محمد بن خالد القرشي روى عن عطاء وسعيد المقبرى روى عنه هشيم سمعت أبي يقول ذلك.
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 13892. محمد بن خالد ابو هارون الخراز الرازي...1 13893. محمد بن خالد الحنظلي الرازي ابو عبد الله...1 13894. محمد بن خالد الدمشقي2 13895. محمد بن خالد الزبيري1 13896. محمد بن خالد العبدي ابو عبد الرحمن1 13897. محمد بن خالد القرشي313898. محمد بن خالد النيلي ابو جعفر1 13899. محمد بن خالد بن الحويرث المخزومي1 13900. محمد بن خالد بن خلى الحمصي1 13901. محمد بن خالد بن سلمة بن هشام1 13902. محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي4 13903. محمد بن خالد بن يزيد الشيباني القلوصي...1 13904. محمد بن خالد بن يزيد اللؤلؤي2 13905. محمد بن خثيم ابو يزيد المحاربي3 13906. محمد بن خثيم بن عراك1 13907. محمد بن خراشة5 13908. محمد بن خشيش الجعفي الكوفي1 13909. محمد بن خلاد ابو بكر الباهلي البصري2 13910. محمد بن خلاد الاسكندراني2 13911. محمد بن خلف التيمي1 13912. محمد بن خلف الحدادي ابو بكر2 13913. محمد بن خلف العسقلاني2 13914. محمد بن خلف بن كيسان الداري ابو عبد الله...1 13915. محمد بن خليد1 13916. محمد بن خوط4 13917. محمد بن داب المديني2 13918. محمد بن داود الحداني1 13919. محمد بن داود السمناني1 13920. محمد بن داود القطان الغفاني البغدادي...1 13921. محمد بن داود بن ابي ناحية ابو عبد الله الاسكندرانى المصري...1 13922. محمد بن درهم العيشي1 13923. محمد بن دهقان البغدادي2 13924. محمد بن ديسم ابو علي1 13925. محمد بن ديلم يكنى ابا الديلم1 13926. محمد بن دينار2 13927. محمد بن دينار ابو بكر الطاحي2 13928. محمد بن ذكوان16 13929. محمد بن ذكوان الاسدي بياع الاكسية1 13930. محمد بن راشد8 13931. محمد بن راشد ابو نضلة القرشي البصري1 13932. محمد بن راشد التميمي البصري المكفوف1 13933. محمد بن راشد السلمي الكوفي2 13934. محمد بن راشد المكحولي الشامي الخزاعي ابو يحيى...1 13935. محمد بن راشد بن ابي سكنة1 13936. محمد بن رافع النيسابوري2 13937. محمد بن رافع بن خديج الانصاري الحارثي...1 13938. محمد بن ربيع بن كعب البكري2 13939. محمد بن ربيعة الكلابي ابو عبد الله1 13940. محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب...1 13941. محمد بن رفاعة1 13942. محمد بن ركانة2 13943. محمد بن رمح المصري1 13944. محمد بن روح بن عمران الكندي المصري1 13945. محمد بن روين العبدي البصري1 13946. محمد بن زائدة التميمي ابو هشام1 13947. محمد بن زاذان7 13948. محمد بن زاهر ابن اخى ابي خيثمة1 13949. محمد بن زرارة بن عبد الله2 13950. محمد بن زهير4 13951. محمد بن زياد10 13952. محمد بن زياد ابو جعفر الرازي1 13953. محمد بن زياد الاصبهاني العبدي1 13954. محمد بن زياد الالهاني ابو سفيان2 13955. محمد بن زياد الالهاني ابو سفيان الحمصي...1 13956. محمد بن زياد الانصاري المديني1 13957. محمد بن زياد البرجمي4 13958. محمد بن زياد السلمي2 13959. محمد بن زياد بن زبار الكلبي2 13960. محمد بن زياد مولى عثمان بن مظعون1 13961. محمد بن زيد7 13962. محمد بن زيد العبدي6 13963. محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ4 13964. محمد بن زيد بن خليدة اليشكري3 13965. محمد بن زيد بن عبد الله3 13966. محمد بن زيد بن علي بن زيد2 13967. محمد بن سابط2 13968. محمد بن سابق البغدادي2 13969. محمد بن سالم9 13970. محمد بن سالم الباهلي2 13971. محمد بن سراقة الاسدي1 13972. محمد بن سعد9 13973. محمد بن سعد ابو سعد الخطمي الانصاري1 13974. محمد بن سعد الاشهلي الانصاري1 13975. محمد بن سعد الانصاري2 13976. محمد بن سعد المقدسي السبحي1 13977. محمد بن سعيد8 13978. محمد بن سعيد ابو سعيد1 13979. محمد بن سعيد الاصبهاني1 13980. محمد بن سعيد الشامي3 13981. محمد بن سعيد الطائفي6 13982. محمد بن سعيد بن ابان القرشي الاموي1 13983. محمد بن سعيد بن السكن1 13984. محمد بن سعيد بن الفضل القرشي المقرئ1 13985. محمد بن سعيد بن الوليد القطيعي الخزاعي...1 13986. محمد بن سعيد بن رمانة3 13987. محمد بن سعيد بن زائدة الاسدي الكوفي1 13988. محمد بن سعيد بن زياد القرشي ابو سعيد المصري...1 13989. محمد بن سعيد بن سويد القرشي الكوفي1 13990. محمد بن سعيد بن عبد الرحمن2 13991. محمد بن سعيد بن عبد الملك2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 13892. محمد بن خالد ابو هارون الخراز الرازي...1 13893. محمد بن خالد الحنظلي الرازي ابو عبد الله...1 13894. محمد بن خالد الدمشقي2 13895. محمد بن خالد الزبيري1 13896. محمد بن خالد العبدي ابو عبد الرحمن1 13897. محمد بن خالد القرشي313898. محمد بن خالد النيلي ابو جعفر1 13899. محمد بن خالد بن الحويرث المخزومي1 13900. محمد بن خالد بن خلى الحمصي1 13901. محمد بن خالد بن سلمة بن هشام1 13902. محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي4 13903. محمد بن خالد بن يزيد الشيباني القلوصي...1 13904. محمد بن خالد بن يزيد اللؤلؤي2 13905. محمد بن خثيم ابو يزيد المحاربي3 13906. محمد بن خثيم بن عراك1 13907. محمد بن خراشة5 13908. محمد بن خشيش الجعفي الكوفي1 13909. محمد بن خلاد ابو بكر الباهلي البصري2 13910. محمد بن خلاد الاسكندراني2 13911. محمد بن خلف التيمي1 13912. محمد بن خلف الحدادي ابو بكر2 13913. محمد بن خلف العسقلاني2 13914. محمد بن خلف بن كيسان الداري ابو عبد الله...1 13915. محمد بن خليد1 13916. محمد بن خوط4 13917. محمد بن داب المديني2 13918. محمد بن داود الحداني1 13919. محمد بن داود السمناني1 13920. محمد بن داود القطان الغفاني البغدادي...1 13921. محمد بن داود بن ابي ناحية ابو عبد الله الاسكندرانى المصري...1 13922. محمد بن درهم العيشي1 13923. محمد بن دهقان البغدادي2 13924. محمد بن ديسم ابو علي1 13925. محمد بن ديلم يكنى ابا الديلم1 13926. محمد بن دينار2 13927. محمد بن دينار ابو بكر الطاحي2 13928. محمد بن ذكوان16 13929. محمد بن ذكوان الاسدي بياع الاكسية1 13930. محمد بن راشد8 13931. محمد بن راشد ابو نضلة القرشي البصري1 13932. محمد بن راشد التميمي البصري المكفوف1 13933. محمد بن راشد السلمي الكوفي2 13934. محمد بن راشد المكحولي الشامي الخزاعي ابو يحيى...1 13935. محمد بن راشد بن ابي سكنة1 13936. محمد بن رافع النيسابوري2 13937. محمد بن رافع بن خديج الانصاري الحارثي...1 13938. محمد بن ربيع بن كعب البكري2 13939. محمد بن ربيعة الكلابي ابو عبد الله1 13940. محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب...1 13941. محمد بن رفاعة1 13942. محمد بن ركانة2 13943. محمد بن رمح المصري1 13944. محمد بن روح بن عمران الكندي المصري1 13945. محمد بن روين العبدي البصري1 13946. محمد بن زائدة التميمي ابو هشام1 13947. محمد بن زاذان7 13948. محمد بن زاهر ابن اخى ابي خيثمة1 13949. محمد بن زرارة بن عبد الله2 13950. محمد بن زهير4 13951. محمد بن زياد10 13952. محمد بن زياد ابو جعفر الرازي1 13953. محمد بن زياد الاصبهاني العبدي1 13954. محمد بن زياد الالهاني ابو سفيان2 13955. محمد بن زياد الالهاني ابو سفيان الحمصي...1 13956. محمد بن زياد الانصاري المديني1 13957. محمد بن زياد البرجمي4 13958. محمد بن زياد السلمي2 13959. محمد بن زياد بن زبار الكلبي2 13960. محمد بن زياد مولى عثمان بن مظعون1 13961. محمد بن زيد7 13962. محمد بن زيد العبدي6 13963. محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ4 13964. محمد بن زيد بن خليدة اليشكري3 13965. محمد بن زيد بن عبد الله3 13966. محمد بن زيد بن علي بن زيد2 13967. محمد بن سابط2 13968. محمد بن سابق البغدادي2 13969. محمد بن سالم9 13970. محمد بن سالم الباهلي2 13971. محمد بن سراقة الاسدي1 13972. محمد بن سعد9 13973. محمد بن سعد ابو سعد الخطمي الانصاري1 13974. محمد بن سعد الاشهلي الانصاري1 13975. محمد بن سعد الانصاري2 13976. محمد بن سعد المقدسي السبحي1 13977. محمد بن سعيد8 13978. محمد بن سعيد ابو سعيد1 13979. محمد بن سعيد الاصبهاني1 13980. محمد بن سعيد الشامي3 13981. محمد بن سعيد الطائفي6 13982. محمد بن سعيد بن ابان القرشي الاموي1 13983. محمد بن سعيد بن السكن1 13984. محمد بن سعيد بن الفضل القرشي المقرئ1 13985. محمد بن سعيد بن الوليد القطيعي الخزاعي...1 13986. محمد بن سعيد بن رمانة3 13987. محمد بن سعيد بن زائدة الاسدي الكوفي1 13988. محمد بن سعيد بن زياد القرشي ابو سعيد المصري...1 13989. محمد بن سعيد بن سويد القرشي الكوفي1 13990. محمد بن سعيد بن عبد الرحمن2 13991. محمد بن سعيد بن عبد الملك2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130653&book=5525#3bf5ca
محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم، أبو العبّاس القرشيّ السّلميّ البحري، المعروف بالكديمي:
وهو ابن امرأة روح بن عبادة، سمع عبد اللَّه بْن داود الخريبي، ومحمد بن عبد الله
الأنصاري، وأزهر بن سعد السمان، وأبا داود الطيالسي، وأبا زيد النحوي، وأبا سعيد الأصمعي، وأبا عبيدة معمر بن المثنى، ومؤمل بن إسماعيل، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وأبا عاصم النبيل، وبشر بن عمرو الزهراني، وعبيد الله بن الزبير الحميدي، وأبا نعيم الفضل بن دكين الكوفي، وخلقا سواهم لا يحصون.
وكان حافظا كثير الحديث، سافر وسمع بالحجاز واليمن، ثُمَّ انتقلَ إلى بغداد فسكنها وحدث بِهَا. فروى عنه من أهلها: أبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الحافظ، ومُحَمَّد ابن مخلد، ومحمد بن أَحْمَد الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة آخرهم أبو بكر بن مالك القطيعي، وذكر: أن عبيد الله بن أبي طاهر الكديمي حج أربعين حجة.
حَدَّثَنَا أبو الحسن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الحراني المعدّل، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ موسى القرشيّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ- أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ- حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُرَاقِ لِيَرْكَبَهُ اسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ فَمَا رَكِبَكَ آدَمِيٌّ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، قَالَ: فَارْفَضَّ عَرَقًا وَأَقَرَّ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِي هذا الْحَدِيثِ «فَارْفَضَّ عَرَقًا» إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
حدّثنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ قَالَ: قَالَ الكديمي قال لي على بن المدينيّ: عندك ما ليس عندي.
حدّثنا محمّد بن محمّد بن عثمان السواق، حَدَّثَنَا عيسى بن حامد الرخجي قَالَ:
قَالَ لنا الهيثم بن خلف الدوري: كان روح بن عبادة زوج أم أبي العباس الكديمي.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: ذكر عن محمّد ابن يونس أنه قَالَ: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة .
فأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قَالَ: سمعت إسماعيل بن علي الخطبي يقول:
قَالَ لي الكديمي: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة. ويقال: إنه ولد ليلة مات هشيم ابن بشير .
حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَحْمَد بن كامل قَالَ: سمعت محمد بن يونس يقول: حضرت جنازة عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سنة ثمان وتسعين ومائة.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين البخاريّ، حدّثنا أبو بكر بن خنب قَالَ: سمعت الكديمي محمد بن يونس وهو يقول: كتبت عن البصريين عن ألف ومائة وستة وثمانين رجلا. قَالَ ابن خنب: وسألته عن سنه فقال: ولدت سنة خمس وثمانين ومائة . قلت: والقول الأول في مولده أصح، والله أعلم.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد المقرئ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا محمد بن يونس الكديمي قَالَ: قدمت بغداد سنة ست ومائتين.
أريد الحج. فأتيت عفان بن مسلم ومعي جزء فيه أحاديث، فقرأ علي منها أحاديث يسيرة ثم رد الجزء علي. فاستزدته فزادني حديثا، فدنوت إليه فقلت له:
كأني بك وتركت أصحاب شعبة اثنين في كل زقاق بالبصرة، فضحك فأخذ الجزء مني فقرأه كله. قَالَ: وحججت في هذه السنة، فرأيت عبد الرزاق فلم أسمع منه شيئا.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ- في كتابه إلينا- أنبأنا الْكُدَيْمِيُّ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ فَذَكَرَ حَدِيثَ الأَعْمَشِ فَقُلْتُ: عِنْدِي منه أَلْفِ حَدِيثٍ. قَالَ: فَحَدِّثْنِي مِنْهُ بِحَدِيثٍ غريب. فقلت. حدّثني عبد الرّحمن بن حمّاد التستري، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا وَقَدْ جَعَلَ لَهُ فِي الأَرْضِ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»
ثُمَّ
ذَاكَرَنِي أَبُو نُعَيْمٍ بِحَدِيثِ الصباغين: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
حدّثنا أبو نعيم، أنبأنا الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أكذب الناس الصّبّاغون والصواغون .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ، حدّثنا إسماعيل بن علي الفحام، حَدَّثَنَا جعفر الدقاق قَالَ: كان الكديمي إذا حدث عن أبي عاصم قَالَ: حَدَّثَنَا الكبش أبو عاصم النبيل.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل، حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ:
رأيت محمد بن يونس حين خرج الناس من البصرة أيام الزنج ومعه جراب عظيم بناحيه الأهواز وهو يحمله. فقلت: ما هذا يا أبا العباس؟ فقال: هذا جراب الخير، هذا علوي، أنجو به. قلت: يعني عوالي حديثه.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَزَّازُ يُعْرَفُ بِابْنِ الزَّهْرَانِيِّ، حدّثنا حسن الصّائغ، حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ قَالَ:
خَرَجْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ نتنزه ولم يبق لنا موضع مجلس غير بستان الأمير، وكان قد منع من الخروج إلى الصحراء، قَالَ: فَلَمَّا قَعَدْنَا وَافَى الأَمِيرُ فقال: خذوهم. قَالَ: فَأَخَذُونَا وَكُنْتُ أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ سِنًّا، فَبَطَحُونِي وَقَعَدُوا عَلَى أَكْتَافِي. قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ اسْمَعْ مِنِّي. قَالَ: هَاتِ. قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الزّبير الحميدي، حدّثنا سفيان بن عينية، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، ارْحَمْ مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ»
. قَالَ: أَعِدْهُ عَلَيَّ، قَالَ: فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِهَؤُلاءِ قُومُوا. ثُمَّ قَالَ لِي: أَنْتَ تَحْفَظُ مِثْلَ هَذَا وَأَنْتَ تَخْرُجُ تَتَنَزَّهُ؟ أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَكَانَ الشَّاذَكُونِيُّ يَقُولُ لِي: نَفَعَكَ حَدِيثُ الحميدي، كذا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وإنما هو ابْنِ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
قرأت في كتاب أبي عبد الله بن بكير بخطه: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي يقول: سمعت جعفر الطيالسي يقول: دخلت البصرة وبها أربعه يذاكرون بالحديث، أحدهم محمد بن يونس الكديمي.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْن محمّد بن زاهر الأسترآباذي، وأبو
مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بن مُحَمَّد الجوهري قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفه، وما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني. ويقال: إنه ما دخل دار دميك اكذب من سليمان الشاذكوني .
حدثت عن أبي نصر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي قَالَ: سمعت علي ابن حمشاذ يقول: سمعت أحمد بن عبد الله الأصبهاني يقول: أتيت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فَقَالَ: أين كنت؟ فقلت: في مجلس الكديمي، فقال: لا تذهب إلى ذاك، فإنه كذاب، فلما كان في بعض الأيام مررت به، وإذا عبد الله يكتب عنه، فقلت: يا أبا عبد الرّحمن أليس قلت لا تكتب عن هذا فإنه كذاب؟ قَالَ: فأومأ بيده إلى فيه أن اسكت، فلما فرغ وقام من عنده قلت: يا أبا عبد الرحمن، أليس قلت لا تكتب عنه؟ قَالَ: إنما أردت بهذا أن لا يجيء الصبيان فيصيروا معنا في الإسناد واحدا، إنما هو يحيي الموتى، أسانيد قد مات صاحبها منذ سنين.
قلت: كان عبد الله بن أحمد اتقى لله من أن يكذب من هو عنده صادق ويحتج بما حكى عنه هذا الأصبهاني، وفي هذه الحكاية نظر من جهته، والله اعلم.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أنبأنا محمد بن حمدويه النيسابوري، قَالَ: سمعت عمرو بْن مُحَمَّد بْن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمّد ابن إسحاق- يعني ابن خزيمة- يقول لي: يا أبا سعيد، كتبت عن محمد بن يونس الكديمي؟ قلت: نعم! قَالَ كتبت عنه بالبصرة في حياة أبي موسى وبندار .
قرأت في كتاب أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي بخطه، أنبأنا أحمد بن الخضر السوسنجردي قَالَ: سمعت الشافعي يقول: سمعت أبا الأحوص محمد بن الهيثم- وسئل عن الكديمي- فقال: تسألونني عنه؟ هو أكبر مني وأكثر علما، ما علمت إلا خيرا .
أنبأنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حدّثنا صالح
ابن أحمد الحافظ قَالَ: سمعت أحمد بن عبيد يقول- وسألته يعني إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن الكديمي- فقال: كنت أراه بالبصرة مع رجل يقال له: عبيد، يأتي المجالس يذاكر يكتب في ألواح.
قَالَ صالح: وسمعت إبراهيم بن محمد بن يعقوب يقول: سمعت إبراهيم بن الحسين- وذكر الكديمي- فقال: رأيته أيام الشاذكوني يذاكرهم .
أنبأنا الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب، حدّثنا محمد بن بكر الجرجاني قَالَ:
سألت إبراهيم بن محمد الدمشقي، عن الكديمي فقال: سمعت الجلة من الشيوخ يحكون عن عبدان الجواليقي قَالَ: فاتني تفسير روح بن عبادة، عن محمد بن معمر البحراني، فكتبته عن محمد بن يونس الكديمي.
ثم حدثت عن أبي عمرو بن حمدان النيسابوري قَالَ: سمعت عبدان الأهوازي- وسئل عن محمد بن يونس الكديمي- فقال: رجل معروف بالطلب والسماع الكثير، فاتني عن محمد بن معمر بعض التفسير، فسمعته من الكديمي .
أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن يونس بن موسى أبو العباس المعروف بالكديمي كتبنا عنه والناس عندنا أحياء بعد السبعين بقليل، ثم بلغنا كلام أبي داود السجستاني فيه فتركناه ورمينا بالذي سمعناه منه .
قلت: لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ، مشهورا بالطلب مقدما في الحديث، حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه، ولم ينشطوا للسماع منه.
فأنبأني أبو بكر أحمد بن علي البردي أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قَالَ: محمد بن يونس الكديمي ابن امرأة روح بن عبادة ذاهب الحديث، تركه يحيى ابن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني، وسمع منه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بْن إسحاق بن خزيمة. وقد حفظ في الكديمي سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يتكلم في محمد بن سنان، وفي محمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحسين بن المنادي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن وهب البصري المعروف بابن التمار الوراق قَالَ: ما أظهر أبو داود السجستاني تكذيب أحد إلا فِي رجلين، الكديمي، وغلام خليل، فذكر أحاديث ذكرها فِي الكديمي إنها كَذِبٌ .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان يقول: كان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من أبي العباس الكديمي ويقول: قد تقرب إلى بأني كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم الأسدي، وما حدث أبي قط عن محمد بن القاسم الأسدي . قلت: وهذا القول لا حجة فيه، لجواز أن يكون هارون بن عبد الله والد موسى سمع من محمد بن القاسم الأسدي، ولم يرو عنه .
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا بكر بن الجعابيّ الحافظ يقول:
سمعت أخا كاخويه يقول: سمعت عمر بن إبراهيم يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: - وهو متعلق بأستار الكعبة- اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث.
حدثت عن أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن حمدون بن خالد يقول: سمعت إبراهيم بن فهد يقول: سمعت عزرة ابن إبراهيم بن عزرة يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: الكديمي- يعني يونس بن موسى- وأخو الكديمي وابن الكديمي، بيت الكذب. قَالَ: وكان ليونس بن موسى أخ يقال له عمر بن موسى يلقب بالحاوي .
حدّثني محمّد بن علي بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يوسف السّهمي
يقول: سئل أبو الحسن الدّارقطنيّ، عن محمد بن يونس الكديمي فسمعته يقول:
قَالَ لي أبو بكر أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الواثق الهاشمي: كنا يوما عند القاسم المطرز، وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة، فمر في كتابه حديث عن الكديمي فامتنع عن قراءته، فقام إليه محمد بن عبد الجبار- وكان قد أكثر عن الكديمي- فقال: أيها الشيخ أحب أن تقرأه، فأبى وَقَالَ: أنا أحاسبه بين يدي الله يوم القيامة، وأقول: إن هذا كان يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى العلماء.
وحدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يقول: سمعت الدارقطني يقول: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث.
وكان مما تكلم موسى بن هارون به في الكديمي حديث شاصونة بن عبيد الذي:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ الأدميّ القاري، حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ.
وأنبأناه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الشافعي، أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ.
وَأَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بن أحمد بن الرّزّاز وسياق الحديث له. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن أبي هاشم- إملاء- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى- إِملاءً- حَدَّثَنَا شَاصُوَنة بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ- مُنْصِرَفًا مِنْ عَدَنٍ، سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا الْجَرْدَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَرَّضِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَارًا بِمَكَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجْهُهُ مِثْلُ دَارَةِ الْقَمَرِ- وَسَمِعْتُ مِنْهُ عَجَبًا، جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا» قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: «صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا حَتَّى شَبَّ. قَالَ: قَالَ أَبِي: فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مُبَارَكَ اليمامة .
هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الأَدَمِيِّ، وَابْنِ خَلادٍ. وَزَادَ أبو عمر قال شاصونة: فسمعت مِنْهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ بِصَنْعَاءَ عَلَى مَعْمَرٍ فَأَرَاهُ يُحَدِّثُ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. قال: ولم أسمع إلا هذا الحديث .
أنبأنا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ- بِالرَّيِّ- قَالَ:
سمعت أَبَا الرَّبِيعِ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَلَخِيَّ قَالَ: سمعت مُحَمَّدَ بن قريش بن سليمان ابن قُرَيْشٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ- بِهَا- يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَمَّالُ مُنْصَرَفِي مِنْ مَجْلِسِ الْكُدَيْمِيِّ فَقَالَ لِي: مَا الَّذِي حَدَّثَكُمُ الْكُدَيْمِيُّ الْيَوْمَ؟ فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ شَاصُونَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْيَمَامِيِّ بِحَدِيثٍ وَذَكَرْتُهُ لَهُ، وَهُوَ حَدِيثُ مُبَارَكِ الْيَمَامَةِ، فَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: أَشْهَدُ أَنَّهُ حَدَّثَ عَمَّنْ لَمْ يَخْلَقْ بَعْدُ. فَنُقِلَ هَذَا الْكَلامُ إِلَى الْكُدَيْمِيِّ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ فَجَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الشَّيْخَ- يَعْنِي مُوسَى بْنَ هَارُونَ- تَكَلَّمَ فِيَّ وَنَسَبَنِي إِلَى أَنَّنِي حَدَّثْتُ عَمَّنْ لَمْ يُخْلَقْ بَعْدُ ، وَقَدْ عَقَدْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ عُقْدَةً لا نَحُلُّهَا إِلا بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ. ثُمَّ أَمْلَى عَلَيْنَا فَقَالَ:
حَدَّثَنَا جَبَلٌ البصرة- أبو عامر العقدي- حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً»
. وَحَدَّثَنَا جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْكُوفَةِ- أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ- حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُهْدِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً غَنَمًا.
قَالَ: وأملى علينا في ذلك المجلس كل حديث فرد، وانتهى الخبر إلى موسى بن هارون فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير. أو كما قال .
أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقى، حَدَّثَنَا أبو عبد الله عثمان بن جعفر العجلي- مستملي ابن شاهين- بحديث الكديمي، عن شاصونة بن عبيد، ثم قَالَ عثمان:
سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا:
هذا كَذِبٌ، من هو شاصونة؟ فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاءوا من عدن فقالوا: وصلنا قرية يقال لها الجردة فلقينا بها شيخا فسألناه عندك شيء من
الحديث؟ قَالَ: نعم. فكتبنا عنه وقلنا ما اسمك؟ قَالَ: محمد بن شاصونة بن عبيد، وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه.
قلت: وقد وقع إلينا حديث شاصونة من غير الكديمي:
أخبرناهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا، قالوا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَحْبُوبِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شاصونة بن عبيد بمكة، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنِي جَدِّي شَاصَوَنَةُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّضُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَارًا بِمَكَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجْهُهُ كَدَارَةِ الْقَمَرِ، فَسمعت مِنْهُ عَجَبًا، أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا؟» فَقَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا .
أَخْبَرَنِي القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أنبأنا محمّد بن حمدويه النيسابوري قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن إِسْحَاق- يَعْنِي الضبعي- وَقَالَ له أبو عبد الله بن يعقوب: قد أكثرت عن الكديمي؟ فقال: سمعت أبا العباس الكديمي يوما وبكى، ثم قَالَ: ألا من رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل إلا من رماني بالكذب في حديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإني خصمه بين يدي الله يوم القيامة.
قَالَ ابن حمدويه: وسمعت أبا بكر غير مرة يقول: ما سمعت أحدا من أهل العلم- يعني بالحديث- يتهم الكديمي في لقيه كل من روى عنه .
حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا علي بن محمّد الإيادي، حَدَّثَنَا أبو بكر الشافعي قَالَ: سمعت جعفر الطيالسي يقول: الكديمي ثقة، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون .
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنشدني خالي أحمد بن عبد الرحمن بن مانويه قَالَ: أنشدني أبو القاسم أحمد بن زيد قَالَ: أنشدني الكديمي:
لا تضرعن لمخلوق على طمع ... فإن ذاك مضرّ منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه ... فإنما هو بين الكاف والنّون
أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا جعفر بن محمّد بن الحاكم المؤدب قَالَ: مات الكديمي في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين ومائتين .
أنبأنا ابن رزق، أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أَبُو العباس محمد بن يونس الكديمي يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وَثمانين وَمائتين، وصلى عَلَيْهِ يُوسُف بْن يَعْقُوب القاضي، وما رأيت أكثر ناسا من مجلسه، وكان ثقة. كذا قَالَ الخطبي .
وهو ابن امرأة روح بن عبادة، سمع عبد اللَّه بْن داود الخريبي، ومحمد بن عبد الله
الأنصاري، وأزهر بن سعد السمان، وأبا داود الطيالسي، وأبا زيد النحوي، وأبا سعيد الأصمعي، وأبا عبيدة معمر بن المثنى، ومؤمل بن إسماعيل، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وأبا عاصم النبيل، وبشر بن عمرو الزهراني، وعبيد الله بن الزبير الحميدي، وأبا نعيم الفضل بن دكين الكوفي، وخلقا سواهم لا يحصون.
وكان حافظا كثير الحديث، سافر وسمع بالحجاز واليمن، ثُمَّ انتقلَ إلى بغداد فسكنها وحدث بِهَا. فروى عنه من أهلها: أبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الحافظ، ومُحَمَّد ابن مخلد، ومحمد بن أَحْمَد الحكيمي، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار، وَمُحَمَّد بْن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بْن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة آخرهم أبو بكر بن مالك القطيعي، وذكر: أن عبيد الله بن أبي طاهر الكديمي حج أربعين حجة.
حَدَّثَنَا أبو الحسن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الحراني المعدّل، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ موسى القرشيّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ- أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ- حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُرَاقِ لِيَرْكَبَهُ اسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا؟ فَمَا رَكِبَكَ آدَمِيٌّ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، قَالَ: فَارْفَضَّ عَرَقًا وَأَقَرَّ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِي هذا الْحَدِيثِ «فَارْفَضَّ عَرَقًا» إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
حدّثنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ قَالَ: قَالَ الكديمي قال لي على بن المدينيّ: عندك ما ليس عندي.
حدّثنا محمّد بن محمّد بن عثمان السواق، حَدَّثَنَا عيسى بن حامد الرخجي قَالَ:
قَالَ لنا الهيثم بن خلف الدوري: كان روح بن عبادة زوج أم أبي العباس الكديمي.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ: ذكر عن محمّد ابن يونس أنه قَالَ: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة .
فأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق قَالَ: سمعت إسماعيل بن علي الخطبي يقول:
قَالَ لي الكديمي: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة. ويقال: إنه ولد ليلة مات هشيم ابن بشير .
حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَحْمَد بن كامل قَالَ: سمعت محمد بن يونس يقول: حضرت جنازة عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سنة ثمان وتسعين ومائة.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين البخاريّ، حدّثنا أبو بكر بن خنب قَالَ: سمعت الكديمي محمد بن يونس وهو يقول: كتبت عن البصريين عن ألف ومائة وستة وثمانين رجلا. قَالَ ابن خنب: وسألته عن سنه فقال: ولدت سنة خمس وثمانين ومائة . قلت: والقول الأول في مولده أصح، والله أعلم.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد المقرئ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا محمد بن يونس الكديمي قَالَ: قدمت بغداد سنة ست ومائتين.
أريد الحج. فأتيت عفان بن مسلم ومعي جزء فيه أحاديث، فقرأ علي منها أحاديث يسيرة ثم رد الجزء علي. فاستزدته فزادني حديثا، فدنوت إليه فقلت له:
كأني بك وتركت أصحاب شعبة اثنين في كل زقاق بالبصرة، فضحك فأخذ الجزء مني فقرأه كله. قَالَ: وحججت في هذه السنة، فرأيت عبد الرزاق فلم أسمع منه شيئا.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ- في كتابه إلينا- أنبأنا الْكُدَيْمِيُّ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ فَذَكَرَ حَدِيثَ الأَعْمَشِ فَقُلْتُ: عِنْدِي منه أَلْفِ حَدِيثٍ. قَالَ: فَحَدِّثْنِي مِنْهُ بِحَدِيثٍ غريب. فقلت. حدّثني عبد الرّحمن بن حمّاد التستري، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا وَقَدْ جَعَلَ لَهُ فِي الأَرْضِ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»
ثُمَّ
ذَاكَرَنِي أَبُو نُعَيْمٍ بِحَدِيثِ الصباغين: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
حدّثنا أبو نعيم، أنبأنا الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أكذب الناس الصّبّاغون والصواغون .
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ، حدّثنا إسماعيل بن علي الفحام، حَدَّثَنَا جعفر الدقاق قَالَ: كان الكديمي إذا حدث عن أبي عاصم قَالَ: حَدَّثَنَا الكبش أبو عاصم النبيل.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب، حَدَّثَنِي جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل، حدّثنا محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ:
رأيت محمد بن يونس حين خرج الناس من البصرة أيام الزنج ومعه جراب عظيم بناحيه الأهواز وهو يحمله. فقلت: ما هذا يا أبا العباس؟ فقال: هذا جراب الخير، هذا علوي، أنجو به. قلت: يعني عوالي حديثه.
أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ الْبَزَّازُ يُعْرَفُ بِابْنِ الزَّهْرَانِيِّ، حدّثنا حسن الصّائغ، حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ قَالَ:
خَرَجْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ نتنزه ولم يبق لنا موضع مجلس غير بستان الأمير، وكان قد منع من الخروج إلى الصحراء، قَالَ: فَلَمَّا قَعَدْنَا وَافَى الأَمِيرُ فقال: خذوهم. قَالَ: فَأَخَذُونَا وَكُنْتُ أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ سِنًّا، فَبَطَحُونِي وَقَعَدُوا عَلَى أَكْتَافِي. قَالَ: قُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ اسْمَعْ مِنِّي. قَالَ: هَاتِ. قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الزّبير الحميدي، حدّثنا سفيان بن عينية، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، ارْحَمْ مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ»
. قَالَ: أَعِدْهُ عَلَيَّ، قَالَ: فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِهَؤُلاءِ قُومُوا. ثُمَّ قَالَ لِي: أَنْتَ تَحْفَظُ مِثْلَ هَذَا وَأَنْتَ تَخْرُجُ تَتَنَزَّهُ؟ أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَكَانَ الشَّاذَكُونِيُّ يَقُولُ لِي: نَفَعَكَ حَدِيثُ الحميدي، كذا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وإنما هو ابْنِ أَبِي قَابُوسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
قرأت في كتاب أبي عبد الله بن بكير بخطه: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي يقول: سمعت جعفر الطيالسي يقول: دخلت البصرة وبها أربعه يذاكرون بالحديث، أحدهم محمد بن يونس الكديمي.
حدّثنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْن محمّد بن زاهر الأسترآباذي، وأبو
مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بن مُحَمَّد الجوهري قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفه، وما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني. ويقال: إنه ما دخل دار دميك اكذب من سليمان الشاذكوني .
حدثت عن أبي نصر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي قَالَ: سمعت علي ابن حمشاذ يقول: سمعت أحمد بن عبد الله الأصبهاني يقول: أتيت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فَقَالَ: أين كنت؟ فقلت: في مجلس الكديمي، فقال: لا تذهب إلى ذاك، فإنه كذاب، فلما كان في بعض الأيام مررت به، وإذا عبد الله يكتب عنه، فقلت: يا أبا عبد الرّحمن أليس قلت لا تكتب عن هذا فإنه كذاب؟ قَالَ: فأومأ بيده إلى فيه أن اسكت، فلما فرغ وقام من عنده قلت: يا أبا عبد الرحمن، أليس قلت لا تكتب عنه؟ قَالَ: إنما أردت بهذا أن لا يجيء الصبيان فيصيروا معنا في الإسناد واحدا، إنما هو يحيي الموتى، أسانيد قد مات صاحبها منذ سنين.
قلت: كان عبد الله بن أحمد اتقى لله من أن يكذب من هو عنده صادق ويحتج بما حكى عنه هذا الأصبهاني، وفي هذه الحكاية نظر من جهته، والله اعلم.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أنبأنا محمد بن حمدويه النيسابوري، قَالَ: سمعت عمرو بْن مُحَمَّد بْن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمّد ابن إسحاق- يعني ابن خزيمة- يقول لي: يا أبا سعيد، كتبت عن محمد بن يونس الكديمي؟ قلت: نعم! قَالَ كتبت عنه بالبصرة في حياة أبي موسى وبندار .
قرأت في كتاب أحمد بن محمد بن علي الأبنوسي بخطه، أنبأنا أحمد بن الخضر السوسنجردي قَالَ: سمعت الشافعي يقول: سمعت أبا الأحوص محمد بن الهيثم- وسئل عن الكديمي- فقال: تسألونني عنه؟ هو أكبر مني وأكثر علما، ما علمت إلا خيرا .
أنبأنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز- بهمذان- حدّثنا صالح
ابن أحمد الحافظ قَالَ: سمعت أحمد بن عبيد يقول- وسألته يعني إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، عن الكديمي- فقال: كنت أراه بالبصرة مع رجل يقال له: عبيد، يأتي المجالس يذاكر يكتب في ألواح.
قَالَ صالح: وسمعت إبراهيم بن محمد بن يعقوب يقول: سمعت إبراهيم بن الحسين- وذكر الكديمي- فقال: رأيته أيام الشاذكوني يذاكرهم .
أنبأنا الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب، حدّثنا محمد بن بكر الجرجاني قَالَ:
سألت إبراهيم بن محمد الدمشقي، عن الكديمي فقال: سمعت الجلة من الشيوخ يحكون عن عبدان الجواليقي قَالَ: فاتني تفسير روح بن عبادة، عن محمد بن معمر البحراني، فكتبته عن محمد بن يونس الكديمي.
ثم حدثت عن أبي عمرو بن حمدان النيسابوري قَالَ: سمعت عبدان الأهوازي- وسئل عن محمد بن يونس الكديمي- فقال: رجل معروف بالطلب والسماع الكثير، فاتني عن محمد بن معمر بعض التفسير، فسمعته من الكديمي .
أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قَالَ: ومحمد بن يونس بن موسى أبو العباس المعروف بالكديمي كتبنا عنه والناس عندنا أحياء بعد السبعين بقليل، ثم بلغنا كلام أبي داود السجستاني فيه فتركناه ورمينا بالذي سمعناه منه .
قلت: لم يزل الكديمي معروفا عند أهل العلم بالحفظ، مشهورا بالطلب مقدما في الحديث، حتى أكثر من روايات الغرائب والمناكير، فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه، ولم ينشطوا للسماع منه.
فأنبأني أبو بكر أحمد بن علي البردي أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قَالَ: محمد بن يونس الكديمي ابن امرأة روح بن عبادة ذاهب الحديث، تركه يحيى ابن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني، وسمع منه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل، ومحمد بْن إسحاق بن خزيمة. وقد حفظ في الكديمي سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يتكلم في محمد بن سنان، وفي محمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحسين بن المنادي، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن وهب البصري المعروف بابن التمار الوراق قَالَ: ما أظهر أبو داود السجستاني تكذيب أحد إلا فِي رجلين، الكديمي، وغلام خليل، فذكر أحاديث ذكرها فِي الكديمي إنها كَذِبٌ .
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ: سَمِعْتُ أبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان يقول: كان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من أبي العباس الكديمي ويقول: قد تقرب إلى بأني كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم الأسدي، وما حدث أبي قط عن محمد بن القاسم الأسدي . قلت: وهذا القول لا حجة فيه، لجواز أن يكون هارون بن عبد الله والد موسى سمع من محمد بن القاسم الأسدي، ولم يرو عنه .
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا بكر بن الجعابيّ الحافظ يقول:
سمعت أخا كاخويه يقول: سمعت عمر بن إبراهيم يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: - وهو متعلق بأستار الكعبة- اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث.
حدثت عن أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن حمدون بن خالد يقول: سمعت إبراهيم بن فهد يقول: سمعت عزرة ابن إبراهيم بن عزرة يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول: الكديمي- يعني يونس بن موسى- وأخو الكديمي وابن الكديمي، بيت الكذب. قَالَ: وكان ليونس بن موسى أخ يقال له عمر بن موسى يلقب بالحاوي .
حدّثني محمّد بن علي بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يوسف السّهمي
يقول: سئل أبو الحسن الدّارقطنيّ، عن محمد بن يونس الكديمي فسمعته يقول:
قَالَ لي أبو بكر أَحْمَد بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الواثق الهاشمي: كنا يوما عند القاسم المطرز، وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة، فمر في كتابه حديث عن الكديمي فامتنع عن قراءته، فقام إليه محمد بن عبد الجبار- وكان قد أكثر عن الكديمي- فقال: أيها الشيخ أحب أن تقرأه، فأبى وَقَالَ: أنا أحاسبه بين يدي الله يوم القيامة، وأقول: إن هذا كان يكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى العلماء.
وحدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعتُ حمزة بْن يُوسُف يقول: سمعت الدارقطني يقول: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث.
وكان مما تكلم موسى بن هارون به في الكديمي حديث شاصونة بن عبيد الذي:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، أنبأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ الأدميّ القاري، حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ.
وأنبأناه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الشافعي، أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ.
وَأَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بن أحمد بن الرّزّاز وسياق الحديث له. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن أبي هاشم- إملاء- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى- إِملاءً- حَدَّثَنَا شَاصُوَنة بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ- مُنْصِرَفًا مِنْ عَدَنٍ، سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا الْجَرْدَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَرَّضِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَارًا بِمَكَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجْهُهُ مِثْلُ دَارَةِ الْقَمَرِ- وَسَمِعْتُ مِنْهُ عَجَبًا، جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا» قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: «صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا حَتَّى شَبَّ. قَالَ: قَالَ أَبِي: فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مُبَارَكَ اليمامة .
هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الأَدَمِيِّ، وَابْنِ خَلادٍ. وَزَادَ أبو عمر قال شاصونة: فسمعت مِنْهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ بِصَنْعَاءَ عَلَى مَعْمَرٍ فَأَرَاهُ يُحَدِّثُ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. قال: ولم أسمع إلا هذا الحديث .
أنبأنا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ- بِالرَّيِّ- قَالَ:
سمعت أَبَا الرَّبِيعِ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَلَخِيَّ قَالَ: سمعت مُحَمَّدَ بن قريش بن سليمان ابن قُرَيْشٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ- بِهَا- يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَمَّالُ مُنْصَرَفِي مِنْ مَجْلِسِ الْكُدَيْمِيِّ فَقَالَ لِي: مَا الَّذِي حَدَّثَكُمُ الْكُدَيْمِيُّ الْيَوْمَ؟ فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ شَاصُونَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْيَمَامِيِّ بِحَدِيثٍ وَذَكَرْتُهُ لَهُ، وَهُوَ حَدِيثُ مُبَارَكِ الْيَمَامَةِ، فَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: أَشْهَدُ أَنَّهُ حَدَّثَ عَمَّنْ لَمْ يَخْلَقْ بَعْدُ. فَنُقِلَ هَذَا الْكَلامُ إِلَى الْكُدَيْمِيِّ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ فَجَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الشَّيْخَ- يَعْنِي مُوسَى بْنَ هَارُونَ- تَكَلَّمَ فِيَّ وَنَسَبَنِي إِلَى أَنَّنِي حَدَّثْتُ عَمَّنْ لَمْ يُخْلَقْ بَعْدُ ، وَقَدْ عَقَدْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ عُقْدَةً لا نَحُلُّهَا إِلا بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ. ثُمَّ أَمْلَى عَلَيْنَا فَقَالَ:
حَدَّثَنَا جَبَلٌ البصرة- أبو عامر العقدي- حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً»
. وَحَدَّثَنَا جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْكُوفَةِ- أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ- حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُهْدِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً غَنَمًا.
قَالَ: وأملى علينا في ذلك المجلس كل حديث فرد، وانتهى الخبر إلى موسى بن هارون فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير. أو كما قال .
أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقى، حَدَّثَنَا أبو عبد الله عثمان بن جعفر العجلي- مستملي ابن شاهين- بحديث الكديمي، عن شاصونة بن عبيد، ثم قَالَ عثمان:
سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا:
هذا كَذِبٌ، من هو شاصونة؟ فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاءوا من عدن فقالوا: وصلنا قرية يقال لها الجردة فلقينا بها شيخا فسألناه عندك شيء من
الحديث؟ قَالَ: نعم. فكتبنا عنه وقلنا ما اسمك؟ قَالَ: محمد بن شاصونة بن عبيد، وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه.
قلت: وقد وقع إلينا حديث شاصونة من غير الكديمي:
أخبرناهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ بِصَيْدَا، قالوا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مَحْبُوبِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شاصونة بن عبيد بمكة، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنِي جَدِّي شَاصَوَنَةُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَرِّضُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دَارًا بِمَكَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجْهُهُ كَدَارَةِ الْقَمَرِ، فَسمعت مِنْهُ عَجَبًا، أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا؟» فَقَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا .
أَخْبَرَنِي القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أنبأنا محمّد بن حمدويه النيسابوري قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن إِسْحَاق- يَعْنِي الضبعي- وَقَالَ له أبو عبد الله بن يعقوب: قد أكثرت عن الكديمي؟ فقال: سمعت أبا العباس الكديمي يوما وبكى، ثم قَالَ: ألا من رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل إلا من رماني بالكذب في حديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإني خصمه بين يدي الله يوم القيامة.
قَالَ ابن حمدويه: وسمعت أبا بكر غير مرة يقول: ما سمعت أحدا من أهل العلم- يعني بالحديث- يتهم الكديمي في لقيه كل من روى عنه .
حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا علي بن محمّد الإيادي، حَدَّثَنَا أبو بكر الشافعي قَالَ: سمعت جعفر الطيالسي يقول: الكديمي ثقة، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون .
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنشدني خالي أحمد بن عبد الرحمن بن مانويه قَالَ: أنشدني أبو القاسم أحمد بن زيد قَالَ: أنشدني الكديمي:
لا تضرعن لمخلوق على طمع ... فإن ذاك مضرّ منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنه ... فإنما هو بين الكاف والنّون
أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا جعفر بن محمّد بن الحاكم المؤدب قَالَ: مات الكديمي في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين ومائتين .
أنبأنا ابن رزق، أنبأنا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي قَالَ: ومات أَبُو العباس محمد بن يونس الكديمي يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وَثمانين وَمائتين، وصلى عَلَيْهِ يُوسُف بْن يَعْقُوب القاضي، وما رأيت أكثر ناسا من مجلسه، وكان ثقة. كذا قَالَ الخطبي .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129890&book=5525#de663d
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، أبو الحارث القرشي المدني :
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=109313&book=5525#60d92e
مُحَمَّد بْن خَالِد بْن الْحُوَيْرِث الْقرشِي من أهل مَكَّة يَرْوِي عَن أَبِيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو روى عَنْهُ عبد الْوَاحِد وروح بْن عبَادَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130326&book=5525#4152b9
مُحَمَّد بن كثير أَبُو إِسْحَاق الْقرشِي الْكُوفِي يروي عَن لَيْث بن أبي سليم وَعَمْرو بن قيس الْملَائي وَالْأَعْمَش تكلم فِيهِ قُتَيْبَة وَقَالَ أَحْمد خرقنا حَدِيثه وَلم يرضه وَكَذَلِكَ قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ كتبنَا عَنهُ عَن لَيْث عجائب وخططت على حَدِيثه وَضَعفه جدا وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130326&book=5525#de9343
محمد بن كثير، أبو إسحاق القرشي الكوفي :
سكن بَغْدَاد، وحدث بِهَا عَنْ ليث بن أبي سليم، والحارث بن حصيرة، وإسماعيل ابن أبي خالد، وعمرو بن قيس الملائي، وسليمان الأعمش. روى عنه موسى بن داود الضبي، وسعيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، ومحمد بْن الصباح الجرجرائي، وقتيبة بن سعيد، والحسن بن عرفة العبدي، ومحمّد بن منصور الطوسي.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السابوري بالبصرة حدّثنا محمّد بن محمويه العسكريّ حدّثنا محمّد بن أحمد بن برد حدّثنا موسى بن داود حدّثنا محمّد بن كثير عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
. حَدَّثَنِي أَبُو القاسم الأزهريّ حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز حدّثنا محمّد بن الحسين ابن حميد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ الْكِنْدِيُّ حدّثنا موسى بن زياد حدّثنا محمّد ابن كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فِي قَوْلِهِ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
[الحجر 75] قَالَ: «لِلْمُتَفَرِّسِينَ»
. كَذَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، وَالأَوَّلُ الْمَحْفُوظُ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ، وَتَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرٍو وَهُوَ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الملائي قال: كَانَ يُقَالُ: اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ- وَسَاقَ الْحَدِيثَ كذلك.
أنبأنا محمّد بن أحمد العتيقي قال نبأنا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني- بمكة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ نبأنا حرملة بن يحيى. حدّثنا ابن وهب حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينظر بنور الله.
حدّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الحافظ حدّثنا عبد الله بن جعفر الثعلبي. قال على: أبو القاسم: ثم اتفقا. قالا: حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي حدّثنا محمّد بن كثير الكوفيّ حدّثنا الأعمش عن عدي ابن ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَقُلْ عَلِيَّ خَيْرُ النَّاسِ فَقَدْ كفر»
. حدّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قِرَاءَةً عَنْ مُحَمَّدِ بن العباس قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن
القاسم الكوكبي أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال قلت ليحيى بن معين: محمّد ابن كَثِيرٍ كُوفِيُّ؟ قَالَ: مَا كَانَ بِهِ بَأْسٌ. قَدِمَ فَنَزَلَ ثُمَّ عِنْدَ نَهْرِ كَرْخَايَا. قُلْتُ: إِنَّهُ رَوَى أَحَادِيثَ مُنْكَرَاتٍ؟ قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ يَرْفَعُهُ «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا» وَبِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعًا: «اقْرَإِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ فَإِذَا لَمْ يَنْهَكْ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ» . فَقَالَ: مَنْ رَوَى هَذَا عَنْهُ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا. فَقَالَ! عيسى هَذَا سَمِعَهُ مِنَ السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ، وَإِنْ كَانَ الشَّيْخُ رَوَى هَذَا فَهُوَ كَذَّابٌ! وَإِلا فإني قد رأيت حديث الشيخ مستقيما.
أنبأنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد السّوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن كثير الكوفي يحدث عن ليث- وهو شيعي ولم يكن به بأس، قد حدث عنه سعدويه.
قَالَ يحيى وقد سمعت منه أنا.
حدّثنا أحمد بن أبي جعفر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: قلت لأبي داود: محمد بن كثير الذي يحدث عن ليث؟ قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: لَيْسَ به بأس. وسمعت أحمد بن حنبل يقول: مزقنا حديثه.
أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ حدّثني إسحاق ابن موسى حَدَّثَنَا أَبُو داود قَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: محمد بن كثير- الذي كان يكون ببغداد ويحدث عن ليث- أحاديثه عن ليث كلها مقلوبة.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي. قالا: حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن كثير كتبنا عنه عن ليث عجائب، وخططت على حديثه، وضعفه جدا.
أنا حمزة بن محمّد بن طاهر [حدّثنا] الوليد بن بكر الأندلسي حدّثنا على ابن أحمد بن زكريا الهاشمي أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: ومحمد بن كثير ضعيف الحديث.
حدّثنا ابن الفضل حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: محمد بن كثير القرشي أبو إسحاق عن ليث هو الكوفي ويقال مولى بني هاشم عن ابن أبي خالد منكر الحديث.
سكن بَغْدَاد، وحدث بِهَا عَنْ ليث بن أبي سليم، والحارث بن حصيرة، وإسماعيل ابن أبي خالد، وعمرو بن قيس الملائي، وسليمان الأعمش. روى عنه موسى بن داود الضبي، وسعيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، ومحمد بْن الصباح الجرجرائي، وقتيبة بن سعيد، والحسن بن عرفة العبدي، ومحمّد بن منصور الطوسي.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السابوري بالبصرة حدّثنا محمّد بن محمويه العسكريّ حدّثنا محمّد بن أحمد بن برد حدّثنا موسى بن داود حدّثنا محمّد بن كثير عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
. حَدَّثَنِي أَبُو القاسم الأزهريّ حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز حدّثنا محمّد بن الحسين ابن حميد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ الْكِنْدِيُّ حدّثنا موسى بن زياد حدّثنا محمّد ابن كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فِي قَوْلِهِ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
[الحجر 75] قَالَ: «لِلْمُتَفَرِّسِينَ»
. كَذَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، وَالأَوَّلُ الْمَحْفُوظُ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرَ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ، وَتَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرٍو وَهُوَ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الملائي قال: كَانَ يُقَالُ: اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ- وَسَاقَ الْحَدِيثَ كذلك.
أنبأنا محمّد بن أحمد العتيقي قال نبأنا يوسف بن أحمد بن يوسف الصيدلاني- بمكة- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ نبأنا حرملة بن يحيى. حدّثنا ابن وهب حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينظر بنور الله.
حدّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الحافظ حدّثنا عبد الله بن جعفر الثعلبي. قال على: أبو القاسم: ثم اتفقا. قالا: حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي حدّثنا محمّد بن كثير الكوفيّ حدّثنا الأعمش عن عدي ابن ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَقُلْ عَلِيَّ خَيْرُ النَّاسِ فَقَدْ كفر»
. حدّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قِرَاءَةً عَنْ مُحَمَّدِ بن العباس قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن
القاسم الكوكبي أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال قلت ليحيى بن معين: محمّد ابن كَثِيرٍ كُوفِيُّ؟ قَالَ: مَا كَانَ بِهِ بَأْسٌ. قَدِمَ فَنَزَلَ ثُمَّ عِنْدَ نَهْرِ كَرْخَايَا. قُلْتُ: إِنَّهُ رَوَى أَحَادِيثَ مُنْكَرَاتٍ؟ قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ يَرْفَعُهُ «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا» وَبِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعًا: «اقْرَإِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ فَإِذَا لَمْ يَنْهَكْ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ» . فَقَالَ: مَنْ رَوَى هَذَا عَنْهُ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا. فَقَالَ! عيسى هَذَا سَمِعَهُ مِنَ السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ، وَإِنْ كَانَ الشَّيْخُ رَوَى هَذَا فَهُوَ كَذَّابٌ! وَإِلا فإني قد رأيت حديث الشيخ مستقيما.
أنبأنا محمد بن عبد الواحد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد السّوسي حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن كثير الكوفي يحدث عن ليث- وهو شيعي ولم يكن به بأس، قد حدث عنه سعدويه.
قَالَ يحيى وقد سمعت منه أنا.
حدّثنا أحمد بن أبي جعفر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عدي الْبَصْرِيّ- فِي كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: قلت لأبي داود: محمد بن كثير الذي يحدث عن ليث؟ قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: لَيْسَ به بأس. وسمعت أحمد بن حنبل يقول: مزقنا حديثه.
أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ حدّثني إسحاق ابن موسى حَدَّثَنَا أَبُو داود قَالَ سمعتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: محمد بن كثير- الذي كان يكون ببغداد ويحدث عن ليث- أحاديثه عن ليث كلها مقلوبة.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المالكي. قالا: حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ حدثنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: محمد بن كثير كتبنا عنه عن ليث عجائب، وخططت على حديثه، وضعفه جدا.
أنا حمزة بن محمّد بن طاهر [حدّثنا] الوليد بن بكر الأندلسي حدّثنا على ابن أحمد بن زكريا الهاشمي أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: ومحمد بن كثير ضعيف الحديث.
حدّثنا ابن الفضل حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حَدَّثَنَا البخاري. قَالَ: محمد بن كثير القرشي أبو إسحاق عن ليث هو الكوفي ويقال مولى بني هاشم عن ابن أبي خالد منكر الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155765&book=5525#6026ea
مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ
ابْنِ الهُدَيْرِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ عَامِرِ بنِ الحَارِثِ بنِ حَارِثَةَ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ.
وَيُقَالُ: أَبُو بَكْرٍ أَخُو أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
وَحَدَّثَ عَنِ: النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَعَنْ: سَلْمَانَ، وَأَبِي رَافِعٍ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ، وَطَائِفَةٍ مُرْسَلاً.
وَعَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ،
وَرَبِيْعَةَ بنِ عَبَّادٍ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، وَمَسْعُوْدِ بنِ الحَكَمِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ، وَحُمْرَانَ، وَذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَرْبُوْعٍ، وَأَبِيْهِ؛ المُنْكَدِرِ، وَخَلْقٍ.وَعَنْهُ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَشُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَرَوْحُ بنُ القَاسِمِ، وَشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَالمُنْكَدِرُ - ابْنُه - وَوَرْقَاءُ بنُ عُمَرَ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَالوَلِيْدُ بنُ أَبِي ثَوْرٍ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ المَاجِشُوْنِ، وَابْنُهُ الآخَرُ؛ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَيُوْسُفُ بنُ إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: لَهُ نَحْوُ مائَتَيْ حَدِيْثٍ.
وَرَوَى: ابْنُ رَاهُوَيْه، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ:
كَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الصَّالِحُوْنَ، وَلَمْ يُدْرِكْ أَحَداً أَجدَرَ أَنْ يَقْبَلَ النَّاسُ مِنْهُ إِذَا قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ، مِنْهُ.
وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: هُوَ حَافِظٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّداً -يَعْنِي: البُخَارِيَّ- سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ؟
فَقَالَ: نَعَمْ، يَقُوْلُ فِي حَدِيْثِهِ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ.
قُلْتُ: إِنَّ ثَبتَ الإِسْنَادُ إِلَى ابْنِ المُنْكَدِرِ بِهَذَا، فَجَيِّدٌ، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ؛ لأَنَّهُ قَرَابَتُهَا، وَخَصِيصٌ بِهَا، وَلَحِقَهَا وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ القُرَّاءِ، لاَ يَتَمَالَكُ البُكَاءَ إِذَا قَرَأَ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَه بِالحِنَّاءِ.
وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ اللاَّلْكَائِيُّ: كَانَ المُنْكَدِرُ خَالَ عَائِشَةَ، فَشَكَا إِلَيْهَا الحَاجَةَ،
فَقَالَتْ: إِنَّ لِي شَيْئاً يَأْتِيْنِي، أَبعَثُ بِهِ إِلَيْكَ.فَجَاءتْهَا عَشْرَةُ آلاَفٍ، فَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ، فَاشْتَرَى جَارِيَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ: مُحَمَّداً، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ سَيِّدَ القُرَّاءِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ الفَضْلِ الأَنِيْسِيُّ، سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ:
أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَائِمٌ يُصَلِّي، إِذِ اسْتَبْكَى، فَكَثُرَ بُكَاؤُهُ، حَتَّى فَزِعَ لَهُ أَهْلُه، وَسَأَلُوْهُ؟ فَاسْتَعجَمَ عَلَيْهِم، وَتَمَادَى فِي البُكَاءِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى أَبِي حَازِمٍ، فَجَاءَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا الَّذِي أَبكَاكَ؟
قَالَ: مَرَّتْ بِيَ آيَةٌ.
قَالَ: وَمَا هِيَ؟
قَالَ: {وَبَدَا لَهُم مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُوْنُوا يَحْتَسِبُوْنَ} .
فَبَكَى أَبُو حَازِمٍ مَعَهُ، فَاشتَدَّ بُكَاؤُهُمَا.
وَرَوَى: عَفِيْفُ بنُ سَالِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ:
أَنَّهُ جَزِعَ عِنْدَ المَوْتِ، فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ تَجزَعُ؟!
قَالَ: أَخْشَى آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ: {وَبَدَا لَهُم مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُوْنُوا يَحْتَسِبُوْنَ} فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَبْدُوَ لِي مِنَ اللهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَحتَسِبُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ لِمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ جَارٌ مُبْتَلَىً، فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَه بِالبَلاَءِ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَه بِالحَمْدِ.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ:
كَانَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ لاَ يَكَادُ أَحَدٌ يَسْأَلُه عَنْ حَدِيْثٍ، إِلاَّ كَانَ يَبْكِي.
وَعَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ: كَابَدتُ نَفْسِي أَرْبَعِيْنَ سَنَةً حَتَّى اسْتَقَامَتْ.
أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ:
إِنَّ اللهَ يَحفَظُ العَبْدَ المُؤْمِنَ فِي وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِه، وَيَحفَظُه فِي دُوَيرَتِه وَدُوَيرَاتٍ حَوْلَه، فَمَا يَزَالُوْنَ فِي حِفْظٍ أَوْ فِي عَافِيَةٍ مَا كَانَ بَيْنَ ظَهْرَانِيْهِم.
وَسَمِعْتُ ابْنَ المُنْكَدِرِ يَقُوْلُ: نِعْمَ العَوْنُ عَلَى تَقْوَى اللهِ الغِنَى.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: بَعَثَ ابْنُ المُنْكَدِرِ إِلَى صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ بِأَرْبَعِيْنَ دِيْنَاراً، ثُمَّ قَالَ لِبَنِيْهِ: يَا بَنِيَّ! مَا ظَنُّكُم بِمَنْ فَرَّغَ صَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ لِعبَادَةِ رَبِّه.أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ عُثْمَانَ بنِ وَاقِدٍ، قَالَ:
قِيْلَ لابْنِ المُنْكَدِرِ: أَيُّ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: الإِفضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: كَانَ سَيِّداً، يُطعِمُ الطَّعَامَ، وَيَجْتَمِعُ عِنْدَه القُرَّاءُ.
وَرَوَى: جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ:
أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ يَقُوْلُ لأُمِّهِ: قُوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ، أَخْبَرَكُم يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُوْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ:
جِئْتُ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا شَيْخٌ يَدْعُو عِنْدَ المِنْبَرِ بِالمَطَرِ، فَجَاءَ المَطَرُ، وَجَاءَ بِصَوْتٍ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، لَيْسَ هَكَذَا أُرِيْدُ.
فَتَبِعتُهُ حَتَّى دَخَلَ دَارَ آلِ حَرَامٍ، أَوْ دَارَ آلِ عُثْمَانَ، فَعَرَضتُ عَلَيْهِ شَيْئاً، فَأَبَى، فَقُلْتُ: أَتَحُجُّ مَعِي؟
فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ لَكَ فِيْهِ أَجرٌ، فَأَكرَهُ أَنْ أَنْفَسَ عَلَيْكَ، وَأَمَّا شَيْءٌ آخُذُه، فَلاَ.
وَبِهِ: إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ المُنْكَدِرِ: إِنِّي لِلَيْلَةٍ مُوَاجِهٌ هَذَا المِنْبَرَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ أَدعُو، إِذَا إِنْسَانٌ عِنْدَ أُسْطُوَانَةٍ مُقَنِّعٌ رَأْسَه، فَأَسْمَعُهُ يَقُوْلُ:
أَيْ رَبِّ، إِنَّ القَحطَ قَدِ اشْتَدَّ عَلَى عِبَادِكَ، وَإِنِّي مُقسِمٌ عَلَيْكَ يَا رَبِّ إِلاَّ سَقَيْتَهُم.
قَالَ: فَمَا كَانَ إِلاَّ سَاعَةٌ، إِذَا سَحَابَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا اللهُ، وَكَانَ عَزِيْزاً عَلَى ابْنِ المُنْكَدِرِ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ، فَقَالَ: هَذَا بِالمَدِيْنَةِ وَلاَ أَعْرِفُه!
فَلَمَّا سَلَّمَ الإِمَامُ، تَقَنَّعَ وَانْصَرَفَ، وَأَتبَعُهُ، وَلَمْ يَجْلِسْ لِلْقَاصِّ حَتَّى أَتَى دَارَ أَنَسٍ، فَدَخَلَ مَوْضِعاً، فَفَتَحَ، وَدَخَلَ.
قَالَ: وَرَجَعتُ، فَلَمَّا سَبَّحتُ،
أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَدخُلُ؟قَالَ: ادْخُلْ.
فَإِذَا هُوَ يُنَجِّرُ أَقْدَاحاً، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحتَ؟ أَصْلَحَكَ اللهُ.
قَالَ: فَاسْتَشهَرَهَا، وَأَعْظَمَهَا مِنِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ إِقسَامَكَ البَارِحَةَ عَلَى اللهِ، يَا أَخِي، هَلْ لَكَ فِي نَفَقَةٍ تُغنِيكَ عَنْ هَذَا، وَتُفَرِّغُكَ لِمَا تُرِيْدُ مِنَ الآخِرَةِ؟
قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ غَيْرُ ذَلِكَ، لاَ تَذْكُرُنِي لأَحَدٍ، وَلاَ تَذْكُرُ هَذَا لأَحَدٍ حَتَّى أَمُوْتَ، وَلاَ تَأْتِنِي يَا ابْنَ المُنْكَدِرِ، فَإِنَّكَ إِنْ تَأْتِنِي شَهَرتَنِي لِلنَّاسِ.
فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَلقَاكَ.
قَالَ: الْقَنِي فِي المَسْجِدِ.
قَالَ: وَكَانَ فَارِسِيّاً، فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ المُنْكَدِرِ لأَحَدٍ حَتَّى مَاتَ الرَّجُلُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ انْتقَلَ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ، فَلَمْ يُرَ، وَلَمْ يُدرَ أَيْنَ ذَهَبَ.
فَقَالَ أَهْلُ تِلْكَ الدَّارِ: اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ المُنْكَدِرِ، أَخْرَجَ عَنَّا الرَّجُلَ الصَّالِحَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ الغَسَّانِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
جِئْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ وَأَنَا مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَحْلَلْتَ لِلْوَلِيْدِ أُمَّ سَلَمَةَ؟
قَالَ: أَنَا! وَلَكِنْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَّثَنِي جَابِرٌ، أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لاَ طَلاَقَ لِمَا لاَ تَمْلِكُ، وَلاَ عِتْقَ لِمَا لاَ تَمْلِكُ).
وَرَوَاهُ: أَحْمَدُ بنُ خُلَيْدٍ الكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ.
وَقَدْ كَانَ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ اسْتَقدَمَ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ فِي عِدَّةٍ مِنَ الفُقَهَاءِ أَفْتَوْهُ فِي طَلاَقِ زَوْجَتِه أُمِّ سَلَمَةَ.
مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ:
أَنَّ المُنْكَدِرَ جَاءَ إِلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، فَشَكَى إِلَيْهَا
الحَاجَةَ، فَقَالَتْ: أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْتِيْنِي أَبعَثُ بِهِ إِلَيْكَ.فَجَاءتْهَا عَشْرَةُ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَتْ: مَا أَسرَعَ مَا امْتُحِنْتِ يَا عَائِشَةُ!
وَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ، فَاتَّخَذَ مِنْهَا جَارِيَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ: مُحَمَّداً، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
كَنَّى أَبُو خَيْثَمَةَ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ مُحَمَّداً: أَبَا عَبْدِ اللهِ.
وَكَنَّاهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ: أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: هُوَ غَايَةٌ فِي الإِتقَانِ وَالحِفظِ وَالزُّهْدِ، حُجَّةٌ.
وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ يَقُوْلُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ سَاهِرَةٍ فِي رِزقِي فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ؟!
وَكَانَ إِذَا بَكَى، مَسَحَ وَجْهَه وَلِحْيَتَه مِنْ دُمُوْعِه، وَيَقُوْلُ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ لاَ تَأْكُلُ مَوْضِعاً مَسَّتْه الدُّمُوْعُ.
وَرُوِيَ: أَنَّهُ كَانَ يَقتَرِضُ وَيَحُجُّ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرْجُو وَفَاءهَا.
وَقَالَ سَهْلُ بنُ مَحْمُوْدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
تَعَبَّدَ ابْنُ المُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلاَمٌ، وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ.
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ : لاَ يُدرَى أَيُّهُم أَفْضَلُ؟
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: قَالَ ابْنُ المُنْكَدِرِ:
إِنِّي لأدخُلُ فِي اللَّيْلِ، فَيُهْوِلُنِي، فَأُصبِحُ حِيْنَ أُصْبِحُ وَمَا قَضَيْتُ مِنْهُ أَرَبِي.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: رَأَيْتُ ابْنَ المُنْكَدِرِ يُصَلِّي فِي مُقَدَّمِ المَسْجِدِ، فَإِذَا انْصَرَفَ، مَشَى قَلِيْلاً، ثُمَّ اسْتَقبَلَ القِبلَةَ، وَمَدَّ يَدَيْهِ، وَدَعَا، ثُمَّ يَنحَرِفُ عَنِ القِبلَةِ، وَيُشهِرُ يَدَيْهِ، وَيَدعُو، يَفْعَلُ ذَلِكَ حِيْنَ يَخْرُجُ فِعْلَ المُوَدِّعِ.
وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ التَّيْمِيُّ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ يَجْلِسُ مَعَ أَصْحَابِه، فَكَانَ يُصِيْبُه صُمَاتٌ، فَكَانَ يَقُوْمُ كَمَا هُوَ حَتَّى
يَضَعَ خَدَّهُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ يَرْجِعُ.فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّهُ يُصِيْبُنِي خَطَرٌ، فَإِذَا وَجَدْتُ ذَلِكَ، اسْتَعَنْتُ بِقَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَكَانَ يَأْتِي مَوْضِعاً مِنَ المَسْجِدِ يَتَمَرَّغُ فِيْهِ، وَيَضطَجِعُ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا المَوْضِعِ.
وَيُرْوَى: أَنَّهُ حَجَّ، فَوَهَبَ كُلَّ مَا مَعَهُ، حَتَّى بَقِيَ فِي إِزَارٍ، فَلَمَّا نَزَلَ بِالرَّوْحَاءِ، قَالَ وَكِيلُه: مَا بَقِيَ مَعَنَا دِرْهَمٌ.
فَرَفَعَ صَوْتَه بِالتَّلبِيَةِ، فَلَبَّى أَصْحَابُهُ وَلَبَّى النَّاسُ، وَبِالمَاءِ مُحَمَّدُ بنُ هِشَامٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَظُنُّ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ بِالمَاءِ.
فَنَظَرُوا، فَقَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: مَا أَظُنُّ مَعَهُ شَيْئاً، احْمِلُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ.
فَأُتِيَ مُحَمَّدٌ بِهَا.
قَالَ المُنْكَدِرُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ أَبِي يَحُجُّ بِوَلَدِهِ، فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ تَحُجُّ بِهَؤُلاَءِ؟
قَالَ: أَعرِضُهُم للهِ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: قَالَ ابْنُ المُنْكَدِرِ:
بَاتَ أَخِي عُمَرُ يُصَلِّي، وَبِتُّ أَغمِزُ قَدَمَ أُمِّي، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: تَبِعَ ابْنُ المُنْكَدِرِ جَنَازَةَ سَفِيْهٍ، فَعُوتِبَ، فَقَالَ:
وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أَرَى رَحمَتَه عَجِزَتْ عَنْ أَحَدٍ.
الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ، قَالَ:
خَرَجَ نَاسٌ غُزَاةً فِي الصَّائِفَةِ، فِيْهِم مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، فَبَيْنَا هُم يَسِيْرُوْنَ فِي السَّاقَةِ، قَالَ رَجُلٌ مِنْهُم: أَشْتَهِي جُبناً رَطِباً.
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَاسْتَطعِمْهُ اللهَ، فَإِنَّهُ قَادِرٌ.
فَدَعَا القَوْمُ، فَلَمْ يَسِيْرُوا إِلاَّ شَيْئاً حَتَّى وَجدُوا مِكتَلاً، فَإِذَا هُوَ جُبنٌ رَطِبٌ، فَقَالَ بَعْضُهُم: لَوْ كَانَ لِهَذَا عَسَلاً.
فَقَالَ: الَّذِي أَطْعَمَكُمُوْهُ قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ.
فَدَعَوْا،
فَسَارُوا قَلِيْلاً، فَوَجَدُوا فَاقِرَةَ عَسَلٍ عَلَى الطَّرِيْقِ، فَنَزَلُوا، فَأَكَلُوا الجُبْنَ وَالعَسَلَ.سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ اليَمَامِيُّ، قَالَ:
اسْتُودِعَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ وَدِيعَةً، فَاحْتَاجَ، فَأَنفَقَهَا، فَجَاءَ صَاحِبُهَا، فَطَلَبَهَا، فَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى، وَدَعَا، فَقَالَ: يَا سَادَّ الهوَاءِ بِالسِّمَاءِ، وَيَا كَابِسَ الأَرْضِ عَلَى المَاءِ، وَيَا وَاحِدُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَبَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، أَدِّ عَنِّي أَمَانَتِي.
فَسَمِعَ قَائِلاً يَقُوْلُ: خُذْ هَذِهِ، فَأَدِّ بِهَا عَنْ أَمَانَتِكَ، وَاقْصِرْ فِي الخُطبَةِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَرَانِي.
رَوَاهَا: ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ سُوَيْدٍ.
وَقِيْلَ: كَانَتْ مائَةَ دِيْنَارٍ.
قَالَ: فَإِذَا بِصُرَّةٍ فِي نَعْلِه، فَأَدَّاهَا إِلَى صَاحِبِهَا.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: فَأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّ الَّذِي وَضَعهَا عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، كَانَ كَثِيْراً مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا.
وَقَالَ ابْنُ المَاجِشُوْنِ: إِنَّ رُؤْيَةَ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ لَتَنْفَعُنِي فِي دِيْنِي.
قَالَ الوَاقِدِيُّ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَخَلِيْفَةُ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ ابْنُ المُنْكَدِرِ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ الفَسَوِيُّ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ.
قِيْلَ: بَلَغَتْ أَحَادِيْثُ ابْنِ المُنْكَدِرِ المُسْنَدَةُ أَزْيَدَ مِنْ مائَتَيْ حَدِيْثٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المُقْرِئُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ غَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، وَأَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحَزْمِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ العُقَيْلِيُّ سَمَاعاً مِنْهُم فِي أَوقَاتٍ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ، وَقَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، وَلُؤْلُؤٍ المُحْسِنِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ القَنَادِيْلِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ قُدَامَةَ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ الخَطِيْبُ، وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ المُعْطِي بنِ البَاشِقِ، وَعَبْدِ المُحْسِنِ بنِ هِبَةِ اللهِ
الفُوَيِّ، أَخْبَرَكُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَكِّيٍّ، قَالُوا:أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا مَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ الكَرَجِيُّ، وَأَخْبَرَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ عِيْسَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، أَنْبَأَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ حُضُوْراً فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو زُرْعَةَ المَقْدِسِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السَّاوِيُّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَسَدٍ المَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ:
سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ: (إِذَا رَمَيْتَ الجَمْرَةَ يَوْم النَّحْرِ، فَقَدْ حَلَّ لَكَ مَا وَرَاءَ النِّسَاءِ ) .
أَخْرَجَاهُ: مِنْ حَدِيْثِ سُفْيَانَ.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِراً يَقُوْلُ:
وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلاَمٌ، فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فَقُلْنَا: لاَ نُكَنِّيكَ أَبَا القَاسِمِ، وَلاَ نُنْعِمُ لَكَ عَيْناً.
فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: (سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ) .
وَأَخْرَجَاهُ : عَنْ جَمَاعَةٍ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
- أَخُوْهُ: عُمَرُ بنُ المُنْكَدِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ العَابِدُ
مِنْ كِبَارِ الصَّالِحِيْنَ.
وَلَهُ تَرْجَمَةٌ فِي (طَبَقَاتِ ابْنِ سَعْدٍ) ، قَلَّمَا رَوَى.
مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ عَلَمُ العُلَمَاءِ الأَبْرَارِ، مَعْدُوْدٌ فِي ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ، وَمِنْ أَعْيَانِ كَتبَةِ المَصَاحِفِ، كَانَ مِنْ ذَلِكَ بُلْغتُهُ.
وُلِدَ: فِي أَيَّامِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ فَمَنْ بَعْدَه، وَحَدَّثَ عَنْهُ.
وَعَنِ: الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَوْذَبٍ، وَهَمَّامُ بنُ يَحْيَى، وَأَبَانُ بنُ يَزِيْدَ العَطَّارُ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ، وَالحَارِثُ بنُ وَجِيْهٍ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَسَاطِيْنِ الرِّوَايَةِ.
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَاسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ، وَحَدِيْثُه فِي دَرَجَةِ الحَسَنِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْت ُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ:
وَدِدْتُ أَنَّ رِزْقِي فِي حَصَاةٍ أَمْتَصُّهَا، لاَ أَلتمِسُ غَيْرَهَا حَتَّى أَمُوْتَ.
وَقَالَ: مُذْ عَرَفْتُ النَّاسَ لَمْ أَفرَحْ بِمَدحِهِم، وَلَمْ أَكرَهْ ذَمَّهُم؛ لأَنَّ حَامِدَهُم مُفرِطٌ، وَذَامَّهُم مُفرِطٌ، إِذَا تَعَلَّمَ العَالِمُ العِلْمَ لِلْعَملِ، كَسَرَهُ، وَإِذَا تَعَلَّمَه لِغَيْرِ العَمَلِ، زَادَهُ فَخراً.
الأَصْمَعِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
مَرَّ المُهَلَّبُ عَلَى مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ مُتبخْتِراً، فَقَالَ:
أَمَا عَلِمتَ أَنَّهَا مِشْيَةٌ يَكرَهُهَا اللهُ إِلاَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ؟!فَقَالَ المُهَلَّبُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟
قَالَ: بَلَى، أَوَّلُكَ نُطفَةٌ مَذِرَةٌ، وَآخِرُكَ جِيْفَةٌ قَذِرَةٌ، وَأَنْتَ فِيْمَا بَيْنَ ذَلِكَ تَحْمِلُ العَذِرَةَ.
فَانْكَسَرَ، وَقَالَ: الآنَ عَرَفْتَنِي حَقَّ المَعْرِفَةِ.
قَالَ حَزْمٌ القُطَعِيُّ: دَخَلنَا عَلَى مَالِكٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، فَرَفَعَ طَرْفَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ البقَاءَ لِبَطْنٍ وَلاَ فَرْجٍ.
قِيْلَ: كَانَ أَبُوْهُ دِيْنَارٌ مِنْ سَبْي سِجِسْتَانَ، وَكَنَّاهُ النَّسَائِيُّ: أَبَا يَحْيَى، وَقَالَ: ثِقَةٌ.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي القَلْبِ حُزْنٌ خَرِبَ.
وَعَنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ، قَالَ: مَنْ تَبَاعدَ مِنْ زَهرَةِ الدُّنْيَا، فَذَاكَ الغَالِبُ هَوَاهُ.
وَرَوَى: رِيَاحٌ القَيْسِيُّ، عَنْهُ، قَالَ:
مَا مِنْ أَعْمَالِ البِرِّ شَيْءٌ، إِلاَّ وَدُوْنَهُ عُقَيْبَةٌ، فَإِنَّ صَبَرَ صَاحِبُهَا، أَفَضتْ بِهِ إِلَى رُوْحٍ، وَإِن جَزِعَ، رَجَعَ.
وَقِيْلَ: دَخَلَ عَلَيْهِ لِصٌّ، فَمَا وَجَدَ مَا يَأْخُذُ، فَنَادَاهُ مَالِكٌ: لَمْ تَجِدْ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا، فَتَرغَبُ فِي شَيْءٍ مِنَ الآخِرَةِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: تَوَضَّأْ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ.
فَفَعَلَ، ثُمَّ جَلَسَ، وَخَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، فَسُئِلَ: مَنْ ذَا؟
قَالَ: جَاءَ لِيَسرِقَ، فَسَرَقْنَاهُ.
عَنْ سَلْمٍ الخَوَّاصِ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ:
خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيْهَا.
قِيْلَ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: مَعْرِفَةُ اللهِ -تَعَالَى-.
وَرَوَى: جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ:
إِنَّ الصِّدِّيْقِيْنَ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ القُرْآنُ، طَرِبَتْ قُلُوْبُهم إِلَى الآخِرَةِ.
ثُمَّ يَقُوْلُ: خُذُوا.
فَيَتْلُو، وَيَقُوْلُ: اسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ الصَّادِقِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِه.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَالِكٌ: ثِقَةٌ، قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، كَانَ يَكْتُبُ المَصَاحِفَ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، قَالَ:
أَتَيْنَا أَنَساً أَنَا، وَثَابِتٌ، وَيَزِيْدُ الرَّقَاشِيُّ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:
مَا أَشْبَهَكم بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَنْتُم أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ عِدَّةِ وَلَدِي، إِلاَّ أَنْ يَكُوْنُوا فِي الفَضْلِ مِثْلَكم، إِنِّي لأَدعُو لَكُم فِي الأَسحَارِ.قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ: ثِقَةٌ، وَلاَ يَكَادُ يُحَدِّثُ عَنْهُ ثِقَةٌ.
قَالَ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى: قَالَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ:
إِنَّهُ لَتَأْتِي عَلَيَّ السَّنَةُ لاَ آكُلُ فِيْهَا لَحماً إِلاَّ مِنْ أُضحِيَتِي يَوْمَ الأَضْحَى.
قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا أَدْرَكتُ أَحَداً أَزْهَدَ مِنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ.
جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
وَدِدْتُ أَنَّ اللهَ يَجْمَعُ الخَلاَئِقَ، فَيَأْذَنُ لِي أَنْ أَسجَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ قَدْ رَضِي عَنِّي، فَيَقُوْلُ لِي: كُنْ تُرَاباً.
قَالَ رِيَاحُ بنُ عَمْرٍو القَيْسِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ:
دَخلَ عَلَيَّ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ وَأَنَا أَكْتُبُ، فَقَالَ: يَا مَالِكُ، مَا لَكَ عَمَلٌ إِلاَّ هَذَا؟
تَنقُلُ كِتَابَ اللهِ، هَذَا -وَاللهِ- الكَسْبُ الحَلاَلُ.
وَعَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: كَانَ أُدمُ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِفِلْسَيْنِ مِلْحٍ.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ يَنسَخُ المُصْحَفَ فِي أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَيَدَعُ أُجْرَتَه عِنْدَ البَقَّالِ، فَيَأْكُلُه.
وَعَنْهُ: لَوِ اسْتَطَعْتُ لَمْ أَنَمْ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ العَذَابُ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، النَّارَ النَّارَ.
قَالَ مُعَلَّى الوَرَّاقُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ:
خَلَطتُ دَقِيْقِي بِالرَّمَادِ، فَضَعُفْتُ عَنِ الصَّلاَةِ.
قَالَ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى: تُوُفِّيَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
ابْنِ الهُدَيْرِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ عَامِرِ بنِ الحَارِثِ بنِ حَارِثَةَ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ.
وَيُقَالُ: أَبُو بَكْرٍ أَخُو أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاَثِيْنَ.
وَحَدَّثَ عَنِ: النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَعَنْ: سَلْمَانَ، وَأَبِي رَافِعٍ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ، وَطَائِفَةٍ مُرْسَلاً.
وَعَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ،
وَرَبِيْعَةَ بنِ عَبَّادٍ، وَأَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ، وَمَسْعُوْدِ بنِ الحَكَمِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ، وَحُمْرَانَ، وَذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَرْبُوْعٍ، وَأَبِيْهِ؛ المُنْكَدِرِ، وَخَلْقٍ.وَعَنْهُ: عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَمُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ، وَمَالِكٌ، وَجَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَشُعْبَةُ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَرَوْحُ بنُ القَاسِمِ، وَشُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجِشُوْنِ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَأَبُو حَنِيْفَةَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَالمُنْكَدِرُ - ابْنُه - وَوَرْقَاءُ بنُ عُمَرَ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَالوَلِيْدُ بنُ أَبِي ثَوْرٍ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ المَاجِشُوْنِ، وَابْنُهُ الآخَرُ؛ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَيُوْسُفُ بنُ إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ عَلِيٌّ: لَهُ نَحْوُ مائَتَيْ حَدِيْثٍ.
وَرَوَى: ابْنُ رَاهُوَيْه، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ:
كَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الصَّالِحُوْنَ، وَلَمْ يُدْرِكْ أَحَداً أَجدَرَ أَنْ يَقْبَلَ النَّاسُ مِنْهُ إِذَا قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ، مِنْهُ.
وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: هُوَ حَافِظٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّداً -يَعْنِي: البُخَارِيَّ- سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ؟
فَقَالَ: نَعَمْ، يَقُوْلُ فِي حَدِيْثِهِ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ.
قُلْتُ: إِنَّ ثَبتَ الإِسْنَادُ إِلَى ابْنِ المُنْكَدِرِ بِهَذَا، فَجَيِّدٌ، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ؛ لأَنَّهُ قَرَابَتُهَا، وَخَصِيصٌ بِهَا، وَلَحِقَهَا وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ القُرَّاءِ، لاَ يَتَمَالَكُ البُكَاءَ إِذَا قَرَأَ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَه بِالحِنَّاءِ.
وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ اللاَّلْكَائِيُّ: كَانَ المُنْكَدِرُ خَالَ عَائِشَةَ، فَشَكَا إِلَيْهَا الحَاجَةَ،
فَقَالَتْ: إِنَّ لِي شَيْئاً يَأْتِيْنِي، أَبعَثُ بِهِ إِلَيْكَ.فَجَاءتْهَا عَشْرَةُ آلاَفٍ، فَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ، فَاشْتَرَى جَارِيَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ: مُحَمَّداً، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ سَيِّدَ القُرَّاءِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ الفَضْلِ الأَنِيْسِيُّ، سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ:
أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَائِمٌ يُصَلِّي، إِذِ اسْتَبْكَى، فَكَثُرَ بُكَاؤُهُ، حَتَّى فَزِعَ لَهُ أَهْلُه، وَسَأَلُوْهُ؟ فَاسْتَعجَمَ عَلَيْهِم، وَتَمَادَى فِي البُكَاءِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى أَبِي حَازِمٍ، فَجَاءَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا الَّذِي أَبكَاكَ؟
قَالَ: مَرَّتْ بِيَ آيَةٌ.
قَالَ: وَمَا هِيَ؟
قَالَ: {وَبَدَا لَهُم مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُوْنُوا يَحْتَسِبُوْنَ} .
فَبَكَى أَبُو حَازِمٍ مَعَهُ، فَاشتَدَّ بُكَاؤُهُمَا.
وَرَوَى: عَفِيْفُ بنُ سَالِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ:
أَنَّهُ جَزِعَ عِنْدَ المَوْتِ، فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ تَجزَعُ؟!
قَالَ: أَخْشَى آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ: {وَبَدَا لَهُم مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُوْنُوا يَحْتَسِبُوْنَ} فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَبْدُوَ لِي مِنَ اللهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَحتَسِبُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ لِمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ جَارٌ مُبْتَلَىً، فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَه بِالبَلاَءِ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَه بِالحَمْدِ.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ:
كَانَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ لاَ يَكَادُ أَحَدٌ يَسْأَلُه عَنْ حَدِيْثٍ، إِلاَّ كَانَ يَبْكِي.
وَعَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ: كَابَدتُ نَفْسِي أَرْبَعِيْنَ سَنَةً حَتَّى اسْتَقَامَتْ.
أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سُوْقَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ:
إِنَّ اللهَ يَحفَظُ العَبْدَ المُؤْمِنَ فِي وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِه، وَيَحفَظُه فِي دُوَيرَتِه وَدُوَيرَاتٍ حَوْلَه، فَمَا يَزَالُوْنَ فِي حِفْظٍ أَوْ فِي عَافِيَةٍ مَا كَانَ بَيْنَ ظَهْرَانِيْهِم.
وَسَمِعْتُ ابْنَ المُنْكَدِرِ يَقُوْلُ: نِعْمَ العَوْنُ عَلَى تَقْوَى اللهِ الغِنَى.
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: بَعَثَ ابْنُ المُنْكَدِرِ إِلَى صَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ بِأَرْبَعِيْنَ دِيْنَاراً، ثُمَّ قَالَ لِبَنِيْهِ: يَا بَنِيَّ! مَا ظَنُّكُم بِمَنْ فَرَّغَ صَفْوَانَ بنَ سُلَيْمٍ لِعبَادَةِ رَبِّه.أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ عُثْمَانَ بنِ وَاقِدٍ، قَالَ:
قِيْلَ لابْنِ المُنْكَدِرِ: أَيُّ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: الإِفضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: كَانَ سَيِّداً، يُطعِمُ الطَّعَامَ، وَيَجْتَمِعُ عِنْدَه القُرَّاءُ.
وَرَوَى: جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ:
أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ يَقُوْلُ لأُمِّهِ: قُوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ، أَخْبَرَكُم يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُوْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ:
جِئْتُ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا شَيْخٌ يَدْعُو عِنْدَ المِنْبَرِ بِالمَطَرِ، فَجَاءَ المَطَرُ، وَجَاءَ بِصَوْتٍ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، لَيْسَ هَكَذَا أُرِيْدُ.
فَتَبِعتُهُ حَتَّى دَخَلَ دَارَ آلِ حَرَامٍ، أَوْ دَارَ آلِ عُثْمَانَ، فَعَرَضتُ عَلَيْهِ شَيْئاً، فَأَبَى، فَقُلْتُ: أَتَحُجُّ مَعِي؟
فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ لَكَ فِيْهِ أَجرٌ، فَأَكرَهُ أَنْ أَنْفَسَ عَلَيْكَ، وَأَمَّا شَيْءٌ آخُذُه، فَلاَ.
وَبِهِ: إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ المُنْكَدِرِ: إِنِّي لِلَيْلَةٍ مُوَاجِهٌ هَذَا المِنْبَرَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ أَدعُو، إِذَا إِنْسَانٌ عِنْدَ أُسْطُوَانَةٍ مُقَنِّعٌ رَأْسَه، فَأَسْمَعُهُ يَقُوْلُ:
أَيْ رَبِّ، إِنَّ القَحطَ قَدِ اشْتَدَّ عَلَى عِبَادِكَ، وَإِنِّي مُقسِمٌ عَلَيْكَ يَا رَبِّ إِلاَّ سَقَيْتَهُم.
قَالَ: فَمَا كَانَ إِلاَّ سَاعَةٌ، إِذَا سَحَابَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا اللهُ، وَكَانَ عَزِيْزاً عَلَى ابْنِ المُنْكَدِرِ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ، فَقَالَ: هَذَا بِالمَدِيْنَةِ وَلاَ أَعْرِفُه!
فَلَمَّا سَلَّمَ الإِمَامُ، تَقَنَّعَ وَانْصَرَفَ، وَأَتبَعُهُ، وَلَمْ يَجْلِسْ لِلْقَاصِّ حَتَّى أَتَى دَارَ أَنَسٍ، فَدَخَلَ مَوْضِعاً، فَفَتَحَ، وَدَخَلَ.
قَالَ: وَرَجَعتُ، فَلَمَّا سَبَّحتُ،
أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَدخُلُ؟قَالَ: ادْخُلْ.
فَإِذَا هُوَ يُنَجِّرُ أَقْدَاحاً، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحتَ؟ أَصْلَحَكَ اللهُ.
قَالَ: فَاسْتَشهَرَهَا، وَأَعْظَمَهَا مِنِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ إِقسَامَكَ البَارِحَةَ عَلَى اللهِ، يَا أَخِي، هَلْ لَكَ فِي نَفَقَةٍ تُغنِيكَ عَنْ هَذَا، وَتُفَرِّغُكَ لِمَا تُرِيْدُ مِنَ الآخِرَةِ؟
قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ غَيْرُ ذَلِكَ، لاَ تَذْكُرُنِي لأَحَدٍ، وَلاَ تَذْكُرُ هَذَا لأَحَدٍ حَتَّى أَمُوْتَ، وَلاَ تَأْتِنِي يَا ابْنَ المُنْكَدِرِ، فَإِنَّكَ إِنْ تَأْتِنِي شَهَرتَنِي لِلنَّاسِ.
فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَلقَاكَ.
قَالَ: الْقَنِي فِي المَسْجِدِ.
قَالَ: وَكَانَ فَارِسِيّاً، فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ المُنْكَدِرِ لأَحَدٍ حَتَّى مَاتَ الرَّجُلُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ انْتقَلَ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ، فَلَمْ يُرَ، وَلَمْ يُدرَ أَيْنَ ذَهَبَ.
فَقَالَ أَهْلُ تِلْكَ الدَّارِ: اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ المُنْكَدِرِ، أَخْرَجَ عَنَّا الرَّجُلَ الصَّالِحَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ الغَسَّانِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
جِئْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ وَأَنَا مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَحْلَلْتَ لِلْوَلِيْدِ أُمَّ سَلَمَةَ؟
قَالَ: أَنَا! وَلَكِنْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَّثَنِي جَابِرٌ، أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لاَ طَلاَقَ لِمَا لاَ تَمْلِكُ، وَلاَ عِتْقَ لِمَا لاَ تَمْلِكُ).
وَرَوَاهُ: أَحْمَدُ بنُ خُلَيْدٍ الكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ.
وَقَدْ كَانَ الوَلِيْدُ بنُ يَزِيْدَ اسْتَقدَمَ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ فِي عِدَّةٍ مِنَ الفُقَهَاءِ أَفْتَوْهُ فِي طَلاَقِ زَوْجَتِه أُمِّ سَلَمَةَ.
مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ العَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ:
أَنَّ المُنْكَدِرَ جَاءَ إِلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، فَشَكَى إِلَيْهَا
الحَاجَةَ، فَقَالَتْ: أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْتِيْنِي أَبعَثُ بِهِ إِلَيْكَ.فَجَاءتْهَا عَشْرَةُ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَتْ: مَا أَسرَعَ مَا امْتُحِنْتِ يَا عَائِشَةُ!
وَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ، فَاتَّخَذَ مِنْهَا جَارِيَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ: مُحَمَّداً، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
كَنَّى أَبُو خَيْثَمَةَ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ مُحَمَّداً: أَبَا عَبْدِ اللهِ.
وَكَنَّاهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ: أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: هُوَ غَايَةٌ فِي الإِتقَانِ وَالحِفظِ وَالزُّهْدِ، حُجَّةٌ.
وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ يَقُوْلُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ سَاهِرَةٍ فِي رِزقِي فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ؟!
وَكَانَ إِذَا بَكَى، مَسَحَ وَجْهَه وَلِحْيَتَه مِنْ دُمُوْعِه، وَيَقُوْلُ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ لاَ تَأْكُلُ مَوْضِعاً مَسَّتْه الدُّمُوْعُ.
وَرُوِيَ: أَنَّهُ كَانَ يَقتَرِضُ وَيَحُجُّ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرْجُو وَفَاءهَا.
وَقَالَ سَهْلُ بنُ مَحْمُوْدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
تَعَبَّدَ ابْنُ المُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلاَمٌ، وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ.
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ : لاَ يُدرَى أَيُّهُم أَفْضَلُ؟
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: قَالَ ابْنُ المُنْكَدِرِ:
إِنِّي لأدخُلُ فِي اللَّيْلِ، فَيُهْوِلُنِي، فَأُصبِحُ حِيْنَ أُصْبِحُ وَمَا قَضَيْتُ مِنْهُ أَرَبِي.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: رَأَيْتُ ابْنَ المُنْكَدِرِ يُصَلِّي فِي مُقَدَّمِ المَسْجِدِ، فَإِذَا انْصَرَفَ، مَشَى قَلِيْلاً، ثُمَّ اسْتَقبَلَ القِبلَةَ، وَمَدَّ يَدَيْهِ، وَدَعَا، ثُمَّ يَنحَرِفُ عَنِ القِبلَةِ، وَيُشهِرُ يَدَيْهِ، وَيَدعُو، يَفْعَلُ ذَلِكَ حِيْنَ يَخْرُجُ فِعْلَ المُوَدِّعِ.
وَقَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ يَعْقُوْبَ التَّيْمِيُّ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ المُنْكَدِرِ يَجْلِسُ مَعَ أَصْحَابِه، فَكَانَ يُصِيْبُه صُمَاتٌ، فَكَانَ يَقُوْمُ كَمَا هُوَ حَتَّى
يَضَعَ خَدَّهُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ يَرْجِعُ.فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّهُ يُصِيْبُنِي خَطَرٌ، فَإِذَا وَجَدْتُ ذَلِكَ، اسْتَعَنْتُ بِقَبْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَكَانَ يَأْتِي مَوْضِعاً مِنَ المَسْجِدِ يَتَمَرَّغُ فِيْهِ، وَيَضطَجِعُ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا المَوْضِعِ.
وَيُرْوَى: أَنَّهُ حَجَّ، فَوَهَبَ كُلَّ مَا مَعَهُ، حَتَّى بَقِيَ فِي إِزَارٍ، فَلَمَّا نَزَلَ بِالرَّوْحَاءِ، قَالَ وَكِيلُه: مَا بَقِيَ مَعَنَا دِرْهَمٌ.
فَرَفَعَ صَوْتَه بِالتَّلبِيَةِ، فَلَبَّى أَصْحَابُهُ وَلَبَّى النَّاسُ، وَبِالمَاءِ مُحَمَّدُ بنُ هِشَامٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَظُنُّ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ بِالمَاءِ.
فَنَظَرُوا، فَقَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: مَا أَظُنُّ مَعَهُ شَيْئاً، احْمِلُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ.
فَأُتِيَ مُحَمَّدٌ بِهَا.
قَالَ المُنْكَدِرُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ أَبِي يَحُجُّ بِوَلَدِهِ، فَقِيْلَ لَهُ: لِمَ تَحُجُّ بِهَؤُلاَءِ؟
قَالَ: أَعرِضُهُم للهِ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: قَالَ ابْنُ المُنْكَدِرِ:
بَاتَ أَخِي عُمَرُ يُصَلِّي، وَبِتُّ أَغمِزُ قَدَمَ أُمِّي، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: تَبِعَ ابْنُ المُنْكَدِرِ جَنَازَةَ سَفِيْهٍ، فَعُوتِبَ، فَقَالَ:
وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أَرَى رَحمَتَه عَجِزَتْ عَنْ أَحَدٍ.
الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ، قَالَ:
خَرَجَ نَاسٌ غُزَاةً فِي الصَّائِفَةِ، فِيْهِم مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، فَبَيْنَا هُم يَسِيْرُوْنَ فِي السَّاقَةِ، قَالَ رَجُلٌ مِنْهُم: أَشْتَهِي جُبناً رَطِباً.
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَاسْتَطعِمْهُ اللهَ، فَإِنَّهُ قَادِرٌ.
فَدَعَا القَوْمُ، فَلَمْ يَسِيْرُوا إِلاَّ شَيْئاً حَتَّى وَجدُوا مِكتَلاً، فَإِذَا هُوَ جُبنٌ رَطِبٌ، فَقَالَ بَعْضُهُم: لَوْ كَانَ لِهَذَا عَسَلاً.
فَقَالَ: الَّذِي أَطْعَمَكُمُوْهُ قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ.
فَدَعَوْا،
فَسَارُوا قَلِيْلاً، فَوَجَدُوا فَاقِرَةَ عَسَلٍ عَلَى الطَّرِيْقِ، فَنَزَلُوا، فَأَكَلُوا الجُبْنَ وَالعَسَلَ.سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ اليَمَامِيُّ، قَالَ:
اسْتُودِعَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ وَدِيعَةً، فَاحْتَاجَ، فَأَنفَقَهَا، فَجَاءَ صَاحِبُهَا، فَطَلَبَهَا، فَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى، وَدَعَا، فَقَالَ: يَا سَادَّ الهوَاءِ بِالسِّمَاءِ، وَيَا كَابِسَ الأَرْضِ عَلَى المَاءِ، وَيَا وَاحِدُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَبَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، أَدِّ عَنِّي أَمَانَتِي.
فَسَمِعَ قَائِلاً يَقُوْلُ: خُذْ هَذِهِ، فَأَدِّ بِهَا عَنْ أَمَانَتِكَ، وَاقْصِرْ فِي الخُطبَةِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَرَانِي.
رَوَاهَا: ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ سُوَيْدٍ.
وَقِيْلَ: كَانَتْ مائَةَ دِيْنَارٍ.
قَالَ: فَإِذَا بِصُرَّةٍ فِي نَعْلِه، فَأَدَّاهَا إِلَى صَاحِبِهَا.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: فَأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّ الَّذِي وَضَعهَا عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، كَانَ كَثِيْراً مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا.
وَقَالَ ابْنُ المَاجِشُوْنِ: إِنَّ رُؤْيَةَ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ لَتَنْفَعُنِي فِي دِيْنِي.
قَالَ الوَاقِدِيُّ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَخَلِيْفَةُ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ ابْنُ المُنْكَدِرِ سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ الفَسَوِيُّ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ.
قِيْلَ: بَلَغَتْ أَحَادِيْثُ ابْنِ المُنْكَدِرِ المُسْنَدَةُ أَزْيَدَ مِنْ مائَتَيْ حَدِيْثٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المُقْرِئُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ غَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ، وَأَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحَزْمِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَارِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ العُقَيْلِيُّ سَمَاعاً مِنْهُم فِي أَوقَاتٍ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ، وَقَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، وَلُؤْلُؤٍ المُحْسِنِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ القَنَادِيْلِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ قُدَامَةَ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ الخَطِيْبُ، وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ المُعْطِي بنِ البَاشِقِ، وَعَبْدِ المُحْسِنِ بنِ هِبَةِ اللهِ
الفُوَيِّ، أَخْبَرَكُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَكِّيٍّ، قَالُوا:أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا مَكِّيُّ بنُ عَلاَّنَ الكَرَجِيُّ، وَأَخْبَرَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ عِيْسَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، أَنْبَأَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ حُضُوْراً فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو زُرْعَةَ المَقْدِسِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ السَّاوِيُّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَسَدٍ المَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ:
سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ: (إِذَا رَمَيْتَ الجَمْرَةَ يَوْم النَّحْرِ، فَقَدْ حَلَّ لَكَ مَا وَرَاءَ النِّسَاءِ ) .
أَخْرَجَاهُ: مِنْ حَدِيْثِ سُفْيَانَ.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِراً يَقُوْلُ:
وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلاَمٌ، فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فَقُلْنَا: لاَ نُكَنِّيكَ أَبَا القَاسِمِ، وَلاَ نُنْعِمُ لَكَ عَيْناً.
فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: (سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ) .
وَأَخْرَجَاهُ : عَنْ جَمَاعَةٍ، عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
- أَخُوْهُ: عُمَرُ بنُ المُنْكَدِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ العَابِدُ
مِنْ كِبَارِ الصَّالِحِيْنَ.
وَلَهُ تَرْجَمَةٌ فِي (طَبَقَاتِ ابْنِ سَعْدٍ) ، قَلَّمَا رَوَى.
مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ عَلَمُ العُلَمَاءِ الأَبْرَارِ، مَعْدُوْدٌ فِي ثِقَاتِ التَّابِعِيْنَ، وَمِنْ أَعْيَانِ كَتبَةِ المَصَاحِفِ، كَانَ مِنْ ذَلِكَ بُلْغتُهُ.
وُلِدَ: فِي أَيَّامِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ فَمَنْ بَعْدَه، وَحَدَّثَ عَنْهُ.
وَعَنِ: الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَوْذَبٍ، وَهَمَّامُ بنُ يَحْيَى، وَأَبَانُ بنُ يَزِيْدَ العَطَّارُ، وَعَبْدُ السَّلاَمِ بنُ حَرْبٍ، وَالحَارِثُ بنُ وَجِيْهٍ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَسَاطِيْنِ الرِّوَايَةِ.
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَاسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ، وَحَدِيْثُه فِي دَرَجَةِ الحَسَنِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْت ُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ:
وَدِدْتُ أَنَّ رِزْقِي فِي حَصَاةٍ أَمْتَصُّهَا، لاَ أَلتمِسُ غَيْرَهَا حَتَّى أَمُوْتَ.
وَقَالَ: مُذْ عَرَفْتُ النَّاسَ لَمْ أَفرَحْ بِمَدحِهِم، وَلَمْ أَكرَهْ ذَمَّهُم؛ لأَنَّ حَامِدَهُم مُفرِطٌ، وَذَامَّهُم مُفرِطٌ، إِذَا تَعَلَّمَ العَالِمُ العِلْمَ لِلْعَملِ، كَسَرَهُ، وَإِذَا تَعَلَّمَه لِغَيْرِ العَمَلِ، زَادَهُ فَخراً.
الأَصْمَعِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
مَرَّ المُهَلَّبُ عَلَى مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ مُتبخْتِراً، فَقَالَ:
أَمَا عَلِمتَ أَنَّهَا مِشْيَةٌ يَكرَهُهَا اللهُ إِلاَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ؟!فَقَالَ المُهَلَّبُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟
قَالَ: بَلَى، أَوَّلُكَ نُطفَةٌ مَذِرَةٌ، وَآخِرُكَ جِيْفَةٌ قَذِرَةٌ، وَأَنْتَ فِيْمَا بَيْنَ ذَلِكَ تَحْمِلُ العَذِرَةَ.
فَانْكَسَرَ، وَقَالَ: الآنَ عَرَفْتَنِي حَقَّ المَعْرِفَةِ.
قَالَ حَزْمٌ القُطَعِيُّ: دَخَلنَا عَلَى مَالِكٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، فَرَفَعَ طَرْفَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ البقَاءَ لِبَطْنٍ وَلاَ فَرْجٍ.
قِيْلَ: كَانَ أَبُوْهُ دِيْنَارٌ مِنْ سَبْي سِجِسْتَانَ، وَكَنَّاهُ النَّسَائِيُّ: أَبَا يَحْيَى، وَقَالَ: ثِقَةٌ.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي القَلْبِ حُزْنٌ خَرِبَ.
وَعَنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ، قَالَ: مَنْ تَبَاعدَ مِنْ زَهرَةِ الدُّنْيَا، فَذَاكَ الغَالِبُ هَوَاهُ.
وَرَوَى: رِيَاحٌ القَيْسِيُّ، عَنْهُ، قَالَ:
مَا مِنْ أَعْمَالِ البِرِّ شَيْءٌ، إِلاَّ وَدُوْنَهُ عُقَيْبَةٌ، فَإِنَّ صَبَرَ صَاحِبُهَا، أَفَضتْ بِهِ إِلَى رُوْحٍ، وَإِن جَزِعَ، رَجَعَ.
وَقِيْلَ: دَخَلَ عَلَيْهِ لِصٌّ، فَمَا وَجَدَ مَا يَأْخُذُ، فَنَادَاهُ مَالِكٌ: لَمْ تَجِدْ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا، فَتَرغَبُ فِي شَيْءٍ مِنَ الآخِرَةِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: تَوَضَّأْ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ.
فَفَعَلَ، ثُمَّ جَلَسَ، وَخَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، فَسُئِلَ: مَنْ ذَا؟
قَالَ: جَاءَ لِيَسرِقَ، فَسَرَقْنَاهُ.
عَنْ سَلْمٍ الخَوَّاصِ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ:
خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيْهَا.
قِيْلَ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: مَعْرِفَةُ اللهِ -تَعَالَى-.
وَرَوَى: جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ:
إِنَّ الصِّدِّيْقِيْنَ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ القُرْآنُ، طَرِبَتْ قُلُوْبُهم إِلَى الآخِرَةِ.
ثُمَّ يَقُوْلُ: خُذُوا.
فَيَتْلُو، وَيَقُوْلُ: اسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ الصَّادِقِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِه.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: مَالِكٌ: ثِقَةٌ، قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، كَانَ يَكْتُبُ المَصَاحِفَ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، قَالَ:
أَتَيْنَا أَنَساً أَنَا، وَثَابِتٌ، وَيَزِيْدُ الرَّقَاشِيُّ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:
مَا أَشْبَهَكم بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَنْتُم أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ عِدَّةِ وَلَدِي، إِلاَّ أَنْ يَكُوْنُوا فِي الفَضْلِ مِثْلَكم، إِنِّي لأَدعُو لَكُم فِي الأَسحَارِ.قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ: ثِقَةٌ، وَلاَ يَكَادُ يُحَدِّثُ عَنْهُ ثِقَةٌ.
قَالَ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى: قَالَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ:
إِنَّهُ لَتَأْتِي عَلَيَّ السَّنَةُ لاَ آكُلُ فِيْهَا لَحماً إِلاَّ مِنْ أُضحِيَتِي يَوْمَ الأَضْحَى.
قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا أَدْرَكتُ أَحَداً أَزْهَدَ مِنْ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ.
جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
وَدِدْتُ أَنَّ اللهَ يَجْمَعُ الخَلاَئِقَ، فَيَأْذَنُ لِي أَنْ أَسجَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ قَدْ رَضِي عَنِّي، فَيَقُوْلُ لِي: كُنْ تُرَاباً.
قَالَ رِيَاحُ بنُ عَمْرٍو القَيْسِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ:
دَخلَ عَلَيَّ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ وَأَنَا أَكْتُبُ، فَقَالَ: يَا مَالِكُ، مَا لَكَ عَمَلٌ إِلاَّ هَذَا؟
تَنقُلُ كِتَابَ اللهِ، هَذَا -وَاللهِ- الكَسْبُ الحَلاَلُ.
وَعَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: كَانَ أُدمُ مَالِكِ بنِ دِيْنَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِفِلْسَيْنِ مِلْحٍ.
قَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ يَنسَخُ المُصْحَفَ فِي أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَيَدَعُ أُجْرَتَه عِنْدَ البَقَّالِ، فَيَأْكُلُه.
وَعَنْهُ: لَوِ اسْتَطَعْتُ لَمْ أَنَمْ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ العَذَابُ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، النَّارَ النَّارَ.
قَالَ مُعَلَّى الوَرَّاقُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ:
خَلَطتُ دَقِيْقِي بِالرَّمَادِ، فَضَعُفْتُ عَنِ الصَّلاَةِ.
قَالَ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى: تُوُفِّيَ مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَنَةَ ثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122306&book=5525#38429e
مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ القُرَشِيُّ المَدَنِيُّ
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الصَّادِقُ، بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، المَدَنِيُّ، وَكَانَ عَجْلاَنُ مَوْلَى لِفَاطِمَةَ بِنْتِ الوَلِيْدِ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ الأَشْجَعِيِّ - وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ لَهُ - وَرَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ
بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وَالنُّعْمَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، وَأَبِي الحُبَابِ سَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ، وَصَيْفِيٍّ مَوْلَى أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مِقْسَمٍ، وَعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ، وَالقَعْقَاعِ بنِ حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَعَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ إِنْ صَحَّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ - وَمَاتَ قَبْلَه بِدَهْرٍ - وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ بُخْتٍ كَذَلِكَ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ المَكِّيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَصَفْوَانُ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ فَقِيْهاً، مُفْتِياً، عَابِداً، صَدُوقاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، لَهُ حَلْقَةٌ كَبِيْرَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَقَدْ خَرَجَ عَلَى المَنْصُوْرِ مَعَ ابْنِ حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ حَسَنٍ همَّ وَالِي المَدِيْنَةِ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ أَنْ يَجلِدَه.
فَقَالُوا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ البَصْرِيَّ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا، أَكُنْتَ تَضرِبُه؟
قَالَ: لاَ.
قِيْلَ: فَابْنُ عَجْلاَنَ فِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ، كَالحَسَنِ فِي أَهْلِ البَصْرَةِ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ همَّ بِقَطعِ يَدِه، حَتَّى كَلَّمُوْهُ، وَازدحمَ عَلَى بَابِه النَّاسُ.
قَالَ: فَعَفَا عَنْهُ.
رَوَى: عَبَّاسُ بنُ نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عِيْسَى، قَالَ:
مَكَثَ ابْنُ عَجْلاَنَ فِي بَطْنِ أَمِّهِ ثَلاَثَ سِنِيْنَ، فَشُقَّ بَطْنُهَا، فَأُخرِجَ مِنْهُ، وَقَدْ نَبتَتْ أَسْنَانُه.
رَوَاهَا: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الغَافِقِيُّ، عَنْ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ
مُسْلِمٍ، قَالَ:قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حُدِّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: لاَ تَحْمِلُ المَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظِلِّ مِغزلٍ.
فَقَالَ: مَنْ يَقُوْل هَذَا؟ هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلاَنَ جَارتُنَا، امْرَأَةُ صِدْقٍ، وَلدَتْ ثَلاَثَ أَوْلاَدٍ فِي ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِيْنَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: أَنَا وُلدْتُ فِي أَرْبَعِ سِنِيْنَ، فِي حَيَاةِ أَبِي.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ يَقُوْلُ: حُمِلَ بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
قَدْ يَكُوْنَ الحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ، أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ -يَعْنِي: نَفْسَه-.
وَرَوَى: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ:
لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِأَهْلِ العِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، كُنْتُ أُشَبِّهُه بِاليَاقُوْتَةِ بَيْنَ العُلَمَاءِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لابْنِ عَجْلاَنَ قَدْرٌ وَفَضْلٌ بِالمَدِيْنَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَأَرَادَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِه، فَسَمِعَ ضَجَّةً، وَكَانَ عِنْدَه الأَكَابِرُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟
قَالُوا: هَذِهِ ضَجَّةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، يَدْعُوْنَ لابْنِ عَجْلاَنَ، فَلَوْ عَفَوتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا غُرَّ، وَأَخْطَأَ فِي الرِّوَايَةِ، ظنَّ أَنَّهُ المَهْدِيُّ.
فَأَطلَقَه، وَعَفَا عَنْهُ.
أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ:
كَانَ ابْنُ عَجْلاَنَ مُضْطَرِبَ الحَدِيْثِ فِي حَدِيْثِ نَافِعٍ.
وَقَالَ الفَلاَّسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي القَتْلِ فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي.فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ خَالَفَه يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
فَقَالَ: أَأُحَدِّثُ بِهِ؟!
كَأَنَّهُ تَعجَّبَ.
قُلْتُ: وَثَّقَ ابْنَ عَجْلاَنَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ.
وَهُوَ حَسنُ الحَدِيْثِ، وَأَقْوَى مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَكِنْ مَا هُوَ فِي قُوَّةِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَنَحْوِه.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَتَكَلَّمَ المُتَأَخِّرُوْنَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِه.
عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
ابْنُ عَجْلاَنَ أَوْثَقُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، مَا يَشكُّ فِي هَذَا أَحَدٌ.
وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، مَعَ تَعَنُّتِه فِي نَقدِ الرِّجَالِ.
وَقَالَ ابْنُ القَاسِمِ: قِيْلَ لِمَالِكٍ: إِنَّ نَاساً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يُحَدِّثُوْنَ -يَعْنِي: بِحَدِيْثِ خَلقِ آدَمَ عَلَى صُوْرَتِه-.
فَقَالَ: مَنْ هُم؟
قِيْلَ: ابْنُ عَجْلاَنَ.
قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَجْلاَنَ يَعْرِفُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ عَالِماً.
قُلْتُ: لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ مُحَمَّدٌ.
وَالحَدِيْثُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ).
وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: عَنِ
ابْنِ أَبِي الوَزِيْرِ، عَنْ مَالِكٍ: أَنَّهُ ذَكَرَ ابْنَ عَجْلاَنَ، فَذَكَرَ خَيْراً.قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ نَصْرٍ، سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى القَطَّانُ، قَالَ:
قَدِمْتُ الكُوْفَةَ وَبِهَا ابْنُ عَجْلاَنَ، وَبِهَا مِمَّنْ يُطلَبُ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَمَلِيْحُ بنُ وَكِيْعٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ.
فَقُلْتُ: نَأتِي ابْنَ عَجْلاَنَ.
فَقَالَ يُوْسُفُ السَّمْتِيُّ: نَقْلِبُ عَلَيْهِ حَدِيْثَه، حَتَّى نَنظُرَ فَهمَهُ.
قَالَ: فَفَعَلُوا، فَمَا كَانَ عَنْ أَبِيْهِ، جَعَلُوْهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَفْسِه، وَمَا كَانَ لِلْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، جَعَلُوْهُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَدَخَلُوا، فَسَأَلُوْهُ، فَمرَّ فِيْهَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ آخرِ الكِتَابِ، تَنَبَّهَ، فَقَالَ: أَعدْ.
فَعرضَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا سَأَلتُمُوْنِي عَنْ أَبِيْهِ، فَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ، وَمَا سَأَلتُمُوْنِي عَنْ سَعِيْدٍ، فَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي بِهِ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى يُوْسُفَ بنِ خَالِدٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ شَيْنِي وَعَيْبِي، فَسَلَبَكَ اللهُ الإِسْلاَمَ.
وَأَقْبَلَ عَلَى حَفْصٍ، فَقَالَ: ابْتَلاَكَ اللهُ فِي دِيْنِكَ وَدُنْيَاكَ.
وَأَقْبَلَ عَلَى الآخرِ، فَقَالَ: لاَ نَفعَكَ اللهُ بِعِلْمِكَ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: فَمَاتَ مَلِيْحُ بنُ وَكِيْعٍ وَمَا انْتُفِعَ بِعِلْمِه، وَابْتُلِيَ حَفْصٌ بِالفَالِجِ وَبِالقَضَاءِ، وَلَمْ يَمُتْ يُوْسُفُ حَتَّى اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ.
فَهَذِهِ الحِكَايَة فِيْهَا نَظَرٌ، وَمَا أَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ هَذَا، وَمَلِيْحٌ لاَ يُدرَى مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَكُنْ لِوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ وَلدٌ يَطْلُبُ أَيَّامَ ابْنِ عَجْلاَنَ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ ظَهرَ لَهُم قَلْبُ الأَسَانِيْدِ عَلَى الشُّيُوْخِ، إِنَّمَا فُعِلَ هَذَا بَعْدَ المائَتَيْنِ.
وَقَدْ رُوِيَ حَدِيْثٌ لابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ
أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُوْنَ شَافَهَهُ.قَالُوا: وَمَاتَ ابْنُ عَجْلاَنَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَدْ أَوْرَدَ البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ) لَهُ، فِي مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، قَوْلَ يَحْيَى القَطَّانِ فِي مُحَمَّدٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يُتقِنْ أَحَادِيْثَ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيْهِ، وَأَحَادِيْثَ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -يَعْنِي: أَنَّهُ رُبَّمَا اخْتلطَ عَلَيْهِ هَذَا بِهَذَا-.
وَقَدْ ذَكرتُ ابْنَ عَجْلاَنَ فِي (المِيْزَانِ) ، فَحَدِيْثُه إِنْ لَمْ يَبلُغْ رُتبَةَ الصَّحِيْحِ، فَلاَ يَنحطُّ عَنْ رُتبَةِ الحَسَنِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ الحَافِظُ، وَخَلْقٌ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ كُلَيْبٍ، وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَالخَضِرُ بنُ حَمُّوَيْه، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُم، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَالآخرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يُتَّقَى بِالجَنَاحِ الَّذِي فِيْهِ الدَّاءُ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ ) .
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ، عَالٍ.
أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ بِشْرٍ، فَوَقَعَ بَدَلاً عَالِياً.
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الصَّادِقُ، بَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، المَدَنِيُّ، وَكَانَ عَجْلاَنُ مَوْلَى لِفَاطِمَةَ بِنْتِ الوَلِيْدِ بنِ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ الأَشْجَعِيِّ - وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ لَهُ - وَرَجَاءِ بنِ حَيْوَةَ، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ
بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وَالنُّعْمَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، وَأَبِي الحُبَابِ سَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ، وَصَيْفِيٍّ مَوْلَى أَبِي أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مِقْسَمٍ، وَعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُنَيْنٍ، وَالقَعْقَاعِ بنِ حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ قَيْسِ بنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَعَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتَادَةَ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.وَقِيْلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ إِنْ صَحَّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ - وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَزَيْدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَةَ - وَمَاتَ قَبْلَه بِدَهْرٍ - وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ بُخْتٍ كَذَلِكَ، وَصَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَمَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَجَاءٍ المَكِّيُّ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ، وَصَفْوَانُ بنُ عِيْسَى، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ فَقِيْهاً، مُفْتِياً، عَابِداً، صَدُوقاً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، لَهُ حَلْقَةٌ كَبِيْرَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَقَدْ خَرَجَ عَلَى المَنْصُوْرِ مَعَ ابْنِ حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ حَسَنٍ همَّ وَالِي المَدِيْنَةِ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ أَنْ يَجلِدَه.
فَقَالُوا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ البَصْرِيَّ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا، أَكُنْتَ تَضرِبُه؟
قَالَ: لاَ.
قِيْلَ: فَابْنُ عَجْلاَنَ فِي أَهْلِ المَدِيْنَةِ، كَالحَسَنِ فِي أَهْلِ البَصْرَةِ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ همَّ بِقَطعِ يَدِه، حَتَّى كَلَّمُوْهُ، وَازدحمَ عَلَى بَابِه النَّاسُ.
قَالَ: فَعَفَا عَنْهُ.
رَوَى: عَبَّاسُ بنُ نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بنِ عِيْسَى، قَالَ:
مَكَثَ ابْنُ عَجْلاَنَ فِي بَطْنِ أَمِّهِ ثَلاَثَ سِنِيْنَ، فَشُقَّ بَطْنُهَا، فَأُخرِجَ مِنْهُ، وَقَدْ نَبتَتْ أَسْنَانُه.
رَوَاهَا: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الغَافِقِيُّ، عَنْ عَبَّاسٍ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى الفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ
مُسْلِمٍ، قَالَ:قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حُدِّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: لاَ تَحْمِلُ المَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظِلِّ مِغزلٍ.
فَقَالَ: مَنْ يَقُوْل هَذَا؟ هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلاَنَ جَارتُنَا، امْرَأَةُ صِدْقٍ، وَلدَتْ ثَلاَثَ أَوْلاَدٍ فِي ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِيْنَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ دَاوُدَ الزَّنْبَرِيُّ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: أَنَا وُلدْتُ فِي أَرْبَعِ سِنِيْنَ، فِي حَيَاةِ أَبِي.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ يَقُوْلُ: حُمِلَ بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:
قَدْ يَكُوْنَ الحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ، أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ -يَعْنِي: نَفْسَه-.
وَرَوَى: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ:
لَمْ يَكُنْ بِالمَدِيْنَةِ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِأَهْلِ العِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، كُنْتُ أُشَبِّهُه بِاليَاقُوْتَةِ بَيْنَ العُلَمَاءِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لابْنِ عَجْلاَنَ قَدْرٌ وَفَضْلٌ بِالمَدِيْنَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَأَرَادَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِه، فَسَمِعَ ضَجَّةً، وَكَانَ عِنْدَه الأَكَابِرُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟
قَالُوا: هَذِهِ ضَجَّةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، يَدْعُوْنَ لابْنِ عَجْلاَنَ، فَلَوْ عَفَوتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا غُرَّ، وَأَخْطَأَ فِي الرِّوَايَةِ، ظنَّ أَنَّهُ المَهْدِيُّ.
فَأَطلَقَه، وَعَفَا عَنْهُ.
أَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ:
كَانَ ابْنُ عَجْلاَنَ مُضْطَرِبَ الحَدِيْثِ فِي حَدِيْثِ نَافِعٍ.
وَقَالَ الفَلاَّسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي القَتْلِ فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي.فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ خَالَفَه يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
فَقَالَ: أَأُحَدِّثُ بِهِ؟!
كَأَنَّهُ تَعجَّبَ.
قُلْتُ: وَثَّقَ ابْنَ عَجْلاَنَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمَالِكٌ.
وَهُوَ حَسنُ الحَدِيْثِ، وَأَقْوَى مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَكِنْ مَا هُوَ فِي قُوَّةِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَنَحْوِه.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَتَكَلَّمَ المُتَأَخِّرُوْنَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِه.
عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ:
ابْنُ عَجْلاَنَ أَوْثَقُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو، مَا يَشكُّ فِي هَذَا أَحَدٌ.
وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، مَعَ تَعَنُّتِه فِي نَقدِ الرِّجَالِ.
وَقَالَ ابْنُ القَاسِمِ: قِيْلَ لِمَالِكٍ: إِنَّ نَاساً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يُحَدِّثُوْنَ -يَعْنِي: بِحَدِيْثِ خَلقِ آدَمَ عَلَى صُوْرَتِه-.
فَقَالَ: مَنْ هُم؟
قِيْلَ: ابْنُ عَجْلاَنَ.
قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَجْلاَنَ يَعْرِفُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ عَالِماً.
قُلْتُ: لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ مُحَمَّدٌ.
وَالحَدِيْثُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ).
وَقَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: عَنِ
ابْنِ أَبِي الوَزِيْرِ، عَنْ مَالِكٍ: أَنَّهُ ذَكَرَ ابْنَ عَجْلاَنَ، فَذَكَرَ خَيْراً.قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ نَصْرٍ، سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى القَطَّانُ، قَالَ:
قَدِمْتُ الكُوْفَةَ وَبِهَا ابْنُ عَجْلاَنَ، وَبِهَا مِمَّنْ يُطلَبُ: حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَمَلِيْحُ بنُ وَكِيْعٍ، وَابْنُ إِدْرِيْسَ.
فَقُلْتُ: نَأتِي ابْنَ عَجْلاَنَ.
فَقَالَ يُوْسُفُ السَّمْتِيُّ: نَقْلِبُ عَلَيْهِ حَدِيْثَه، حَتَّى نَنظُرَ فَهمَهُ.
قَالَ: فَفَعَلُوا، فَمَا كَانَ عَنْ أَبِيْهِ، جَعَلُوْهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَفْسِه، وَمَا كَانَ لِلْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، جَعَلُوْهُ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَدَخَلُوا، فَسَأَلُوْهُ، فَمرَّ فِيْهَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ آخرِ الكِتَابِ، تَنَبَّهَ، فَقَالَ: أَعدْ.
فَعرضَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا سَأَلتُمُوْنِي عَنْ أَبِيْهِ، فَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ، وَمَا سَأَلتُمُوْنِي عَنْ سَعِيْدٍ، فَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي بِهِ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى يُوْسُفَ بنِ خَالِدٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ شَيْنِي وَعَيْبِي، فَسَلَبَكَ اللهُ الإِسْلاَمَ.
وَأَقْبَلَ عَلَى حَفْصٍ، فَقَالَ: ابْتَلاَكَ اللهُ فِي دِيْنِكَ وَدُنْيَاكَ.
وَأَقْبَلَ عَلَى الآخرِ، فَقَالَ: لاَ نَفعَكَ اللهُ بِعِلْمِكَ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: فَمَاتَ مَلِيْحُ بنُ وَكِيْعٍ وَمَا انْتُفِعَ بِعِلْمِه، وَابْتُلِيَ حَفْصٌ بِالفَالِجِ وَبِالقَضَاءِ، وَلَمْ يَمُتْ يُوْسُفُ حَتَّى اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ.
فَهَذِهِ الحِكَايَة فِيْهَا نَظَرٌ، وَمَا أَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ هَذَا، وَمَلِيْحٌ لاَ يُدرَى مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَكُنْ لِوَكِيْعِ بنِ الجَرَّاحِ وَلدٌ يَطْلُبُ أَيَّامَ ابْنِ عَجْلاَنَ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ ظَهرَ لَهُم قَلْبُ الأَسَانِيْدِ عَلَى الشُّيُوْخِ، إِنَّمَا فُعِلَ هَذَا بَعْدَ المائَتَيْنِ.
وَقَدْ رُوِيَ حَدِيْثٌ لابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ
أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُوْنَ شَافَهَهُ.قَالُوا: وَمَاتَ ابْنُ عَجْلاَنَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَدْ أَوْرَدَ البُخَارِيُّ فِي كِتَابِ (الضُّعَفَاءِ) لَهُ، فِي مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، قَوْلَ يَحْيَى القَطَّانِ فِي مُحَمَّدٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يُتقِنْ أَحَادِيْثَ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيْهِ، وَأَحَادِيْثَ المَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -يَعْنِي: أَنَّهُ رُبَّمَا اخْتلطَ عَلَيْهِ هَذَا بِهَذَا-.
وَقَدْ ذَكرتُ ابْنَ عَجْلاَنَ فِي (المِيْزَانِ) ، فَحَدِيْثُه إِنْ لَمْ يَبلُغْ رُتبَةَ الصَّحِيْحِ، فَلاَ يَنحطُّ عَنْ رُتبَةِ الحَسَنِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ الحَافِظُ، وَخَلْقٌ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الدَّائِمِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ كُلَيْبٍ، وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، وَالخَضِرُ بنُ حَمُّوَيْه، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ بَيَانٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَدٍ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلاَنَ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُم، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَالآخرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يُتَّقَى بِالجَنَاحِ الَّذِي فِيْهِ الدَّاءُ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ ) .
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ، عَالٍ.
أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ بِشْرٍ، فَوَقَعَ بَدَلاً عَالِياً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122306&book=5525#251dde
مُحَمَّد بن عجلَان الْقرشِي الْمدنِي مولى فَاطِمَة بنت عتيبة بن ربيعَة بن عبد شمس بن عبد منَاف كنيته أَبُو عبد الله
روى عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان فِي الْإِيمَان وَبُكَيْر بن عبد الله بن الْأَشَج فِي الصَّلَاة وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين وعامر بن عبد الله بن الزبير وسمى رَجَاء بن حَيْوَة وعياض بن عبد الله بن أبي سرح فِي الزَّكَاة وَنَافِع مولى ابْن عمر فِي الْحَج وعبد الرحمن بن سعيد فِي الْبيُوع وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَطاء فِي الْبيُوع وَأبي الزِّنَاد فِي الْأَحْكَام وَعبادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت فِي الْجِهَاد وَمُحَمّد بن قيس بن مخرمَة فِي الْجِهَاد وَصَيْفِي مولى ابْن أَفْلح فِي ذكر الجان وَسعد بن إِبْرَاهِيم فِي الْفَضَائِل
روى عَنهُ اللَّيْث بن سعد وَيحيى الْقطَّان فِي الصَّلَاة وَابْن عُيَيْنَة وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر وحاتم بن إِسْمَاعِيل وخَالِد بن الْحَارِث وَيَعْقُوب بن عبد الرحمن وروح بن الْقَاسِم وَابْن إِدْرِيس
روى عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان فِي الْإِيمَان وَبُكَيْر بن عبد الله بن الْأَشَج فِي الصَّلَاة وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين وعامر بن عبد الله بن الزبير وسمى رَجَاء بن حَيْوَة وعياض بن عبد الله بن أبي سرح فِي الزَّكَاة وَنَافِع مولى ابْن عمر فِي الْحَج وعبد الرحمن بن سعيد فِي الْبيُوع وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَطاء فِي الْبيُوع وَأبي الزِّنَاد فِي الْأَحْكَام وَعبادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت فِي الْجِهَاد وَمُحَمّد بن قيس بن مخرمَة فِي الْجِهَاد وَصَيْفِي مولى ابْن أَفْلح فِي ذكر الجان وَسعد بن إِبْرَاهِيم فِي الْفَضَائِل
روى عَنهُ اللَّيْث بن سعد وَيحيى الْقطَّان فِي الصَّلَاة وَابْن عُيَيْنَة وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر وحاتم بن إِسْمَاعِيل وخَالِد بن الْحَارِث وَيَعْقُوب بن عبد الرحمن وروح بن الْقَاسِم وَابْن إِدْرِيس
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156646&book=5525#979840
مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ
الإِمَامُ، المُؤَرِّخُ، الصَّادِقُ، صَاحِبُ المَغَازِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ،
الدِّمَشْقِيُّ، الكَاتِبُ، مُتَوَلِّي دِيْوَانِ الخَرَاجِ بِالشَّامِ زَمَنَ المَأْمُوْنِ.اسمُ جَدِّهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
وَقِيْلَ: أَحْمَدُ.
وَقِيْلَ: سَعِيْدُ، مِنَ المَوَالِي.
وُلِدَ: سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَهُ: أَبُو دَاوُدَ.
سَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَالهَيْثَمِ بنِ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَالعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ المُوَقَّرِيِّ، وَسُوَيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَغْرَاءَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الوَاقِدِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
روَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ سُمَيْعٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ المَلِكِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيُّ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الجُنَيْدِ: سَأَلتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَائِذٍ، فَقَالَ: الكَاتِبُ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَأَلْتُ دُحَيْماً عَنْهُ، فَقَالَ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْهُ: تَرَاهُ مَوْضِعاً لِلأَخذِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: وَهُوَ يَعمَلُ عَلَى الخَرَاجِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
وَذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي أَهْلِ الفَتوَى بِدِمَشْقَ.
وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: ثِقَةٌ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدَرِيٌّ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ كَمَا شَاءَ اللهُ، قَالَ لِي يَوْماً: أَيْشٍ تَكْتُبُ عَنِّي!؟ أَنَا أَتَعَلَّمُ مِنْكَ؟وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي (الكُنَى) : أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَكَنَّاهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ المَحْفُوْظُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ الغَسَّانِيُّ: مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ القُرَشِيُّ فِي ذِي الحِجَّةِ، سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ.
وَقَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: جَمَعَ كِتَابَ (المَغَازِي) ، سَمِعْتُ مُعظَمَهُ، وَكِتَابَ (الفُتُوحِ وَالصَّوَائِفِ ) .
وَكَانَ عَلَى خَرَاجِ غُوْطَةِ دِمَشْقَ.
وَقَعَ لِي حَدِيْثاً عَالِياً جِدّاً:
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الدَّايَةِ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدَّلِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الوَضِيْنُ بنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ مَزْيَدٍ، قَالَ:
ذُكِرَ الدَّجَّالُ فِي مَجْلِسٍ فِيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ نَوْفٌ البِكَالِيُّ: لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخوَفُ مِنِّي مِنَ الدَّجَّالِ.
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا هُوَ؟
قَالَ: أَخَافُ أَنْ أُسْلَبَ إِيْمَانِي وَلاَ أَشْعُرَ.
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ
الكِنْدِيَّةِ، وَهَلْ فِي الأَرْضِ خَمْسُوْنَ يَتَخَوَّفُوْنَ مَا تَتَخَوَّفُ؟ثُمَّ قَالَ: وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ قَالَ: عِشْرِيْنَ، ثُمَّ قَالَ: عَشْرَةً، ثُمَّ قَالَ: خَمْسَةً، ثُمَّ قَالَ: ثَلاَثَةً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَمِنَ عَبدٌ عَلَى إِيْمَانِهِ إِلاَّ سُلِبَهُ، أَوِ انتُزِعَ مِنْهُ فَيَفْقِدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا الإِيْمَانُ إِلاَّ كَالقَمِيصِ يَتَقَمَّصُهُ مَرَّةً، وَيَضَعُهُ أُخرَى.
الإِمَامُ، المُؤَرِّخُ، الصَّادِقُ، صَاحِبُ المَغَازِي، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ،
الدِّمَشْقِيُّ، الكَاتِبُ، مُتَوَلِّي دِيْوَانِ الخَرَاجِ بِالشَّامِ زَمَنَ المَأْمُوْنِ.اسمُ جَدِّهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
وَقِيْلَ: أَحْمَدُ.
وَقِيْلَ: سَعِيْدُ، مِنَ المَوَالِي.
وُلِدَ: سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَهُ: أَبُو دَاوُدَ.
سَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَالهَيْثَمِ بنِ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَالعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُحَمَّدٍ المُوَقَّرِيِّ، وَسُوَيْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَغْرَاءَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الوَاقِدِيِّ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
روَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ خَالِدٍ، وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ، وَمَحْمُوْدُ بنُ سُمَيْعٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَمْزَةَ، وَأَبُو الأَحْوَصِ العُكْبَرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ المَلِكِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْرِيُّ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الجُنَيْدِ: سَأَلتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَائِذٍ، فَقَالَ: الكَاتِبُ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَأَلْتُ دُحَيْماً عَنْهُ، فَقَالَ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْهُ: تَرَاهُ مَوْضِعاً لِلأَخذِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: وَهُوَ يَعمَلُ عَلَى الخَرَاجِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
وَذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي أَهْلِ الفَتوَى بِدِمَشْقَ.
وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: ثِقَةٌ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدَرِيٌّ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ كَمَا شَاءَ اللهُ، قَالَ لِي يَوْماً: أَيْشٍ تَكْتُبُ عَنِّي!؟ أَنَا أَتَعَلَّمُ مِنْكَ؟وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي (الكُنَى) : أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَكَنَّاهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ المَحْفُوْظُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ الغَسَّانِيُّ: مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ القُرَشِيُّ فِي ذِي الحِجَّةِ، سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ.
وَقَالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: جَمَعَ كِتَابَ (المَغَازِي) ، سَمِعْتُ مُعظَمَهُ، وَكِتَابَ (الفُتُوحِ وَالصَّوَائِفِ ) .
وَكَانَ عَلَى خَرَاجِ غُوْطَةِ دِمَشْقَ.
وَقَعَ لِي حَدِيْثاً عَالِياً جِدّاً:
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الدَّايَةِ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدَّلِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الوَضِيْنُ بنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ مَزْيَدٍ، قَالَ:
ذُكِرَ الدَّجَّالُ فِي مَجْلِسٍ فِيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ نَوْفٌ البِكَالِيُّ: لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخوَفُ مِنِّي مِنَ الدَّجَّالِ.
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا هُوَ؟
قَالَ: أَخَافُ أَنْ أُسْلَبَ إِيْمَانِي وَلاَ أَشْعُرَ.
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ
الكِنْدِيَّةِ، وَهَلْ فِي الأَرْضِ خَمْسُوْنَ يَتَخَوَّفُوْنَ مَا تَتَخَوَّفُ؟ثُمَّ قَالَ: وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ قَالَ: عِشْرِيْنَ، ثُمَّ قَالَ: عَشْرَةً، ثُمَّ قَالَ: خَمْسَةً، ثُمَّ قَالَ: ثَلاَثَةً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَمِنَ عَبدٌ عَلَى إِيْمَانِهِ إِلاَّ سُلِبَهُ، أَوِ انتُزِعَ مِنْهُ فَيَفْقِدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا الإِيْمَانُ إِلاَّ كَالقَمِيصِ يَتَقَمَّصُهُ مَرَّةً، وَيَضَعُهُ أُخرَى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116210&book=5525#8b17b6
مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة الْقرشِي يروي عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مصرف قَالَ ابْن عدي ضَعِيف يسرق الحَدِيث
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116210&book=5525#42b040
مُحَمد بْن عَبد الرحمن بْن طلحة القرشي يسرق الحديث ضعيف.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ، حَدَّثني إِسْحَاقُ بْنُ الْبَهْلُولِ، حَدَّثني مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ عَنْ مُحَمد بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابن مَعْمَرٍ، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَنَى مسجدا
وإن كان مثل فحص قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لِلْحَكَمِ بْنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ يُعْرَفُ بِأَبِي مُحَمد الْبرغشِيِّ الْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمد بْنِ طَلْحَةَ رَوَاهُ عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ.
حدثناه عن سليمان جعفر الفريابي سرقه من الحكم بْن يعلى بْن عطاء مُحَمد بْن الرحمن هذا.
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أحمد بن يُونُس الهروي، حَدَّثَنا إسحاق بن بهلول، حَدَّثَنا مُحَمد عَبد الرحمن بْن طلحة القرشي، حَدَّثَنا عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عُزِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ امْرَأَةِ عُثْمَانَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ دَفَنَ الْبَنَاتَ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا حَدِيثُ عِرَاكِ بْنِ خَالِدٍ الْمَدَنِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ عَبد اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ سَرَقَهُ مِنْهُ مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ هَذَا حَدَّثَنَاهُ جَمَاعَةٌ، عنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَلَمْ يَحْضُرْنِي لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ، حَدَّثني إِسْحَاقُ بْنُ الْبَهْلُولِ، حَدَّثني مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ عَنْ مُحَمد بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابن مَعْمَرٍ، عَن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَنَى مسجدا
وإن كان مثل فحص قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لِلْحَكَمِ بْنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ يُعْرَفُ بِأَبِي مُحَمد الْبرغشِيِّ الْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمد بْنِ طَلْحَةَ رَوَاهُ عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ.
حدثناه عن سليمان جعفر الفريابي سرقه من الحكم بْن يعلى بْن عطاء مُحَمد بْن الرحمن هذا.
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أحمد بن يُونُس الهروي، حَدَّثَنا إسحاق بن بهلول، حَدَّثَنا مُحَمد عَبد الرحمن بْن طلحة القرشي، حَدَّثَنا عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عُزِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ امْرَأَةِ عُثْمَانَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ دَفَنَ الْبَنَاتَ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا حَدِيثُ عِرَاكِ بْنِ خَالِدٍ الْمَدَنِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ عَبد اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ سَرَقَهُ مِنْهُ مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ هَذَا حَدَّثَنَاهُ جَمَاعَةٌ، عنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَلَمْ يَحْضُرْنِي لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116236&book=5525#b463d8
مُحَمد بْن كثير أَبُو إسحاق القرشي كوفي.
عن لَيْث بْن أبِي سُلَيم سمع مِنْهُ قتيبة منكر الحديث.
سمعتُ ابن حماد يذكره عن البُخارِيّ (ح) وحدثنا بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد سألت أَبِي عَن مُحَمد بْن كثير الذي يحدث عَنْ لَيْث بْنِ أبِي سُلَيم والحارث بن حصيرة فقال، حَدَّثَنا حديثه ولم نرضاه.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَنْصُورٍ الْجُعْفِيُّ الضَّرِيرُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد عَنْ أبن أبي اوفي
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يَرْوِيهِ مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ هَذَا.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مقاتل، حَدَّثَنا عَبد الله بن أيوب المخرمي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد عَنْ الشَّعْبِيُّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهِ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلاثٌ لا يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ وِلاةِ الْمُسْلِمِينَ وَلِزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يَرْوِيهِ مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد فَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا من حديث بن أَبِي خَالِدٍ وَالثَّانِي حَيْثُ قَالَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ أَبِيهِ.
حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ زَكَرِيَّا بن حيويه، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا مُحَمد بن كثير القرشي، حَدَّثَنا عَمْرو بن قيس الملائي، عَن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيد بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ فِي لِسَانِي ذَرْبًا عَلَى أَهْلِي فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلُنِي ذَلِكَ النَّارَ قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ كُلَّ يَوْمٍ مِئَة مَرَّةٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا عَنْ عَمْرو بْنِ قَيْسٍ لا أَعْرِفُهُ إلاَّ من حديث بن كَثِيرٍ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زكريا المطرز، حَدَّثَنا أبو يَحْيى العطار، حَدَّثَنا مُحَمد بن كثير الكوفي، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يتوضأ يشوص فاه بالسواك
قَالَ الشَّيْخُ: وَلابْنِ كَثِيرٍ غَيْرُ ما ذكرت والضعف عَلَى حديثه وَرِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ.
عن لَيْث بْن أبِي سُلَيم سمع مِنْهُ قتيبة منكر الحديث.
سمعتُ ابن حماد يذكره عن البُخارِيّ (ح) وحدثنا بْنِ حَمَّادٍ، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد سألت أَبِي عَن مُحَمد بْن كثير الذي يحدث عَنْ لَيْث بْنِ أبِي سُلَيم والحارث بن حصيرة فقال، حَدَّثَنا حديثه ولم نرضاه.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَنْصُورٍ الْجُعْفِيُّ الضَّرِيرُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد عَنْ أبن أبي اوفي
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ صَدَقَةٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يَرْوِيهِ مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ هَذَا.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي مقاتل، حَدَّثَنا عَبد الله بن أيوب المخرمي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد عَنْ الشَّعْبِيُّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهِ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلاثٌ لا يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ وِلاةِ الْمُسْلِمِينَ وَلِزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يَرْوِيهِ مُحَمد بْنُ كَثِيرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد فَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا من حديث بن أَبِي خَالِدٍ وَالثَّانِي حَيْثُ قَالَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ أَبِيهِ.
حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ زَكَرِيَّا بن حيويه، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا مُحَمد بن كثير القرشي، حَدَّثَنا عَمْرو بن قيس الملائي، عَن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُبَيد بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ فِي لِسَانِي ذَرْبًا عَلَى أَهْلِي فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلُنِي ذَلِكَ النَّارَ قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ كُلَّ يَوْمٍ مِئَة مَرَّةٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا عَنْ عَمْرو بْنِ قَيْسٍ لا أَعْرِفُهُ إلاَّ من حديث بن كَثِيرٍ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زكريا المطرز، حَدَّثَنا أبو يَحْيى العطار، حَدَّثَنا مُحَمد بن كثير الكوفي، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يتوضأ يشوص فاه بالسواك
قَالَ الشَّيْخُ: وَلابْنِ كَثِيرٍ غَيْرُ ما ذكرت والضعف عَلَى حديثه وَرِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114307&book=5525#b81b10
مُحَمَّد بْن كثير الْقُرَشِيّ
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: من أهل الْكُوفَة كنيته أَبُو إِسْحَاق القصاب، يرْوى عَن: عَمْرو بْن قيس، وَإِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد، وَلَيْث بن أبي سليم، وَهِشَام بن عُرْوَة، روى عَنهُ قُتَيْبَة بن سعيد، وَأهل الْعرَاق.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ قَوْله إِن هَذَا مُحَمَّد بن كثير القصاب، وهم.
هَذَا مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي، وَمُحَمّد بن كثير القصاب هُوَ الأول، الَّذِي ذكره قبل هَذَا، وَهُوَ بَصرِي.
وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الدَّارُ حَرَمُكَ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْكَ حَرَمَكَ فَاقْتُلْهُ» ثَنَا. . . ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ السُّلَمِيُّ الْقَصَّابُ،
وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنِ الْقَصَّابِ هَذَا
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: من أهل الْكُوفَة كنيته أَبُو إِسْحَاق القصاب، يرْوى عَن: عَمْرو بْن قيس، وَإِسْمَاعِيل بْن أبي خَالِد، وَلَيْث بن أبي سليم، وَهِشَام بن عُرْوَة، روى عَنهُ قُتَيْبَة بن سعيد، وَأهل الْعرَاق.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ قَوْله إِن هَذَا مُحَمَّد بن كثير القصاب، وهم.
هَذَا مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي، وَمُحَمّد بن كثير القصاب هُوَ الأول، الَّذِي ذكره قبل هَذَا، وَهُوَ بَصرِي.
وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الدَّارُ حَرَمُكَ، فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْكَ حَرَمَكَ فَاقْتُلْهُ» ثَنَا. . . ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ السُّلَمِيُّ الْقَصَّابُ،
وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنِ الْقَصَّابِ هَذَا
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=114307&book=5525#179fe3
مُحَمَّد بن كثير الْقرشِي من أهل الْكُوفَة كنيته أَبُو إِسْحَاق القصاب يروي عَن عَمْرو بن قيس وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَلَيْث بن أبي سليم وَهِشَام بن عُرْوَة روى عَنْهُ قُتَيْبَة بْن سَعِيد وَأهل الْعرَاق وَكَانَ مِمَّن ينْفَرد عَن الثِّقَات بالأشياء المقلوبات الَّتِي إِذَا سَمعهَا من الْحَدِيث صناعته علم أَنَّهَا معمولة أَو مَقْلُوبَة لَا يحْتَج بِهِ بِحَال وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَأَدَّاهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فقه لَيْسَ بفقيه أخبرناه بن زُهَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ إِنَّمَا هُوَ من حَدِيث النَّحْل
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148011&book=5525#c54516
محمد بن عبيد بن ميمون أبو عبيد القرشي التيمي مولاهم المدني وقيل الكوفي التبان العلاف مولى هارون بن زيد بن مهاجر قنفذ بن عمير ابن جدعان التيمي، يقال له: محد بن أبي عباد.
روى عن: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أبي عمرو الهمداني السبيعي الكوفي نزيل الثغر.
تفرد به البخاري، روى عنه في: الصلاة والحج وغير ذلك.
ووقع في نسخة أبي محمد الأصيلي في الحج في باب: ما جاء في السعي بين الصفا والمروة:
حدثنا محمد بن عبيد هذا وكتب عليه بغدادي، ووهم في ذلك الأصيلي ـ رحمه الله ـ.
وقد نسبه البخاري بعد هذا بأوراق يسيرة من كتاب الحج أيضًا في باب: هل يبيت أصحاب السقاية أو غيرهم بمكة ليالي منى فقال:
حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون قال: ثنا عيسى بن يونس ... الحديث.
وإنما اشتبه على الأصيلي بمحمد بن حاتم بن ميمون السمين البغدادي والله أعلم.
وقد روى محمد بن عبيد بن ميمون التبان هذا عن: أبي عبد الله محمد بن سلمة بن عبد الله البهلي الحراني، وأبي إسماعيل مبشر بن إسماعيل الكلبي مولاهم الحراني، وأبي الحسن عتاب بن بشر القرشي الأموي مولاهم الحراني، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم المدني وعبد الله
ابن معاذ الصنعاني، وأبيه أبي عباد عبيد بن ميمون وغيرهم.
روى عنه: أبو سعيد عبد الله بن شبيب بن خالد البصري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي وغيرهم.
وقال أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عثمان المدني، وكان من النقاد: وكان بمصر محمد بن عبيد بن ميمون أو عبيد التيمي مدني ضعيف.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب عنه أبي بالمدينة سنة ست عشرة ومائتين.
ثم قال: سئل عنه أبي فقال: شيخ.
روى عن: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أبي عمرو الهمداني السبيعي الكوفي نزيل الثغر.
تفرد به البخاري، روى عنه في: الصلاة والحج وغير ذلك.
ووقع في نسخة أبي محمد الأصيلي في الحج في باب: ما جاء في السعي بين الصفا والمروة:
حدثنا محمد بن عبيد هذا وكتب عليه بغدادي، ووهم في ذلك الأصيلي ـ رحمه الله ـ.
وقد نسبه البخاري بعد هذا بأوراق يسيرة من كتاب الحج أيضًا في باب: هل يبيت أصحاب السقاية أو غيرهم بمكة ليالي منى فقال:
حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون قال: ثنا عيسى بن يونس ... الحديث.
وإنما اشتبه على الأصيلي بمحمد بن حاتم بن ميمون السمين البغدادي والله أعلم.
وقد روى محمد بن عبيد بن ميمون التبان هذا عن: أبي عبد الله محمد بن سلمة بن عبد الله البهلي الحراني، وأبي إسماعيل مبشر بن إسماعيل الكلبي مولاهم الحراني، وأبي الحسن عتاب بن بشر القرشي الأموي مولاهم الحراني، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم المدني وعبد الله
ابن معاذ الصنعاني، وأبيه أبي عباد عبيد بن ميمون وغيرهم.
روى عنه: أبو سعيد عبد الله بن شبيب بن خالد البصري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي وغيرهم.
وقال أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عثمان المدني، وكان من النقاد: وكان بمصر محمد بن عبيد بن ميمون أو عبيد التيمي مدني ضعيف.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب عنه أبي بالمدينة سنة ست عشرة ومائتين.
ثم قال: سئل عنه أبي فقال: شيخ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=109372&book=5525#a507b9
محمد بن سعيد بن أبان القرشي أبو عبد الله عم سعيد بن يحيى الاموي أصله من الكوفة جالس عبد الملك بن عمير وابن أبى خالد وذويهما ومات ببغداد سنة ثلاث وتسعين ومائة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=109372&book=5525#f31392
مُحَمَّد بْن سعيد بْن أبان الْقرشِي كنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ عَم سعيد بْن يَحْيَى الْأمَوِي وَهُوَ أَخُو عبيد وعنبسة ويَحْيَى بْن سعيد بْن أبان أَصله من الْكُوفَة سكن بَغْدَاد يروي عَن عبد الْملك بْن عُمَيْر والكوفيين روى عَنهُ بن أَخِيه سعيد بْن يَحْيَى الْأمَوِي مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة