محمد بن عبادة روى عن محمود بن الربيع روى عنه ابنه والسكن ابن أبي كريمة سمعت أبي يقول ذلك.
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 14090. محمد بن عباد بن جعفر المخزومي6 14091. محمد بن عباد بن زياد المزني الخزاز1 14092. محمد بن عباد بن سعد2 14093. محمد بن عباد بن عباد المهلبي1 14094. محمد بن عباد بن موسى الختلي1 14095. محمد بن عبادة214096. محمد بن عبد الاعلي الصنعانى البصري1 14097. محمد بن عبد الرحمن34 14098. محمد بن عبد الرحمن ابو عمرو1 14099. محمد بن عبد الرحمن ابو الجماهر الحمصي...1 14100. محمد بن عبد الرحمن ابو المنذر الطفاوي...1 14101. محمد بن عبد الرحمن ابو جابر البياضي6 14102. محمد بن عبد الرحمن ابو عبد الرحمن2 14103. محمد بن عبد الرحمن ابو عيسى المؤذن2 14104. محمد بن عبد الرحمن ابو غرارة القرشي1 14105. محمد بن عبد الرحمن الانصاري المديني1 14106. محمد بن عبد الرحمن البيلماني4 14107. محمد بن عبد الرحمن الجدعاني3 14108. محمد بن عبد الرحمن الحجبي2 14109. محمد بن عبد الرحمن الحكي1 14110. محمد بن عبد الرحمن الزهري2 14111. محمد بن عبد الرحمن السدوسي3 14112. محمد بن عبد الرحمن السعيدي1 14113. محمد بن عبد الرحمن السهمي1 14114. محمد بن عبد الرحمن العكي3 14115. محمد بن عبد الرحمن العنبري البصري ابو عبد الله...1 14116. محمد بن عبد الرحمن القرشي5 14117. محمد بن عبد الرحمن القرشي المخزومي1 14118. محمد بن عبد الرحمن المخزومي الاوقص1 14119. محمد بن عبد الرحمن المرادي ابو1 14120. محمد بن عبد الرحمن المقدسي القشيري1 14121. محمد بن عبد الرحمن النيسابوري النحوي...1 14122. محمد بن عبد الرحمن الهروي ابو عبد الله...1 14123. محمد بن عبد الرحمن بن ابي الزناد4 14124. محمد بن عبد الرحمن بن ابي الموالي2 14125. محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر3 14126. محمد بن عبد الرحمن بن ابي ربيعة1 14127. محمد بن عبد الرحمن بن ابي سارة1 14128. محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى6 14129. محمد بن عبد الرحمن بن ابي مسلم1 14130. محمد بن عبد الرحمن بن الحارث2 14131. محمد بن عبد الرحمن بن الحسن1 14132. محمد بن عبد الرحمن بن الرداد4 14133. محمد بن عبد الرحمن بن القارة2 14134. محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة3 14135. محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي4 14136. محمد بن عبد الرحمن بن جبر الانصاري1 14137. محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الانصاري2 14138. محمد بن عبد الرحمن بن ذؤيب2 14139. محمد بن عبد الرحمن بن سهم الانطاكي5 14140. محمد بن عبد الرحمن بن شداد1 14141. محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله7 14142. محمد بن عبد الرحمن بن عبيد مولى ال طلحة...1 14143. محمد بن عبد الرحمن بن عرق ابو الوليد اليحصبي...1 14144. محمد بن عبد الرحمن بن عمرو4 14145. محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي2 14146. محمد بن عبد الرحمن بن عنج2 14147. محمد بن عبد الرحمن بن عوف2 14148. محمد بن عبد الرحمن بن غنم1 14149. محمد بن عبد الرحمن بن فرقد2 14150. محمد بن عبد الرحمن بن قارب2 14151. محمد بن عبد الرحمن بن مجبر4 14152. محمد بن عبد الرحمن بن مهران المزني1 14153. محمد بن عبد الرحمن بن نضلة الدؤلي3 14154. محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ابو الاسود القرشي الاسدي...1 14155. محمد بن عبد الرحمن بن يحنس3 14156. محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي3 14157. محمد بن عبد الرحيم ابو يحيى4 14158. محمد بن عبد الصمد بن جابر1 14159. محمد بن عبد العزيز التيمي الكوفي1 14160. محمد بن عبد العزيز الجرمي2 14161. محمد بن عبد العزيز الدينوري2 14162. محمد بن عبد العزيز الراسبي2 14163. محمد بن عبد العزيز الرملي5 14164. محمد بن عبد العزيز العوفي2 14165. محمد بن عبد العزيز بن ابي رزمة5 14166. محمد بن عبد العزيز بن عمر4 14167. محمد بن عبد العزيز بن جريج1 14168. محمد بن عبد الكريم الرازي1 14169. محمد بن عبد الكريم المروزي2 14170. محمد بن عبد الله40 14171. محمد بن عبد الله ابن ابي سارة1 14172. محمد بن عبد الله ابو الدهماء البصري2 14173. محمد بن عبد الله الاسدي1 14174. محمد بن عبد الله الاعشي القارئ1 14175. محمد بن عبد الله البصري4 14176. محمد بن عبد الله البينوني ابو عبد الله...1 14177. محمد بن عبد الله التميمي العمي1 14178. محمد بن عبد الله الجبلاني1 14179. محمد بن عبد الله الدؤلي1 14180. محمد بن عبد الله الدباغ الكوفي1 14181. محمد بن عبد الله الرزي ابو جعفر1 14182. محمد بن عبد الله السنجي1 14183. محمد بن عبد الله الصراري2 14184. محمد بن عبد الله العبسي1 14185. محمد بن عبد الله الكناني8 14186. محمد بن عبد الله المقرئ ابو عبد الله...1 14187. محمد بن عبد الله بن ابي جعفر1 14188. محمد بن عبد الله بن ابي حرة1 14189. محمد بن عبد الله بن ابي خيرة1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148014&book=5525#efed82
محمد بن عبادة (بن البختري الأسدي) أبو عبد الله العجلي
الواسطي.
روى عن: أبي خالد يزيد بن هارون السلمي الواسطي.
(.....)، روى عنه في الأدب، والاعتصام.
وروى أيضًا عن: أبي سفيان (سعيد) بن يحيى بن مهدي الحميري الواسطي، وأبي أسامة حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان القرشي مولاهم الكوفي، وابي محمد إسحاق بن يوسف المخزومي الأزرق الواسطي، وأبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي مولاهم الزبيري الكوفي، ابن إسماعيل الجبلي ـ بضم الجيم والباء ـ، وأبي يوسف يعقوب بن محمد بن (عيسى) بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري وغيرهم.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، وأبو داود السجستاني، وأبو عبد الله محمد ابن مسلم بن وارة الرازي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر القطان الواسطي، وأحمد بن عمرو بن عثمان الواسطي وغيرهم.
وهو ثقة: قاله أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ومسلمة بن قاسم الأندلسي.
زاد ابن أبي حاتم: صدوق.
زاد مسلمة: وكان من أفصح الناس.
الواسطي.
روى عن: أبي خالد يزيد بن هارون السلمي الواسطي.
(.....)، روى عنه في الأدب، والاعتصام.
وروى أيضًا عن: أبي سفيان (سعيد) بن يحيى بن مهدي الحميري الواسطي، وأبي أسامة حماد بن أسامة بن زيد بن سليمان القرشي مولاهم الكوفي، وابي محمد إسحاق بن يوسف المخزومي الأزرق الواسطي، وأبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي مولاهم الزبيري الكوفي، ابن إسماعيل الجبلي ـ بضم الجيم والباء ـ، وأبي يوسف يعقوب بن محمد بن (عيسى) بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري وغيرهم.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، وأبو داود السجستاني، وأبو عبد الله محمد ابن مسلم بن وارة الرازي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر القطان الواسطي، وأحمد بن عمرو بن عثمان الواسطي وغيرهم.
وهو ثقة: قاله أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ومسلمة بن قاسم الأندلسي.
زاد ابن أبي حاتم: صدوق.
زاد مسلمة: وكان من أفصح الناس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116672&book=5525#f33fff
مُحَمَّد بن عبَادَة الوَاسِطِيّ
وَكَانَ ابْن عَلَيْهِ يحدث عَنهُ
وَكَانَ ابْن عَلَيْهِ يحدث عَنهُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116672&book=5525#53d35d
مُحَمَّد بن عبَادَة الوَاسِطِيّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=112864&book=5525#c2fba6
مُحَمَّد بن عبَادَة بن البخترى أَبُو جَعْفَر واسطي يروي عَن يزِيد بن هَارُون وأبى أُسَامَة حَدَّثنا عَنهُ خُنَيْس بن عبد الله السّلمِيّ بواسط
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120652&book=5525#1c740f
مُحَمَّد بن عبَادَة بن البخْترِي أَبُو جَعْفَر الوَاسِطِيّ سمع يزِيد بن هَارُون رَوَى عَنهُ البُخَارِيّ فِي (الْأَدَب) و (الِاعْتِصَام)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#ef5df6
محمّد بن سيرين، أحد الأعلام الحفّاظ، توفي سنة (101).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#be8006
محمّد بن سيرين.
* عن ابن مسعود منقطع (السنن الكبرى: 5/ 351).
* عن ابن مسعود منقطع (السنن الكبرى: 5/ 351).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#ab16c3
مُحَمَّد بن سِيرِين روى أَن رجلا أخبرهُ عَن بن عَبَّاس أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِن أُمِّي عَجُوز كَبِيرَة الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#acdd26
محمد بن سيرين، عن رجل من الصحابة
د ع: محمد بن سيرين عن رجل من الصحابة.
(2162) أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن، أخبرنا أبو يعلى، أخبرنا هدبة بن خالد، أخبرنا همام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين: أن رجلا بالكوفة شهد أن عثمان قتل شهيدا، فأخذته الزبانية فرفعوه إلى علي، وقالوا: لولا أنك نهيتنا أن لا نقتل أحد لقتلناه، هذا يزعم أنه يشهد أن عثمان قتل شهيدا! فقال الرجل لعلي: وأنت تشهد أنك تذكر أني أتيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألته فأعطاني، وأتيت أبا بكر فسألته فأعطاني، وأتيت عمر فسالته فأعطاني وأتيت عثمان فسألته فأعطاني، فأتيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يبارك لي، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كيف لا يبارك لك وأعطاك نبي، وصديق، وشهيدان ".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
وعاد أبو نعيم أخرج هذا المتن في ترجمة نعيم بن أبي هند
د ع: محمد بن سيرين عن رجل من الصحابة.
(2162) أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن، أخبرنا أبو يعلى، أخبرنا هدبة بن خالد، أخبرنا همام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين: أن رجلا بالكوفة شهد أن عثمان قتل شهيدا، فأخذته الزبانية فرفعوه إلى علي، وقالوا: لولا أنك نهيتنا أن لا نقتل أحد لقتلناه، هذا يزعم أنه يشهد أن عثمان قتل شهيدا! فقال الرجل لعلي: وأنت تشهد أنك تذكر أني أتيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألته فأعطاني، وأتيت أبا بكر فسألته فأعطاني، وأتيت عمر فسالته فأعطاني وأتيت عثمان فسألته فأعطاني، فأتيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يبارك لي، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كيف لا يبارك لك وأعطاك نبي، وصديق، وشهيدان ".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
وعاد أبو نعيم أخرج هذا المتن في ترجمة نعيم بن أبي هند
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#580cad
مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْبَابْسَيْرِيُّ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: أُتِيَ بِرَجُلِ عَلِيٍّ، فَقِيلَ: هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَنْتَ تَزْعُمُ، تَذْكُرُ أَنِّي سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُمَرَ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُثْمَانَ فَأَعْطَانِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُبَارَكَ لِي فِيهِ، قَالَ: «كَيْفَ لَا يُبَارَكُ لَكَ وَإِنَّمَا أَعْطَاكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ» رَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْبَابْسَيْرِيُّ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: أُتِيَ بِرَجُلِ عَلِيٍّ، فَقِيلَ: هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَنْتَ تَزْعُمُ، تَذْكُرُ أَنِّي سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُمَرَ فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُثْمَانَ فَأَعْطَانِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُبَارَكَ لِي فِيهِ، قَالَ: «كَيْفَ لَا يُبَارَكُ لَكَ وَإِنَّمَا أَعْطَاكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ» رَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، نَحْوَهُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#75af8a
محمد بن سيرين
أبو بكر بن أبي عمرة مولى الأنصار البصري الفقيه حدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو آمن بي عشرة من اليهود، ما بقي على ظهرها يهودي إلا أسلم ".
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ".
قال أيوب: أما محمد بن سيرين، فكان يراد على القضاء، فيفر إلى الشام مرة، ويفر إلى اليمامة مرة. وكان إذا قدم البصرة كان كالمستخفي حتى يخرج.
قال عباد بن عباد: قدم ابن سيرين دمشق، فأقام أربع سنين لا يعرف بها.
وذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي أن ابن سيرين ولد سنة إحدى وثلاثين في خلافة عثمان.
قال خليفة بن خياط: في الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك. أمه امرأة من المدينة، يكنى أبا بكر، مات سنة عشر ومئة بعد الحسن - يقال - بمئة يوم. صلى عليه النضر بن عمرو المقرائي.
وقال محمد بن سعد: محمد بن سيرين يكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك. وكان ثقة مأموناً عالياً رفيعاً فقيهاً إماماً كثير العلم ورعاً، وكان به صمم.
روى ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من نسي، فأكل أو شرب، فليتم صومه ".
وعنه أيضاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من استقاء فعليه القضاء ".
قال أبو نصر البخاري: محمد بن أبي عمرة، واسمه سيرين، أبو بكر، قال الواقدي: وكان سيرين من سبي عين التمر، مولى أنس بن مالك، وهو الأنصاري البصري أخو أنس وخالد ويحيى ومعبد وحفصة.
قال أبو بكر الخطيب: محمد بن سيرين أبو بكر البصري، مولى أنس بن مالك.. كان أحد الفقهاء من أهل البصرة والمذكورين بالورع في وقته.
قال سعيد بن عامر: كان سيرين أبو محمد قيناً حداداً.
وروى أبو بكر بإسناده قال: كان سيرين أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل قدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فسباه خالد بن الوليد.. وكان خالد بن الوليد وجد بها أربعين غلاماً مختفين فأنكرهم فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس، فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس، فعتق في الكتاب.
قال عبيد الله بن أبي بكر بن أني بن مالك: هذه مكاتبة سيرين عندنا: هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا ألفاً، وعلى غلامين يعملان عنده.
روي عن أيوب عن ابن سيرين: أنه كتب في وصيته: هذا ما أوصى به محمد بن أبي عمرة، وأوصى أن الأنصار إخواننا في الدين وموالينا. وذلك أنه بلغه أن ناساً من أهله أرادوا أن يدعوا في العرب، فلذلك قال هذا القول.
سمع أحمد بن حنبل يقول: إنما العلم خزائن، إنما العلم خزائن، يقسم الله لمن أحب، لو كان يخص بالعلم أحداً، لكان أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى. كان عطاء بن أبي رباح حبشياً، وكان يزيد بن أبي حبيب نوبياً أسود، وكان الحسن البصري مولى الأنصار، وكان محمد بن سيرين مولى الأنصار.
حدث بكار بن محمد عن أبيه قال: إن أم محمد بن سيرين صفية مولاة أبي بكر بن أبي قحافة، طيبها ثلاث من أزواج
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعون لها، وحضر إملاكها ثمانية عشر بدرياً، منهم أبي بن كعب، وهم يؤمنون. وقال بكار بن محمد: ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولداً من امرأة واحدة، لم يبق منهم غير عبد الله.
روى أبو بكر الخطيب، بإسناده إلى محمد بن سيرين قال: حج بنا أبو الوليد، ونحن سبعة ولد سيرين، فمر بنا على المدينة، فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له: هؤلاء بنو سيرين. قال: فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا لأم. قال: فما أخطأ. وكان معبد أخا محمد لأمه.
حدث يوسف بن عطية الصفار قال: رأيت محمد بن سيرين، وكان قصيراً، عظيم البطن، له وفرة، يفرق شعره، كثير المزاح، كثير الضحك، يخضب بالحناء، وافر اللحية.
قال الفضيل بن عياض: قلت لهشام بن حسان: كم أدرك الحسن من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: عشرين ومئة. قلت: فابن سيرين؟ قال: ثلاثين.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: ومحمد بن سيرين يكنى أبا بكر، بصري تابعي ثقة. وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله. زاد آخرون: وأخوه معبد بن سيرين بصري تابعي ثقة. وأخوهم أنس بن سيرين بصري تابعي ثقة، وأختهم حفصة بنت سيرين أم الهديل بصرية تابعية ثقة، سمعت من أم عطية.
قال عاصم: أتيت ابن سيرين بكتاب فقلت: انظر فيه. فقلت: يبيت عندك؟ فأبى. كأنه كان يكره أن يكون عنده كتاب.
قال علي بن المديني: أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة: سعيد بن المسيب وأبو سلمة والأعرج وأبو صالح ومحمد بن سيرين وطاووس، وكان همام بن منبه يشبه حديثه بحديثهم إلا أحرفاً.
وثقه أحمد بن حنبل وابن أبي حاتم وسوار بن عبد الله ويونس وابن عون وغيرهم كثير.
قال أحمد بن حنبل: محمد بن سيرين في أبي هريرة لا يقدم عليه أحد.
وقال ابن عون: كان محمد بن سيرين إذا حدث كأنه يتقي شيئاً، كأنه يحذر شيئاً، وقال: كان محمد يحدث بالحديث على حروفه.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: محمد بن سيرين ويحيى بن سيرين ومعبد بن سيرين وأنس بن سيرين وحفصة بنت سيرين، هؤلاء الإخوة كلهم ثقات.
وقال مالك بن أنس: ما بالعراق أحد أقدمه على أيوب ومحمد بن سيرين في زمانهما.
وقال عمرو بن مرة: إني لأغبط أهل البصرة بذينك الشيخين: الحسن ومحمد.
وقال مورق العجلي: ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من ابن سيرين.
وقال البتي: ما رأيت بهذه النقرة - يعني البصرة - أحداً أعلم بقضاء من ابن سيرين.
قال عوف: كان محمد حسن العلم بالتجارة، حسن العلم بالقضاء، حسن العلم بالفرائض.
قال ابن عون: كان بصر محمد بالعلم كبصر التاجر الأريب بتجارته.
حدث سليمان بن حرب، بسنده إلى محمد بن سيرين قال: رحم الله شريحاً، كان يدني مجلسي. قال سليمان: كان أصم، يعني محمداً.
وكان عامر الشعبي يقول: عليكم بذاك الأصم، يعني محمد بن سيرين.
حدث الأشعث عن محمد قال: كان إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل، حتى كأنه ليس بالذي كان.
قال ابن شبرمة: دخلت على محمد بن سيرين بواسط، فلم أر أجبن عن فتيا على رؤيا منه.
وقال عاصم الأحول: كان محمد بن سيرين إذا سئل عن الشيء قال: ليس عندي فيه إلا رأي أتهمه. فيقال له: قل فيه على ذلك برأيك. فيقول: لو أعلم أن رأيي يثبت لقلت فيه، ولكن أخاف أن أرى اليوم رأياً، وأرى غداً غيره، فلا بد حينئذ أتبع الناس في بيوتهم.
وقال: لم يكن ابن سيرين يترك أحداً يمشي معه يسأله عن شيء.
قال أبو قلابة:
وأينا يطيق ما يطيق محمد بن سيرين؟ يركب مثل حد السنان.
روي عن بعض أهل محمد بن سيرين أنه قال: ما رابه شيء إلا تركه، منذ نشأ. يعني محمداً.
قال رجاء بن أبي سلمة: وصف يونس بن عبيد الحسن وابن سيرين، قال: أما الحسن، فلم أر رجلاً أقرب قولاً من فعل منه. وأما ابن سيرين، فإنه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما.
قال بكر بن عبد الله المزني: من سره أن ينظر إلى أورع من أدركنا في زماننا، فلينظر إلى ابن سيرين، فإنه كان يدع الحلال تأثماً.
حدث ميمون بن مهران قال: قدمت الكوفة، وأنا أريد أن أشتري البز، فأتيت محمد بن سيرين، وهو يومئذ بالكوفة، فساومته، فجعل إذا باعني صنفاً من أصناف البز قال: هل رضيت؟ فأقول: نعم. فيعيد ذلك علي ثلاث مرات، ثم يدعو رجلين، فيشهدهما على بيعنا، ثم يقولك انقل متاعك. وكان لا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية، فلما رأيت ورعه، ما تركت شيئاً من حاجتي أجده عنده إلا اشتريته حتى لفائف البز.
قال هشام بن حسان: ترك محمد بن سيرين أن يفتي في شيء ما ترون به بأساً. قال: وكان يتجر، فإذا ارتاب بشيء في تجارته تركه، حتى ترك التجارة.
قال: وقال محمد بن سيرين: ما أتيت امرأة في نوم ولا يقظة إلا أم عبد الله، يعني زوجته. قال: وقال ابن سيرين: إني أرى المرأة في المنام، فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها.
حدث عبد الرحمن بن فروخ القطان قال: كان ابن سيرين يذكر أوزانه، لكي لا تنقص إذا احتكت.
قال ابن عون: كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة، وأشد الناس إزراء على نفسه.
حدث حسين المعلم قال: كان محمد بن سيرين يتحدث، فيضحك، فإذا جاء الحديث، خسع.
قال الأشعث: أنا أصفهما لكم - يعني الحسن وابن سيرين - كنا ندخل على الحسن، فإنما هو النار، وأمر الآخرة والموت. وكنا ندخل على ابن سيرين، فكان يمزح ويضحك ويتحدث، فإذا أردته على شيء من أمر دينه، كنت إلى أن تنال السماء أقرب منك إلى ما تريد.
حدثت أم عباد امرأة هشام بن حسان قالت: كنا نزولاً مع محمد بن سيرين في الدار. فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار.
روى ابن سعد بإسناده إلى أنس بن سيرين قال: كانت لمحمد سبعة أوراد؛ فكان إذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار.
وإلى خالد الحذاء قال: كان محمد بن سيرين يصوم يوماً، ويفطر يوماً، فإذا وافق صومه اليوم الذي يشك فيه أنه من شعبان أو من رمضان صامه.
وإلى قرة بن خالد قال: رأيت محمد يكنس مسجده بثوبه.
روى الخطيب بإسناده إلى الصقر بن حبيب قال: مر ابن سيرين برواس، قد أخرج رأساً من التنور، فغشي عليه! وإلى ابن عوانة قال: رأيت ابن سيرين مر في أصحاب السكر، فجعل لا يمر بقوم، إلا سبحوا، وذكروا الله عز وجل.
وإلى أبي بكر صاحب القواريري قال: جاء رجل إلى محمد بن سيرين، فادعى عليه درهمين، فأبى أن يعطيه، فقال له: تحلف؟ قال: نعم. قال: فقيل له: يا أبا بكر، تحلف على درهمين؟! قال: لا أطعمه حراماً، وأنا أعلم.
قال ابن عون: جاء قوم إلى ابن سيرين، فقالوا: إنا نلنا منك، فاجعلنا في حل. قال: لا أحل ما حرم الله! حدث طوق بن وهب قال: دخلت على محمد بن سيرين، وقد اشتكيت، فقال: كأني أراك شاكياً. قال: قلت: أجل. قال: اذهب إلى فلان الطبيب، فاستوصفه. ثم قال: اذهب إلى فلان، فإنه أطب منه. ثم قال: أستغفر الله، أراني قد اغتبته!
قال محمد بن سيرين: التقي عن الخطائين مشغول، وإن أكثر الناس خطايا أكثرهم ذكراً لخطايا الناس.
وقال أيضاً: ما حسدت أحداً قط على شيء؛ إن كان من أهل النار، فكيف أحسده على شيء من الدنيا ومصيره إلى النار؟! وإن كان من أهل الجنة، فكيف أحسد رجلاً من أهلها أوجب الله له رضوانه؟! قال ابن عون: كلموا محمد بن سيرين في رجل يحدثه فقال: لو كان رجل من الزنج وعبد الله بن محمد هذا، كانوا عندي سواء.
وقال أيضاً: كان ابن سيرين يكره إذا اشترى شيئاً أن يستوضع من ثمنه بعد البيع، ويقول: هذا من المسألة.
روى ابن سعد، بإسناده إلى حفصة بنت سيرين أنها قالت:
كانت أم محمد امرأة حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوباً اشترى ألين ما يجد، لا ينظر في بقائه، فإذا كان كل يوم عيد، صبغ لها ثيابها. قالت: وما رأيته رافعاً صوته عليها قط. وكان إذا كلمها كلمها كالمصغي إليها بالشيء.
وبسنده إلى ابن عون: أن محمداً كان إذا كان عند أمه، ورآه رجل لا يعرفه، ظن أن به مرضاً، من خفضه كلامه عندها.
قال ابن عون: كان محمد يكون عند المصيبة كما كان قبل ذلك؛ يتحدث، ويضحك، إلا يوم ماتت حفصة، فإنه جعل يكشر، وأنت تعرف في وجهه. وكان محمد يعزي عند المصيبة: أعظم الله أجركم، وأعقبكم من مصيبتكم عقبى نافعة لآخرتكم ودنياكم.
قال أيوب: كان ابن سيرين إذا اخبر بموت أحد من إخوانه كأنه سقط منه عضو من أعضائه وركن من أركانه، أو نحو ذلك.
وقال زهير: كان ابن سيرين، إذا ذكر عنده الموت، مات كل عضو منه على حياله، أو على حدته.
حدث عبد الله بن محمد بن سيرين قال: سألت ابن عون عن القدر فقال: سألت جدك محمداً عن القدر، فقال: " لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ".
وحدث صالح المري قال: دخل رجل على ابن سيرين، وأنا شاهد، ففتح باباً من أبواب القدر، فتكلم فيه، فقال محمد بن سيرين: إما أن تقوم، وإما أن أقوم.
روي عن يونس بن عبيد أنه قال: تكلم الحسن احتساباً، وسكت محمد احتساباً.
حدث ضمرة عن رجاء قال: كان الحسن يجيء إلى السلطان، ويعيبهم. وكان ابن سيرين لا يجيء إلى السلطان، ولا يعيبهم.
حدث ابن عون عن محمد أنه كان إذا تلى هذه الآية " وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين " قال: اللهم محصنا، ولا تجعلنا كافرين.
قال محمد بن سيرين: إذا أراد الله بعبد خيراً، جعل له واعظاً من قلبه - وفي رواية: من نفسه - يأمره وينهاه.
وقال: كان يقال: لا تكرم صديقك فيما يشق عليه. قال: وكان يقال: أكرم ولدك، وأحسن أدبه.
حدث عمارة بن مهران قال: قال إسماعيل المعولي لمحمد بن سيرين، وأنا شاهد: تأمرنا بالصلاة في جماعة، ولا تصلي في جماعة؟! قال: فقال: ما كل أمري أحمده.
قال قرة بن خالد: سأل رجل محمد بن سيرين عن حديث، وقد أراد أن يقوم، فقال: من الرجز
إنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق
قال أيوب: رأيت الحسن في النوم مقيداً، ورأيت ابن سيرين مقيداً في النوم. قال أحمد بن علي: روي في الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه عبر القيد في النوم ثباتاً في الدين.
حدث عبد ربه القصاب قال: واعدت محمد بن سيرين أن أشتري له أضاحي، فنسيت موعده بشغل، ثم ذكرت بعد، فأتيته قريباً من نصف النهار، وإذا محمد ينتظرني، فسلمت عليه، فرفع رأسه، فقال: أما إنه قد نقبل أهون ديناً منك، فقلت: شغلت، وعنفني أصحابي في المجيء إليك، وقالوا: قد ذهب، ولم يقعد إلى الساعة. فقال: لو لم تجئ حتى تغرب الشمس، ما قمت من مقعدي هذا، إلا إلى صلاة أو حاجة لا بد منها.
قال عبد الله بن عون:
ما أتينا محمداً في يوم عيد قط إلا أطعمنا خبيصاً أو فالوذقاً. وكان لا يخرج يوم الفطر حتى يأمر بزكاة رمضان، فتطيب، ويرسل بها إلى المسجد الجامع، ثم يخرج إلى العيد.
حدث حبيب بن الشهيد قال: دخلت على محمد بن سيرين في يوم حار، فوجد في وجهي التعب، فقال: يا جارية، هاتي لحبيب غداء، هاتي، هاتي، هاتي حتى قال ذلك مراراً. قلت: لا أريده. قال: هاتي. فلما جاءت به، قلت: لا أريده. قال: كل لقمة، وأنت بالخيار. فلما أكلت لقمة، نشطت، فأكلت.
قال يزيد النحوي: دخلت على ابن سيرين بيته، وهو جالس في الأرض، فألقى لي وسادة، فقلت: أرضى لنفسي ما رضيت لنفسك. قال: إني لأرضى لك في بيتي ما أرضاه لنفسي، فاجلس حيث تجلس، ولا تجلس مقابل باب أو شيء يكرهون أن تستقبله.
حدث جرير بن حازم قال: قلت بيت شعر، فمررت بمسجد الجهاضم، فقالوا: ما أراك إلا قد أحدثت، فتوضأ، فذعرت من قولهم، فأتيت محمد بن سيرين، وهو قائم في مسجده في بيته، وقد رفع يديه ليكبر، فلما رآني قال: حاجتك؟ فأخبرته، فقال: أفلا رددت عليهم: أما سمعتم قول القائل: من المتقارب
ديار لرملة إذا عيشنا ... بها عيشة الأنعم الأفضل
وإذ ودها فارغ للصدي ... ق لم يتغير، ولم يشغل
وإذ هي كالغصن في حائر ... من الماء طال ولم يعضل
كأن الثلوج وماء السحاب ... والقرقفية بالفلفل
يعل به برد أنيابها ... قبيل الصباح ولم ينجل
ثم قال: الله أكبر، ودخل في الصلاة.
حدث أحمد بن أبي الحواري، عن عبد الله بن السري قال: قال محمد بن سيرين: إني لأعرف الذي حمل علي الدين ما هو؛ قلت لرجل منذ أربعين سنة: يا مفلس! فحدثت به أبا سليمان، فقال لي: يا أحمد، قلت ذنوبهم، فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبك، فليس ندري من أين نؤتى.
حدث المدائني قال: كان سبب حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتاً بأربعين ألف درهم، فوجد في زق منه فأرة، فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله. وكان يقول: عيرت رجلاً بشيء من ثلاثين سنة، أحسبني عوقبت به. وكانوا يرون أنه عير رجلاً بالفقر، فابتلي به.
حدث ابن سعد قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حين حبس له، فقال: كان اشترى طعاماً بربعين ألف درهم، فأخبر عن أصل الطعام بشيء كرهه، فتركه أو تصدق به، وبقي المال عليه، فحبس به، حبسته امرأة. وكان الذي حبسه مالك بن المنذر.
وقال ابن سعد: أخبرنا بكار بن محمد، قال: حدثني أبي أن محمد بن سيرين كان باع من أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي جارية، فرجعت إلى محمد، فشكت أنها تعذبها،
فأخذها محمد، وكان قد أنفق ثمنها. فهي التي حبسته. وهي التي تزوجها سلم بن زياد، وأخرجها إلى خراسان، وكان أبوها يلقب كركرة.
حدث عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال: لما حبس ابن سيرين في السجن، قال له السجان: إذا كان الليل، فاذهب إلى أهلك، فإذا أصبحت فتعال. فقال ابن سيرين: لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان.
قال هشام بن حسان: ترك محمد بن سيرين أربعين ألف درهم في شيء ما ترون به اليوم بأساً.
حدث ابن عون قال: لما توجه محمد بن سيرين إلى ابن هبيرة، دعا بوصيته، فنظر فيها، فلما أتى على ذكر دينع بكى! حدث ضمرة عن ابن شوذب قال: جاء رجل يسأل الحسن عن رؤيا، فقال: أخطأ قريباً، ذاك ابن سيرين الذي يعر الرؤيا كأنه من آل يعقوب.
حدث معمر قال: جاء رجل إلى ابن سيرين، فقال: رأيت كأن حمامة التقمت لؤلؤة، فخرجت منها مثل الذي دخلت، ثم جاءت حمامة أخرى، فالتقمت لؤلؤة، فخرجت منها أحسن مما دخلت، ثم جاء حمامة أخرى، فالتقمت لؤلؤة، فخرجت أنقص مما دخلت. فقال ابن سيرين: أما التي خرجت مثل الذي دخلت فهو قتادة، وأما التي خرجت أحسن مما دخلت. فهو الحسن بن أبي الحسن، بسمع الحديث فيزينه بمنطقه، وأما التي خرجت أنقص مما دخلت، فهو ابن سيرين يزيد وينقص!
حدث عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن سلم، وهو رجل من أهل مرو قال: كنت أجالس ابن سيرين، فتركت مجالسته، وجالست قوماً من الإباضية، فرأيت فيما يرى النائم كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيت ابن سيرين، فذكرت له ذلك، فقال: ما لك جالست أقواماً يريدون أن يدفنوا ما جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! قال هشام بن حسان: قص رجل على ابن سيرين قال: رأيت كأن بيدي قدحاً من زجاج فيه ماء، فانكسر القدح وبقي الماء. فقال له: اتق الله، فإنك لم تر شيئاً. فقال له الرجل: سبحان الله، أقص عليك الرؤيا، وتقول: لم تر شيئاً؟! فقال له ابن سيرين: إنه من كذب، فليس علي من كذبه شيء. إن كنت رأيت هذا، فستلد امرأتك، وتموت، ويبقى ولدها. فلما خرج قال الرجل: والله ما رأيت هذه الرؤيا. قال: وقد عبرها. قال هشام: فما لبث الرجل غير قليل حتى ولدت امرأته غلاماً، وماتت، وبقي الغلام.
قال: وجاء رجل إلى ابن سيرين، فقال: إني رأيت كأني، وجارية لي سوداء، نأكل في قصعة من صدر سمكة. قال: فقال له ابن سيرين: يخف عليك أن تهيئ لي طعاماً وتدعوني إلى منزلك؟ قال: نعم. قال: فهيأ له طعاماً، ودعاه، فلما وضعت المائدة، إذا جارية له سوداء ممتشطة. قال: فقال له ابن سيرين: هل أصبت من جاريتك هذه شيئاً؟ قال: لا. قال: فإذا وضعت القصعة، فخذ بيدها، فأدخلها المخدع. فأخذ بيدها، فأدخلها المخدع، فصاح: يا أبا بكر، رجل والله! قال ابن سيرين: هذا الذي كان يشاركك في أهلك.
قال مغيرة بن حفص:
سئل ابن سيرين، فقال: رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا. فقال: هذا لحسن يموت، فبكى، ثم أتبعه، وهو أرفع مني.
قال ابن عون: كان محمد بن سيرين إذا اشتكى، لم يكد يشكو ذلك إلى أحد. قال: وربما اطلع على الشيء.
أخبر ابن عون عن محمد بن سيرين: أنه أوصى: ذكر ما أوصى به، أو هذا ما أوصى به محمد بن أبي عمرة بنيه وأهل بيته أن " اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين " وأوصاهم بما أوصى به " إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وأوصاهم ألا يرغبوا أن يكونوا موالي الأنصار وإخوانهم في الدين، وأن العفة والصدق خير وأتقى من الزناء والكذب، وإن حدث به حدث في مرضي هذا قبل أن أغير وصيتي هذه ... ثم ذكر حاجته.
روي عن ابن شوذب وعن هشام ومنصور وغيرهم أن محمد بن سيرين مات بعد الحسن بمئة يوم.
قال هشام بن حسان: ومات محمد لثمان ليال خلون من شوال، سحراً، سنة عشر ومئة، ليلة الجمعة.
روى محمد بن سعد عن بكار بن محمد قال: توفي محمد بن سيرين وقد بلغ نيفاً وثمانين سنة.
حدث الحجاج بن دينار عن الحكم بن حجل، وكان صديقاً لمحمد بن سيرين، فلما مات محمد بن سيرين حزن عليه حتى جعل يعاد كما يعاد المريض، قال: فحدث بعد قال: رأيت أخي محمد بن سيرين في المنام في حال كذا وكذا، فقلت: أي أخي قد أراك في حال تسرني، فما صنع الحسن؟ قال: رفع فوقي بسبعين درجة. قلت: ولم ذاك، وقد كنا نرى أنك أفضل منه؟ قال: ذاك بطول حزنه.
حدثت حفصة بنة راشد قالت: كان مران المخملي لي جاراً، وكان ناصباً مجتهداً، قالت: فمات، فوجدت عليه وجداً شديداً، فرأيته فيما يرى النائم، فقلت: أبا عبد الله، ما صنع الله بك؟ قال: أدخلني الجنة. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت ثم من إخوانك؟ قال: رأيت ثم الحسن ومحمد بن سيرين وميمون بن سياه.
وقال حماد، وكان من خيار الناس، وكان مؤذن سكة الموالي، قال: اشتكيت شكاة، فأغمي علي، فأريت كأني أدخلت الجنة، فسألت عن الحسن بن أبي الحسن، فقيل لي: هيهات، ذلك يسجد على شجر الجنة. قال: وسألت عن ابن سيرين، فقيل لي فيه قولاً حسناً مما قيل في الحسن.
أبو بكر بن أبي عمرة مولى الأنصار البصري الفقيه حدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو آمن بي عشرة من اليهود، ما بقي على ظهرها يهودي إلا أسلم ".
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ".
قال أيوب: أما محمد بن سيرين، فكان يراد على القضاء، فيفر إلى الشام مرة، ويفر إلى اليمامة مرة. وكان إذا قدم البصرة كان كالمستخفي حتى يخرج.
قال عباد بن عباد: قدم ابن سيرين دمشق، فأقام أربع سنين لا يعرف بها.
وذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي أن ابن سيرين ولد سنة إحدى وثلاثين في خلافة عثمان.
قال خليفة بن خياط: في الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك. أمه امرأة من المدينة، يكنى أبا بكر، مات سنة عشر ومئة بعد الحسن - يقال - بمئة يوم. صلى عليه النضر بن عمرو المقرائي.
وقال محمد بن سعد: محمد بن سيرين يكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك. وكان ثقة مأموناً عالياً رفيعاً فقيهاً إماماً كثير العلم ورعاً، وكان به صمم.
روى ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من نسي، فأكل أو شرب، فليتم صومه ".
وعنه أيضاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من استقاء فعليه القضاء ".
قال أبو نصر البخاري: محمد بن أبي عمرة، واسمه سيرين، أبو بكر، قال الواقدي: وكان سيرين من سبي عين التمر، مولى أنس بن مالك، وهو الأنصاري البصري أخو أنس وخالد ويحيى ومعبد وحفصة.
قال أبو بكر الخطيب: محمد بن سيرين أبو بكر البصري، مولى أنس بن مالك.. كان أحد الفقهاء من أهل البصرة والمذكورين بالورع في وقته.
قال سعيد بن عامر: كان سيرين أبو محمد قيناً حداداً.
وروى أبو بكر بإسناده قال: كان سيرين أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل قدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فسباه خالد بن الوليد.. وكان خالد بن الوليد وجد بها أربعين غلاماً مختفين فأنكرهم فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس، فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس، فعتق في الكتاب.
قال عبيد الله بن أبي بكر بن أني بن مالك: هذه مكاتبة سيرين عندنا: هذا ما كاتب عليه أنس بن مالك فتاه سيرين على كذا وكذا ألفاً، وعلى غلامين يعملان عنده.
روي عن أيوب عن ابن سيرين: أنه كتب في وصيته: هذا ما أوصى به محمد بن أبي عمرة، وأوصى أن الأنصار إخواننا في الدين وموالينا. وذلك أنه بلغه أن ناساً من أهله أرادوا أن يدعوا في العرب، فلذلك قال هذا القول.
سمع أحمد بن حنبل يقول: إنما العلم خزائن، إنما العلم خزائن، يقسم الله لمن أحب، لو كان يخص بالعلم أحداً، لكان أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى. كان عطاء بن أبي رباح حبشياً، وكان يزيد بن أبي حبيب نوبياً أسود، وكان الحسن البصري مولى الأنصار، وكان محمد بن سيرين مولى الأنصار.
حدث بكار بن محمد عن أبيه قال: إن أم محمد بن سيرين صفية مولاة أبي بكر بن أبي قحافة، طيبها ثلاث من أزواج
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعون لها، وحضر إملاكها ثمانية عشر بدرياً، منهم أبي بن كعب، وهم يؤمنون. وقال بكار بن محمد: ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولداً من امرأة واحدة، لم يبق منهم غير عبد الله.
روى أبو بكر الخطيب، بإسناده إلى محمد بن سيرين قال: حج بنا أبو الوليد، ونحن سبعة ولد سيرين، فمر بنا على المدينة، فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له: هؤلاء بنو سيرين. قال: فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا لأم. قال: فما أخطأ. وكان معبد أخا محمد لأمه.
حدث يوسف بن عطية الصفار قال: رأيت محمد بن سيرين، وكان قصيراً، عظيم البطن، له وفرة، يفرق شعره، كثير المزاح، كثير الضحك، يخضب بالحناء، وافر اللحية.
قال الفضيل بن عياض: قلت لهشام بن حسان: كم أدرك الحسن من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: عشرين ومئة. قلت: فابن سيرين؟ قال: ثلاثين.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: ومحمد بن سيرين يكنى أبا بكر، بصري تابعي ثقة. وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله. زاد آخرون: وأخوه معبد بن سيرين بصري تابعي ثقة. وأخوهم أنس بن سيرين بصري تابعي ثقة، وأختهم حفصة بنت سيرين أم الهديل بصرية تابعية ثقة، سمعت من أم عطية.
قال عاصم: أتيت ابن سيرين بكتاب فقلت: انظر فيه. فقلت: يبيت عندك؟ فأبى. كأنه كان يكره أن يكون عنده كتاب.
قال علي بن المديني: أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة: سعيد بن المسيب وأبو سلمة والأعرج وأبو صالح ومحمد بن سيرين وطاووس، وكان همام بن منبه يشبه حديثه بحديثهم إلا أحرفاً.
وثقه أحمد بن حنبل وابن أبي حاتم وسوار بن عبد الله ويونس وابن عون وغيرهم كثير.
قال أحمد بن حنبل: محمد بن سيرين في أبي هريرة لا يقدم عليه أحد.
وقال ابن عون: كان محمد بن سيرين إذا حدث كأنه يتقي شيئاً، كأنه يحذر شيئاً، وقال: كان محمد يحدث بالحديث على حروفه.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: محمد بن سيرين ويحيى بن سيرين ومعبد بن سيرين وأنس بن سيرين وحفصة بنت سيرين، هؤلاء الإخوة كلهم ثقات.
وقال مالك بن أنس: ما بالعراق أحد أقدمه على أيوب ومحمد بن سيرين في زمانهما.
وقال عمرو بن مرة: إني لأغبط أهل البصرة بذينك الشيخين: الحسن ومحمد.
وقال مورق العجلي: ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من ابن سيرين.
وقال البتي: ما رأيت بهذه النقرة - يعني البصرة - أحداً أعلم بقضاء من ابن سيرين.
قال عوف: كان محمد حسن العلم بالتجارة، حسن العلم بالقضاء، حسن العلم بالفرائض.
قال ابن عون: كان بصر محمد بالعلم كبصر التاجر الأريب بتجارته.
حدث سليمان بن حرب، بسنده إلى محمد بن سيرين قال: رحم الله شريحاً، كان يدني مجلسي. قال سليمان: كان أصم، يعني محمداً.
وكان عامر الشعبي يقول: عليكم بذاك الأصم، يعني محمد بن سيرين.
حدث الأشعث عن محمد قال: كان إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل، حتى كأنه ليس بالذي كان.
قال ابن شبرمة: دخلت على محمد بن سيرين بواسط، فلم أر أجبن عن فتيا على رؤيا منه.
وقال عاصم الأحول: كان محمد بن سيرين إذا سئل عن الشيء قال: ليس عندي فيه إلا رأي أتهمه. فيقال له: قل فيه على ذلك برأيك. فيقول: لو أعلم أن رأيي يثبت لقلت فيه، ولكن أخاف أن أرى اليوم رأياً، وأرى غداً غيره، فلا بد حينئذ أتبع الناس في بيوتهم.
وقال: لم يكن ابن سيرين يترك أحداً يمشي معه يسأله عن شيء.
قال أبو قلابة:
وأينا يطيق ما يطيق محمد بن سيرين؟ يركب مثل حد السنان.
روي عن بعض أهل محمد بن سيرين أنه قال: ما رابه شيء إلا تركه، منذ نشأ. يعني محمداً.
قال رجاء بن أبي سلمة: وصف يونس بن عبيد الحسن وابن سيرين، قال: أما الحسن، فلم أر رجلاً أقرب قولاً من فعل منه. وأما ابن سيرين، فإنه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما.
قال بكر بن عبد الله المزني: من سره أن ينظر إلى أورع من أدركنا في زماننا، فلينظر إلى ابن سيرين، فإنه كان يدع الحلال تأثماً.
حدث ميمون بن مهران قال: قدمت الكوفة، وأنا أريد أن أشتري البز، فأتيت محمد بن سيرين، وهو يومئذ بالكوفة، فساومته، فجعل إذا باعني صنفاً من أصناف البز قال: هل رضيت؟ فأقول: نعم. فيعيد ذلك علي ثلاث مرات، ثم يدعو رجلين، فيشهدهما على بيعنا، ثم يقولك انقل متاعك. وكان لا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية، فلما رأيت ورعه، ما تركت شيئاً من حاجتي أجده عنده إلا اشتريته حتى لفائف البز.
قال هشام بن حسان: ترك محمد بن سيرين أن يفتي في شيء ما ترون به بأساً. قال: وكان يتجر، فإذا ارتاب بشيء في تجارته تركه، حتى ترك التجارة.
قال: وقال محمد بن سيرين: ما أتيت امرأة في نوم ولا يقظة إلا أم عبد الله، يعني زوجته. قال: وقال ابن سيرين: إني أرى المرأة في المنام، فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها.
حدث عبد الرحمن بن فروخ القطان قال: كان ابن سيرين يذكر أوزانه، لكي لا تنقص إذا احتكت.
قال ابن عون: كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة، وأشد الناس إزراء على نفسه.
حدث حسين المعلم قال: كان محمد بن سيرين يتحدث، فيضحك، فإذا جاء الحديث، خسع.
قال الأشعث: أنا أصفهما لكم - يعني الحسن وابن سيرين - كنا ندخل على الحسن، فإنما هو النار، وأمر الآخرة والموت. وكنا ندخل على ابن سيرين، فكان يمزح ويضحك ويتحدث، فإذا أردته على شيء من أمر دينه، كنت إلى أن تنال السماء أقرب منك إلى ما تريد.
حدثت أم عباد امرأة هشام بن حسان قالت: كنا نزولاً مع محمد بن سيرين في الدار. فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار.
روى ابن سعد بإسناده إلى أنس بن سيرين قال: كانت لمحمد سبعة أوراد؛ فكان إذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار.
وإلى خالد الحذاء قال: كان محمد بن سيرين يصوم يوماً، ويفطر يوماً، فإذا وافق صومه اليوم الذي يشك فيه أنه من شعبان أو من رمضان صامه.
وإلى قرة بن خالد قال: رأيت محمد يكنس مسجده بثوبه.
روى الخطيب بإسناده إلى الصقر بن حبيب قال: مر ابن سيرين برواس، قد أخرج رأساً من التنور، فغشي عليه! وإلى ابن عوانة قال: رأيت ابن سيرين مر في أصحاب السكر، فجعل لا يمر بقوم، إلا سبحوا، وذكروا الله عز وجل.
وإلى أبي بكر صاحب القواريري قال: جاء رجل إلى محمد بن سيرين، فادعى عليه درهمين، فأبى أن يعطيه، فقال له: تحلف؟ قال: نعم. قال: فقيل له: يا أبا بكر، تحلف على درهمين؟! قال: لا أطعمه حراماً، وأنا أعلم.
قال ابن عون: جاء قوم إلى ابن سيرين، فقالوا: إنا نلنا منك، فاجعلنا في حل. قال: لا أحل ما حرم الله! حدث طوق بن وهب قال: دخلت على محمد بن سيرين، وقد اشتكيت، فقال: كأني أراك شاكياً. قال: قلت: أجل. قال: اذهب إلى فلان الطبيب، فاستوصفه. ثم قال: اذهب إلى فلان، فإنه أطب منه. ثم قال: أستغفر الله، أراني قد اغتبته!
قال محمد بن سيرين: التقي عن الخطائين مشغول، وإن أكثر الناس خطايا أكثرهم ذكراً لخطايا الناس.
وقال أيضاً: ما حسدت أحداً قط على شيء؛ إن كان من أهل النار، فكيف أحسده على شيء من الدنيا ومصيره إلى النار؟! وإن كان من أهل الجنة، فكيف أحسد رجلاً من أهلها أوجب الله له رضوانه؟! قال ابن عون: كلموا محمد بن سيرين في رجل يحدثه فقال: لو كان رجل من الزنج وعبد الله بن محمد هذا، كانوا عندي سواء.
وقال أيضاً: كان ابن سيرين يكره إذا اشترى شيئاً أن يستوضع من ثمنه بعد البيع، ويقول: هذا من المسألة.
روى ابن سعد، بإسناده إلى حفصة بنت سيرين أنها قالت:
كانت أم محمد امرأة حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوباً اشترى ألين ما يجد، لا ينظر في بقائه، فإذا كان كل يوم عيد، صبغ لها ثيابها. قالت: وما رأيته رافعاً صوته عليها قط. وكان إذا كلمها كلمها كالمصغي إليها بالشيء.
وبسنده إلى ابن عون: أن محمداً كان إذا كان عند أمه، ورآه رجل لا يعرفه، ظن أن به مرضاً، من خفضه كلامه عندها.
قال ابن عون: كان محمد يكون عند المصيبة كما كان قبل ذلك؛ يتحدث، ويضحك، إلا يوم ماتت حفصة، فإنه جعل يكشر، وأنت تعرف في وجهه. وكان محمد يعزي عند المصيبة: أعظم الله أجركم، وأعقبكم من مصيبتكم عقبى نافعة لآخرتكم ودنياكم.
قال أيوب: كان ابن سيرين إذا اخبر بموت أحد من إخوانه كأنه سقط منه عضو من أعضائه وركن من أركانه، أو نحو ذلك.
وقال زهير: كان ابن سيرين، إذا ذكر عنده الموت، مات كل عضو منه على حياله، أو على حدته.
حدث عبد الله بن محمد بن سيرين قال: سألت ابن عون عن القدر فقال: سألت جدك محمداً عن القدر، فقال: " لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ".
وحدث صالح المري قال: دخل رجل على ابن سيرين، وأنا شاهد، ففتح باباً من أبواب القدر، فتكلم فيه، فقال محمد بن سيرين: إما أن تقوم، وإما أن أقوم.
روي عن يونس بن عبيد أنه قال: تكلم الحسن احتساباً، وسكت محمد احتساباً.
حدث ضمرة عن رجاء قال: كان الحسن يجيء إلى السلطان، ويعيبهم. وكان ابن سيرين لا يجيء إلى السلطان، ولا يعيبهم.
حدث ابن عون عن محمد أنه كان إذا تلى هذه الآية " وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين " قال: اللهم محصنا، ولا تجعلنا كافرين.
قال محمد بن سيرين: إذا أراد الله بعبد خيراً، جعل له واعظاً من قلبه - وفي رواية: من نفسه - يأمره وينهاه.
وقال: كان يقال: لا تكرم صديقك فيما يشق عليه. قال: وكان يقال: أكرم ولدك، وأحسن أدبه.
حدث عمارة بن مهران قال: قال إسماعيل المعولي لمحمد بن سيرين، وأنا شاهد: تأمرنا بالصلاة في جماعة، ولا تصلي في جماعة؟! قال: فقال: ما كل أمري أحمده.
قال قرة بن خالد: سأل رجل محمد بن سيرين عن حديث، وقد أراد أن يقوم، فقال: من الرجز
إنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق
قال أيوب: رأيت الحسن في النوم مقيداً، ورأيت ابن سيرين مقيداً في النوم. قال أحمد بن علي: روي في الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه عبر القيد في النوم ثباتاً في الدين.
حدث عبد ربه القصاب قال: واعدت محمد بن سيرين أن أشتري له أضاحي، فنسيت موعده بشغل، ثم ذكرت بعد، فأتيته قريباً من نصف النهار، وإذا محمد ينتظرني، فسلمت عليه، فرفع رأسه، فقال: أما إنه قد نقبل أهون ديناً منك، فقلت: شغلت، وعنفني أصحابي في المجيء إليك، وقالوا: قد ذهب، ولم يقعد إلى الساعة. فقال: لو لم تجئ حتى تغرب الشمس، ما قمت من مقعدي هذا، إلا إلى صلاة أو حاجة لا بد منها.
قال عبد الله بن عون:
ما أتينا محمداً في يوم عيد قط إلا أطعمنا خبيصاً أو فالوذقاً. وكان لا يخرج يوم الفطر حتى يأمر بزكاة رمضان، فتطيب، ويرسل بها إلى المسجد الجامع، ثم يخرج إلى العيد.
حدث حبيب بن الشهيد قال: دخلت على محمد بن سيرين في يوم حار، فوجد في وجهي التعب، فقال: يا جارية، هاتي لحبيب غداء، هاتي، هاتي، هاتي حتى قال ذلك مراراً. قلت: لا أريده. قال: هاتي. فلما جاءت به، قلت: لا أريده. قال: كل لقمة، وأنت بالخيار. فلما أكلت لقمة، نشطت، فأكلت.
قال يزيد النحوي: دخلت على ابن سيرين بيته، وهو جالس في الأرض، فألقى لي وسادة، فقلت: أرضى لنفسي ما رضيت لنفسك. قال: إني لأرضى لك في بيتي ما أرضاه لنفسي، فاجلس حيث تجلس، ولا تجلس مقابل باب أو شيء يكرهون أن تستقبله.
حدث جرير بن حازم قال: قلت بيت شعر، فمررت بمسجد الجهاضم، فقالوا: ما أراك إلا قد أحدثت، فتوضأ، فذعرت من قولهم، فأتيت محمد بن سيرين، وهو قائم في مسجده في بيته، وقد رفع يديه ليكبر، فلما رآني قال: حاجتك؟ فأخبرته، فقال: أفلا رددت عليهم: أما سمعتم قول القائل: من المتقارب
ديار لرملة إذا عيشنا ... بها عيشة الأنعم الأفضل
وإذ ودها فارغ للصدي ... ق لم يتغير، ولم يشغل
وإذ هي كالغصن في حائر ... من الماء طال ولم يعضل
كأن الثلوج وماء السحاب ... والقرقفية بالفلفل
يعل به برد أنيابها ... قبيل الصباح ولم ينجل
ثم قال: الله أكبر، ودخل في الصلاة.
حدث أحمد بن أبي الحواري، عن عبد الله بن السري قال: قال محمد بن سيرين: إني لأعرف الذي حمل علي الدين ما هو؛ قلت لرجل منذ أربعين سنة: يا مفلس! فحدثت به أبا سليمان، فقال لي: يا أحمد، قلت ذنوبهم، فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبك، فليس ندري من أين نؤتى.
حدث المدائني قال: كان سبب حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتاً بأربعين ألف درهم، فوجد في زق منه فأرة، فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله. وكان يقول: عيرت رجلاً بشيء من ثلاثين سنة، أحسبني عوقبت به. وكانوا يرون أنه عير رجلاً بالفقر، فابتلي به.
حدث ابن سعد قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حين حبس له، فقال: كان اشترى طعاماً بربعين ألف درهم، فأخبر عن أصل الطعام بشيء كرهه، فتركه أو تصدق به، وبقي المال عليه، فحبس به، حبسته امرأة. وكان الذي حبسه مالك بن المنذر.
وقال ابن سعد: أخبرنا بكار بن محمد، قال: حدثني أبي أن محمد بن سيرين كان باع من أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي جارية، فرجعت إلى محمد، فشكت أنها تعذبها،
فأخذها محمد، وكان قد أنفق ثمنها. فهي التي حبسته. وهي التي تزوجها سلم بن زياد، وأخرجها إلى خراسان، وكان أبوها يلقب كركرة.
حدث عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال: لما حبس ابن سيرين في السجن، قال له السجان: إذا كان الليل، فاذهب إلى أهلك، فإذا أصبحت فتعال. فقال ابن سيرين: لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان.
قال هشام بن حسان: ترك محمد بن سيرين أربعين ألف درهم في شيء ما ترون به اليوم بأساً.
حدث ابن عون قال: لما توجه محمد بن سيرين إلى ابن هبيرة، دعا بوصيته، فنظر فيها، فلما أتى على ذكر دينع بكى! حدث ضمرة عن ابن شوذب قال: جاء رجل يسأل الحسن عن رؤيا، فقال: أخطأ قريباً، ذاك ابن سيرين الذي يعر الرؤيا كأنه من آل يعقوب.
حدث معمر قال: جاء رجل إلى ابن سيرين، فقال: رأيت كأن حمامة التقمت لؤلؤة، فخرجت منها مثل الذي دخلت، ثم جاءت حمامة أخرى، فالتقمت لؤلؤة، فخرجت منها أحسن مما دخلت، ثم جاء حمامة أخرى، فالتقمت لؤلؤة، فخرجت أنقص مما دخلت. فقال ابن سيرين: أما التي خرجت مثل الذي دخلت فهو قتادة، وأما التي خرجت أحسن مما دخلت. فهو الحسن بن أبي الحسن، بسمع الحديث فيزينه بمنطقه، وأما التي خرجت أنقص مما دخلت، فهو ابن سيرين يزيد وينقص!
حدث عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن سلم، وهو رجل من أهل مرو قال: كنت أجالس ابن سيرين، فتركت مجالسته، وجالست قوماً من الإباضية، فرأيت فيما يرى النائم كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيت ابن سيرين، فذكرت له ذلك، فقال: ما لك جالست أقواماً يريدون أن يدفنوا ما جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! قال هشام بن حسان: قص رجل على ابن سيرين قال: رأيت كأن بيدي قدحاً من زجاج فيه ماء، فانكسر القدح وبقي الماء. فقال له: اتق الله، فإنك لم تر شيئاً. فقال له الرجل: سبحان الله، أقص عليك الرؤيا، وتقول: لم تر شيئاً؟! فقال له ابن سيرين: إنه من كذب، فليس علي من كذبه شيء. إن كنت رأيت هذا، فستلد امرأتك، وتموت، ويبقى ولدها. فلما خرج قال الرجل: والله ما رأيت هذه الرؤيا. قال: وقد عبرها. قال هشام: فما لبث الرجل غير قليل حتى ولدت امرأته غلاماً، وماتت، وبقي الغلام.
قال: وجاء رجل إلى ابن سيرين، فقال: إني رأيت كأني، وجارية لي سوداء، نأكل في قصعة من صدر سمكة. قال: فقال له ابن سيرين: يخف عليك أن تهيئ لي طعاماً وتدعوني إلى منزلك؟ قال: نعم. قال: فهيأ له طعاماً، ودعاه، فلما وضعت المائدة، إذا جارية له سوداء ممتشطة. قال: فقال له ابن سيرين: هل أصبت من جاريتك هذه شيئاً؟ قال: لا. قال: فإذا وضعت القصعة، فخذ بيدها، فأدخلها المخدع. فأخذ بيدها، فأدخلها المخدع، فصاح: يا أبا بكر، رجل والله! قال ابن سيرين: هذا الذي كان يشاركك في أهلك.
قال مغيرة بن حفص:
سئل ابن سيرين، فقال: رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا. فقال: هذا لحسن يموت، فبكى، ثم أتبعه، وهو أرفع مني.
قال ابن عون: كان محمد بن سيرين إذا اشتكى، لم يكد يشكو ذلك إلى أحد. قال: وربما اطلع على الشيء.
أخبر ابن عون عن محمد بن سيرين: أنه أوصى: ذكر ما أوصى به، أو هذا ما أوصى به محمد بن أبي عمرة بنيه وأهل بيته أن " اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين " وأوصاهم بما أوصى به " إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وأوصاهم ألا يرغبوا أن يكونوا موالي الأنصار وإخوانهم في الدين، وأن العفة والصدق خير وأتقى من الزناء والكذب، وإن حدث به حدث في مرضي هذا قبل أن أغير وصيتي هذه ... ثم ذكر حاجته.
روي عن ابن شوذب وعن هشام ومنصور وغيرهم أن محمد بن سيرين مات بعد الحسن بمئة يوم.
قال هشام بن حسان: ومات محمد لثمان ليال خلون من شوال، سحراً، سنة عشر ومئة، ليلة الجمعة.
روى محمد بن سعد عن بكار بن محمد قال: توفي محمد بن سيرين وقد بلغ نيفاً وثمانين سنة.
حدث الحجاج بن دينار عن الحكم بن حجل، وكان صديقاً لمحمد بن سيرين، فلما مات محمد بن سيرين حزن عليه حتى جعل يعاد كما يعاد المريض، قال: فحدث بعد قال: رأيت أخي محمد بن سيرين في المنام في حال كذا وكذا، فقلت: أي أخي قد أراك في حال تسرني، فما صنع الحسن؟ قال: رفع فوقي بسبعين درجة. قلت: ولم ذاك، وقد كنا نرى أنك أفضل منه؟ قال: ذاك بطول حزنه.
حدثت حفصة بنة راشد قالت: كان مران المخملي لي جاراً، وكان ناصباً مجتهداً، قالت: فمات، فوجدت عليه وجداً شديداً، فرأيته فيما يرى النائم، فقلت: أبا عبد الله، ما صنع الله بك؟ قال: أدخلني الجنة. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت ثم من إخوانك؟ قال: رأيت ثم الحسن ومحمد بن سيرين وميمون بن سياه.
وقال حماد، وكان من خيار الناس، وكان مؤذن سكة الموالي، قال: اشتكيت شكاة، فأغمي علي، فأريت كأني أدخلت الجنة، فسألت عن الحسن بن أبي الحسن، فقيل لي: هيهات، ذلك يسجد على شجر الجنة. قال: وسألت عن ابن سيرين، فقيل لي فيه قولاً حسناً مما قيل في الحسن.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#bb4bf4
مُحَمَّد بن سِيرِين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#7fc38f
محمد بن سيرين: "بصري"، تابعي، ثقة، يكنى أبا بكر، وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة، وإنما تأدب بالكوفيين من أصحاب عبد الله.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#e85011
- ومحمد بن سيرين. مولى أنس بن مالك, أمه امرأة من أهل المدينة, يكنى أبا بكر. مات سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم, وصلى عليه النضر بن عمرو المقبري.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#8ee6b6
محمد بن سيرين
قال ابن المدينى: كان ابن سيرين يقبل أحد الأذنين، فكانوا يرون أنه ربما سمع الشئ على غير حقيقة.
قال: وقيل لمنصور بن معتمر أو غيره: إن محمدًا روى كذا وكذا، فقال: بأى أذنيه سمعها، بأذنه الصماء أو الصحيحة؟ .
قال: وروى أحاديث منكرة تفرد بها، يرون أنه غلط من صم إحدى أذنيه، من ذلك ما رواه هشيم، عن منصور بن زاذان ، عن محمد بن العلاء بن الحضرمى: كتب إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بنفسه .
ومن ذلك ما روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعز الاسلام بعمر بن الخطاب أو بعامر ابن الطفيل" . والناس جميعًا يروون: "أو بأ جهل".
قال: حدثنا سليم بن أحصر، حدثنا ابن عون، عن محمد.
قال: ومن ذلك ما حدثنا أبو عاصم، عن ابن عون، عن ابن سيرين، أن سعد بن عبادة بال قائمًا، فرمته الجن فقتلته .
ومن ذلك ما حدثنا به عبد الأعلى، عن هشام، عن محمد، عن عبيدة قال: حفظت عن عمر بن الخطاب رحمه الله فى الحد مائة قضية يخالف بعضها بعضًا . قال: وكان مع هذا يستدين ويعتق عن ولده الجزور وينشد الشعر وقد قام للصلاة.
قال ابن عون: أتاه رجل فقال: ما تقول فى إنشاد الشعر؟ وقد قام للصلاة فقال:
طرقتنى عند العشاء الهموم
حتى أنشد خمسة أبيات، وقد استقبل القبلة ثم قال: الله أكبر .
قال: وكان يتورع عن تفسير القرآن وتفسير الرؤيا، ويقال: إن الرؤيا من أجزاء النبوة، وهى غيب .
قال: فحدثنا أبو عاصم النبيل عن أبى جناب قال: شهدت عمرو بن عبيد أتى محمد بن سيرين فقال: يا أبا بكر، ألم تقل عمران بن حصين قدم البصرة فصلى بهم فلان، فجعل يكبر كلما خفض ورفع، لقد ذكرنى هذا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[/ب] قال: بلى، قال: فما بدا لك تحذف بتكبيرتين، قال: إن مروان وأهل المدينة لا يكبرون، قال: فقال عمرو: سبحان الله يا أبا بكر سبحان الله.
يقول عمران بن الحصين: ذكرنى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقول أنت: مروان وأهل المدينة لا يكبرون. قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ]. قال: فقال عمرو: فمروان ممن أمر الله أن يقتدى به، لا والله لا أجالسك يا أبا بكر أبدًا. قال: وقال له رجل: إنى جئتك أسألك عن شئ، قال: على الخبير سقطت، قال: ما تقول فى كذا وكذا؟ قال: ما عندى منه علم.
قال الكرابيسى: روى ابن سيرين، عن عمران بن حطان ، وعمران أباضى مشهور. رأس فى أصحابه، داعية إلى مذهبه، وهو الذى يقول فى ابن ملجم لعبد الله وفى قتله أمير المؤمنين على بن أبى طالب، رضى الله عنه:
يا ضربة من لقى ما أراد بها
... إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا
إنى لأذكره حينًا فأحسبه
... أو فى البرية عند الله ميزانًا
قال ابن المدينى: روى ابن سيرين عن شريح قال: الشعر وزن يوزن، ولم يرو هذا أحد من أهل الكوفة وهو منكر عندهم. قال: وذلك فى رجل قلع من شعر رجل. فقال: تقلع من شعر رأسه مثله، فإن لم يف فمن لحيته بزنته .
قال: وحدث إسماعيل بن علية عن غالب القطان قال: رأيت ابن سيرين يضحك حتى سال لعابه .
قال: وحدث هشيم، عن منصور بن زاذان قال: كان ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح .
ضمرة ، عن ابن شوذب ، والسرى بن يحيى ، قال: كان ابن سيرين يضحك حتى يستلقى وكان يقول لأصحابه، مرحبًا بالمدرقشين، أراد أنهم يحملون الجنائز .
محمد بن نصر قال: حدثنا أحمد، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا هشيم، عن منصور قال: كان الحسن يحدثنا فيبكى حتى نرق له، وكان ابن سيرين يضحك حتى تدمع عيناه.
أحمد، حدثنا إسحاق، حدثنى سفيان، عن عبد الملك، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنى معتمر بن سليمان قال: سمعنى أبى أنشد الشعر فى المسجد فنهانى، فقلت: أو ليس الحسن وابن سيرين [/أ] ينشدان.
قال: يا بنى إن اقتديت بالحسن وابن سيرين فى الشر، كان شر كبير .
قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا الحارث (*) بن سعيد، قال: رأيت محمد بن سيرين آخذًا بلحية أيوب السختيانى فقال: لو نتفت لحيتك هذه أعطيت من لحيتى وزنها بقضاء شريح. وكان أيوب كوسجى .
* * *
قال ابن المدينى: كان ابن سيرين يقبل أحد الأذنين، فكانوا يرون أنه ربما سمع الشئ على غير حقيقة.
قال: وقيل لمنصور بن معتمر أو غيره: إن محمدًا روى كذا وكذا، فقال: بأى أذنيه سمعها، بأذنه الصماء أو الصحيحة؟ .
قال: وروى أحاديث منكرة تفرد بها، يرون أنه غلط من صم إحدى أذنيه، من ذلك ما رواه هشيم، عن منصور بن زاذان ، عن محمد بن العلاء بن الحضرمى: كتب إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فبدأ بنفسه .
ومن ذلك ما روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعز الاسلام بعمر بن الخطاب أو بعامر ابن الطفيل" . والناس جميعًا يروون: "أو بأ جهل".
قال: حدثنا سليم بن أحصر، حدثنا ابن عون، عن محمد.
قال: ومن ذلك ما حدثنا أبو عاصم، عن ابن عون، عن ابن سيرين، أن سعد بن عبادة بال قائمًا، فرمته الجن فقتلته .
ومن ذلك ما حدثنا به عبد الأعلى، عن هشام، عن محمد، عن عبيدة قال: حفظت عن عمر بن الخطاب رحمه الله فى الحد مائة قضية يخالف بعضها بعضًا . قال: وكان مع هذا يستدين ويعتق عن ولده الجزور وينشد الشعر وقد قام للصلاة.
قال ابن عون: أتاه رجل فقال: ما تقول فى إنشاد الشعر؟ وقد قام للصلاة فقال:
طرقتنى عند العشاء الهموم
حتى أنشد خمسة أبيات، وقد استقبل القبلة ثم قال: الله أكبر .
قال: وكان يتورع عن تفسير القرآن وتفسير الرؤيا، ويقال: إن الرؤيا من أجزاء النبوة، وهى غيب .
قال: فحدثنا أبو عاصم النبيل عن أبى جناب قال: شهدت عمرو بن عبيد أتى محمد بن سيرين فقال: يا أبا بكر، ألم تقل عمران بن حصين قدم البصرة فصلى بهم فلان، فجعل يكبر كلما خفض ورفع، لقد ذكرنى هذا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[/ب] قال: بلى، قال: فما بدا لك تحذف بتكبيرتين، قال: إن مروان وأهل المدينة لا يكبرون، قال: فقال عمرو: سبحان الله يا أبا بكر سبحان الله.
يقول عمران بن الحصين: ذكرنى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقول أنت: مروان وأهل المدينة لا يكبرون. قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ]. قال: فقال عمرو: فمروان ممن أمر الله أن يقتدى به، لا والله لا أجالسك يا أبا بكر أبدًا. قال: وقال له رجل: إنى جئتك أسألك عن شئ، قال: على الخبير سقطت، قال: ما تقول فى كذا وكذا؟ قال: ما عندى منه علم.
قال الكرابيسى: روى ابن سيرين، عن عمران بن حطان ، وعمران أباضى مشهور. رأس فى أصحابه، داعية إلى مذهبه، وهو الذى يقول فى ابن ملجم لعبد الله وفى قتله أمير المؤمنين على بن أبى طالب، رضى الله عنه:
يا ضربة من لقى ما أراد بها
... إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا
إنى لأذكره حينًا فأحسبه
... أو فى البرية عند الله ميزانًا
قال ابن المدينى: روى ابن سيرين عن شريح قال: الشعر وزن يوزن، ولم يرو هذا أحد من أهل الكوفة وهو منكر عندهم. قال: وذلك فى رجل قلع من شعر رجل. فقال: تقلع من شعر رأسه مثله، فإن لم يف فمن لحيته بزنته .
قال: وحدث إسماعيل بن علية عن غالب القطان قال: رأيت ابن سيرين يضحك حتى سال لعابه .
قال: وحدث هشيم، عن منصور بن زاذان قال: كان ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح .
ضمرة ، عن ابن شوذب ، والسرى بن يحيى ، قال: كان ابن سيرين يضحك حتى يستلقى وكان يقول لأصحابه، مرحبًا بالمدرقشين، أراد أنهم يحملون الجنائز .
محمد بن نصر قال: حدثنا أحمد، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا هشيم، عن منصور قال: كان الحسن يحدثنا فيبكى حتى نرق له، وكان ابن سيرين يضحك حتى تدمع عيناه.
أحمد، حدثنا إسحاق، حدثنى سفيان، عن عبد الملك، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنى معتمر بن سليمان قال: سمعنى أبى أنشد الشعر فى المسجد فنهانى، فقلت: أو ليس الحسن وابن سيرين [/أ] ينشدان.
قال: يا بنى إن اقتديت بالحسن وابن سيرين فى الشر، كان شر كبير .
قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا الحارث (*) بن سعيد، قال: رأيت محمد بن سيرين آخذًا بلحية أيوب السختيانى فقال: لو نتفت لحيتك هذه أعطيت من لحيتى وزنها بقضاء شريح. وكان أيوب كوسجى .
* * *
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66595&book=5525#f0fe2c
مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ
- مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. ويكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك. وكان ثقة مأمونًا عاليًا رفيعًا فقيهًا إمامًا كثير العلم ورعًا. وكان به صمم. قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري: من أين كان أصل محمد بن سيرين؟ فقال: من سبي عين التمر. وكان مولى أنس بن مالك. قال: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُثْمَانَ وَوُلِدْتُ أَنَا لِسَنَةٍ بَقِيَتْ مِنْ خِلافَتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أَنَّ أُمَّ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ صَفِيَّةَ مَوْلاةَ أبي بَكْرِ بْنِ أبي قُحَافَةَ طَيَّبَهَا ثَلاثَةٌ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَوْا لَهَا وَحَضَرَ إِمْلاكَهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ بَدْرِيًّا فِيهِمْ أبي بْنُ كَعْبٍ يَدْعُو وهم يؤمنون. قال: وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وُلِدَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ثَلاثُونَ وَلَدًا مِنَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ لَمْ يبق منهم غير عبد الله ابن مُحَمَّدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أنس ابن سِيرِينَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ إِخْوَةٍ فِيهِمْ مُحَمَّدٌ قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ مَنْ أَخُو كُلِّ وَاحِدٍ لأُمِّهِ. هَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. وَهَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. وَهَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. فَمَا أَخْطَأَ شَيْئًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: عَنْ مَنْ يحدث محمد من أصحاب النبي. ص؟ قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَتْ: وَسَمِعَ مِنْهُمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: عَنْ مَنْ يُحَدِّثُ مُحَمَّدٌ مِنْ أصحاب النبي. ص؟ قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَتْ: وَسَمِعَ مِنْهُمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أبي هُرَيْرَةَ إِلا ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ لا يَجِيءُ إِلا بِالرَّفْعِ. أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى إِحْدَى صَلاتَيِ الْعِشَاءِ. وَقَوْلُهُ: جَاءَ أهل الْيَمَنِ. وَحَدِيثٌ ثَالِثٌ نَسِيَهُ سُلَيْمَانُ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ. قَالَ: وأُخْبِرْتُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ: نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عِكْرِمَةَ لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ. قَالُوا: وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدٌ أَيْضًا عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ وَشُرَيْحٍ وَغَيْرِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: يَرْحَمُ اللَّهُ شُرَيْحًا إِنْ كَانَ لَيُدْنِي مَجْلِسِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ إِذَا حَدَّثَ كَأَنَّهُ يَتَّقِي شَيْئًا كَأَنَّهُ يَحْذَرُ شَيْئًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: إِيَّاكُمْ وَالْكُتُبَ فَإِنَّمَا تَاهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. أَوْ قَالَ: ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْكُتُبِ. قَالَ بَكَّارٌ: وَلَمْ يَكُنْ لِجَدِّي وَلا لأَبِي وَلا لابْنِ عَوْنٍ كِتَابٌ فِيهِ تَمَامُ حَدِيثٍ وَاحِدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا كِتَابًا لاتَّخَذْتُ رَسَائِلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد عن يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ الْحَدِيثَ فَإِذَا حَفِظَهُ مَحَاهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن شُعَيْبٍ قَالَ: قَالَ لَنَا الشَّعْبِيُّ: عَلَيْكُمْ بِذَاكَ الأَصَمِّ. يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ قَالَ: خُذُوا بِحِلْمِ مُحَمَّدٍ وَلا تَأْخُذُوا بِغَضَبِ الْحَسَنِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ الْبَاءَ ثُمَّ يَمُدَّهَا إِلَى الْمِيمِ حَتَّى يَكْتُبَ السِّينَ. قَالَ: وَيَقُولُ: انْظُرْ مَا كَتَبْتُ: بِسْمِ اللَّهِ. ثُمَّ يَقُولُ فِيهِ قَوْلا شَدِيدًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قال: سمعت محمد ابن سِيرِينَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِفُلانٍ وَيَقُولُ: اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ فُلانٍ إِلَى فُلانٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: رَأَى مُحَمَّدٌ رَجُلا يَكْتُبُ بِرِيقِهِ فِي نَعْلَيْهِ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَسُرُّكَ أَنْ تَلْحَسَ نَعْلَكَ؟ فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَيْهِ حَدَّثَنَا وَتَحَدَّثْنَا وَضَحِكَ وَسَأَلَ عَنِ الأَخْبَارِ. فَإِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ وَالْحَلالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَتَبَدَّلَ حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا وما رآه رَجُلٌ فِي شَيْءٍ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: إِنِّي قَدْ أَعْلَمُ مَا تُرِيدُ وَأَنَا أَعْلَمُ بِالْمِرَاءِ مِنْكَ وَلَكِنْ لا أُرِيدُ أَنْ أُمَارِيَكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ وَلا أَوْرَعَ فِي فِقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ: اصْرِفُوهُ حَيْثُ شِئْتُمْ فَلَتَجِدُنَّهُ أَشَدَّكُمْ وَرَعًا وَأَمْلَكَكُمْ لِنَفْسِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ رَجُلا فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ الأَسْوَدَ. ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَا أُرَانِي إِلا قَدِ اغْتَبْتُ الرَّجُلَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ وَهْبٍ الطَّاحِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدْ كُنْتُ اشْتَكَيْتُ فَقَالَ: ائْتِ فُلانًا فَاسْتَوْصِفْهُ فَإِنَّهُ حَسَنُ الْعِلْمِ بِالطِّبِّ. ثُمَّ قَالَ: وَلَكِنِ ائْتِ فُلانًا فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَا أُرَانِي إِلا قَدِ اغْتَبْتُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: مَا حَسَدْتُ أَحَدًا شَيْئًا قَطُّ بَرًّا وَلا فَاجِرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَزِنَ مَا آكُلُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: إِنِّي لأَزِنُ طَعَامِي وَزْنًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِهَذِهِ النُّقْرَةِ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ فِي شَيْءٍ رَاجَعْتُهُ فِيهِ: إِنِّي لَمْ أَقُلْ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ إِنَّمَا قُلْتُ لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ أَثِقُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ عَنْ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ وَالْحَسَنُ سَيِّدَيْ أهل هَذَا الْمِصْرِ عَرَبِيِّهَا وَمَوْلاهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ أَنَّ كَلامَهُ يُكْتَبُ عَلَيْهِ لَقَلَّ كَلامُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ مُقَيَّدًا فِي الْمَنَامِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ: مَا رَابَهُ شَيْءٌ إِلا تَرَكَهُ مُنْذُ نَشَأَ. يَعْنِي مُحَمَّدًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا دَخَلَ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ فَجَعَلَ يُجِيبُهُ وَثَمَّ سلم ابن قُتَيْبَةَ فَقَالَ رَجُلٌ: سَلْهُ مَا يَقُولُ فِي الْقَدَرِ. فَقَالَ: يَا أبا بَكْرٍ مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ قَالَ: أَيُّ الْقَوْمِ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيْسَ لَهُ عَلَى أَحَدٍ سُلْطَانٌ. وَلَكِنْ مَنْ أَطَاعَهُ أَهْلَكَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. وَأَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مُحَمَّدٍ فَذَكَرَ لَهُ شَيْئًا مِنَ الْقَدَرِ. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» النحل: . قَالَ: وَوَضَعَ إِصْبَعَيْ يَدَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ عَنِّي وَإِمَّا أَنْ أَخْرُجَ عَنْكَ! قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ. قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ قَلْبِي لَيْسَ بِيَدِي وَإِنِّي خِفْتُ أَنْ يَنْفُثَ فِي قَلْبِي شَيْئًا فَلا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُخْرِجَهُ مِنْهُ فَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ لا أَسْمَعَ كَلامَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ قَالا: مَا رَأَيْنَا أَحَدًا أَعْظَمَ رَجَاءً لأَهْلِ الْقِبْلَةِ مِنِ ابْنِ سِيرِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قال: لم يبلغ محمدا حديثان قط أَحَدُهُمَا أَشَدُّ مِنَ الآخَرِ إِلا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا. قَالَ: وَكَانَ لا يَرَى بِالآخَرِ بَأْسًا وَكَانَ قَدْ طُوِّقَ لِذَلِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَعَفَّانُ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلابَةَ: وَأَيُّنَا يُطِيقُ مَا يُطِيقُ مُحَمَّدٌ؟ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حد السنان. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ اشْتَرَى هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي بِرُسْتَاقِ جَرْجَرَايَا وَصَارَتْ فِي يَدَيْ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدَيْ أَخِيهِ يَحْيَى فَأَخَذَ بِخَرَاجِهَا. وَكَانَ فِيهَا كَرْمٌ فَأَرَادُوا يَعْصِرُونَهُ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لا تَعْصِرُوهُ بِيعُوهُ رَطْبًا. قَالُوا: لا يُنْفِقُ عَنَّا. قَالَ: فَاجْعَلُوهُ زَبِيبًا. قَالُوا: لا يَجِيءُ مِنْهُ الزَّبِيبُ. فَضَرَبَ الْكَرْمَ وَأَلْقَاهُ فِي الْمَاءِ وَانْحَدَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ قَالَتْ: كَانَتْ أُمُّ مُحَمَّدٍ امْرَأَةً حِجَازِيَّةً. وَكَانَ يُعْجِبُهَا الصِّبْغُ. وَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا اشْتَرَى لَهَا ثَوْبًا اشْتَرَى أَلْيَنَ مَا يَجِدُ لا يَنْظُرُ فِي بَقَائِهِ فَإِذَا كَانَ كُلَّ يَوْمِ عِيدٍ صَبَغَ لَهَا ثِيَابَهَا. قَالَتْ: وَمَا رَأَيْتُهُ رَافِعًا صَوْتَهُ عَلَيْهَا قَطُّ وَكَانَ إِذَا كَلَّمَهَا كَلَّمَهَا كَالْمُصْغِي إِلَيْهَا بِالشَّيْءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّهِ لَوْ رَآهُ رَجُلٌ لا يَعْرِفُهُ ظَنَّ أَنَّ بِهِ مَرَضًا مِنْ خَفْضِهِ كلامه عندها. قال: سألت محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ عَنْ سَبَبِ الدَّيْنِ الَّذِي رَكِبَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ حِينَ حُبِسَ لَهُ قَالَ: كَانَ اشْتَرَى طَعَامًا بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأُخْبِرَ عَنْ أَصْلِ الطَّعَامِ بِشَيْءٍ كَرِهَهُ فَتَرَكَهُ أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ وَبَقِيَ الْمَالُ عَلَيْهِ. فَحُبِسَ بِهِ حَبَسَتْهُ امْرَأَةٌ. وَكَانَ الَّذِي حَبَسَهُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ بَاعَ مِنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ جَارِيَةً فَرَجَعَتْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَشَكَتْ أَنَّهَا تُعَذِّبُهَا فَأَخَذَهَا مُحَمَّدٌ وَكَانَ قَدْ أَنْفَقَ ثَمَنَهَا فَهِيَ الَّتِي حَبَسَتْهُ وَهِيَ الَّتِي تَزَوَّجَهَا سَلْمُ بْنُ زِيَادٍ وَأَخْرَجَهَا إِلَى خُرَاسَانَ وَكَانَ أَبُوهَا يُلَقَّبُ كِرْكِرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ السِّجْنَ وَهُوَ يُكْتِبُ رَجُلا سِعْرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ محمد ابن سِيرِينَ قَالَ: لَعَمْرِي لَقَدْ شُهِرْتُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن ثابت البناني قال: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: يَا أبا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ. فَلَمْ يَزَلْ بِي الْبَلاءُ حَتَّى أُخِذَ بِلِحْيَتِي فَأُقِمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ فَقِيلَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ. وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ اشْتَرَى طَعَامًا بَيْعًا مَنُونِيًّا فَأَشْرَفَ فِيهِ عَلَى رِبْحِ ثَمَانِينَ أَلْفًا فَعَرَضَ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ شَيْءٌ فَتَرَكَهُ. قَالَ هِشَامٌ: وَاللَّهِ مَا هُوَ بِرِبًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ لِي أبي خُلَيْفُ بْنُ عُقْبَةَ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُسَبِّحُ وَحْدَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ؟ فَقُلْتُ: مِنْهُمْ مَنْ يُثْبِتُهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَدْ بَلَغَكَ. فَقَالَ: لِمَ تَرُدُّ الْقَدَرَ عَلَيَّ؟ إِنَّهُ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُوَفِّقْهُ لِطَاعَتِهِ وَمَحَابِّهِ مِنَ الأَعْمَالِ. وَمَنْ يُرِدْ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ يُعَذِّبْهُ غَيْرَ ظَالِمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا. فَإِذَا وَافَقَ صَوْمُهُ الْيَوْمَ الَّذِي يُفْطِرُ يَشُكُّ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ شَعْبَانَ أَوْ مِنْ رَمَضَانَ صَامَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: كَانَتْ لِمُحَمَّدٍ سَبْعَةُ أَوْرَادٍ فَكَانَ إِذَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ اللَّيْلِ قَرَأَهُ بِالنَّهَارِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: نَفْسِي تُكَلِّفُنِي أَشْيَاءَ وَدِدْتُ أَنَّهَا لا تُكَلِّفُنِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ محمد قال: أنا في بلاء شديد أَشْتَهِي أَنْ أَشْبَعَ فَلا أَشْبَعَ وَأَشْتَهِي أَنْ أُرْوَى فَلا أُرْوَى. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَلا هَذِهِ الآيَةَ: «وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ» آل عمران: . قَالَ: اللَّهُمَّ مَحِّصْنَا وَلا تَجْعَلْنَا كَافِرِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ عَنِ ابن عون قال: كانا إِذَا ذَكَرُوا عِنْدَ مُحَمَّدٍ رَجُلا بِسَيِّئَةٍ ذَكَرَهُ مُحَمَّدٌ بِأَحْسَنَ مَا يَعْلَمُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ نِلْنَا مِنْكَ فَاجْعَلْنَا فِي حِلٍّ. فَقَالَ: لا أُحِلُّ لَكُمْ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا نَامَ وَجَّهَ نَفْسَهُ. قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي يَوْمُ عِيدٍ إِلا أَتَيْتُ مُحَمَّدًا فِيهِ فَلا يُعْدِمُنِي أَنْ أُصِيبَ فِيهِ خَبِيصًا أَوْ فَالُوذَقًا. قَالَ: وَكَانَ يُدَارِئُ بِهِ الْبَوْلَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: مَا أَتَيْنَا مُحَمَّدًا فِي يَوْمِ عِيدٍ قَطُّ أَلا أَطْعَمَنَا فِيهِ خَبِيصًا أَوْ فَالُوذَقًا. وَكَانَ لا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْمُرَ بِزَكَاةِ رَمَضَانَ فَتُطَيَّبُ وَيُرْسَلُ بِهَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ. ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ إِلا كَمَا أُنْزِلَ. يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ ثُمَّ يَتَكَلَّمَ ثُمَّ يَعُودَ فَيَقْرَأَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ إِذَا وَدَّعَ رَجُلا قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَاطْلَبْ مَا قُدِّرَ لَكَ مِنْ حَلالٍ فَإِنَّكَ إِنْ أَخَذْتَهُ مِنْ حَرَامٍ لَمْ تُصِبْ أَكْثَرَ مِمَّا قُدِّرَ لَكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمُ عِنْدَ الدَّرَاهِمِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَأْتِينِي إِلَى الْحَانُوتِ وَيَجِيئُنِي الرِّجَالُ فَأَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْمَتَاعَ فَيَقُولُ لَهُمْ مُحَمَّدٌ: إِنْ شِئْتُمْ أُخْرِجُهُ لَكُمْ إِلَى الدَّارِ. قَالَ: فَأَخْرَجَهُ لَهُمْ إِلَى الدَّارِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ إِذَا اسْتَسْلَفَ مَالا وَزَنَهُ بِشَيْءٍ وَخَتَمَهُ. فَإِذَا قَضَاهُ وَزَنَهُ بِذَلِكَ الْوَزْنِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: الْوَزْنُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ ابْنَ سِيرِينَ إِذَا وَقَعَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ زَائِفٌ أَوْ سَتُّوقٍ لَمْ يَشْتَرِ بِهِ. فَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَعِنْدَهُ خَمْسُ مِائَةِ سَتُّوقَةٍ وَزُيُوفٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ الْبَزَّ. فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْكُوفَةِ فَسَاوَمْتُهُ. فَجَعَلَ إِذَا بَاعَنِي صِنْفًا مِنْ أَصْنَافِ الْبَزِّ قَالَ: هَلْ رَضِيتَ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ. فَيُعِيدُ ذَلِكَ عَلَيَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ يَدْعُو رَجُلَيْنِ فَيُشْهِدُهُمَا عَلَى بَيْعِنَا ثُمَّ يَقُولُ: انْقُلْ مَتَاعَكَ. وَكَانَ لا يَشْتَرِي وَلا يَبِيعُ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمِ الْحَجَّاجِيَّةِ. فَلَمَّا رَأَيْتُ وَرَعَهُ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ حَاجَتِي أَجِدُهُ عِنْدَهُ إِلا اشْتَرَيْتُهُ حَتَّى لَفَائِفَ الْبَزِّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَخْرُجُ وَهُوَ مُتَوَشِّحٌ عَاقِدٌ ثَوْبَهُ عَلَى عَاتِقِهِ فَيَقْعُدُ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ خَائِفًا إِنَّهُ فَعَلَ مَا فَعَلَ. ثُمَّ أَتَى مَكَّةَ يُفْتِي النَّاسَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُشَارِطَ الْقَسَّامَ. قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ الرِّشْوَةَ فِي الْحُكْمِ. وَقَالَ: حُكْمٌ يَأْخُذُونَ عَلَيْهِ أَجْرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ إِلَى الْحَسَنِ فَقَبِلَ وَبَعَثَ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَلَمْ يَقْبَلْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: خَتَنَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ بَنِيهِ فَدَعَا حَيَارَى آلِ الْمُهَلَّبِ. قَالَ: فَقِيلَ لِمُحَمَّدٍ: أَلا تَرَى مَا صَنَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لا تَنْجُلُوا أبا عَبْدِ اللَّهِ لا تَنْجُلُوا أبا عَبْدِ اللَّهَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَالِبٍ قَالَ: أَتَيْتُ مُحَمَّدًا وَذَكَرَ مِزَاجَهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هِشَامٍ فَقَالَ: تُوُفِّيَ الْبَارِحَةَ أَمَا شَعَرْتَ؟ فَقُلْتُ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: ! فضحك. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بَلَغَ الْوُضُوءُ عَضَلَةَ سَاقَيْهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يَكْنُسُ مَسْجِدَهُ بِثَوْبِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُسْلِمٌ قَالا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ كُنْيَتَهُ أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ مِثْلَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ وَيَتَخَتَّمُ فِي الشِّمَالِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ لَمَّا خَرَجَ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلاةُ قَالَ لِي: تَقَدَّمْ فَصَلِّ بنا. فَصَلَّيْتُ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلَيْسَ كُنْتَ تَقُولُ لا يَتَقَدَّمُ إِلا مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَكَيْفَ قَدَّمْتَنِي؟ قَالَ: وَقُلْتُ صَنَعْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ مُحَمَّدٌ لِنَفْسِهِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَتَقَدَّمَ فَيَقُولَ النَّاسُ هَذَا مُحَمَّدٌ يَؤُمُّ النَّاسِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ تَخَطِّيَ رِقَابِ النَّاسِ فِي الْجُمُعَةِ. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ ابْنَ سِيرِينَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ. قَالَ: وَأَنَا لا أَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ وَلَكِنِّي أَجِيءُ فَيَعْرِفُنِي الرَّجُلُ فَيُوَسِّعُ لِي فَأَمْضِي. ثُمْ يَعْرِفُنِي الآخَرُ فَيُوَسِّعُ لِي فَأَمْضِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَسْجِدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَمَسْجِدَ أَنَسٍ وَمَسْجِدَ حَفْصَةَ بِالْعَرَانِيسِ الْمُعَرَّاةِ فِي دَارِ سِيرِينَ لا يَدْخُلُهَا صَبِيُّ وَلا أَحَدٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: مَاتَتِ ابْنَةٌ لِلْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: افْعَلُوا كَذَا. وَافْعَلُوا كَذَا. وَرَجَوْتُ أَنْ يَأْمُرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَقَالَ: إِذَا أَخْرَجْتُمُوهَا فَمُرُوا مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُصَلِّ عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ محمد ابن سِيرِينَ يَقُولُ: عَفَفْتُ عَنْ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ كُنْتُ رَجُلا بِبُخْتِيَّةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَلْبَسُ طَيْلَسَانًا. وَكَانَ يَلْبَسُ كِسَاءً أَبْيَضَ فِي الشِّتَاءِ وَعِمَامَةً بَيْضَاءَ وَفَرْوَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المغيرة قال: رأيت محمد ابن سِيرِينَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيُمْنَةَ وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ لاطِيَّةٍ قَدْ أَرْخَى ذُؤَابَتَهَا مِنْ خَلْفِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ ثِيَابَ كَتَّانٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يكن بلغ ذلك ولكن أبو بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَخَضَبْتُ يَوْمَئِذٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَقُولُ لِلْخَرَّازِ إِذَا خَرَزَ لَهُ خُفًّا: لا تَبُلَّ الْخُيُوطَ بِرِيقِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ لا يُحْفِي شَارِبَهُ كَمَا يُحْفِي بَعْضُ النَّاسَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ أَمَرَ سُوَيْدًا أبا مَحْفُوظٍ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ حُلَّةً حِبَرَةً يُكَفَّنُ فِيهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ وَصِيَّةُ ابْنِ سِيرِينَ ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أبي عَمْرَةَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ. وَأَوْصَاهُمْ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: «يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» البقرة: . وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لا يَدَّعُوا أَنْ يَكُونُوا إِخْوَانَ الأَنْصَارِ وَمَوَالِيَهُمْ فِي الدِّينِ فَإِنَّ الْعَفَافَ وَالصِّدْقَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأَكْرَمُ مِنَ الزِّنَا وَالْكَذِبِ. وَأَوْصَى فِيمَا تَرَكَ: إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ قَبْلَ أَنْ أُغَيِّرَ وَصِيَّتِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا ضَمِنْتُ عَنْ أبي دَيْنَهُ قَالَ لِي: بِالْوَفَاءِ؟ قُلْتُ: بِالْوَفَاءِ. فَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: قَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِيهِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَمَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَتَّى قَوَّمْنَا مَالَهُ ثَلاثَ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ أَوْ نَحْوًا مِنْ ثَلاثِ مِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَنْ يُجْعَلَ لِقَمِيصِ الْمَيِّتِ أَزْرَارٌ وَيُكَفُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: تُجْعَلُ لَهُ أَزْرَارٌ وَلا تُزَرُّ عَلَيْهِ. قَالَ أَيُّوبُ: أَنَا زَرَرْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ مُحَمَّدٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَغَسَّلَهُ أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ. وَلا أَدْرِي مَنْ حَضَرَ مَعَهُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمر وقال مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مَنْصُورٍ قَالا: هَلَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ بَعْدَ الْحَسَنِ بِمِائَةِ يَوْمٍ وَذَلِك سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. وَأَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَقَدْ بَلَغَ نَيِّفًا وَثَمَانِينَ سَنَةً.
- مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. ويكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك. وكان ثقة مأمونًا عاليًا رفيعًا فقيهًا إمامًا كثير العلم ورعًا. وكان به صمم. قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري: من أين كان أصل محمد بن سيرين؟ فقال: من سبي عين التمر. وكان مولى أنس بن مالك. قال: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُثْمَانَ وَوُلِدْتُ أَنَا لِسَنَةٍ بَقِيَتْ مِنْ خِلافَتِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أَنَّ أُمَّ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ صَفِيَّةَ مَوْلاةَ أبي بَكْرِ بْنِ أبي قُحَافَةَ طَيَّبَهَا ثَلاثَةٌ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَوْا لَهَا وَحَضَرَ إِمْلاكَهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ بَدْرِيًّا فِيهِمْ أبي بْنُ كَعْبٍ يَدْعُو وهم يؤمنون. قال: وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وُلِدَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ثَلاثُونَ وَلَدًا مِنَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ لَمْ يبق منهم غير عبد الله ابن مُحَمَّدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أنس ابن سِيرِينَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَنَحْنُ سِتَّةُ إِخْوَةٍ فِيهِمْ مُحَمَّدٌ قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ مَنْ أَخُو كُلِّ وَاحِدٍ لأُمِّهِ. هَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. وَهَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. وَهَذَا وَهَذَا لأُمٍّ. فَمَا أَخْطَأَ شَيْئًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: عَنْ مَنْ يحدث محمد من أصحاب النبي. ص؟ قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَتْ: وَسَمِعَ مِنْهُمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: عَنْ مَنْ يُحَدِّثُ مُحَمَّدٌ مِنْ أصحاب النبي. ص؟ قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَتْ: وَسَمِعَ مِنْهُمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أبي هُرَيْرَةَ إِلا ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ لا يَجِيءُ إِلا بِالرَّفْعِ. أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى إِحْدَى صَلاتَيِ الْعِشَاءِ. وَقَوْلُهُ: جَاءَ أهل الْيَمَنِ. وَحَدِيثٌ ثَالِثٌ نَسِيَهُ سُلَيْمَانُ. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ. قَالَ: وأُخْبِرْتُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ: نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عِكْرِمَةَ لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ. قَالُوا: وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدٌ أَيْضًا عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ وَشُرَيْحٍ وَغَيْرِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: يَرْحَمُ اللَّهُ شُرَيْحًا إِنْ كَانَ لَيُدْنِي مَجْلِسِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ إِذَا حَدَّثَ كَأَنَّهُ يَتَّقِي شَيْئًا كَأَنَّهُ يَحْذَرُ شَيْئًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: إِيَّاكُمْ وَالْكُتُبَ فَإِنَّمَا تَاهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. أَوْ قَالَ: ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْكُتُبِ. قَالَ بَكَّارٌ: وَلَمْ يَكُنْ لِجَدِّي وَلا لأَبِي وَلا لابْنِ عَوْنٍ كِتَابٌ فِيهِ تَمَامُ حَدِيثٍ وَاحِدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا كِتَابًا لاتَّخَذْتُ رَسَائِلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد عن يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ الْحَدِيثَ فَإِذَا حَفِظَهُ مَحَاهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن شُعَيْبٍ قَالَ: قَالَ لَنَا الشَّعْبِيُّ: عَلَيْكُمْ بِذَاكَ الأَصَمِّ. يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ قَالَ: خُذُوا بِحِلْمِ مُحَمَّدٍ وَلا تَأْخُذُوا بِغَضَبِ الْحَسَنِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ الْبَاءَ ثُمَّ يَمُدَّهَا إِلَى الْمِيمِ حَتَّى يَكْتُبَ السِّينَ. قَالَ: وَيَقُولُ: انْظُرْ مَا كَتَبْتُ: بِسْمِ اللَّهِ. ثُمَّ يَقُولُ فِيهِ قَوْلا شَدِيدًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قال: سمعت محمد ابن سِيرِينَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِفُلانٍ وَيَقُولُ: اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ فُلانٍ إِلَى فُلانٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: رَأَى مُحَمَّدٌ رَجُلا يَكْتُبُ بِرِيقِهِ فِي نَعْلَيْهِ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَسُرُّكَ أَنْ تَلْحَسَ نَعْلَكَ؟ فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَيْهِ حَدَّثَنَا وَتَحَدَّثْنَا وَضَحِكَ وَسَأَلَ عَنِ الأَخْبَارِ. فَإِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ وَالْحَلالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَتَبَدَّلَ حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا وما رآه رَجُلٌ فِي شَيْءٍ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: إِنِّي قَدْ أَعْلَمُ مَا تُرِيدُ وَأَنَا أَعْلَمُ بِالْمِرَاءِ مِنْكَ وَلَكِنْ لا أُرِيدُ أَنْ أُمَارِيَكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ وَلا أَوْرَعَ فِي فِقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ: اصْرِفُوهُ حَيْثُ شِئْتُمْ فَلَتَجِدُنَّهُ أَشَدَّكُمْ وَرَعًا وَأَمْلَكَكُمْ لِنَفْسِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ رَجُلا فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ الأَسْوَدَ. ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَا أُرَانِي إِلا قَدِ اغْتَبْتُ الرَّجُلَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ وَهْبٍ الطَّاحِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدْ كُنْتُ اشْتَكَيْتُ فَقَالَ: ائْتِ فُلانًا فَاسْتَوْصِفْهُ فَإِنَّهُ حَسَنُ الْعِلْمِ بِالطِّبِّ. ثُمَّ قَالَ: وَلَكِنِ ائْتِ فُلانًا فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَا أُرَانِي إِلا قَدِ اغْتَبْتُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: مَا حَسَدْتُ أَحَدًا شَيْئًا قَطُّ بَرًّا وَلا فَاجِرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَزِنَ مَا آكُلُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: إِنِّي لأَزِنُ طَعَامِي وَزْنًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِهَذِهِ النُّقْرَةِ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ فِي شَيْءٍ رَاجَعْتُهُ فِيهِ: إِنِّي لَمْ أَقُلْ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ إِنَّمَا قُلْتُ لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِمَّنْ أَثِقُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ عَنْ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ وَالْحَسَنُ سَيِّدَيْ أهل هَذَا الْمِصْرِ عَرَبِيِّهَا وَمَوْلاهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ أَنَّ كَلامَهُ يُكْتَبُ عَلَيْهِ لَقَلَّ كَلامُهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ مُقَيَّدًا فِي الْمَنَامِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ قَالَ: مَا رَابَهُ شَيْءٌ إِلا تَرَكَهُ مُنْذُ نَشَأَ. يَعْنِي مُحَمَّدًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا دَخَلَ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ فَجَعَلَ يُجِيبُهُ وَثَمَّ سلم ابن قُتَيْبَةَ فَقَالَ رَجُلٌ: سَلْهُ مَا يَقُولُ فِي الْقَدَرِ. فَقَالَ: يَا أبا بَكْرٍ مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ قَالَ: أَيُّ الْقَوْمِ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيْسَ لَهُ عَلَى أَحَدٍ سُلْطَانٌ. وَلَكِنْ مَنْ أَطَاعَهُ أَهْلَكَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. وَأَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مُحَمَّدٍ فَذَكَرَ لَهُ شَيْئًا مِنَ الْقَدَرِ. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» النحل: . قَالَ: وَوَضَعَ إِصْبَعَيْ يَدَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ عَنِّي وَإِمَّا أَنْ أَخْرُجَ عَنْكَ! قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ. قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ قَلْبِي لَيْسَ بِيَدِي وَإِنِّي خِفْتُ أَنْ يَنْفُثَ فِي قَلْبِي شَيْئًا فَلا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُخْرِجَهُ مِنْهُ فَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ لا أَسْمَعَ كَلامَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ قَالا: مَا رَأَيْنَا أَحَدًا أَعْظَمَ رَجَاءً لأَهْلِ الْقِبْلَةِ مِنِ ابْنِ سِيرِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قال: لم يبلغ محمدا حديثان قط أَحَدُهُمَا أَشَدُّ مِنَ الآخَرِ إِلا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا. قَالَ: وَكَانَ لا يَرَى بِالآخَرِ بَأْسًا وَكَانَ قَدْ طُوِّقَ لِذَلِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَعَفَّانُ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلابَةَ: وَأَيُّنَا يُطِيقُ مَا يُطِيقُ مُحَمَّدٌ؟ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حد السنان. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ اشْتَرَى هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِي بِرُسْتَاقِ جَرْجَرَايَا وَصَارَتْ فِي يَدَيْ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدَيْ أَخِيهِ يَحْيَى فَأَخَذَ بِخَرَاجِهَا. وَكَانَ فِيهَا كَرْمٌ فَأَرَادُوا يَعْصِرُونَهُ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لا تَعْصِرُوهُ بِيعُوهُ رَطْبًا. قَالُوا: لا يُنْفِقُ عَنَّا. قَالَ: فَاجْعَلُوهُ زَبِيبًا. قَالُوا: لا يَجِيءُ مِنْهُ الزَّبِيبُ. فَضَرَبَ الْكَرْمَ وَأَلْقَاهُ فِي الْمَاءِ وَانْحَدَرَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ قَالَتْ: كَانَتْ أُمُّ مُحَمَّدٍ امْرَأَةً حِجَازِيَّةً. وَكَانَ يُعْجِبُهَا الصِّبْغُ. وَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا اشْتَرَى لَهَا ثَوْبًا اشْتَرَى أَلْيَنَ مَا يَجِدُ لا يَنْظُرُ فِي بَقَائِهِ فَإِذَا كَانَ كُلَّ يَوْمِ عِيدٍ صَبَغَ لَهَا ثِيَابَهَا. قَالَتْ: وَمَا رَأَيْتُهُ رَافِعًا صَوْتَهُ عَلَيْهَا قَطُّ وَكَانَ إِذَا كَلَّمَهَا كَلَّمَهَا كَالْمُصْغِي إِلَيْهَا بِالشَّيْءِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّهِ لَوْ رَآهُ رَجُلٌ لا يَعْرِفُهُ ظَنَّ أَنَّ بِهِ مَرَضًا مِنْ خَفْضِهِ كلامه عندها. قال: سألت محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ عَنْ سَبَبِ الدَّيْنِ الَّذِي رَكِبَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ حِينَ حُبِسَ لَهُ قَالَ: كَانَ اشْتَرَى طَعَامًا بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأُخْبِرَ عَنْ أَصْلِ الطَّعَامِ بِشَيْءٍ كَرِهَهُ فَتَرَكَهُ أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ وَبَقِيَ الْمَالُ عَلَيْهِ. فَحُبِسَ بِهِ حَبَسَتْهُ امْرَأَةٌ. وَكَانَ الَّذِي حَبَسَهُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ بَاعَ مِنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ جَارِيَةً فَرَجَعَتْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَشَكَتْ أَنَّهَا تُعَذِّبُهَا فَأَخَذَهَا مُحَمَّدٌ وَكَانَ قَدْ أَنْفَقَ ثَمَنَهَا فَهِيَ الَّتِي حَبَسَتْهُ وَهِيَ الَّتِي تَزَوَّجَهَا سَلْمُ بْنُ زِيَادٍ وَأَخْرَجَهَا إِلَى خُرَاسَانَ وَكَانَ أَبُوهَا يُلَقَّبُ كِرْكِرَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ السِّجْنَ وَهُوَ يُكْتِبُ رَجُلا سِعْرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ محمد ابن سِيرِينَ قَالَ: لَعَمْرِي لَقَدْ شُهِرْتُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن ثابت البناني قال: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: يَا أبا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ. فَلَمْ يَزَلْ بِي الْبَلاءُ حَتَّى أُخِذَ بِلِحْيَتِي فَأُقِمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ فَقِيلَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ. وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ اشْتَرَى طَعَامًا بَيْعًا مَنُونِيًّا فَأَشْرَفَ فِيهِ عَلَى رِبْحِ ثَمَانِينَ أَلْفًا فَعَرَضَ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ شَيْءٌ فَتَرَكَهُ. قَالَ هِشَامٌ: وَاللَّهِ مَا هُوَ بِرِبًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ لِي أبي خُلَيْفُ بْنُ عُقْبَةَ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُسَبِّحُ وَحْدَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ؟ فَقُلْتُ: مِنْهُمْ مَنْ يُثْبِتُهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَدْ بَلَغَكَ. فَقَالَ: لِمَ تَرُدُّ الْقَدَرَ عَلَيَّ؟ إِنَّهُ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُوَفِّقْهُ لِطَاعَتِهِ وَمَحَابِّهِ مِنَ الأَعْمَالِ. وَمَنْ يُرِدْ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ يُعَذِّبْهُ غَيْرَ ظَالِمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا. فَإِذَا وَافَقَ صَوْمُهُ الْيَوْمَ الَّذِي يُفْطِرُ يَشُكُّ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ شَعْبَانَ أَوْ مِنْ رَمَضَانَ صَامَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: كَانَتْ لِمُحَمَّدٍ سَبْعَةُ أَوْرَادٍ فَكَانَ إِذَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ اللَّيْلِ قَرَأَهُ بِالنَّهَارِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: نَفْسِي تُكَلِّفُنِي أَشْيَاءَ وَدِدْتُ أَنَّهَا لا تُكَلِّفُنِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ محمد قال: أنا في بلاء شديد أَشْتَهِي أَنْ أَشْبَعَ فَلا أَشْبَعَ وَأَشْتَهِي أَنْ أُرْوَى فَلا أُرْوَى. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَلا هَذِهِ الآيَةَ: «وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ» آل عمران: . قَالَ: اللَّهُمَّ مَحِّصْنَا وَلا تَجْعَلْنَا كَافِرِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ عَنِ ابن عون قال: كانا إِذَا ذَكَرُوا عِنْدَ مُحَمَّدٍ رَجُلا بِسَيِّئَةٍ ذَكَرَهُ مُحَمَّدٌ بِأَحْسَنَ مَا يَعْلَمُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ نِلْنَا مِنْكَ فَاجْعَلْنَا فِي حِلٍّ. فَقَالَ: لا أُحِلُّ لَكُمْ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا نَامَ وَجَّهَ نَفْسَهُ. قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي يَوْمُ عِيدٍ إِلا أَتَيْتُ مُحَمَّدًا فِيهِ فَلا يُعْدِمُنِي أَنْ أُصِيبَ فِيهِ خَبِيصًا أَوْ فَالُوذَقًا. قَالَ: وَكَانَ يُدَارِئُ بِهِ الْبَوْلَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: مَا أَتَيْنَا مُحَمَّدًا فِي يَوْمِ عِيدٍ قَطُّ أَلا أَطْعَمَنَا فِيهِ خَبِيصًا أَوْ فَالُوذَقًا. وَكَانَ لا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْمُرَ بِزَكَاةِ رَمَضَانَ فَتُطَيَّبُ وَيُرْسَلُ بِهَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ. ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ إِلا كَمَا أُنْزِلَ. يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ ثُمَّ يَتَكَلَّمَ ثُمَّ يَعُودَ فَيَقْرَأَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ إِذَا وَدَّعَ رَجُلا قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَاطْلَبْ مَا قُدِّرَ لَكَ مِنْ حَلالٍ فَإِنَّكَ إِنْ أَخَذْتَهُ مِنْ حَرَامٍ لَمْ تُصِبْ أَكْثَرَ مِمَّا قُدِّرَ لَكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمُ عِنْدَ الدَّرَاهِمِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَأْتِينِي إِلَى الْحَانُوتِ وَيَجِيئُنِي الرِّجَالُ فَأَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْمَتَاعَ فَيَقُولُ لَهُمْ مُحَمَّدٌ: إِنْ شِئْتُمْ أُخْرِجُهُ لَكُمْ إِلَى الدَّارِ. قَالَ: فَأَخْرَجَهُ لَهُمْ إِلَى الدَّارِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ إِذَا اسْتَسْلَفَ مَالا وَزَنَهُ بِشَيْءٍ وَخَتَمَهُ. فَإِذَا قَضَاهُ وَزَنَهُ بِذَلِكَ الْوَزْنِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: الْوَزْنُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ ابْنَ سِيرِينَ إِذَا وَقَعَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ زَائِفٌ أَوْ سَتُّوقٍ لَمْ يَشْتَرِ بِهِ. فَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَعِنْدَهُ خَمْسُ مِائَةِ سَتُّوقَةٍ وَزُيُوفٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ الْبَزَّ. فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْكُوفَةِ فَسَاوَمْتُهُ. فَجَعَلَ إِذَا بَاعَنِي صِنْفًا مِنْ أَصْنَافِ الْبَزِّ قَالَ: هَلْ رَضِيتَ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ. فَيُعِيدُ ذَلِكَ عَلَيَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ يَدْعُو رَجُلَيْنِ فَيُشْهِدُهُمَا عَلَى بَيْعِنَا ثُمَّ يَقُولُ: انْقُلْ مَتَاعَكَ. وَكَانَ لا يَشْتَرِي وَلا يَبِيعُ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمِ الْحَجَّاجِيَّةِ. فَلَمَّا رَأَيْتُ وَرَعَهُ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ حَاجَتِي أَجِدُهُ عِنْدَهُ إِلا اشْتَرَيْتُهُ حَتَّى لَفَائِفَ الْبَزِّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَخْرُجُ وَهُوَ مُتَوَشِّحٌ عَاقِدٌ ثَوْبَهُ عَلَى عَاتِقِهِ فَيَقْعُدُ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ خَائِفًا إِنَّهُ فَعَلَ مَا فَعَلَ. ثُمَّ أَتَى مَكَّةَ يُفْتِي النَّاسَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُشَارِطَ الْقَسَّامَ. قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ الرِّشْوَةَ فِي الْحُكْمِ. وَقَالَ: حُكْمٌ يَأْخُذُونَ عَلَيْهِ أَجْرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ إِلَى الْحَسَنِ فَقَبِلَ وَبَعَثَ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَلَمْ يَقْبَلْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: خَتَنَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ بَنِيهِ فَدَعَا حَيَارَى آلِ الْمُهَلَّبِ. قَالَ: فَقِيلَ لِمُحَمَّدٍ: أَلا تَرَى مَا صَنَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لا تَنْجُلُوا أبا عَبْدِ اللَّهِ لا تَنْجُلُوا أبا عَبْدِ اللَّهَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ غَالِبٍ قَالَ: أَتَيْتُ مُحَمَّدًا وَذَكَرَ مِزَاجَهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هِشَامٍ فَقَالَ: تُوُفِّيَ الْبَارِحَةَ أَمَا شَعَرْتَ؟ فَقُلْتُ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: ! فضحك. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ بَلَغَ الْوُضُوءُ عَضَلَةَ سَاقَيْهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يَكْنُسُ مَسْجِدَهُ بِثَوْبِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُسْلِمٌ قَالا: حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ كُنْيَتَهُ أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ مُحَمَّدٍ مِثْلَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ وَيَتَخَتَّمُ فِي الشِّمَالِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ لَمَّا خَرَجَ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلاةُ قَالَ لِي: تَقَدَّمْ فَصَلِّ بنا. فَصَلَّيْتُ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلَيْسَ كُنْتَ تَقُولُ لا يَتَقَدَّمُ إِلا مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَكَيْفَ قَدَّمْتَنِي؟ قَالَ: وَقُلْتُ صَنَعْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ مُحَمَّدٌ لِنَفْسِهِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَتَقَدَّمَ فَيَقُولَ النَّاسُ هَذَا مُحَمَّدٌ يَؤُمُّ النَّاسِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ تَخَطِّيَ رِقَابِ النَّاسِ فِي الْجُمُعَةِ. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ ابْنَ سِيرِينَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ. قَالَ: وَأَنَا لا أَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ وَلَكِنِّي أَجِيءُ فَيَعْرِفُنِي الرَّجُلُ فَيُوَسِّعُ لِي فَأَمْضِي. ثُمْ يَعْرِفُنِي الآخَرُ فَيُوَسِّعُ لِي فَأَمْضِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَسْجِدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَمَسْجِدَ أَنَسٍ وَمَسْجِدَ حَفْصَةَ بِالْعَرَانِيسِ الْمُعَرَّاةِ فِي دَارِ سِيرِينَ لا يَدْخُلُهَا صَبِيُّ وَلا أَحَدٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: مَاتَتِ ابْنَةٌ لِلْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: افْعَلُوا كَذَا. وَافْعَلُوا كَذَا. وَرَجَوْتُ أَنْ يَأْمُرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَقَالَ: إِذَا أَخْرَجْتُمُوهَا فَمُرُوا مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُصَلِّ عَلَيْهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ محمد ابن سِيرِينَ يَقُولُ: عَفَفْتُ عَنْ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ كُنْتُ رَجُلا بِبُخْتِيَّةٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَلْبَسُ طَيْلَسَانًا. وَكَانَ يَلْبَسُ كِسَاءً أَبْيَضَ فِي الشِّتَاءِ وَعِمَامَةً بَيْضَاءَ وَفَرْوَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المغيرة قال: رأيت محمد ابن سِيرِينَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيُمْنَةَ وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ لاطِيَّةٍ قَدْ أَرْخَى ذُؤَابَتَهَا مِنْ خَلْفِهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ ثِيَابَ كَتَّانٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يكن بلغ ذلك ولكن أبو بَكْرٍ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَخَضَبْتُ يَوْمَئِذٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَقُولُ لِلْخَرَّازِ إِذَا خَرَزَ لَهُ خُفًّا: لا تَبُلَّ الْخُيُوطَ بِرِيقِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ لا يُحْفِي شَارِبَهُ كَمَا يُحْفِي بَعْضُ النَّاسَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ أَمَرَ سُوَيْدًا أبا مَحْفُوظٍ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ حُلَّةً حِبَرَةً يُكَفَّنُ فِيهَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ وَصِيَّةُ ابْنِ سِيرِينَ ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أبي عَمْرَةَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ. وَأَوْصَاهُمْ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: «يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» البقرة: . وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لا يَدَّعُوا أَنْ يَكُونُوا إِخْوَانَ الأَنْصَارِ وَمَوَالِيَهُمْ فِي الدِّينِ فَإِنَّ الْعَفَافَ وَالصِّدْقَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأَكْرَمُ مِنَ الزِّنَا وَالْكَذِبِ. وَأَوْصَى فِيمَا تَرَكَ: إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ قَبْلَ أَنْ أُغَيِّرَ وَصِيَّتِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا ضَمِنْتُ عَنْ أبي دَيْنَهُ قَالَ لِي: بِالْوَفَاءِ؟ قُلْتُ: بِالْوَفَاءِ. فَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: قَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِيهِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَمَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَتَّى قَوَّمْنَا مَالَهُ ثَلاثَ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ أَوْ نَحْوًا مِنْ ثَلاثِ مِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَنْ يُجْعَلَ لِقَمِيصِ الْمَيِّتِ أَزْرَارٌ وَيُكَفُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: تُجْعَلُ لَهُ أَزْرَارٌ وَلا تُزَرُّ عَلَيْهِ. قَالَ أَيُّوبُ: أَنَا زَرَرْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ مُحَمَّدٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَغَسَّلَهُ أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ. وَلا أَدْرِي مَنْ حَضَرَ مَعَهُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمر وقال مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مَنْصُورٍ قَالا: هَلَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ بَعْدَ الْحَسَنِ بِمِائَةِ يَوْمٍ وَذَلِك سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. وَأَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَقَدْ بَلَغَ نَيِّفًا وَثَمَانِينَ سَنَةً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130653&book=5525#3bf5ca
محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم، أبو العبّاس القرشيّ السّلميّ البحري، المعروف بالكديمي:
وهو ابن امرأة روح بن عبادة، سمع عبد اللَّه بْن داود الخريبي، ومحمد بن عبد الله
الأنصاري، وأزهر بن سعد السمان، وأبا داود الطيالسي، وأبا زيد النحوي، وأبا سعيد الأصمعي، وأبا عبيدة معمر بن المثنى، ومؤمل بن إسماعيل، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وأبا عاصم النبيل، وبشر بن عمرو الزهراني، وعبيد الله بن الزبير الحميدي، وأبا نعيم الفضل بن دكين الكوفي، وخلقا سواهم لا يحصون.
وكان حافظا كثير الحديث، سافر وسمع بالحجاز واليمن، ثُمَّ انتقلَ إلى بغداد فسكنها وحدث بِهَا. فروى عنه من أهلها: أبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الحافظ، ومُحَمَّد ابن مخلد، ومحمد بن أَحْمَد الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة آخرهم أبو بكر بن مالك القطيعي، وذكر: أن عبيد الله بن أبي طاهر الكديمي حج أربعين حجة.
حَدَّثَنَا أبو الحسن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الحراني المعدّل، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ موسى القرشيّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ- أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ- حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُرَاقِ لِيَرْكَبَهُ اسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ فَمَا رَكِبَكَ آدَمِيٌّ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، قَالَ: فَارْفَضَّ عَرَقًا وَأَقَرَّ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِي هذا الْحَدِيثِ «فَارْفَضَّ عَرَقًا» إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
حدّثنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ قَالَ: قَالَ الكديمي قال لي على بن المدينيّ: عندك ما ليس عندي.
حدّثنا محمّد بن محمّد بن عثمان السواق، حَدَّثَنَا عيسى بن حامد الرخجي قَالَ:
قَالَ لنا الهيثم بن خلف الدوري: كان روح بن عبادة زوج أم أبي العباس الكديمي.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: ذكر عن محمّد ابن يونس أنه قَالَ: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة .
فأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قَالَ: سمعت إسماعيل بن علي الخطبي يقول:
قَالَ لي الكديمي: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة. ويقال: إنه ولد ليلة مات هشيم ابن بشير .
حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَحْمَد بن كامل قَالَ: سمعت محمد بن يونس يقول: حضرت جنازة عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سنة ثمان وتسعين ومائة.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين البخاريّ، حدّثنا أبو بكر بن خنب قَالَ: سمعت الكديمي محمد بن يونس وهو يقول: كتبت عن البصريين عن ألف ومائة وستة وثمانين رجلا. قَالَ ابن خنب: وسألته عن سنه فقال: ولدت سنة خمس وثمانين ومائة . قلت: والقول الأول في مولده أصح، والله أعلم.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد المقرئ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا محمد بن يونس الكديمي قَالَ: قدمت بغداد سنة ست ومائتين.
أريد الحج. فأتيت عفان بن مسلم ومعي جزء فيه أحاديث، فقرأ علي منها أحاديث يسيرة ثم رد الجزء علي. فاستزدته فزادني حديثا، فدنوت إليه فقلت له:
كأني بك وتركت أصحاب شعبة اثنين في كل زقاق بالبصرة، فضحك فأخذ الجزء مني فقرأه كله. قَالَ: وحججت في هذه السنة، فرأيت عبد الرزاق فلم أسمع منه شيئا.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ- في كتابه إلينا- أنبأنا الْكُدَيْمِيُّ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ فَذَكَرَ حَدِيثَ الأَعْمَشِ فَقُلْتُ: عِنْدِي منه أَلْفِ حَدِيثٍ. قَالَ: فَحَدِّثْنِي مِنْهُ بِحَدِيثٍ غريب. فقلت. حدّثني عبد الرّحمن بن حمّاد التستري، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا وَقَدْ جَعَلَ لَهُ فِي الأَرْضِ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»
ثُمَّ
ذَاكَرَنِي أَبُو نُعَيْمٍ بِحَدِيثِ الصباغين: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
حدّثنا أبو نعيم، أنبأنا الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أكذب الناس الصّبّاغون والصواغون .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ، حدّثنا إسماعيل بن علي الفحام، حَدَّثَنَا جعفر الدقاق قَالَ: كان الكديمي إذا حدث عن أبي عاصم قَالَ: حَدَّثَنَا الكبش أبو عاصم النبيل.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل، حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ:
رأيت محمد بن يونس حين خرج الناس من البصرة أيام الزنج ومعه جراب عظيم بناحيه الأهواز وهو يحمله. فقلت: ما هذا يا أبا العباس؟ فقال: هذا جراب الخير، هذا علوي، أنجو به. قلت: يعني عوالي حديثه.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَزَّازُ يُعْرَفُ بِابْنِ الزَّهْرَانِيِّ، حدّثنا حسن الصّائغ، حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ قَالَ:
خَرَجْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ نتنزه ولم يبق لنا موضع مجلس غير بستان الأمير، وكان قد منع من الخروج إلى الصحراء، قَالَ: فَلَمَّا قَعَدْنَا وَافَى الأَمِيرُ فقال: خذوهم. قَالَ: فَأَخَذُونَا وَكُنْتُ أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ سِنًّا، فَبَطَحُونِي وَقَعَدُوا عَلَى أَكْتَافِي. قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ اسْمَعْ مِنِّي. قَالَ: هَاتِ. قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الزّبير الحميدي، حدّثنا سفيان بن عينية، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، ارْحَمْ مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ»
. قَالَ: أَعِدْهُ عَلَيَّ، قَالَ: فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِهَؤُلاءِ قُومُوا. ثُمَّ قَالَ لِي: أَنْتَ تَحْفَظُ مِثْلَ هَذَا وَأَنْتَ تَخْرُجُ تَتَنَزَّهُ؟ أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَكَانَ الشَّاذَكُونِيُّ يَقُولُ لِي: نَفَعَكَ حَدِيثُ الحميدي، كذا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وإنما هو ابْنِ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
قرأت في كتاب أبي عبد الله بن بكير بخطه: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي يقول: سمعت جعفر الطيالسي يقول: دخلت البصرة وبها أربعه يذاكرون بالحديث، أحدهم محمد بن يونس الكديمي.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْن محمّد بن زاهر الأسترآباذي، وأبو
مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بن مُحَمَّد الجوهري قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفه، وما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني. ويقال: إنه ما دخل دار دميك اكذب من سليمان الشاذكوني .
حدثت عن أبي نصر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي قَالَ: سمعت علي ابن حمشاذ يقول: سمعت أحمد بن عبد الله الأصبهاني يقول: أتيت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فَقَالَ: أين كنت؟ فقلت: في مجلس الكديمي، فقال: لا تذهب إلى ذاك، فإنه كذاب، فلما كان في بعض الأيام مررت به، وإذا عبد الله يكتب عنه، فقلت: يا أبا عبد الرّحمن أليس قلت لا تكتب عن هذا فإنه كذاب؟ قَالَ: فأومأ بيده إلى فيه أن اسكت، فلما فرغ وقام من عنده قلت: يا أبا عبد الرحمن، أليس قلت لا تكتب عنه؟ قَالَ: إنما أردت بهذا أن لا يجيء الصبيان فيصيروا معنا في الإسناد واحدا، إنما هو يحيي الموتى، أسانيد قد مات صاحبها منذ سنين.
قلت: كان عبد الله بن أحمد اتقى لله من أن يكذب من هو عنده صادق ويحتج بما حكى عنه هذا الأصبهاني، وفي هذه الحكاية نظر من جهته، والله اعلم.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أنبأنا محمد بن حمدويه النيسابوري، قَالَ: سمعت عمرو بْن مُحَمَّد بْن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمّد ابن إسحاق- يعني ابن خزيمة- يقول لي: يا أبا سعيد، كتبت عن محمد بن يونس الكديمي؟ قلت: نعم! قَالَ كتبت عنه بالبصرة في حياة أبي موسى وبندار .
قرأت في كتاب أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي بخطه، أنبأنا أحمد بن الخضر السوسنجردي قَالَ: سمعت الشافعي يقول: سمعت أبا الأحوص محمد بن الهيثم- وسئل عن الكديمي- فقال: تسألونني عنه؟ هو أكبر مني وأكثر علما، ما علمت إلا خيرا .
أنبأنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حدّثنا صالح
ابن أحمد الحافظ قَالَ: سمعت أحمد بن عبيد يقول- وسألته يعني إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن الكديمي- فقال: كنت أراه بالبصرة مع رجل يقال له: عبيد، يأتي المجالس يذاكر يكتب في ألواح.
قَالَ صالح: وسمعت إبراهيم بن محمد بن يعقوب يقول: سمعت إبراهيم بن الحسين- وذكر الكديمي- فقال: رأيته أيام الشاذكوني يذاكرهم .
أنبأنا الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب، حدّثنا محمد بن بكر الجرجاني قَالَ:
سألت إبراهيم بن محمد الدمشقي، عن الكديمي فقال: سمعت الجلة من الشيوخ يحكون عن عبدان الجواليقي قَالَ: فاتني تفسير روح بن عبادة، عن محمد بن معمر البحراني، فكتبته عن محمد بن يونس الكديمي.
ثم حدثت عن أبي عمرو بن حمدان النيسابوري قَالَ: سمعت عبدان الأهوازي- وسئل عن محمد بن يونس الكديمي- فقال: رجل معروف بالطلب والسماع الكثير، فاتني عن محمد بن معمر بعض التفسير، فسمعته من الكديمي .
أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن يونس بن موسى أبو العباس المعروف بالكديمي كتبنا عنه والناس عندنا أحياء بعد السبعين بقليل، ثم بلغنا كلام أبي داود السجستاني فيه فتركناه ورمينا بالذي سمعناه منه .
قلت: لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ، مشهورا بالطلب مقدما في الحديث، حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه، ولم ينشطوا للسماع منه.
فأنبأني أبو بكر أحمد بن علي البردي أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قَالَ: محمد بن يونس الكديمي ابن امرأة روح بن عبادة ذاهب الحديث، تركه يحيى ابن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني، وسمع منه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بْن إسحاق بن خزيمة. وقد حفظ في الكديمي سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يتكلم في محمد بن سنان، وفي محمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحسين بن المنادي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن وهب البصري المعروف بابن التمار الوراق قَالَ: ما أظهر أبو داود السجستاني تكذيب أحد إلا فِي رجلين، الكديمي، وغلام خليل، فذكر أحاديث ذكرها فِي الكديمي إنها كَذِبٌ .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان يقول: كان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من أبي العباس الكديمي ويقول: قد تقرب إلى بأني كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم الأسدي، وما حدث أبي قط عن محمد بن القاسم الأسدي . قلت: وهذا القول لا حجة فيه، لجواز أن يكون هارون بن عبد الله والد موسى سمع من محمد بن القاسم الأسدي، ولم يرو عنه .
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا بكر بن الجعابيّ الحافظ يقول:
سمعت أخا كاخويه يقول: سمعت عمر بن إبراهيم يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: - وهو متعلق بأستار الكعبة- اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث.
حدثت عن أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن حمدون بن خالد يقول: سمعت إبراهيم بن فهد يقول: سمعت عزرة ابن إبراهيم بن عزرة يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: الكديمي- يعني يونس بن موسى- وأخو الكديمي وابن الكديمي، بيت الكذب. قَالَ: وكان ليونس بن موسى أخ يقال له عمر بن موسى يلقب بالحاوي .
حدّثني محمّد بن علي بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يوسف السّهمي
يقول: سئل أبو الحسن الدّارقطنيّ، عن محمد بن يونس الكديمي فسمعته يقول:
قَالَ لي أبو بكر أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الواثق الهاشمي: كنا يوما عند القاسم المطرز، وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة، فمر في كتابه حديث عن الكديمي فامتنع عن قراءته، فقام إليه محمد بن عبد الجبار- وكان قد أكثر عن الكديمي- فقال: أيها الشيخ أحب أن تقرأه، فأبى وَقَالَ: أنا أحاسبه بين يدي الله يوم القيامة، وأقول: إن هذا كان يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى العلماء.
وحدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يقول: سمعت الدارقطني يقول: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث.
وكان مما تكلم موسى بن هارون به في الكديمي حديث شاصونة بن عبيد الذي:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ الأدميّ القاري، حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ.
وأنبأناه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الشافعي، أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ.
وَأَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بن أحمد بن الرّزّاز وسياق الحديث له. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن أبي هاشم- إملاء- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى- إِملاءً- حَدَّثَنَا شَاصُوَنة بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ- مُنْصِرَفًا مِنْ عَدَنٍ، سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا الْجَرْدَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَرَّضِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَارًا بِمَكَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجْهُهُ مِثْلُ دَارَةِ الْقَمَرِ- وَسَمِعْتُ مِنْهُ عَجَبًا، جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا» قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: «صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا حَتَّى شَبَّ. قَالَ: قَالَ أَبِي: فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مُبَارَكَ اليمامة .
هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الأَدَمِيِّ، وَابْنِ خَلادٍ. وَزَادَ أبو عمر قال شاصونة: فسمعت مِنْهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ بِصَنْعَاءَ عَلَى مَعْمَرٍ فَأَرَاهُ يُحَدِّثُ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. قال: ولم أسمع إلا هذا الحديث .
أنبأنا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ- بِالرَّيِّ- قَالَ:
سمعت أَبَا الرَّبِيعِ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَلَخِيَّ قَالَ: سمعت مُحَمَّدَ بن قريش بن سليمان ابن قُرَيْشٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ- بِهَا- يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَمَّالُ مُنْصَرَفِي مِنْ مَجْلِسِ الْكُدَيْمِيِّ فَقَالَ لِي: مَا الَّذِي حَدَّثَكُمُ الْكُدَيْمِيُّ الْيَوْمَ؟ فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ شَاصُونَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْيَمَامِيِّ بِحَدِيثٍ وَذَكَرْتُهُ لَهُ، وَهُوَ حَدِيثُ مُبَارَكِ الْيَمَامَةِ، فَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: أَشْهَدُ أَنَّهُ حَدَّثَ عَمَّنْ لَمْ يَخْلَقْ بَعْدُ. فَنُقِلَ هَذَا الْكَلامُ إِلَى الْكُدَيْمِيِّ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ فَجَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الشَّيْخَ- يَعْنِي مُوسَى بْنَ هَارُونَ- تَكَلَّمَ فِيَّ وَنَسَبَنِي إِلَى أَنَّنِي حَدَّثْتُ عَمَّنْ لَمْ يُخْلَقْ بَعْدُ ، وَقَدْ عَقَدْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ عُقْدَةً لا نَحُلُّهَا إِلا بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ. ثُمَّ أَمْلَى عَلَيْنَا فَقَالَ:
حَدَّثَنَا جَبَلٌ البصرة- أبو عامر العقدي- حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً»
. وَحَدَّثَنَا جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْكُوفَةِ- أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ- حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُهْدِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً غَنَمًا.
قَالَ: وأملى علينا في ذلك المجلس كل حديث فرد، وانتهى الخبر إلى موسى بن هارون فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير. أو كما قال .
أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقى، حَدَّثَنَا أبو عبد الله عثمان بن جعفر العجلي- مستملي ابن شاهين- بحديث الكديمي، عن شاصونة بن عبيد، ثم قَالَ عثمان:
سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا:
هذا كَذِبٌ، من هو شاصونة؟ فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاءوا من عدن فقالوا: وصلنا قرية يقال لها الجردة فلقينا بها شيخا فسألناه عندك شيء من
الحديث؟ قَالَ: نعم. فكتبنا عنه وقلنا ما اسمك؟ قَالَ: محمد بن شاصونة بن عبيد، وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه.
قلت: وقد وقع إلينا حديث شاصونة من غير الكديمي:
أخبرناهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا، قالوا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَحْبُوبِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شاصونة بن عبيد بمكة، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنِي جَدِّي شَاصَوَنَةُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّضُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَارًا بِمَكَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجْهُهُ كَدَارَةِ الْقَمَرِ، فَسمعت مِنْهُ عَجَبًا، أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا؟» فَقَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا .
أَخْبَرَنِي القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أنبأنا محمّد بن حمدويه النيسابوري قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن إِسْحَاق- يَعْنِي الضبعي- وَقَالَ له أبو عبد الله بن يعقوب: قد أكثرت عن الكديمي؟ فقال: سمعت أبا العباس الكديمي يوما وبكى، ثم قَالَ: ألا من رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل إلا من رماني بالكذب في حديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإني خصمه بين يدي الله يوم القيامة.
قَالَ ابن حمدويه: وسمعت أبا بكر غير مرة يقول: ما سمعت أحدا من أهل العلم- يعني بالحديث- يتهم الكديمي في لقيه كل من روى عنه .
حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا علي بن محمّد الإيادي، حَدَّثَنَا أبو بكر الشافعي قَالَ: سمعت جعفر الطيالسي يقول: الكديمي ثقة، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون .
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنشدني خالي أحمد بن عبد الرحمن بن مانويه قَالَ: أنشدني أبو القاسم أحمد بن زيد قَالَ: أنشدني الكديمي:
لا تضرعن لمخلوق على طمع ... فإن ذاك مضرّ منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه ... فإنما هو بين الكاف والنّون
أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا جعفر بن محمّد بن الحاكم المؤدب قَالَ: مات الكديمي في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين ومائتين .
أنبأنا ابن رزق، أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أَبُو العباس محمد بن يونس الكديمي يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وَثمانين وَمائتين، وصلى عَلَيْهِ يُوسُف بْن يَعْقُوب القاضي، وما رأيت أكثر ناسا من مجلسه، وكان ثقة. كذا قَالَ الخطبي .
وهو ابن امرأة روح بن عبادة، سمع عبد اللَّه بْن داود الخريبي، ومحمد بن عبد الله
الأنصاري، وأزهر بن سعد السمان، وأبا داود الطيالسي، وأبا زيد النحوي، وأبا سعيد الأصمعي، وأبا عبيدة معمر بن المثنى، ومؤمل بن إسماعيل، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وأبا عاصم النبيل، وبشر بن عمرو الزهراني، وعبيد الله بن الزبير الحميدي، وأبا نعيم الفضل بن دكين الكوفي، وخلقا سواهم لا يحصون.
وكان حافظا كثير الحديث، سافر وسمع بالحجاز واليمن، ثُمَّ انتقلَ إلى بغداد فسكنها وحدث بِهَا. فروى عنه من أهلها: أبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الحافظ، ومُحَمَّد ابن مخلد، ومحمد بن أَحْمَد الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة آخرهم أبو بكر بن مالك القطيعي، وذكر: أن عبيد الله بن أبي طاهر الكديمي حج أربعين حجة.
حَدَّثَنَا أبو الحسن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الحراني المعدّل، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ موسى القرشيّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ- أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ- حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُرَاقِ لِيَرْكَبَهُ اسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ فَمَا رَكِبَكَ آدَمِيٌّ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، قَالَ: فَارْفَضَّ عَرَقًا وَأَقَرَّ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِي هذا الْحَدِيثِ «فَارْفَضَّ عَرَقًا» إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
حدّثنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ قَالَ: قَالَ الكديمي قال لي على بن المدينيّ: عندك ما ليس عندي.
حدّثنا محمّد بن محمّد بن عثمان السواق، حَدَّثَنَا عيسى بن حامد الرخجي قَالَ:
قَالَ لنا الهيثم بن خلف الدوري: كان روح بن عبادة زوج أم أبي العباس الكديمي.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: ذكر عن محمّد ابن يونس أنه قَالَ: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة .
فأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قَالَ: سمعت إسماعيل بن علي الخطبي يقول:
قَالَ لي الكديمي: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة. ويقال: إنه ولد ليلة مات هشيم ابن بشير .
حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَحْمَد بن كامل قَالَ: سمعت محمد بن يونس يقول: حضرت جنازة عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سنة ثمان وتسعين ومائة.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين البخاريّ، حدّثنا أبو بكر بن خنب قَالَ: سمعت الكديمي محمد بن يونس وهو يقول: كتبت عن البصريين عن ألف ومائة وستة وثمانين رجلا. قَالَ ابن خنب: وسألته عن سنه فقال: ولدت سنة خمس وثمانين ومائة . قلت: والقول الأول في مولده أصح، والله أعلم.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد المقرئ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا محمد بن يونس الكديمي قَالَ: قدمت بغداد سنة ست ومائتين.
أريد الحج. فأتيت عفان بن مسلم ومعي جزء فيه أحاديث، فقرأ علي منها أحاديث يسيرة ثم رد الجزء علي. فاستزدته فزادني حديثا، فدنوت إليه فقلت له:
كأني بك وتركت أصحاب شعبة اثنين في كل زقاق بالبصرة، فضحك فأخذ الجزء مني فقرأه كله. قَالَ: وحججت في هذه السنة، فرأيت عبد الرزاق فلم أسمع منه شيئا.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ- في كتابه إلينا- أنبأنا الْكُدَيْمِيُّ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ فَذَكَرَ حَدِيثَ الأَعْمَشِ فَقُلْتُ: عِنْدِي منه أَلْفِ حَدِيثٍ. قَالَ: فَحَدِّثْنِي مِنْهُ بِحَدِيثٍ غريب. فقلت. حدّثني عبد الرّحمن بن حمّاد التستري، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا وَقَدْ جَعَلَ لَهُ فِي الأَرْضِ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»
ثُمَّ
ذَاكَرَنِي أَبُو نُعَيْمٍ بِحَدِيثِ الصباغين: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
حدّثنا أبو نعيم، أنبأنا الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أكذب الناس الصّبّاغون والصواغون .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ، حدّثنا إسماعيل بن علي الفحام، حَدَّثَنَا جعفر الدقاق قَالَ: كان الكديمي إذا حدث عن أبي عاصم قَالَ: حَدَّثَنَا الكبش أبو عاصم النبيل.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل، حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ:
رأيت محمد بن يونس حين خرج الناس من البصرة أيام الزنج ومعه جراب عظيم بناحيه الأهواز وهو يحمله. فقلت: ما هذا يا أبا العباس؟ فقال: هذا جراب الخير، هذا علوي، أنجو به. قلت: يعني عوالي حديثه.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَزَّازُ يُعْرَفُ بِابْنِ الزَّهْرَانِيِّ، حدّثنا حسن الصّائغ، حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ قَالَ:
خَرَجْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ نتنزه ولم يبق لنا موضع مجلس غير بستان الأمير، وكان قد منع من الخروج إلى الصحراء، قَالَ: فَلَمَّا قَعَدْنَا وَافَى الأَمِيرُ فقال: خذوهم. قَالَ: فَأَخَذُونَا وَكُنْتُ أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ سِنًّا، فَبَطَحُونِي وَقَعَدُوا عَلَى أَكْتَافِي. قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ اسْمَعْ مِنِّي. قَالَ: هَاتِ. قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الزّبير الحميدي، حدّثنا سفيان بن عينية، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، ارْحَمْ مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ»
. قَالَ: أَعِدْهُ عَلَيَّ، قَالَ: فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِهَؤُلاءِ قُومُوا. ثُمَّ قَالَ لِي: أَنْتَ تَحْفَظُ مِثْلَ هَذَا وَأَنْتَ تَخْرُجُ تَتَنَزَّهُ؟ أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَكَانَ الشَّاذَكُونِيُّ يَقُولُ لِي: نَفَعَكَ حَدِيثُ الحميدي، كذا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وإنما هو ابْنِ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
قرأت في كتاب أبي عبد الله بن بكير بخطه: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي يقول: سمعت جعفر الطيالسي يقول: دخلت البصرة وبها أربعه يذاكرون بالحديث، أحدهم محمد بن يونس الكديمي.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْن محمّد بن زاهر الأسترآباذي، وأبو
مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بن مُحَمَّد الجوهري قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفه، وما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني. ويقال: إنه ما دخل دار دميك اكذب من سليمان الشاذكوني .
حدثت عن أبي نصر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي قَالَ: سمعت علي ابن حمشاذ يقول: سمعت أحمد بن عبد الله الأصبهاني يقول: أتيت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فَقَالَ: أين كنت؟ فقلت: في مجلس الكديمي، فقال: لا تذهب إلى ذاك، فإنه كذاب، فلما كان في بعض الأيام مررت به، وإذا عبد الله يكتب عنه، فقلت: يا أبا عبد الرّحمن أليس قلت لا تكتب عن هذا فإنه كذاب؟ قَالَ: فأومأ بيده إلى فيه أن اسكت، فلما فرغ وقام من عنده قلت: يا أبا عبد الرحمن، أليس قلت لا تكتب عنه؟ قَالَ: إنما أردت بهذا أن لا يجيء الصبيان فيصيروا معنا في الإسناد واحدا، إنما هو يحيي الموتى، أسانيد قد مات صاحبها منذ سنين.
قلت: كان عبد الله بن أحمد اتقى لله من أن يكذب من هو عنده صادق ويحتج بما حكى عنه هذا الأصبهاني، وفي هذه الحكاية نظر من جهته، والله اعلم.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أنبأنا محمد بن حمدويه النيسابوري، قَالَ: سمعت عمرو بْن مُحَمَّد بْن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمّد ابن إسحاق- يعني ابن خزيمة- يقول لي: يا أبا سعيد، كتبت عن محمد بن يونس الكديمي؟ قلت: نعم! قَالَ كتبت عنه بالبصرة في حياة أبي موسى وبندار .
قرأت في كتاب أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي بخطه، أنبأنا أحمد بن الخضر السوسنجردي قَالَ: سمعت الشافعي يقول: سمعت أبا الأحوص محمد بن الهيثم- وسئل عن الكديمي- فقال: تسألونني عنه؟ هو أكبر مني وأكثر علما، ما علمت إلا خيرا .
أنبأنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حدّثنا صالح
ابن أحمد الحافظ قَالَ: سمعت أحمد بن عبيد يقول- وسألته يعني إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن الكديمي- فقال: كنت أراه بالبصرة مع رجل يقال له: عبيد، يأتي المجالس يذاكر يكتب في ألواح.
قَالَ صالح: وسمعت إبراهيم بن محمد بن يعقوب يقول: سمعت إبراهيم بن الحسين- وذكر الكديمي- فقال: رأيته أيام الشاذكوني يذاكرهم .
أنبأنا الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب، حدّثنا محمد بن بكر الجرجاني قَالَ:
سألت إبراهيم بن محمد الدمشقي، عن الكديمي فقال: سمعت الجلة من الشيوخ يحكون عن عبدان الجواليقي قَالَ: فاتني تفسير روح بن عبادة، عن محمد بن معمر البحراني، فكتبته عن محمد بن يونس الكديمي.
ثم حدثت عن أبي عمرو بن حمدان النيسابوري قَالَ: سمعت عبدان الأهوازي- وسئل عن محمد بن يونس الكديمي- فقال: رجل معروف بالطلب والسماع الكثير، فاتني عن محمد بن معمر بعض التفسير، فسمعته من الكديمي .
أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن يونس بن موسى أبو العباس المعروف بالكديمي كتبنا عنه والناس عندنا أحياء بعد السبعين بقليل، ثم بلغنا كلام أبي داود السجستاني فيه فتركناه ورمينا بالذي سمعناه منه .
قلت: لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ، مشهورا بالطلب مقدما في الحديث، حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه، ولم ينشطوا للسماع منه.
فأنبأني أبو بكر أحمد بن علي البردي أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قَالَ: محمد بن يونس الكديمي ابن امرأة روح بن عبادة ذاهب الحديث، تركه يحيى ابن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني، وسمع منه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بْن إسحاق بن خزيمة. وقد حفظ في الكديمي سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يتكلم في محمد بن سنان، وفي محمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحسين بن المنادي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن وهب البصري المعروف بابن التمار الوراق قَالَ: ما أظهر أبو داود السجستاني تكذيب أحد إلا فِي رجلين، الكديمي، وغلام خليل، فذكر أحاديث ذكرها فِي الكديمي إنها كَذِبٌ .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان يقول: كان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من أبي العباس الكديمي ويقول: قد تقرب إلى بأني كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم الأسدي، وما حدث أبي قط عن محمد بن القاسم الأسدي . قلت: وهذا القول لا حجة فيه، لجواز أن يكون هارون بن عبد الله والد موسى سمع من محمد بن القاسم الأسدي، ولم يرو عنه .
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا بكر بن الجعابيّ الحافظ يقول:
سمعت أخا كاخويه يقول: سمعت عمر بن إبراهيم يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: - وهو متعلق بأستار الكعبة- اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث.
حدثت عن أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن حمدون بن خالد يقول: سمعت إبراهيم بن فهد يقول: سمعت عزرة ابن إبراهيم بن عزرة يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: الكديمي- يعني يونس بن موسى- وأخو الكديمي وابن الكديمي، بيت الكذب. قَالَ: وكان ليونس بن موسى أخ يقال له عمر بن موسى يلقب بالحاوي .
حدّثني محمّد بن علي بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يوسف السّهمي
يقول: سئل أبو الحسن الدّارقطنيّ، عن محمد بن يونس الكديمي فسمعته يقول:
قَالَ لي أبو بكر أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الواثق الهاشمي: كنا يوما عند القاسم المطرز، وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة، فمر في كتابه حديث عن الكديمي فامتنع عن قراءته، فقام إليه محمد بن عبد الجبار- وكان قد أكثر عن الكديمي- فقال: أيها الشيخ أحب أن تقرأه، فأبى وَقَالَ: أنا أحاسبه بين يدي الله يوم القيامة، وأقول: إن هذا كان يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى العلماء.
وحدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يقول: سمعت الدارقطني يقول: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث.
وكان مما تكلم موسى بن هارون به في الكديمي حديث شاصونة بن عبيد الذي:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ الأدميّ القاري، حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ.
وأنبأناه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الشافعي، أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ.
وَأَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بن أحمد بن الرّزّاز وسياق الحديث له. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن أبي هاشم- إملاء- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى- إِملاءً- حَدَّثَنَا شَاصُوَنة بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ- مُنْصِرَفًا مِنْ عَدَنٍ، سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا الْجَرْدَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَرَّضِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَارًا بِمَكَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجْهُهُ مِثْلُ دَارَةِ الْقَمَرِ- وَسَمِعْتُ مِنْهُ عَجَبًا، جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا» قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: «صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا حَتَّى شَبَّ. قَالَ: قَالَ أَبِي: فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مُبَارَكَ اليمامة .
هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الأَدَمِيِّ، وَابْنِ خَلادٍ. وَزَادَ أبو عمر قال شاصونة: فسمعت مِنْهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ بِصَنْعَاءَ عَلَى مَعْمَرٍ فَأَرَاهُ يُحَدِّثُ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. قال: ولم أسمع إلا هذا الحديث .
أنبأنا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ- بِالرَّيِّ- قَالَ:
سمعت أَبَا الرَّبِيعِ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَلَخِيَّ قَالَ: سمعت مُحَمَّدَ بن قريش بن سليمان ابن قُرَيْشٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ- بِهَا- يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَمَّالُ مُنْصَرَفِي مِنْ مَجْلِسِ الْكُدَيْمِيِّ فَقَالَ لِي: مَا الَّذِي حَدَّثَكُمُ الْكُدَيْمِيُّ الْيَوْمَ؟ فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ شَاصُونَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْيَمَامِيِّ بِحَدِيثٍ وَذَكَرْتُهُ لَهُ، وَهُوَ حَدِيثُ مُبَارَكِ الْيَمَامَةِ، فَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: أَشْهَدُ أَنَّهُ حَدَّثَ عَمَّنْ لَمْ يَخْلَقْ بَعْدُ. فَنُقِلَ هَذَا الْكَلامُ إِلَى الْكُدَيْمِيِّ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ فَجَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الشَّيْخَ- يَعْنِي مُوسَى بْنَ هَارُونَ- تَكَلَّمَ فِيَّ وَنَسَبَنِي إِلَى أَنَّنِي حَدَّثْتُ عَمَّنْ لَمْ يُخْلَقْ بَعْدُ ، وَقَدْ عَقَدْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ عُقْدَةً لا نَحُلُّهَا إِلا بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ. ثُمَّ أَمْلَى عَلَيْنَا فَقَالَ:
حَدَّثَنَا جَبَلٌ البصرة- أبو عامر العقدي- حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً»
. وَحَدَّثَنَا جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْكُوفَةِ- أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ- حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُهْدِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً غَنَمًا.
قَالَ: وأملى علينا في ذلك المجلس كل حديث فرد، وانتهى الخبر إلى موسى بن هارون فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير. أو كما قال .
أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقى، حَدَّثَنَا أبو عبد الله عثمان بن جعفر العجلي- مستملي ابن شاهين- بحديث الكديمي، عن شاصونة بن عبيد، ثم قَالَ عثمان:
سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا:
هذا كَذِبٌ، من هو شاصونة؟ فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاءوا من عدن فقالوا: وصلنا قرية يقال لها الجردة فلقينا بها شيخا فسألناه عندك شيء من
الحديث؟ قَالَ: نعم. فكتبنا عنه وقلنا ما اسمك؟ قَالَ: محمد بن شاصونة بن عبيد، وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه.
قلت: وقد وقع إلينا حديث شاصونة من غير الكديمي:
أخبرناهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا، قالوا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَحْبُوبِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شاصونة بن عبيد بمكة، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنِي جَدِّي شَاصَوَنَةُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّضُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَارًا بِمَكَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجْهُهُ كَدَارَةِ الْقَمَرِ، فَسمعت مِنْهُ عَجَبًا، أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا؟» فَقَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا .
أَخْبَرَنِي القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أنبأنا محمّد بن حمدويه النيسابوري قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن إِسْحَاق- يَعْنِي الضبعي- وَقَالَ له أبو عبد الله بن يعقوب: قد أكثرت عن الكديمي؟ فقال: سمعت أبا العباس الكديمي يوما وبكى، ثم قَالَ: ألا من رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل إلا من رماني بالكذب في حديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإني خصمه بين يدي الله يوم القيامة.
قَالَ ابن حمدويه: وسمعت أبا بكر غير مرة يقول: ما سمعت أحدا من أهل العلم- يعني بالحديث- يتهم الكديمي في لقيه كل من روى عنه .
حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا علي بن محمّد الإيادي، حَدَّثَنَا أبو بكر الشافعي قَالَ: سمعت جعفر الطيالسي يقول: الكديمي ثقة، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون .
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنشدني خالي أحمد بن عبد الرحمن بن مانويه قَالَ: أنشدني أبو القاسم أحمد بن زيد قَالَ: أنشدني الكديمي:
لا تضرعن لمخلوق على طمع ... فإن ذاك مضرّ منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه ... فإنما هو بين الكاف والنّون
أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا جعفر بن محمّد بن الحاكم المؤدب قَالَ: مات الكديمي في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين ومائتين .
أنبأنا ابن رزق، أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أَبُو العباس محمد بن يونس الكديمي يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وَثمانين وَمائتين، وصلى عَلَيْهِ يُوسُف بْن يَعْقُوب القاضي، وما رأيت أكثر ناسا من مجلسه، وكان ثقة. كذا قَالَ الخطبي .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129669&book=5525#1953ea
محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة، أبو جعفر العوفي :
من بني عوف بن سعد- فخذ- من بني عمرو بن عياذ بن يشكر بن بكر بن وائل ابن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بن معد ابن عدنان.
وَقَالَ أحمد بن كامل القاضي: هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية
ابن سعد بن جنادة بن أسد بن لاحب بن عبد بن عامر بن صعصعة بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن الحرث بن عمرو بن قيس بن عَيْلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. حدث عَن: يزيد بْن هارون؛ وروح بْن عبادة، وعبد الله بن بكر السهمي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبيه سعد بن محمد، وغيرهم. روى عنه: يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُوْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيْمِيُّ، وَعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق البغوي وأحمد بْن كامل القاضي، وكان لينا في الحديث. وذكر الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع: أَنَّهُ سمع الدارقطني ذكره، فَقَالَ:
لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، أخبرنا أحمد بن كامل، أخبرنا محمّد بن سعيد العوفيّ، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتَنَا ونَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَحَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ مِنْ لُبْسِ الصُّوفِ.
تفرد برواية هذا الحديث هكذا محمد بن سعد عن روح، وتفرد به ابن كامل عن محمد بن سعد، وهو وهم، وصوابه: عن روح بن سعيد- بدلا من شعبة.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيٌّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا روح. وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم الْبَغَوِيُّ، حدّثنا عبد الله بن الحسن الهاشميّ، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ لَحَسِبْتَ رِيحَنَا رِيحَ الضَّأْنِ مِنْ لُبْسِنَا الصُّوفَ.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة بنحوه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن سعد بن الحسن بن عطية العوفي كان ينزل درب النهر قرب البيعة بالجانب الشرقي من مدينتنا آخر سويقة نصر بن مالك، توفي سلخ ربيع الآخر سنة ست وسبعين- يعني ومائتين-.
من بني عوف بن سعد- فخذ- من بني عمرو بن عياذ بن يشكر بن بكر بن وائل ابن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بن معد ابن عدنان.
وَقَالَ أحمد بن كامل القاضي: هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية
ابن سعد بن جنادة بن أسد بن لاحب بن عبد بن عامر بن صعصعة بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن الحرث بن عمرو بن قيس بن عَيْلان بْن مضر بْن نزار بْن معد بْن عدنان. حدث عَن: يزيد بْن هارون؛ وروح بْن عبادة، وعبد الله بن بكر السهمي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبيه سعد بن محمد، وغيرهم. روى عنه: يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُوْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيْمِيُّ، وَعَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق البغوي وأحمد بْن كامل القاضي، وكان لينا في الحديث. وذكر الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع: أَنَّهُ سمع الدارقطني ذكره، فَقَالَ:
لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ، أخبرنا أحمد بن كامل، أخبرنا محمّد بن سعيد العوفيّ، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتَنَا ونَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَحَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ مِنْ لُبْسِ الصُّوفِ.
تفرد برواية هذا الحديث هكذا محمد بن سعد عن روح، وتفرد به ابن كامل عن محمد بن سعد، وهو وهم، وصوابه: عن روح بن سعيد- بدلا من شعبة.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيٌّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا روح. وأخبرناه الحسن بن أبي بكر، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم الْبَغَوِيُّ، حدّثنا عبد الله بن الحسن الهاشميّ، حدّثنا روح بن عبادة، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ لَحَسِبْتَ رِيحَنَا رِيحَ الضَّأْنِ مِنْ لُبْسِنَا الصُّوفَ.
أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا روح، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة بنحوه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن سعد بن الحسن بن عطية العوفي كان ينزل درب النهر قرب البيعة بالجانب الشرقي من مدينتنا آخر سويقة نصر بن مالك، توفي سلخ ربيع الآخر سنة ست وسبعين- يعني ومائتين-.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=153783&book=5525#04f509
محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي
ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن مالك بن الأوس، ويقال: ابن مسلمة بن سلمة بن خالد أبو عبد الرحمن؛ ويقال: أبو سعيد؛ ويقال: أبو عبد الله الأنصاري صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد بدراً وأحداً وغيرهما، واستخلفه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة في بعض غزواته، وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان على مقدمته يومئذٍ، وكان مقامه بالمدينة فاعتزل الفتنة، فلم يدخل فيها، وقدم دمشق وشهد وفاة أبي الدرداء.
حدث المسور بن مخرمة، قال: استشار عمر بن الخطاب في إملاص المرأة يعني الحامل تضرب بطنها فتسقط، فقام المغيرة بن شعبة فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى فيه بغرة عبدٍ أو أمةٍ، فقال عمر: ائتني بمن يعهد معك؛ قال عبد الرحمن: فشهد معه محمد بن مسلمة.
وفي روايةٍ: استفتى عمر بن الخطاب أناساً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في امرأةٍ ضربت فألقت جنينها؛ الحديث. وفي روايةٍ: قضى فيه بالغرة عبدٍ أو وليدةٍ؛ وفي روايةٍ: فأنفذه عمر؛ وفي روايةٍ: أن عمر سأل الناس: أيكم سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في السقط؟ فقلا المغيرة؛ الحديث.
حدث محمد بن مسلمة قال: مررت فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعٌ يده على يد رجلٍ؛ وفي روايةٍ " على الصفا واضعاً خده على خد رجلٍ، فذهبت إليه، فقال: " يا محمد ما منعك أن تسلم؟ " فقلت: يا رسول الله، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئاً لم تفعله مع أحدٍ من الناس، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، فمن كان يا رسول الله؟ قال: " كان جبريل، وقد قال لي: هذا محمد بن مسلمة لم يسلم، أما إنه لو سلم رددنا عليه السلام " قال: فما قال لك يا رسول الله: قال: " لم يزل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه ".
حدث رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء أنه مرض فكان يمرضه محمد بن مسلمة، فكثر عواد أبي الدرداء فحول إلى كنيسةٍ فأغمي على أبي الدرداء، فقام الناس عنه وقام محمد بن مسلمة حتى بقي في أهله، فجعلوا يبكون عليه، فأفاق أبو الدرداء، فقال: لا يكون من أمري شيءٌ إلا أشهدتموه محمد بن مسلمة، ثم بعث إليه فأتاه فقال: أسندني صدرك؛ قال: فأسنده، ثم قال: افتحوا الأبواب، قال: وعليها كثرة الناس، فدخلوا على أبي الدرداء فأقبل محمد بن مسلمة يجلسهم، فقال أبو الدرداء: إنه لم يكن يمنعني أن أحدثكم إلا أن تسترسلوا أني أبشركم أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.
وأم محمد بن مسلمة أم سهيم خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن ساعدة وكان آدم طوالاً معتدلاً أصلع، توفي سنة اثنتين وأربعين، أو ثلاثٍ وأربعين، أو
ست وأربعين، وهو يومئذٍ ابن تسعٍ وسبعين سنة وقيل: قتل.
وأسلم محمد بن مسلمة بالمدينة على يدي مصعب بن عمير قبل إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ، وآخى سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين محمد بن مسلمة وأبي عبيدة بن الجراح، وقيل: آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص، وشهد المشاهد كلها ما خلا تبوكاً، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلفه على المدينة حين خرج إلى تبوك، وكان محمد فيمن قتل كعب بن الأشرف، وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى القرظاء وهي من بني أبي بكر بن كلاب، سريةً في ثلاثين راكباً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه، فسلم وغنم، وبعثه أيضاً إلى ذي القصة سريةً في عشرة نفرٍ.
حدث جابر بن عبد الله أن محمداً وأبا عبس بن جبير وعباد بن بشر قتلوا كعب بن الأشرف؛ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين نظر إليهم: " أفلحت الوجوه ".
وعن أبي بردة، قال: مررنا بالربذة فإذا فسطاط محمد بن مسلمة، فقلت: لو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا محمد بن مسلمة ستكون فرقةٌ وفتنةٌ واختلافٌ فاكسر سيفك، واقطع وترك، واجلس في بيتك " ففعلت الذي أمرني به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن حذيفة، قال: إني لأعرف رجلاً لا تضره الفتنة، فأتينا المدينة فإذا فسطاط مضروبٌ وإذا هو محمد بن مسلمة فسألناه فقال: لا يشتمل علي شيءٌ من أمصارهم حتى ينجلي الأمر عما انجلى؛ قالوا: ومات حذيفة بعد عثمان بأربعين يوماً.
وشهد محمد بن مسلمة فتح مصر، وكان فيمن طلع للحصن مع الزبير بن العوام، وأحيط بمصر، ورجع إلى المدينة وقدم مصر مرةً أخرى رسولاً من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص في المقاسمة لما قاسم عمر العمال ما في أيدي العمال، وكان محمد بن مسلمة أوسياً، وقال عروة: كان أشهلياً.
حدث المقداد قال: لما تصافينا للقتال جلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت راية مصعب بن عمير، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم، فانتهبوا، ثم كروا على المسلمين فأتوا من خلفهم فتفرق الناس، ونادى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحاب الألوية فأخذ اللواء مصعب بن عمير، ثم قتل وأخذ راية الخزرج سعد بن عبادة، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائمٌ تحتها وأصحابه محدقون به، ودفع لواء المهاجرين إلى أبي الدوم العبدري آخر النهار؛ ونظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير فناوشهم ساعةً واقتتلوا على الاختلاط من الصفوف، ونادى المشركون بشعارهم: يا للعزى يا لهبل، فأوجعوا فينا قتلاً ذريعاً، ونالوا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما نالوا، لا والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زال شبراً واحداً، إنه لقي وجه العدو يثوب إليه طائفةٌ من أصحابه مرةً ويتفرق عنه مرةً، فربما رأيته قائماً يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجر حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما هو في عصابةٍ صبروا معه، أربعة عشر رجلاً، سبعةٌ من المهاجرين وسبعةٌ من الأنصار؛ أبو بكر، وعبد الرحمن بن عوف، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام؛ ومن الأنصار الحباب بن المنذر، وأبو دجانة، وعاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف، وأسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ، ويقال: ثبت سعد بن عبادة، ومحمد بن مسلمة فيجعلونهما مكان أسيد بن حضير وسعد بن معاذ.
قال جابر بن عبد الله: خرج مرحب بن الحارث اليهودي من حصنهم، وهو يقول: من الرجز
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاك السلاح بطلٌ مجرب
أطعن أحياناً وحيناً أضرب ... إذا الليوث أقبلت تلهب
وأحجمت عن صولة المجرب ... كان حماي الحمى لا تقرب
هل من مبارز؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لهذا؟ " قال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله، أنا الموتور الثائر، قتلوا أخي بالأمس، فقال: " قم إليه، اللهم أعنه " فلما دنا أحدهما من صاحبه عرضت بينهما شجرةٌ عظيمةٌ عمريةٌ من شجر العشر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه، حتى برز كل واحدٍ منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها فننٌ، ثم حمل مرحبٌ على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة، فوقع سيفه فيها فعضت به فأمسكته، فضربه محمد حتى قتله.
ولما رأت اليهود ما لقي أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القتل يوم أحدٍ والبلاء شمتوا بهم، فأما بنو النضير فأظهروا العداوة لله ولرسوله، وأما قريظة فتمسكوا بالحلف على غش أنفسهم وعداوةٍ لله ولرسوله، فركب كعب بن الأشرف في ستين راكباً من بني النضير إلى قريشٍ من مكة، فقال لهم أبو سفيان: ما جاء بكم؟ قال كعب: أتيناك لنحالفك على قتلا هذا الرجل، وعلى عداوته؛ قال أبو سفيان: مرحباً بكم وأهلاً، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة هذا الرجل وقتاله؛ قال له كعب: فأخرج ستين رجلاً من بطون قريش كلها وأنتم فيهم يا أبا سفيان فلندخل نحن وأنتم بين أستار الكعبة فلنلصق أكبادنا بها ثم لنحلف بالله جميعاً أن لا يخذل بعضنا بعضاً، ولتكون كلمتنا واحدةً على هذا الرجل وأصحابه ما بقي منا ومنهم رجلٌ؛ ففعلوا ذلك وتحالفوا؛ فرجع كعبٌ على قتال محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة فواعده أبو سفيان أن يأتيه العام المقبل، فلما قدم كعبٌ وأصحابه إلى المدينة نزل جبريل عليه السلام على نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بخبر كعبٍ وأبي سفيان والذي صنعوا، وأمر جبريل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل كعبٍ، فأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بني عبد الأشهل وهم حي من الأنصار من الأوس حلفاء النضير، فقال: " يا معشر بني
عبد الأشهل ألا ترون إلى حليفكم ما صنع " قالوا: وما صنع يا رسول الله؟ فأخبرهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر فقال: " اكفونيه يا بني عبد الأشهل، فإن الله عز وجل قد أمرني بقتله فاقتلوه " قالوا: يا رسول الله نفعل ونطيع أمرك، فإن فيهم أخاه من الرضاعة ومولاه في الحلف دوننا محمد بن مسلمة وهو لهم غير متهم؛ ففعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، فانطلق خمسة رهطٍ: ثلاثةٌ من بني عبد الأشهل أحدهم عمرو بن معاذ أخو سعد بن معاذ، ومن بني حارثة بن الحارث رجلان محمد بن مسلمة وأبو عبس بن جبر، قالوا: يا رسول الله ائذن لنا فلننل منك عند الرجل؛ فأذن لهم، فانطلقوا ليلاً وقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصلاة فأتوا كعباً وقد أخذ مضجعه فنادوه: يا أبا الأشرف، فسمع كعبٌ الصوت فوثب وأخذت امرأته بجانب ثوبه فقالت: إني لأرى حمرة الدم من هذا الصوت قبل أن يكون، إنه لصوتٌ مريبٌ؛ وأمر محمد بن مسلمة أصحابه فاختبأوا، فضرب كعبٌ يد امرأته فأرسلته، وقال لها: لو دعي ابن حرةٍ لطعنةٍ بليلٍ أجاب؛ فأشرف فنظر فقال: من هذا؟ فقال: أخوك محمد بن مسلمة؛ قال لامرأته: لا تخافي هو أخي محمد بن مسلمة فقال كعب ورحب به: ما حاجتك يا أخي؟ قال: أخذنا هذا الرجل بالصدقة ولا نجد ما نأكل فجئت لتقرضني وسقاً من تمرٍ وأرهنك به رهناً إلى أن يدرك ثمرنا؛ فضحك كعبٌ وقال: أم والله إن كنت لأعلم أن أمرك وأمر أصحابه سيصير إلى ما أرى، وما كنت أحب أن أراه، ولقد كنت تعلم يا محمد أنك كنت من أكرم أهل البلد علي وأحبهم إلي، ولقد كان الذي كان من أمرك وما على الأرض شيءٌ كنت أمنعكه، فأما إذ فعلت الذي فعلت فلست مصيباً عندي خيراً أبداً، ما دمت على الذي أنت عليه، ولقد علمت أنك لن تصيب من هذا الرجل أبداً إلا شراً فأتني برهنٍ وثيقٍ؛ قال: فخذ من أي تمرٍ شئت؛ قال: عندي عجوةٌ يغيب فيها الضرس؛ قال: أي الرهن تريد يا أبا الأشرف؟ قال: تأتيني بامرأتك قال: لم أكن لأرهنك امرأتي وأنت أشب أهل المدينة وأحسنهم وجهاً وأطيبهم ريحاً وأكرمهم حسباً، فتدركني الغيرة، ولكن غير هذا؛ قال: فارهني ابنك قال محمد: إني لأستحيي أن أعير بذلك، أني رهنت ابني بوسقٍ من تمر، ولكن أرهنك درعي الفلانية؛ قال: أين هي؟ قال: هي هذه انزل فخذها؛ فنزل؛ وكان محمد قال لأصحابه: لا يأتي منكم أحدٌ حتى أؤذنه؛ فنزل كعب
فاعتنقه محمد وقال: لا إله إلا الله؛ فأقبلوا يسعون بأسيافهم، ومحمدٌ آخذٌ شعره فضربوه بأسيافهم فقتلوه، فصاح عدو الله عند أول ضربةٍ صيحةً فسمعتها امرأته فصاحت فأسمعت اليهود فتصايح اليهود وأخطأ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجل عمرو بن معاذ فقطعوها؛ فألقى إليهم السيف وقال: لا أحبسكم أقرؤوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني السلام؛ قالوا: لا والله لننطلقن جميعاً أو لنموتن جميعاً؛ فاحتملوا صاحبهم فأسرعوا به فاجتمع اليهود إلى امرأة كعبٍ فأخبرتهم حيث توجهوا، وطلبهم أعداء الله وأخطأوا
الطريق، وانطلق أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصوت وهو يصلي فكبر، وعلم أن أصحابه قد أفلحوا وأنجحوا، فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه الخبر. الطريق، وانطلق أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصوت وهو يصلي فكبر، وعلم أن أصحابه قد أفلحوا وأنجحوا، فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه الخبر.
وفي آخر بمعناه: أنه نزل وتحث معهم ساعةً ثم قالوا: هل لك يا بن الأشرف إلى أن تماشينا إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إن شئتم؛ فخرجوا يتماشون ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأس كعبٍ ثم شم يده فقال: ما رأيت كالليلة طيب عطرٍ قط، ثم مشى ساعةً وعاد لمثلها حتى اطمأن كعبٌ، ثم مشى ساعةً فعاد لمثلها أبو نائلة فأخذ بفودي رأسه ثم قال: اضربوا عدو الله؛ فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئاً؛ قال محمد بن مسلمة: فذكرت مغولاً في سيفي حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئاً فأخذته وقد صاح عدو الله كعبٌ صيحةً لم يبق حولنا حصنٌ إلا أوقدت عليه نارٌ، فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت غايته، ووقع عدو الله؛ الحديث.
قال مروان بن الحكم وهو على المدينة وعنده ابن يامين البصري: كيف كان قتل ابن الأشرف؟ قال ابن يامين: كان غدراً ومحمد بن مسلمة جالسٌ شيخٌ كبيرٌ فقال: يا مروان أيغدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندك، والله ما قتلناه إلا بأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله لا يؤويني وإياك سقف بيتٍ إلا المسجد، وأما أنت يا بن يامين فلله علي إن أفلت،
فلا قدرت عليك وفي يدي سيفٌ إلا ضربت به رأسك؛ فكان ابن يامين لا ينزل من بني قريظة حتى يبعث رسولاً ينظر محمد بن مسلمة، فإن كان في بعض ضياعه نزل فقضى حاجته ثم صدر، وإلا لم ينزل؛ فبينا محمد بن مسلمة في جنازةٍ وابن يامين في البقيع فرأى محمد نعشاً عليه جرائد رطبةٌ لامرأةٍ، جاء فحله فقام إليه الناس فقالوا: يا أبا عبد الرحمن ما تصنع؟ نحن نكفيك؛ فقام إليه فلم يزل يضربه بها جريدةً جريدةً حتى كسر ذلك الجريد على وجهه ورأسه حتى لم يترك فيه مصحاً، ثم أرسله ولا طباخ به، ثم قال: والله لو قدرت على السيف لضربتك به.
وعن محمد بن مسلمة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثاً.
وعن أبي حدر الأسلمي، قال: قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطاب فأردت الحج، فلما أتيت ملل قلت: اللهم قيض لي رجلاً من أصحاب نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صالحاً، كان نبيك يحبه وكان يحب نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا أنا بغلامٍ أسود على حمارٍ يقود ناقةً خلفها شيخٌ على حمارة، فقلت للأسود: يا غلام، من هذا الشيخ؟ قال: محمد بن مسلمة الأنصاري صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فرافقت خير رفيقٍ ونازلت خير نزيلٍ.
وعن موسى بن أبي عيسى، قال: أتى عمر بن الخطاب مشربة بني حارثة فوجد محمد بن مسلمة فقال عمر: كيف تراني يا محمد؟ فقال: أراك والله كما أحب وكما يحب من يحب لك الخير، أراك قوياً على جمع المال، عفيفاً عنه، عدلاً في قسمه، ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف؛ فقال عمر: هاه؛ فقال: لو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف؛ فقال عمر: الحمد لله الذي جعلني في قومٍ إذا ملت عدلوني.
وعن محمد بن مسلمة، قال:
توجهت إلى المسجد فرأيت رجلاً من قريش عليه حلةٌ، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين؛ قال: فجاوزت فرأيت رجلاً من قريش عليه حلة فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فدخل المسجد فرفع صوته بالتكبير فقال: الله أكبر، صدق الله ورسوله، الله أكبر صدق الله ورسوله، قال: فسمع عمر صوته فبعث إليه أن ائتني؛ فقال: حتى أصلي ركعتين؛ قال: فرد عليه الرسول يعزم عليه لما جاء؛ فقال محمد بن مسلمة: وأنا أعزم على نفسي أن لا آتيه حتى أصلي ركعتين؛ ودخل في الصلاة، وجاء عمر فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: شيءٌ أردت أن تخبرني عنه؛ قال: أو غير ذلك تسألني، فإن شئت أن أخبرك أخبرتك وإلا لم أخبرك؛ قال: وذاك أخبرني عن رفعك صوتك في مصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير، وقولك: صدق الله ورسوله ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين أقبلت أريد المسجد فاستقبلني فلان بن فلان القرشي، عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلني فلان بن فلان الأنصاري عليه حلة دون الحلتين فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين؛ إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إنكم سترون بعدي أثرةً " وإني لم أكن أحب أن يكون على يديك يا أمير المؤمنين؛ قال: فبكى عمر، ثم قال: أستغفر الله، والله لا أعود؛ فما رؤي بعد ذلك اليوم فضل رجلاً من قريش على رجلٍ من الأنصار.
بعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة إلى عمرو بن العاص وكتب إليه: أما بعد، فإنكم معاشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجنيتم الحرام، وأكلتم الحرام، وأوكيتم الحرام، وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة ليقاسمك مالك، فأحضره مالك والسلام؛ فلما قدم محمد بن مسلمة أهدى إليه عمرو بن العاص هديةً فردها، فغضب عمرٌو وقال: يا محمد رددت هديتي فقد أهديت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقدمي من ذات السلاسل فقبل؛ فقال له
محمد: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبل بالوحي ما شاء ويمنع ما شاء، ولو كانت هدية الأخ لأخيه لقبلتها ولكنها هدية إمام شر من خلفها؛ فقال عمرو: قبح الله يوماً صرت فيه لعمر بن الخطاب والياً، والله لقد رأيت العاص بن وائل يلبس الديباج المزرر بالذهب وإن الخطاب ليحمل الحطب بمكة على حماره؛ فقال له محمد بن مسلمة: أبوه وأبوك في النار، وعمر خيرٌ منك ولولا اليوم الذي أصبحت تذم لألفيت معتقلاً عنزاً يسوؤك غزرها ويسوؤك بكؤها؛ فقال عمرو: هي فلتة المغضب وهي عندك أمانة؛ ثم أحضره ماله فقاسمه.
بلغ عمر بن الخطاب أن سعداً اتخذ قصراً وجعل عليه باباً وقال: انقطع الصويت؛ فأرسل عمر محمد بن مسلمة، وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: إيت سعداً فأحرق عليه بابه؛ فقدم الكوفة، فلما أتى الباب أخرج زنده فاستورى ناراً ثم أحرق الباب فأتي سعدٌ فأخبره به ووصفت له صفته، فعرفه، فخرج إليه سعد فقال محمد: إنه بلغ أمير المؤمنين عنك أنك قلت: انقطع الصويت؛ فحلف سعدٌ بالله أنه ما قال ذلك، فقال محمد: نقصد الذي أمرنا ونؤدي عنك ما تقول؛ ثم ركب راحلته، فلما كان ببطن الرمة أصابه من الخمص والجوع ما الله به أعلم، فأبصر غنماً فأرسل غلامه بعمامته فقال: اذهب فابتغ بها شاةً؛ فجاء الغلام بشاةٍ وهو يصلي، فأراد ذبحها فأشار إليه أن يكف؛ فلما قضى صلاته قال: اذهب فإن كانت مملوكةً مسنمة فاردد الشاة وخذ العمامة، وإن كانت حرةً فاردد الشاة؛ فذهب فإذا هي مملوكة، فرد الشاة وأخذ العمامة، وأخذ بخطام راحلته أو زمامها لا يمر ببقلةٍ إلا حطمها حتى آواه الليل إلى قومٍ فأتوه بخبزٍ ولبنٍ وقالوا: لو كان عندنا شيءٌ أفضل من هذا أتيناك به؛ فقال: بسم الله كل حلالٍ أذهب السغب خيرٌ من مأكل السوء؛ حتى قدم المدينة، فبدأ بأهله
فابترد من الماء ثم راح، فلما أبصره عمر قال: لولا حسن الظن بك ما رأينا أنك أديت؛ فذكر أنه أسرع السير، وقال: قد فعلت وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال ذلك؛ فقال عمر: فهل أمر لك بشيءٍ؟ قال: قد رأيت مكاناً أن يأمر لي؛ قال ابن عيينة: أبى أن يأخذ منه؛ قال عمر: إن أرض الله العراق أرض رفيقةٌ وإن أهل المدينة يموتون حولي من الجوع، فخشيت إن أمر لك فتكون لك النار دون الجار؛ أما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يشبع المؤمن دون جاره " أو قال: " الرجل دون جاره ".
وفي آخر بمعناه:
فقال: هلا قبلت من سعد؟ فقال: لو أردت ذلك كتبت لي به وأذنت لي فيه؛ فقال عمر: إن أكمل الرجال رأياً من إذا لم يكن عنده عهدٌ من صاحبه أن يعمل بالحزم أو يقول به ولا يتكل عليه؛ وأخبره بيمين سعد وقوله فصدق سعداً وقال: هو أصدق ممن روى عنه وممن أبلغني.
قال جابر بن عبد الله: بعثنا عثمان بن عفان في خمسين راكباً أميرنا محمد بن مسلمة الأنصاري فتكلم الذين جاؤوا من مصر، فاستقبلنا رجلٌ منهم في يده مصحف متقدٌ سيفاً تذرف عيناه فقال: ها إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا فقال محمد بن مسلمة: اسكت فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك، أو قبل أن تولد.
قال محمد بن مسلمة: أعطاني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفاً فقال: " يا محمد بن مسلمة جاهد بهذا السيف في سبيل الله حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين يقتتلان فاضرب به الحجر حتى تكسره، ثم كف لسانك ويدك حتى تأتيك منيةٌ قاضية أو يدٌ خاطئة " فلما قتل عثمان وكان من أمر الناس ما كان خرج إلى صخرةٍ في فنائه فضرب الصخرة بسيفه حتى كسره.
وفي حديثٍ بمعناه: وكان محمد بن مسلمة يقال له: حارس نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال: فاتخذ سيفاً من عود قد نحته وصيره في الجفن معلقاً في البيت؛ وقال: إنما علقته أهيب به ذاعراً.
وعن حذيفة، قال: ما من أحدٍ إلا أنا أخاف عليه الفتنة إلا ما كان من محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا تضره الفتنة ".
وعن محمد بن مسلمة أنه قال: يا رسول الله كيف أصنع إذا اختلف المصلون؟ قال: " تخرج بسيفك إلى الحرة فتضربها به ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يدٌ خاطئة ".
وعن الحسن أن علياً بعث إلى محمد بن مسلمة فجيء به فقال: ما خلفك عن هذا الأمر؟ قال: دفع إلي ابن عمك يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفاً فقال: " قاتل به ما قوتل العدو، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضاً فاعمد به إلى صخرةٍ فاضربه بها، ثم الزمن بيتك حتى تأتيك منية قاضيةً أو يدٌ خاطئة " قال: خلوا عنه.
وعن جابر بن عبد الله، قال: قدم معاوية ومعه أهل الشام فبلغ رجلاً شقياً من أهل الأردن صنيع محمد بن مسلمة جلوسه عن علي ومعاوية، فاقتحم عليه المنزل فقتله؛ قال: وأرسل معاوية إلى كعبٍ؛ ما تقول في محمد بن مسلمة؟ يعني كعب بن مالك.
ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن مالك بن الأوس، ويقال: ابن مسلمة بن سلمة بن خالد أبو عبد الرحمن؛ ويقال: أبو سعيد؛ ويقال: أبو عبد الله الأنصاري صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد بدراً وأحداً وغيرهما، واستخلفه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة في بعض غزواته، وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان على مقدمته يومئذٍ، وكان مقامه بالمدينة فاعتزل الفتنة، فلم يدخل فيها، وقدم دمشق وشهد وفاة أبي الدرداء.
حدث المسور بن مخرمة، قال: استشار عمر بن الخطاب في إملاص المرأة يعني الحامل تضرب بطنها فتسقط، فقام المغيرة بن شعبة فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى فيه بغرة عبدٍ أو أمةٍ، فقال عمر: ائتني بمن يعهد معك؛ قال عبد الرحمن: فشهد معه محمد بن مسلمة.
وفي روايةٍ: استفتى عمر بن الخطاب أناساً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في امرأةٍ ضربت فألقت جنينها؛ الحديث. وفي روايةٍ: قضى فيه بالغرة عبدٍ أو وليدةٍ؛ وفي روايةٍ: فأنفذه عمر؛ وفي روايةٍ: أن عمر سأل الناس: أيكم سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في السقط؟ فقلا المغيرة؛ الحديث.
حدث محمد بن مسلمة قال: مررت فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعٌ يده على يد رجلٍ؛ وفي روايةٍ " على الصفا واضعاً خده على خد رجلٍ، فذهبت إليه، فقال: " يا محمد ما منعك أن تسلم؟ " فقلت: يا رسول الله، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئاً لم تفعله مع أحدٍ من الناس، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، فمن كان يا رسول الله؟ قال: " كان جبريل، وقد قال لي: هذا محمد بن مسلمة لم يسلم، أما إنه لو سلم رددنا عليه السلام " قال: فما قال لك يا رسول الله: قال: " لم يزل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه ".
حدث رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء أنه مرض فكان يمرضه محمد بن مسلمة، فكثر عواد أبي الدرداء فحول إلى كنيسةٍ فأغمي على أبي الدرداء، فقام الناس عنه وقام محمد بن مسلمة حتى بقي في أهله، فجعلوا يبكون عليه، فأفاق أبو الدرداء، فقال: لا يكون من أمري شيءٌ إلا أشهدتموه محمد بن مسلمة، ثم بعث إليه فأتاه فقال: أسندني صدرك؛ قال: فأسنده، ثم قال: افتحوا الأبواب، قال: وعليها كثرة الناس، فدخلوا على أبي الدرداء فأقبل محمد بن مسلمة يجلسهم، فقال أبو الدرداء: إنه لم يكن يمنعني أن أحدثكم إلا أن تسترسلوا أني أبشركم أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.
وأم محمد بن مسلمة أم سهيم خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن ساعدة وكان آدم طوالاً معتدلاً أصلع، توفي سنة اثنتين وأربعين، أو ثلاثٍ وأربعين، أو
ست وأربعين، وهو يومئذٍ ابن تسعٍ وسبعين سنة وقيل: قتل.
وأسلم محمد بن مسلمة بالمدينة على يدي مصعب بن عمير قبل إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ، وآخى سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين محمد بن مسلمة وأبي عبيدة بن الجراح، وقيل: آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص، وشهد المشاهد كلها ما خلا تبوكاً، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلفه على المدينة حين خرج إلى تبوك، وكان محمد فيمن قتل كعب بن الأشرف، وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى القرظاء وهي من بني أبي بكر بن كلاب، سريةً في ثلاثين راكباً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه، فسلم وغنم، وبعثه أيضاً إلى ذي القصة سريةً في عشرة نفرٍ.
حدث جابر بن عبد الله أن محمداً وأبا عبس بن جبير وعباد بن بشر قتلوا كعب بن الأشرف؛ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين نظر إليهم: " أفلحت الوجوه ".
وعن أبي بردة، قال: مررنا بالربذة فإذا فسطاط محمد بن مسلمة، فقلت: لو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا محمد بن مسلمة ستكون فرقةٌ وفتنةٌ واختلافٌ فاكسر سيفك، واقطع وترك، واجلس في بيتك " ففعلت الذي أمرني به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن حذيفة، قال: إني لأعرف رجلاً لا تضره الفتنة، فأتينا المدينة فإذا فسطاط مضروبٌ وإذا هو محمد بن مسلمة فسألناه فقال: لا يشتمل علي شيءٌ من أمصارهم حتى ينجلي الأمر عما انجلى؛ قالوا: ومات حذيفة بعد عثمان بأربعين يوماً.
وشهد محمد بن مسلمة فتح مصر، وكان فيمن طلع للحصن مع الزبير بن العوام، وأحيط بمصر، ورجع إلى المدينة وقدم مصر مرةً أخرى رسولاً من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص في المقاسمة لما قاسم عمر العمال ما في أيدي العمال، وكان محمد بن مسلمة أوسياً، وقال عروة: كان أشهلياً.
حدث المقداد قال: لما تصافينا للقتال جلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت راية مصعب بن عمير، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم، فانتهبوا، ثم كروا على المسلمين فأتوا من خلفهم فتفرق الناس، ونادى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحاب الألوية فأخذ اللواء مصعب بن عمير، ثم قتل وأخذ راية الخزرج سعد بن عبادة، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائمٌ تحتها وأصحابه محدقون به، ودفع لواء المهاجرين إلى أبي الدوم العبدري آخر النهار؛ ونظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير فناوشهم ساعةً واقتتلوا على الاختلاط من الصفوف، ونادى المشركون بشعارهم: يا للعزى يا لهبل، فأوجعوا فينا قتلاً ذريعاً، ونالوا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما نالوا، لا والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زال شبراً واحداً، إنه لقي وجه العدو يثوب إليه طائفةٌ من أصحابه مرةً ويتفرق عنه مرةً، فربما رأيته قائماً يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجر حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما هو في عصابةٍ صبروا معه، أربعة عشر رجلاً، سبعةٌ من المهاجرين وسبعةٌ من الأنصار؛ أبو بكر، وعبد الرحمن بن عوف، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام؛ ومن الأنصار الحباب بن المنذر، وأبو دجانة، وعاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف، وأسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ، ويقال: ثبت سعد بن عبادة، ومحمد بن مسلمة فيجعلونهما مكان أسيد بن حضير وسعد بن معاذ.
قال جابر بن عبد الله: خرج مرحب بن الحارث اليهودي من حصنهم، وهو يقول: من الرجز
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاك السلاح بطلٌ مجرب
أطعن أحياناً وحيناً أضرب ... إذا الليوث أقبلت تلهب
وأحجمت عن صولة المجرب ... كان حماي الحمى لا تقرب
هل من مبارز؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لهذا؟ " قال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله، أنا الموتور الثائر، قتلوا أخي بالأمس، فقال: " قم إليه، اللهم أعنه " فلما دنا أحدهما من صاحبه عرضت بينهما شجرةٌ عظيمةٌ عمريةٌ من شجر العشر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه، حتى برز كل واحدٍ منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها فننٌ، ثم حمل مرحبٌ على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة، فوقع سيفه فيها فعضت به فأمسكته، فضربه محمد حتى قتله.
ولما رأت اليهود ما لقي أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القتل يوم أحدٍ والبلاء شمتوا بهم، فأما بنو النضير فأظهروا العداوة لله ولرسوله، وأما قريظة فتمسكوا بالحلف على غش أنفسهم وعداوةٍ لله ولرسوله، فركب كعب بن الأشرف في ستين راكباً من بني النضير إلى قريشٍ من مكة، فقال لهم أبو سفيان: ما جاء بكم؟ قال كعب: أتيناك لنحالفك على قتلا هذا الرجل، وعلى عداوته؛ قال أبو سفيان: مرحباً بكم وأهلاً، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة هذا الرجل وقتاله؛ قال له كعب: فأخرج ستين رجلاً من بطون قريش كلها وأنتم فيهم يا أبا سفيان فلندخل نحن وأنتم بين أستار الكعبة فلنلصق أكبادنا بها ثم لنحلف بالله جميعاً أن لا يخذل بعضنا بعضاً، ولتكون كلمتنا واحدةً على هذا الرجل وأصحابه ما بقي منا ومنهم رجلٌ؛ ففعلوا ذلك وتحالفوا؛ فرجع كعبٌ على قتال محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة فواعده أبو سفيان أن يأتيه العام المقبل، فلما قدم كعبٌ وأصحابه إلى المدينة نزل جبريل عليه السلام على نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره بخبر كعبٍ وأبي سفيان والذي صنعوا، وأمر جبريل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل كعبٍ، فأرسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بني عبد الأشهل وهم حي من الأنصار من الأوس حلفاء النضير، فقال: " يا معشر بني
عبد الأشهل ألا ترون إلى حليفكم ما صنع " قالوا: وما صنع يا رسول الله؟ فأخبرهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر فقال: " اكفونيه يا بني عبد الأشهل، فإن الله عز وجل قد أمرني بقتله فاقتلوه " قالوا: يا رسول الله نفعل ونطيع أمرك، فإن فيهم أخاه من الرضاعة ومولاه في الحلف دوننا محمد بن مسلمة وهو لهم غير متهم؛ ففعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، فانطلق خمسة رهطٍ: ثلاثةٌ من بني عبد الأشهل أحدهم عمرو بن معاذ أخو سعد بن معاذ، ومن بني حارثة بن الحارث رجلان محمد بن مسلمة وأبو عبس بن جبر، قالوا: يا رسول الله ائذن لنا فلننل منك عند الرجل؛ فأذن لهم، فانطلقوا ليلاً وقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصلاة فأتوا كعباً وقد أخذ مضجعه فنادوه: يا أبا الأشرف، فسمع كعبٌ الصوت فوثب وأخذت امرأته بجانب ثوبه فقالت: إني لأرى حمرة الدم من هذا الصوت قبل أن يكون، إنه لصوتٌ مريبٌ؛ وأمر محمد بن مسلمة أصحابه فاختبأوا، فضرب كعبٌ يد امرأته فأرسلته، وقال لها: لو دعي ابن حرةٍ لطعنةٍ بليلٍ أجاب؛ فأشرف فنظر فقال: من هذا؟ فقال: أخوك محمد بن مسلمة؛ قال لامرأته: لا تخافي هو أخي محمد بن مسلمة فقال كعب ورحب به: ما حاجتك يا أخي؟ قال: أخذنا هذا الرجل بالصدقة ولا نجد ما نأكل فجئت لتقرضني وسقاً من تمرٍ وأرهنك به رهناً إلى أن يدرك ثمرنا؛ فضحك كعبٌ وقال: أم والله إن كنت لأعلم أن أمرك وأمر أصحابه سيصير إلى ما أرى، وما كنت أحب أن أراه، ولقد كنت تعلم يا محمد أنك كنت من أكرم أهل البلد علي وأحبهم إلي، ولقد كان الذي كان من أمرك وما على الأرض شيءٌ كنت أمنعكه، فأما إذ فعلت الذي فعلت فلست مصيباً عندي خيراً أبداً، ما دمت على الذي أنت عليه، ولقد علمت أنك لن تصيب من هذا الرجل أبداً إلا شراً فأتني برهنٍ وثيقٍ؛ قال: فخذ من أي تمرٍ شئت؛ قال: عندي عجوةٌ يغيب فيها الضرس؛ قال: أي الرهن تريد يا أبا الأشرف؟ قال: تأتيني بامرأتك قال: لم أكن لأرهنك امرأتي وأنت أشب أهل المدينة وأحسنهم وجهاً وأطيبهم ريحاً وأكرمهم حسباً، فتدركني الغيرة، ولكن غير هذا؛ قال: فارهني ابنك قال محمد: إني لأستحيي أن أعير بذلك، أني رهنت ابني بوسقٍ من تمر، ولكن أرهنك درعي الفلانية؛ قال: أين هي؟ قال: هي هذه انزل فخذها؛ فنزل؛ وكان محمد قال لأصحابه: لا يأتي منكم أحدٌ حتى أؤذنه؛ فنزل كعب
فاعتنقه محمد وقال: لا إله إلا الله؛ فأقبلوا يسعون بأسيافهم، ومحمدٌ آخذٌ شعره فضربوه بأسيافهم فقتلوه، فصاح عدو الله عند أول ضربةٍ صيحةً فسمعتها امرأته فصاحت فأسمعت اليهود فتصايح اليهود وأخطأ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجل عمرو بن معاذ فقطعوها؛ فألقى إليهم السيف وقال: لا أحبسكم أقرؤوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني السلام؛ قالوا: لا والله لننطلقن جميعاً أو لنموتن جميعاً؛ فاحتملوا صاحبهم فأسرعوا به فاجتمع اليهود إلى امرأة كعبٍ فأخبرتهم حيث توجهوا، وطلبهم أعداء الله وأخطأوا
الطريق، وانطلق أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصوت وهو يصلي فكبر، وعلم أن أصحابه قد أفلحوا وأنجحوا، فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه الخبر. الطريق، وانطلق أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصوت وهو يصلي فكبر، وعلم أن أصحابه قد أفلحوا وأنجحوا، فأتوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه الخبر.
وفي آخر بمعناه: أنه نزل وتحث معهم ساعةً ثم قالوا: هل لك يا بن الأشرف إلى أن تماشينا إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ فقال: إن شئتم؛ فخرجوا يتماشون ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأس كعبٍ ثم شم يده فقال: ما رأيت كالليلة طيب عطرٍ قط، ثم مشى ساعةً وعاد لمثلها حتى اطمأن كعبٌ، ثم مشى ساعةً فعاد لمثلها أبو نائلة فأخذ بفودي رأسه ثم قال: اضربوا عدو الله؛ فضربوه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئاً؛ قال محمد بن مسلمة: فذكرت مغولاً في سيفي حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئاً فأخذته وقد صاح عدو الله كعبٌ صيحةً لم يبق حولنا حصنٌ إلا أوقدت عليه نارٌ، فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت غايته، ووقع عدو الله؛ الحديث.
قال مروان بن الحكم وهو على المدينة وعنده ابن يامين البصري: كيف كان قتل ابن الأشرف؟ قال ابن يامين: كان غدراً ومحمد بن مسلمة جالسٌ شيخٌ كبيرٌ فقال: يا مروان أيغدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندك، والله ما قتلناه إلا بأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله لا يؤويني وإياك سقف بيتٍ إلا المسجد، وأما أنت يا بن يامين فلله علي إن أفلت،
فلا قدرت عليك وفي يدي سيفٌ إلا ضربت به رأسك؛ فكان ابن يامين لا ينزل من بني قريظة حتى يبعث رسولاً ينظر محمد بن مسلمة، فإن كان في بعض ضياعه نزل فقضى حاجته ثم صدر، وإلا لم ينزل؛ فبينا محمد بن مسلمة في جنازةٍ وابن يامين في البقيع فرأى محمد نعشاً عليه جرائد رطبةٌ لامرأةٍ، جاء فحله فقام إليه الناس فقالوا: يا أبا عبد الرحمن ما تصنع؟ نحن نكفيك؛ فقام إليه فلم يزل يضربه بها جريدةً جريدةً حتى كسر ذلك الجريد على وجهه ورأسه حتى لم يترك فيه مصحاً، ثم أرسله ولا طباخ به، ثم قال: والله لو قدرت على السيف لضربتك به.
وعن محمد بن مسلمة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى بني النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثاً.
وعن أبي حدر الأسلمي، قال: قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطاب فأردت الحج، فلما أتيت ملل قلت: اللهم قيض لي رجلاً من أصحاب نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صالحاً، كان نبيك يحبه وكان يحب نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا أنا بغلامٍ أسود على حمارٍ يقود ناقةً خلفها شيخٌ على حمارة، فقلت للأسود: يا غلام، من هذا الشيخ؟ قال: محمد بن مسلمة الأنصاري صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فرافقت خير رفيقٍ ونازلت خير نزيلٍ.
وعن موسى بن أبي عيسى، قال: أتى عمر بن الخطاب مشربة بني حارثة فوجد محمد بن مسلمة فقال عمر: كيف تراني يا محمد؟ فقال: أراك والله كما أحب وكما يحب من يحب لك الخير، أراك قوياً على جمع المال، عفيفاً عنه، عدلاً في قسمه، ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف؛ فقال عمر: هاه؛ فقال: لو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف؛ فقال عمر: الحمد لله الذي جعلني في قومٍ إذا ملت عدلوني.
وعن محمد بن مسلمة، قال:
توجهت إلى المسجد فرأيت رجلاً من قريش عليه حلةٌ، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين؛ قال: فجاوزت فرأيت رجلاً من قريش عليه حلة فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فدخل المسجد فرفع صوته بالتكبير فقال: الله أكبر، صدق الله ورسوله، الله أكبر صدق الله ورسوله، قال: فسمع عمر صوته فبعث إليه أن ائتني؛ فقال: حتى أصلي ركعتين؛ قال: فرد عليه الرسول يعزم عليه لما جاء؛ فقال محمد بن مسلمة: وأنا أعزم على نفسي أن لا آتيه حتى أصلي ركعتين؛ ودخل في الصلاة، وجاء عمر فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: شيءٌ أردت أن تخبرني عنه؛ قال: أو غير ذلك تسألني، فإن شئت أن أخبرك أخبرتك وإلا لم أخبرك؛ قال: وذاك أخبرني عن رفعك صوتك في مصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير، وقولك: صدق الله ورسوله ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين أقبلت أريد المسجد فاستقبلني فلان بن فلان القرشي، عليه حلة قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلني فلان بن فلان الأنصاري عليه حلة دون الحلتين فقلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين؛ إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إنكم سترون بعدي أثرةً " وإني لم أكن أحب أن يكون على يديك يا أمير المؤمنين؛ قال: فبكى عمر، ثم قال: أستغفر الله، والله لا أعود؛ فما رؤي بعد ذلك اليوم فضل رجلاً من قريش على رجلٍ من الأنصار.
بعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة إلى عمرو بن العاص وكتب إليه: أما بعد، فإنكم معاشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجنيتم الحرام، وأكلتم الحرام، وأوكيتم الحرام، وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة ليقاسمك مالك، فأحضره مالك والسلام؛ فلما قدم محمد بن مسلمة أهدى إليه عمرو بن العاص هديةً فردها، فغضب عمرٌو وقال: يا محمد رددت هديتي فقد أهديت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقدمي من ذات السلاسل فقبل؛ فقال له
محمد: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبل بالوحي ما شاء ويمنع ما شاء، ولو كانت هدية الأخ لأخيه لقبلتها ولكنها هدية إمام شر من خلفها؛ فقال عمرو: قبح الله يوماً صرت فيه لعمر بن الخطاب والياً، والله لقد رأيت العاص بن وائل يلبس الديباج المزرر بالذهب وإن الخطاب ليحمل الحطب بمكة على حماره؛ فقال له محمد بن مسلمة: أبوه وأبوك في النار، وعمر خيرٌ منك ولولا اليوم الذي أصبحت تذم لألفيت معتقلاً عنزاً يسوؤك غزرها ويسوؤك بكؤها؛ فقال عمرو: هي فلتة المغضب وهي عندك أمانة؛ ثم أحضره ماله فقاسمه.
بلغ عمر بن الخطاب أن سعداً اتخذ قصراً وجعل عليه باباً وقال: انقطع الصويت؛ فأرسل عمر محمد بن مسلمة، وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: إيت سعداً فأحرق عليه بابه؛ فقدم الكوفة، فلما أتى الباب أخرج زنده فاستورى ناراً ثم أحرق الباب فأتي سعدٌ فأخبره به ووصفت له صفته، فعرفه، فخرج إليه سعد فقال محمد: إنه بلغ أمير المؤمنين عنك أنك قلت: انقطع الصويت؛ فحلف سعدٌ بالله أنه ما قال ذلك، فقال محمد: نقصد الذي أمرنا ونؤدي عنك ما تقول؛ ثم ركب راحلته، فلما كان ببطن الرمة أصابه من الخمص والجوع ما الله به أعلم، فأبصر غنماً فأرسل غلامه بعمامته فقال: اذهب فابتغ بها شاةً؛ فجاء الغلام بشاةٍ وهو يصلي، فأراد ذبحها فأشار إليه أن يكف؛ فلما قضى صلاته قال: اذهب فإن كانت مملوكةً مسنمة فاردد الشاة وخذ العمامة، وإن كانت حرةً فاردد الشاة؛ فذهب فإذا هي مملوكة، فرد الشاة وأخذ العمامة، وأخذ بخطام راحلته أو زمامها لا يمر ببقلةٍ إلا حطمها حتى آواه الليل إلى قومٍ فأتوه بخبزٍ ولبنٍ وقالوا: لو كان عندنا شيءٌ أفضل من هذا أتيناك به؛ فقال: بسم الله كل حلالٍ أذهب السغب خيرٌ من مأكل السوء؛ حتى قدم المدينة، فبدأ بأهله
فابترد من الماء ثم راح، فلما أبصره عمر قال: لولا حسن الظن بك ما رأينا أنك أديت؛ فذكر أنه أسرع السير، وقال: قد فعلت وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال ذلك؛ فقال عمر: فهل أمر لك بشيءٍ؟ قال: قد رأيت مكاناً أن يأمر لي؛ قال ابن عيينة: أبى أن يأخذ منه؛ قال عمر: إن أرض الله العراق أرض رفيقةٌ وإن أهل المدينة يموتون حولي من الجوع، فخشيت إن أمر لك فتكون لك النار دون الجار؛ أما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يشبع المؤمن دون جاره " أو قال: " الرجل دون جاره ".
وفي آخر بمعناه:
فقال: هلا قبلت من سعد؟ فقال: لو أردت ذلك كتبت لي به وأذنت لي فيه؛ فقال عمر: إن أكمل الرجال رأياً من إذا لم يكن عنده عهدٌ من صاحبه أن يعمل بالحزم أو يقول به ولا يتكل عليه؛ وأخبره بيمين سعد وقوله فصدق سعداً وقال: هو أصدق ممن روى عنه وممن أبلغني.
قال جابر بن عبد الله: بعثنا عثمان بن عفان في خمسين راكباً أميرنا محمد بن مسلمة الأنصاري فتكلم الذين جاؤوا من مصر، فاستقبلنا رجلٌ منهم في يده مصحف متقدٌ سيفاً تذرف عيناه فقال: ها إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا فقال محمد بن مسلمة: اسكت فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك، أو قبل أن تولد.
قال محمد بن مسلمة: أعطاني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفاً فقال: " يا محمد بن مسلمة جاهد بهذا السيف في سبيل الله حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين يقتتلان فاضرب به الحجر حتى تكسره، ثم كف لسانك ويدك حتى تأتيك منيةٌ قاضية أو يدٌ خاطئة " فلما قتل عثمان وكان من أمر الناس ما كان خرج إلى صخرةٍ في فنائه فضرب الصخرة بسيفه حتى كسره.
وفي حديثٍ بمعناه: وكان محمد بن مسلمة يقال له: حارس نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال: فاتخذ سيفاً من عود قد نحته وصيره في الجفن معلقاً في البيت؛ وقال: إنما علقته أهيب به ذاعراً.
وعن حذيفة، قال: ما من أحدٍ إلا أنا أخاف عليه الفتنة إلا ما كان من محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا تضره الفتنة ".
وعن محمد بن مسلمة أنه قال: يا رسول الله كيف أصنع إذا اختلف المصلون؟ قال: " تخرج بسيفك إلى الحرة فتضربها به ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يدٌ خاطئة ".
وعن الحسن أن علياً بعث إلى محمد بن مسلمة فجيء به فقال: ما خلفك عن هذا الأمر؟ قال: دفع إلي ابن عمك يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفاً فقال: " قاتل به ما قوتل العدو، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضاً فاعمد به إلى صخرةٍ فاضربه بها، ثم الزمن بيتك حتى تأتيك منية قاضيةً أو يدٌ خاطئة " قال: خلوا عنه.
وعن جابر بن عبد الله، قال: قدم معاوية ومعه أهل الشام فبلغ رجلاً شقياً من أهل الأردن صنيع محمد بن مسلمة جلوسه عن علي ومعاوية، فاقتحم عليه المنزل فقتله؛ قال: وأرسل معاوية إلى كعبٍ؛ ما تقول في محمد بن مسلمة؟ يعني كعب بن مالك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73290&book=5525#5669e3
مُحَمَّد بْن الوليد بْن عبادة بْن الصامت الشامي الْأَنْصَارِيّ
عَنْ عبادة روى عَنْهُ عيسى بن سنان.
عَنْ عبادة روى عَنْهُ عيسى بن سنان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73290&book=5525#44ba13
مُحَمَّد بن الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْأنْصَارِيّ يروي عَن عبَادَة بن الصَّامِت عداده فِي أهل الشَّام رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْن سِنَان
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129406&book=5525#c1052f
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مسعود بْن الْحَسَن بن مسعود بن عبادة بن سعد ابن عُثْمَان بْن خلدة بْن مَخْلَد بْن عامر، الأنصاري الزرقي المديني :
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد قال: محمد بن الحسن بن مسعود الأنصاري الزرقي، نزل بغداد، وسمع بكر بن عبد الوهاب، وموسى بن عبد الله بن موسى العلوي، وغيرهما. وكان حسن الفهم، ورأيته لا يخضب.
قال الشيخ أبو بكر حدث عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَصْرٍ القاضي، ومحمد بن أحمد بن نصر الكاتب شيخ القاضي أبي بكر بن الجعابي.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون الضبي، عن أبي العباس بن سعيد قال: محمد بن الحسن بن مسعود الأنصاري الزرقي، نزل بغداد، وسمع بكر بن عبد الوهاب، وموسى بن عبد الله بن موسى العلوي، وغيرهما. وكان حسن الفهم، ورأيته لا يخضب.
قال الشيخ أبو بكر حدث عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَصْرٍ القاضي، ومحمد بن أحمد بن نصر الكاتب شيخ القاضي أبي بكر بن الجعابي.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73013&book=5525#9c412e
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز، حَدَّثَنِي ابْنُ عُبَادَةَ قال ثنا يعقوب ابن مُحَمَّدٍ قَالَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْفَظُوا خُطْبَةَ النِّكَاحِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5525#d3dcea
محمد بن المنكدر: "مدني"، تابعي، ثقة، رجل صالح.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5525#919218
محمّد بن المنكدر، أحد الأعلام، قال الذّهبي في "التّاريخ": الحافظ، توفي سنة (130).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5525#e6b89b
محمد بن المنكدر، عن رجل من الأنصار، عن أبيه
ع: محمد بن المنكدر عن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا فأصغى إصغاء حتى أنكرناه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه، فقال: " إن جبريل أتاني فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده المؤمن، قال: يا جبريل، قد استجبت لعبدي المؤمن، وقضيت حاجته، وإني أحب صوته "، ثم أصغى الثانية فطال إصغاؤه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه فقال: " جاءني جبريل، فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده الكافر، قال: يا جبريل، اقض حاجته، فإني أبغض صوته ".
أخرجه أبو نعيم.
ع: محمد بن المنكدر عن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا فأصغى إصغاء حتى أنكرناه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه، فقال: " إن جبريل أتاني فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده المؤمن، قال: يا جبريل، قد استجبت لعبدي المؤمن، وقضيت حاجته، وإني أحب صوته "، ثم أصغى الثانية فطال إصغاؤه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه فقال: " جاءني جبريل، فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده الكافر، قال: يا جبريل، اقض حاجته، فإني أبغض صوته ".
أخرجه أبو نعيم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5525#49cac4
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثنا ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، وَأَصْغَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ إِصْغَاءَهُ حَتَّى أَنْكَرْنَاهُ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْغَيْتَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ حَتَّى شَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ، قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ وَقَضَيْتُ حَاجَتَهُ، فَأَخِّرْ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُحِبُّ صَوْتَهُ " ثُمَّ أَصْغَى الثَّانِيَةَ، فَطَالَ إِصْغَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَصْغَيْتَ الثَّانِيَةَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ؟ قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْكَافِرُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اقْضِ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُبْغِضُ صَوْتَهُ "
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثنا ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، وَأَصْغَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ إِصْغَاءَهُ حَتَّى أَنْكَرْنَاهُ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْغَيْتَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ حَتَّى شَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ، قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ وَقَضَيْتُ حَاجَتَهُ، فَأَخِّرْ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُحِبُّ صَوْتَهُ " ثُمَّ أَصْغَى الثَّانِيَةَ، فَطَالَ إِصْغَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَصْغَيْتَ الثَّانِيَةَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ؟ قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْكَافِرُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اقْضِ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُبْغِضُ صَوْتَهُ "
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5525#0d5e9e
مُحَمَّدُ بن المنكدر
- مُحَمَّدُ بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم ولد. ويكنى أبا عبد الله. فولد محمد بن المنكدر: عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وإبراهيم وداود لأم ولد. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. قَالَ: دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي. فَقَالَتْ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. لَوْ كَانَتْ عِنْدِي عَشَرَةُ آلافٍ لَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلافٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ. فَقَالَتْ مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ! قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِ.. فَدَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ. فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاثَةً. فَكَانُوا عَبَّادَ الْمَدِينَةِ: مُحَمَّدًا. وَأَبَا بَكْرٍ. وَعُمَرَ. بَنِي الْمُنْكَدِرِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ: تَعَبَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلامٌ. وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: لا تمزح مع الصبيان. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ: الإِفْضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ. قَالَ: وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَقَرَةُ. كَانَ يَرْهَقُ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ؟ قَالَ فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ. أَوْ قَالَ: عَنْ أَحَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَأَبُو حَازِمٍ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ. وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلاةٍ. وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ. فَيَتَحَدَّثُونَ وَلا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بكلمات. ويدعون بِدَعَوَاتٍ. وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ- وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ- فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الآخِرَةِ. فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الموسم ثم لا يَلْتَقُونَ مَعَهُ إِلا فِي كُلِّ موسمٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ لأُمِّهِ يَا أَمَّهْ قَوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ يُصَلِّي. وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلَيْ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي وَيَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ الآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي. قَالَ: وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى. قَالَ: فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ. قَالَ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاءِ وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: تَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: الْحَجُّ أَقْضَى لِلدَّيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَنِّي ضَرِيتُ بِالدُّعَاءِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِائَةَ دِينَارٍ. وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ وَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلْيَمَانِيِّ: إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ. وَقَدِمَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُرِيدُ الانْطِلاقَ إِلَى الْيَمَنِ. وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ لَهُ: مَتَى تُرِيدُ الانْطِلاقَ؟ فَقَالَ: غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ. يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ. وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ. فَأَتَى بِهَا آتٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ. ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ. فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ. وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَذَّاءُ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا. فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالَ لِمَوْلاتِهِ سَلامَةَ: إِنَّ أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً. أَوْ أَرْبَعَةً. فَقَالَتْ: السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ. يَقُولُ: ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. قَالَ: فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا. فَأَتَتْهُ بِهَا. فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ. فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ يَا إِلَهِي! فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ. وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ. إِذْ قَالَ لِغُلامٍ لَهُ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلامُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ. دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ. قَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ. فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مؤونتهم. وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ. فَقَالَ: مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلامِهِ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا. وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى. فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قال: أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا. وتوالت سنون. قال محمد: فو الله إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ. وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ. فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ ساعتي هذه. قال: فو الله إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلا شَيْئًا. ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ. فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى. وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ! فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ لا هَدْمَ فِيهِ وَلا غَرَقَ. وَلا بَلاءَ فِيهِ وَلا مَحْقَ. قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ الإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ. وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا. وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ. قَالُوا: هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ. هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ. إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلاةً وَدُعَاءً. وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ. وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. . قَالَ مُحَمَّدٌ: فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ. فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ. وَقَالَ: اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ. وَقُلْتُ: رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أَنَسٍ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ وَثَوْبَيْنِ بِزَعْفَرَانٍ لَيْسَا نَظِيفَيْنِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ. قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ. وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ. وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ وَهُوَ عَمُّهُ. وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً وَرِعًا عَابِدًا. قَلِيلَ الْحَدِيثِ. يُكْثِرُ الإِسْنَادَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلاثِينَ. أَوْ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
- مُحَمَّدُ بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم ولد. ويكنى أبا عبد الله. فولد محمد بن المنكدر: عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وإبراهيم وداود لأم ولد. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. قَالَ: دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي. فَقَالَتْ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. لَوْ كَانَتْ عِنْدِي عَشَرَةُ آلافٍ لَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلافٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ. فَقَالَتْ مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ! قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِ.. فَدَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ. فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاثَةً. فَكَانُوا عَبَّادَ الْمَدِينَةِ: مُحَمَّدًا. وَأَبَا بَكْرٍ. وَعُمَرَ. بَنِي الْمُنْكَدِرِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ: تَعَبَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلامٌ. وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: لا تمزح مع الصبيان. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ: الإِفْضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ. قَالَ: وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَقَرَةُ. كَانَ يَرْهَقُ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ؟ قَالَ فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ. أَوْ قَالَ: عَنْ أَحَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَأَبُو حَازِمٍ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ. وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلاةٍ. وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ. فَيَتَحَدَّثُونَ وَلا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بكلمات. ويدعون بِدَعَوَاتٍ. وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ- وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ- فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الآخِرَةِ. فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الموسم ثم لا يَلْتَقُونَ مَعَهُ إِلا فِي كُلِّ موسمٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ لأُمِّهِ يَا أَمَّهْ قَوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ يُصَلِّي. وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلَيْ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي وَيَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ الآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي. قَالَ: وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى. قَالَ: فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ. قَالَ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاءِ وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: تَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: الْحَجُّ أَقْضَى لِلدَّيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَنِّي ضَرِيتُ بِالدُّعَاءِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِائَةَ دِينَارٍ. وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ وَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلْيَمَانِيِّ: إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ. وَقَدِمَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُرِيدُ الانْطِلاقَ إِلَى الْيَمَنِ. وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ لَهُ: مَتَى تُرِيدُ الانْطِلاقَ؟ فَقَالَ: غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ. يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ. وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ. فَأَتَى بِهَا آتٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ. ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ. فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ. وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَذَّاءُ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا. فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالَ لِمَوْلاتِهِ سَلامَةَ: إِنَّ أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً. أَوْ أَرْبَعَةً. فَقَالَتْ: السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ. يَقُولُ: ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. قَالَ: فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا. فَأَتَتْهُ بِهَا. فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ. فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ يَا إِلَهِي! فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ. وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ. إِذْ قَالَ لِغُلامٍ لَهُ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلامُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ. دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ. قَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ. فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مؤونتهم. وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ. فَقَالَ: مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلامِهِ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا. وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى. فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قال: أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا. وتوالت سنون. قال محمد: فو الله إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ. وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ. فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ ساعتي هذه. قال: فو الله إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلا شَيْئًا. ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ. فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى. وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ! فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ لا هَدْمَ فِيهِ وَلا غَرَقَ. وَلا بَلاءَ فِيهِ وَلا مَحْقَ. قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ الإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ. وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا. وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ. قَالُوا: هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ. هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ. إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلاةً وَدُعَاءً. وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ. وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. . قَالَ مُحَمَّدٌ: فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ. فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ. وَقَالَ: اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ. وَقُلْتُ: رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أَنَسٍ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ وَثَوْبَيْنِ بِزَعْفَرَانٍ لَيْسَا نَظِيفَيْنِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ. قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ. وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ. وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ وَهُوَ عَمُّهُ. وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً وَرِعًا عَابِدًا. قَلِيلَ الْحَدِيثِ. يُكْثِرُ الإِسْنَادَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلاثِينَ. أَوْ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64816&book=5525#a3f7e2
مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129619&book=5525#001b09
محمد بن داود بن سليمان بن جندل بن هند بن عبّاد- وقيل: عبادة- ابن عمرو بن هند، أبو عيسى الهمداني :
من ولد مرو بن مرة الحمكي، وهو كوفي، قدم بغداد، وحدث بها عن: الحسين ابن علي بن الأسود العجلي، وعباد بن الوليد الغبري، والحسن بن عرفة. روى عنه:
فارس بن محمد الغوري، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
من ولد مرو بن مرة الحمكي، وهو كوفي، قدم بغداد، وحدث بها عن: الحسين ابن علي بن الأسود العجلي، وعباد بن الوليد الغبري، والحسن بن عرفة. روى عنه:
فارس بن محمد الغوري، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=153098&book=5525#c2ebf3
محمد بن أحمد بن عبادة
أبو سعيد البروتي كتب عنه بعض أهل دمشق.
أبو سعيد البروتي كتب عنه بعض أهل دمشق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129715&book=5525#754e08
محمّد بن سنان بن يزيد بن الزّيّال بن خالد بن خالد بن عبد الله بن يزيد بن سعيد، مولى عثمان بن عفان أبو الحسن القزاز البصري :
وهو أخو يزيد بن سنان الذي كان بمصر. سكن محمد بغداد، وحدث بها عن:
محمد بن بكر البرساني، وعمر بن يونس اليامي، وأبي عاصم النبيل، ووهب بن
جرير، وروح بن عبادة، وقريش بن أنس، وأبي عامر العقدي، ويحيى بن أبي بكير، وعمر بن محمد بن أبي رزين. روى عنه: إبراهيم الحربي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وَأَبُو ذر بْن الباغندي، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
وروى الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع أَنَّهُ سمع الدارقطني يقول: محمد بن سنان القزاز أصله بصري، سكن بَغْدَاد لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازيّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ محمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ- إِمْلاءً- قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ النُّمَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسلم ابن هرمز قال: حدّثنا عَمِّي سُلَيْمُ بْنُ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا أَنَامَ إِلا عَلَى وَتْرٍ وَرَكْعَتَيِ الصُّبْحِ أَوِ الْفَجْرِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا محمد بن سنان، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمِّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَيَمَّمَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ مِرْبَدُ النَّعَمِ، وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ.
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ مَرْفُوعًا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ كَذَلِكَ.
والمحفوظ ما: أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حَدَّثَنَا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيليّ، حدّثنا موسى بن إسحاق، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا ابن علية، عن أيوب، عن نافع: أن ابن عمر تيمم في مربد النعم فقال بيده على الأخرى فمسح بها على يديه إلى المرفقين.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصم، أخبرنا الرّبيع بن سليمان، أخبرنا الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ تَيَمَّمَ بِمِرْبَدِ النَّعَمِ وَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ فَلَمْ يُعِدِ الصَّلاةَ.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ تَيَمَّمَ بِمِرْبَدِ النَّعَمِ وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ.
فَقَالَ: يَرْوِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ الْقَزَّازُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ صَاحِبُ الْمَغَازِي: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ فِعْلِهِ مَوْقُوفًا.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: وسمعته- يعني أبا داود السجستاني- يتكلم في محمد بن سنان يطلق فيه الكذب.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: محمد بن سنان القزاز البصري في أمره نظر.
سمعت عبد الرحمن بن يوسف ذكره فقال: ليس عندي بثقة.
ذكر روح بن محمد الرازي: أن إبراهيم بن محمد بن مبشر أجاز له- قَالَ:
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: محمد بن سنان القزاز البصريّ كتب عنه أبي بالبصرة وكان مستورا في ذلك الوقت فأتيته أنا ببغداد، سألت عنه عبد الرّحمن ابن خراش فقال: هو كذاب، روى حديث والان عن روح بن عبادة فذهب حديثه.
قُلْتُ: حَدِيثُ وَالانَ رَوَاهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي هُنَيْدَةَ الْبَرَاءِ بْنِ نَوْفلٍ، عَنْ وَالانَ العدوي، عن حذيفة بن اليمان، عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ فِي الشَّفَاعَةِ، وَلَيْسَ يُعْرَفُ لِوَالانَ حَدِيثٌ غَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ- بِالْبَصْرَةِ- حدّثنا عليّ بن إسحاق المادرائي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رزمة، حدّثنا النّضر بن شميل، حدّثنا أبو نعامة، حَدَّثَنَا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ
وَالانَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا عليّ بن المدينيّ، حدّثنا روح بن عبادة القيسي، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَمْرُو بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ والان العدوي، عن حذيفة بن اليمان، عن أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
قَالَ الشافعي: سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: حدثنيه أبي، عن علي بن المديني مثله. قد ذكرت أنه لا يعرف له غير هذا الحديث. وأردت بذلك حديثا مرفوعا فإن مالك بن عمير قد روى عن والان: أنه سأل عبد الله بن مسعود عن نازلة فأفتاه فيها.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: سمعت جدي يعقوب بن شيبة يقول: قَالَ لي علي ابن المديني: ما سمع هذا الحديث من روح غيري، وغير سهل بن أبي خدويه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات محمد بن سنان البصري عندنا وكان كبير السن ولم نره للشغل بجدي في ذلك الوقت.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سنان القزاز مات في سنة إحدى وسبعين ومائتين. قَالَ غيره عن عبد الباقي بن قانع: في جمادى الآخرة.
وَقَالَ محمد بن مخلد: مات في رجب.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سهل وسهلان
وهو أخو يزيد بن سنان الذي كان بمصر. سكن محمد بغداد، وحدث بها عن:
محمد بن بكر البرساني، وعمر بن يونس اليامي، وأبي عاصم النبيل، ووهب بن
جرير، وروح بن عبادة، وقريش بن أنس، وأبي عامر العقدي، ويحيى بن أبي بكير، وعمر بن محمد بن أبي رزين. روى عنه: إبراهيم الحربي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وَأَبُو ذر بْن الباغندي، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، ومُحَمَّد بْن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
وروى الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن البيع أَنَّهُ سمع الدارقطني يقول: محمد بن سنان القزاز أصله بصري، سكن بَغْدَاد لا بأس به.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّلت الأهوازيّ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ محمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ- إِمْلاءً- قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ النُّمَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسلم ابن هرمز قال: حدّثنا عَمِّي سُلَيْمُ بْنُ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا أَنَامَ إِلا عَلَى وَتْرٍ وَرَكْعَتَيِ الصُّبْحِ أَوِ الْفَجْرِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثنا محمد بن سنان، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمِّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَيَمَّمَ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ مِرْبَدُ النَّعَمِ، وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ.
تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ مَرْفُوعًا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ كَذَلِكَ.
والمحفوظ ما: أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حَدَّثَنَا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني- بمكة- حدّثنا محمّد بن عمرو العقيليّ، حدّثنا موسى بن إسحاق، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا ابن علية، عن أيوب، عن نافع: أن ابن عمر تيمم في مربد النعم فقال بيده على الأخرى فمسح بها على يديه إلى المرفقين.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصم، أخبرنا الرّبيع بن سليمان، أخبرنا الشّافعيّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ تَيَمَّمَ بِمِرْبَدِ النَّعَمِ وَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ فَلَمْ يُعِدِ الصَّلاةَ.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ تَيَمَّمَ بِمِرْبَدِ النَّعَمِ وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ.
فَقَالَ: يَرْوِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ الْقَزَّازُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ صَاحِبُ الْمَغَازِي: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ فِعْلِهِ مَوْقُوفًا.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: وسمعته- يعني أبا داود السجستاني- يتكلم في محمد بن سنان يطلق فيه الكذب.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: محمد بن سنان القزاز البصري في أمره نظر.
سمعت عبد الرحمن بن يوسف ذكره فقال: ليس عندي بثقة.
ذكر روح بن محمد الرازي: أن إبراهيم بن محمد بن مبشر أجاز له- قَالَ:
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم قَالَ: محمد بن سنان القزاز البصريّ كتب عنه أبي بالبصرة وكان مستورا في ذلك الوقت فأتيته أنا ببغداد، سألت عنه عبد الرّحمن ابن خراش فقال: هو كذاب، روى حديث والان عن روح بن عبادة فذهب حديثه.
قُلْتُ: حَدِيثُ وَالانَ رَوَاهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي هُنَيْدَةَ الْبَرَاءِ بْنِ نَوْفلٍ، عَنْ وَالانَ العدوي، عن حذيفة بن اليمان، عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ فِي الشَّفَاعَةِ، وَلَيْسَ يُعْرَفُ لِوَالانَ حَدِيثٌ غَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ- بِالْبَصْرَةِ- حدّثنا عليّ بن إسحاق المادرائي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رزمة، حدّثنا النّضر بن شميل، حدّثنا أبو نعامة، حَدَّثَنَا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ
وَالانَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا عليّ بن المدينيّ، حدّثنا روح بن عبادة القيسي، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَمْرُو بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ والان العدوي، عن حذيفة بن اليمان، عن أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
قَالَ الشافعي: سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: حدثنيه أبي، عن علي بن المديني مثله. قد ذكرت أنه لا يعرف له غير هذا الحديث. وأردت بذلك حديثا مرفوعا فإن مالك بن عمير قد روى عن والان: أنه سأل عبد الله بن مسعود عن نازلة فأفتاه فيها.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: سمعت جدي يعقوب بن شيبة يقول: قَالَ لي علي ابن المديني: ما سمع هذا الحديث من روح غيري، وغير سهل بن أبي خدويه.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومات محمد بن سنان البصري عندنا وكان كبير السن ولم نره للشغل بجدي في ذلك الوقت.
أخبرنا السّمسار، أَخْبَرَنَا الصفار، حَدَّثَنَا ابن قانع: أن محمد بن سنان القزاز مات في سنة إحدى وسبعين ومائتين. قَالَ غيره عن عبد الباقي بن قانع: في جمادى الآخرة.
وَقَالَ محمد بن مخلد: مات في رجب.
ذكر من اسمه محمد واسم أبيه سهل وسهلان
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85773&book=5525#21c6c0
مُحَمد بْن عَبد الرحمن بن أبي ليلى بن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح الأنصاري، يُكَنَّى أبا عَبد الرحمن قاضي الكوفة.
سمعت أحمد بْن حفص السعدي يقول ذكر أحمد بْن حنبل يعني، وَهو حاضر، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عطاء فِي الضرورة يحج عن الميت فقال ابن أَبِي ليلى
ضعيف وعن عطاء أكثره خطأ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقُمِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ أحمد سألت أَبِي، عنِ ابن أَبِي ليلى فقال مضطرب الحديث.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صالح بْن أَحْمَد، حَدَّثَنا عَلِيّ سَمِعْتُ يَحْيى يقول مُحَمد بْن عَبد الرحمن بْن أَبِي ليلى سيء الحفظ جدا.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية قَالَ سئل يَحْيى بْن مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى فقال ضعيف الحديث.
حَدَّثَنَا المرزباني، حَدَّثَنا يوسف بْن يعقوب، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى بْن يعلى المحاربي يَقُولُ طرح زائدة حديث بن أَبِي ليلى.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي بن أَبِي ليلى واهي الحديث سيء الحفظ.
سمعت أحمد بْن يُونُس يقول كَانَ زائدة لا يروي عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ البُخارِيّ مُحَمد بن عَبد الرحمن بن أبي ليلى أو عَبد الرحمن الأنصاري قاضي الكوفة عن الشعبي وعطاء تكلم فيه شُعْبَة.
وكتب إلي مُحَمد بْن الْحَسَنِ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: سَمعتُ شُعْبَة يقول ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من بن أبي ليلى.
حَدَّثَنَا عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَال: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوتر يسبح بثلاث.
فسألت سلمة عنه فحَدَّثَنِي عن ذر، عنِ ابن أبزي، عن أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
حَدَّثَنَا ابن مكرم، حَدَّثَنا أبو حفص الصيرفي، حَدَّثَنا أَبُو داود، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَة
يقول ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من بن أَبِي ليلى فذكر نحوه.
حَدَّثَنَا زَنْجَوَيْهِ بْنِ مُحَمد، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيد الدارمي، حَدَّثَنا أحمد بن سليمان، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَة، قَالَ أفادني بن أَبِي لَيْلَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ فَأَتَيْتُ سَلَمَةَ، فَقَالَ: حَدَّثني ابْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ فقلت إنما أفادني بن أَبِي لَيْلَى، عنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَي فَقَالَ مَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ يَكْذِبُ عَلَيَّ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن الحسن البصري، حَدَّثَنا أبو كامل، حَدَّثَنا عَبد الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ويحيى القطان الأحول، عنِ ابن أَبِي ليلى فذكر حديثا.
قَالَ النسائي مُحَمد بْن عَبد الرحمن بْن أَبِي ليلى قاضي الكوفة ليس بالقوي.
- حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْن داود يقول: قَالَ سفيان الثَّوْريّ فقهاؤنا بْن أَبِي ليلى، وابن شبرمة.
حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْن داود سمعت الحسن بْن صالح يقول إن كَانَ ابن أَبِي ليلى لوزان للكلام.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني يَحْيى بْن زكريا، حَدَّثني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد، حَدَّثَنا أحمد بْن يُونُس سألت زائدة، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ ذاك أفقه الناس.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا عارم، حَدَّثَنا حماد بْن زيد فقلت للثوري فقهاؤنا أيوب، وابن عون ويونس فقال بل محدثونا بْن أَبِي ليلى، وابن شبرمة.
حَدَّثَنَا الساجي قال وحدثني مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ بحر الساجي، حَدَّثَنا مُسَدَّد، حَدَّثَنا يَحْيى القطان، قَال: قَال الثَّوْريّ مات بن أبي ليلى فقهينا ومعلمنا فلم أشهد جنازته قَالَ يَحْيى أراد النية
أَخْبَرنا الساجي، أَخْبَرنا إبراهيم بْن مُحَمد التيمي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى بْن سَعِيد القطان كَانَ سفيان إذا حضر جِنازَة لم يصل عليها ويقول لم تحضرني نية.
حَدَّثَنَا الساجي قَالَ أخبرني أحمد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا يوسف يقول ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله، ولاَ أقرأ لكتاب الله، ولاَ أقول حقا بالله، ولاَ أعف عن الأموال من بن أَبِي ليلى قَالَ فقلت فابن شبرمة قَالَ ذاك رجل مكثار.
قَالَ بشر بْن الوليد وولي حفص بْن غياث القضاء من غير مشورة أَبِي يوسف فاشتد عليه فقال لي وللحسن اللؤلؤي تتبعا قضاياه فتتبعناها فلما نظر فِيهَا قَالَ هذا من قضايا بْن أَبِي ليلى ثم قَالَ تتبعا الشروط والسجلات ففعلنا فلما نظر فيها قَالَ حفص ونظراؤه يعانون بقيام الليل.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثني موسى بْن سفيان، حَدَّثَنا إبراهيم بن موسى الفراء، حَدَّثَنا وهب بْن إسماعيل، حَدَّثني الوليد بْن يَحْيى الأسدي قَالَ: جَاء رجل إلى حبيب بْن أَبِي ثابت فسأله عَن مسألة فأفتاه ثم قَالَ للرجل إن تأت هؤلاء الغلمان فِي المسجد يفتوك بخلافي قَالَ قلنا من الغلمان قَالَ ابْن أَبِي ليلى وحجاج بْن أرطاة وحماد بْن أَبِي سليمان.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا بُنْدَار، حَدَّثَنا عَبد الرحمن، حَدَّثَنا سُفْيَانُ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عن الحكم عن مجاهد في قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الراكعين قال أطيلي الركوع.
حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ قَالَ كَانَتْ تَقُومُ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قدماها.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثني بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ سمعتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ مَا أَقْرَعَ فِيهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ حَقٌّ وَمَا لَمْ يَقْرَعْ فِيهِ فَهُوَ قَمَادٌ
، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ هَمَّامٍ عَنْ مَطَرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ الْحَامِلُ لا تَحِيضُ إِذَا رَأَتِ الدَّمَّ صَلَّتْ.
قَالَ: كَانَ يَحْيى يضعف بْن أَبِي ليلى ومطرا عن عطاء.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بن سَعِيد، قلتُ ليحيى بن مَعِين: فزكريا بْن أَبِي زائدة أحب إليك فِي الشعبي، أو ابن أَبِي ليلى؟ قَالَ زكريا أحب إلي فِي كل شيء، وابن أَبِي ليلى ضعيف الحديث.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبد الْجَبَّارِ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنا أَبُو حفص الأبار، عنِ ابن أَبِي ليلى قَالَ دخلت عَلَى عطاء فجعل يسألني فكأن أصحابه أنكروا ذاك وقالوا تسأله قَال: مَا تنكرون، وَهو أعلم مني قَالَ ابن أَبِي ليلى وكان عالما بالحج فقد حج زيادة عَلَى سبعين حجة قَالَ وكان يوم مات بن نحو مِئَة سنة ورأيته يشرب الماء فِي شهر رمضان ويقول قَالَ ابن عباس وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فهو خير له أن أطعم المسكين.
حَدَّثَنَا علي بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبد الرَّحِيمِ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الأَزْهَرِ بْنِ عَبد رَبِّهِ، قالَ: سَألتُ جَرِيرًا قُلْتُ مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْمَشَايِخِ يستثني فِي إيمانه، قَال: كَانَ ابن أَبِي ليلى من أشهدهم فِي ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَال: حَدَّثني أبو الأحوص، حَدَّثَنا مُسَدَّد، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عن سليمان بْن سافري، قالَ: سَألتُ منصورا عن أفقه أهل الكوفة قَالَ قاضيها يَعني ابن أَبِي ليلى.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عَبد الرحمن الدغولي، حَدَّثَنا محمود بن آدم، حَدَّثَنا جنيد بْن عَبد اللَّه الحجام عن زيد بْن أسامة الحجام قَال: كنتُ آتي بْن أَبِي ليلى كل جمعة
فآخذ شاربه وأحلق قفاه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الخصرون، حَدَّثَنا أبو مُوسَى، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ داود، قَال: قَال سفيان فقهاؤنا بْن أَبِي ليلى، وابن شبرمة.
حَدَّثَنَا ابن أَبِي الخصرون، حَدَّثَنا أَبُو موسى، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الحسن بن صالح يقول إن كَانَ ابن أَبِي ليلى لوزان للكلام.
حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أحمد الصريفي قرية بواسط، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ صالح بن بنت حمزة الزيات يقول تعلمنا القرآن من بن أَبِي ليلى.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن يوسف بن عَاصِمٍ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد الزُّهْريّ يقول: سَمعتُ سفيان يقول كَانَ رزق بْن أَبِي ليلى قاضي الكوفة مايتي درهم قَالَ ثم يقول يوسف لابن أَبِي ليلى إنما أنت أجير فاقعد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن يوسف الفربري، قَالَ: سَمِعْتُ علي بْن خشرم يقول بلغني أن ابن المُبَارك ذكر بن شبرمة فقال تراه أو قَال: مَا أراه قَالَ لابن أَبِي ليلى وكيف ترجى لقضاء القضاة ولم تبصر الحكم فِي نفسك.
حَدَّثَنَا أبو يعلى، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنا أَبُو حفص الأبار، عنِ ابن أَبِي ليلى قَالَ دخلت عَلَى عطاء فجعل يسألني فكأن أصحابه يكرهون ذَلِكَ قالوا تسأله قَال: مَا تنكرون هُوَ أعلم مني.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ قَرَأَ عَلَيَّ بشر بن الوليد، حَدَّثَنا أَبُو يُوسُفَ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ يُدْرِكْ عَرَفَةَ بِلَيْلٍ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ، ومَنْ فَاتَتْهُ عَرَفَةُ فقد فاته الحج
، حَدَّثَنا عَبْدَانُ، حَدَّثَنا وَهْبُ بْنُ بقية، حَدَّثَنا خَالِدٌ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ بِرِيحٍ طَيِّبٍ فَلْيُصِبْ مِنْهَا.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُس، حَدَّثَنا أَبُو حفص الأبار، عنِ ابن أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ قُلْتُ نَذِيرُ قَوْمٍ فَأُهْلِكُوا أَوْ صَبَّحَهُمُ الْعَذَابُ بُكْرَةً فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ فَأَطْيَبُ النَّاسُ نَفْسًا وَأَطْلَقُهُمْ وَجْهًا وَأَكْثَرُهُمْ ضَحِكًا أَوْ قَالَ تَبَسُّمًا.
حَدَّثَنَا شَبَّابُ بْنُ صالح الواسطي، حَدَّثَنا عَبد الْحَمِيدِ بْنُ بَيَّانٍ السكري، حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لِعَائِشَةَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ قَالَتْ إِنِّي حَائِضٌ قَالَ إِنَّهَا ليست في كفك
أَخْبَرنا أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلْيَكُنْ آخِرَ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ.
حَدَّثَنَا بَهْلُولٌ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنا أَبُو شِهَابٍ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ لَيْسَ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الإِمَامِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَخِيتٍ، أَخْبَرنا أَبُو شَيْبَةَ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرنا بَكْرُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وليلة.
حَدَّثَنَا علي بن العباس، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الواحد المزني، حَدَّثني
مُحَمد بْنِ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثني وَاللَّهِ أَبِي، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُقْسِمٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ مِنِّي يَعْنِي الْمَهْدِيَّ.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بن مُحَمد القرشي، حَدَّثَنا عمار بن رجاء، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طِيبَةَ، عَن أَبِي طَيْبَةَ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا مِنَ الإِسْلامِ نَصِيبٌ المرجئة والقدرية.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا بُنْدَار، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنا شُعْبَة، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْعَاطِسُ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَيَقُولُ الَّذِي يُشَمِّتُهُ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ وَيَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.
قَالَ ابنُ عَدِي هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَحْيى الْقَطَّانُ فَقَالَ عَنْ عَلِيٍّ وَرَوَاهُ شُعْبَة، عنِ ابن أَبِي ليلى فقال، عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ وَهَذا كله يؤتي، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مِنْ سُوءِ حِفْظِهِ كَمَا قَالَ شُعْبَة مَا رَأَيْتُ أَسْوَأَ حِفْظًا مِنَ بن أَبِي لَيْلَى.
قَالَ الشيخ: ولابن أَبِي ليلى حديث كثير ونسخ ويروي، عَن أَبِي الزبير عن جابر أحاديث كثيرة يرويها، عنِ ابن أَبِي ليلى عَبد السلام بْن حرب ويروي مَعَ عَبد السلام
عيسى بْن مختار، عنِ ابن أَبِي ليلى نسخة ويروي بْن أَبِي ليلى عن نافع أحاديث وعن عطاء بْن أَبِي رباح مثله ولم أذكر من أحاديثه إلاَّ القليل، وَهو كما قَالَ شُعْبَة يستدل بها عَلَى أكثره ولم أذكره لأجل الطول، وَهو مَعَ سوء حفظه يكتب حديثه.
سمعت أحمد بْن حفص السعدي يقول ذكر أحمد بْن حنبل يعني، وَهو حاضر، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عطاء فِي الضرورة يحج عن الميت فقال ابن أَبِي ليلى
ضعيف وعن عطاء أكثره خطأ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقُمِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ أحمد سألت أَبِي، عنِ ابن أَبِي ليلى فقال مضطرب الحديث.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صالح بْن أَحْمَد، حَدَّثَنا عَلِيّ سَمِعْتُ يَحْيى يقول مُحَمد بْن عَبد الرحمن بْن أَبِي ليلى سيء الحفظ جدا.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية قَالَ سئل يَحْيى بْن مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى فقال ضعيف الحديث.
حَدَّثَنَا المرزباني، حَدَّثَنا يوسف بْن يعقوب، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى بْن يعلى المحاربي يَقُولُ طرح زائدة حديث بن أَبِي ليلى.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي بن أَبِي ليلى واهي الحديث سيء الحفظ.
سمعت أحمد بْن يُونُس يقول كَانَ زائدة لا يروي عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ البُخارِيّ مُحَمد بن عَبد الرحمن بن أبي ليلى أو عَبد الرحمن الأنصاري قاضي الكوفة عن الشعبي وعطاء تكلم فيه شُعْبَة.
وكتب إلي مُحَمد بْن الْحَسَنِ، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: سَمعتُ شُعْبَة يقول ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من بن أبي ليلى.
حَدَّثَنَا عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَال: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوتر يسبح بثلاث.
فسألت سلمة عنه فحَدَّثَنِي عن ذر، عنِ ابن أبزي، عن أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ.
حَدَّثَنَا ابن مكرم، حَدَّثَنا أبو حفص الصيرفي، حَدَّثَنا أَبُو داود، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَة
يقول ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من بن أَبِي ليلى فذكر نحوه.
حَدَّثَنَا زَنْجَوَيْهِ بْنِ مُحَمد، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيد الدارمي، حَدَّثَنا أحمد بن سليمان، حَدَّثَنا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَة، قَالَ أفادني بن أَبِي لَيْلَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ فَأَتَيْتُ سَلَمَةَ، فَقَالَ: حَدَّثني ابْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ فقلت إنما أفادني بن أَبِي لَيْلَى، عنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَي فَقَالَ مَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ يَكْذِبُ عَلَيَّ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن الحسن البصري، حَدَّثَنا أبو كامل، حَدَّثَنا عَبد الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ويحيى القطان الأحول، عنِ ابن أَبِي ليلى فذكر حديثا.
قَالَ النسائي مُحَمد بْن عَبد الرحمن بْن أَبِي ليلى قاضي الكوفة ليس بالقوي.
- حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْن داود يقول: قَالَ سفيان الثَّوْريّ فقهاؤنا بْن أَبِي ليلى، وابن شبرمة.
حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بْن داود سمعت الحسن بْن صالح يقول إن كَانَ ابن أَبِي ليلى لوزان للكلام.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني يَحْيى بْن زكريا، حَدَّثني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد، حَدَّثَنا أحمد بْن يُونُس سألت زائدة، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ ذاك أفقه الناس.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا عارم، حَدَّثَنا حماد بْن زيد فقلت للثوري فقهاؤنا أيوب، وابن عون ويونس فقال بل محدثونا بْن أَبِي ليلى، وابن شبرمة.
حَدَّثَنَا الساجي قال وحدثني مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ بحر الساجي، حَدَّثَنا مُسَدَّد، حَدَّثَنا يَحْيى القطان، قَال: قَال الثَّوْريّ مات بن أبي ليلى فقهينا ومعلمنا فلم أشهد جنازته قَالَ يَحْيى أراد النية
أَخْبَرنا الساجي، أَخْبَرنا إبراهيم بْن مُحَمد التيمي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى بْن سَعِيد القطان كَانَ سفيان إذا حضر جِنازَة لم يصل عليها ويقول لم تحضرني نية.
حَدَّثَنَا الساجي قَالَ أخبرني أحمد بْن مُحَمد، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا يوسف يقول ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله، ولاَ أقرأ لكتاب الله، ولاَ أقول حقا بالله، ولاَ أعف عن الأموال من بن أَبِي ليلى قَالَ فقلت فابن شبرمة قَالَ ذاك رجل مكثار.
قَالَ بشر بْن الوليد وولي حفص بْن غياث القضاء من غير مشورة أَبِي يوسف فاشتد عليه فقال لي وللحسن اللؤلؤي تتبعا قضاياه فتتبعناها فلما نظر فِيهَا قَالَ هذا من قضايا بْن أَبِي ليلى ثم قَالَ تتبعا الشروط والسجلات ففعلنا فلما نظر فيها قَالَ حفص ونظراؤه يعانون بقيام الليل.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثني موسى بْن سفيان، حَدَّثَنا إبراهيم بن موسى الفراء، حَدَّثَنا وهب بْن إسماعيل، حَدَّثني الوليد بْن يَحْيى الأسدي قَالَ: جَاء رجل إلى حبيب بْن أَبِي ثابت فسأله عَن مسألة فأفتاه ثم قَالَ للرجل إن تأت هؤلاء الغلمان فِي المسجد يفتوك بخلافي قَالَ قلنا من الغلمان قَالَ ابْن أَبِي ليلى وحجاج بْن أرطاة وحماد بْن أَبِي سليمان.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا بُنْدَار، حَدَّثَنا عَبد الرحمن، حَدَّثَنا سُفْيَانُ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عن الحكم عن مجاهد في قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الراكعين قال أطيلي الركوع.
حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ قَالَ كَانَتْ تَقُومُ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قدماها.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني أَحْمَد بْن مُحَمد، حَدَّثني بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ سمعتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ مَا أَقْرَعَ فِيهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ حَقٌّ وَمَا لَمْ يَقْرَعْ فِيهِ فَهُوَ قَمَادٌ
، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ هَمَّامٍ عَنْ مَطَرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ الْحَامِلُ لا تَحِيضُ إِذَا رَأَتِ الدَّمَّ صَلَّتْ.
قَالَ: كَانَ يَحْيى يضعف بْن أَبِي ليلى ومطرا عن عطاء.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بن سَعِيد، قلتُ ليحيى بن مَعِين: فزكريا بْن أَبِي زائدة أحب إليك فِي الشعبي، أو ابن أَبِي ليلى؟ قَالَ زكريا أحب إلي فِي كل شيء، وابن أَبِي ليلى ضعيف الحديث.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبد الْجَبَّارِ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنا أَبُو حفص الأبار، عنِ ابن أَبِي ليلى قَالَ دخلت عَلَى عطاء فجعل يسألني فكأن أصحابه أنكروا ذاك وقالوا تسأله قَال: مَا تنكرون، وَهو أعلم مني قَالَ ابن أَبِي ليلى وكان عالما بالحج فقد حج زيادة عَلَى سبعين حجة قَالَ وكان يوم مات بن نحو مِئَة سنة ورأيته يشرب الماء فِي شهر رمضان ويقول قَالَ ابن عباس وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فهو خير له أن أطعم المسكين.
حَدَّثَنَا علي بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبد الرَّحِيمِ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الأَزْهَرِ بْنِ عَبد رَبِّهِ، قالَ: سَألتُ جَرِيرًا قُلْتُ مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْمَشَايِخِ يستثني فِي إيمانه، قَال: كَانَ ابن أَبِي ليلى من أشهدهم فِي ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَال: حَدَّثني أبو الأحوص، حَدَّثَنا مُسَدَّد، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عن سليمان بْن سافري، قالَ: سَألتُ منصورا عن أفقه أهل الكوفة قَالَ قاضيها يَعني ابن أَبِي ليلى.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن عَبد الرحمن الدغولي، حَدَّثَنا محمود بن آدم، حَدَّثَنا جنيد بْن عَبد اللَّه الحجام عن زيد بْن أسامة الحجام قَال: كنتُ آتي بْن أَبِي ليلى كل جمعة
فآخذ شاربه وأحلق قفاه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الخصرون، حَدَّثَنا أبو مُوسَى، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ داود، قَال: قَال سفيان فقهاؤنا بْن أَبِي ليلى، وابن شبرمة.
حَدَّثَنَا ابن أَبِي الخصرون، حَدَّثَنا أَبُو موسى، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الحسن بن صالح يقول إن كَانَ ابن أَبِي ليلى لوزان للكلام.
حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أحمد الصريفي قرية بواسط، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ صالح بن بنت حمزة الزيات يقول تعلمنا القرآن من بن أَبِي ليلى.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن يوسف بن عَاصِمٍ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد الزُّهْريّ يقول: سَمعتُ سفيان يقول كَانَ رزق بْن أَبِي ليلى قاضي الكوفة مايتي درهم قَالَ ثم يقول يوسف لابن أَبِي ليلى إنما أنت أجير فاقعد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن يوسف الفربري، قَالَ: سَمِعْتُ علي بْن خشرم يقول بلغني أن ابن المُبَارك ذكر بن شبرمة فقال تراه أو قَال: مَا أراه قَالَ لابن أَبِي ليلى وكيف ترجى لقضاء القضاة ولم تبصر الحكم فِي نفسك.
حَدَّثَنَا أبو يعلى، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنا أَبُو حفص الأبار، عنِ ابن أَبِي ليلى قَالَ دخلت عَلَى عطاء فجعل يسألني فكأن أصحابه يكرهون ذَلِكَ قالوا تسأله قَال: مَا تنكرون هُوَ أعلم مني.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ قَرَأَ عَلَيَّ بشر بن الوليد، حَدَّثَنا أَبُو يُوسُفَ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ يُدْرِكْ عَرَفَةَ بِلَيْلٍ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ، ومَنْ فَاتَتْهُ عَرَفَةُ فقد فاته الحج
، حَدَّثَنا عَبْدَانُ، حَدَّثَنا وَهْبُ بْنُ بقية، حَدَّثَنا خَالِدٌ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ بِرِيحٍ طَيِّبٍ فَلْيُصِبْ مِنْهَا.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُس، حَدَّثَنا أَبُو حفص الأبار، عنِ ابن أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطاء، عَن جَابِرٍ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ قُلْتُ نَذِيرُ قَوْمٍ فَأُهْلِكُوا أَوْ صَبَّحَهُمُ الْعَذَابُ بُكْرَةً فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ فَأَطْيَبُ النَّاسُ نَفْسًا وَأَطْلَقُهُمْ وَجْهًا وَأَكْثَرُهُمْ ضَحِكًا أَوْ قَالَ تَبَسُّمًا.
حَدَّثَنَا شَبَّابُ بْنُ صالح الواسطي، حَدَّثَنا عَبد الْحَمِيدِ بْنُ بَيَّانٍ السكري، حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لِعَائِشَةَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ قَالَتْ إِنِّي حَائِضٌ قَالَ إِنَّهَا ليست في كفك
أَخْبَرنا أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلْيَكُنْ آخِرَ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ.
حَدَّثَنَا بَهْلُولٌ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنا أَبُو شِهَابٍ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ لَيْسَ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الإِمَامِ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَخِيتٍ، أَخْبَرنا أَبُو شَيْبَةَ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرنا بَكْرُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وليلة.
حَدَّثَنَا علي بن العباس، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الواحد المزني، حَدَّثني
مُحَمد بْنِ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثني وَاللَّهِ أَبِي، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُقْسِمٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ مِنِّي يَعْنِي الْمَهْدِيَّ.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بن مُحَمد القرشي، حَدَّثَنا عمار بن رجاء، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طِيبَةَ، عَن أَبِي طَيْبَةَ، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا مِنَ الإِسْلامِ نَصِيبٌ المرجئة والقدرية.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا بُنْدَار، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنا شُعْبَة، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْعَاطِسُ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَيَقُولُ الَّذِي يُشَمِّتُهُ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ وَيَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.
قَالَ ابنُ عَدِي هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَحْيى الْقَطَّانُ فَقَالَ عَنْ عَلِيٍّ وَرَوَاهُ شُعْبَة، عنِ ابن أَبِي ليلى فقال، عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ وَهَذا كله يؤتي، عنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مِنْ سُوءِ حِفْظِهِ كَمَا قَالَ شُعْبَة مَا رَأَيْتُ أَسْوَأَ حِفْظًا مِنَ بن أَبِي لَيْلَى.
قَالَ الشيخ: ولابن أَبِي ليلى حديث كثير ونسخ ويروي، عَن أَبِي الزبير عن جابر أحاديث كثيرة يرويها، عنِ ابن أَبِي ليلى عَبد السلام بْن حرب ويروي مَعَ عَبد السلام
عيسى بْن مختار، عنِ ابن أَبِي ليلى نسخة ويروي بْن أَبِي ليلى عن نافع أحاديث وعن عطاء بْن أَبِي رباح مثله ولم أذكر من أحاديثه إلاَّ القليل، وَهو كما قَالَ شُعْبَة يستدل بها عَلَى أكثره ولم أذكره لأجل الطول، وَهو مَعَ سوء حفظه يكتب حديثه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85773&book=5525#8f5a8a
مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَاضِي الْكُوفَة أحد الْفُقَهَاء لَيْسَ بِالْقَوِيّ فِي الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85773&book=5525#839b28
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
: قاضي الكوفة، ولد سنة أربع وسبعين ومات سنة ثمان وأربعين ومائة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وتفقه بالشعبي والحكم بن عتيبة وأخذ عنه الفقه سفيان بن سعيد الثوري و الحسن بن صالح بن حي. وقال سفيان الثوري: فقهاؤنا ابن أبي ليلى وابن شبرمة. وقال ابن أبي ليلى: دخلت على عطاء فجعل يسألني، فأنكر بعض من عنده وكلمه في ذلك فقال: هو أعلم مني .
: قاضي الكوفة، ولد سنة أربع وسبعين ومات سنة ثمان وأربعين ومائة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وتفقه بالشعبي والحكم بن عتيبة وأخذ عنه الفقه سفيان بن سعيد الثوري و الحسن بن صالح بن حي. وقال سفيان الثوري: فقهاؤنا ابن أبي ليلى وابن شبرمة. وقال ابن أبي ليلى: دخلت على عطاء فجعل يسألني، فأنكر بعض من عنده وكلمه في ذلك فقال: هو أعلم مني .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85773&book=5525#0603a5
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ:
ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسْوَءَ حِفْظًا مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يُوتِرُ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَقُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فَأَتَيْتُ سَلَمَةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي ذَرٌّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ:
ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسْوَءَ حِفْظًا مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يُوتِرُ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَقُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فَأَتَيْتُ سَلَمَةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي ذَرٌّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72812&book=5525#e7d215
مُحَمَّد بْن سَعِيد الشامي ويقَالَ ابْن أَبِي قيس ويقَالَ ابْن الطبري ويقَالَ ابْن حسان أَبُو عَبْد الرَّحْمَن
كَانَ صلب، متروك الحديث قتل فِي الزندقة، قَالَ المقرئ عَنْ سَعِيد عَنِ ابْن عجلان عَنْ مُحَمَّد بن سعيد ابن حسان بْن قيس، وروى عَبْد الرزاق عَنِ ابْن جريج عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد (1) عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هلال عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد الأسدي عَنْ أوس بْن أوس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل يوم الْجُمُعَة، وقَالَ بعضهم أَبُو عَبْد اللَّه، وقَالَ بعضهم عَنِ ابْن عجلان عَنِ ابْن المصفى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن امرئ القيس
عَنْ مُحَمَّد الطبري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل يوم الجمعة (2) .
كَانَ صلب، متروك الحديث قتل فِي الزندقة، قَالَ المقرئ عَنْ سَعِيد عَنِ ابْن عجلان عَنْ مُحَمَّد بن سعيد ابن حسان بْن قيس، وروى عَبْد الرزاق عَنِ ابْن جريج عَنْ عُمَر بْن مُحَمَّد (1) عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هلال عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد الأسدي عَنْ أوس بْن أوس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل يوم الْجُمُعَة، وقَالَ بعضهم أَبُو عَبْد اللَّه، وقَالَ بعضهم عَنِ ابْن عجلان عَنِ ابْن المصفى عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن امرئ القيس
عَنْ مُحَمَّد الطبري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل يوم الجمعة (2) .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=72812&book=5525#5bfd66
مُحَمَّد بن سعيد الشَّامي مَتْرُوك الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130429&book=5525#a6c30a
محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم، أبو جعفر العابد، المعروف بالطوسي :
سمع إسماعيل بن علية، وسُفْيَان بْن عيينة، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، ويعقوب ابن إبراهيم بن سعد، ونوح بن ميمون المضروب، ومعاذ بن معاذ العنبريّ، وروح ابن عبادة، وعفان بن مسلم، روى عنه: محمد بن عبد الله المطين، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وأحمد بْن علي الأبار، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وعبد الله ابن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأبو حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، والحسين بن إسماعيل المحامليّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ إملاء، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن سليمان بن خالد بن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سمعت ابْنَ عُمَرَ سِنِينَ أَوْ سَنَتَيْنِ يَقُولُ: لا تَنْفِرْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ. ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: قَدْ رُخِّصَ لِلنِّسَاءِ.
حُدِّثْتُ عن عبد العزيز بن جعفر قَالَ: حدّثنا أبو بكر الخلّال، حدّثنا أبو بكر المروزيّ قَالَ: سألت أبا عبد الله- وهو أَحْمَد بن حنبل- عن محمد بن منصور الطوسي قَالَ: لا أعلم إلا خيرا، صاحب صلاة. قلت له: كان يختلف معك إلى عفان؟ قَالَ: وقبل ذلك . قلت: سمعته يقول: كنت عند معروف فقال لي بعد عشاء الآخرة قد كلمت هاهنا رجلا تتعشى عنده فأبيت عليه، فلما كان في السحر جاءني بسفرجلة، فجعل يقول: ترى من أين له سفرجلة في ذلك الوقت؟ فقال أبو عبد الله: كفاك بأبي جعفر.
أَخْبَرَنَا بحكايته مع معروف أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، حدّثنا أحمد بن جعفر القطيعيّ، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قَالَ: كنا عند مُحَمَّد بن منصور الطوسي يوما وعنده جماعة من أصحاب الحديث، وجماعة من الزهاد، وكان ذلك اليوم يوم الخميس فسمعته يقول: صمت يوما وقلت لا آكل إلا حلالا، فمضى يومي ولم أجد شيئا، فواصلت اليوم الثاني واليوم الثالث والرابع، حتى إذا كان عند الفطر قلت: لأجعلن فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه، فصرت إلى معروف الكرخي، فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب، وخرج من كان معه في المسجد، فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر فالتفت إلى وقال: يا طوسي! قلت:
لبيك. فقال لي: تحول إلى أخيك فتعش معه. فقلت في نفسي: صمت أربعة أيام وأفطر على ما لا أعلم! فقلت: ما بي من عشاء. فتركني ثم رد علي القول فقلت: ما بي من عشاء. ثم فعل ذلك الثالثة فقلت: ما بي من عشاء، فسكت عني ساعة ثم قَالَ لي:
تقدم إلي. فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف، فقعدت عن يساره، فأخذ كفي اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة، فأكلتها، فوجدت فيها طعم كل طعام طيب واستغنيت بها عن الماء. قَالَ: فسأله رجل كان معنا حاضرا: أنت يا أبا جعفر؟! قَالَ: نعم! وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة. ثم التفت مُحَمَّد بن منصور إلى أصحابه فقال: أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي .
أخبرني الحسن بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أحمد ابن محمد بن الفضل المؤذن قَالَ: سمعت محمد بن منصور الطوسي- وحواليه قوم- فقالوا له: يا أبا جعفر! أيش اليوم عندك، قد شك الناس فيه، يوم عرفة هو أو غيره؟ فقال: اصبروا. فدخل البيت ثم خرج فقال: هو عندي يوم عرفة. فاستحيوا أن يقولوا له من أين ذاك؟ فعدوا الأيام والليالي، فكان اليوم الذي قَالَ محمد بن منصور يوم عرفة. قَالَ أبو العباس: وكنت أصغر القوم، فجاء إليه أبو بكر بن سلام الوراق مع جماعة، فسمعت ابن سلام يقول له: من أين علمت أنه يوم عرفة؟ قَالَ: دخلت البيت فسألت ربي تعالى، فأراني الناس في الموقف.
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن الْقَاسِمِ الْعَبْدِيُّ قال: سمعت أبا العبّاس بن السراج يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: نازلت قوما من أصحاب الفضيل بن عياض فيما يذكرونه من كرامة المؤمن على الله. فقلت: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، فمطرنا في تلك الساعة.
وأنبأنا أبو نعيم حَدَّثَنَا زيد بن علي المقرئ قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن مصعب، حَدَّثَنَا محمد بن منصور الطوسي قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم: فقلت: مرني بشيء حتى ألزمه فقال: عليك باليقين.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي الحسن، حدّثنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني، أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي. حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن النسائي قَالَ: محمد بن منصور طوسي لا بأس به .
أنبأنا البرقاني، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم حدّثني الصّوريّ، حدثنا الخصيب بن عبد الله قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن منصور الطوسي ثقة .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثنا عبد الله ابن سليمان، حَدَّثَنَا محمد بن منصور الطوسي- وكان من الأخيار .
قرأت على البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى المزكي قال: حدثنا محمد ابن إسحاق الثقفي قَالَ: أبو جعفر محمد بن منصور الطوسي ناقلة. مات ببغداد يوم الجمعة لست بقين من شوال سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان لا يخضب.
قَالَ الثقفي: مات محمد بن منصور وله ثمان وثمانون سنة .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدّثنا مُحَمَّد بن المظفر قَالَ: عبد اللَّه بن محمد البغوي: مات محمد بن منصور الطوسي سنة ست وخمسين.
سمع إسماعيل بن علية، وسُفْيَان بْن عيينة، وحجاج بْن مُحَمَّد الأعور، ويعقوب ابن إبراهيم بن سعد، ونوح بن ميمون المضروب، ومعاذ بن معاذ العنبريّ، وروح ابن عبادة، وعفان بن مسلم، روى عنه: محمد بن عبد الله المطين، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وأحمد بْن علي الأبار، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ناجية، وعبد الله ابن مُحَمَّد البغوي، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأبو حامد مُحَمَّد بْن هارون الحضرمي، والحسين بن إسماعيل المحامليّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحامليّ إملاء، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن سليمان بن خالد بن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سمعت ابْنَ عُمَرَ سِنِينَ أَوْ سَنَتَيْنِ يَقُولُ: لا تَنْفِرْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ. ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: قَدْ رُخِّصَ لِلنِّسَاءِ.
حُدِّثْتُ عن عبد العزيز بن جعفر قَالَ: حدّثنا أبو بكر الخلّال، حدّثنا أبو بكر المروزيّ قَالَ: سألت أبا عبد الله- وهو أَحْمَد بن حنبل- عن محمد بن منصور الطوسي قَالَ: لا أعلم إلا خيرا، صاحب صلاة. قلت له: كان يختلف معك إلى عفان؟ قَالَ: وقبل ذلك . قلت: سمعته يقول: كنت عند معروف فقال لي بعد عشاء الآخرة قد كلمت هاهنا رجلا تتعشى عنده فأبيت عليه، فلما كان في السحر جاءني بسفرجلة، فجعل يقول: ترى من أين له سفرجلة في ذلك الوقت؟ فقال أبو عبد الله: كفاك بأبي جعفر.
أَخْبَرَنَا بحكايته مع معروف أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، حدّثنا أحمد بن جعفر القطيعيّ، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قَالَ: كنا عند مُحَمَّد بن منصور الطوسي يوما وعنده جماعة من أصحاب الحديث، وجماعة من الزهاد، وكان ذلك اليوم يوم الخميس فسمعته يقول: صمت يوما وقلت لا آكل إلا حلالا، فمضى يومي ولم أجد شيئا، فواصلت اليوم الثاني واليوم الثالث والرابع، حتى إذا كان عند الفطر قلت: لأجعلن فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه، فصرت إلى معروف الكرخي، فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب، وخرج من كان معه في المسجد، فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر فالتفت إلى وقال: يا طوسي! قلت:
لبيك. فقال لي: تحول إلى أخيك فتعش معه. فقلت في نفسي: صمت أربعة أيام وأفطر على ما لا أعلم! فقلت: ما بي من عشاء. فتركني ثم رد علي القول فقلت: ما بي من عشاء. ثم فعل ذلك الثالثة فقلت: ما بي من عشاء، فسكت عني ساعة ثم قَالَ لي:
تقدم إلي. فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف، فقعدت عن يساره، فأخذ كفي اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة، فأكلتها، فوجدت فيها طعم كل طعام طيب واستغنيت بها عن الماء. قَالَ: فسأله رجل كان معنا حاضرا: أنت يا أبا جعفر؟! قَالَ: نعم! وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة. ثم التفت مُحَمَّد بن منصور إلى أصحابه فقال: أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي .
أخبرني الحسن بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أحمد ابن محمد بن الفضل المؤذن قَالَ: سمعت محمد بن منصور الطوسي- وحواليه قوم- فقالوا له: يا أبا جعفر! أيش اليوم عندك، قد شك الناس فيه، يوم عرفة هو أو غيره؟ فقال: اصبروا. فدخل البيت ثم خرج فقال: هو عندي يوم عرفة. فاستحيوا أن يقولوا له من أين ذاك؟ فعدوا الأيام والليالي، فكان اليوم الذي قَالَ محمد بن منصور يوم عرفة. قَالَ أبو العباس: وكنت أصغر القوم، فجاء إليه أبو بكر بن سلام الوراق مع جماعة، فسمعت ابن سلام يقول له: من أين علمت أنه يوم عرفة؟ قَالَ: دخلت البيت فسألت ربي تعالى، فأراني الناس في الموقف.
حدّثنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن الْقَاسِمِ الْعَبْدِيُّ قال: سمعت أبا العبّاس بن السراج يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: نازلت قوما من أصحاب الفضيل بن عياض فيما يذكرونه من كرامة المؤمن على الله. فقلت: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، فمطرنا في تلك الساعة.
وأنبأنا أبو نعيم حَدَّثَنَا زيد بن علي المقرئ قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن مصعب، حَدَّثَنَا محمد بن منصور الطوسي قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم: فقلت: مرني بشيء حتى ألزمه فقال: عليك باليقين.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي الحسن، حدّثنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني، أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي. حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن النسائي قَالَ: محمد بن منصور طوسي لا بأس به .
أنبأنا البرقاني، حدّثنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا
عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم حدّثني الصّوريّ، حدثنا الخصيب بن عبد الله قَالَ: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن منصور الطوسي ثقة .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثنا عبد الله ابن سليمان، حَدَّثَنَا محمد بن منصور الطوسي- وكان من الأخيار .
قرأت على البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى المزكي قال: حدثنا محمد ابن إسحاق الثقفي قَالَ: أبو جعفر محمد بن منصور الطوسي ناقلة. مات ببغداد يوم الجمعة لست بقين من شوال سنة أربع وخمسين ومائتين، وكان لا يخضب.
قَالَ الثقفي: مات محمد بن منصور وله ثمان وثمانون سنة .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدّثنا مُحَمَّد بن المظفر قَالَ: عبد اللَّه بن محمد البغوي: مات محمد بن منصور الطوسي سنة ست وخمسين.