة، والنقيصة، وقيل: إنَّما هِيَ خصاصة بالخاء، وهي الفقر.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124299&book=5529#b24698
عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ الْجُهَنِيُّ مِنْ بَنِي غَنْمٍ، وَقِيلَ: مِنْ بَنِي عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَقِيلَ: هُوَ حَلِيفُ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ بُسْبُسِ بْنِ عَمْرٍو عَيْنًا إِلَى عِيرِ أَبِي سُفْيَانَ وَتُجَّارِ قُرَيْشٍ، فَرَجَعَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ، فَاسْتَنْفَرَ الْمُسْلِمِينَ وَخَرَجَ إِلَى بَدْرٍ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ذُكِرَتْ لَهُ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ الْجُهَنِيُّ مِنْ بَنِي غَنْمٍ، وَنَضْلَةُ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَبُسْبُسُ بْنُ عَمْرٍو عَيْنًا لَهُ، فَسَارَ حَتَّى أَتَيَا حَيًّا مِنْ جُهَيْنَةَ قَرِيبًا مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَسَأَلُوهُمْ عَنِ الْعِيرِ، وَعَنْ تُجَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَخْبَرُوهُمْ خَبَرَ الْقَوْمِ، فَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَنْفَرَ الْمُسْلِمِينَ لِلْعِيرِ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، مِنْ بَنِي عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكٍ: عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ "
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مُنْقِذٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَدِيِّ بْنِ أَبِي الزَّغْبَاءِ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُنْتُ فِي طَلَائِعَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ:
[البحر الرجز]
أَنَا عَدِيٌّ وَعَلَيَّ السِّجِلُّ ... أَمْشِي إِلَى الْمَوْتِ كَمَشْيِ الْعِجْلِ
- حَدَّثَنَاهُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ الدُّولَابِيِّ، عَنْ مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ذُكِرَتْ لَهُ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ الْجُهَنِيُّ مِنْ بَنِي غَنْمٍ، وَنَضْلَةُ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَبُسْبُسُ بْنُ عَمْرٍو عَيْنًا لَهُ، فَسَارَ حَتَّى أَتَيَا حَيًّا مِنْ جُهَيْنَةَ قَرِيبًا مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَسَأَلُوهُمْ عَنِ الْعِيرِ، وَعَنْ تُجَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَخْبَرُوهُمْ خَبَرَ الْقَوْمِ، فَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَنْفَرَ الْمُسْلِمِينَ لِلْعِيرِ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ»
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، مِنْ بَنِي عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكٍ: عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ "
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مُنْقِذٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَدِيِّ بْنِ أَبِي الزَّغْبَاءِ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُنْتُ فِي طَلَائِعَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ:
[البحر الرجز]
أَنَا عَدِيٌّ وَعَلَيَّ السِّجِلُّ ... أَمْشِي إِلَى الْمَوْتِ كَمَشْيِ الْعِجْلِ
- حَدَّثَنَاهُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ الدُّولَابِيِّ، عَنْ مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ، مِثْلَهُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152283&book=5529#bcdef9
عدي بن الفصيل
وقيل: ابن الفضل الفصيل: بفتح الفاء وكسر الصاد المهملة.
قال: شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب بخناصرة وهو يقول: يا أيها الناس، إنه إن يك لأحد رزق في رأس جبل أو حضيض أرض يأته قبل موته، فأجملوا في الطلب.
كان عدي بن الفصيل ثقة.
وقيل: ابن الفضل الفصيل: بفتح الفاء وكسر الصاد المهملة.
قال: شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب بخناصرة وهو يقول: يا أيها الناس، إنه إن يك لأحد رزق في رأس جبل أو حضيض أرض يأته قبل موته، فأجملوا في الطلب.
كان عدي بن الفصيل ثقة.