Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=68714&book=5525#a758e3
كميل بن زياد بن نهيك
ابن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع بن مذحج النخعي الصهباني الكوفي قدم دمشق في خلافة عثمان، في حملة المبشرين.
عن كميل، عن أبي هريرة قال: كنت أمشي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض حيطان المدينة، فقال: " يا أبا هريرة "، فقلت: لبيك يا رسول الله، فقال: " إن المكثرين هم الأقلون، إلا من قال بالمال هكذا، وهكذا - وأومأ عن يمينه، وعن يساره - وقليل ما هم ". ثم قال: " يا أبا هريرة، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت بلى يا رسول الله، قال: " تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه ". ثم قال: " يا أبا هريرة، هل تدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: " حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به ".
قال محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع، من مذحج. شهد مع علي صفين. وكان شريفاً مطاعاً في قومه، فلما فدم الحجاج بن يوسف الكوفة دعا به، فقتله. وكان ثقة قليل الحديث.
قال علي بن محمد بن أبي سيف المدائني: وفيهم - يعني أهل الكوفة - من العباد: أويس القرني، وعمرو بن عتبة بن فرقد، ويزيد بن معاوية النخعي، وربيع بن خثيم، وهمام بن الحارث، ومعضد الشيباني، وجندب بن عبد الله، وكميل بن زياد النخعي.
عن كميل بن زياد النخعي قال: خرجت مع علي بن أبي طالب، فلما أشرف على الجبان التفت إلى المقبرة، فقال: يا أهل القبور، يا أهل البلاء، يا أهل الوحشة، ما الخبر عندكم فإن الخبر عندنا: قد قسمت الأموال، وأيتمت الأولاد، واستبدل بالأزواج. فهذا الخبر عندنا فما الخبر عندكم؟ ثم التفت إلي، فقال: يا كميل، لو أذن لهم في الجواب لقالوا: إن خير الزاد التقوى، ثم بكى، وقال لي: يا كميل، القبر صندوق العمل، وعند الموت يأتيك الخبر.
وعنه قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالكوفة، فخرجنا حتى انتهينا إلى الجبان، فلما أصحر تنفس صعداء، ثم قال لي: يا كميل بن زياد، إن هذه القلوب أوعية، وخيرها أوعاها للعلم، احفظ عني ما أقول لك؛ الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجوا إلى ركن وثيق. يا كميل بن زياد، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، المال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق. يا كميل بن زياد، صحبة العلم دين يدان بها، تكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته. ومنفعة المال تزول بزواله. العلم حاكم، والمال محكوم عليه، يا كميل، مات خزان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، عيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة. وإن هاهنا - وأشار إلى صدره - لعلماً جماً.
عن الأعمش قال: دخل الهيثم بن الأسود النخعي على الحجاج، فقال له: ما فعل كميل بن زياد؟ قال: شيخ كبير مطروح في البيت، قال: بلغني أنه فارق الجماجم، قال: ذاك شيخ كبير خرف. فدعا كميلاً، فقال له: أنت صاحب عثمان؟ قال: ما صنعت بعثمان؟ لطمني، فأقادني، فعفوت. فأمر بقتله.
عن محمد بن عبد الرحمن قال: منع الحجاج النخع أعطياتهم وعيالهم حتى يأتوه بكميل بن زياد، فلما رأى ذلك كميل أقبل إلى قومه، فقال: أبلغوني الحجاج، فأبلغوه، فقال الحجاج: يا أهل الشام، أتعرفون هذا؟ هذا كميل بن زياد الذي قال لثمان: أقدني من نفسك، فقال كميل، فعرف حقي، فقلت: أما إذا أقدتني فهو لك هبة، فمن أحسن قولا، ً أنا أو عثمان؟ فذكر الحجاج علي بن أبي طالب، فصلى عليه كميل، فقال الحجاج: والله لأبعثن إليك إنساناً أشد بغضاً لعلي من حبك له. فبعث إلى أدهم القيسي من أهل حمص، فضرب عنق كميل بن زياد.
وفي سنة اثنتين وثمانين قتل الحجاج كميل بن زياد النخعي - وقيل سنة أربع وثمانين -.
وثقة يحيى بن معين والعجلي والخطيب.
وقال الخطيب: هو من رؤساء الشيعة.