أبو فروة الهمدانى الكوفى، عروة بن الحارث. روى عن أبى عمرو الشيبانى والشعبى وأبى الضحى وعبد الرحمن بن أبى ليلى. روى عنه الثورى وشعبة وابن عيينة. وجرير بن عبد الحميد، قال عثمان بن سعيد: سألت يحيى بن معين عن أبى فروة هذا فقال: ثقة .
Al-Kaʿbī (d. 931 CE) - Qubūl al-akhbār wa-maʿrifat al-rijāl - الكعبي - قبول الأخبار ومعرفة الرجال
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 965 1. أبو فروة الهمداني12. ابان بن صمعة4 3. ابان بن يزيد العطار5 4. ابراهيم التيمى1 5. ابراهيم بن ابان1 6. ابراهيم بن ابى يحيى2 7. ابراهيم بن اسماعيل المكى1 8. ابراهيم بن الفضل2 9. ابراهيم بن حية1 10. ابراهيم بن سعد1 11. ابراهيم بن عطية الواسطى1 12. ابراهيم بن مهاجر2 13. ابراهيم بن يزيد المكى1 14. ابراهيم بن يوسف بن ابى اسحاق1 15. ابن ابى المهدى سعيد بن سنان الحمصى1 16. ابن ابى حرملة1 17. ابن ابى خيثم بن عراك بن مالك1 18. ابن ابى ذئب1 19. ابن ابى رواد1 20. ابن ابى روق1 21. ابن ابى شيبة1 22. ابن ابى عروبة3 23. ابن ابى لبيبة1 24. ابن ابى ليلى1 25. ابن ابى نجيح1 26. ابن اسحاق1 27. ابن السكن1 28. ابن المبارك1 29. ابن انيس بن ابى يحيى1 30. ابن ثوبان1 31. ابن جريج2 32. ابن زبالة1 33. ابن شبرمة2 34. ابن عائشة1 35. ابن عجلان2 36. ابن عون1 37. ابن كاسب1 38. ابن لهيعة1 39. ابن هارون بن عنترة1 40. ابن يعمر1 41. ابو ادم1 42. ابو ادم سليمان بن زيد1 43. ابو اسامة1 44. ابو اسحاق9 45. ابو اسحاق الطالقانى1 46. ابو اسرائيل الملائى2 47. ابو الاسباط الحارثى1 48. ابو الاسود الديلى1 49. ابو الاشهب الكوفى1 50. ابو الاعشى العبيدى1 51. ابو البخترى2 52. ابو الجارود زياد بن المنذر1 53. ابو الجمل4 54. ابو الجنيد الضرير4 55. ابو الجويرية2 56. ابو الحفص العبدى1 57. ابو الحويرث4 58. ابو الربيع السمان2 59. ابو الزاهرية3 60. ابو الزبير8 61. ابو الزناد وابنه1 62. ابو السرى1 63. ابو الشعثاء5 64. ابو الصباح1 65. ابو الصديق الناجى1 66. ابو العلاء15 67. ابو الغصن4 68. ابو الغطريف الجزرى1 69. ابو الغيث2 70. ابو الفيض5 71. ابو الفيض سالم1 72. ابو المتوكل الناجى1 73. ابو المغيرة القواس4 74. ابو المهزم2 75. ابو الوداك1 76. ابو الوليد1 77. ابو امية بن يعلى3 78. ابو اويس2 79. ابو ايوب الافريقى1 80. ابو بحر البكراوى1 81. ابو بردة5 82. ابو بردة بن ابي موسى2 83. ابو بشر جعفر بن اياس1 84. ابو بكر الداهرى2 85. ابو بكر الهذلى2 86. ابو بكر بن ابى الاسود1 87. ابو بكر بن ابى سبرة1 88. ابو بكر بن ابي موسى2 89. ابو بكر بن عبد الله بن ابى1 90. ابو بكر بن عياش8 91. ابو بكر بن نافع4 92. ابو جابر البياضى2 93. ابو جزى1 94. ابو جناب الكلبى1 95. ابو حتروش سلمة بن هزال1 96. ابو حفص4 97. ابو حمزة5 98. ابو حمزة الثمالى2 99. ابو حمزة القصاب2 100. ابو خلف موسى بن خلف1 ▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Kaʿbī (d. 931 CE) - Qubūl al-akhbār wa-maʿrifat al-rijāl - الكعبي - قبول الأخبار ومعرفة الرجال are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=109066&book=5524#d8fed9
أَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي اسْمه عُرْوَة بْن الْحَارِث من أهل الْكُوفَة يروي عَن الشّعبِيّ وَأبي الضُّحَى روى عَنْهُ الثَّوْريّ وَابْن عُيَيْنَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=140436&book=5524#e26cef
- أَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي عُرْوَة بن الْحَارِث تقدم ذكره
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122688&book=5524#73f8fb
أَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي عُرْوَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=126207&book=5524#4754db
أبو فروة الهمدانى الدمشقى، حاتم بن شفى . روى عن مكحول، ويزيد بن مرثد. روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار ، ليس به بأس عندهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#bea6d7
أَبُو فَرْوَة أرَاهُ رَاشد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#2c9408
أبو فروة الذى روى عنه جرير بن حازم عن جار له عن شريح اسمه مقدام.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#1204aa
أبو فروة، قال على بن المدينى: أبو فروة من أصحاب عبد اللَّه وهو كنانى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#2e32ed
أبو فروة وقيل: أبو قرة مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومى . روى عن أبى بكر الصديق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#3e97a9
أبو فروة روى عن عائشة انها قالت: من قتل وزغة فله سبع حسنات.
روى عنه معاوية بن صالح سمعت ابى يقول ذلك.
روى عنه معاوية بن صالح سمعت ابى يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#ed78ce
أبو فروة. روى عن عائشة أنها قالت: "من قتل وزغة فله سبع حسنات" روى عنه معاوية بن صالح. أبو فروة، سمع أبا ذر الغفارى، قوله، روى عنه معاوية بن صالح، قال الحاكم: أراه الذى قبله.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#d29704
أَبُو فروة
مولى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هشام. كَانَ مسلمًا عَلَى عهد رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكر الْوَاقِدِيّ عنه أنه قَالَ: قسم أَبُو بَكْر قسمًا فقسم لي كما قسم لمولاي.
مولى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هشام. كَانَ مسلمًا عَلَى عهد رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكر الْوَاقِدِيّ عنه أنه قَالَ: قسم أَبُو بَكْر قسمًا فقسم لي كما قسم لمولاي.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#379b09
أَبُو فَرْوَة اسْمه عُرْوَة بْن الْحَارِث الْجُهَنِيّ يَرْوِي عَن عَبْد اللَّه بْن عكيم وَرجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى عَنْهُ أهل الْكُوفَة سُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَغَيره
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#af4bc3
شُعْبَة وَالثَّوْري وَزُهَيْر وزائدة عَن أبي فَرْوَة وَهُوَ اثْنَان
فَإِذا روى أحد هَؤُلَاءِ عَن أبي فَرْوَة عَن الشّعبِيّ أَو أَبُو الضُّحَى فَهُوَ
- عُرْوَة بن الْحَارِث الْهَمدَانِي
وَإِذا روى أحد هَؤُلَاءِ الْأَرْبَع عَن أبي فَرْوَة عَن غَيرهمَا فَهُوَ
- مُسلم بن سَالم الْجُهَنِيّ
فَإِذا روى أحد هَؤُلَاءِ عَن أبي فَرْوَة عَن الشّعبِيّ أَو أَبُو الضُّحَى فَهُوَ
- عُرْوَة بن الْحَارِث الْهَمدَانِي
وَإِذا روى أحد هَؤُلَاءِ الْأَرْبَع عَن أبي فَرْوَة عَن غَيرهمَا فَهُوَ
- مُسلم بن سَالم الْجُهَنِيّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=100788&book=5524#c57c2e
أبو فروة
ب: أبو فوزة حدير السلمي له صحبة عداده في أهل الشام.
روى عنه عثمان بن أبي العاتكة، وبشر مولى معاوية، والعلاء بن الحارث.
ذكر ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي عمرو الأزدي، عن بشير مولى معاوية، قال: سمعت عشرة من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدهم حديد أبو فوزة، يقولون إذا رأوا الهلال: اللهم اجعل شهرنا الماضي خير شهر، وخير عاقبة، وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة والإسلام، وبالأمن والإيمان، والمعافاة والرزق الحسن.
أخرجه أبو عمر، وقال: قال بعضهم: اسمه فروة وهو تصحيف وخطأ، والصواب ما ذكرناه.
ب: أبو فوزة حدير السلمي له صحبة عداده في أهل الشام.
روى عنه عثمان بن أبي العاتكة، وبشر مولى معاوية، والعلاء بن الحارث.
ذكر ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي عمرو الأزدي، عن بشير مولى معاوية، قال: سمعت عشرة من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدهم حديد أبو فوزة، يقولون إذا رأوا الهلال: اللهم اجعل شهرنا الماضي خير شهر، وخير عاقبة، وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة والإسلام، وبالأمن والإيمان، والمعافاة والرزق الحسن.
أخرجه أبو عمر، وقال: قال بعضهم: اسمه فروة وهو تصحيف وخطأ، والصواب ما ذكرناه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=136269&book=5524#641f96
أبو بكر، الشبلي الصوفي :
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرّحمن محمّد ابن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: أَبُو بَكْر الشبلي دُلَف بْن جَعْفَر ويُقال دُلف بْن جَحدر، ويُقال إن اسم الشبلي جَعْفَر بْن يونس.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: سَمِعْتُ الْحُسَيْن بْن يَحْيَى الشافعي يذكر ذَلِكَ، وهكذا رأيت عَلَى قبره مكتوبًا ببغداد.
قلت: وقيل أيضًا إن اسمه جحدر بْن دُلَف، وقيل دلف بْن جعترة، وقيل دُلَف بْن جبغويه، وقيل غير ذَلِكَ.
أخبرنا إسماعيل الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شاذان يَقُولُ: الشبلي من أهل أُشروسنة، بِهَا قرية يُقالُ لَهَا شبلية أصله منها، وكان خاله أمير الأمراء بالإسكندرية قَالَ السلمي: كَانَ الشبلي مولده بسرَّ من رأى، وكان حاجب الموفق، وكان أبوهُ حاجب الحجاب، وكان الموفق جعل لطعمته دُماوند ثُمَّ لَمّا أقعد الموفق- وكان ولي العهد من قبل أَبِيهِ- حضر الشبلي يومًا مجلس خير النساج وتاب فِيهِ ورجعَ إلى دماوند. وقال: أَنَا كنت صاحب الموفق وكان ولَّاني بلدتكم هذه، فاجعلوني فِي حل. فجعلوهُ فِي حل، وجهدوا أن يَقبل منهم شيئًا فأبَى، وصارَ بعد ذَلِكَ واحد زمانه حالا ونفسًا.
قُلْتُ: وَأَخْبَارُ الشِّبْلِيِّ وَحَكَايَاتُهُ كَثِيرَةٌ، وَلا أَعْلَمُ رُوِيَ عَنْهُ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ إِلا مَا:
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمَالِينِيِّ- إِجَازَةً- وأخبرناه إسماعيل الحيري- قراءة- أخبرنا عبد الرّحمن السّلميّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حفص الهرويّ، حدثنا عبد الواحد بن العبّاس، حدثنا أحمد بن محمّد بن ثابت، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَمَّالُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مهدي المصريّ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا صدقة بن
عَبْدِ اللَّهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلالٍ: «الْقَ [اللَّهَ] فَقِيرًا وَلا تَلْقَهُ غَنِيًّا» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: «مَا سُئِلْتَ فَلا تَمْنَعْ، وَمَا رُزِقْتَ فَلا تَخْبَأْ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لِي بِذَاكَ؟ قَالَ: «هُوَ ذَاكَ وَإِلَّا فَالنَّارُ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي الفوارس الحافظ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ- بِهَرَاةَ- قَالَ: سُئِلَ الشبلي- وأنا حاضر- أي شيء أعجب؟ قَالَ: قلب عرف ربه ثُمَّ عصاهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي- ببيت المقدس- قَالَ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: ما قلت الله قط إلا واستغفرتُ من قولي الله.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن مُوسَى السلامي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يُنشد فِي مجلسه:
ذكرتك لا أني نسيتك لَمحة ... وأيسر ما في الذكر ذكر لساني
وكنت بلا وجد أموت من الهوى ... وهام علي القلب بالخفقان
فلما أراني الوجد أنك حاضري ... شهدتك موجودا بكل مكان
فخاطبت موجودًا بغير تكلم ... ولاحظت معلوما بغير عيان
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي المحتسب قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفرج مُحَمَّد بْن عبيد الشاعر المعروف بالبارد يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يُنشد:
ليس تخلو جوارحي منك وقتا ... هي مشغولة بحمل هواك
ليس يجري على لساني شيء ... علم الله ذا سوى ذكراك
وتمثلت حيث كنت بعيني ... فهي إن غبت أو حضرت تراك
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حاتِم الطبري الصوفي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: ذكر الله عَلَى الصفاء، يُنسي العبد مرارة البلاء.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عَبْد الله الأردستاني- بمكة في المسجد الحرام- أخبرنا محمّد بن الحسن بْن مُوسَى النيسابوري- بنيسابور- قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْد الله بْن علي الْبَصْرِيّ يَقُولُ: قَالَ رجلٌ للشبلي: إلى ماذا تستريح قلوب المحبين والمشتاقين؟ فقال: إلى سرورهم عن أجره وقد اشتاقوا إِلَيْهِ. وأنشد:
أسر بمهلكي فيه لأني ... أسرُّ بِما يسر الإلف جدَّا
ولو سئلت عظامي عن بلاها ... لأنكرت البلا وسمعت جحدا
ولو أخرجت من سقمي لنادى ... لَهيب الشوق بي يسأله ردا
أَخْبَرَنِي هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: سمعت الشبلي- وسئل- فقيل: ما الفرق بين رق العبودية ورق المحبة؟ فقال:
كم بين عَبْد إذا أعتق صار حرًا، وعبد كلما أعتق ازداد رقًّا. ثُمَّ أنشأ يَقُولُ:
لتحشرن عظامي بعد إذ بليت ... يوم الحساب وفيها حبكم علق
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّد الخلال قَالَ: حدَّثَنِي أخي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد. ثُمَّ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخو الخلال قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن يوسف بْن يعقوب الأزرقي- بسارية- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن المثنى العنبري يَقُولُ: سألتُ أَبَا بَكْر الشبلي جَحدر بْن دُلف عَن التصوف. فقال: التصوف ترويح القلوب بِمراوح الصفاء، وتجليل الخواطر بأردية الوفاء، والتخلق بالسخاء، والبشر في اللقاء.
أخبرني أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن محمود الزوزني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن المثنى التميمي يَقُولُ: دخلتُ عَلَى أبي بَكْر جَحْدر بْن جَعْفَر الملقب بالشبلي فِي داره يومًا وهو يهيج ويقول:
على بعدك ما يصبر ... مَن عادته القرب
ولا يقوى على حبك ... مَن تيمه الحب
فإن لَم ترك العين ... فقد يبصرك القلب
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي- بنيسابور- أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن جَعْفَر السيرواني قَالَ: دخلتُ أَنَا وفقير عَلَى الشبلي فسلمنا عَلَيْهِ. فقال لنا:
أَيْنَ تريدان؟ فقلنا: البادية، فقال: عَلَى أي حُكم؟ فقال صاحبي: عَلَى حُكم الفقراء.
فقال: احذروا ألا تسبقكم همومكم، ولا تتأخر. قَالَ أَبُو الْحَسَن السيرواني: فجمع لنا العلم كله فِي هذه الكلمة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن غالب المقرئ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا القاسم عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الوزير يَقُولُ: كَانَ ابن مجاهد يومًا عِنْدَ أبي، فقيل لَهُ: الشبلي؟ فقال: يدخل، فقال ابن
مجاهد: سأسكته الساعة بين يديك، وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئًا خَرق فِيهِ موضعًا، فلما جلس قَالَ لَهُ ابن مجاهد: يا أَبَا بَكْر أَيْنَ فِي العلم إفساد ما ينتفع بِهِ؟
فقال له الشبلي: أين في العلم فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ
[ص 33] قَالَ:
فسكت ابن مجاهد، فقال لَهُ أبي: أردت أن تُسكتَه فأسكتَك!! ثُمَّ قَالَ لَهُ: قد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت، أَيْنَ فِي القرآن الحبيب لا يُعذِّب حبيبه؟ قَالَ: فسكت ابن مجاهد. فقال لَهُ أبي: قل يا أبا بكر، فقال قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ
[المائدة 18] فقال ابن مجاهد كأنني ما سمعتها قَط.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الْحُسَيْن بْن عثمان العجلي الشّيرازيّ، حدثنا أبو الحسين زيد بْن رفاعة الهاشمي قَالَ: دخل أَبُو بكر بن مجاهد عَلَى أبي بَكْر الشبلي دُلف بْن جبغويه الأشروسني، فحادثه فسأله عَن حاله فقال تَرجو الخير، تَختم فِي كل يوم بين يدي ختمتين وثلاثًا. فقال لَهُ الشبلي: أيها الشيخ قد خَتَمت في تلك الزاوية ثلاثة عشر ألف ختْمة، إن كَانَ فيها شيء قُبل فقد وهبته لك، وإني لفي درسه منذ ثلاث وأربعين سنة ما انتهيت إلى ربع القرآن.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله الرازي يَقُولُ: لَم أر فِي الصوفية أعلم من الشبلي ولا أتمَّ حالا من الكتاني.
وقال السلمي: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: أعرف من لَم يدخل فِي هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرَّق فِي هذه الدجلة التي تَرون سبعين قمطرًا مكتوبًا بِخطه، وحفظ الموطأ، وقرأ بكذا وكذا قراءة- عني به نفسه.
أخبرنا أحمد بن علي بن الفتح، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن عطاء يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة، وكان يتفقه لِمالك، وكان لَهُ يوم الجمعة نظرة ومن بعدها صيحة، فصاح يومًا صيحة تشوش ما حوله من الحلق، وكان يجنب حَلقته حلقة أبي عمران الأشيب، فقال لأبي الفرج العكبري: ما للناس؟ قَالَ: حردوا من صيحتك، وحرد أَبُو عمران وأهل حلقته، فقام الشبلي وجاء إلى أبي عمران فلمّا رآهُ أَبُو عمران قام إِلَيْهِ وأجلسه
بجنبه، فأراد بعض أصحاب أبي عمران أن يُريَ الناس أن الشبلي جاهل. فقال لَهُ: يا أَبَا بَكْر إذا اشتبه عَلَى المرأة دم الحيض ودم الاستحاضة كيف تصنع؟ فأجاب بثمانية عشر جوابًا. فقام أَبُو عمران وقبل رأسه وقال: يا أَبَا بَكْر أعرف منها اثني عشر، وستة ما سَمِعْتُ بِهَا قط.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن غالب قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْن بْن سمعون يَقُولُ: قَالَ لي الشبلي: كنت باليمن وكان باب دار الأمير رحبة عظيمة وفيها خلقٌ كثير قيام ينظرون إلى منظرة. فإذا قد ظَهَر من المنظرة شخصٌ أخرج يَدَهُ كالمسلِّم عليهم، فسجدوا كلهم، فلما كَانَ بعد سنين كنت بالشام وإذا تِلْكَ اليد قد اشترت لحمًا بدرهم وحملته، فقلتُ لَهُ: أنت ذَلِكَ الرجل؟ قَالَ: نعم من رأى ذاك ورأى هذا يَغْتر بالدنيا؟! أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يزداد القارئ قَالَ: سَمِعْتُ زيد بْن رفاعة الهاشمي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الشبلي يُنشد فِي جامع المدينة يوم الجمعة والناس حوله:
يقول خليلي كيف صبرك عنهمُ ... فقلت: وهل صبر فيسأل عن كيفِ
بقلبي هوًى أذكى من النار حره ... وأصلى من التقوى وأمضى من السيف
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد العبدوي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الرَّازِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الشبلي يَقُولُ: ما أحوج الناس إلى سكرة، فقيل: أي سكرة؟ فقال: سكرة تُغنيهم عَن ملاحظات أنفسهم وأفعالهِمْ وأحوالهِمْ، والأكوان وما فيها. وأنشد:
وتَحسبني حيًّا وإني لَميت ... وبعضي من الهجران يبكي على بعض
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ: سمعتُ أَبَا الفرج المعروف بالبارد يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: ما أحدٌ يعرف الله، قِيلَ: وكيف؟ قَالَ: لو عرفوه لما اشتغلوا عَنْهُ بسواه. وقال: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: الأسرار الأسرار صونوها عَن رؤية الأغيار.
وأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْل عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب، حدثنا الحسن بن الْحُسَيْن الفقيه الهمداني قَالَ: سَمِعْتُ برهان الدينوري يَقُولُ: حضر الشبلي ليلة ومعه صبي،
فقال للصبي: قُم نَم. فقال الصبي: إني آنسُ برؤيتك، وأشتهي النظرُ إليك إلى أن تَنَام، فقال الشبلي: إنَّ جاريتي قَالَتْ عَددتُ عليك ستة أشهر لَم تَنم فيها.
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَسَن الخفاف- المعروف بابن النقيب- يَقُولُ: كنتُ يومًا جالسًا بباب الطاق أقرأُ القرآن عَلَى رجلٍ يُكنى بأبي بَكْر العميش- وكان وليا لله- فإذا بأبي بَكْر الشبلي قد جاء إلى رجل يكنى بأبي الطّيّب الجلا- وكان من أهلم العلم، فسلم عَلَيْهِ، وأطال الحديث معه، وقامَ لينصرف فاجتمعَ قومٌ إلى أبي الطيب فقالوا: نسألك أن تسأله أن يدعو لنا ويُرينا شيئًا من آيات الله عَزَّ وَجَلَّ- ومعه صاحبان لَهُ- فألحَّ أَبُو الطيب عَلَيْهِ فِي المسألة، واجتمعَ الناس بباب الطاق. فرفعَ الشبلي يَده إلى الله تعالى ودعا بدعاء لَم يُفهم، ثُمَّ شَخُص إلى السماء فلَم يطبق جفنًا عَلَى جفن إلى وقت الزَّوال. وكان دُعاؤه وابتداء إشخاص بصره إلى السماء ضُحَى النَّهار، فكَبَّر الناس وضَجوا بالدعاء والابتهال. ثُمَّ مَضَى الشبلي إلى سوق يَحْيَى وإذا برجلٍ يبيع حَلْواء وبين يديه طنجير فِيهِ عصيدة تغلي. فقال الشبلي لصاحب لَهُ: هَلْ تُريد من هذه العصيدة؟ قال نعم! وأعطى الحلاوي درهمًا وقال أعط هذا ما يُريد، ثُمَّ قَالَ تدعني أعطيه رزقه؟ قَالَ الحلاوي: نعم، فأخذ الشبلي رقاقة، وأدخل يده فِي الطنجير والعصيدة تَغلي فأخذ منها بكفه وطرحها عَلَى الرقاقة. ومشَى الشبلي إلى أن جاء إلى مسجد أبي بَكْر بْن مُجاهد، فدَخلَ عَلَى أبي بَكْر فقام إِلَيْهِ أَبُو بَكْر، فتحدَّث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما، وقالوا لأبي بَكْر: أنتَ لم تَقُم لعلي بْن عيسى الوزير وتقوم للشبلي؟ فقال أَبُو بَكْر: ألا أقوم لمن يعظمه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا بَكْرٍ إِذَا كَانَ فِي غَدٍ فَسَيَدْخُلُ عَلَيْكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا جَاءَكَ فَأَكْرِمْهُ. قَالَ ابن مُجاهد: فلما كَانَ بعد ذَلِكَ بثلاثين- أو أكثر- رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا بَكْرٍ أَكْرَمَكَ اللَّهُ كَمَا أَكْرَمْتَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ اسْتَحَقَّ الشِّبْلِيُّ هَذَا مِنْكَ؟ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، يَذْكُرُنِي فِي إِثْرِ كُلِّ صَلاةٍ وَيَقْرَأُ: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
[التوبة 128] الآيَةَ. يَفْعَلُ ذَلِكَ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، أَفَلا أُكْرِمُ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الواعظ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر الفرغاني يَقُولُ: سَمِعْتُ الجنيد يَقُولُ:
لا تنظروا إلى أبي بَكْر الشبلي بالعين التي ينظرُ بعضكم إلى بعض، فإنه عينٌ من عيون الله عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَالَ السلمي: سَمِعْتُ منصور بْن عَبْد اللَّهِ يَقُولُ: سمعتُ أَبَا عمران الأنماطي يَقُولُ: سَمِعْتُ الجنيد يَقُولُ: لكل قوم تاج، وتاج هَؤُلَاءِ القوم الشبلي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ الأردستاني- بمكة- أخبرنا محمّد بن الحسين ابن مُوسَى قَالَ: سمعتُ منصور بْن عَبْد الله يَقُولُ: دخل قومٌ عَلَى الشبلي فِي مرضه الَّذِي مات فِيهِ فقالوا: كيف تَجدك يا أَبَا بَكْر؟ فأنشأ يَقُولُ:
إن سلطان حبه ... قال لا أقبل الرِّشَا
فسلوه- فَدَيْتُهُ- ... لِمَ بقتلي تَحرَّشَا
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن هَوازن الْقُشَيْري قَالَ: سمعتُ أَبَا حاتِم مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَحْيَى السجستاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نصر السراج يَقُولُ: بَلَغني عَن أبي مُحَمَّد الحريري قَالَ: مكثت عِنْدَ الشبلي فِي الليلة التي مات، فكان يَقُولُ طول ليلته هذين البيتين:
كل بيت أنت ساكنه ... غير مُحتاج إلى السرج
وجهك المأمول حجتنا ... يوم يأتي الناس بالحجج
وَأَخْبَرَنَا القشيري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حاتِم السجستاني يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن علي التميمي يَقُولُ: سأل جَعْفَر بْن نُصَيْر بكران الدينوري- وكان يخدم الشبلي- ما الَّذِي رأيت منه- يعني عِنْدَ وفاته- فقال: قَالَ لي عليّ درهمٌ مظْلَمةٌ، وتصدقتُ عَن صاحبه بألوف، فما عَلَى قلبي شغلٌ أعظم منه. ثم قال: وضيني للصلاة ففعلت، فنسيتُ تَخليل لحيته وقد أمسك عَلَى لسانه، فقَبَض عَلَى يدي وأدخلها فِي لحيته، ثُمَّ مات فبكى جَعْفَر وقال: ما تقولون فِي رَجُل لَم يَفُته فِي آخر عمره أدبٌ من آداب الشريعة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي الفتح، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا نصر الْهَرَويّ يَقُولُ: كَانَ الشبلي يَقُولُ: إنَّما يُحفظ هذا الجانب بي- يعني من الديالمة- فمات هُوَ يوم الجمعة، وعَبَرت الديالِمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت، مات هُوَ وعلي بْن عيسى فِي يوم واحد.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بن العبّاس بن المهدي الهاشميّ الخطيب، حَدَّثَنَا أَبُو حَفص عُمَر بْن عَبْد الله بن عمر الدلال، أخبرنا بُكير صاحب الشبلي قَالَ:
وجد الشبلي يوم الجمعة آخر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة خفَّة من وجع كَانَ بِهِ، فقال: تنشط نَمْضي إلى الجامع؟ قلتُ: نعم! قَالَ: فاتكأ عَلَى يدي حتى انتهينا إلى الوراقين من الجانب الشرقي، قَالَ: فتلقانا رجلٌ جائي من الرصافة فقال بُكير؟
قلتُ لبيك، قَالَ غدًا يكون لي مَعَ هذا الشيخ شأنٌ، ثُمَّ مضينا وصلينا ثُمَّ عدنا، فتناول شيئًا من الغداء، فلما كَانَ الليل مات رَحِمَهُ الله. فقيل فِي درب السقائين رجلٌ شيخ صالِح يغسل الموتى، قَالَ: فدلوني عَلَيْهِ فِي سحر ذَلِكَ اليوم فنقرت الباب خفيًّا فقلتُ سلام عليكم فقال: مات الشبلي؟ قلت: نعم فخرج إليّ فإذا بِهِ الشيخ. فقلت: لا إله إلا الله، فقال لا إله إلا الله. تعجبًا! ثُمَّ قلت قَالَ لي الشبلي أمس لَما التقينا بك فِي الوراقين: غدًا يكون لي مَعَ هذا الشيخ شأنٌ، بِحق معبودك من أَيْنَ لك أن الشبلي قد مات؟ قَالَ: يا أبله فمن أين للشبلي أن يكون لَهُ معي شأن من الشأن اليوم! حَدَّثَنَا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني- بها- قال: قَالَ لنا أَبُو منصور معمر بْن أَحْمَد الأصبهاني: مات الشبلي فِي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قَالَ غيره:
مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع أن الشبلي مات فِي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، والأول أصح.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرّحمن محمّد ابن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: أَبُو بَكْر الشبلي دُلَف بْن جَعْفَر ويُقال دُلف بْن جَحدر، ويُقال إن اسم الشبلي جَعْفَر بْن يونس.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: سَمِعْتُ الْحُسَيْن بْن يَحْيَى الشافعي يذكر ذَلِكَ، وهكذا رأيت عَلَى قبره مكتوبًا ببغداد.
قلت: وقيل أيضًا إن اسمه جحدر بْن دُلَف، وقيل دلف بْن جعترة، وقيل دُلَف بْن جبغويه، وقيل غير ذَلِكَ.
أخبرنا إسماعيل الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شاذان يَقُولُ: الشبلي من أهل أُشروسنة، بِهَا قرية يُقالُ لَهَا شبلية أصله منها، وكان خاله أمير الأمراء بالإسكندرية قَالَ السلمي: كَانَ الشبلي مولده بسرَّ من رأى، وكان حاجب الموفق، وكان أبوهُ حاجب الحجاب، وكان الموفق جعل لطعمته دُماوند ثُمَّ لَمّا أقعد الموفق- وكان ولي العهد من قبل أَبِيهِ- حضر الشبلي يومًا مجلس خير النساج وتاب فِيهِ ورجعَ إلى دماوند. وقال: أَنَا كنت صاحب الموفق وكان ولَّاني بلدتكم هذه، فاجعلوني فِي حل. فجعلوهُ فِي حل، وجهدوا أن يَقبل منهم شيئًا فأبَى، وصارَ بعد ذَلِكَ واحد زمانه حالا ونفسًا.
قُلْتُ: وَأَخْبَارُ الشِّبْلِيِّ وَحَكَايَاتُهُ كَثِيرَةٌ، وَلا أَعْلَمُ رُوِيَ عَنْهُ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ إِلا مَا:
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمَالِينِيِّ- إِجَازَةً- وأخبرناه إسماعيل الحيري- قراءة- أخبرنا عبد الرّحمن السّلميّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حفص الهرويّ، حدثنا عبد الواحد بن العبّاس، حدثنا أحمد بن محمّد بن ثابت، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَمَّالُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مهدي المصريّ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا صدقة بن
عَبْدِ اللَّهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلالٍ: «الْقَ [اللَّهَ] فَقِيرًا وَلا تَلْقَهُ غَنِيًّا» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: «مَا سُئِلْتَ فَلا تَمْنَعْ، وَمَا رُزِقْتَ فَلا تَخْبَأْ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لِي بِذَاكَ؟ قَالَ: «هُوَ ذَاكَ وَإِلَّا فَالنَّارُ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أبي الفوارس الحافظ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ- بِهَرَاةَ- قَالَ: سُئِلَ الشبلي- وأنا حاضر- أي شيء أعجب؟ قَالَ: قلب عرف ربه ثُمَّ عصاهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار الإستراباذي- ببيت المقدس- قَالَ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: ما قلت الله قط إلا واستغفرتُ من قولي الله.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن مُوسَى السلامي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يُنشد فِي مجلسه:
ذكرتك لا أني نسيتك لَمحة ... وأيسر ما في الذكر ذكر لساني
وكنت بلا وجد أموت من الهوى ... وهام علي القلب بالخفقان
فلما أراني الوجد أنك حاضري ... شهدتك موجودا بكل مكان
فخاطبت موجودًا بغير تكلم ... ولاحظت معلوما بغير عيان
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي المحتسب قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفرج مُحَمَّد بْن عبيد الشاعر المعروف بالبارد يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يُنشد:
ليس تخلو جوارحي منك وقتا ... هي مشغولة بحمل هواك
ليس يجري على لساني شيء ... علم الله ذا سوى ذكراك
وتمثلت حيث كنت بعيني ... فهي إن غبت أو حضرت تراك
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حاتِم الطبري الصوفي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: ذكر الله عَلَى الصفاء، يُنسي العبد مرارة البلاء.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن عَبْد الله الأردستاني- بمكة في المسجد الحرام- أخبرنا محمّد بن الحسن بْن مُوسَى النيسابوري- بنيسابور- قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْد الله بْن علي الْبَصْرِيّ يَقُولُ: قَالَ رجلٌ للشبلي: إلى ماذا تستريح قلوب المحبين والمشتاقين؟ فقال: إلى سرورهم عن أجره وقد اشتاقوا إِلَيْهِ. وأنشد:
أسر بمهلكي فيه لأني ... أسرُّ بِما يسر الإلف جدَّا
ولو سئلت عظامي عن بلاها ... لأنكرت البلا وسمعت جحدا
ولو أخرجت من سقمي لنادى ... لَهيب الشوق بي يسأله ردا
أَخْبَرَنِي هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: سمعت الشبلي- وسئل- فقيل: ما الفرق بين رق العبودية ورق المحبة؟ فقال:
كم بين عَبْد إذا أعتق صار حرًا، وعبد كلما أعتق ازداد رقًّا. ثُمَّ أنشأ يَقُولُ:
لتحشرن عظامي بعد إذ بليت ... يوم الحساب وفيها حبكم علق
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّد الخلال قَالَ: حدَّثَنِي أخي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد. ثُمَّ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخو الخلال قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن يوسف بْن يعقوب الأزرقي- بسارية- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن المثنى العنبري يَقُولُ: سألتُ أَبَا بَكْر الشبلي جَحدر بْن دُلف عَن التصوف. فقال: التصوف ترويح القلوب بِمراوح الصفاء، وتجليل الخواطر بأردية الوفاء، والتخلق بالسخاء، والبشر في اللقاء.
أخبرني أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن محمود الزوزني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن المثنى التميمي يَقُولُ: دخلتُ عَلَى أبي بَكْر جَحْدر بْن جَعْفَر الملقب بالشبلي فِي داره يومًا وهو يهيج ويقول:
على بعدك ما يصبر ... مَن عادته القرب
ولا يقوى على حبك ... مَن تيمه الحب
فإن لَم ترك العين ... فقد يبصرك القلب
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي- بنيسابور- أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن جَعْفَر السيرواني قَالَ: دخلتُ أَنَا وفقير عَلَى الشبلي فسلمنا عَلَيْهِ. فقال لنا:
أَيْنَ تريدان؟ فقلنا: البادية، فقال: عَلَى أي حُكم؟ فقال صاحبي: عَلَى حُكم الفقراء.
فقال: احذروا ألا تسبقكم همومكم، ولا تتأخر. قَالَ أَبُو الْحَسَن السيرواني: فجمع لنا العلم كله فِي هذه الكلمة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن غالب المقرئ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا القاسم عِيسَى بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الوزير يَقُولُ: كَانَ ابن مجاهد يومًا عِنْدَ أبي، فقيل لَهُ: الشبلي؟ فقال: يدخل، فقال ابن
مجاهد: سأسكته الساعة بين يديك، وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئًا خَرق فِيهِ موضعًا، فلما جلس قَالَ لَهُ ابن مجاهد: يا أَبَا بَكْر أَيْنَ فِي العلم إفساد ما ينتفع بِهِ؟
فقال له الشبلي: أين في العلم فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ
[ص 33] قَالَ:
فسكت ابن مجاهد، فقال لَهُ أبي: أردت أن تُسكتَه فأسكتَك!! ثُمَّ قَالَ لَهُ: قد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت، أَيْنَ فِي القرآن الحبيب لا يُعذِّب حبيبه؟ قَالَ: فسكت ابن مجاهد. فقال لَهُ أبي: قل يا أبا بكر، فقال قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ
[المائدة 18] فقال ابن مجاهد كأنني ما سمعتها قَط.
أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الْحُسَيْن بْن عثمان العجلي الشّيرازيّ، حدثنا أبو الحسين زيد بْن رفاعة الهاشمي قَالَ: دخل أَبُو بكر بن مجاهد عَلَى أبي بَكْر الشبلي دُلف بْن جبغويه الأشروسني، فحادثه فسأله عَن حاله فقال تَرجو الخير، تَختم فِي كل يوم بين يدي ختمتين وثلاثًا. فقال لَهُ الشبلي: أيها الشيخ قد خَتَمت في تلك الزاوية ثلاثة عشر ألف ختْمة، إن كَانَ فيها شيء قُبل فقد وهبته لك، وإني لفي درسه منذ ثلاث وأربعين سنة ما انتهيت إلى ربع القرآن.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله الرازي يَقُولُ: لَم أر فِي الصوفية أعلم من الشبلي ولا أتمَّ حالا من الكتاني.
وقال السلمي: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: أعرف من لَم يدخل فِي هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرَّق فِي هذه الدجلة التي تَرون سبعين قمطرًا مكتوبًا بِخطه، وحفظ الموطأ، وقرأ بكذا وكذا قراءة- عني به نفسه.
أخبرنا أحمد بن علي بن الفتح، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن عطاء يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة، وكان يتفقه لِمالك، وكان لَهُ يوم الجمعة نظرة ومن بعدها صيحة، فصاح يومًا صيحة تشوش ما حوله من الحلق، وكان يجنب حَلقته حلقة أبي عمران الأشيب، فقال لأبي الفرج العكبري: ما للناس؟ قَالَ: حردوا من صيحتك، وحرد أَبُو عمران وأهل حلقته، فقام الشبلي وجاء إلى أبي عمران فلمّا رآهُ أَبُو عمران قام إِلَيْهِ وأجلسه
بجنبه، فأراد بعض أصحاب أبي عمران أن يُريَ الناس أن الشبلي جاهل. فقال لَهُ: يا أَبَا بَكْر إذا اشتبه عَلَى المرأة دم الحيض ودم الاستحاضة كيف تصنع؟ فأجاب بثمانية عشر جوابًا. فقام أَبُو عمران وقبل رأسه وقال: يا أَبَا بَكْر أعرف منها اثني عشر، وستة ما سَمِعْتُ بِهَا قط.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن غالب قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْن بْن سمعون يَقُولُ: قَالَ لي الشبلي: كنت باليمن وكان باب دار الأمير رحبة عظيمة وفيها خلقٌ كثير قيام ينظرون إلى منظرة. فإذا قد ظَهَر من المنظرة شخصٌ أخرج يَدَهُ كالمسلِّم عليهم، فسجدوا كلهم، فلما كَانَ بعد سنين كنت بالشام وإذا تِلْكَ اليد قد اشترت لحمًا بدرهم وحملته، فقلتُ لَهُ: أنت ذَلِكَ الرجل؟ قَالَ: نعم من رأى ذاك ورأى هذا يَغْتر بالدنيا؟! أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يزداد القارئ قَالَ: سَمِعْتُ زيد بْن رفاعة الهاشمي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الشبلي يُنشد فِي جامع المدينة يوم الجمعة والناس حوله:
يقول خليلي كيف صبرك عنهمُ ... فقلت: وهل صبر فيسأل عن كيفِ
بقلبي هوًى أذكى من النار حره ... وأصلى من التقوى وأمضى من السيف
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد العبدوي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الرَّازِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الشبلي يَقُولُ: ما أحوج الناس إلى سكرة، فقيل: أي سكرة؟ فقال: سكرة تُغنيهم عَن ملاحظات أنفسهم وأفعالهِمْ وأحوالهِمْ، والأكوان وما فيها. وأنشد:
وتَحسبني حيًّا وإني لَميت ... وبعضي من الهجران يبكي على بعض
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ: سمعتُ أَبَا الفرج المعروف بالبارد يَقُولُ: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: ما أحدٌ يعرف الله، قِيلَ: وكيف؟ قَالَ: لو عرفوه لما اشتغلوا عَنْهُ بسواه. وقال: سَمِعْتُ الشبلي يَقُولُ: الأسرار الأسرار صونوها عَن رؤية الأغيار.
وأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْل عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب، حدثنا الحسن بن الْحُسَيْن الفقيه الهمداني قَالَ: سَمِعْتُ برهان الدينوري يَقُولُ: حضر الشبلي ليلة ومعه صبي،
فقال للصبي: قُم نَم. فقال الصبي: إني آنسُ برؤيتك، وأشتهي النظرُ إليك إلى أن تَنَام، فقال الشبلي: إنَّ جاريتي قَالَتْ عَددتُ عليك ستة أشهر لَم تَنم فيها.
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَسَن الخفاف- المعروف بابن النقيب- يَقُولُ: كنتُ يومًا جالسًا بباب الطاق أقرأُ القرآن عَلَى رجلٍ يُكنى بأبي بَكْر العميش- وكان وليا لله- فإذا بأبي بَكْر الشبلي قد جاء إلى رجل يكنى بأبي الطّيّب الجلا- وكان من أهلم العلم، فسلم عَلَيْهِ، وأطال الحديث معه، وقامَ لينصرف فاجتمعَ قومٌ إلى أبي الطيب فقالوا: نسألك أن تسأله أن يدعو لنا ويُرينا شيئًا من آيات الله عَزَّ وَجَلَّ- ومعه صاحبان لَهُ- فألحَّ أَبُو الطيب عَلَيْهِ فِي المسألة، واجتمعَ الناس بباب الطاق. فرفعَ الشبلي يَده إلى الله تعالى ودعا بدعاء لَم يُفهم، ثُمَّ شَخُص إلى السماء فلَم يطبق جفنًا عَلَى جفن إلى وقت الزَّوال. وكان دُعاؤه وابتداء إشخاص بصره إلى السماء ضُحَى النَّهار، فكَبَّر الناس وضَجوا بالدعاء والابتهال. ثُمَّ مَضَى الشبلي إلى سوق يَحْيَى وإذا برجلٍ يبيع حَلْواء وبين يديه طنجير فِيهِ عصيدة تغلي. فقال الشبلي لصاحب لَهُ: هَلْ تُريد من هذه العصيدة؟ قال نعم! وأعطى الحلاوي درهمًا وقال أعط هذا ما يُريد، ثُمَّ قَالَ تدعني أعطيه رزقه؟ قَالَ الحلاوي: نعم، فأخذ الشبلي رقاقة، وأدخل يده فِي الطنجير والعصيدة تَغلي فأخذ منها بكفه وطرحها عَلَى الرقاقة. ومشَى الشبلي إلى أن جاء إلى مسجد أبي بَكْر بْن مُجاهد، فدَخلَ عَلَى أبي بَكْر فقام إِلَيْهِ أَبُو بَكْر، فتحدَّث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما، وقالوا لأبي بَكْر: أنتَ لم تَقُم لعلي بْن عيسى الوزير وتقوم للشبلي؟ فقال أَبُو بَكْر: ألا أقوم لمن يعظمه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لِي يَا أَبَا بَكْرٍ إِذَا كَانَ فِي غَدٍ فَسَيَدْخُلُ عَلَيْكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا جَاءَكَ فَأَكْرِمْهُ. قَالَ ابن مُجاهد: فلما كَانَ بعد ذَلِكَ بثلاثين- أو أكثر- رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا بَكْرٍ أَكْرَمَكَ اللَّهُ كَمَا أَكْرَمْتَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ اسْتَحَقَّ الشِّبْلِيُّ هَذَا مِنْكَ؟ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، يَذْكُرُنِي فِي إِثْرِ كُلِّ صَلاةٍ وَيَقْرَأُ: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
[التوبة 128] الآيَةَ. يَفْعَلُ ذَلِكَ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، أَفَلا أُكْرِمُ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الواعظ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر الفرغاني يَقُولُ: سَمِعْتُ الجنيد يَقُولُ:
لا تنظروا إلى أبي بَكْر الشبلي بالعين التي ينظرُ بعضكم إلى بعض، فإنه عينٌ من عيون الله عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَالَ السلمي: سَمِعْتُ منصور بْن عَبْد اللَّهِ يَقُولُ: سمعتُ أَبَا عمران الأنماطي يَقُولُ: سَمِعْتُ الجنيد يَقُولُ: لكل قوم تاج، وتاج هَؤُلَاءِ القوم الشبلي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ الأردستاني- بمكة- أخبرنا محمّد بن الحسين ابن مُوسَى قَالَ: سمعتُ منصور بْن عَبْد الله يَقُولُ: دخل قومٌ عَلَى الشبلي فِي مرضه الَّذِي مات فِيهِ فقالوا: كيف تَجدك يا أَبَا بَكْر؟ فأنشأ يَقُولُ:
إن سلطان حبه ... قال لا أقبل الرِّشَا
فسلوه- فَدَيْتُهُ- ... لِمَ بقتلي تَحرَّشَا
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن هَوازن الْقُشَيْري قَالَ: سمعتُ أَبَا حاتِم مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَحْيَى السجستاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نصر السراج يَقُولُ: بَلَغني عَن أبي مُحَمَّد الحريري قَالَ: مكثت عِنْدَ الشبلي فِي الليلة التي مات، فكان يَقُولُ طول ليلته هذين البيتين:
كل بيت أنت ساكنه ... غير مُحتاج إلى السرج
وجهك المأمول حجتنا ... يوم يأتي الناس بالحجج
وَأَخْبَرَنَا القشيري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حاتِم السجستاني يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن علي التميمي يَقُولُ: سأل جَعْفَر بْن نُصَيْر بكران الدينوري- وكان يخدم الشبلي- ما الَّذِي رأيت منه- يعني عِنْدَ وفاته- فقال: قَالَ لي عليّ درهمٌ مظْلَمةٌ، وتصدقتُ عَن صاحبه بألوف، فما عَلَى قلبي شغلٌ أعظم منه. ثم قال: وضيني للصلاة ففعلت، فنسيتُ تَخليل لحيته وقد أمسك عَلَى لسانه، فقَبَض عَلَى يدي وأدخلها فِي لحيته، ثُمَّ مات فبكى جَعْفَر وقال: ما تقولون فِي رَجُل لَم يَفُته فِي آخر عمره أدبٌ من آداب الشريعة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي الفتح، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا نصر الْهَرَويّ يَقُولُ: كَانَ الشبلي يَقُولُ: إنَّما يُحفظ هذا الجانب بي- يعني من الديالمة- فمات هُوَ يوم الجمعة، وعَبَرت الديالِمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت، مات هُوَ وعلي بْن عيسى فِي يوم واحد.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بن العبّاس بن المهدي الهاشميّ الخطيب، حَدَّثَنَا أَبُو حَفص عُمَر بْن عَبْد الله بن عمر الدلال، أخبرنا بُكير صاحب الشبلي قَالَ:
وجد الشبلي يوم الجمعة آخر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة خفَّة من وجع كَانَ بِهِ، فقال: تنشط نَمْضي إلى الجامع؟ قلتُ: نعم! قَالَ: فاتكأ عَلَى يدي حتى انتهينا إلى الوراقين من الجانب الشرقي، قَالَ: فتلقانا رجلٌ جائي من الرصافة فقال بُكير؟
قلتُ لبيك، قَالَ غدًا يكون لي مَعَ هذا الشيخ شأنٌ، ثُمَّ مضينا وصلينا ثُمَّ عدنا، فتناول شيئًا من الغداء، فلما كَانَ الليل مات رَحِمَهُ الله. فقيل فِي درب السقائين رجلٌ شيخ صالِح يغسل الموتى، قَالَ: فدلوني عَلَيْهِ فِي سحر ذَلِكَ اليوم فنقرت الباب خفيًّا فقلتُ سلام عليكم فقال: مات الشبلي؟ قلت: نعم فخرج إليّ فإذا بِهِ الشيخ. فقلت: لا إله إلا الله، فقال لا إله إلا الله. تعجبًا! ثُمَّ قلت قَالَ لي الشبلي أمس لَما التقينا بك فِي الوراقين: غدًا يكون لي مَعَ هذا الشيخ شأنٌ، بِحق معبودك من أَيْنَ لك أن الشبلي قد مات؟ قَالَ: يا أبله فمن أين للشبلي أن يكون لَهُ معي شأن من الشأن اليوم! حَدَّثَنَا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني- بها- قال: قَالَ لنا أَبُو منصور معمر بْن أَحْمَد الأصبهاني: مات الشبلي فِي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قَالَ غيره:
مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا ابن قانع أن الشبلي مات فِي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، والأول أصح.