موسى بن عبد الله بن الحسن
ابن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الحسني كان قد وجهه أخوه محمد بن عبد الله حين ظهر بالمدينة، وبويع له بالخلافة إلى الشام ليدعوه إلى طاعته، فوصل إلى دومة الجندل، ورجع إلى البصرة، واختفى بها حتى أخذ وحمل إلى المنصور، وقيل: إنه دخل الشام ودعاهم إلى البيعة لأخيه فلم يجيبوه، فاختفى ثم رجع.
حدث عن أبيه بسنده إلى علي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج.
وأم موسى هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.
وحملت به أمه وهي بنت ستين سنة، يقال: لا تحمل لستين سنة إلا قرشية، ولا تحمل لخمسين سنة إلا عربية.
وكان موسى بن عبد الله اخفتى بالبصرة فأخذه المنصور وعفا عنه بعد أن ضربه سبعين سوطاً.
وكان موسى آدم، وله تقول أمه هند: من مجزوء الرجز
إنك إن تكون جوناً أنزعا
أجدر أن تضرهم وتنفعا
وتسلك العيس طريقاً مهيعا
فرداً من الأصحاب أو متعسا
وموسى هو الذي يقول: من الهزج
تولت بهجة الدنيا ... فكل جديدها خلق
وخان الناس كلهم ... فما أدري بمن أثق
رأيت معالم الخيرا ... ت سدت دونها الطرق
فلا حسب ولا نسب ... ولا دين ولا خلق
فلست مصدق الأقوا ... م في قول وإن صدقوا
وقيل: إن المنصور لما ظفر به بعد قتل أخويه محمد وإبراهيم ضربه ألف سوط فلم ينطق، فقال: عجبت من صبر هؤلاء على عقوبة السلطان! فما بال هذا الفتى الذي لم تره عين الشمس، وسمع موسى قوله فقال: من الكامل
إني من القوم الذين يزيدهم ... جلداً وصبراً قسوة السلطان
كتب موسى بن عبد الله إلى زوجته أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق يستدعيها إلى الخروج إليه إلى العراق فلم تفعل: من الطويل
لا تتركيني بالعراق فإنها ... بلاد بها أس الخيانة والغدر
فإني زعيم أن أجيء بضرة ... مقابلة الأجداد طيبة النشر
غذا انتسبت من آل شيبان في الذرا ... ومرة لم تحفل بفضل أبي بكر
وقال فيها غير ذلك أيضاً، فأجابه الربيع بن سليمان: من الطويل
أبنت أبي بكر تكيد بضرة ... لعمري لقد حاولت إحدى الكبائر
تغط غطيط البكر شد خناقه ... وأنت مقيم بين ضوجي عبائر
التقى العباس بن محمد وموسى بن عبد الله فقال له العباس: يا أبا حسن! ما رثيت به أصحابك والذين قتلوا بفخ؟ قال: قد قلت:
بني عمنا ردوا فضول دمائنا ... ينم ليلكم أو لا يلمنا اللوائم
فقال العباس: دماً والله لا يرد عليك أبداً. فقال وسى بن عبد الله: ذلك إذا كان الأمر لك فصدقت.
قوله: ينم ليلكم؛ أي تامنون باساً والأخذ بثأرنا، وتمامون في ليلكم آمنين غير خائفين، وتستقر بكم مضاجعكم؛ والعرب تقول: ليل نائم، وسر كاتم، تريد: ليل منوم فيه، وسر مكتوم.
تعرض رجل لموسى بن عبد الله فسبه فتمثل موسى ببيتي ابن ميادة: من الطويل
أظنت سفاهاً من سفاهة رأيها ... أن أهجوها لما هجتني محارب
فلا وأبيها إنني بعشيرتي ... ونفسي عن اك المقام لراغب
ابن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الحسني كان قد وجهه أخوه محمد بن عبد الله حين ظهر بالمدينة، وبويع له بالخلافة إلى الشام ليدعوه إلى طاعته، فوصل إلى دومة الجندل، ورجع إلى البصرة، واختفى بها حتى أخذ وحمل إلى المنصور، وقيل: إنه دخل الشام ودعاهم إلى البيعة لأخيه فلم يجيبوه، فاختفى ثم رجع.
حدث عن أبيه بسنده إلى علي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج.
وأم موسى هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.
وحملت به أمه وهي بنت ستين سنة، يقال: لا تحمل لستين سنة إلا قرشية، ولا تحمل لخمسين سنة إلا عربية.
وكان موسى بن عبد الله اخفتى بالبصرة فأخذه المنصور وعفا عنه بعد أن ضربه سبعين سوطاً.
وكان موسى آدم، وله تقول أمه هند: من مجزوء الرجز
إنك إن تكون جوناً أنزعا
أجدر أن تضرهم وتنفعا
وتسلك العيس طريقاً مهيعا
فرداً من الأصحاب أو متعسا
وموسى هو الذي يقول: من الهزج
تولت بهجة الدنيا ... فكل جديدها خلق
وخان الناس كلهم ... فما أدري بمن أثق
رأيت معالم الخيرا ... ت سدت دونها الطرق
فلا حسب ولا نسب ... ولا دين ولا خلق
فلست مصدق الأقوا ... م في قول وإن صدقوا
وقيل: إن المنصور لما ظفر به بعد قتل أخويه محمد وإبراهيم ضربه ألف سوط فلم ينطق، فقال: عجبت من صبر هؤلاء على عقوبة السلطان! فما بال هذا الفتى الذي لم تره عين الشمس، وسمع موسى قوله فقال: من الكامل
إني من القوم الذين يزيدهم ... جلداً وصبراً قسوة السلطان
كتب موسى بن عبد الله إلى زوجته أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق يستدعيها إلى الخروج إليه إلى العراق فلم تفعل: من الطويل
لا تتركيني بالعراق فإنها ... بلاد بها أس الخيانة والغدر
فإني زعيم أن أجيء بضرة ... مقابلة الأجداد طيبة النشر
غذا انتسبت من آل شيبان في الذرا ... ومرة لم تحفل بفضل أبي بكر
وقال فيها غير ذلك أيضاً، فأجابه الربيع بن سليمان: من الطويل
أبنت أبي بكر تكيد بضرة ... لعمري لقد حاولت إحدى الكبائر
تغط غطيط البكر شد خناقه ... وأنت مقيم بين ضوجي عبائر
التقى العباس بن محمد وموسى بن عبد الله فقال له العباس: يا أبا حسن! ما رثيت به أصحابك والذين قتلوا بفخ؟ قال: قد قلت:
بني عمنا ردوا فضول دمائنا ... ينم ليلكم أو لا يلمنا اللوائم
فقال العباس: دماً والله لا يرد عليك أبداً. فقال وسى بن عبد الله: ذلك إذا كان الأمر لك فصدقت.
قوله: ينم ليلكم؛ أي تامنون باساً والأخذ بثأرنا، وتمامون في ليلكم آمنين غير خائفين، وتستقر بكم مضاجعكم؛ والعرب تقول: ليل نائم، وسر كاتم، تريد: ليل منوم فيه، وسر مكتوم.
تعرض رجل لموسى بن عبد الله فسبه فتمثل موسى ببيتي ابن ميادة: من الطويل
أظنت سفاهاً من سفاهة رأيها ... أن أهجوها لما هجتني محارب
فلا وأبيها إنني بعشيرتي ... ونفسي عن اك المقام لراغب