سُفْيَان بن دِينَار كنية دِينَار أَبُو الورقاء الأجمري التمار الْعُصْفُرِي كنيته أَبُو سعيد يروي عَن الشّعبِيّ وَمصْعَب بن سعد رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بن مغراء وَأَبُو أُسَامَة
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 17284 1. سفيان بن دينار12. ابان6 3. ابان ابو مسعر الصريمي1 4. ابان الرقاشي1 5. ابان بن ابي عياش7 6. ابان بن ابي عياش وهو ابن فيروز1 7. ابان بن اسحاق الاسدي الكوفي1 8. ابان بن المحبر3 9. ابان بن المعيطي1 10. ابان بن الوليد2 11. ابان بن الوليد البجلي الواسطي1 12. ابان بن بشير المكتب1 13. ابان بن تغلب الربعي كوفي1 14. ابان بن جبلة ابو عبد الرحمن الكوفي4 15. ابان بن خالد السعدي ابو بكر1 16. ابان بن راشد ابو عياض1 17. ابان بن سعيد بن العاص2 18. ابان بن سليمان ابو عمير الصوري1 19. ابان بن صالح بن عمير القرشي1 20. ابان بن صمعة الانصاري والد عتبة الغلام...1 21. ابان بن طارق2 22. ابان بن عبد الله بن ابي حازم2 23. ابان بن عثمان بن عفان ابو سعيد1 24. ابان بن عمر بن ابي عبد الله الجدلي1 25. ابان بن عمر بن عثمان بن ابي خالد الوالبي...1 26. ابان بن عمران الواسطي الطحان1 27. ابان بن عنبسة بن ابان القرشي1 28. ابان بن يزيد العطار ابو يزيد البصري1 29. ابراهيم2 30. ابراهيم بن عبد الله بن حنين1 31. ابراهيم بن عمر بن سفينة1 32. ابراهيم بن عيسى الخلال1 33. ابراهيم بن ميسرة الطائفي1 34. ابراهيم ابو اسحاق2 35. ابراهيم ابو الحصين2 36. ابراهيم ابو بكير1 37. ابراهيم الازدي ابو اسماعيل1 38. ابراهيم الاصفح1 39. ابراهيم الافطس2 40. ابراهيم البصري1 41. ابراهيم العقيلي2 42. ابراهيم الغبري1 43. ابراهيم القرشي1 44. ابراهيم الكندي3 45. ابراهيم بن اسحاق السواق الواسطي1 46. ابراهيم بن ابراهيم المروزي1 47. ابراهيم بن ابي اسيد المديني1 48. ابراهيم بن ابي العباس ابو اسحاق السامري...1 49. ابراهيم بن ابي الليث3 50. ابراهيم بن ابي بكر الاخنسي2 51. ابراهيم بن ابي بكر بن المنكدر التيمي...3 52. ابراهيم بن ابي بكر بن عياش2 53. ابراهيم بن ابي بكير بن ابراهيم1 54. ابراهيم بن ابي حديد جد ادريس الاودي...1 55. ابراهيم بن ابي حرة3 56. ابراهيم بن ابي حصن1 57. ابراهيم بن ابي حفصة بياع السابري1 58. ابراهيم بن ابي حية ابو اسماعيل1 59. ابراهيم بن ابي خداش بن عتبة بن ابي لهب الهاشمي اللهبي...1 60. ابراهيم بن ابي دليلة2 61. ابراهيم بن ابي سليمان القاص1 62. ابراهيم بن ابي شيبان1 63. ابراهيم بن ابي ضريس1 64. ابراهيم بن ابي عطاء البرجمي2 65. ابراهيم بن ابي عطية الواسطي1 66. ابراهيم بن ابي قبيصة اليماني1 67. ابراهيم بن ابي موسى عبد الله بن قيس الاشعري...1 68. ابراهيم بن ابي ميمونة2 69. ابراهيم بن احمد بن يعيش الهمذاني1 70. ابراهيم بن ادريس عمي1 71. ابراهيم بن ادهم1 72. ابراهيم بن اسحاق5 73. ابراهيم بن اسحاق البناني1 74. ابراهيم بن اسحاق الصيني الكوفي1 75. ابراهيم بن اسحاق بن ابراهيم المزي1 76. ابراهيم بن اسماعيل4 77. ابراهيم بن اسماعيل بن ابي حبيبة الاشهلي الانصاري...1 78. ابراهيم بن اسماعيل بن البصير1 79. ابراهيم بن اسماعيل بن زيد بن مجمع بن جارية الانصاري المديني...1 80. ابراهيم بن اسماعيل بن عبد الله بن ابي ربيعة المخزومي...1 81. ابراهيم بن اسماعيل بن نصر التبان1 82. ابراهيم بن اعين2 83. ابراهيم بن اعين الشيباني العجلي1 84. ابراهيم بن الاسود الكناني2 85. ابراهيم بن الاشعث البخاري خادم الفضيل بن عياض...1 86. ابراهيم بن البراء بن عازب الانصاري2 87. ابراهيم بن الجعد2 88. ابراهيم بن الحجاج السامي1 89. ابراهيم بن الحسن الثعلبي2 90. ابراهيم بن الحسن الكندي2 91. ابراهيم بن الحسن المقسمي2 92. ابراهيم بن الحسن بن عثمان بن عبد الرحمن الزهري القرشي...1 93. ابراهيم بن الحسن بن نجيح العلاف البصري...1 94. ابراهيم بن الحكم بن ابان1 95. ابراهيم بن الحكم بن ظهير ابو اسحاق1 96. ابراهيم بن الزبرقان التميمي1 97. ابراهيم بن العلاء ابو هارون الغنوي1 98. ابراهيم بن العلاء بن الضحاك بن مهاجر...2 99. ابراهيم بن الفضل بن ابي سويد الذارع1 100. ابراهيم بن الفضل بن سلمان المخزومي المديني...1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Abī Ḥātim al-Rāzī (d. 938 CE) - al-Jarḥ wa-l-taʿdīl - ابن أبي حاتم الرازي - الجرح والتعديل are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=77006&book=5525#ade045
سُفْيَان بْن دِينَار الْمَكِّيّ يروي عَن بْن عمر روى عَنْهُ عَمْرو بْن مرّة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=77006&book=5525#4d3e74
سُفْيَان بْن دينار الْمَكِّيّ.
سمع ابن عمر، روى عنه عمرو ابن مرة - قَالَه عَمْرو بْن خَالِد، وَقَالَ غيره: سعيد بن دينار (3) .
سمع ابن عمر، روى عنه عمرو ابن مرة - قَالَه عَمْرو بْن خَالِد، وَقَالَ غيره: سعيد بن دينار (3) .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=77007&book=5525#66849e
سُفْيَان بْن دينار أَبُو الورقاء الأحمري (1) القصار،
كناه أَبُو أسامة، وَقَالَ عثام (2) : سُفْيَان بْن دينار أَبُو سَعِيد التمار كتبته (3) ، عَنْ عون بْن عَبْد اللَّه ومصعب بْن سَعْد والشَّعْبِيّ وذكوان وماهان، وَقَالَ بعضهم: هو الأسدي الكوفِي، قَالَ مخلد (نا) أَبُو زهير (نا) سُفْيَان بْن دينار التمار الأحمري قَالَ: أنا يوم جئ برأس حسين (4) ابن سبع سنين.
باب الزاي
كناه أَبُو أسامة، وَقَالَ عثام (2) : سُفْيَان بْن دينار أَبُو سَعِيد التمار كتبته (3) ، عَنْ عون بْن عَبْد اللَّه ومصعب بْن سَعْد والشَّعْبِيّ وذكوان وماهان، وَقَالَ بعضهم: هو الأسدي الكوفِي، قَالَ مخلد (نا) أَبُو زهير (نا) سُفْيَان بْن دينار التمار الأحمري قَالَ: أنا يوم جئ برأس حسين (4) ابن سبع سنين.
باب الزاي
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120246&book=5525#ac90c4
سُفْيَان بن دِينَار أَبُو الورقاء الْعُصْفُرِي الأحمري يُقَال
الْأَسدي الْكُوفِي التمار هَكَذَا كناه أَبُو أُسَامَة وَقَالَ عثام بن عَلّي أَبُو سعيد حدث عَن عِكْرِمَة رَوَى عَنهُ يعْلى بن عبيد فِي تفسبر ((الْقَصَص)) وَأَبُو بكر بن عَيَّاش فِي الْجَنَائِز
الْأَسدي الْكُوفِي التمار هَكَذَا كناه أَبُو أُسَامَة وَقَالَ عثام بن عَلّي أَبُو سعيد حدث عَن عِكْرِمَة رَوَى عَنهُ يعْلى بن عبيد فِي تفسبر ((الْقَصَص)) وَأَبُو بكر بن عَيَّاش فِي الْجَنَائِز
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#28c427
- وسفيان بن عيينة. يكنى أبا محمد, مولى بني هلال بن عامر. مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#cbe893
سفيان بن عُيينة الإمام المشهور:
قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: أشهد بالله أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وستين فمن سمع منه فيها فسماعه لا شيء.
قلت: عامة من سمع منه إنما كان قبل سنة سبع ولم يسمع منه متأخر في هذه السنة إلا محمد بن عاصم الأصبهاني ولم يتوقف أحد من العالمين في الاحتجاج بسفيان.
فهو من القسم الأول. بل لعل هذا لا يصح عن يحيى بن سعيد لأنه مات في صفر سنة ثمان وتسعين ولم يكن حينئذ بالحجاز والله أعلم.
قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: أشهد بالله أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وستين فمن سمع منه فيها فسماعه لا شيء.
قلت: عامة من سمع منه إنما كان قبل سنة سبع ولم يسمع منه متأخر في هذه السنة إلا محمد بن عاصم الأصبهاني ولم يتوقف أحد من العالمين في الاحتجاج بسفيان.
فهو من القسم الأول. بل لعل هذا لا يصح عن يحيى بن سعيد لأنه مات في صفر سنة ثمان وتسعين ولم يكن حينئذ بالحجاز والله أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#ca9f1b
سفيان بن عيينة: سمع عمر وجابرًا، يدلس، ليس بشيء. وهو مولى مسعر بن كدام من أسفل.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#ebad4e
سفيان بن عيينة
مشهور به
مشهور به
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#39ca67
سفيان بن عيينة، قال الذّهبي في "التّاريخ": الحافظ. وقال في "الكاشف": ثبت حافظ إمام، وهو مجمع عليه عند أهل هذا الشّأن، متفق على حفظه، توفي سنة (198).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#16e44e
سفيان بن عيينة لكنه لم يدلس الا عن ثقة كثقته وحكى بن عبد البر عن أئمة الحديث انهم قالوا يقبل تدليس بن عيينة لانه إذا وقف أحال على بن جريج ومعمر ونظائرهما وهذا ما رجحه بن حبان وقال هذا شئ ليس
في الدنيا الا لابن عيينة فإنه كان يدلس ولا يدلس الا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لابن عيينة خبردلس فيه الا وقد بين سماعه عن ثقة مثل ثقته ثم مثل ذلك بمراسيل كبار الصحابة وانهم لا يرسلون الا عن صحابي وقد سبق بن عبد البر أبو بكر البزار وأبو الفتح الازدي.
في الدنيا الا لابن عيينة فإنه كان يدلس ولا يدلس الا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لابن عيينة خبردلس فيه الا وقد بين سماعه عن ثقة مثل ثقته ثم مثل ذلك بمراسيل كبار الصحابة وانهم لا يرسلون الا عن صحابي وقد سبق بن عبد البر أبو بكر البزار وأبو الفتح الازدي.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#31ff77
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
- سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ويكنى أبا محمد. مولى لبني عبد الله بن روبية من بن هلال بن عامر بن صعصعة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ عُمَّالِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ. فَلَمَّا عُزِلَ خَالِدٌ عَنِ الْعِرَاقِ وَوُلِّيَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ طَلَبَ عُمَّالَ خَالِدٍ فَهَرَبُوا مِنْهُ فَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ بمكة فنزلها. قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ جَالَسْتُ مِنَ النَّاسِ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ. جَالَسْتُهُ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَمَاتَ فِي سنة ست وعشرين ومائة. وقال سُفْيَانُ: حَجَجْتُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ ثُمَّ سَنَةَ عِشْرِينَ. قَالَ وَجَاءَنَا الزُّهْرِيُّ مَعَ ابْنِ هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَخَرَجَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ وَسَأَلْتُهُ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُجِبْنِي فِي الْحَدِيثِ. فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: أَجِبِ الْغُلامَ عَمَّا سَأَلَكَ. قَالَ: أَمَا إِنِّي أُعْطِيهِ حَقَّهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ سُفْيَانُ: وَذَهَبَتْ إِلَى الْيَمَنِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَمَعْمَرٌ حَيٌّ. وَذَهَبَ الثَّوْرِيُّ قَبْلِي بِعَامٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ابْنُ أبي أَخِي سُفْيَانَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عَمِّي سُفْيَانَ آخِرَ حَجَّةٍ حَجَّهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. فلما كنا بجمع وَصَلَّى اسْتَلْقَى عَلَى فِرَاشِهِ ثُمَّ قَالَ: قَدْ وَافَيْتُ هَذَا الْمَوْضِعَ سَبْعِينَ عَامًا أَقُولُ فِي كُلِّ سَنَةٍ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ. وَإِنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ اللَّهَ مِنْ كَثْرَةِ مَا أَسْأَلُهُ ذَلِكَ. فَرَجَعَ فَتُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ الدَّاخِلَةِ يَوْمَ السَّبْتِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. وَدُفِنَ بِالْحَجُونِ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً. وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً.
- سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ويكنى أبا محمد. مولى لبني عبد الله بن روبية من بن هلال بن عامر بن صعصعة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. وَكَانَ أَصْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ عُمَّالِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ. فَلَمَّا عُزِلَ خَالِدٌ عَنِ الْعِرَاقِ وَوُلِّيَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ طَلَبَ عُمَّالَ خَالِدٍ فَهَرَبُوا مِنْهُ فَلَحِقَ عُيَيْنَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ بمكة فنزلها. قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ جَالَسْتُ مِنَ النَّاسِ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ. جَالَسْتُهُ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَمَاتَ فِي سنة ست وعشرين ومائة. وقال سُفْيَانُ: حَجَجْتُ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ ثُمَّ سَنَةَ عِشْرِينَ. قَالَ وَجَاءَنَا الزُّهْرِيُّ مَعَ ابْنِ هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَخَرَجَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ وَسَأَلْتُهُ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُجِبْنِي فِي الْحَدِيثِ. فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: أَجِبِ الْغُلامَ عَمَّا سَأَلَكَ. قَالَ: أَمَا إِنِّي أُعْطِيهِ حَقَّهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ سُفْيَانُ: وَذَهَبَتْ إِلَى الْيَمَنِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَمَعْمَرٌ حَيٌّ. وَذَهَبَ الثَّوْرِيُّ قَبْلِي بِعَامٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ابْنُ أبي أَخِي سُفْيَانَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عَمِّي سُفْيَانَ آخِرَ حَجَّةٍ حَجَّهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. فلما كنا بجمع وَصَلَّى اسْتَلْقَى عَلَى فِرَاشِهِ ثُمَّ قَالَ: قَدْ وَافَيْتُ هَذَا الْمَوْضِعَ سَبْعِينَ عَامًا أَقُولُ فِي كُلِّ سَنَةٍ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ. وَإِنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ اللَّهَ مِنْ كَثْرَةِ مَا أَسْأَلُهُ ذَلِكَ. فَرَجَعَ فَتُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ الدَّاخِلَةِ يَوْمَ السَّبْتِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. وَدُفِنَ بِالْحَجُونِ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً. وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#6160d3
سفيان بن عيينة أحد الأعلام
روى محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عن يحيى القطان قال أشهد أنه اختلط سنة 197
قد ذكره أبو عمرو بن الصلاح فيمن اختلط
وقد استبعد ذلك الذهبي في ميزانه فقال وأنا أستبعده وأعده غلطا من ابن عمار فإن القطان مات في صفر سنة 98 وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به ثم قال فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع
[التعليق]
قلت: وسفيان بن عيينة بن أبي عمران أبو محمد الكوفي شيخ الإسلامي والحافظ الكبير أحد الأئمة الأثبات الذين أجمعت الأمة على الاحتجاج بهم مستغن عن التزكية لتثبته وإتقانه، أتقن وجود وجمع وصنف، كان يرحل إليه وأزدحم الخلق عليه وانتهى إليه علو الإسناد ربما دلس ولكن المعهود منه ألا يدلس إلا إن الثقات وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار اختلط وتغير حفظه بآخره ذكره ابن الصلاح في علومه فيمن اختلط قال: سفيان بن عيينه وجدت عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي أنه سمع يحيى بن سعيد يقول: أشهد أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين فمن سمع منه في هذه السنة وبعد هذه فسماعه لا شيء قلت: توفي بعد ذلك بنحو سنتين سنة تسع وتسعين ومائة أهـ.
وقد استبعد الذهبي كلام القطان في اختلاط سفيان فقال في ميزانه: وأنا أستبعد هذا الكلام من القطان وأعده غلطاً من ابن عمار، فإن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع مع أن يحيى متعنت جداً في الرجال وسفيان فثقة ملطقاً والله أعلم. أهـ. وأما ابن حجر فلم يستبعد ما استبعده الذهبي بل رأى أن التوفيق الصحيح هو أن يكون نبأ اختلاط ابن عيينة قد بلغ القطان سنة سبع عن طريق جماعة ممن حج في تلك السنة فقال في التهذيب: وهذا الذين لا يتجه غيره لأن ابن عمار من الأثبات المتقنين وما المانع أن يكون يحيى بن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة واعتمد قولهم وكانو كثير فشهد على استفاضتهم وقد وجدت عن يحيى بن سعيد شيئاً يصلح أن يكون سبباً لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوي إلى عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لابن عيينة تكتب الحديث وتحدث القوم وتزيد في إسناده أو تنقص منه فقال: عليك بالسماع الأول فإني قد سمنت. وقد ذكر ابن معين الرازي في زيادة كتاب الإيمان لأحمد أن هارون بن معروف قال له أن ابن عيينة تغير أمره بآخره وأن سليمان بن حرب قال له إن ابن عيينة أخطأ في عامة حديثه عن أيوب. انتهى. وأما الحافظ العراقي فقد تعقب ابن الصلاح فقال في التقييد والإيضاح: وفيه أمور (أحدها) : أن المصنف لم يبين من سمع منه في سنة سبع وتسعين وما بعدها وقد سمع منه في هذه السنة محمد بن عاصم صاحب ذاك الجزء العالي كما هو مؤرخ في ذاك الجزء المذكور. وهكذا ذكره أيضاً صاحب الميزان قال: فأما سنة ثمان وتسعين ففيها مات ولم يلقه فيها أحد فإنه توفي قبل قدوم الحاج بأربعة أشهر. قال: ويغلب على ظني أن سائر شيوخ الأئمة الستة سمعوا منه قبل سنة سبع. (الأمر الثاني) : أن هذا الذي ذكره المصنف عن محمد بن عبد الله بن عمار عن القطان قد استبعده صاحب الميزان فقال: وأنا أستبعده وأعده غلطاً من ابن عمار، فإن القطان مات في صفر من سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به. ثم قال: فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع. (الأمر الثالث) : أن ما ذكره المصنف من عند نفسه كونه بقي في الاختلاط نحو سنتين وهم منه وسبب ذلك وهمه في وفاته فإن المعروف أنه توفي بمكة يوم السبت أول شهر رجب سنة ثمان وتسعين قاله محمد بن سعد وابن زبر وابن قانع وقال ابن حبان يوم السبت آخر يوم من جمادى الآخره. أهـ.
روى محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عن يحيى القطان قال أشهد أنه اختلط سنة 197
قد ذكره أبو عمرو بن الصلاح فيمن اختلط
وقد استبعد ذلك الذهبي في ميزانه فقال وأنا أستبعده وأعده غلطا من ابن عمار فإن القطان مات في صفر سنة 98 وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به ثم قال فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع
[التعليق]
قلت: وسفيان بن عيينة بن أبي عمران أبو محمد الكوفي شيخ الإسلامي والحافظ الكبير أحد الأئمة الأثبات الذين أجمعت الأمة على الاحتجاج بهم مستغن عن التزكية لتثبته وإتقانه، أتقن وجود وجمع وصنف، كان يرحل إليه وأزدحم الخلق عليه وانتهى إليه علو الإسناد ربما دلس ولكن المعهود منه ألا يدلس إلا إن الثقات وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار اختلط وتغير حفظه بآخره ذكره ابن الصلاح في علومه فيمن اختلط قال: سفيان بن عيينه وجدت عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي أنه سمع يحيى بن سعيد يقول: أشهد أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين فمن سمع منه في هذه السنة وبعد هذه فسماعه لا شيء قلت: توفي بعد ذلك بنحو سنتين سنة تسع وتسعين ومائة أهـ.
وقد استبعد الذهبي كلام القطان في اختلاط سفيان فقال في ميزانه: وأنا أستبعد هذا الكلام من القطان وأعده غلطاً من ابن عمار، فإن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع مع أن يحيى متعنت جداً في الرجال وسفيان فثقة ملطقاً والله أعلم. أهـ. وأما ابن حجر فلم يستبعد ما استبعده الذهبي بل رأى أن التوفيق الصحيح هو أن يكون نبأ اختلاط ابن عيينة قد بلغ القطان سنة سبع عن طريق جماعة ممن حج في تلك السنة فقال في التهذيب: وهذا الذين لا يتجه غيره لأن ابن عمار من الأثبات المتقنين وما المانع أن يكون يحيى بن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة واعتمد قولهم وكانو كثير فشهد على استفاضتهم وقد وجدت عن يحيى بن سعيد شيئاً يصلح أن يكون سبباً لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوي إلى عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لابن عيينة تكتب الحديث وتحدث القوم وتزيد في إسناده أو تنقص منه فقال: عليك بالسماع الأول فإني قد سمنت. وقد ذكر ابن معين الرازي في زيادة كتاب الإيمان لأحمد أن هارون بن معروف قال له أن ابن عيينة تغير أمره بآخره وأن سليمان بن حرب قال له إن ابن عيينة أخطأ في عامة حديثه عن أيوب. انتهى. وأما الحافظ العراقي فقد تعقب ابن الصلاح فقال في التقييد والإيضاح: وفيه أمور (أحدها) : أن المصنف لم يبين من سمع منه في سنة سبع وتسعين وما بعدها وقد سمع منه في هذه السنة محمد بن عاصم صاحب ذاك الجزء العالي كما هو مؤرخ في ذاك الجزء المذكور. وهكذا ذكره أيضاً صاحب الميزان قال: فأما سنة ثمان وتسعين ففيها مات ولم يلقه فيها أحد فإنه توفي قبل قدوم الحاج بأربعة أشهر. قال: ويغلب على ظني أن سائر شيوخ الأئمة الستة سمعوا منه قبل سنة سبع. (الأمر الثاني) : أن هذا الذي ذكره المصنف عن محمد بن عبد الله بن عمار عن القطان قد استبعده صاحب الميزان فقال: وأنا أستبعده وأعده غلطاً من ابن عمار، فإن القطان مات في صفر من سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به. ثم قال: فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع. (الأمر الثالث) : أن ما ذكره المصنف من عند نفسه كونه بقي في الاختلاط نحو سنتين وهم منه وسبب ذلك وهمه في وفاته فإن المعروف أنه توفي بمكة يوم السبت أول شهر رجب سنة ثمان وتسعين قاله محمد بن سعد وابن زبر وابن قانع وقال ابن حبان يوم السبت آخر يوم من جمادى الآخره. أهـ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#5b7527
سفيان بن عيينة
ذكر الكرابيسى أنه مدلس ، وأنه روى عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، في حديث العسيف، عن زيد وأبى هريرة وشبل قال: ولا نعلم أحدًا يقول شبل غيره .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال: وروى في حديث الزهرى، عن عبيد الله، عن زيد وأبى هريرة وشبل: "إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها". ولا يعلم أحد من أصحاب الزهرى يزيد شبلاً غيره .
وقال يحيى بن معين: إن سفيان قال في هذا الحديث شبل بن معبد، وأخطأ إنما هو شبل بن خالد، ويقولون شبل بن حامد .
قال: وروى عن الزهرى، عن عروة، عن زينب في حديث: "فتح اليوم من ردم
يأجوج ومأجوج مثل هذا" عن أربع نسوة.
قال: ولا يعلم أحد من أصحاب الزهرى رواه إلا عن ثلاث نسوة. قال الكرابيسى: وكان لا يرجع عن الخطأ إذا وقف عليه، وما رجع إلا عن خطأين لم يرجع عن غيرهما . قال: وأخطأ فى حديث زيد فرواه عن الزهرى، عن سالم، والناس يخالفونه يقولون: الزهرى عن عروة، وأقام عليه، فقيل له: إن مالكا ومعمرًا والناس يخالفونك فقال: كذلك حدثنا الزهرى .
قال: وأخطأ فى حديث الزهرى، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ : أن عمرًا طاف بالبيت. فرواه عن الزهرى عن عروة .
قال: وأخطأ فى حديث الزهرى، عن عبيد الله، عن ابن عباس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى بمنى، فجئت أنا والفضل على حمار. فقال: صلى بعرفة، فقيل له فى ذلك وأخبره بكره
المخالفين له، فلم يلتفت إليهم . قال: وقيل له فى هذا الحديث أو فى غيره يخالفك مالك، ومعمر، وابن أبى ذئب وغيرهم. فقال: هوُلاء أحفظ مِنىِّ، هكذا سمعت الزهرى . قال: وروى عن عمرو [ /أ] بن دينار سبعمائة .
قال: وأخطأ فى حديث يحيى، عن بشير، عن سهل بن أبى حثمة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بدأ بالمدعا عليهم . فخالفه مالك، وعباد، وحماد، وابن إسحاق. فرواه ابن إسحاق عن بشير بنى سهل قال: خرج عبد الله بن سهل، حدثنى حارثة فى نفر من بنى حارثة إلى خيبر يمتارون، ثم ساق الحديث، وأنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - بدأ بالمدعيين للدم فقال: تسمون القاتل وتحلفون خمسين يمينًا .
قال: وأخطأ فى حديث سالم بن أبى النضر، عن بشر بن سعيد، أرسله أبو جهم إلى زيد بن خالد، وإنما الحديث أرسله زيد بن خالد إلى أبى جهم، وقد خالفه فى ذلك مالك، والثورى عنهما .
قال: وأخطأ فى حديث الأعمش، عن عمارة، عن أبى معمر، عن خباب قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّ الرمضاء، فلم يُشْكِنَا .
وإنما هو الأعمش عن أبى إسحاق عن زيد بن وهب.
قال: وأخطأ فقال: عمار الذهنى، عن مسلم البطين سمع عمرو بن ميمون، صحبت ابن مسعود ثمانية عشر شهرًا فلم يحدث حديثًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقال ابن عون: عن مسلم، عن إبراهيم التيمى، عن أبيه، عن عمرو بن ميمون هذا
الحديث .
قال: وأخطأ فى حديث أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، سمعت عائشة، وأم سلمة تذكران: أنّ النبى - صلى الله عليه وسلم - "كان يصبح جنبًا فيصوم" .
وإنما يحدث به الناس عن أبى بكر، فبعث أبى كريبًا فجاءنا فأخبرنا عن أم سلمة.
قال: فترك ابن عيينة سمعت فى هذين الحديثين لا نعلمه ترك شيثًا أخطأ فيه غيرهما. قال الكرابيسى: سمعت معلى بن منصور يخبر بذلك.
عمرو بن جرير أو غيره قال: سمعت الحسن ابن أخى ابن عيينة يقول: سمعت عمى يقول: إنما تركت المجلس تأثمًا، يعنى: من قبل الحسن بن عمارة؛ لئلا يروى عنه ما روى من المنكر.
قال: ثم روى عنه يمنا على رؤس الناس .
على بن المدينى قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: مرسلات ابن عيينة شبه الريح. ثم قال: أى والله وسفيان الثورى .
قال إبراهيم بن المنذر: سمعت ابن عيينة يقول: أخذ مالك، ومعمر، عن الزهرى عرضًا وأحدث سماعًا. فقال: يحيى بن معين: لو أخذا كتابًا لكانا أثبت منه، يعنى ابن عيينة .
الحميدى: حدثنا سفيان، حدثنا عاصم [ /ب] بن عبيد الله العمرى، عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة ما بينهما يزيدان فى الأجل، وتنفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير الخبث" .
قال: قال سفيان: ربما سكتنا عن هذه الكلمة: "تزيدان فى الأجل". فلا نحدث بها مخافة أن تحتج بها هؤلاء القدرية .
فأخبر كما يُرى بأنه ربما خنس بعض الحديث وجاء ببعضه على حسب ما له فى ذلك من الهوى .
الحميدى: حدثنا سفيان، حدثنا عاصم بن كليب، قال: سمعت ابن أبى موسى الأشعرى، قال: سمعت عليًّا وبعث أبا موسى وأمره بشئ، ثم ذكر الحديث.
قال: وكان سفيان يحدث به عن عاصم بن كليب، عن أبى بكر بن أبى موسى، فقيل له: إنما تحدثونه عن أبى بردة بن أبى موسى، قال: أما ما حفظت أنا فعن أبى بكر، فإن خالفونى فاجعلوه عن ابن أبى موسى، فكان سفيان بعد ذلك ربما قال: عن ابن أبى موسى، وربما ينسى فحدث به عن أبى بكر .
على بن المدينى قال: قال يحيى بن سعيد: مرسلات ابن عيينة شبه الريح .
الحسن بن عيسى صاحب ابن المبارك قال: قال سفيان بن عيينة يومًا: الزهرى فقال رجل: قل حدثنا يا أبا محمد.
فقال معمر: عن الزهرى. فقال الرجل: قل حدثنا. فقال: حدثنى ابن المبارك، عن
معمّر، عن الزهرى، أما إنك لو سكت لكان خيرًا لك .
ابن أبى خيثمة، حدثنا أبو الفتح قال: سُئل سفيان بن عيينة عن الصلاة خلف القدرى فقال: إن وجدت من تصلى خلفه اغيره فهو أحب إلىّ، وإن صليت خلفه فلا بأس .
هذا أبقاك الله، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "القدرية مجوس هذه الأمة" .
قال الواقدى: روى سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار،
قال: جلست إلى بضعة عشر رجلاً من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يقولون بالوقوف فى الإيلاء بعد الأربعة أشهر. قال: وهذا غلط إنما هو عن سليمان بن يسار موقوف. والذى روى عنه أنه قال: جلست إلى بضعة عشر رجلاً ثابت بن عبيد. روى ذلك عن سليمان موقوفًا: عاصم بن عمر بن حفص، وسليمان بن مالك، وابن أبى سبرة، وعبد العزيز بن محمد، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان .
قال: وروى عن يزيد [ / أ] بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله لا يستحى من الحق، لا تأتوا النساء فى أدبارهن أعاجزهن" .
قال: وهذا غلط؛ روى سليمان بن مالك، وعبد الله بن جعفر، وابن أبى سبرة، وعاصم بن عمر، وعبد العزيز بن محمد، وعمر بن طلحة الليثى، وسعد بن أبى زيد، عن يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله الوائلى، عن هرم بن عبد الله الواقفى، عن خزيمة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بذلك .
* * *
قال: وروى عن أبى حازم، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى سعيد الخدرى فى قوله: {مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: ].
قال: عذاب القبر. وهذا غلط فى أبى سلمة؛ إنما هو عن النعمان بن أبى عياش الزرقى، عن أبى سعيد الخدرى. وروى ذلك الثورى، وابن أبى حازم، وسليمان بن مالك وعبد العزيز الدراوردى، وابن أبى سبرة، وعبد الله بن جعفر، عن أبى حازم، عن النعمان. بن أبى عياش الزرقى، عن أبى سعيد الخدرى بذلك.
قال: وروى عن أبى يزيد المدينى، عن عمر بن الخطاب قال: اخلعهما خير من قرطها. قال: وهذا غلط بين حديثا الثورى، ومعمر، وابن علية، وحماد بن زيد، عن أبى بكر كثير مولى سمرة بن جندب، عن عمر بذلك.
قال يحيى بن معين: روى سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة، عن ابن عباس، عن أسامة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أردف. قال: وقد أخطأ إنما هو عن كريب سمعه من أسامة نفسه.
قال: وروى حديث أبى البَّداح بن عاصم بن عدى، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: رخص للرعاة بأن يرموا يوما ويدعوا يوماً .
فأخطأ، والحديث هو ما رواه مالك بن أنس: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - رخص للرعاة أن يرموا الجمار ليلاً .
قال يحيى: سمعت حميداً يقول: إنما سمع ابن عيينة من أبى إسحاق بعد أن أحدث على السرج، وقد حكينا القصة عند ذكرنا أبا إسحاق.
قال صالح الأحمر: حضرت ابن عيينة فقال له عدة من أصحاب الحديث: اتخذت الزهرى وعمرو بن دينار حانوتى غلة، إنما يحدث هؤلاء الخصيان، ثم قالوا: يا أبا محمد حدثنا بدرهمين، فقال: وجدتم مقالاً. تقولوا قال. السباك وسمعت غير صالح يقول قال ابن عيينة هل رأيتم صاحب عيال أفلح .
[/ ب] إبراهيم بن نصر النيسابورى قال: رأيت سفيان وقد غلطوه فى حديث فقال: قد كبرت ونسيت، عليكم بوكيع الذى خلق للحديث أو للعلم
ذكر الكرابيسى أنه مدلس ، وأنه روى عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، في حديث العسيف، عن زيد وأبى هريرة وشبل قال: ولا نعلم أحدًا يقول شبل غيره .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال: وروى في حديث الزهرى، عن عبيد الله، عن زيد وأبى هريرة وشبل: "إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها". ولا يعلم أحد من أصحاب الزهرى يزيد شبلاً غيره .
وقال يحيى بن معين: إن سفيان قال في هذا الحديث شبل بن معبد، وأخطأ إنما هو شبل بن خالد، ويقولون شبل بن حامد .
قال: وروى عن الزهرى، عن عروة، عن زينب في حديث: "فتح اليوم من ردم
يأجوج ومأجوج مثل هذا" عن أربع نسوة.
قال: ولا يعلم أحد من أصحاب الزهرى رواه إلا عن ثلاث نسوة. قال الكرابيسى: وكان لا يرجع عن الخطأ إذا وقف عليه، وما رجع إلا عن خطأين لم يرجع عن غيرهما . قال: وأخطأ فى حديث زيد فرواه عن الزهرى، عن سالم، والناس يخالفونه يقولون: الزهرى عن عروة، وأقام عليه، فقيل له: إن مالكا ومعمرًا والناس يخالفونك فقال: كذلك حدثنا الزهرى .
قال: وأخطأ فى حديث الزهرى، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ : أن عمرًا طاف بالبيت. فرواه عن الزهرى عن عروة .
قال: وأخطأ فى حديث الزهرى، عن عبيد الله، عن ابن عباس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى بمنى، فجئت أنا والفضل على حمار. فقال: صلى بعرفة، فقيل له فى ذلك وأخبره بكره
المخالفين له، فلم يلتفت إليهم . قال: وقيل له فى هذا الحديث أو فى غيره يخالفك مالك، ومعمر، وابن أبى ذئب وغيرهم. فقال: هوُلاء أحفظ مِنىِّ، هكذا سمعت الزهرى . قال: وروى عن عمرو [ /أ] بن دينار سبعمائة .
قال: وأخطأ فى حديث يحيى، عن بشير، عن سهل بن أبى حثمة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بدأ بالمدعا عليهم . فخالفه مالك، وعباد، وحماد، وابن إسحاق. فرواه ابن إسحاق عن بشير بنى سهل قال: خرج عبد الله بن سهل، حدثنى حارثة فى نفر من بنى حارثة إلى خيبر يمتارون، ثم ساق الحديث، وأنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - بدأ بالمدعيين للدم فقال: تسمون القاتل وتحلفون خمسين يمينًا .
قال: وأخطأ فى حديث سالم بن أبى النضر، عن بشر بن سعيد، أرسله أبو جهم إلى زيد بن خالد، وإنما الحديث أرسله زيد بن خالد إلى أبى جهم، وقد خالفه فى ذلك مالك، والثورى عنهما .
قال: وأخطأ فى حديث الأعمش، عن عمارة، عن أبى معمر، عن خباب قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرّ الرمضاء، فلم يُشْكِنَا .
وإنما هو الأعمش عن أبى إسحاق عن زيد بن وهب.
قال: وأخطأ فقال: عمار الذهنى، عن مسلم البطين سمع عمرو بن ميمون، صحبت ابن مسعود ثمانية عشر شهرًا فلم يحدث حديثًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقال ابن عون: عن مسلم، عن إبراهيم التيمى، عن أبيه، عن عمرو بن ميمون هذا
الحديث .
قال: وأخطأ فى حديث أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، سمعت عائشة، وأم سلمة تذكران: أنّ النبى - صلى الله عليه وسلم - "كان يصبح جنبًا فيصوم" .
وإنما يحدث به الناس عن أبى بكر، فبعث أبى كريبًا فجاءنا فأخبرنا عن أم سلمة.
قال: فترك ابن عيينة سمعت فى هذين الحديثين لا نعلمه ترك شيثًا أخطأ فيه غيرهما. قال الكرابيسى: سمعت معلى بن منصور يخبر بذلك.
عمرو بن جرير أو غيره قال: سمعت الحسن ابن أخى ابن عيينة يقول: سمعت عمى يقول: إنما تركت المجلس تأثمًا، يعنى: من قبل الحسن بن عمارة؛ لئلا يروى عنه ما روى من المنكر.
قال: ثم روى عنه يمنا على رؤس الناس .
على بن المدينى قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: مرسلات ابن عيينة شبه الريح. ثم قال: أى والله وسفيان الثورى .
قال إبراهيم بن المنذر: سمعت ابن عيينة يقول: أخذ مالك، ومعمر، عن الزهرى عرضًا وأحدث سماعًا. فقال: يحيى بن معين: لو أخذا كتابًا لكانا أثبت منه، يعنى ابن عيينة .
الحميدى: حدثنا سفيان، حدثنا عاصم [ /ب] بن عبيد الله العمرى، عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة ما بينهما يزيدان فى الأجل، وتنفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير الخبث" .
قال: قال سفيان: ربما سكتنا عن هذه الكلمة: "تزيدان فى الأجل". فلا نحدث بها مخافة أن تحتج بها هؤلاء القدرية .
فأخبر كما يُرى بأنه ربما خنس بعض الحديث وجاء ببعضه على حسب ما له فى ذلك من الهوى .
الحميدى: حدثنا سفيان، حدثنا عاصم بن كليب، قال: سمعت ابن أبى موسى الأشعرى، قال: سمعت عليًّا وبعث أبا موسى وأمره بشئ، ثم ذكر الحديث.
قال: وكان سفيان يحدث به عن عاصم بن كليب، عن أبى بكر بن أبى موسى، فقيل له: إنما تحدثونه عن أبى بردة بن أبى موسى، قال: أما ما حفظت أنا فعن أبى بكر، فإن خالفونى فاجعلوه عن ابن أبى موسى، فكان سفيان بعد ذلك ربما قال: عن ابن أبى موسى، وربما ينسى فحدث به عن أبى بكر .
على بن المدينى قال: قال يحيى بن سعيد: مرسلات ابن عيينة شبه الريح .
الحسن بن عيسى صاحب ابن المبارك قال: قال سفيان بن عيينة يومًا: الزهرى فقال رجل: قل حدثنا يا أبا محمد.
فقال معمر: عن الزهرى. فقال الرجل: قل حدثنا. فقال: حدثنى ابن المبارك، عن
معمّر، عن الزهرى، أما إنك لو سكت لكان خيرًا لك .
ابن أبى خيثمة، حدثنا أبو الفتح قال: سُئل سفيان بن عيينة عن الصلاة خلف القدرى فقال: إن وجدت من تصلى خلفه اغيره فهو أحب إلىّ، وإن صليت خلفه فلا بأس .
هذا أبقاك الله، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "القدرية مجوس هذه الأمة" .
قال الواقدى: روى سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار،
قال: جلست إلى بضعة عشر رجلاً من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يقولون بالوقوف فى الإيلاء بعد الأربعة أشهر. قال: وهذا غلط إنما هو عن سليمان بن يسار موقوف. والذى روى عنه أنه قال: جلست إلى بضعة عشر رجلاً ثابت بن عبيد. روى ذلك عن سليمان موقوفًا: عاصم بن عمر بن حفص، وسليمان بن مالك، وابن أبى سبرة، وعبد العزيز بن محمد، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان .
قال: وروى عن يزيد [ / أ] بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله لا يستحى من الحق، لا تأتوا النساء فى أدبارهن أعاجزهن" .
قال: وهذا غلط؛ روى سليمان بن مالك، وعبد الله بن جعفر، وابن أبى سبرة، وعاصم بن عمر، وعبد العزيز بن محمد، وعمر بن طلحة الليثى، وسعد بن أبى زيد، عن يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله الوائلى، عن هرم بن عبد الله الواقفى، عن خزيمة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بذلك .
* * *
قال: وروى عن أبى حازم، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى سعيد الخدرى فى قوله: {مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: ].
قال: عذاب القبر. وهذا غلط فى أبى سلمة؛ إنما هو عن النعمان بن أبى عياش الزرقى، عن أبى سعيد الخدرى. وروى ذلك الثورى، وابن أبى حازم، وسليمان بن مالك وعبد العزيز الدراوردى، وابن أبى سبرة، وعبد الله بن جعفر، عن أبى حازم، عن النعمان. بن أبى عياش الزرقى، عن أبى سعيد الخدرى بذلك.
قال: وروى عن أبى يزيد المدينى، عن عمر بن الخطاب قال: اخلعهما خير من قرطها. قال: وهذا غلط بين حديثا الثورى، ومعمر، وابن علية، وحماد بن زيد، عن أبى بكر كثير مولى سمرة بن جندب، عن عمر بذلك.
قال يحيى بن معين: روى سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة، عن ابن عباس، عن أسامة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أردف. قال: وقد أخطأ إنما هو عن كريب سمعه من أسامة نفسه.
قال: وروى حديث أبى البَّداح بن عاصم بن عدى، عن أبيه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: رخص للرعاة بأن يرموا يوما ويدعوا يوماً .
فأخطأ، والحديث هو ما رواه مالك بن أنس: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - رخص للرعاة أن يرموا الجمار ليلاً .
قال يحيى: سمعت حميداً يقول: إنما سمع ابن عيينة من أبى إسحاق بعد أن أحدث على السرج، وقد حكينا القصة عند ذكرنا أبا إسحاق.
قال صالح الأحمر: حضرت ابن عيينة فقال له عدة من أصحاب الحديث: اتخذت الزهرى وعمرو بن دينار حانوتى غلة، إنما يحدث هؤلاء الخصيان، ثم قالوا: يا أبا محمد حدثنا بدرهمين، فقال: وجدتم مقالاً. تقولوا قال. السباك وسمعت غير صالح يقول قال ابن عيينة هل رأيتم صاحب عيال أفلح .
[/ ب] إبراهيم بن نصر النيسابورى قال: رأيت سفيان وقد غلطوه فى حديث فقال: قد كبرت ونسيت، عليكم بوكيع الذى خلق للحديث أو للعلم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#974b33
سفيان بن عيينة
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: سبحان اللَّه، ما أعلم ابن عيينة بعمرو بن دينار! أعلم الناس به ابن عيينة. وذكر علم شعبة، وأيوب، وابن جريج.
قلت له: فأي الناس أعلم به؟
فقال: ما أعلم أحدًا به من ابن عيينة.
قيل له: كان ابن عيينة صغيرا.
قال: وإن كان صغيرًا، فقد يكون صغير كيس.
"سؤالات الأثرم" (37)
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع
ومئة، وقدم الزهري للحج في سنة ثلاث وعشرين، فرجع من الحج، ومات سنة أربع.
قيل له: وأبو إسحاق؟
فقال: أبو إسحاق -يعني: السبيعي- مات سنة تسع وعشرين.
"سؤالات الأثرم" (40)
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه، وعنده أبو بكر الطالقاني صاحب ابن المبارك، فسأل أبا عبد اللَّه عن تفسير "من غسل واغتسل" (1)؛ فقال: لو كانت (غسَّل) كانت أبين: فأما من قال: "غَسَلَ واغتسل" فهو عندي يشبه ما فسر سفيان بن عيينة (حل وبل). قال: (حل): محلل، كأنه كلام مكرر، مثل: "وبكر وابتكر" كلام مكرر.
ذكر أبو عبد اللَّه: أن ابن عيينة كان يفسر فيحسن التفسير، سمعته يفسر قوله: "وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" (2) قال: منهم وأهلا. ورأيت هذا يعجب أبا عبد اللَّه.
قال: رواه عن مالك بن مغول.
سمعت أبا عبد اللَّه ذكر سفيان بن عيينة فقال: ما رأينا مثله.
"سؤالات الأثرم" (67)
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه ذكر حديث "أَخِّروا الأحمال" (3)؛
فقال: كان سفيان -يعني: ابن عيينة- يرويه عن وائل بن داود، عن ابنه، عن الزهري.
"سؤالات الأثرم" (74)
قال صالح: سمعت أبي يقول: دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة وهو باليمن ولم يكن سفيان تلطخ بشيء من أمر السلطان بعد، فجعل سفيان يعظه ويذكر له أمر المسلمين فجعل معن يقول له: أبوهم أنت، أخوهم أنت.
"مسائل صالح" (130)
وقال صالح: قال أبي: ما رأيت أحدًا أعلم بالسق من سفيان بن عيينة.
"مسائل صالح" (1321)
وقال صالح: قال أبي: سفيان بن عيينة، أبو محمد.
"الأسامي والكنى" (426)
قال صالح: سمعت أبي يقول: وخرجت إلى سفيان بن عيينة في سنة سبع وثمانين.
"سيرة الإمام أحمد" ص 32
قال صالح: حدثنا أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة، وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومالك بن أنس عن الرجل الذي لا يحفظ، أو يتهم في الحديث قالوا جميعًا: بيِّن أمره.
"العلل" رواية المروذي وغيره (311)
قال أبو داود: حدثنا أحمد، حدثنا سفيان، حدثنا يحيى -وهو ابن سعيد الأنصاري- سنة أربع وعشرين، ومعنا رجل من أهل اليمامة، يقال له: إبراهيم بن طريف، فقال إبراهيم: أخبرني حميد بن يعقوب وهو حي بالمدينة. قال سفيان: فقدمت المدينة، فقالوا: هو مريض لا يخرج.
"سؤالات أبي داود" (6)
وقال أبو داود: سمعت ابن حنبل ذكر ابن عتيق، قال: قرئ على سفيان، اسمه سليمان بن عتيق، قال سفيان: رجل من أهل مكة.
"سؤالات أبي داود" (15)
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان الثوري أسن من ابن عيينة بعشر سنين.
"سؤالات أبي داود" (19)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: قال سفيان -يعني: ابن عيينة: الفرافصة ختن عثمان، تزوج ابنته، وهو غير الفرافصة بن عمير الحنفي.
"سؤالات أبي داود" (39)
وقال أبو داود: وسمعته قال: الفضل بن عيسى الرقاشي، حدث عن ابن عيينة، هو ابن أخي يزيد الرقاشي.
"سؤالات أبي داود" (117)
وقال أبو داود: سمعت أحمد، وعثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علي، وهذا لفظه، كلهم يذكره عن عفان، عن يحيى بن سعيد قال: سألت سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ومالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، عن الرجل يغلط في الحديث أو يكذب فيه؟ قالوا: بيِّن أمره، بَيِّن أمره.
"سؤالات أبي داود" (134)
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قال: قال ابن عيينة: شهدت أبا الزبير يقرأ عليه صحيفة.
فقلت لأحمد: هي هذِه الأحاديث، يعني: صحيفة سليمان -وهو اليشكري- التي في أيدي الناس عنه؟ قال: نعم.
"سؤالات أبي داود" (213)
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: سفيان أسند عن عمرو بن دينار، وعند ابن جريج رأيه.
سمعت أحمد يقول: أثبت الناس في عمرو بن دينار، ابن عيينة، ثم ابن جريج.
"سؤالات أبي داود" (220)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: الحارث بن عمير، من أصحاب أيوب ثقة ثقة، كان إسماعيل حدثنا عنه، وابن عيينة يحدث عنه.
"سؤالات أبي داود" (233)
وقال أبو داود سمعت أحمد يقول: بلغني أن ابن وهب جاء إلى ابن عيينة، فقال: يا أبا محمد، ما عرض عليك ابن أختي أول أمس، هو لي سماع.
"سؤالات أبي داود" (255)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: سماع ابن عيينة عنه مقارب -يعني: من عطاء بن السائب- سمع بالكوفة.
"مسائل أبي داود" (1847)
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر حديث إسماعيل، عن قيسٍ: أن خالدًا شرب السم فلم يضره، فقال: حدث به جعفر بن عونٍ -يعني:
عن إسماعيل، ثم رجع عنه.
قال أحمد: لم يسمعه من أحدٍ عن إسماعيل غير ابن عيينة.
"مسائل أبي داود" (1858).
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: سمع ابن عيينة من سلمة بن وهزام حديثين.
"مسائل أبي داود" (1980)
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر حديث ابن عيينة عن عليِّ بن زيدٍ، عن الحسن، عن ابن مغفلٍ: "الدجالُ قد أكل الطعام ومشى في الأسواق" (1)؟
قال أحمد: اختلفوا على سفيان -يعني: ابن عيينة- فيه؛ وما أراه إلا من سفيان -يعني: اضطرابه فيه.
"مسائل أبي داود" (2007).
قال ابن هانئ: قال أحمد: ولد ابن عيينة سنة سبع ومائة.
"مسائل ابن هانئ" (2080)
قال ابن هانئ: قال أحمد: مات ابن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة.
"مسائل ابن هانئ" (2089)
وقال ابن هانئ: وسمعته يقول: مات سفيان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان وأنا باليمن سنة ثمان وتسعين، ومات
يحيى في أول السنة.
"مسائل ابن هانئ" (2119)
وقال ابن هانئ: قال أبو عبد اللَّه: روى سفيان بن عيينة، عن محمد بن المرتفع، قصة الشفع والوتر.
"مسائل ابن هانئ" (2229)
قال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ولد ابن عيينة سنة سبع ومائة.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (992)
قال حرب: قال أحمد: روى وكيع عن سفيان بن عيينة {مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: 26]، فلم يحفظ سفيان. وروى أبو معاوية عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9]، فلم يحفظ سفيان.
قيل لأحمد: وعمرو بن دينار عن عمر بن عبد العزيز في طلاق المكره أو السكران، وابن علية يرويه عنه؟
قال: نعم، فلم يعرفه سفيان.
ثم قال: وهذا كثير عن سفيان.
"مسائل حرب" ص 454
وقال حرب: قال أحمد: روى ابن عيينة عن جدته، وروى معتمر، عن أمه، عن أخته.
"مسائل حرب" ص 471
وقال حرب: قيل لأحمد: ابن عيينة أكثر في عمرو بن دينار، أو ابن جريج، فقال: عند ابن عيينة عن عمرو ما ليس عند أحد كثرة.
"مسائل حرب" ص 474
وقال حرب: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: أقل من جلسنا إليه يشبه سفيان -يعني: ابن عيينة- في العلم.
"مسائل حرب" ص 480
وقال حرب: قيل لأحمد: رأي الزهري أحب إليك أو رأي إبراهيم والشعبي، قال: كان ابن عيينة يختار رأي الزهري.
"مسائل حرب" ص 482
وقال حرب: قال أبو عبد اللَّه: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع.
قال: وحج الزهري بنفسه ثلاث وعشرين -يعني: ومائة- ولابن عيينة ستة عشر سنة.
قال: ومات عطاء سنة أربعة عشر.
"مسائل حرب" ص 494
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قيل لسفيان: إنَّ مالكًا يقوله عن حميد، ليس فيه شك، عن أبي سلمة.
قال أبي: سمعتُ من سفيان -أربع مرار- حديث أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من صام رمضان" (1)، قال سفيان مرة: "من قام رمضان" (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (104).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان، عن الزهري قال: إذا أتاها قبل أن يكفر كفر مرتين. قيل له: سمعته من الزهري؟ قال: لا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (163).
قال عبد اللَّه: قال أبي: سفيان أثبت الناس في عمرو بن دينار وأحسنه حديثًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (166)
قال عبد اللَّه: قال أبي: وقرئ على سفيان: أن رجلًا صام في السفر، فأمره عمر أن يعيد الصيام.
"العلل" رواية عبد اللَّه (169).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن زيد أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- توضأ (1)، قال سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد عن عمرو بن يحيى منذ أربع وسبعين سنة، فسألت بعد ذلك بقليل، فكان يحيى أكبر منه.
قال أبي: قال سفيان: سمعت منه ثلاثة أحاديث.
قال أبي: وسمعت أنا هذا الحديث من سفيان ثلاث مرار.
قال أبي: قال سفيان: لم أسمع منه حديث عمرو بن يحيى عن أبيه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحمال والمقبرة (2).
قال أبي: قد حدثنا به سفيان، دلّسه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (176).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: لم أحفظ عن ابن عروة عثمان إلا واحدًا، وقال لي: هشام يخبر به عني.
"العلل" رواية عبد اللَّه (177).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان مرتين عن ابن عجلان، عن عياض بن عبد اللَّه بن سعد بن [أبي] سرح سمع أبا سعيد، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وكل ما ينبت الربيع يقتل حبطًا" (1). قال سفيان: كان الأعمش يسألني عن حديث عياض، حديث ابن عجلان -يعني: هذا الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (193).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا يحيى -يعني: ابن سعيد- في سنة أربع وعشرين في ذاك الموضع -لموضع من المسجد الحرام- معنا رجل من أهل اليمامة يقال له: إبراهيم بن طريف، قال: أخبرني ابن سعيد بن المسيب أن أباه كان إذا رأى البيت قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام حينا ربنا بالسلام.
قال إبراهيم: أخبرني حميد بن يعقوب وهو حي بالمدينة، قال: سمعت سعيدًا يقول: سمعت من عمر كلمة ما بقي، قال سفيان: وقال مرة: حي غيري، سمعته يقول حين رأى الكعبة: اللهم أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام.
قال سفيان: فقدمت المدينة، فقالوا: هو مريض لا يخرج -يعني: حميد بن يعقوب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (197)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثنا يومًا ابن عيينة بحديث عاصم، عن زر، عن صفوان في المسح على الخفين، فقال: حدثنا عاصم سمع زرًا: أتيت صفوان، ثم قال سفيان: من بقي يحدث بهذا عن عاصم.
قال أبي: فلما انتهى إلى موضع المسح قال: كنا إذا كنا سفرًا أو مسافرين، ارتجَّ شك، ثم قال: أرانا أخذنا بما قلنا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (722)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال لي شعيب بن حرب: أعطني كتاب ابن عيينة عن الزهري، فأتيته بكتابي فجئت بعد آخذ الكتاب منه، فمر بحديث، فقال: سفيان سمع هذا من الزهري؟ فسكتُّ، أو قلت: لا أدري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (750)
وقال عبد اللَّه: ذُكر لأبي أن ابن عيينة قال: ألقي إلى كتاب إن حدثت به قتلناك -يعني: حديث عمار الدهني في بني ناجية (1).
قال أبي: يقال أن إبراهيم بن عرعرة كتب بذاك الكتاب إلى سفيان بن عيينة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (964)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان: خرجت جدتي مع محمد ابن مزاحم أخي الضحاك.
حدثني أبي قال: ذُكر لسفيان جدته فقال: قالت -يعني: يوم قتل الحسين: صار اللحم كدًّا، وصار الورس أسود.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1019).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: ابن الأصم يخبرنا قال: نزل علينا بالرقة -يعني: عرّاف اليمامة- فكان يأتيه فينظر في أمره فيقول: بكذا كذا وكذا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1041).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان يقول: قال الكوفيون: خرج في العشر -يعني: الحسين بن علي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1549).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: كان ابن عمر ابن عشرين سنة يوم دخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الكعبة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1551).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: ذُكر عن آدم بن علي قال: وقد رأيته ولم أسمع منه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1561)
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: كانت لحية سفيان بن عيينة إلى الطول ما هي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1653)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عُيَينة قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عمرو بن يحيى منذ أربع وسبعين سنة، فسألته بعد ذلك بقليل، وكان يحيى أكبر منه، قال سفيان: سمعت منه ثلاثة أحاديث. قال أبي: حديث "الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة"، قال سفيان: لم أسمعه منه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1831)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت ابن عيينة يقول: كانوا يحدثونه -يعني: التشهد- عن عبد اللَّه، قال سفيان: ولم أسمعه منهم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2315)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت ابن عُيَينة يقول: الآطام: القصور، والصياصي: الحصون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2429)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: كان عمرو، وأبو الزبير لا يخضبان.
وابن أبي نجيح والأعمش لا يخضبان، وأبو حصين أبيض الرأس واللحية.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2438)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع ومائة ومات سنة ثمان وتسعين ومائة. جاءنا موته ونحن باليمن، ومات وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2439)
وقال عبد اللَّه: ومات ابن عيشة بعده -أي: وكيع- في سنة ثمان وتسعين في رجب، جاءنا موته عند عبد الرزاق.
سمعت أبي يقول: في السنة التي فارقناه فيها وذهبنا إلى عبد الرزاق.
وقال: سمعت سفيان سئل عن أحاديث قد نسيها وكان يحفظها قبل ذلك، فقال للذي يسأله: قل أنت. فيقول ابن عيينة: هو كذا. فاحتج بهذِه الآية {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282].
"العلل" رواية عبد اللَّه (2441)، (4223)، (4224)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال ابن عيينة: رأيت الثوري في النوم فقال لي: أقِلَّ من معرفة الناس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2458)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: من يزرع خيرًا يحصد غبطة، ومن يزرع شرًّا يحصد ندامة، تفعلون السيئات وترجون أن تجزوا الحسنات، أجل، كما يجنى من الشوك العنب!
"العلل" رواية عبد اللَّه (2661)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: "وأنعما" قال: وأهلا، قال: يعني: في حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "إن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2682)
وقال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: مات سفيان بن عيينة في رجب، وعبد الرحمن بن مهدي فيها سنة ثمان وتسعين، ومات يحيى في أولها، ووكيع سنة ست، ومات في الطريق أول سنة سبع وتسعين ومائة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3796)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: كنتُ أقول لهم: هاتوا أيش عندكم؟ فيجيؤني بإبراهيم، قال سفيان فنغلبهم -يعني: بالإسناد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4208)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عُيينة قال: لم أسمعه -يعني: حديث التشهد- وقرئ عليه منصور والأعمش، عن أبي وائل،
لكنهم كانوا يحدثونه ولم أسمعه منهم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4609)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: لم يسمع سفيان حديث عبد اللَّه في التشهد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4610)
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: وافيت سفيان أربعة مواسم كل ذلك أسمع منه وأقمت بمكة سنة، وأول سنة حججت سنة سبع وثمانين، سنة مات فضيل، قدمنا وقد مات فضيل، والثانية سنة إحدى وتسعين ومائة، وحج الوليد بن مسلم، ثم حج الوليد بعد سنة أربع ولم ألقه في تلك السنة يعني: سنة أربع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4611)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي قال: قال ابن عيينة: محمد والخميس -يعني: والجيش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4618)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة ومالك بن أنس عن الرجل لا يحفظ أو يتهم في الحديث، فقالوا لي جميعا: بيِّن أمره.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4684)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن حصين، عن ابن خليدة: كان ابن عمر لو مشت نملة إلى الصلاة لم يسبقهما.
سمعت أبي يقول: هذا حديث أبي سنان ضرار، أخطأ سفيان، وليس من حديث حصين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4735)، (4736)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة قال: كنا عند عتبة بن فرقد فذكروا شهر رمضان فقال: ما سمعتم؟ سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين. وينادي مناديًا يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر" (1).
سمعت أبي يقول: كان سفيان يخطئ في هذا الحديث؛ لم يسمعه عُتبة من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، رجل حدث عتبة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4738)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان: ما أحفظه إلا عن سالم -يعني: حديث زبرا، حديث الزهري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5485)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان: حفظته أنا -يعني: من الزهري- قال: أخبرنا أبو بكر بن عُبيد اللَّه -يعني: "إذا أكل أحدكم" (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (5486)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان قال: حفظناه من سعيد "إذا أمن القارئ" (3)، فقال: إنما نحفظه عن سالم -يعني: "الشؤم في ثلاث" (4).
"العلل" رواية عبد اللَّه (5487)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان لم أسمعه، ثم قال: عن
سالم: لا صيام لمن لم يجمع (1) -يعني: الزهري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5488)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كانت [. . .] (2) سفيان لا يبصر بها، قال: وكنت أجلس مما يليها حتى لا يراني أكتب، قال: وكانت معه عصا، وكان إذا رأى أحدًا يكتب؛ أشار بها إليه فيجيء فيمنعه.
قال: وما رأيت سفيان أملى علينا إلا حديثًا واحدًا، حديث أبي سعد البقال فإنه أملاه علينا إملاءً.
قلت: لم؟ قال: لضعف أبي سعد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5683)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: أخبرنا إبراهيم بن مهدي قال: سمعت حماد بن زيد يقول: رأيت سفيان بن عيينة غلامًا له ذؤابة ومعه ألواح عند عمرو بن دينار.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5718)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: ذُكر لسفيان حديث الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية في الوضوء مما مست النار (3)، قال: ليس هو
مما حفظت عن الزهري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5961)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت سفيان قال: صلى صهيب على عمر؛ لأن عمر أمر صهيبًا أن يصلي بالناس حتى يجتمعوا على رجل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5963)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت سفيان يقول: أصعل: صغير الرأس. أصمع: صغير الأذن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5965)
قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه وذكر سفيان بن عيينة، فقال: أخرجه أبوه إلى مكة وهو صغير، فسمع من الناس، عمرو بن دينار وابن أبي نجيح في الفقه، ليس تضمه إلى أحد -يعني: أقرانه- إلا وجدته مقدمًا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 158
وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل، قيل له: سفيان الثوري كان أحفظ أو ابن عيينة؟
فقال: كان الثوري أحفظ وأقل الناس غلطًا، وأما ابن عيينة فكان حافظًا؛ إلا أنه كان إذا صار في حديث الكوفيين كان له غلط كثير، وقد غلط في حديث الحجازيين في أشياء.
قيل له: فإن فلانًا يزعم أن سفيان بن عيينة كان أحفظهما، فضحك ثم قال: فلان حسن الرأي في ابن عيينة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 163 - 164، "تاريخ بغداد" 9/ 170
قال الفضل بن محمد: حدثنا أحمد بن حنبل قال: قرأ سفيان بن عيينة -وأنا شاهد- الزهري عن عبيد اللَّه عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-؟ {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}؟ قال: كسبه ولده.
قال أحمد بن حنبل: لم يذكر لنا ابن عيينة سماعه فيه ثم بلغني أنه سمعه من عمر بن حبيب.
"المستدرك" للحاكم 2/ 539
قال حنبل بن إسحاق: قال أبو عبد اللَّه: وكنا عند عبد الرزاق باليمن فجاءنا موت سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة.
"مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي ص 46
قال داود بن عمرو: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: "وأنعما". قال: وأهلا -قلت: الإشارة إلى الحديث المعروف "وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما".
"مناقب الإمام أحمد" ص 118
قال المروذي: وقال: رحم اللَّه سفيان ما كان أفقهه في القرآن وكان له علم.
"بدائع الفوائد" 3/ 103
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: سبحان اللَّه، ما أعلم ابن عيينة بعمرو بن دينار! أعلم الناس به ابن عيينة. وذكر علم شعبة، وأيوب، وابن جريج.
قلت له: فأي الناس أعلم به؟
فقال: ما أعلم أحدًا به من ابن عيينة.
قيل له: كان ابن عيينة صغيرا.
قال: وإن كان صغيرًا، فقد يكون صغير كيس.
"سؤالات الأثرم" (37)
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع
ومئة، وقدم الزهري للحج في سنة ثلاث وعشرين، فرجع من الحج، ومات سنة أربع.
قيل له: وأبو إسحاق؟
فقال: أبو إسحاق -يعني: السبيعي- مات سنة تسع وعشرين.
"سؤالات الأثرم" (40)
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه، وعنده أبو بكر الطالقاني صاحب ابن المبارك، فسأل أبا عبد اللَّه عن تفسير "من غسل واغتسل" (1)؛ فقال: لو كانت (غسَّل) كانت أبين: فأما من قال: "غَسَلَ واغتسل" فهو عندي يشبه ما فسر سفيان بن عيينة (حل وبل). قال: (حل): محلل، كأنه كلام مكرر، مثل: "وبكر وابتكر" كلام مكرر.
ذكر أبو عبد اللَّه: أن ابن عيينة كان يفسر فيحسن التفسير، سمعته يفسر قوله: "وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" (2) قال: منهم وأهلا. ورأيت هذا يعجب أبا عبد اللَّه.
قال: رواه عن مالك بن مغول.
سمعت أبا عبد اللَّه ذكر سفيان بن عيينة فقال: ما رأينا مثله.
"سؤالات الأثرم" (67)
وقال الأثرم: سمعت أبا عبد اللَّه ذكر حديث "أَخِّروا الأحمال" (3)؛
فقال: كان سفيان -يعني: ابن عيينة- يرويه عن وائل بن داود، عن ابنه، عن الزهري.
"سؤالات الأثرم" (74)
قال صالح: سمعت أبي يقول: دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة وهو باليمن ولم يكن سفيان تلطخ بشيء من أمر السلطان بعد، فجعل سفيان يعظه ويذكر له أمر المسلمين فجعل معن يقول له: أبوهم أنت، أخوهم أنت.
"مسائل صالح" (130)
وقال صالح: قال أبي: ما رأيت أحدًا أعلم بالسق من سفيان بن عيينة.
"مسائل صالح" (1321)
وقال صالح: قال أبي: سفيان بن عيينة، أبو محمد.
"الأسامي والكنى" (426)
قال صالح: سمعت أبي يقول: وخرجت إلى سفيان بن عيينة في سنة سبع وثمانين.
"سيرة الإمام أحمد" ص 32
قال صالح: حدثنا أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة، وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومالك بن أنس عن الرجل الذي لا يحفظ، أو يتهم في الحديث قالوا جميعًا: بيِّن أمره.
"العلل" رواية المروذي وغيره (311)
قال أبو داود: حدثنا أحمد، حدثنا سفيان، حدثنا يحيى -وهو ابن سعيد الأنصاري- سنة أربع وعشرين، ومعنا رجل من أهل اليمامة، يقال له: إبراهيم بن طريف، فقال إبراهيم: أخبرني حميد بن يعقوب وهو حي بالمدينة. قال سفيان: فقدمت المدينة، فقالوا: هو مريض لا يخرج.
"سؤالات أبي داود" (6)
وقال أبو داود: سمعت ابن حنبل ذكر ابن عتيق، قال: قرئ على سفيان، اسمه سليمان بن عتيق، قال سفيان: رجل من أهل مكة.
"سؤالات أبي داود" (15)
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان الثوري أسن من ابن عيينة بعشر سنين.
"سؤالات أبي داود" (19)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: قال سفيان -يعني: ابن عيينة: الفرافصة ختن عثمان، تزوج ابنته، وهو غير الفرافصة بن عمير الحنفي.
"سؤالات أبي داود" (39)
وقال أبو داود: وسمعته قال: الفضل بن عيسى الرقاشي، حدث عن ابن عيينة، هو ابن أخي يزيد الرقاشي.
"سؤالات أبي داود" (117)
وقال أبو داود: سمعت أحمد، وعثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علي، وهذا لفظه، كلهم يذكره عن عفان، عن يحيى بن سعيد قال: سألت سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ومالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، عن الرجل يغلط في الحديث أو يكذب فيه؟ قالوا: بيِّن أمره، بَيِّن أمره.
"سؤالات أبي داود" (134)
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل قال: قال ابن عيينة: شهدت أبا الزبير يقرأ عليه صحيفة.
فقلت لأحمد: هي هذِه الأحاديث، يعني: صحيفة سليمان -وهو اليشكري- التي في أيدي الناس عنه؟ قال: نعم.
"سؤالات أبي داود" (213)
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: سفيان أسند عن عمرو بن دينار، وعند ابن جريج رأيه.
سمعت أحمد يقول: أثبت الناس في عمرو بن دينار، ابن عيينة، ثم ابن جريج.
"سؤالات أبي داود" (220)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: الحارث بن عمير، من أصحاب أيوب ثقة ثقة، كان إسماعيل حدثنا عنه، وابن عيينة يحدث عنه.
"سؤالات أبي داود" (233)
وقال أبو داود سمعت أحمد يقول: بلغني أن ابن وهب جاء إلى ابن عيينة، فقال: يا أبا محمد، ما عرض عليك ابن أختي أول أمس، هو لي سماع.
"سؤالات أبي داود" (255)
وقال أبو داود: سمعت أحمد قال: سماع ابن عيينة عنه مقارب -يعني: من عطاء بن السائب- سمع بالكوفة.
"مسائل أبي داود" (1847)
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر حديث إسماعيل، عن قيسٍ: أن خالدًا شرب السم فلم يضره، فقال: حدث به جعفر بن عونٍ -يعني:
عن إسماعيل، ثم رجع عنه.
قال أحمد: لم يسمعه من أحدٍ عن إسماعيل غير ابن عيينة.
"مسائل أبي داود" (1858).
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: سمع ابن عيينة من سلمة بن وهزام حديثين.
"مسائل أبي داود" (1980)
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر حديث ابن عيينة عن عليِّ بن زيدٍ، عن الحسن، عن ابن مغفلٍ: "الدجالُ قد أكل الطعام ومشى في الأسواق" (1)؟
قال أحمد: اختلفوا على سفيان -يعني: ابن عيينة- فيه؛ وما أراه إلا من سفيان -يعني: اضطرابه فيه.
"مسائل أبي داود" (2007).
قال ابن هانئ: قال أحمد: ولد ابن عيينة سنة سبع ومائة.
"مسائل ابن هانئ" (2080)
قال ابن هانئ: قال أحمد: مات ابن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة.
"مسائل ابن هانئ" (2089)
وقال ابن هانئ: وسمعته يقول: مات سفيان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان وأنا باليمن سنة ثمان وتسعين، ومات
يحيى في أول السنة.
"مسائل ابن هانئ" (2119)
وقال ابن هانئ: قال أبو عبد اللَّه: روى سفيان بن عيينة، عن محمد بن المرتفع، قصة الشفع والوتر.
"مسائل ابن هانئ" (2229)
قال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ولد ابن عيينة سنة سبع ومائة.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (992)
قال حرب: قال أحمد: روى وكيع عن سفيان بن عيينة {مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: 26]، فلم يحفظ سفيان. وروى أبو معاوية عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9]، فلم يحفظ سفيان.
قيل لأحمد: وعمرو بن دينار عن عمر بن عبد العزيز في طلاق المكره أو السكران، وابن علية يرويه عنه؟
قال: نعم، فلم يعرفه سفيان.
ثم قال: وهذا كثير عن سفيان.
"مسائل حرب" ص 454
وقال حرب: قال أحمد: روى ابن عيينة عن جدته، وروى معتمر، عن أمه، عن أخته.
"مسائل حرب" ص 471
وقال حرب: قيل لأحمد: ابن عيينة أكثر في عمرو بن دينار، أو ابن جريج، فقال: عند ابن عيينة عن عمرو ما ليس عند أحد كثرة.
"مسائل حرب" ص 474
وقال حرب: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: أقل من جلسنا إليه يشبه سفيان -يعني: ابن عيينة- في العلم.
"مسائل حرب" ص 480
وقال حرب: قيل لأحمد: رأي الزهري أحب إليك أو رأي إبراهيم والشعبي، قال: كان ابن عيينة يختار رأي الزهري.
"مسائل حرب" ص 482
وقال حرب: قال أبو عبد اللَّه: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع.
قال: وحج الزهري بنفسه ثلاث وعشرين -يعني: ومائة- ولابن عيينة ستة عشر سنة.
قال: ومات عطاء سنة أربعة عشر.
"مسائل حرب" ص 494
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قيل لسفيان: إنَّ مالكًا يقوله عن حميد، ليس فيه شك، عن أبي سلمة.
قال أبي: سمعتُ من سفيان -أربع مرار- حديث أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من صام رمضان" (1)، قال سفيان مرة: "من قام رمضان" (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (104).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان، عن الزهري قال: إذا أتاها قبل أن يكفر كفر مرتين. قيل له: سمعته من الزهري؟ قال: لا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (163).
قال عبد اللَّه: قال أبي: سفيان أثبت الناس في عمرو بن دينار وأحسنه حديثًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (166)
قال عبد اللَّه: قال أبي: وقرئ على سفيان: أن رجلًا صام في السفر، فأمره عمر أن يعيد الصيام.
"العلل" رواية عبد اللَّه (169).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن زيد أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- توضأ (1)، قال سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد عن عمرو بن يحيى منذ أربع وسبعين سنة، فسألت بعد ذلك بقليل، فكان يحيى أكبر منه.
قال أبي: قال سفيان: سمعت منه ثلاثة أحاديث.
قال أبي: وسمعت أنا هذا الحديث من سفيان ثلاث مرار.
قال أبي: قال سفيان: لم أسمع منه حديث عمرو بن يحيى عن أبيه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحمال والمقبرة (2).
قال أبي: قد حدثنا به سفيان، دلّسه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (176).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: لم أحفظ عن ابن عروة عثمان إلا واحدًا، وقال لي: هشام يخبر به عني.
"العلل" رواية عبد اللَّه (177).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان مرتين عن ابن عجلان، عن عياض بن عبد اللَّه بن سعد بن [أبي] سرح سمع أبا سعيد، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وكل ما ينبت الربيع يقتل حبطًا" (1). قال سفيان: كان الأعمش يسألني عن حديث عياض، حديث ابن عجلان -يعني: هذا الحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (193).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا يحيى -يعني: ابن سعيد- في سنة أربع وعشرين في ذاك الموضع -لموضع من المسجد الحرام- معنا رجل من أهل اليمامة يقال له: إبراهيم بن طريف، قال: أخبرني ابن سعيد بن المسيب أن أباه كان إذا رأى البيت قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام حينا ربنا بالسلام.
قال إبراهيم: أخبرني حميد بن يعقوب وهو حي بالمدينة، قال: سمعت سعيدًا يقول: سمعت من عمر كلمة ما بقي، قال سفيان: وقال مرة: حي غيري، سمعته يقول حين رأى الكعبة: اللهم أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام.
قال سفيان: فقدمت المدينة، فقالوا: هو مريض لا يخرج -يعني: حميد بن يعقوب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (197)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: حدثنا يومًا ابن عيينة بحديث عاصم، عن زر، عن صفوان في المسح على الخفين، فقال: حدثنا عاصم سمع زرًا: أتيت صفوان، ثم قال سفيان: من بقي يحدث بهذا عن عاصم.
قال أبي: فلما انتهى إلى موضع المسح قال: كنا إذا كنا سفرًا أو مسافرين، ارتجَّ شك، ثم قال: أرانا أخذنا بما قلنا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (722)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: قال لي شعيب بن حرب: أعطني كتاب ابن عيينة عن الزهري، فأتيته بكتابي فجئت بعد آخذ الكتاب منه، فمر بحديث، فقال: سفيان سمع هذا من الزهري؟ فسكتُّ، أو قلت: لا أدري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (750)
وقال عبد اللَّه: ذُكر لأبي أن ابن عيينة قال: ألقي إلى كتاب إن حدثت به قتلناك -يعني: حديث عمار الدهني في بني ناجية (1).
قال أبي: يقال أن إبراهيم بن عرعرة كتب بذاك الكتاب إلى سفيان بن عيينة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (964)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان: خرجت جدتي مع محمد ابن مزاحم أخي الضحاك.
حدثني أبي قال: ذُكر لسفيان جدته فقال: قالت -يعني: يوم قتل الحسين: صار اللحم كدًّا، وصار الورس أسود.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1019).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: ابن الأصم يخبرنا قال: نزل علينا بالرقة -يعني: عرّاف اليمامة- فكان يأتيه فينظر في أمره فيقول: بكذا كذا وكذا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1041).
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان يقول: قال الكوفيون: خرج في العشر -يعني: الحسين بن علي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1549).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: كان ابن عمر ابن عشرين سنة يوم دخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الكعبة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1551).
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: ذُكر عن آدم بن علي قال: وقد رأيته ولم أسمع منه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1561)
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: كانت لحية سفيان بن عيينة إلى الطول ما هي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1653)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عُيَينة قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عمرو بن يحيى منذ أربع وسبعين سنة، فسألته بعد ذلك بقليل، وكان يحيى أكبر منه، قال سفيان: سمعت منه ثلاثة أحاديث. قال أبي: حديث "الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة"، قال سفيان: لم أسمعه منه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1831)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت ابن عيينة يقول: كانوا يحدثونه -يعني: التشهد- عن عبد اللَّه، قال سفيان: ولم أسمعه منهم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2315)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت ابن عُيَينة يقول: الآطام: القصور، والصياصي: الحصون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2429)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: كان عمرو، وأبو الزبير لا يخضبان.
وابن أبي نجيح والأعمش لا يخضبان، وأبو حصين أبيض الرأس واللحية.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2438)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع ومائة ومات سنة ثمان وتسعين ومائة. جاءنا موته ونحن باليمن، ومات وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2439)
وقال عبد اللَّه: ومات ابن عيشة بعده -أي: وكيع- في سنة ثمان وتسعين في رجب، جاءنا موته عند عبد الرزاق.
سمعت أبي يقول: في السنة التي فارقناه فيها وذهبنا إلى عبد الرزاق.
وقال: سمعت سفيان سئل عن أحاديث قد نسيها وكان يحفظها قبل ذلك، فقال للذي يسأله: قل أنت. فيقول ابن عيينة: هو كذا. فاحتج بهذِه الآية {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282].
"العلل" رواية عبد اللَّه (2441)، (4223)، (4224)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال ابن عيينة: رأيت الثوري في النوم فقال لي: أقِلَّ من معرفة الناس.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2458)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: من يزرع خيرًا يحصد غبطة، ومن يزرع شرًّا يحصد ندامة، تفعلون السيئات وترجون أن تجزوا الحسنات، أجل، كما يجنى من الشوك العنب!
"العلل" رواية عبد اللَّه (2661)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: "وأنعما" قال: وأهلا، قال: يعني: في حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "إن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (2682)
وقال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: مات سفيان بن عيينة في رجب، وعبد الرحمن بن مهدي فيها سنة ثمان وتسعين، ومات يحيى في أولها، ووكيع سنة ست، ومات في الطريق أول سنة سبع وتسعين ومائة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3796)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عيينة قال: كنتُ أقول لهم: هاتوا أيش عندكم؟ فيجيؤني بإبراهيم، قال سفيان فنغلبهم -يعني: بالإسناد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4208)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا ابن عُيينة قال: لم أسمعه -يعني: حديث التشهد- وقرئ عليه منصور والأعمش، عن أبي وائل،
لكنهم كانوا يحدثونه ولم أسمعه منهم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4609)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: لم يسمع سفيان حديث عبد اللَّه في التشهد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4610)
وقال عبد اللَّه: سمعته يقول: وافيت سفيان أربعة مواسم كل ذلك أسمع منه وأقمت بمكة سنة، وأول سنة حججت سنة سبع وثمانين، سنة مات فضيل، قدمنا وقد مات فضيل، والثانية سنة إحدى وتسعين ومائة، وحج الوليد بن مسلم، ثم حج الوليد بعد سنة أربع ولم ألقه في تلك السنة يعني: سنة أربع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4611)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي قال: قال ابن عيينة: محمد والخميس -يعني: والجيش.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4618)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة ومالك بن أنس عن الرجل لا يحفظ أو يتهم في الحديث، فقالوا لي جميعا: بيِّن أمره.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4684)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن حصين، عن ابن خليدة: كان ابن عمر لو مشت نملة إلى الصلاة لم يسبقهما.
سمعت أبي يقول: هذا حديث أبي سنان ضرار، أخطأ سفيان، وليس من حديث حصين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4735)، (4736)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة قال: كنا عند عتبة بن فرقد فذكروا شهر رمضان فقال: ما سمعتم؟ سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين. وينادي مناديًا يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر" (1).
سمعت أبي يقول: كان سفيان يخطئ في هذا الحديث؛ لم يسمعه عُتبة من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، رجل حدث عتبة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4738)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان: ما أحفظه إلا عن سالم -يعني: حديث زبرا، حديث الزهري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5485)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان: حفظته أنا -يعني: من الزهري- قال: أخبرنا أبو بكر بن عُبيد اللَّه -يعني: "إذا أكل أحدكم" (2).
"العلل" رواية عبد اللَّه (5486)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان قال: حفظناه من سعيد "إذا أمن القارئ" (3)، فقال: إنما نحفظه عن سالم -يعني: "الشؤم في ثلاث" (4).
"العلل" رواية عبد اللَّه (5487)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: قال سفيان لم أسمعه، ثم قال: عن
سالم: لا صيام لمن لم يجمع (1) -يعني: الزهري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5488)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كانت [. . .] (2) سفيان لا يبصر بها، قال: وكنت أجلس مما يليها حتى لا يراني أكتب، قال: وكانت معه عصا، وكان إذا رأى أحدًا يكتب؛ أشار بها إليه فيجيء فيمنعه.
قال: وما رأيت سفيان أملى علينا إلا حديثًا واحدًا، حديث أبي سعد البقال فإنه أملاه علينا إملاءً.
قلت: لم؟ قال: لضعف أبي سعد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5683)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: أخبرنا إبراهيم بن مهدي قال: سمعت حماد بن زيد يقول: رأيت سفيان بن عيينة غلامًا له ذؤابة ومعه ألواح عند عمرو بن دينار.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5718)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: ذُكر لسفيان حديث الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية في الوضوء مما مست النار (3)، قال: ليس هو
مما حفظت عن الزهري.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5961)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت سفيان قال: صلى صهيب على عمر؛ لأن عمر أمر صهيبًا أن يصلي بالناس حتى يجتمعوا على رجل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5963)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: سمعت سفيان يقول: أصعل: صغير الرأس. أصمع: صغير الأذن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5965)
قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه وذكر سفيان بن عيينة، فقال: أخرجه أبوه إلى مكة وهو صغير، فسمع من الناس، عمرو بن دينار وابن أبي نجيح في الفقه، ليس تضمه إلى أحد -يعني: أقرانه- إلا وجدته مقدمًا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 158
وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل، قيل له: سفيان الثوري كان أحفظ أو ابن عيينة؟
فقال: كان الثوري أحفظ وأقل الناس غلطًا، وأما ابن عيينة فكان حافظًا؛ إلا أنه كان إذا صار في حديث الكوفيين كان له غلط كثير، وقد غلط في حديث الحجازيين في أشياء.
قيل له: فإن فلانًا يزعم أن سفيان بن عيينة كان أحفظهما، فضحك ثم قال: فلان حسن الرأي في ابن عيينة.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 163 - 164، "تاريخ بغداد" 9/ 170
قال الفضل بن محمد: حدثنا أحمد بن حنبل قال: قرأ سفيان بن عيينة -وأنا شاهد- الزهري عن عبيد اللَّه عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-؟ {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}؟ قال: كسبه ولده.
قال أحمد بن حنبل: لم يذكر لنا ابن عيينة سماعه فيه ثم بلغني أنه سمعه من عمر بن حبيب.
"المستدرك" للحاكم 2/ 539
قال حنبل بن إسحاق: قال أبو عبد اللَّه: وكنا عند عبد الرزاق باليمن فجاءنا موت سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة.
"مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي ص 46
قال داود بن عمرو: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: "وأنعما". قال: وأهلا -قلت: الإشارة إلى الحديث المعروف "وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما".
"مناقب الإمام أحمد" ص 118
قال المروذي: وقال: رحم اللَّه سفيان ما كان أفقهه في القرآن وكان له علم.
"بدائع الفوائد" 3/ 103
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#5d852e
سفيان بن عيينة
* حجّة ثقة (السنن الكبرى: 4/ 24).
* حجّة ثقة (السنن الكبرى: 4/ 24).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#f16b0e
سفيان بن عيينة مشهور بالتدليس أيضاً.
قلت: لكن اتفقوا مع ذلك على قبول عنعنته كما حكاه غير واحد انتهى.
قلت: لكن اتفقوا مع ذلك على قبول عنعنته كما حكاه غير واحد انتهى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#eddd30
سفيان بن عيينة آخر سمع عمر وجابر يدلس ليس بشئ وهو مولى مسعر بن كدام من أسفل انتهى لفظ العجلي في ثقاته فان صحت الكتابة فقد ذكره تميزا رأيته كذلك في الثقات التي رتبها شيخنا الحافظ نور الدين الهيثمي وأبت انها صحيحة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#fdd712
سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي ثم المكي الامام المشهور فقيه الحجاز في زمانه كان يدلس لكن لا يدلس الا عن ثقة وادعى بن حبان بأن ذلك كان خاصا ووصفه النسائي وغيره بالتدليس وذكر البرهان الحلبي لسفيان بن عيينة ترجمتين الاول هذا والثاني سفيان بن عيينة الهلالي مولى مسعر بن كدام من أسفل ليس بشئ كان يدلس قال البرهان هذا آخر غير الاول
قلت: ليس كما ظن فإن ابن عيينة مولى بني هلال وقد ذكر الذهبي في فوائد رحلته أنه لما اجتمع بابن دقيق العيد سأله من أبو محمد الهلالي فقال سفيان بن عيينة فأعجبه استحضاره وانما نسب لمسعر لان مسعرا من بني هلال صليبة ولعل العجلي إنما قال فيه ليس بشئ لامر آخر غير
التدليس لعله الاختلاط ثم راجعت أصل الثقات للعجلي فوجدته قال ما نصه سفيان بن عيينة.
قلت: ليس كما ظن فإن ابن عيينة مولى بني هلال وقد ذكر الذهبي في فوائد رحلته أنه لما اجتمع بابن دقيق العيد سأله من أبو محمد الهلالي فقال سفيان بن عيينة فأعجبه استحضاره وانما نسب لمسعر لان مسعرا من بني هلال صليبة ولعل العجلي إنما قال فيه ليس بشئ لامر آخر غير
التدليس لعله الاختلاط ثم راجعت أصل الثقات للعجلي فوجدته قال ما نصه سفيان بن عيينة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#959df4
سفيان بن عيينة بن أبي عمران واسمه ميمون
الهلالي أبو محمد معدود في الكوفيين وفي الموالي وولاؤه لمحمد بن مزاحم أخى الضحاك بن مزاحم وكان أعور وقيل إن أبا عيينة كان يكنى أبا عمران أحد الأعلام ثقة حافظ إمام يروى عن إبراهيم بن عقبة
وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وإسماعيل بن أبي خالد وأيوب السختياني
وزكريا بن أبي زائدة وسلمة بن دينار
وعبد الله بن طاوس وأبي إسحاق السبيعي بفتح السين وتقدمت ترجمته والزهري
وعمرو بن دينار ويروى عنه أحمد بن صالح المصري وإسحاق بن
راهويه وعلى بن المديني وأبي كريب محمد بن
العلاء ويعقوب بن إبراهيم ومن شيوخه الأعمش وابن جريج
قال بن المديني لم يكن في أصحاب الزهري أتقن منه وقال العجلي كوفي ثقة ثبت في الحديث وقال بعضهم هو أثبت الناس في حديث الزهري وقال مجاهد بن موسى سمعته يقول ما كتبت شيئا قط إلا شيئا حفظته قبل أن أكتبه وقال الشافعي لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز وسئل عنه بن المبارك فقال ذاك أحد الأحدين وقيل لابن المديني هو إمام في الحديث فقال هو إمام منذ
أربعين سنة وقيل ليحيى بن معين بن عيينة أحب إليك في عمرو بن دينار أو الثوري فقال بن عيينة أعلم به فقيل له فابن عيينة أحب إلي فيه أو حماد بن زيد قال بن عيينة أعلم به قيل له فشعبة قال وأيش روى عنه شعبة إنما روى عنه نحوا من مائة حديث قال بن وهب ما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله من بن عيينة وقال الشافعي ما رأيت أحدا أكف عن الفتيا منه وقال أحمد بن حنبل كان إذا سئل عن المناسك سهل عليه وإذا سئل عن الطلاق اشتد عليه قال بن الصلاح وجدت عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي أنه سمع يحيى بن [سعيد] القطان يقول أشهد أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين فمن سمع منه في هذه
السنة و [بعدها] فسماعه لا شيء قلت توفي بعد ذلك [بنحو] بسنتين سنة تسع وتسعين ومئة انتهى قال الأبناسي قوله يعني بن الصلاح سفيان بن عيينة إلى آخره فيه أمور منها أن
صاحب الميزان استبعد مقالة بن عمار وعدها غلطا منه لأن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به ثم قال فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع وتسعين
وقد سمع منه في هذه السنة، محمد بن عاصم صاحب ذلك الجزء العالي كما هو مؤرخ في الجزء المذكور وهكذا ذكره صاحب الميزان قال فلما كان سنة ثمان وتسعين فإنه مات فيها ولم يلقه أحد يحدث فإنه توفي قبل قدوم الحاج بأربعة أشهر قال ويغلب على الظن أن سائر شيوخ الأئمة الستة سمعوا منه قبل سنة سبع ومنها قوله أنه توفي سنة تسع والمشهور سنة ثمان ومنها قوله أنه بقي بعد اختلاطه سنتين وهذا ينافي
ما صححه في وفاته أنه سنة تسع وإلا فالمشهور أنها سنة ثمان فتكون مدة اختلاطه نحو سنة لأن وفاته كانت بمكة يوم السبت أول شهر رجب سنة ثمان وتسعين ومئة قال محمد بن سعد وابن حبان إلا أنه قال آخر يوم من جمادي الآخرة انتهى روى له البخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة.
الهلالي أبو محمد معدود في الكوفيين وفي الموالي وولاؤه لمحمد بن مزاحم أخى الضحاك بن مزاحم وكان أعور وقيل إن أبا عيينة كان يكنى أبا عمران أحد الأعلام ثقة حافظ إمام يروى عن إبراهيم بن عقبة
وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وإسماعيل بن أبي خالد وأيوب السختياني
وزكريا بن أبي زائدة وسلمة بن دينار
وعبد الله بن طاوس وأبي إسحاق السبيعي بفتح السين وتقدمت ترجمته والزهري
وعمرو بن دينار ويروى عنه أحمد بن صالح المصري وإسحاق بن
راهويه وعلى بن المديني وأبي كريب محمد بن
العلاء ويعقوب بن إبراهيم ومن شيوخه الأعمش وابن جريج
قال بن المديني لم يكن في أصحاب الزهري أتقن منه وقال العجلي كوفي ثقة ثبت في الحديث وقال بعضهم هو أثبت الناس في حديث الزهري وقال مجاهد بن موسى سمعته يقول ما كتبت شيئا قط إلا شيئا حفظته قبل أن أكتبه وقال الشافعي لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز وسئل عنه بن المبارك فقال ذاك أحد الأحدين وقيل لابن المديني هو إمام في الحديث فقال هو إمام منذ
أربعين سنة وقيل ليحيى بن معين بن عيينة أحب إليك في عمرو بن دينار أو الثوري فقال بن عيينة أعلم به فقيل له فابن عيينة أحب إلي فيه أو حماد بن زيد قال بن عيينة أعلم به قيل له فشعبة قال وأيش روى عنه شعبة إنما روى عنه نحوا من مائة حديث قال بن وهب ما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله من بن عيينة وقال الشافعي ما رأيت أحدا أكف عن الفتيا منه وقال أحمد بن حنبل كان إذا سئل عن المناسك سهل عليه وإذا سئل عن الطلاق اشتد عليه قال بن الصلاح وجدت عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي أنه سمع يحيى بن [سعيد] القطان يقول أشهد أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين فمن سمع منه في هذه
السنة و [بعدها] فسماعه لا شيء قلت توفي بعد ذلك [بنحو] بسنتين سنة تسع وتسعين ومئة انتهى قال الأبناسي قوله يعني بن الصلاح سفيان بن عيينة إلى آخره فيه أمور منها أن
صاحب الميزان استبعد مقالة بن عمار وعدها غلطا منه لأن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به ثم قال فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع وتسعين
وقد سمع منه في هذه السنة، محمد بن عاصم صاحب ذلك الجزء العالي كما هو مؤرخ في الجزء المذكور وهكذا ذكره صاحب الميزان قال فلما كان سنة ثمان وتسعين فإنه مات فيها ولم يلقه أحد يحدث فإنه توفي قبل قدوم الحاج بأربعة أشهر قال ويغلب على الظن أن سائر شيوخ الأئمة الستة سمعوا منه قبل سنة سبع ومنها قوله أنه توفي سنة تسع والمشهور سنة ثمان ومنها قوله أنه بقي بعد اختلاطه سنتين وهذا ينافي
ما صححه في وفاته أنه سنة تسع وإلا فالمشهور أنها سنة ثمان فتكون مدة اختلاطه نحو سنة لأن وفاته كانت بمكة يوم السبت أول شهر رجب سنة ثمان وتسعين ومئة قال محمد بن سعد وابن حبان إلا أنه قال آخر يوم من جمادي الآخرة انتهى روى له البخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=65287&book=5525#264e91
سُفْيَان بن عُيَيْنَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133442&book=5525#309c46
سفيان بن عيينة بن أبي عمران، أبو محمد مولى بني عبد الله بن رويبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة. وقيل: إنه مولى محمد بن مزاحم الهلالي، وعيينة أبوه هو المكنى أبا عمران :
ولد بالكوفة وسكن مكة، وقدم بغداد، واجتمع مع أبي بكر الهذلي بها، فقال له أبو بكر: بأي ذنب دخلت بغداد؟ وقد ذكرنا ذلك في مقدمة هذا الكتاب. وكان لسفيان بن عيينة تسعة إخوة، حدث منهم أربعة: محمّد، وآدم، وعمران، وإبراهيم.
فأما سفيان فكان له في العلم قدر كبير، ومحل خطير، أدرك نيفا وثمانين نفسا من التابعين، وسمع ابن شهاب الزهري، وعمرو بن دينار، وأبا إسحاق السبيعي، وعبيد الله بن أبي يزيد، وعبد الله بن دينار بن أسلم، ومنصور بن المعتمر، وأبا الزناد، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعد بن إبراهيم، وسهيل بن أبي صالح، وأيوب السختياني، وصفوان بن سليم، وعبد الله بن أبي نجيح، وخلقا يطول ذكرهم.
روى عنه: الأعمش، والثوري، وشعبة، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، وابن وهب، ومحمّد ابن إدريس الشافعي، وأبو معاوية الضرير وأبو نعيم، والحميدي، وعليّ بن المديني، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وابن نمير، وقتيبة بن سعيد، وسعيد ابن منصور، وجماعة من نظرائهم وممن بعدهم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أبو عبد الله بن مخلد، حَدَّثَنِي أحمد بن ملاعب- وكان حافظا- عن محمّد بن عليّ بن المديني عن أبيه قال: سفيان بن عيينة بن أبي ميمون، واسم أبي ميمون عمارة وهو مولى لمحمّد ابن مزاحم، أخي الضحاك بن مزاحم.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا الهاشميّ، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال:
سفيان بن عيينة مولى لمسعر بن كدام من أسفل.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت الحميدي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: ولدت سنة سبع ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ- الخطيب بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع ومائة، وكتب عنه الحديث سنة اثنتين وأربعين، وهو ابن خمس وثلاثين سنة. قال علي: كتب عن ابن عيينة قبل موت الأعمش بخمس سنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد ابن علي الأبار قَالَ: سمعت عبيد اللَّه بن عمر يَقُول: سمعت عبد الله بن داود يقول:
كنا عند الأعمش، فجاءنا إنسان فقال: إن سفيان بن عيينة يحدث، فقمنا من عند الأعمش فسمعنا منه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن الوليد البسري قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: قدم علينا ابن عيينة الكوفة في حياة الأعمش، فحدث سفيان في مجلس الأعمش بخمسين حديثا، وكان الأعمش يحدث سفيان بحديث، ويحدثه سفيان بحديث. فقال الأعمش لسفيان: يا أبا محمد نفقت السوق نرضى اثنين بواحد؟.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد ابن إسحاق الثقفي قال: سمعت العباس بن أبي طالب يقول: سمعت إسحاق بن إسماعيل يقول: سمعت ابن عيينة يقول: ولدت سنة سبع ومائة، وحج بي أبي وعطاء بن أبي رباح حي.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ابن عيينة أصله كوفي، أقام بمكة وكان أبوه يحج به قديما.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود ذكر ابن عيينة فقال: حج به أبوه سبعا وعشرين حجة، حج به وله ست سنين إلى أن بلغ نيفا وثلاثين سنة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم قَالَ: سمعت سفيان ابن عيينة يقول: ولدت في سنة سبع ومائة للنصف من شعبان.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ علي أبي علي بن الصّوّاف- وأنا أسمع- حدّثكم جعفر ابن محمد الفريابي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: قال وكيع: كتبنا عن سفيان بن عيينة والأعمش حي، قال: وكان قيس وضع في كتبه حَدَّثَنَا أبو محمد الهلالي، وهو سفيان بن عيينة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت غياث بن جعفر يقول: سمعت ابن عيينة يقول: أول من أسندني إلى الإسطوانة مسعر بن كدام، فقلت: إني حدث! فقال: إن عندك الزهري وعمرو بن دينار.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: لقي ابن عيينة الزهري وهو ابن ست عشرة سنة ولقيته وأنا ابن ست عشرة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن بشر قال: سمعت سفيان يقول: زعموا أن الزهري قال: ما رأيت طالبا لهذا الأمر أصغر سنا منه- يعني سفيان-.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن أبي الحنين [الحنيني] يقول: سمعت أبا غسان يقول: سمعت ابن عيينة يقول: سمعت من عمرو بن دينار وأنا ابن تسع عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ [بْنِ أَحْمَدَ] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا الحسن بن عليّ، حَدَّثَنَا علي قال: قال سفيان: جالست عمرو بن دينار اثنتين وعشرين سنة، ومات سنة ست وعشرين، وجالسته وأنا ابن أربع عشرة سنة.
[قلت:] كذا قال وهو خطأ، وصوابه جالست عمرو بن دينار سنة اثنتين وعشرين، ومات سنة ست وعشرين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن هشام الطالقاني قال: سمعت جدي محمد بن هشام يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما بيني وبين أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ستر- يعني رجلا-.
أخبرني محمّد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد المروروذي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغويّ- إملاء- حَدَّثَنَا محمد بن ميمون قال: سمعت ابن عيينة يقول:
حضرت ابن جريج فسمعته يقول: حَدَّثَنَا رجل عن ابن عباس، وحَدَّثَنَا رجل قال:
سألت ابن عباس، فقلت ينبغي أن يكون هذا حيا، فلما كان يوم الجمعة تصفحت الأبواب، فإذا أنا بشيخ قد دخل من هاهنا- وأشار ابن عيينة إلى بعض أبواب المسجد- فقلت: رأيت ابن عباس؟ فقال: نعم! سألت ابن عباس، ورأيت عبد الله بن عمر، وحَدَّثَنَا ابن عباس، وسمعت ابن عباس. فسمعت منه، فجلست مع ابن جريج، فلما قال: حَدَّثَنَا رجل قال: سمعت ابن عباس قلت: يا أبا الوليد حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس فقال: قد غصت عليه يا غواص!! أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت محمد بن عمرو الباهلي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الحلق ، فإذا رأيت مشيخة وكهولا جلست إليهم، وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان، ثم ينشد:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن شهريار الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الطرسوسي قال: سمعت حامد بن يحيى البلخي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني كلها سقطت، فذكرت ذلك للزهري فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت، فجعل الله كل عدو لي محدثا.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن الحسن السروي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى قال: سمعت علي بن المديني يقول: ما في أصحاب الزهري أتقن من ابن عيينة.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي- إجازة- وأَخْبَرَنَاه هبة الله بن الحسن الطبري- قراءة عَنْهُ- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، حدّثنا جدي قال: قلت لعليّ بن المديني:
من تقدم في الزهري؟ قال: أما أنا فإني أقدم سفيان بن عيينة، ثم قال علي: الذي سمع سماعا لا يشك فيه، ولم يتكلم فيه أحد، ولم يطعن فيه طاعن، زياد بن سعد وسفيان بن عيينة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قُلْتُ ليحيى بن سعيد:
فمعمر أحب إليك، أو ابن عيينة في الزهري؟ قال: ابن عيينة.
وأخبرنا أبو نعيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت سلمان بن توبة يقول: سمعت عليا يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: ابن عيينة أحب إلي في الزهري من معمر.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت له: إن بعض الناس يقول سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزهري؟ فقال:
إنما يقول ذاك من سمع منه، وأي شيء كان سفيان، إنما كان غليما- يعني أيام الزهري-.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: وسفيان بن عيينة هلالي كوفي ثقة، ثبت في الحديث. وكان بعض أهل الحديث يقول: هو أثبت الناس في حديث الزهري وكان حسن الحديث، وكان يعد من حكماء أصحاب الحديث، ويكنى أبا محمد، سكن مكة وكان مولى لبني هلال، وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: وجدت في كتاب جدي حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى قال: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتبت شيئا قط إلا شيئا حفظته قبل أن أكتبه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: مالك وسفيان بن عيينة القرينان- يعني في الأثر-.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.
أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عمر بن سعد، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حدّثني أبو عليّ محمّد بن عروس، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أبو الربيع النخاس قال: تلقيت هارون أمير المؤمنين فسألني عن علية الهاشميين، ثم قال لي ما فعل سيد الناس؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين ومن سيد الناس عندك؟! هكذا في الرواية. والصواب ومن سيد الناس غيرك؟ قال: سيد الناس سفيان ابن عيينة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ قال: سمعت عليّ ابن الحسن بن شقيق يقول: سمعت عبد الله- وهو ابن المبارك-.
وأَخْبَرَنَا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن إبراهيم بن عروة البزّاز، أخبرنا محمّد ابن العبّاس الخزّاز، حدّثنا ابن المجدر، حدّثنا الحسن بن عليّ الحلواني، حدّثنا هدية بن عبد الوهّاب، أَخْبَرَنَا ابن المبارك. قال: سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال:
ذاك أحد الأحدين. زاد هدية، ما كان أغربه.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرأت على أبي علي بن الصواف، حدثكم عبد الله بن صالح البخاري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ قال: سمعت بهزا يقول: ما رأيت مثل سفيان بن عيينة [ولا] أجمع منه، قلت له ولا شعبة؟ قال: ولا شعبة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا العبّاس- يعني ابن عبد العظيم- حَدَّثَنَا علي. قال: قال لي يحيى: ما بقي من معلمي الذين تعلمت منهم غير سفيان بن عيينة. فقلت: يا أبا سعيد إمام في الحديث؟ قال:
سفيان إمام القوم منذ أربعين سنة. قال علي: وسمعت بشر بن المفضل يقول: - وقال بيده على الأرض- ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه سفيان بن عيينة. قال علي:
قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت أسمع الحديث من ابن عيينة، فأقوم فأسمع شعبة يحدث به فلا أكتبه.
أَخْبَرَنَا منصور بن ربيعة الزهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: سفيان بن عيينة أحسن حديثا من سفيان وشعبة.
أخبرني محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا ابن منيع قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ، حَدَّثَنَا مؤمل بن إسماعيل قال: سمعت شعبة يقول: من أراد عمرو بن دينار فعليه بالفتى الهلالي، ومن أراد أيوب فعليه بحماد ابن زيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت له: ابن عيينة أحب إليك في عمرو، أو الثوري؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلت: فابن عيينة أحب إليك فيه أو حماد بن زيد؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلت:
فشعبة؟ قال: وأيش روى عنه شعبة إنما روى عنه نحوا من مائة حديث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا جعفر بن كزال قال: سمعت أبا مسلم- يعني المستملي- قال: سمعت سفيان يقول: سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا عيسى بن عليّ، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن محمد الأثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
أعلم الناس بعمرو بن دينار، ابن عيينة. قال: وبلغني عَنْ يَحْيَى بْن معين أنه قَالَ: ابن عيينة أروى الناس عن عمرو، وأثبتهم فيه، وهو أعلم بعمرو من الثوري.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُول:
أثبت الناس في عمرو بن دينار، ابن عيينة. قلت له حماد بن زيد؟ فقال: هو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد، قلت: فإن اختلف ابن عيينة وسفيان الثوري في عمرو بن دينار؟ قال: سفيان بن عيينة أعلم بعمرو بن دينار منه.
وقال السراج: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رواد يقول: كان سفيان الثوري إذا لم ير أصحاب الحديث أسند الأحاديث، فكنت آتي ابن عيينة، فيقول: هذا خطأ، وهذا كذا، فآتي الثوري فيقول لي أتيت ابن عيينة؟ فأخبره بما قال ابن عيينة، فيقول هو كما قال.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن جامع، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يقول: كنت عند
سفيان بن عيينة ومعي ابن حماد بن زيد، فحدث سفيان بحديث عمرو عن طاوس في المواقيت مرسلا، قال علي فقلت له: فإن حماد بن زيد يقول عن ابن عباس، فقال لي سفيان أحرج عليك بأسماء الله لما صدقت، أنا أعلم بعمرو- أو حماد بن زيد- فنفيت، ثم قلت: يا أبا محمد أنت أعلم بعمرو من حماد بن زيد- وابنه حاضر فلما قمت قال لي ابن ابنه: عرضت جدي حين قلت له إن حماد بن زيد يقول كذا وكذا.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا إسماعيل ابن عليّ، حدثنا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حمّاد قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنِي بعض أصحابنا. قال: رأيت حماد بن زيد قدام سفيان بن عيينة، كأنه صبي قدام معلمه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- أيما أثبت في عمرو بن دينار، ابن عيينة، أو محمد بن مسلم؟ فقال: ابن عيينة أثبت في عمرو من محمد بن مسلم، ومن داود العطار، ومن حماد بن زيد، وسفيان أكثر حديثا منهم عن عمرو، وأسند. قيل: وابن جريج؟ فقال: جميعا ثقة، كأنه سوى بينهما في عمرو.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى بن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار، والثوري عن عمرو بن دينار، وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أيهم أعلم بحديث عمرو بن دينار؟ فقال: سفيان بن عيينة أعلمهم بحديث عمرو بن دينار.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهري، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا أبي قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان: من أحسن من رأيت حديثا؟ قال: ما رأيت أحدا أحسن حديثا من سفيان بن عيينة.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن عليّ الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي- بالبصرة- حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد الله بن صالح البخاريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حَدَّثَنَا نُعَيم بْن حمَّاد قَالَ: قُلْتُ لعبد الرحمن بن مهدي:
أين ابن عيينة من الثوري؟ فقال: عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن، وتفسير الحديث، وغوصه على حروف متفرقة يجمعها، ما لم يكن عند الثوري.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشّافعيّ، حدّثنا إسماعيل بن المفضل، حدّثنا عليّ بن بحر، حَدَّثَنَا ابن وهب قال: ما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله من ابن عيينة.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسن السروي قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قال لي أبي: ما رأيت أحدا كان أعلم بالسنن من سفيان بن عيينة.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسن بن مُحَمَّد الدقاق، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل- وذكر سفيان بن عيينة- فقال: ما رأينا نحن مثله.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حدّثنا محمّد بن الحسين- وهو ابن أبي الحنين قال: سمعت أبا غسان يقول ما كان أكيسه- يعني سفيان بن عيينة-.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سفيان بن عيينة كان صدوقا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: اشهدوا أن سفيان ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين، فمن سمع منه في هذه السنة وبعد هذا فسماعه لا شيء.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: حَدَّثَنِي بعض من سمع ابن عيينة يقول- في آخر سنة حج. قال: هذه توفي لي سبعين وقفة بعرفة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ علي بن المديني: حج سفيان بن عيينة اثنتين وسبعين حجة، مات عطاء سنة خمس
عشرة ومائة، وحج سفيان بعد موته بسنة وهو ابن تسع سنين فلم يزل يحج إلى أن مات، وأقام بمكة سنة اثنتين وعشرين ومائة، إلى سنة ست وعشرين ومائة، ثم خرج إلى الكوفة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثنا محمّد بن سعد، أَخْبَرَنِي الحسن بن عمران بن عيينة، أن سفيان قال له بجمع آخر حجة حجها: قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة، أقول في كل سنة اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة.
وقال ابن سعد: قال الواقدي: أَخْبَرَنِي سفيان أنه ولد سنة سبع ومائة، ومات يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، ودفن بالحجون.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت الحميدي قال: ومات سفيان في سنة ثمان وتسعين في آخر يوم من جمادى الأولى.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب قال: قال محمد بن أبي عمر: مات سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة، آخر يوم من جمادى الآخرة.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: أنشدني إبراهيم بن المنذر لابن مناذر، يرثي سفيان بن عيينة:
كان يبكى رجلا هالكا ... فليبك للإسلام سفيانا
راحوا بسفيان على نعشه ... والعلم مكسوين أكفانا
يا واحد الناس ومؤتمهم ... أورثتنا غما وأحزانا
فقدك يا سفيان إنسانا ... فقد الأخلاء وأسلانا
ولد بالكوفة وسكن مكة، وقدم بغداد، واجتمع مع أبي بكر الهذلي بها، فقال له أبو بكر: بأي ذنب دخلت بغداد؟ وقد ذكرنا ذلك في مقدمة هذا الكتاب. وكان لسفيان بن عيينة تسعة إخوة، حدث منهم أربعة: محمّد، وآدم، وعمران، وإبراهيم.
فأما سفيان فكان له في العلم قدر كبير، ومحل خطير، أدرك نيفا وثمانين نفسا من التابعين، وسمع ابن شهاب الزهري، وعمرو بن دينار، وأبا إسحاق السبيعي، وعبيد الله بن أبي يزيد، وعبد الله بن دينار بن أسلم، ومنصور بن المعتمر، وأبا الزناد، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعد بن إبراهيم، وسهيل بن أبي صالح، وأيوب السختياني، وصفوان بن سليم، وعبد الله بن أبي نجيح، وخلقا يطول ذكرهم.
روى عنه: الأعمش، والثوري، وشعبة، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، وابن وهب، ومحمّد ابن إدريس الشافعي، وأبو معاوية الضرير وأبو نعيم، والحميدي، وعليّ بن المديني، وأَحْمَد بْن حنبل، ويَحْيَى بْن معين، وأبو خيثمة، وابن نمير، وقتيبة بن سعيد، وسعيد ابن منصور، وجماعة من نظرائهم وممن بعدهم.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا أبو عبد الله بن مخلد، حَدَّثَنِي أحمد بن ملاعب- وكان حافظا- عن محمّد بن عليّ بن المديني عن أبيه قال: سفيان بن عيينة بن أبي ميمون، واسم أبي ميمون عمارة وهو مولى لمحمّد ابن مزاحم، أخي الضحاك بن مزاحم.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا الهاشميّ، حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حَدَّثَنِي أبي قال:
سفيان بن عيينة مولى لمسعر بن كدام من أسفل.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت الحميدي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: ولدت سنة سبع ومائة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ- الخطيب بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: ولد سفيان بن عيينة سنة سبع ومائة، وكتب عنه الحديث سنة اثنتين وأربعين، وهو ابن خمس وثلاثين سنة. قال علي: كتب عن ابن عيينة قبل موت الأعمش بخمس سنين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن الفضل القطان، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد ابن علي الأبار قَالَ: سمعت عبيد اللَّه بن عمر يَقُول: سمعت عبد الله بن داود يقول:
كنا عند الأعمش، فجاءنا إنسان فقال: إن سفيان بن عيينة يحدث، فقمنا من عند الأعمش فسمعنا منه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن الوليد البسري قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: قدم علينا ابن عيينة الكوفة في حياة الأعمش، فحدث سفيان في مجلس الأعمش بخمسين حديثا، وكان الأعمش يحدث سفيان بحديث، ويحدثه سفيان بحديث. فقال الأعمش لسفيان: يا أبا محمد نفقت السوق نرضى اثنين بواحد؟.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمّد ابن إسحاق الثقفي قال: سمعت العباس بن أبي طالب يقول: سمعت إسحاق بن إسماعيل يقول: سمعت ابن عيينة يقول: ولدت سنة سبع ومائة، وحج بي أبي وعطاء بن أبي رباح حي.
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ابن عيينة أصله كوفي، أقام بمكة وكان أبوه يحج به قديما.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود ذكر ابن عيينة فقال: حج به أبوه سبعا وعشرين حجة، حج به وله ست سنين إلى أن بلغ نيفا وثلاثين سنة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم قَالَ: سمعت سفيان ابن عيينة يقول: ولدت في سنة سبع ومائة للنصف من شعبان.
أخبرنا البرقاني قال: قرئ علي أبي علي بن الصّوّاف- وأنا أسمع- حدّثكم جعفر ابن محمد الفريابي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير يقول: قال وكيع: كتبنا عن سفيان بن عيينة والأعمش حي، قال: وكان قيس وضع في كتبه حَدَّثَنَا أبو محمد الهلالي، وهو سفيان بن عيينة.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت غياث بن جعفر يقول: سمعت ابن عيينة يقول: أول من أسندني إلى الإسطوانة مسعر بن كدام، فقلت: إني حدث! فقال: إن عندك الزهري وعمرو بن دينار.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: لقي ابن عيينة الزهري وهو ابن ست عشرة سنة ولقيته وأنا ابن ست عشرة.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا إسماعيل الخطبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ: سمعت عبد الرحمن بن بشر قال: سمعت سفيان يقول: زعموا أن الزهري قال: ما رأيت طالبا لهذا الأمر أصغر سنا منه- يعني سفيان-.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن أبي الحنين [الحنيني] يقول: سمعت أبا غسان يقول: سمعت ابن عيينة يقول: سمعت من عمرو بن دينار وأنا ابن تسع عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ [بْنِ أَحْمَدَ] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا الحسن بن عليّ، حَدَّثَنَا علي قال: قال سفيان: جالست عمرو بن دينار اثنتين وعشرين سنة، ومات سنة ست وعشرين، وجالسته وأنا ابن أربع عشرة سنة.
[قلت:] كذا قال وهو خطأ، وصوابه جالست عمرو بن دينار سنة اثنتين وعشرين، ومات سنة ست وعشرين.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن هشام الطالقاني قال: سمعت جدي محمد بن هشام يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما بيني وبين أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ستر- يعني رجلا-.
أخبرني محمّد بن عليّ بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد المروروذي، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغويّ- إملاء- حَدَّثَنَا محمد بن ميمون قال: سمعت ابن عيينة يقول:
حضرت ابن جريج فسمعته يقول: حَدَّثَنَا رجل عن ابن عباس، وحَدَّثَنَا رجل قال:
سألت ابن عباس، فقلت ينبغي أن يكون هذا حيا، فلما كان يوم الجمعة تصفحت الأبواب، فإذا أنا بشيخ قد دخل من هاهنا- وأشار ابن عيينة إلى بعض أبواب المسجد- فقلت: رأيت ابن عباس؟ فقال: نعم! سألت ابن عباس، ورأيت عبد الله بن عمر، وحَدَّثَنَا ابن عباس، وسمعت ابن عباس. فسمعت منه، فجلست مع ابن جريج، فلما قال: حَدَّثَنَا رجل قال: سمعت ابن عباس قلت: يا أبا الوليد حَدَّثَنَا عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس فقال: قد غصت عليه يا غواص!! أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت محمد بن عمرو الباهلي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الحلق ، فإذا رأيت مشيخة وكهولا جلست إليهم، وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان، ثم ينشد:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْن شهريار الأصبهانيّ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَبْدِ اللَّهِ الطرسوسي قال: سمعت حامد بن يحيى البلخي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني كلها سقطت، فذكرت ذلك للزهري فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت، فجعل الله كل عدو لي محدثا.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أخبرنا محمّد بن الحسن السروي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا محمد بن يحيى قال: سمعت علي بن المديني يقول: ما في أصحاب الزهري أتقن من ابن عيينة.
أَخْبَرَنَا أبو عمر بن مهدي- إجازة- وأَخْبَرَنَاه هبة الله بن الحسن الطبري- قراءة عَنْهُ- أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، حدّثنا جدي قال: قلت لعليّ بن المديني:
من تقدم في الزهري؟ قال: أما أنا فإني أقدم سفيان بن عيينة، ثم قال علي: الذي سمع سماعا لا يشك فيه، ولم يتكلم فيه أحد، ولم يطعن فيه طاعن، زياد بن سعد وسفيان بن عيينة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قُلْتُ ليحيى بن سعيد:
فمعمر أحب إليك، أو ابن عيينة في الزهري؟ قال: ابن عيينة.
وأخبرنا أبو نعيم، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت سلمان بن توبة يقول: سمعت عليا يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: ابن عيينة أحب إلي في الزهري من معمر.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت له: إن بعض الناس يقول سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزهري؟ فقال:
إنما يقول ذاك من سمع منه، وأي شيء كان سفيان، إنما كان غليما- يعني أيام الزهري-.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قال: وسفيان بن عيينة هلالي كوفي ثقة، ثبت في الحديث. وكان بعض أهل الحديث يقول: هو أثبت الناس في حديث الزهري وكان حسن الحديث، وكان يعد من حكماء أصحاب الحديث، ويكنى أبا محمد، سكن مكة وكان مولى لبني هلال، وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: وجدت في كتاب جدي حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى قال: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتبت شيئا قط إلا شيئا حفظته قبل أن أكتبه.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: مالك وسفيان بن عيينة القرينان- يعني في الأثر-.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.
أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا عمر بن سعد، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حدّثني أبو عليّ محمّد بن عروس، حدّثني أبي، حَدَّثَنَا أبو الربيع النخاس قال: تلقيت هارون أمير المؤمنين فسألني عن علية الهاشميين، ثم قال لي ما فعل سيد الناس؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين ومن سيد الناس عندك؟! هكذا في الرواية. والصواب ومن سيد الناس غيرك؟ قال: سيد الناس سفيان ابن عيينة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رُزْمَةَ قال: سمعت عليّ ابن الحسن بن شقيق يقول: سمعت عبد الله- وهو ابن المبارك-.
وأَخْبَرَنَا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن إبراهيم بن عروة البزّاز، أخبرنا محمّد ابن العبّاس الخزّاز، حدّثنا ابن المجدر، حدّثنا الحسن بن عليّ الحلواني، حدّثنا هدية بن عبد الوهّاب، أَخْبَرَنَا ابن المبارك. قال: سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال:
ذاك أحد الأحدين. زاد هدية، ما كان أغربه.
أَخْبَرَنَا البرقاني قال: قرأت على أبي علي بن الصواف، حدثكم عبد الله بن صالح البخاري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ قال: سمعت بهزا يقول: ما رأيت مثل سفيان بن عيينة [ولا] أجمع منه، قلت له ولا شعبة؟ قال: ولا شعبة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدّثنا العبّاس- يعني ابن عبد العظيم- حَدَّثَنَا علي. قال: قال لي يحيى: ما بقي من معلمي الذين تعلمت منهم غير سفيان بن عيينة. فقلت: يا أبا سعيد إمام في الحديث؟ قال:
سفيان إمام القوم منذ أربعين سنة. قال علي: وسمعت بشر بن المفضل يقول: - وقال بيده على الأرض- ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه سفيان بن عيينة. قال علي:
قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت أسمع الحديث من ابن عيينة، فأقوم فأسمع شعبة يحدث به فلا أكتبه.
أَخْبَرَنَا منصور بن ربيعة الزهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: سفيان بن عيينة أحسن حديثا من سفيان وشعبة.
أخبرني محمّد بن عبد الواحد الأكبر، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا ابن منيع قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ، حَدَّثَنَا مؤمل بن إسماعيل قال: سمعت شعبة يقول: من أراد عمرو بن دينار فعليه بالفتى الهلالي، ومن أراد أيوب فعليه بحماد ابن زيد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ محمد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد ابن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت له: ابن عيينة أحب إليك في عمرو، أو الثوري؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلت: فابن عيينة أحب إليك فيه أو حماد بن زيد؟ فقال: ابن عيينة أعلم به، قلت:
فشعبة؟ قال: وأيش روى عنه شعبة إنما روى عنه نحوا من مائة حديث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حَدَّثَنَا جعفر بن كزال قال: سمعت أبا مسلم- يعني المستملي- قال: سمعت سفيان يقول: سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن الطبري، أخبرنا عيسى بن عليّ، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حَدَّثَنِي أحمد بن محمد الأثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
أعلم الناس بعمرو بن دينار، ابن عيينة. قال: وبلغني عَنْ يَحْيَى بْن معين أنه قَالَ: ابن عيينة أروى الناس عن عمرو، وأثبتهم فيه، وهو أعلم بعمرو من الثوري.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُول:
أثبت الناس في عمرو بن دينار، ابن عيينة. قلت له حماد بن زيد؟ فقال: هو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد، قلت: فإن اختلف ابن عيينة وسفيان الثوري في عمرو بن دينار؟ قال: سفيان بن عيينة أعلم بعمرو بن دينار منه.
وقال السراج: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رواد يقول: كان سفيان الثوري إذا لم ير أصحاب الحديث أسند الأحاديث، فكنت آتي ابن عيينة، فيقول: هذا خطأ، وهذا كذا، فآتي الثوري فيقول لي أتيت ابن عيينة؟ فأخبره بما قال ابن عيينة، فيقول هو كما قال.
أَخْبَرَنَا هبة الله بن الحسن، أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن جامع، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يقول: كنت عند
سفيان بن عيينة ومعي ابن حماد بن زيد، فحدث سفيان بحديث عمرو عن طاوس في المواقيت مرسلا، قال علي فقلت له: فإن حماد بن زيد يقول عن ابن عباس، فقال لي سفيان أحرج عليك بأسماء الله لما صدقت، أنا أعلم بعمرو- أو حماد بن زيد- فنفيت، ثم قلت: يا أبا محمد أنت أعلم بعمرو من حماد بن زيد- وابنه حاضر فلما قمت قال لي ابن ابنه: عرضت جدي حين قلت له إن حماد بن زيد يقول كذا وكذا.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا إسماعيل ابن عليّ، حدثنا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حمّاد قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنِي بعض أصحابنا. قال: رأيت حماد بن زيد قدام سفيان بن عيينة، كأنه صبي قدام معلمه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكوكبي قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- أيما أثبت في عمرو بن دينار، ابن عيينة، أو محمد بن مسلم؟ فقال: ابن عيينة أثبت في عمرو من محمد بن مسلم، ومن داود العطار، ومن حماد بن زيد، وسفيان أكثر حديثا منهم عن عمرو، وأسند. قيل: وابن جريج؟ فقال: جميعا ثقة، كأنه سوى بينهما في عمرو.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سألت يحيى بن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار، والثوري عن عمرو بن دينار، وسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أيهم أعلم بحديث عمرو بن دينار؟ فقال: سفيان بن عيينة أعلمهم بحديث عمرو بن دينار.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهري، حدّثنا ابن الغلابي، حَدَّثَنَا أبي قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان: من أحسن من رأيت حديثا؟ قال: ما رأيت أحدا أحسن حديثا من سفيان بن عيينة.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن عليّ الدّقّاق، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي- بالبصرة- حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد الله بن صالح البخاريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حَدَّثَنَا نُعَيم بْن حمَّاد قَالَ: قُلْتُ لعبد الرحمن بن مهدي:
أين ابن عيينة من الثوري؟ فقال: عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن، وتفسير الحديث، وغوصه على حروف متفرقة يجمعها، ما لم يكن عند الثوري.
أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشّافعيّ، حدّثنا إسماعيل بن المفضل، حدّثنا عليّ بن بحر، حَدَّثَنَا ابن وهب قال: ما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله من ابن عيينة.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسن السروي قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قال لي أبي: ما رأيت أحدا كان أعلم بالسنن من سفيان بن عيينة.
أَخْبَرَنَا علي بن الحسن بن مُحَمَّد الدقاق، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل- وذكر سفيان بن عيينة- فقال: ما رأينا نحن مثله.
أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي، حدّثنا محمّد بن الحسين- وهو ابن أبي الحنين قال: سمعت أبا غسان يقول ما كان أكيسه- يعني سفيان بن عيينة-.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: سفيان بن عيينة كان صدوقا.
أَخْبَرَنَا البرقاني، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خميرويه الهرويّ، أخبرنا الحسين بْن إدريس قَالَ: سمعت ابْن عمار قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: اشهدوا أن سفيان ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين، فمن سمع منه في هذه السنة وبعد هذا فسماعه لا شيء.
أخبرني السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشَّافِعِيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قال: حَدَّثَنِي بعض من سمع ابن عيينة يقول- في آخر سنة حج. قال: هذه توفي لي سبعين وقفة بعرفة.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ علي بن المديني: حج سفيان بن عيينة اثنتين وسبعين حجة، مات عطاء سنة خمس
عشرة ومائة، وحج سفيان بعد موته بسنة وهو ابن تسع سنين فلم يزل يحج إلى أن مات، وأقام بمكة سنة اثنتين وعشرين ومائة، إلى سنة ست وعشرين ومائة، ثم خرج إلى الكوفة.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حدّثنا محمّد بن سعد، أَخْبَرَنِي الحسن بن عمران بن عيينة، أن سفيان قال له بجمع آخر حجة حجها: قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة، أقول في كل سنة اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة.
وقال ابن سعد: قال الواقدي: أَخْبَرَنِي سفيان أنه ولد سنة سبع ومائة، ومات يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، ودفن بالحجون.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق قال: سمعت الحميدي قال: ومات سفيان في سنة ثمان وتسعين في آخر يوم من جمادى الأولى.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب قال: قال محمد بن أبي عمر: مات سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة، آخر يوم من جمادى الآخرة.
أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حَدَّثَنَا الزبير بن بكار قال: أنشدني إبراهيم بن المنذر لابن مناذر، يرثي سفيان بن عيينة:
كان يبكى رجلا هالكا ... فليبك للإسلام سفيانا
راحوا بسفيان على نعشه ... والعلم مكسوين أكفانا
يا واحد الناس ومؤتمهم ... أورثتنا غما وأحزانا
فقدك يا سفيان إنسانا ... فقد الأخلاء وأسلانا
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156176&book=5525#402fff
سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ مَيْمُوْنٍ الهِلاَلِيُّ
مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ مُزَاحِمٍ، أَخِي الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، حَافِظُ العَصْرِ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهِلاَلِيُّ، الكُوْفِيُّ، ثُمَّ المَكِّيُّ.
مَوْلِدُهُ: بِالكُوْفَةِ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَمائَةٍ.وَطَلَبَ الحَدِيْثَ وَهُوَ حَدَثٌ، بَلْ غُلاَمٌ، وَلَقِيَ الكِبَارَ، وَحَمَلَ عَنْهُم عِلْماً جَمّاً، وَأَتقَنَ، وَجَوَّدَ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَعُمِّرَ دَهْراً، وَازدَحَمَ الخَلْقُ عَلَيْهِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ البِلاَدِ، وَأَلْحَقَ الأَحْفَادَ بِالأَجدَادِ.
سَمِعَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، وَسَنَةَ عِشْرِيْنَ، وَبَعدَ ذَلِكَ، فَسَمِعَ مِنْ: عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ - وَأَكْثَرَ عَنْهُ -.
وَمِنْ: زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَالأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَشَبِيْبِ بنِ غَرْقَدَةَ، وَعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَاسِمٍ الرِّجَالِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ صَفِيَّةَ الحَجَبِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي يَعْفُوْرَ العَبْدِيِّ، وَابْنِ عَجْلاَنَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَأُمَيَّةَ بنِ صَفْوَانَ الجُمَحِيِّ، وَجَامِعِ بنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَحَكِيْمِ بنِ جُبَيْرٍ، وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَاضِي المَدِيْنَةِ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ - وَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ وَلُعَابُهُ يَسِيْلُ - وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ عَبْدِ اللهِ بنِ ذَكْوَانَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ
بنِ سَعْدٍ، وَأَيُّوْبَ بنِ مُوْسَى، وَبُرْدِ بنِ سِنَانٍ، وَبَكْرِ بنِ وَائِلٍ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَسَالِمِبنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَسُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي صَالِحٍ، وَصَدَقَةَ بنِ يَسَارٍ، وَصَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ الجَرْمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ بنِ بَرَكَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَسُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَزِيَادِ بنِ سَعْدٍ، وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ خَلْقٍ مِنَ الكِبَارِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَشُعْبَةُ - وَهَؤُلاَءِ مِنْ شُيُوْخِهِ - وَهَمَّامُ بنُ يَحْيَى، وَالحَسَنُ بنُ حَيٍّ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَالشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ، وَعَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكَوْسَجُ، وَزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الصَّبَاحِ البَزَّارُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرِ بنِ الحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى المَرْوَزِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مَطَرٍ، وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَأَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ
الرَّمْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حِبَّانَ المَدَائِنِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم، خَاتِمُهُم فِي الدُّنْيَا: شَيْخٌ مَكِّيٌّ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو نَصْرٍ الْيَسَعُ بنُ زَيْدٍ الزَّيْنَبِيُّ، عَاشَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمَائَتَيْنِ، وَمَا هُوَبِالقَوِيِّ.
وَلَقَدْ كَانَ خَلْقٌ مِنْ طَلَبَةِ الحَدِيْثِ يَتَكَلَّفُوْنَ الحَجَّ، وَمَا المُحَرِّكُ لَهُم سِوَى لُقِيِّ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ؛ لإِمَامتِهِ وَعُلُوِّ إِسْنَادِهِ.
وَجَاوَرَ عِنْدَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الحُفَّاظِ.
وَمِنْ كِبَارِ أَصْحَابِهِ المُكْثِرِيْنَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ، وَإِبْرَاهِيْمُ الرَّمَادِيُّ.
قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: لَوْلاَ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، لَذَهَبَ عِلْمُ الحِجَازِ.
وَعَنْهُ، قَالَ: وَجَدْتُ أَحَادِيْثَ الأَحكَامِ كُلَّهَا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، سِوَى سِتَّةِ أَحَادِيْثَ، وَوَجَدتُهَا كُلَّهَا عِنْدَ مَالِكٍ سِوَى ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً.
فَهَذَا يُوَضِّحُ لَكَ سَعَةَ دَائِرَةِ سُفْيَانَ فِي العِلْمِ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ ضَمَّ أَحَادِيْثَ العِرَاقِيِّينَ إِلَى أَحَادِيْثِ الحِجَازِيِّينَ.
وَارْتَحَلَ، وَلَقِيَ خَلْقاً كَثِيْراً مَا لَقِيَهُم مَالِكٌ، وَهُمَا نَظِيْرَانِ فِي الإِتْقَانِ، وَلَكِنَّ مَالِكاً أَجَلُّ وَأَعْلَى، فَعِنْدَهُ نَافِعٌ، وَسَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ ابْنُ عُيينَةَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيْثِ الحِجَازِ.
وَقَالَ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّداً -يَعْنِي: البُخَارِيَّ-
يَقُوْلُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ أَحْفَظُ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ.قَالَ حَرْملَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ:
مَا رَأَيْتُ أَحَداً فِيْهِ مِنْ آلَةِ العِلْمِ مَا فِي سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمَا رَأَيْتُ أَكَفَّ عَنِ الفُتْيَا مِنْهُ، قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ تَفْسِيْراً لِلْحَدِيْثِ مِنْهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ بِتَفْسِيْرِ القُرْآنِ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَعْلَمُ بِالسُّنَنِ مِنْ سُفْيَانَ.
قَالَ وَكِيْعٌ: كَتَبْنَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ أَيَّامَ الأَعْمَشِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا فِي أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَحَدٌ أَتقَنُ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ بِي أَبِي، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ حَيٌّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ حَدِيْثُهُ نَحْواً مِنْ سَبْعَةِ آلاَفٍ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ كُتُبٌ.
قَالَ بَهْزُ بنُ أَسَدٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
فَقِيْلَ لَهُ: وَلاَ شُعْبَةُ؟
قَالَ: وَلاَ شُعْبَةُ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِالقُرْآنِ وَتَفْسِيْرِ الحَدِيْثِ، مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المُقْرِئَ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ
الطُّوْسِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيَّ، سَمِعْتُ البُوَيْطِيَّ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: أُصُوْلُ الأَحكَامِ نَيِّفٌ وَخَمْسُ مائَةِ حَدِيْثٍ، كُلُّهَا عِنْدَ مَالِكٍ، إِلاَّ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، وَكُلُّهَا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، إِلاَّ سِتَّةَ أَحَادِيْثَ.رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
القَاضِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ: مِمَّا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى السُّلاَمِيُّ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بنَ عَلِيٍّ اللُّوْرِيَّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ النَّضْرِ الهِلاَلِيَّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:
كُنْتُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَنَظَرَ إِلَى صَبِيٍّ، فَكَأَنَّ أَهْلَ المَسْجِدِ تَهَاوَنُوا بِهِ لِصِغَرِهِ، فَقَالَ سُفْيَانُ: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ} [النِّسَاءُ: 94] .
ثُمَّ قَالَ: يَا نَضْرُ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَلِي عَشْرُ سِنِيْنَ، طُوْلِي خَمْسَةُ أَشْبَارٍ، وَوَجْهِي كَالدِّيْنَارِ، وَأَنَا كشُعْلَةِ نَارٍ، ثِيَابِي صِغَارٌ، وَأَكمَامِي قِصَارٌ، وَذَيْلِي بِمِقْدَارٍ، وَنَعلِي كآذَانِ الفَارِ، أَخْتَلِفُ إِلَى عُلَمَاءِ الأَمصَارِ، كَالزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، أَجلِسُ بَيْنهُم كَالمِسْمَارِ، مِحْبَرتِي كَالجَوْزَةِ، وَمَقْلَمَتِي كَالمَوْزَةِ، وَقَلَمِي كَاللَّوزَةِ، فَإِذَا أَتَيْتُ، قَالُوا: أَوْسِعُوا لِلشَّيْخِ الصَّغِيْرِ، ثُمَّ ضَحِكَ.
فِي صحَّةِ هَذَا نَظَرٌ، وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: دَخَلَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ عَلَى مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ -يَعْنِي أَمِيْرَ اليَمَنِ- وَلَمْ يَكُنْ سُفْيَانُ تَلَطَّخَ بَعْدُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمرِ السُّلْطَانِ، فَجَعَلَ يَعِظُهُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:
أُحِبُّ أَنْ تَكُوْنَ لِي جَارِيَةٌ فِي غُنْجِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ إِذَا حَدَّثَ.
قَالَ رَبَاحُ بنُ خَالِدٍ الكُوْفِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ
أَبَا مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ عَنْكَ بِشَيْءٍ لَيْسَ تَحفَظُهُ اليَوْمَ، وَكَذَلِكَ وَكِيْعٌ.فَقَالَ: صَدِّقْهُم، فَإِنِّي كُنْتُ قَبْلَ اليَوْمِ أَحْفَظَ مِنِّي اليَوْمَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى العَنَزِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ ذَلِكَ لِرَبَاحٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ حَامِدُ بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: تَموتُ أَسْنَانُكَ، وَتَبْقَى أَنْتَ.
قَالَ: فَمَاتَ أَسْنَانِي وَبَقِيْتُ أَنَا، فَجَعَلَ اللهُ كُلَّ عَدُوٍّ لِي مُحَدِّثاً.
قُلْتُ: قَالَ: هَذَا مِنْ شِدَّةِ مَا كَانَ يَلقَى مِنِ ازْدِحَامِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ عَلَيْهِ حَتَّى يُبْرِمُوْهُ.
قَالَ غِيَاثُ بنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
أَوَّلُ مَنْ أَسْنَدَنِي إِلَى الأُسْطُوَانَةِ: مِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّيْ حَدَثٌ.
قَالَ: إِنَّ عِنْدَكَ الزُّهْرِيَّ، وَعَمْرَو بنَ دِيْنَارٍ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُزَاعِيٍّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
كَانَ أَبِي صَيْرَفِيّاً بِالكُوْفَةِ، فَرَكِبَهُ دَيْنٌ، فَحَمَلَنَا إِلَى مَكَّةَ، فَصِرْتُ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، فَحَدَّثَنِي بِثَمَانِيَةِ أَحَادِيْثَ، فَأَمْسَكْتُ لَهُ حِمَارَهُ حَتَّى صَلَّى وَخَرَجَ، فَعَرَضْتُ الأَحَادِيْثَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيْكَ.
وَرَوَى: أَبُو مُسْلِمٍ المُسْتَمْلِي: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ:
سَمِعْتُ مِنْ عَمْرٍو مَا لَبِثَ نُوْحٌ فِي قَوْمِهِ -يَعْنِي: تِسْعَ مائَةٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً-.
قَالَ مُجَاهِدُ بنُ مُوْسَى: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: مَا كَتَبتُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظتَهُ قَبْلَ أَنْ أَكْتُبَهُ.قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: سُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: ذَاكَ أَحَدُ الأَحَدَيْنِ، مَا أَغْرَبَهُ.
وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ لِي يَحْيَى القَطَّانُ:
مَا بَقِيَ مِنْ مُعَلِّمِيَّ أَحَدٌ غَيْرُ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ إِمَامٌ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ المُفَضَّلِ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ يُشْبِهُ ابْنَ عُيَيْنَةَ.
وَحَكَى حَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى: أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ لَهُ - وَأَرَاهُ خُبْزَ شَعِيْرٍ -: هَذَا طَعَامِي مُنْذُ سِتِّيْنَ سَنَةً.
الحُمَيْدِيُّ: سَمِعَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:
لاَ تَدْخُلُ هَذِهِ المَحَابِرُ بَيْتَ رَجُلٍ، إِلاَّ أَشْقَى أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ.
وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً لِرَجُلٍ: مَا حِرْفَتُكَ؟
قَالَ: طَلَبُ الحَدِيْثِ.
قَالَ: بَشِّرْ أَهْلَكَ بِالإِفْلاَسِ.
وَرَوَى: عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَن زِيْدَ فِي عَقْلِهِ، نَقَصَ مِنْ رِزْقِهِ.
وَنَقَلَ سُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
مَنْ كَانَتْ مَعْصِيَتُهُ فِي الشَّهْوَةِ، فَارْجُ لَهُ، وَمَنْ كَانَتْ مَعْصِيَتُهُ فِي الكِبْرِ، فَاخْشَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ آدَمَ عَصَى مُشْتَهِياً، فَغُفِرَ لَهُ، وَإِبْلِيْسَ عَصَى مُتَكَبِّراً، فَلُعِنَ.
وَمِنْ كَلاَم ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: الزُّهْدُ: الصَّبْرُ، وَارْتِقَابُ المَوْتِ.وَقَالَ: العِلْمُ إِذَا لَمْ يَنْفَعْكَ، ضَرَّكَ.
قَالَ عُثْمَانُ بنُ زَائِدَةَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مِمَّنْ نَسْمَعُ؟
قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ عُيَيْنَةَ، وَزَائِدَةَ.
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَجْمَعَ لِمُتَفَرِّقٍ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ الجَهْضَمِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ غُلاَماً، مَعَهُ أَلوَاحٌ طَوِيْلَةٌ عِنْدَ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَفِي أُذُنِهِ قُرْطٌ، أَوْ قَالَ: شَنْفٌ.
وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
جَالَسْتُ عَبْدَ الكَرِيْمِ الجَزَرِيَّ سَنَتَيْنِ، وَكَانَ يَقُوْلُ لأَهْلِ بَلَدِهِ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الغُلاَمِ يَسْأَلُنِي وَأَنْتُم لاَ تَسْأَلُوْنِي.
قَالَ ذُؤَيْبُ بنُ عِمَامَةَ السَّهْمِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ مِنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ -يَعْنِي: كَثْرَةً- سَمِعْتُ مِنْهُ وَلُعَابُهُ يَسِيْلُ.
فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: فَلاَ نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْهُ شَيْئاً، كَانَ مُنْتَقِداً لِلرُّوَاةِ.
قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:
عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ مِنْ جَابِرٍ، وَمَا سَمِعَ الزُّهْرِيُّ مِنْهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ مَطَرٍ، قَالَ:كُنَّا عَلَى بَابِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا.
فَقُلْنَا: ادْخُلُوا حَتَّى نَهْجُمَ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَكَسَرْنَا بَابَهُ، وَدَخَلْنَا وَهُوَ جَالِسٌ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:
سُبْحَانَ اللهِ! دَخَلْتُم دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي، وَقَدْ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ:
أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ مِنْ بَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِدْرَى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: (لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ ) .
قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: نَدِمْنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ.
فَقَالَ: نَدِمْتُم؟ حَدَّثَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (النَّدَمُ تَوْبَةٌ ) ، اخْرُجُوا، فَقَدْ أَخَذْتُم رَأْسَ مَالِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.
سُلَيْمَانُ هَذَا: هُوَ أَخُو قَتَادَةَ بنِ مَطَرٍ، صَدُوْقٌ - إِنْ شَاءَ اللهُ -.
وَزِيَادٌ المَذْكُوْرُ فِي الحَدِيْثِ: هُوَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، مَا يُزَهِّدُنِي فِيْكَ إِلاَّ طَلَبُ الحَدِيْثِ.
قُلْتُ: فَأَنْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَعْمَلُ إِلاَّ طَلَبَ الحَدِيْثِ؟
فَقَالَ: كُنْتُ إِذْ ذَاكَ صَبِيّاً لاَ أَعقِلُ.
قُلْتُ: إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا الإِمَامِ يَقُوْلُ هَذِهِ المَقَالَةَ فِي زَمَنِ
التَّابِعِيْنَ، أَوْ بَعْدَهُم بِيَسِيْرٍ، وَطَلَبُ الحَدِيْثِ مَضْبُوْطٌ بِالاتِّفَاقِ، وَالأَخْذُ عَنِ الأَثْبَاتِ الأَئِمَّةِ، فَكَيْفَ لَوْ رَأَى سُفْيَانُ -رَحِمَهُ اللهُ- طَلَبَةَ الحَدِيْثِ فِي وَقْتِنَا، وَمَا هُم عَلَيْهِ مِنَ الهَنَاتِ وَالتَّخْبِيْطِ، وَالأَخْذِ عَنْ جَهَلَةِ بَنِي آدَمَ، وَتَسْمِيْعِ ابْنِ شَهْرٍ.أَمَّا الخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ ... وَأَرَى نِسَاءَ الحَيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
أَوَّلُ مَنْ جَالَسْتُ عَبْدُ الكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ: وَقَرَأْتُ القُرْآنَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يَخْتَبِرُ الحَدِيْثَ إِلاَّ وَيُخْطِئُ، إِلاَّ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
قَالَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ - وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ -: إِذَا قَالَ لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ، بَانَتْ بِالأُوْلَى، وَبَطَلَتِ الثِّنْتَانِ.
قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ حَمَّاداً قَدْ جَاءَ إِلَى طَبِيْبٍ عَلَى فَرَسٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: إِمَامٌ، ثِقَةٌ، كَانَ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ مِنْ شُعْبَةَ.
قَالَ: وَأَثْبَتُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ هُوَ وَمَالِكٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ ابْنِ جُرَيْجٍ مِثْلَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي حُسْنِ المَنْطِقِ.
وَرَوَى: إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: الوَرَعُ طَلَبُ العِلْمِ الَّذِي بِهِ يُعْرَفُ الوَرَعُ.رَوَى: سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ ثَمَانِيْنَ مَوْقِفاً.
وَيُرْوَى: أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَقُوْلُ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِنْكَ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ، لَمْ يَقُلْ شَيْئاً، وَقَالَ: قَدِ اسْتَحْيَيتُ مِنَ اللهِ -تَعَالَى-.
وَقَدْ كَانَ لِسُفْيَانَ عِدَّةُ إِخْوَةٍ، مِنْهُم: عِمْرَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَآدَمُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُيَيْنَةَ، فَهَؤُلاَءِ قَدْ رَوَوُا الحَدِيْثَ.
وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ مَشْهُوْراً بِالتَّدْلِيسِ، عَمَدَ إِلَى أَحَادِيْثَ رُفِعَتْ إِلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، فَيَحذِفُ اسْمَ مَنْ حَدَّثَهُ وَيُدَلِّسُهَا، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُدَلِّسُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ عِنْدَهُ.
فَأَمَّا مَا بَلَغَنَا عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، أَنَّهُ قَالَ: اشْهَدُوا أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ اخْتُلِطَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَهَذَا مُنْكَرٌ مِنَ القَوْلِ، وَلاَ يَصِحُّ، وَلاَ هُوَ بِمُسْتقِيْمٍ، فَإِنَّ يَحْيَى القَطَّانَ مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، مَعَ قُدُوْمِ الوَفْدِ مِنَ الحَجِّ، فَمَنِ الَّذِي أَخْبَرَهُ باخْتِلاَطِ سُفْيَانَ، وَمتَى لَحِقَ أَنْ يَقُوْلَ هَذَا
القَوْلَ، وَقَدْ بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ؟وَسُفْيَانُ: حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وَحَدِيْثُهُ فِي جَمِيْعِ دَوَاِينِ الإِسْلاَمِ، وَوَقَعَ لِي كَثِيْرٌ مِنْ عَوَالِيْهِ، بَلْ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِبْطِ الحَافِظِ السِّلَفِيِّ مِنْ عَوَالِيْهِ جُمْلَةٌ صَالِحَةٌ، مِنْهَا (جُزءُ ابْنِ عُيَيْنَةَ) ، رِوَايَةَ المَرْوَزِيِّ عَنْهُ، وَفِي (جُزْءِ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ) ، رِوَايَةَ العَبَّادَانِ، وَجُزْآنِ لِعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، رِوَايَةَ نَافِلَتِهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عُمَرَ الطَّائِيِّ، وَفِي (الثَّقَفِيَّاتِ) ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَدْ جَمَعَ عَوَالِي ابْنِ عُيَيْنَةَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَبَعْدَهُمَا أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّالُ.
وَكَانَ سُفْيَانُ -رَحِمَهُ اللهُ- صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ.
قَالَ الحَافِظُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الجَوَّازُ، قَالَ:
رَأَيْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ سَأَلَهُ رَجُلٌ: مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ؟
قَالَ: كَلاَمُ اللهِ، مِنْهُ خَرَجَ، وَإِلَيْهِ يَعُوْدُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ: حَدَّثَنَا لُوَيْنُ، قَالَ:
قِيْلَ لابْنِ عُيَيْنَةَ: هَذِهِ الأَحَادِيْثُ الَّتِي تُرْوَى فِي الرُّؤْيَةِ؟
قَالَ: حَقٌّ عَلَى مَا سَمِعْنَاهَا مِمَّنْ نَثِقُ بِهِ وَنَرْضَاهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَجَعَلتُ أُلِحُّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: دَعْنِي أَتَنَفَّسُ.
فَقُلْتُ: كَيْفَ حَدِيْثُ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ اللهَ يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ) ؟
وَحَدِيْثُ: (إِنَّ قُلُوْبَ العِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابعِ الرَّحْمَنِ ) .وَحَدِيْثُ: (إِنَّ اللهَ يَعْجَبُ - أَوْ يَضْحَكُ - مِمَّنْ يَذْكُرُهُ فِي الأَسْوَاقِ ) .
فَقَالَ سُفْيَانُ: هِيَ كَمَا جَاءتْ، نُقِرُّ بِهَا، وَنُحَدِّثُ بِهَا بِلاَ كَيْفٍ.
أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بنُ جنَّادٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَسَأَلُوْهُ أَنْ يُحَدِّثَ، فَقَالَ:
مَا أَرَاكُم لِلْحَدِيْثِ مَوْضِعاً، وَلاَ أُرَانِي أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي أَهْلاً، وَمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُم إِلاَّ مَا قَالَ الأُوَلُ: افْتَضَحُوا، فَاصْطَلَحُوا.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: مَنْ عَمِلَ بِمَا
يَعْلَمُ، كُفِيَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.وَعَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَنْ رَأَى أَنَّهُ خُيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ، فَقَدِ اسْتَكْبَرَ، ثُمَّ ذَكَرَ إِبْلِيْسَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ: مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟
قَالَ: إِذَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ، فَشَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ بِبَلِيَّةٍ، فَصَبَرَ، فَذَلِكَ الزُّهْدُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، يَقُوْلُ: لاَ أُحْسِنُ.
فَنَقُوْل: مَنْ نَسْأَلُ؟
فَيَقُوْلُ: سَلِ العُلَمَاءَ، وَسَلِ اللهَ التَّوفِيْقَ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ.
الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، قِيْلَ لِسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ:
إِنَّ بِشْراً المَرِيْسِيَّ يَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ لاَ يُرَى يَوْمَ القِيَامَةِ.
فَقَالَ: قَاتَلَ اللهُ الدُّوَيْبَّةَ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلاَّ إِنَّهُم عَنْ رَبِّهِم يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُوْنَ} [المُطَفِّفِيْنَ: 15] ، فَإِذَا احْتَجَبَ عَنِ الأَوْلِيَاءِ وَالأَعْدَاءِ، فَأَيُّ فَضْلٍ لِلأَوْلِيَاءِ عَلَى الأَعْدَاءِ.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ فِي (تَارِيْخِهِ) : حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَفَّانَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ فِي السَّنَةِ الَّتِي أَخَذُوا فِيْهَا بِشْراً المَرِيْسِيَّ بِمِنَىً، فَقَامَ سُفْيَانُ فِي المَجْلِسِ مُغْضَباً، فَقَالَ: لَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي القَدَرِ وَالاعْتِزَالِ، وَأُمِرْنَا بِاجْتِنَابِ القَوْمِ، رَأَيْنَا عُلَمَاءنَا، هَذَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَهَذَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ - حَتَّى ذَكَرَ أَيُّوْبَ بنَ مُوْسَى وَالأَعْمَشَ وَمِسْعَراً - مَا يَعْرِفُوْنَهُ إِلاَّ كَلاَمَ اللهِ، وَلاَ نَعْرِفُهُ إِلاَ كَلاَمَ اللهِ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ مَرَّتَيْنِ، فَمَا أَشْبَهَ هَذَا بِكَلاَمِ النَّصَارَى، فَلاَ تُجَالِسُوهُم.
قَالَ المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ: سُئِلَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْدِ، قَالَ:الزُّهْدُ فِيْمَا حَرَّمَ اللهُ، فَأَمَّا مَا أَحَلَّ اللهُ، فَقَدْ أَبَاحَكَهُ اللهُ، فَإِنَّ النَّبِيِّيْنَ قَدْ نَكَحُوا، وَرَكِبُوا، وَلَبِسُوا، وَأَكَلُوا، لَكِنَّ اللهَ نَهَاهُم عَنْ شَيْءٍ، فَانْتَهَوْا عَنْهُ، وَكَانُوا بِهِ زُهَّاداً.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ لاَ يُرِيْدُ النِّسَاءَ، لأَنَّهُ لَمْ يُخْلَقُ مِنْ نُطْفَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِيْمَا نَعْلَمُ، أَشَدَّ تَشَبُّهاً بِعِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ.
وَرَوَى: عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ} [النِّسَاءُ: 69] ، قَالَ:
الصَّالِحُوْنَ: هُم أَصْحَابُ الحَدِيْثِ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ زَيْدِ بنِ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
أَنَا أَحقُّ بِالبُكَاءِ مِنَ الحُطَيْئَةِ، هُوَ يَبْكِي عَلَى الشِّعْرِ، وَأَنَا أَبْكِي عَلَى الحَدِيْثِ.
قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَقِيْبَ هَذَا: أُرَاهُ قَالَ هَذَا حِيْنَ حُصِرَ فِي البَيْتِ عَنِ الحَدِيْثِ، لأَنَّهُ اخْتُلِطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
قُلْتُ: هَذَا لاَ نُسَلِّمُهُ، فَأَيْنَ إِسْنَادُكَ بِهِ؟
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ الحَدَّادُ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا مَسْعُوْدٌ الجَمَّالُ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ
عُيَيْنَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ يَقُوْلُ: عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ:أَتَيْتُ صَفْوَانَ بنَ عَسَّالٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟
قُلْتُ: جِئْتُ ابْتِغَاءَ العِلْمِ.
قَالَ: فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالبِ العِلْمِ، رِضَىً بِمَا يَطْلُبُ.
قُلْتُ: حَكَّ فِي نَفْسِي - أَوْ صَدْرِي - مَسْحٌ عَلَى الخُفَّينِ بَعْدَ الغَائِطِ وَالبَوْلِ، فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ذَلِكَ شَيْئاً؟
قَالَ: نَعَمْ، كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَراً، أَوْ مُسَافِرِيْنَ، أَنْ لاَ نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيْهِنَّ، إِلاَّ مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ، أَوْ بَوْلٍ، أَوْ نَوْمٍ.
قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ الهَوَى؟
قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَسِيْرٍ، إِذْ نَادَاهُ أَعْرَابِيٌّ بصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ!
فَأَجَابَهُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ كَلاَمِهِ: هَاؤُم.
قَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً أَحَبَّ قَوْماً، وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِم؟
قَالَ: (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ) .
ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا: أَنَّ مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ بَاباً يَفْتَحُ اللهُ لِلتَّوْبَةِ مَسِيْرَةَ عَرْضِهِ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً، فَلاَ يَزَالُ مَفْتُوحاً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِهِ، وَذَلِكَ قَوْلَهُ تَعَالَى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} ، الآيَةَ [الأَنْعَامُ: 158] .
وَبِهِ: قَالَ ابْنُ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَأَنَا مَحْرَمٌ لِبَعْضِ النِّسَاءِ، وَمَنْ حَجَّ بَعْدِي لَمْ يَرَهُ، مَاتَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ، دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاَهَا، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا.
أَخْرَجَهُ: الشَّيْخَانِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ السُّكَّرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عَتِيْقٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِوَضْعِ الجَوَائِحِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِيْنَ.
أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ:أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَخَّصَ فِي العَرَايَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، وَكَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَجَمَاعَةٌ:
أَنَّ القَاضِي أَبَا القَاسِمِ عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَهُم فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ الفَرَضِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: {لاَ يُحِبُّ اللهَ الجَهْرَ بِالسُّوْءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ ... } [النِّسَاءُ: 148] ، قَالَ:
ذَلِكَ فِي الضِّيَافَةِ، إِذَا أَتَيْتَ
رَجُلاً، فَلَمْ يُضِفْكَ، فَقَدْ رُخِّصَ لَكَ أَنْ تَقُوْلَ.قَالَ ابْنُ دَاوُدَ فِي كِتَابِ (الشَّرِيْعَةِ) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
لَوْ صَلَّيْتَ خَلْفَ مَنْ يَقْرَأُ بقِرَاءةِ حَمْزَةَ، لأَعَدْتُ.
وَثَبَتَ مِثْلُ هَذَا عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَعَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ نَحْوَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحُوَيْطِبِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: قِرَاءةُ حَمْزَةَ بِدْعَةٌ.
قُلْتُ: مُرَادُهُم بِذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ قَبِيْلِ الأَدَاءِ، كَالسَّكْتِ، وَالاجتِمَاعِ فِي نَحْوِ: شَاءَ، وَجَاءَ، وَتَغْيِيرِ الهَمزِ، لاَ مَا فِي قِرَاءتِهِ مِنَ الحُرُوْفِ، هَذَا الَّذِي يَظْهَرُ لِي، فَإِنَّ الرَّجُلَ حُجَّةٌ، ثِقَةٌ فِيْمَا يُنْقَلُ.
قَالَ مَحْمُوْدُ بنُ وَالاَنَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بِشْرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
غَضَبُ اللهِ الدَّاءُ الَّذِي لاَ دوَاءَ لَهُ، وَمَنِ اسْتَغْنَى بِاللهِ، أَحْوَجَ اللهُ إِلَيْهِ النَّاسَ.
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، قَالَ:سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَشِيَّةَ السَّبْتِ، نِصْفَ شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ يَقُوْلُ:
كَمُلَ لِي فِي هَذَا اليَوْمِ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وُلِدْتُ لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: عَاشَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
فِي (فَاصِلِ) الرَّامَهُرْمُزِيِّ، قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الجَرْدَانِيُّ:
قَالَ الخُطَيْمُ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ:
سِيْرِي نَجَاءً وَقَاكِ اللهُ مِنْ عَطَبٍ ... حَتَّى تُلاَقِي بَعْدَ البَيْتِ سُفْيَانَا
شَيْخُ الأَنَامِ وَمَنْ حَلَّتْ مَنَاقِبُهُ ... لاَقَى الرِّجَالَ وَحَازَ العِلْمَ أَزْمَانَا
حَوَى بَيَاناً وَفَهْماً عَالِياً عَجَباً ... إِذَا يَنُصُّ حَدِيْثاً نَصَّ بُرْهَانَا
تَرَى الكُهُولَ جَمِيْعاً عِنْدَ مَشْهَدِهِ ... مُسْتَنْصِتِيْنَ وَشِيخَاناً وَشُبَّانَا
يَضُمُّ عَمْراً إِلَى الزُّهْرِيِّ يُسْنِدُهُ ... وَبَعْدَ عَمْرٍو إِلَى الزُّهْرِيِّ صَفْوَانَا
وَعَبْدَةً وَعُبَيْدَ اللهِ ضَمَّهُمَا ... وَابْنَ السَّبِيْعِيِّ أَيْضاً وَابْنَ جُدْعَانَا
فَعَنْهُمُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ يُوْسِعُنَا ... عِلْماً وَحُكْماً وَتَأْوِيلاً وَتِبْيَانَا
وَقَالَ الرِّيَاشِيُّ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ يَرْثِي ابْنَ عُيَيْنَةَ:
لِيَبْكِ سُفْيَانَ بَاغِي سُنَّةٍ دَرَسَتْ ... وَمُسْتبِيْنُ أَثَارَاتٍ وَآثَارِ
وَمُبْتَغِي قُرْبَ إِسْنَادٍ وَمَوْعِظَةٍ ... وَوَاقِفِيُّوْنَ مِنْ طَارٍ وَمِنْ سَارِي
أَمْسَتْ مَنَازِلُهُ وَحْشاً مُعَطَّلَةً ... مِنْ قَاطِنِيْنَ وَحُجَّاجٍ وَعُمَّارِ
مِنَ الحَدِيْثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ يُسْنِدُهُ ... وَلِلأَحَادِيْثِ عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارِ
مَا قَامَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ قَالَ: حَدَّثَنَا ... الزُّهْرِيُّ، فِي أَهْلِ بَدْوٍ أَوْ بِإِحْضَارِ
وَقَدْ أَرَاهُ قَرِيْباً مِنْ ثَلاَثِ مِنَىً ... قَدْ خَفَّ مَجْلِسَهُ مِنْ كُلِّ أَقْطَارِبَنُو المَحَابِرِ وَالأَقلاَمِ مُرْهَفَةً ... وَسمَاسِمَاتٍ فَرَاهَا كُلُّ نَجَّارِ
أَخُوْه
ُ: إِبْرَاهِيْم بنُ عُيَيْنَةَ، أَبُو إِسْحَاقَ
مُحَدِّثٌ، إِمَامُ خَيْرٍ.
وُلِدَ: نَحْو سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَا حَيَّانَ التَّيْمِيَّ، وَطَلْحَةَ بنَ يَحْيَى، وَصَالِحَ بنَ حَسَّانٍ، وَمِسْعَراً، وَلَيْسَ بِالمُكْثِرِ، وَلاَ المُجَوِّدِ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالفَلاَّسُ، وَالعَدَنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَطَائِفَةٌ، آخِرُهُم مَوْتاً: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ.
قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ مُسْلِماً، صَدُوقاً، لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ.
قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
مَوْلَى مُحَمَّدِ بنِ مُزَاحِمٍ، أَخِي الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، حَافِظُ العَصْرِ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الهِلاَلِيُّ، الكُوْفِيُّ، ثُمَّ المَكِّيُّ.
مَوْلِدُهُ: بِالكُوْفَةِ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَمائَةٍ.وَطَلَبَ الحَدِيْثَ وَهُوَ حَدَثٌ، بَلْ غُلاَمٌ، وَلَقِيَ الكِبَارَ، وَحَمَلَ عَنْهُم عِلْماً جَمّاً، وَأَتقَنَ، وَجَوَّدَ، وَجَمَعَ، وَصَنَّفَ، وَعُمِّرَ دَهْراً، وَازدَحَمَ الخَلْقُ عَلَيْهِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوُّ الإِسْنَادِ، وَرُحِلَ إِلَيْهِ مِنَ البِلاَدِ، وَأَلْحَقَ الأَحْفَادَ بِالأَجدَادِ.
سَمِعَ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ، وَسَنَةَ عِشْرِيْنَ، وَبَعدَ ذَلِكَ، فَسَمِعَ مِنْ: عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ - وَأَكْثَرَ عَنْهُ -.
وَمِنْ: زِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَالأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي يَزِيْدَ، وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحُصَيْنِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَشَبِيْبِ بنِ غَرْقَدَةَ، وَعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ، وَعَبْدِ الكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَالعَلاَءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَاسِمٍ الرِّجَالِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ صَفِيَّةَ الحَجَبِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي يَعْفُوْرَ العَبْدِيِّ، وَابْنِ عَجْلاَنَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَمُوْسَى بنِ عُقْبَةَ، وَسُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ، وَأُمَيَّةَ بنِ صَفْوَانَ الجُمَحِيِّ، وَجَامِعِ بنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَحَكِيْمِ بنِ جُبَيْرٍ، وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ قَاضِي المَدِيْنَةِ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ - وَقَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ وَلُعَابُهُ يَسِيْلُ - وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَأَبِي الزِّنَادِ عَبْدِ اللهِ بنِ ذَكْوَانَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ
بنِ سَعْدٍ، وَأَيُّوْبَ بنِ مُوْسَى، وَبُرْدِ بنِ سِنَانٍ، وَبَكْرِ بنِ وَائِلٍ، وَبَيَانِ بنِ بِشْرٍ، وَسَالِمِبنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَسُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي صَالِحٍ، وَصَدَقَةَ بنِ يَسَارٍ، وَصَفْوَانَ بنِ سُلَيْمٍ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ الجَرْمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ طَاوُوْسٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خُثَيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ جُحَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ بنِ بَرَكَةَ، وَيَزِيْدَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَيُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، وَسُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَزِيَادِ بنِ سَعْدٍ، وَزَائِدَةَ بنِ قُدَامَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْ خَلْقٍ مِنَ الكِبَارِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَشُعْبَةُ - وَهَؤُلاَءِ مِنْ شُيُوْخِهِ - وَهَمَّامُ بنُ يَحْيَى، وَالحَسَنُ بنُ حَيٍّ، وَزُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَالشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَعَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ، وَعَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكَوْسَجُ، وَزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الصَّبَاحِ البَزَّارُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرِ بنِ الحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ حَرْبٍ، وَسَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى المَرْوَزِيُّ، وَبِشْرُ بنُ مَطَرٍ، وَالزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وَأَحْمَدُ بنُ شَيْبَانَ
الرَّمْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ حِبَّانَ المَدَائِنِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم، خَاتِمُهُم فِي الدُّنْيَا: شَيْخٌ مَكِّيٌّ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو نَصْرٍ الْيَسَعُ بنُ زَيْدٍ الزَّيْنَبِيُّ، عَاشَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمَائَتَيْنِ، وَمَا هُوَبِالقَوِيِّ.
وَلَقَدْ كَانَ خَلْقٌ مِنْ طَلَبَةِ الحَدِيْثِ يَتَكَلَّفُوْنَ الحَجَّ، وَمَا المُحَرِّكُ لَهُم سِوَى لُقِيِّ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ؛ لإِمَامتِهِ وَعُلُوِّ إِسْنَادِهِ.
وَجَاوَرَ عِنْدَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الحُفَّاظِ.
وَمِنْ كِبَارِ أَصْحَابِهِ المُكْثِرِيْنَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ، وَإِبْرَاهِيْمُ الرَّمَادِيُّ.
قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: لَوْلاَ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، لَذَهَبَ عِلْمُ الحِجَازِ.
وَعَنْهُ، قَالَ: وَجَدْتُ أَحَادِيْثَ الأَحكَامِ كُلَّهَا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، سِوَى سِتَّةِ أَحَادِيْثَ، وَوَجَدتُهَا كُلَّهَا عِنْدَ مَالِكٍ سِوَى ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً.
فَهَذَا يُوَضِّحُ لَكَ سَعَةَ دَائِرَةِ سُفْيَانَ فِي العِلْمِ، وَذَلِكَ لأَنَّهُ ضَمَّ أَحَادِيْثَ العِرَاقِيِّينَ إِلَى أَحَادِيْثِ الحِجَازِيِّينَ.
وَارْتَحَلَ، وَلَقِيَ خَلْقاً كَثِيْراً مَا لَقِيَهُم مَالِكٌ، وَهُمَا نَظِيْرَانِ فِي الإِتْقَانِ، وَلَكِنَّ مَالِكاً أَجَلُّ وَأَعْلَى، فَعِنْدَهُ نَافِعٌ، وَسَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ ابْنُ عُيينَةَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيْثِ الحِجَازِ.
وَقَالَ أَبُو عِيْسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّداً -يَعْنِي: البُخَارِيَّ-
يَقُوْلُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ أَحْفَظُ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ.قَالَ حَرْملَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ:
مَا رَأَيْتُ أَحَداً فِيْهِ مِنْ آلَةِ العِلْمِ مَا فِي سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَمَا رَأَيْتُ أَكَفَّ عَنِ الفُتْيَا مِنْهُ، قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْسَنَ تَفْسِيْراً لِلْحَدِيْثِ مِنْهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ بِتَفْسِيْرِ القُرْآنِ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ أَعْلَمُ بِالسُّنَنِ مِنْ سُفْيَانَ.
قَالَ وَكِيْعٌ: كَتَبْنَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ أَيَّامَ الأَعْمَشِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا فِي أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَحَدٌ أَتقَنُ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ بِي أَبِي، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ حَيٌّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ حَدِيْثُهُ نَحْواً مِنْ سَبْعَةِ آلاَفٍ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ كُتُبٌ.
قَالَ بَهْزُ بنُ أَسَدٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
فَقِيْلَ لَهُ: وَلاَ شُعْبَةُ؟
قَالَ: وَلاَ شُعْبَةُ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِالقُرْآنِ وَتَفْسِيْرِ الحَدِيْثِ، مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المُقْرِئَ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ
الطُّوْسِيَّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ السُّلَمِيَّ، سَمِعْتُ البُوَيْطِيَّ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: أُصُوْلُ الأَحكَامِ نَيِّفٌ وَخَمْسُ مائَةِ حَدِيْثٍ، كُلُّهَا عِنْدَ مَالِكٍ، إِلاَّ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً، وَكُلُّهَا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، إِلاَّ سِتَّةَ أَحَادِيْثَ.رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
القَاضِي أَبُو العَلاَءِ الوَاسِطِيُّ: مِمَّا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى السُّلاَمِيُّ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بنَ عَلِيٍّ اللُّوْرِيَّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ النَّضْرِ الهِلاَلِيَّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:
كُنْتُ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَنَظَرَ إِلَى صَبِيٍّ، فَكَأَنَّ أَهْلَ المَسْجِدِ تَهَاوَنُوا بِهِ لِصِغَرِهِ، فَقَالَ سُفْيَانُ: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ} [النِّسَاءُ: 94] .
ثُمَّ قَالَ: يَا نَضْرُ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَلِي عَشْرُ سِنِيْنَ، طُوْلِي خَمْسَةُ أَشْبَارٍ، وَوَجْهِي كَالدِّيْنَارِ، وَأَنَا كشُعْلَةِ نَارٍ، ثِيَابِي صِغَارٌ، وَأَكمَامِي قِصَارٌ، وَذَيْلِي بِمِقْدَارٍ، وَنَعلِي كآذَانِ الفَارِ، أَخْتَلِفُ إِلَى عُلَمَاءِ الأَمصَارِ، كَالزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، أَجلِسُ بَيْنهُم كَالمِسْمَارِ، مِحْبَرتِي كَالجَوْزَةِ، وَمَقْلَمَتِي كَالمَوْزَةِ، وَقَلَمِي كَاللَّوزَةِ، فَإِذَا أَتَيْتُ، قَالُوا: أَوْسِعُوا لِلشَّيْخِ الصَّغِيْرِ، ثُمَّ ضَحِكَ.
فِي صحَّةِ هَذَا نَظَرٌ، وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنَ المَذْكُوْرِيْنَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: دَخَلَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ عَلَى مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ -يَعْنِي أَمِيْرَ اليَمَنِ- وَلَمْ يَكُنْ سُفْيَانُ تَلَطَّخَ بَعْدُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمرِ السُّلْطَانِ، فَجَعَلَ يَعِظُهُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:
أُحِبُّ أَنْ تَكُوْنَ لِي جَارِيَةٌ فِي غُنْجِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ إِذَا حَدَّثَ.
قَالَ رَبَاحُ بنُ خَالِدٍ الكُوْفِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ
أَبَا مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ عَنْكَ بِشَيْءٍ لَيْسَ تَحفَظُهُ اليَوْمَ، وَكَذَلِكَ وَكِيْعٌ.فَقَالَ: صَدِّقْهُم، فَإِنِّي كُنْتُ قَبْلَ اليَوْمِ أَحْفَظَ مِنِّي اليَوْمَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى العَنَزِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ ذَلِكَ لِرَبَاحٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ حَامِدُ بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: تَموتُ أَسْنَانُكَ، وَتَبْقَى أَنْتَ.
قَالَ: فَمَاتَ أَسْنَانِي وَبَقِيْتُ أَنَا، فَجَعَلَ اللهُ كُلَّ عَدُوٍّ لِي مُحَدِّثاً.
قُلْتُ: قَالَ: هَذَا مِنْ شِدَّةِ مَا كَانَ يَلقَى مِنِ ازْدِحَامِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ عَلَيْهِ حَتَّى يُبْرِمُوْهُ.
قَالَ غِيَاثُ بنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
أَوَّلُ مَنْ أَسْنَدَنِي إِلَى الأُسْطُوَانَةِ: مِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّيْ حَدَثٌ.
قَالَ: إِنَّ عِنْدَكَ الزُّهْرِيَّ، وَعَمْرَو بنَ دِيْنَارٍ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا زِيَادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خُزَاعِيٍّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
كَانَ أَبِي صَيْرَفِيّاً بِالكُوْفَةِ، فَرَكِبَهُ دَيْنٌ، فَحَمَلَنَا إِلَى مَكَّةَ، فَصِرْتُ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، فَحَدَّثَنِي بِثَمَانِيَةِ أَحَادِيْثَ، فَأَمْسَكْتُ لَهُ حِمَارَهُ حَتَّى صَلَّى وَخَرَجَ، فَعَرَضْتُ الأَحَادِيْثَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيْكَ.
وَرَوَى: أَبُو مُسْلِمٍ المُسْتَمْلِي: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ:
سَمِعْتُ مِنْ عَمْرٍو مَا لَبِثَ نُوْحٌ فِي قَوْمِهِ -يَعْنِي: تِسْعَ مائَةٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً-.
قَالَ مُجَاهِدُ بنُ مُوْسَى: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: مَا كَتَبتُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظتَهُ قَبْلَ أَنْ أَكْتُبَهُ.قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: سُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: ذَاكَ أَحَدُ الأَحَدَيْنِ، مَا أَغْرَبَهُ.
وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: قَالَ لِي يَحْيَى القَطَّانُ:
مَا بَقِيَ مِنْ مُعَلِّمِيَّ أَحَدٌ غَيْرُ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ إِمَامٌ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بنَ المُفَضَّلِ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ يُشْبِهُ ابْنَ عُيَيْنَةَ.
وَحَكَى حَرْمَلَةُ بنُ يَحْيَى: أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ لَهُ - وَأَرَاهُ خُبْزَ شَعِيْرٍ -: هَذَا طَعَامِي مُنْذُ سِتِّيْنَ سَنَةً.
الحُمَيْدِيُّ: سَمِعَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:
لاَ تَدْخُلُ هَذِهِ المَحَابِرُ بَيْتَ رَجُلٍ، إِلاَّ أَشْقَى أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ.
وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً لِرَجُلٍ: مَا حِرْفَتُكَ؟
قَالَ: طَلَبُ الحَدِيْثِ.
قَالَ: بَشِّرْ أَهْلَكَ بِالإِفْلاَسِ.
وَرَوَى: عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَن زِيْدَ فِي عَقْلِهِ، نَقَصَ مِنْ رِزْقِهِ.
وَنَقَلَ سُنَيْدُ بنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
مَنْ كَانَتْ مَعْصِيَتُهُ فِي الشَّهْوَةِ، فَارْجُ لَهُ، وَمَنْ كَانَتْ مَعْصِيَتُهُ فِي الكِبْرِ، فَاخْشَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ آدَمَ عَصَى مُشْتَهِياً، فَغُفِرَ لَهُ، وَإِبْلِيْسَ عَصَى مُتَكَبِّراً، فَلُعِنَ.
وَمِنْ كَلاَم ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: الزُّهْدُ: الصَّبْرُ، وَارْتِقَابُ المَوْتِ.وَقَالَ: العِلْمُ إِذَا لَمْ يَنْفَعْكَ، ضَرَّكَ.
قَالَ عُثْمَانُ بنُ زَائِدَةَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مِمَّنْ نَسْمَعُ؟
قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ عُيَيْنَةَ، وَزَائِدَةَ.
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَجْمَعَ لِمُتَفَرِّقٍ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ الجَهْضَمِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ، قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ غُلاَماً، مَعَهُ أَلوَاحٌ طَوِيْلَةٌ عِنْدَ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَفِي أُذُنِهِ قُرْطٌ، أَوْ قَالَ: شَنْفٌ.
وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
جَالَسْتُ عَبْدَ الكَرِيْمِ الجَزَرِيَّ سَنَتَيْنِ، وَكَانَ يَقُوْلُ لأَهْلِ بَلَدِهِ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الغُلاَمِ يَسْأَلُنِي وَأَنْتُم لاَ تَسْأَلُوْنِي.
قَالَ ذُؤَيْبُ بنُ عِمَامَةَ السَّهْمِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ مِنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ -يَعْنِي: كَثْرَةً- سَمِعْتُ مِنْهُ وَلُعَابُهُ يَسِيْلُ.
فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: فَلاَ نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْهُ شَيْئاً، كَانَ مُنْتَقِداً لِلرُّوَاةِ.
قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:
عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ مِنْ جَابِرٍ، وَمَا سَمِعَ الزُّهْرِيُّ مِنْهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ مَطَرٍ، قَالَ:كُنَّا عَلَى بَابِ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا.
فَقُلْنَا: ادْخُلُوا حَتَّى نَهْجُمَ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَكَسَرْنَا بَابَهُ، وَدَخَلْنَا وَهُوَ جَالِسٌ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، فَقَالَ:
سُبْحَانَ اللهِ! دَخَلْتُم دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي، وَقَدْ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ:
أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ مِنْ بَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِدْرَى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: (لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ ) .
قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: نَدِمْنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ.
فَقَالَ: نَدِمْتُم؟ حَدَّثَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ الجَزَرِيُّ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (النَّدَمُ تَوْبَةٌ ) ، اخْرُجُوا، فَقَدْ أَخَذْتُم رَأْسَ مَالِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.
سُلَيْمَانُ هَذَا: هُوَ أَخُو قَتَادَةَ بنِ مَطَرٍ، صَدُوْقٌ - إِنْ شَاءَ اللهُ -.
وَزِيَادٌ المَذْكُوْرُ فِي الحَدِيْثِ: هُوَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، مَا يُزَهِّدُنِي فِيْكَ إِلاَّ طَلَبُ الحَدِيْثِ.
قُلْتُ: فَأَنْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَعْمَلُ إِلاَّ طَلَبَ الحَدِيْثِ؟
فَقَالَ: كُنْتُ إِذْ ذَاكَ صَبِيّاً لاَ أَعقِلُ.
قُلْتُ: إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا الإِمَامِ يَقُوْلُ هَذِهِ المَقَالَةَ فِي زَمَنِ
التَّابِعِيْنَ، أَوْ بَعْدَهُم بِيَسِيْرٍ، وَطَلَبُ الحَدِيْثِ مَضْبُوْطٌ بِالاتِّفَاقِ، وَالأَخْذُ عَنِ الأَثْبَاتِ الأَئِمَّةِ، فَكَيْفَ لَوْ رَأَى سُفْيَانُ -رَحِمَهُ اللهُ- طَلَبَةَ الحَدِيْثِ فِي وَقْتِنَا، وَمَا هُم عَلَيْهِ مِنَ الهَنَاتِ وَالتَّخْبِيْطِ، وَالأَخْذِ عَنْ جَهَلَةِ بَنِي آدَمَ، وَتَسْمِيْعِ ابْنِ شَهْرٍ.أَمَّا الخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ ... وَأَرَى نِسَاءَ الحَيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُوْنُسَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
أَوَّلُ مَنْ جَالَسْتُ عَبْدُ الكَرِيْمِ أَبُو أُمَيَّةَ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ: وَقَرَأْتُ القُرْآنَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ يَحْيَى بنُ آدَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يَخْتَبِرُ الحَدِيْثَ إِلاَّ وَيُخْطِئُ، إِلاَّ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
قَالَ حَمَّادُ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ - وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ -: إِذَا قَالَ لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ، بَانَتْ بِالأُوْلَى، وَبَطَلَتِ الثِّنْتَانِ.
قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ حَمَّاداً قَدْ جَاءَ إِلَى طَبِيْبٍ عَلَى فَرَسٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: إِمَامٌ، ثِقَةٌ، كَانَ أَعْلَمَ بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ مِنْ شُعْبَةَ.
قَالَ: وَأَثْبَتُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ هُوَ وَمَالِكٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ ابْنِ جُرَيْجٍ مِثْلَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي حُسْنِ المَنْطِقِ.
وَرَوَى: إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: الوَرَعُ طَلَبُ العِلْمِ الَّذِي بِهِ يُعْرَفُ الوَرَعُ.رَوَى: سُلَيْمَانُ بنُ أَيُّوْبَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: شَهِدْتُ ثَمَانِيْنَ مَوْقِفاً.
وَيُرْوَى: أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَقُوْلُ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِنْكَ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ، لَمْ يَقُلْ شَيْئاً، وَقَالَ: قَدِ اسْتَحْيَيتُ مِنَ اللهِ -تَعَالَى-.
وَقَدْ كَانَ لِسُفْيَانَ عِدَّةُ إِخْوَةٍ، مِنْهُم: عِمْرَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَآدَمُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُيَيْنَةَ، فَهَؤُلاَءِ قَدْ رَوَوُا الحَدِيْثَ.
وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ مَشْهُوْراً بِالتَّدْلِيسِ، عَمَدَ إِلَى أَحَادِيْثَ رُفِعَتْ إِلَيْهِ مِنْ حَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ، فَيَحذِفُ اسْمَ مَنْ حَدَّثَهُ وَيُدَلِّسُهَا، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُدَلِّسُ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ عِنْدَهُ.
فَأَمَّا مَا بَلَغَنَا عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ، أَنَّهُ قَالَ: اشْهَدُوا أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ اخْتُلِطَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَهَذَا مُنْكَرٌ مِنَ القَوْلِ، وَلاَ يَصِحُّ، وَلاَ هُوَ بِمُسْتقِيْمٍ، فَإِنَّ يَحْيَى القَطَّانَ مَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ، مَعَ قُدُوْمِ الوَفْدِ مِنَ الحَجِّ، فَمَنِ الَّذِي أَخْبَرَهُ باخْتِلاَطِ سُفْيَانَ، وَمتَى لَحِقَ أَنْ يَقُوْلَ هَذَا
القَوْلَ، وَقَدْ بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ؟وَسُفْيَانُ: حُجَّةٌ مُطْلَقاً، وَحَدِيْثُهُ فِي جَمِيْعِ دَوَاِينِ الإِسْلاَمِ، وَوَقَعَ لِي كَثِيْرٌ مِنْ عَوَالِيْهِ، بَلْ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِبْطِ الحَافِظِ السِّلَفِيِّ مِنْ عَوَالِيْهِ جُمْلَةٌ صَالِحَةٌ، مِنْهَا (جُزءُ ابْنِ عُيَيْنَةَ) ، رِوَايَةَ المَرْوَزِيِّ عَنْهُ، وَفِي (جُزْءِ عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ) ، رِوَايَةَ العَبَّادَانِ، وَجُزْآنِ لِعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، رِوَايَةَ نَافِلَتِهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ عُمَرَ الطَّائِيِّ، وَفِي (الثَّقَفِيَّاتِ) ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَدْ جَمَعَ عَوَالِي ابْنِ عُيَيْنَةَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَبَعْدَهُمَا أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّالُ.
وَكَانَ سُفْيَانُ -رَحِمَهُ اللهُ- صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ.
قَالَ الحَافِظُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الجَوَّازُ، قَالَ:
رَأَيْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ سَأَلَهُ رَجُلٌ: مَا تَقُوْلُ فِي القُرْآنِ؟
قَالَ: كَلاَمُ اللهِ، مِنْهُ خَرَجَ، وَإِلَيْهِ يَعُوْدُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ: حَدَّثَنَا لُوَيْنُ، قَالَ:
قِيْلَ لابْنِ عُيَيْنَةَ: هَذِهِ الأَحَادِيْثُ الَّتِي تُرْوَى فِي الرُّؤْيَةِ؟
قَالَ: حَقٌّ عَلَى مَا سَمِعْنَاهَا مِمَّنْ نَثِقُ بِهِ وَنَرْضَاهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَجَعَلتُ أُلِحُّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: دَعْنِي أَتَنَفَّسُ.
فَقُلْتُ: كَيْفَ حَدِيْثُ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ اللهَ يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ) ؟
وَحَدِيْثُ: (إِنَّ قُلُوْبَ العِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابعِ الرَّحْمَنِ ) .وَحَدِيْثُ: (إِنَّ اللهَ يَعْجَبُ - أَوْ يَضْحَكُ - مِمَّنْ يَذْكُرُهُ فِي الأَسْوَاقِ ) .
فَقَالَ سُفْيَانُ: هِيَ كَمَا جَاءتْ، نُقِرُّ بِهَا، وَنُحَدِّثُ بِهَا بِلاَ كَيْفٍ.
أَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوْيَه: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بنُ جنَّادٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَسَأَلُوْهُ أَنْ يُحَدِّثَ، فَقَالَ:
مَا أَرَاكُم لِلْحَدِيْثِ مَوْضِعاً، وَلاَ أُرَانِي أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي أَهْلاً، وَمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُم إِلاَّ مَا قَالَ الأُوَلُ: افْتَضَحُوا، فَاصْطَلَحُوا.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: مَنْ عَمِلَ بِمَا
يَعْلَمُ، كُفِيَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.وَعَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَنْ رَأَى أَنَّهُ خُيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ، فَقَدِ اسْتَكْبَرَ، ثُمَّ ذَكَرَ إِبْلِيْسَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ: مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟
قَالَ: إِذَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ، فَشَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ بِبَلِيَّةٍ، فَصَبَرَ، فَذَلِكَ الزُّهْدُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ، يَقُوْلُ: لاَ أُحْسِنُ.
فَنَقُوْل: مَنْ نَسْأَلُ؟
فَيَقُوْلُ: سَلِ العُلَمَاءَ، وَسَلِ اللهَ التَّوفِيْقَ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: الإِيْمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ.
الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، قِيْلَ لِسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ:
إِنَّ بِشْراً المَرِيْسِيَّ يَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ لاَ يُرَى يَوْمَ القِيَامَةِ.
فَقَالَ: قَاتَلَ اللهُ الدُّوَيْبَّةَ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلاَّ إِنَّهُم عَنْ رَبِّهِم يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُوْنَ} [المُطَفِّفِيْنَ: 15] ، فَإِذَا احْتَجَبَ عَنِ الأَوْلِيَاءِ وَالأَعْدَاءِ، فَأَيُّ فَضْلٍ لِلأَوْلِيَاءِ عَلَى الأَعْدَاءِ.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ فِي (تَارِيْخِهِ) : حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَفَّانَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ فِي السَّنَةِ الَّتِي أَخَذُوا فِيْهَا بِشْراً المَرِيْسِيَّ بِمِنَىً، فَقَامَ سُفْيَانُ فِي المَجْلِسِ مُغْضَباً، فَقَالَ: لَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي القَدَرِ وَالاعْتِزَالِ، وَأُمِرْنَا بِاجْتِنَابِ القَوْمِ، رَأَيْنَا عُلَمَاءنَا، هَذَا عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَهَذَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ - حَتَّى ذَكَرَ أَيُّوْبَ بنَ مُوْسَى وَالأَعْمَشَ وَمِسْعَراً - مَا يَعْرِفُوْنَهُ إِلاَّ كَلاَمَ اللهِ، وَلاَ نَعْرِفُهُ إِلاَ كَلاَمَ اللهِ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ مَرَّتَيْنِ، فَمَا أَشْبَهَ هَذَا بِكَلاَمِ النَّصَارَى، فَلاَ تُجَالِسُوهُم.
قَالَ المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ: سُئِلَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْدِ، قَالَ:الزُّهْدُ فِيْمَا حَرَّمَ اللهُ، فَأَمَّا مَا أَحَلَّ اللهُ، فَقَدْ أَبَاحَكَهُ اللهُ، فَإِنَّ النَّبِيِّيْنَ قَدْ نَكَحُوا، وَرَكِبُوا، وَلَبِسُوا، وَأَكَلُوا، لَكِنَّ اللهَ نَهَاهُم عَنْ شَيْءٍ، فَانْتَهَوْا عَنْهُ، وَكَانُوا بِهِ زُهَّاداً.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ لاَ يُرِيْدُ النِّسَاءَ، لأَنَّهُ لَمْ يُخْلَقُ مِنْ نُطْفَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِيْمَا نَعْلَمُ، أَشَدَّ تَشَبُّهاً بِعِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ.
وَرَوَى: عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ} [النِّسَاءُ: 69] ، قَالَ:
الصَّالِحُوْنَ: هُم أَصْحَابُ الحَدِيْثِ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ زَيْدِ بنِ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
أَنَا أَحقُّ بِالبُكَاءِ مِنَ الحُطَيْئَةِ، هُوَ يَبْكِي عَلَى الشِّعْرِ، وَأَنَا أَبْكِي عَلَى الحَدِيْثِ.
قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَقِيْبَ هَذَا: أُرَاهُ قَالَ هَذَا حِيْنَ حُصِرَ فِي البَيْتِ عَنِ الحَدِيْثِ، لأَنَّهُ اخْتُلِطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
قُلْتُ: هَذَا لاَ نُسَلِّمُهُ، فَأَيْنَ إِسْنَادُكَ بِهِ؟
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ الحَدَّادُ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا مَسْعُوْدٌ الجَمَّالُ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ
عُيَيْنَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ يَقُوْلُ: عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ:أَتَيْتُ صَفْوَانَ بنَ عَسَّالٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟
قُلْتُ: جِئْتُ ابْتِغَاءَ العِلْمِ.
قَالَ: فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالبِ العِلْمِ، رِضَىً بِمَا يَطْلُبُ.
قُلْتُ: حَكَّ فِي نَفْسِي - أَوْ صَدْرِي - مَسْحٌ عَلَى الخُفَّينِ بَعْدَ الغَائِطِ وَالبَوْلِ، فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ذَلِكَ شَيْئاً؟
قَالَ: نَعَمْ، كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَراً، أَوْ مُسَافِرِيْنَ، أَنْ لاَ نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيْهِنَّ، إِلاَّ مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ، أَوْ بَوْلٍ، أَوْ نَوْمٍ.
قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ الهَوَى؟
قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَسِيْرٍ، إِذْ نَادَاهُ أَعْرَابِيٌّ بصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ!
فَأَجَابَهُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ كَلاَمِهِ: هَاؤُم.
قَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً أَحَبَّ قَوْماً، وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِم؟
قَالَ: (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ) .
ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا: أَنَّ مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ بَاباً يَفْتَحُ اللهُ لِلتَّوْبَةِ مَسِيْرَةَ عَرْضِهِ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً، فَلاَ يَزَالُ مَفْتُوحاً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِهِ، وَذَلِكَ قَوْلَهُ تَعَالَى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} ، الآيَةَ [الأَنْعَامُ: 158] .
وَبِهِ: قَالَ ابْنُ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَأَنَا مَحْرَمٌ لِبَعْضِ النِّسَاءِ، وَمَنْ حَجَّ بَعْدِي لَمْ يَرَهُ، مَاتَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَحَاسِنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيُّ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَحَامِلِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ، دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاَهَا، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا.
أَخْرَجَهُ: الشَّيْخَانِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْسُفَ، وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ السُّكَّرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ عَتِيْقٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ بِوَضْعِ الجَوَائِحِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِيْنَ.
أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ:أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البنَّاءِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُنْدَارُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَخَّصَ فِي العَرَايَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ بِنَابُلُسَ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ المَقْدِسِيُّ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، وَكَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ، وَجَمَاعَةٌ:
أَنَّ القَاضِي أَبَا القَاسِمِ عَبْدَ الصَّمَدِ بنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ، أَخْبَرَهُم فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَسِتِّ مائَةٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ الفَرَضِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: {لاَ يُحِبُّ اللهَ الجَهْرَ بِالسُّوْءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ ... } [النِّسَاءُ: 148] ، قَالَ:
ذَلِكَ فِي الضِّيَافَةِ، إِذَا أَتَيْتَ
رَجُلاً، فَلَمْ يُضِفْكَ، فَقَدْ رُخِّصَ لَكَ أَنْ تَقُوْلَ.قَالَ ابْنُ دَاوُدَ فِي كِتَابِ (الشَّرِيْعَةِ) : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
لَوْ صَلَّيْتَ خَلْفَ مَنْ يَقْرَأُ بقِرَاءةِ حَمْزَةَ، لأَعَدْتُ.
وَثَبَتَ مِثْلُ هَذَا عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَعَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ نَحْوَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحُوَيْطِبِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: قِرَاءةُ حَمْزَةَ بِدْعَةٌ.
قُلْتُ: مُرَادُهُم بِذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ قَبِيْلِ الأَدَاءِ، كَالسَّكْتِ، وَالاجتِمَاعِ فِي نَحْوِ: شَاءَ، وَجَاءَ، وَتَغْيِيرِ الهَمزِ، لاَ مَا فِي قِرَاءتِهِ مِنَ الحُرُوْفِ، هَذَا الَّذِي يَظْهَرُ لِي، فَإِنَّ الرَّجُلَ حُجَّةٌ، ثِقَةٌ فِيْمَا يُنْقَلُ.
قَالَ مَحْمُوْدُ بنُ وَالاَنَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بِشْرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
غَضَبُ اللهِ الدَّاءُ الَّذِي لاَ دوَاءَ لَهُ، وَمَنِ اسْتَغْنَى بِاللهِ، أَحْوَجَ اللهُ إِلَيْهِ النَّاسَ.
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، قَالَ:سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ عَشِيَّةَ السَّبْتِ، نِصْفَ شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ يَقُوْلُ:
كَمُلَ لِي فِي هَذَا اليَوْمِ تِسْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، وُلِدْتُ لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: عَاشَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
فِي (فَاصِلِ) الرَّامَهُرْمُزِيِّ، قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الجَرْدَانِيُّ:
قَالَ الخُطَيْمُ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ:
سِيْرِي نَجَاءً وَقَاكِ اللهُ مِنْ عَطَبٍ ... حَتَّى تُلاَقِي بَعْدَ البَيْتِ سُفْيَانَا
شَيْخُ الأَنَامِ وَمَنْ حَلَّتْ مَنَاقِبُهُ ... لاَقَى الرِّجَالَ وَحَازَ العِلْمَ أَزْمَانَا
حَوَى بَيَاناً وَفَهْماً عَالِياً عَجَباً ... إِذَا يَنُصُّ حَدِيْثاً نَصَّ بُرْهَانَا
تَرَى الكُهُولَ جَمِيْعاً عِنْدَ مَشْهَدِهِ ... مُسْتَنْصِتِيْنَ وَشِيخَاناً وَشُبَّانَا
يَضُمُّ عَمْراً إِلَى الزُّهْرِيِّ يُسْنِدُهُ ... وَبَعْدَ عَمْرٍو إِلَى الزُّهْرِيِّ صَفْوَانَا
وَعَبْدَةً وَعُبَيْدَ اللهِ ضَمَّهُمَا ... وَابْنَ السَّبِيْعِيِّ أَيْضاً وَابْنَ جُدْعَانَا
فَعَنْهُمُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ يُوْسِعُنَا ... عِلْماً وَحُكْماً وَتَأْوِيلاً وَتِبْيَانَا
وَقَالَ الرِّيَاشِيُّ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ يَرْثِي ابْنَ عُيَيْنَةَ:
لِيَبْكِ سُفْيَانَ بَاغِي سُنَّةٍ دَرَسَتْ ... وَمُسْتبِيْنُ أَثَارَاتٍ وَآثَارِ
وَمُبْتَغِي قُرْبَ إِسْنَادٍ وَمَوْعِظَةٍ ... وَوَاقِفِيُّوْنَ مِنْ طَارٍ وَمِنْ سَارِي
أَمْسَتْ مَنَازِلُهُ وَحْشاً مُعَطَّلَةً ... مِنْ قَاطِنِيْنَ وَحُجَّاجٍ وَعُمَّارِ
مِنَ الحَدِيْثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ يُسْنِدُهُ ... وَلِلأَحَادِيْثِ عَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارِ
مَا قَامَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ قَالَ: حَدَّثَنَا ... الزُّهْرِيُّ، فِي أَهْلِ بَدْوٍ أَوْ بِإِحْضَارِ
وَقَدْ أَرَاهُ قَرِيْباً مِنْ ثَلاَثِ مِنَىً ... قَدْ خَفَّ مَجْلِسَهُ مِنْ كُلِّ أَقْطَارِبَنُو المَحَابِرِ وَالأَقلاَمِ مُرْهَفَةً ... وَسمَاسِمَاتٍ فَرَاهَا كُلُّ نَجَّارِ
أَخُوْه
ُ: إِبْرَاهِيْم بنُ عُيَيْنَةَ، أَبُو إِسْحَاقَ
مُحَدِّثٌ، إِمَامُ خَيْرٍ.
وُلِدَ: نَحْو سَنَةِ عِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَا حَيَّانَ التَّيْمِيَّ، وَطَلْحَةَ بنَ يَحْيَى، وَصَالِحَ بنَ حَسَّانٍ، وَمِسْعَراً، وَلَيْسَ بِالمُكْثِرِ، وَلاَ المُجَوِّدِ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَالفَلاَّسُ، وَالعَدَنِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَطَائِفَةٌ، آخِرُهُم مَوْتاً: الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَفَّانَ.
قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ مُسْلِماً، صَدُوقاً، لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ.
قِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.