مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ الْكُوفِي هُوَ السّديّ الصَّغِير وهم ثَلَاثَة ذكر فِيهِ الذَّهَبِيّ كلَاما وَلم يذكر فِيهِ أَنه وضع وَقد قَالَ فِي التذهيب قَالَ صَالح بن مُحَمَّد ضَعِيف يضع انْتهى وَكَذَا نَقله بن الْجَوْزِيّ فِي مَوْضُوعَاته ذكره فِي التذهيب تمييزا.
Al-Nasāʾī (d. 915 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - النسائي - الضعفاء والمتروكون
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 675 1. محمد بن مروان السدي22. ابان بن جبلة ابو عبد الرحمن الكوفي4 3. ابان بن صمعة4 4. ابراهيم بن اسماعيل بن ابي حبيبة المدني...1 5. ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع بن جارية2 6. ابراهيم بن الحكم بن ابان العدني5 7. ابراهيم بن الفضل2 8. ابراهيم بن بشار الرمادي2 9. ابراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك6 10. ابراهيم بن سويد الصيرفي1 11. ابراهيم بن عبد الرحمن السكسكي3 12. ابراهيم بن عثمان ابو شيبة الكوفي2 13. ابراهيم بن عطية الثقفي1 14. ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى2 15. ابراهيم بن مسلم الهجري2 16. ابراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي2 17. ابراهيم بن مهاجر بن مسمار المدني2 18. ابراهيم بن هدبة ابو هدبة الفارسي4 19. ابراهيم بن هراسة ابو اسحاق الشيباني الكوفي...3 20. ابراهيم بن يزيد3 21. ابراهيم بن يزيد الخوزي2 22. ابراهيم بن يوسف بن اسحاق3 23. ابو ادام4 24. ابو اسحاق9 25. ابو اسرائيل الملائي1 26. ابو الاسباط1 27. ابو امية بن يعلى3 28. ابو اويس2 29. ابو بكر الداهري2 30. ابو بكر بن عبد الله2 31. ابو بكر بن عبد الله بن ابي مريم الغساني...2 32. ابو حفص العبدي4 33. ابو حماد الكوفي الحنفي2 34. ابو ريحانة4 35. ابو ظلال القسملي1 36. ابو عبيدة الناجي2 37. ابو غالب الراسبي1 38. ابو قحذم3 39. ابو ماجد الحنفي4 40. ابو مطيع البلخي الخراساني1 41. ابو هدبة3 42. ابو هرمز4 43. ابو يحيى القتات4 44. ابي بن العباس بن سهل بن سعد2 45. احمد بن اخت عبد الرزاق3 46. احمد بن صالح المصري4 47. احمد بن عبد الرحمن1 48. احمد بن عبد الله الجوباري الهروي1 49. احمد بن عبد الله الفرياناني1 50. ازور بن غالب3 51. اسامة بن زيد7 52. اسامة بن زيد بن اسلم4 53. اسحاق بن ابراهيم ابو يعقوب الحنيني1 54. اسحاق بن ابراهيم بن نسطاس ابو يعقوب2 55. اسحاق بن ادريس البصري1 56. اسحاق بن عبد الله بن ابي فروة5 57. اسحاق بن محمد الفروي3 58. اسحاق بن نجيح الملطي ابو صالح2 59. اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد2 60. اسد بن عمرو صاحب1 61. اسماعيل بن ابان2 62. اسماعيل بن ابراهيم ابو يحيى التميمي1 63. اسماعيل بن ابي اويس9 64. اسماعيل بن خليفة ابو اسرائيل بن ابي اسحاق الملائي...1 65. اسماعيل بن رافع2 66. اسماعيل بن سلمان الازرق2 67. اسماعيل بن شيبة الطائفي2 68. اسماعيل بن عبد الملك بن ابي الصفيراء...2 69. اسماعيل بن عياش2 70. اسماعيل بن قيس الانصاري1 71. اسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني1 72. اسماعيل بن مسلم المكي5 73. اسماعيل بن نشيط1 74. اسماعيل بن يعلى ابو امية الثقفي2 75. اسيد بن الجمال1 76. اشعث بن براز4 77. اشعث بن سعيد ابو الربيع السمان4 78. اشعث بن سوار6 79. اشعث بن عبد الرحمن بن زبيد الايامي2 80. اصبغ مولى عمرو بن حريث3 81. اصرم بن حوشب3 82. اصرم بن غياث2 83. اغلب بن تميم بن النعمان الكندى1 84. الاحوص بن حكيم بن عمير الشامي2 85. الاصبغ بن نباتة1 86. الحكم بن سنان3 87. الحكم بن ظهير5 88. الحكم بن عبد الله بن سعد الايلي1 89. الحكم بن عبد الملك6 90. الحكم بن عطية2 91. الحكم بن عمرو الرعيني2 92. السري بن اسماعيل2 93. النضر بن اسماعيل بن حازم ابو المغيرة البجلي القاص...1 94. النضر بن عبد الرحمن الخزاز4 95. النضر بن مطرق3 96. النضر بن منصور ابو عبد الرحمن1 97. ام الاسود1 98. اوس بن عبد الله بن بريدة3 99. ايوب بن جابر2 100. ايوب بن خوط ابو امية البصري5 ▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Nasāʾī (d. 915 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - النسائي - الضعفاء والمتروكون are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=118187&book=5522#8e83e1
محمد بن مروان السدي أبو عبد الرحمن كوفي. مصنف. عن عبيد الله بن عمر ويزيد بن أبي زياد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71886&book=5522#f42e6e
محمد بن مروان بن عبد اللَّه، السدي الصغير
قال عبد اللَّه: قال أبي: محمد بن مروان أدركته وقد كبر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3170).
قال عبد اللَّه: قال أبي: محمد بن مروان أدركته وقد كبر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3170).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=147379&book=5522#6ea06c
مُحَمَّد بن مَرْوَان أَبُو عبد الرَّحْمَن السّديّ الصَّغِير الْكُوفِي مضعف روى عَن دَاوُد بن أبي هِنْد وَهِشَام بن عُرْوَة وَيزِيد بن أبي زِيَاد والكلبي وَغَيرهم وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ ابراهيم كَذَّاب وَقَالَ السَّعْدِيّ ذَاهِب وَقَالَ النَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ والأزدي مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ لَا يكْتب حَدِيثه وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَقَالَ ابْن حبَان لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا اعْتِبَارا وَلَا الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73216&book=5522#aefc3e
مُحَمَّد بْن مروان الكوفِي،
سكتوا عَنْهُ صاحب الكلبي مولى الخطابيين.
سكتوا عَنْهُ صاحب الكلبي مولى الخطابيين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73216&book=5522#07eed8
مُحَمَّد بن مَرْوَان الْكُوفِي صَاحب الْكَلْبِيّ سكتوا عَنهُ لَا يكْتب حَدِيثه أَلْبَتَّة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73216&book=5522#5ef2c3
محمد بن مروان الكوفى ويعرف بالسدى روى عن يحيى بن عبيد الله والكلبي روى عنه هشام بن عبيد الله ومحمد بن عبيد المحاربي ويوسف ابن عدي سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد روى عن ابى حيان التيمى.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى ابن معين قال: السدى الصغير صاحب الكلبى اسمه محمد بن مروان مولى الخطابيين وليس بثقة.
نا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا عبد السلام بن عاصم الهسنجانى قال سمعت جريرا يقول: محمد بن مروان كذاب يعنى صاحب الكلبى.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: هو ذاهب الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه البتة .
قال أبو محمد روى عن ابى حيان التيمى.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى ابن معين قال: السدى الصغير صاحب الكلبى اسمه محمد بن مروان مولى الخطابيين وليس بثقة.
نا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا عبد السلام بن عاصم الهسنجانى قال سمعت جريرا يقول: محمد بن مروان كذاب يعنى صاحب الكلبى.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: هو ذاهب الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه البتة .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73216&book=5522#f2cf9e
مُحَمد بْن مروان الكوفي صاحب الكلبي ويقال له السدي الصغير.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، حَدَّثَنا يَحْيى قَالَ السدي الصغير صاحب الكلبي مُحَمد بْن مروان مولى الخطابيين ليس بثقة.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْن مروان الكوفي سكتوا عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ السعدي مُحَمد بْن مروان السدي ذاهب.
وقال النسائي مُحَمد بْن مروان الكوفي روى عن الكلبي متروك الحديث
، حَدَّثَنا علي بن العباس، حَدَّثَنا هشام بْنِ يُونُس، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: طلب الحلال جهاد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شهريار، حَدَّثَنا هلال بْنِ بِشْرٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أبي سَعِيد أنه تلا يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إلى أجل مسمى فاكتبوه وَقَرَأَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ فَإِنْ أمن بعضكم بعضا قَالَ هَذِهِ نَسَخَتْ مَا قَبْلَهَا.
حَدَّثَنَا ابن أبي داود جميل بن الحسن العتكي، حَدَّثَنا مُحَمد بن مروان، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ مُحَمد بْنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْمَرْأَةُ لا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةَ وَالْمَرْأَةُ لا تُزَوِّجُ نَفْسَهَا وَالزَّانِيَةُ الَّتِي تُزَوِّجُ نَفْسَهَا.
قَالَ الشيخ: وهذا يرويه مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ وَمَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَعَبد الأَعْلَى وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ هِشَامٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُحَمد الجهني، حَدَّثَنا إبراهيم بن إسحاق السراج، حَدَّثَنا عَبد الرحمن بن صالح، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يُقَالُ لِلْجُلْوَازِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الأَحَادِيثِ وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَالضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، حَدَّثَنا يَحْيى قَالَ السدي الصغير صاحب الكلبي مُحَمد بْن مروان مولى الخطابيين ليس بثقة.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ، حَدَّثَنا مُحَمد بْن مروان الكوفي سكتوا عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ السعدي مُحَمد بْن مروان السدي ذاهب.
وقال النسائي مُحَمد بْن مروان الكوفي روى عن الكلبي متروك الحديث
، حَدَّثَنا علي بن العباس، حَدَّثَنا هشام بْنِ يُونُس، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: طلب الحلال جهاد.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شهريار، حَدَّثَنا هلال بْنِ بِشْرٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أبي سَعِيد أنه تلا يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إلى أجل مسمى فاكتبوه وَقَرَأَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ فَإِنْ أمن بعضكم بعضا قَالَ هَذِهِ نَسَخَتْ مَا قَبْلَهَا.
حَدَّثَنَا ابن أبي داود جميل بن الحسن العتكي، حَدَّثَنا مُحَمد بن مروان، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ مُحَمد بْنِ سِيرِين، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: الْمَرْأَةُ لا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةَ وَالْمَرْأَةُ لا تُزَوِّجُ نَفْسَهَا وَالزَّانِيَةُ الَّتِي تُزَوِّجُ نَفْسَهَا.
قَالَ الشيخ: وهذا يرويه مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ وَمَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَعَبد الأَعْلَى وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ هِشَامٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُحَمد الجهني، حَدَّثَنا إبراهيم بن إسحاق السراج، حَدَّثَنا عَبد الرحمن بن صالح، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ مَرْوَانَ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يُقَالُ لِلْجُلْوَازِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الأَحَادِيثِ وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَالضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130465&book=5522#6750da
محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، يعرف بالسُّدِّيِّ :
من أهل الكوفة. روى عن: محمد بن السائب الكلبيّ كتاب «التفسير» ، وحدّث
أيضا عن أبي حيان التيمي، وعُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر العمري، وسليمان الأعمش، وجويب ر ابن سعيد. روى عنه: ابنه على، ويوسف بن عدي، والعلاء بن عمرو، وأبو إبراهيم الترجماني، وأبو عمر الدوري المقرئ، والحسن بن عرفة العبدي، وغيرهم. وكان قد قدم بغداد، وحدث بها.
حدّثنا علي بن أحمد الرّزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، حدّثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي، حدّثنا محمّد بن مروان- سمعت مِنْهُ بِبَغْدَادَ- عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا وُكِّلَ بِهَا مَلِكٌ يُبَلِّغُنِي، وَكُفِيَ بِهَا أَمْرَ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ، وَكُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا »
. حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصّيدلانيّ، حدّثنا محمّد ابن عمرو بن موسى العقيليّ، حدّثنا إسماعيل بن نميل الخلّال، حدّثنا العلاء بن عمر.
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ الأَعْمَشِ بِنَحْوِهِ.
حدّثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ: عَنْ حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي» فَقَالَ دَعْ ذَا، مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ لَيْسَ بِشَيْءٍ .
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السّكّريّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا
جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: السدى الصغير صاحب «التفسير» محمد بن مروان مولى الخطّابيين ليس بثقة.
حدّثنا ابن الفضل، حدّثنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: ومحمد بن مروان السدي مولى الخطّابيين، ويقال له السدى الصغير- وهو ضعيف، غير ثقة .
حدّثنا أبو بكر البرقاني قَالَ: قرأت على أبي يعلى حمزة ومُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْمَامَطِيرِيُّ بِهَا حدثكم محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: محمد بن مروان الكوفي صاحب الكلبي لا يكتب حديثه البتّة .
حدّثنا محمّد بن علي المقرئ، حدّثنا أبو مسلم بن مهران الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن محمد بن مروان- الذي روى «التفسير» عن الكلبي- فقال: كان ضعيفا، وكان يضع الحديث أيضا، وكان يقال محمد بن مروان الكلبي.
أنبأنا البرقاني، حدّثنا محمّد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن مروان الكوفي يروى عن الكلبي، متروك الحديث .
من أهل الكوفة. روى عن: محمد بن السائب الكلبيّ كتاب «التفسير» ، وحدّث
أيضا عن أبي حيان التيمي، وعُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر العمري، وسليمان الأعمش، وجويب ر ابن سعيد. روى عنه: ابنه على، ويوسف بن عدي، والعلاء بن عمرو، وأبو إبراهيم الترجماني، وأبو عمر الدوري المقرئ، والحسن بن عرفة العبدي، وغيرهم. وكان قد قدم بغداد، وحدث بها.
حدّثنا علي بن أحمد الرّزّاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى، حدّثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي، حدّثنا محمّد بن مروان- سمعت مِنْهُ بِبَغْدَادَ- عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا وُكِّلَ بِهَا مَلِكٌ يُبَلِّغُنِي، وَكُفِيَ بِهَا أَمْرَ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ، وَكُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا »
. حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد الصّيدلانيّ، حدّثنا محمّد ابن عمرو بن موسى العقيليّ، حدّثنا إسماعيل بن نميل الخلّال، حدّثنا العلاء بن عمر.
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ الأَعْمَشِ بِنَحْوِهِ.
حدّثنا محمد بن علي المقرئ قال: قرأنا على الحسين بن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ: عَنْ حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي» فَقَالَ دَعْ ذَا، مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ لَيْسَ بِشَيْءٍ .
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السّكّريّ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا
جعفر بن محمّد بن الأزهر، حَدَّثَنَا ابن الغلابي قَالَ: قَالَ يحيى بن معين: السدى الصغير صاحب «التفسير» محمد بن مروان مولى الخطّابيين ليس بثقة.
حدّثنا ابن الفضل، حدّثنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: ومحمد بن مروان السدي مولى الخطّابيين، ويقال له السدى الصغير- وهو ضعيف، غير ثقة .
حدّثنا أبو بكر البرقاني قَالَ: قرأت على أبي يعلى حمزة ومُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْمَامَطِيرِيُّ بِهَا حدثكم محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري قَالَ: محمد بن مروان الكوفي صاحب الكلبي لا يكتب حديثه البتّة .
حدّثنا محمّد بن علي المقرئ، حدّثنا أبو مسلم بن مهران الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْد المؤمن بْن خلف النسفي قَالَ: سألت أبا علي صالح بن محمد عن محمد بن مروان- الذي روى «التفسير» عن الكلبي- فقال: كان ضعيفا، وكان يضع الحديث أيضا، وكان يقال محمد بن مروان الكلبي.
أنبأنا البرقاني، حدّثنا محمّد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن مروان الكوفي يروى عن الكلبي، متروك الحديث .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#32cd3d
محمد بن عمر وهو ابن ابى حفص الانصاري العطار روى عن السدي روى عنه أبو نعيم سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#fd11ad
مُحَمَّد بن عمر عَن الْحسن قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَجْهُول
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#5f1500
مُحَمَّد بْن عمر شيخ يروي عَن الْحسن روى عَنهُ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#507e1a
مُحَمَّد بْن عُمَر
سَمِعَ الْحَسَن روى عَنْهُ سَعِيد بْن أَبِي هلال.
سَمِعَ الْحَسَن روى عَنْهُ سَعِيد بْن أَبِي هلال.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#bcd230
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ
- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب. وأمه أسماء بنت عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فولد محمد بن عمر عمر وعبد الله وعبيد الله وكلهم قد روي عنهم الحديث وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم.
- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب. وأمه أسماء بنت عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فولد محمد بن عمر عمر وعبد الله وعبيد الله وكلهم قد روي عنهم الحديث وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#e469f0
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ
- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم. وأمه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب. فولد محمد بن عمر: عمر. وعبد الله. وعبيد الله. وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد. وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم. وقد روي عنه. سمع من أبيه. ومن علي بن حسين. وكان قليل الحديث. وقد أدرك أول خلافة أبي العباس.
- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم. وأمه أسماء بنت عقيل بن أبي طالب. فولد محمد بن عمر: عمر. وعبد الله. وعبيد الله. وأمهم خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. وجعفر بن محمد. وأمه أم هاشم بنت جعفر بن جعفر بن جعدة بن هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عائذ بن عمران بن مخزوم. وقد روي عنه. سمع من أبيه. ومن علي بن حسين. وكان قليل الحديث. وقد أدرك أول خلافة أبي العباس.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#6e4d10
محمد بن عمر روى عن الحسن روى عنه سعيد بن أبي هلال سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: هو مجهول .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#9bf225
محمد بن عمر
- محمد بن عمر بن واقد الأسلمي. مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي. ويكنى أبا عبد الله. وكان من أهل المدينة فقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها. وخرج إلى الشام والرقة. ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان فولاه القضاء بعسكر المهدي. فلم يزل قاضيًا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سبع ومائتين. ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد. وقد روى عن محمد بن عجلان وربيعة والضحاك بن عثمان ومعمر وابن جريج وثور بن يزيد ومعاوية بن صالح والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وأسامة بن زيد ومخرمة بن بكير وأفلح بن سعيد وأفلح بن حميد وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وابن أبي ذيب. وكان عالمًا بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم.
- محمد بن عمر بن واقد الأسلمي. مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي. ويكنى أبا عبد الله. وكان من أهل المدينة فقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها. وخرج إلى الشام والرقة. ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان فولاه القضاء بعسكر المهدي. فلم يزل قاضيًا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سبع ومائتين. ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد. وقد روى عن محمد بن عجلان وربيعة والضحاك بن عثمان ومعمر وابن جريج وثور بن يزيد ومعاوية بن صالح والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وأسامة بن زيد ومخرمة بن بكير وأفلح بن سعيد وأفلح بن حميد وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وابن أبي ذيب. وكان عالمًا بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64756&book=5522#2bfcbe
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
- مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ ويكنى أبا عبد الله الواقدي مولى لبني سهم من أسلم. وكان قد تحول من المدينة فنزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين. وكان عالمًا بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه. وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي الْوَاقِدِيُّ: حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: أَرْتَادُ لِي رَجُلا عَارِفًا بِالْمَدِينَةِ والمشاهد. وكيف كان نزول جبريل. ع. عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمِنْ أَيِّ وَجْهٍ كَانَ يَأْتِيهِ. وَقُبُورِ الشُّهَدَاءِ. فَسَأَلَ يحيى بن خالد. فكل دله عَلَيَّ. فَبَعَثَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ وَذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ عِشَاءَ الآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَتَمْضِي مَعَنَا إِلَى هَذِهِ الْمَشَاهِدِ فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل. ع. وَكُنْ بِالْقُرْبِ. فَلَمَّا صَلَّيْتُ عِشَاءَ الآخِرَةِ إِذَا أَنَا بِالشُّمُوعِ قَدْ خَرَجَتْ وَإِذَا أَنَا بِرَجُلَيْنِ عَلَى حِمَارَيْنِ. فَقَالَ يَحْيَى: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: هَا أَنَا ذَا. فَأَتَيْتُ بِهِ إِلَى دُورِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهُ. فَنَزَلا عَنْ حِمَارَيْهِمَا فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوُا اللَّهَ سَاعَةً ثُمَّ رَكَبَا وَأَنَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا. فَلَمْ أَدَعْ مَوْضِعًا مِنَ الْمَوَاضِعِ وَلا مَشْهَدًا مِنَ الْمَشَاهِدِ إِلا مَرَرْتُ بِهِمَا عَلَيْهِ. فَجَعَلا يُصَلِّيَانِ وَيَجْتَهِدَانِ فِي الدُّعَاءِ. فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى وَافِينَا الْمَسْجِدَ وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ. فَلَمَّا صَارَا إِلَى الْقَصْرِ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لا تَبْرَحْ. فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي الْمَسْجِدِ. وَهُوَ عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَى مَكَّةَ. فَأَذِنَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ. فَأَدْنَى مَجْلِسِي وَقَالَ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ لَمْ يَزَلْ بَاكِيًا. وَقَدْ أَعْجَبَهُ مَا دَلَلْتُهُ عَلَيْهِ. وَقَدْ أَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ. فَإِذَا بَدَرَةٌ مُبْدَرَةٌ قَدْ دُفِعَتْ إِلَيَّ. وَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ خُذْهَا مُبَارَكٌ لَكَ فِيهَا. وَنَحْنُ عَلَى الرِّحْلَةِ الْيَوْمَ. وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَلَقَانَا حَيْثُ كُنَّا وَاسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَرَحَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَتَيْتُ مَنْزِلِي وَمَعِي ذَلِكَ الْمَالُ. فَقَضَيْنَا مِنْهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْنَا. وَزَوَّجْتُ بَعْضَ الْوَلَدِ. وَاتَّسَعْنَا. ثُمَّ إِنَّ الدَّهْرَ أَعَضَّنَا فَقَالَتْ لِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا قُعُودُكَ وَهَذَا وَزِيرُ أمير المؤمنين قد عرفك وسألك أن تصبر إِلَيْهِ حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الدَّارُ؟ فَرَحَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَظُنُّ الْقَوْمَ بِالْعِرَاقِ. فَأَتَيْتُ الْعِرَاقَ فَسَأَلْتُ عَنْ خَبَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالُوا لِي: هُوَ بِالرَّقَّةِ. فَأَرَدْتُ الانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالْمَدِينَةِ مُخْتَلِ الْحَالِ. فَحَمَلْتُ نَفْسِي عَلَى أَنْ أَصِيرَ إِلَى الرَّقَّةِ. فَصِرْتُ إِلَى مَوْضِعِ الْكَرَى فَإِذَا أَنَا بِعِدَّةِ فِتْيَانٍ مِنَ الْجُنْدِ يُرِيدُونَ الرَّقَّةَ. فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي وَأَنِّي أُرِيدُ الرقة. فنظرنا في كرى الجمالين فَإِذَا هِيَ تُضَعَّفُ عَلَيْنَا. فَقَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ هَلْ لَكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى السُّفُنِ فَهُوَ أَرْفَقُ بِنَا وَأَيْسَرُ عَلَيْنَا مِنْ كِرَى الْجِمَالِ؟ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا أَعْرِفُ مِنْ هَذَا شَيْئًا وَالأَمْرُ إِلَيْكُمْ. فَصِرْنَا إِلَى السُّفُنِ فَاكْتَرَيْنَا. فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَبَرَّ بِي مِنْهُمْ وَلا أَشْفَقَ وَلا أَحْوَطَ. يَتَكَلَّفُونَ مِنْ خِدْمَتِي وَطَعَامِي مَا يَتَكَلَّفُهُ الْوَلَدُ مِنْ وَالِدِهِ. حَتَّى صِرْنَا إِلَى مَوْضِعِ الْجَوَازِ بِالرَّقَّةِ. وَكَانَ الْجَوَازُ صَعْبًا جِدًّا. فَكَتَبُوا إِلَى قَائِدِهِمْ بِعِدَادِهِمْ وَأَدْخَلُونِي فِي عِدَادِهِمْ. فَمَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جَاءَنَا الإِذْنُ بِأَسْمَائِنَا فجزت مع القوم فصرت إلى موضع فِي خَانِ نُزُولٍ. فَأَقَمْتُ مَعَهُمْ أَيَّامًا وَطَلَبْتُ الإِذْنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَصَعُبَ عَلَيَّ. فأتيت أبا البحتري وَهُوَ بِي عَارِفٌ. فَلَقِيتُهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَخْطَأْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَغَرَّرْتَ وَلَكِنْ لَسْتُ أَدَعُ أَنْ أَذْكُرَكَ لَهُ. وَكُنْتُ أَغْدُو إِلَى بَابِهِ وَأَرُوحُ فَقَلَّتْ نَفَقَتِي وَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ رُفَقَائِي وَتَخَرَّقَتْ ثِيَابِي وَأَيِسْتُ مِنْ نَاحِيَةِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ فَلَمْ أُخْبِرْ رُفَقَائِي بِشَيْءٍ. وَعُدْتُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَرَّةً أَنَا فِي سَفِينَةٍ. وَمَرَّةً أَمْشِي حَتَّى وَرَدْتُ السَّيْلَحِينَ. فَبَيْنَا أَنَا مُسْتَرِيحٌ فِي سُوقِهَا إِذَا أَنَا بِقَافِلَةٍ مِنْ بَغْدَادَ. فَسَأَلْتُ مَنْ هُمْ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ مِنْ أهل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن صاحبهم بكار الزُّبَيْرِيَّ أَخْرَجَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ. وَالزُّبَيْرِيُّ أَصْدَقُ النَّاسِ لِي. فَقُلْتُ أَدَعُهُ حَتَّى يَنْزِلَ وَيَسْتَقِرَّ ثُمَّ آتِيَهُ. فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ أَنِ استراح وفرغ من غذائه. فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَاذَا صَنَعْتَ فِي غَيْبَتِكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَبِخَبَرِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ لا يُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَكَ لأَحَدٍ وَلا يُنَبِّهَ بِاسْمِكَ. فَمَا الرَّأْيُ؟ فَقُلْتُ: الرَّأْيُ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقَالَ: هَذَا رَأْيٌ خَطَأٌ. خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. وَلَكِنِ الرَّأْيَ أَنْ تَصِيرَ مَعِي فَأَنَا الذَّاكِرُ لِيَحْيَى أَمْرَكَ. فَرَكِبْتُ مَعَ الْقَوْمِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى الرَّقَّةِ. فَلَمَّا عَبَرْنَا الْجَوَازَ قَالَ لِي: تَصِيرُ مَعِي. فَقُلْتُ: لا. أَصِيرُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَنَا مُبَكِّرٌ عَلَيْكَ غَدًا لِنَصِيرَ جَمِيعًا إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَى أَصْحَابِي فَكَأَنِّي وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ. ثُمَّ قَالُوا لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ خَبَرُكَ فَقَدْ كُنَّا فِي غَمٍّ مِنْ أَمْرِكَ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي. فَأَشَارَ عَلَيَّ الْقَوْمُ بِلُزُومِ الزُّبَيْرِيِّ وَقَالُوا: هَذَا طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ لا تَهْتَمَّ لَهُ. فَغَدَوْتُ بِالْغَدَاةِ إِلَى بَابِ الزُّبَيْرِيِّ فَخُبِّرْتُ بِأَنَّهُ قَدْ رَكِبَ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَأَتَيْتُ بَابَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقَعَدْتُ مَلِيًّا فَإِذَا صَاحِبِي قَدْ خَرَجَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُنْسِيتُ أَنْ أُذَاكِرَهُ أَمْرَكَ وَلَكِنْ قِفْ بِالْبَابِ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْهِ. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ الْحَاجِبُ فَقَالَ لِي: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَالَةٍ خَسِيسَةٍ. وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ أَوْ أَرْبَعَةٌ. فَلَمَّا رَآنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ فِي تِلْكَ الْحَالِ رَأَيْتُ أَثَرَ الْغَمِّ فِي وَجْهِهِ. وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَقَرَّبَ مَجْلِسِي. وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يُحَادِثُونَهُ. فَجَعَلَ يُذَاكِرُنِي الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ فَانْقَطَعْتُ عَنْ إِجَابَتِهِ وَجَعَلْتُ أَجِيءُ بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِالْمُوَافِقِ لِمَا يَسْأَلُ. وَجَعَلَ الْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَحْسَنِ الْجَوَابِ وَأَنَا سَاكِتٌ. فَلَمَّا انْقَضَى الْمَجْلِسُ وَخَرَجَ الْقَوْمُ خَرَجْتُ فَإِذَا خَادِمٌ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَدْ خَرَجَ فَلَقِيَنِي عِنْدَ السِّتْرِ فَقَالَ لِي: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُفْطِرَ عِنْدَهُ الْعَشِيَّةَ. فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي خَبَّرْتُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ وَقُلْتُ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطٌ بِي. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: هَذِهِ رَغِيفَانِ وَقِطْعَةُ جُبْنٍ وَهَذِهِ دَابَّتِي تُرْكَبُ وَالْغُلامُ خَلْفَكَ. فَإِنْ أَذِنَ لَكَ الْحَاجِبُ بِالدُّخُولِ دَخَلْتَ وَدَفَعْتَ مَا مَعَكَ إِلَى الْغُلامِ. وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى صِرْتَ إِلَى بَعْضِ الْمَسَاجِدِ فَأَكَلْتَ مَا مَعَكَ وَشَرِبْتَ مِنْ مَاءِ الْمَسْجِدِ. فَانْصَرَفْتُ فَوَصَلْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ الْمَغْرِبَ. فَلَمَّا رَآنِي الْحَاجِبُ قَالَ: يَا شَيْخُ أَبْطَأْتَ وَقَدْ خَرَجَ الرَّسُولُ فِي طَلَبِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَدَفَعْتُ مَا كَانَ مَعِي إِلَى الْغُلامِ وَأَمَرْتُهُ بِالْمُقَامِ. فَدَخَلْتُ فَإِذَا الْقَوْمُ قَدْ تَوَافَوْا. فَسَلَّمْتُ وَقَعَدْتُ. وَقُدِّمَ الْوَضُوءُ فَتَوَضَّأْنَا وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ. فَأَفْطَرْنَا وَقَرُبَتْ عِشَاءُ الآخِرَةِ فَصُلِّيَ بِنَا ثُمَّ أَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُنِي وَأَنَا مُنْقَطِعٌ وَالْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَشْيَاءَ هِيَ عِنْدِي عَلَى خِلافِ مَا يُجِيبُونَ. فَلَمَّا ذَهَبَ اللَّيْلُ خَرَجَ الْقَوْمُ وَخَرَجْتُ خَلْفَ بَعْضِهِمْ فَإِذَا غُلامٌ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ قَابِلَةً قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا مَا أَدْرِي مَا فِيهِ إِلا أَنَّهُ مَلأَنِي سُرُورًا. فَخَرَجْتُ إِلَى الْغُلامِ فَرَكِبْتُ وَمَعِي الْحَاجِبُ حَتَّى صَيَّرَنِي إِلَى أَصْحَابِي. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: اطْلُبُوا لِي سِرَاجًا. فَفَضَضْتُ الْكِيسَ فَإِذَا دَنَانِيرُ. فَقَالُوا لِي: مَا كَانَ رَدَّهُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الْغُلامَ أَمَرَنِي أَنْ أُوَافِيهِ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ. وَعَدَدْتُ الدَّنَانِيرَ فَإِذَا خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: عَلَيَّ شِرَاءُ دَابَّتِكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ السُّرُجُ وَاللِّجَامُ وَمَا يُصْلِحُهُ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ حَمَّامُكَ وَخِضَابُ لِحْيَتِكَ وَطِيبُكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ شِرَاءُ كَسَوْتِكَ فَانْظُرْ فِي أَيِّ الزِّيِّ الْقَوْمُ. فَعَدَدْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَدَفَعْتُهَا إِلَى صَاحِبِ نَفَقَتِهِمْ فَحَلَفَ الْقَوْمُ بِأَجْمَعِهِمْ أنهم لا يرزؤوني دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا. وَغَدَوْا بِالْغَدَاةِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى مَا انْتَدَبَ لِي فِيهِ. فَمَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ إِلا وَأَنَا مِنْ أَنْبَلِ النَّاسِ. وَحَمَلْتُ بَاقِي الْكَيْسِ إِلَى الزُّبَيْرِيِّ فَلَمَّا رَآنِي بِتِلْكَ الْحَالِ سُرَّ سُرُورًا شَدِيدًا. ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لِي: إِنِّي شَاخِصٌ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقُلْتُ: نَعَمْ إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ الْعِيَالَ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ يُوَصِّلُهَا إِلَى الْعِيَالِ. ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعِي مِنَ الْكِيسِ. ثُمَّ صَلَّيْتُ الْعَصْرَ فَتَهَيَّأْتُ بِأَحْسَنَ هَيْئَةٍ. ثُمَّ حَضَرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَلَمَّا رآني الحاجب قام إلي فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى فَلَمَّا رَآنِي فِي تِلْكَ الْحَالِ نَظَرْتُ إِلَى السُّرُورِ فِي وَجْهِهِ. فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسِي ثُمَّ ابْتَدَأْتُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ يُذَاكِرُنِي بِهِ وَالْجَوَابِ فِيهِ. وَكَانَ الْجَوَابُ عَلَى غَيْرِ مَا كَانَ يُجِيبُ بِهِ الْقَوْمُ. فَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ وَتَقْطِيبِهِمْ لِي. وَأَقْبَلَ يَحْيَى يُسَائِلُنِي عَنْ حَدِيثِ كَذَا وَحَدِيثِ كَذَا فَأُجِيبُ فِيمَا يَسْأَلُنِي. وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ مَا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِشَيْءٍ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ تَقَدَّمَ يَحْيَى فَصَلَّى. ثُمَّ أَحْضَرَ الطَّعَامَ فَتَعَشَّيْنَا. ثُمَّ صَلَّى بِنَا يَحْيَى عِشَاءَ الآخِرَةِ وَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَلَمْ نَزَلْ فِي مُذَاكَرَةٍ. وَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُ بَعْضَ الْقَوْمِ فَيَنْقَطِعُ. فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الانْصِرَافِ انْصَرَفَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُمْ فَإِذَا الرَّسُولُ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا. فَانْصَرَفْتُ وَمَعِي رَسُولُ الْحَاجِبِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَصَبْتُ سِرَاجًا عِنْدَهُمْ فَدَفَعْتُ الْكِيسَ إِلَى الْقَوْمِ فَكَانُوا بِهِ أَشَدَّ سُرُورًا مِنِّي. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْتُ لَهُمْ: أَعِدُّوا لِي مَنْزِلا بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ وَاشْتَرُوا لِي جَارِيَةً وَغُلامًا خَبَّازًا وَأَثَاثًا وَمَتَاعًا. فَلَمْ أُصَلِّ الظُّهْرَ إِلا وَقَدْ أَعَدُّوا لِي ذَلِكَ. وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَكُونَ إِفْطَارُهُمْ عِنْدِي فَأَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ بَعْدَ صُعُوبَةٍ شَدِيدَةٍ. فَلَمْ أَزَلْ آتِي يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي الْوَقْتِ كُلَّمَا رَآنِي ازْدَادَ سُرُورًا. فَلَمْ يَزَلْ يَدْفَعُ إِلَيَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ حَتَّى كَانَ لَيْلَةُ الْعِيدِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَزَيَّنْ غَدًا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَحْسَنِ زِيٍّ مِنْ زِيِّ الْقُضَاةِ. وَاعْتَرِضْ لَهُ فَإِنَّهُ سَيَسْأَلُنِي عَنْ خَبَرِكَ فَأُخْبِرُهُ. فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ الْعِيدِ خَرَجْتُ فِي أَحْسَنِ زِيٍّ. وَخَرَجَ النَّاسُ. وَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْمُصَلَّى. فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَلْحَظُنِي. فَلَمْ أَزَلْ فِي الْمَوْكِبِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ صِرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَلَحِقَنَا يَحْيَى بَعْدَ دُخُولِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْزِلَهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ادْخُلْ بِنَا. فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا زَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ حَجَّتِنَا وَأَنَّكَ الرَّجُلُ الَّذِي سَايَرْتُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وَأَمَرَ لَكَ بِثَلاثِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَأَنَا مُتَنَجِّزُهَا لَكَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ انْصَرَفْتُ يَوْمِي ذَلِكَ فَدَخَلْتُ مِنَ الْغَدِ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ. حَاجَةٌ عَرَضَتْ وَقَدْ قَضَيْتُ عَلَى الْوَزِيرِ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِقَضَائِهَا. فَقَالَ لِي: وَمَا ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: الإِذْنُ إِلَى مَنْزِلِي. فَقَدِ اشْتَدَّ الشَّوْقُ إِلَى الْعِيَالِ وَالصِّبْيَانِ. فَقَالَ لِي: لا تَفْعَلْ. فَلَمْ أَزَلْ أُنَازِلُهُ حَتَّى أَذِنَ لِي وَاسْتَخْرَجَ لِي الثَّلاثِينَ الأَلْفِ دِرْهَمٍ. وَهُيِّئَتْ لِي حَرَّاقَةٌ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا. وَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لِي مِنْ طَرَائِفِ الشَّامِ لأَحْمِلَهُ مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ. وَأَمَرَ وَكِيلَهُ بِالْعِرَاقِ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي إِلَى الْمَدِينَةِ لا أُكَلَّفُ نَفَقَةَ دِينَارٍ وَلا دِرْهَمٍ. فَصِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالْخَبَرِ وَحَلَفْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنِّي مَا أَصِلُهُمْ بِهِ. فَحَلَفَ الْقَوْمُ أَنَّهُمْ لا يرزؤوني دينارا ولا درهما. فو الله مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَخْلاقِهِمْ فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّي لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ؟ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ جَالِسًا إِذْ ذَكَرَ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ. قَالَ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ الْوَاقِدِيُّ فَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ. قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَيْفَ لا أَتَرَحَّمُ عَلَى رَجُلٍ أُخْبِرُكَ عَنْ حَالِهِ؟ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ وَمَا فِي الْمَنْزِلِ دَقِيقٌ وَلا سَوِيقٌ وَلا عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا. فَمَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي فِي قَلْبِي فَقُلْتُ أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ زَوْجَتِي فَقَالَتْ: مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا مِنْ طَعَامْ أَوْ سَوِيقٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشَّهْرُ؟ فَقُلْتُ لَهَا: قَدْ مَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَقَالَتْ: مَدَنِيُّونَ أَوْ عِرَاقِيُّونَ؟ قَالَ قُلْتُ: بَعْضٌ مَدِينِيٌّ وَبَعْضٌ عِرَاقِيٌّ. فَقَالَتِ: اعْرِضْهُمْ عَلَيَّ. فَقُلْتُ لَهَا: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو يَسَارٍ إِلا أَنَّهُ مَنَّانٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. فَسَمِّ الآخَرَ. فَسَمَّيْتُ الآخَرَ فَقُلْتُ: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو مَالٍ إِلا أَنَّهُ بِخَيْلٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَقُلْتُ فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ كَرِيمٌ حَسِيبٌ لا شَيْءَ عِنْدَهُ وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَاسْتَفْتَحْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ. فَرَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. قَالَ فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذْ ذَلِكَ الْكِيسَ فَطَهِّرْهُ وَاسْتَنْفِقْهُ. فَإِذَا هِيَ دَرَاهِمُ مُكَحَّلَةٌ. فَأَخَذْتُ الْكِيسَ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ رَجُلا كَانَ يَتَوَلَّى شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ: اكْتُبْ مِنَ الدَّقِيقِ عَشَرَةَ أَقْفِزَةً. وَمِنَ الأُرْزِ قَفِيزًا. وَمِنَ السُّكَّرِ كَذَا. حَتَّى قَصَّ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ دَقَّ الْبَابِ فَقُلْتُ: انْظُرُوا مَنْ هَذَا. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقُلْتُ: ائْذَنِي لَهُ. فَقُمْتُ لَهُ عَنْ مَجْلِسِي وَرَحَّبْتُ بِهِ وَقَرَّبْتُ وَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَمِّ أَخْرَجَنِي وُرُودُ هَذَا الشَّهْرِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ. فَفَكَّرْتُ سَاعَةً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ بِمَا فِيهِ. فَأَخَذَ الْكَيْسَ. ثُمَّ قُلْتُ لِصَاحِبِي: اخْرُجْ. فَخَرَجَ. فَدَخَلَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ لي: مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ الْفَتَى؟ فَقُلْتُ لَهَا: دفعت إليه الكيس بأسره. فقالت: وُفِّقْتَ وَأَحْسَنْتَ. ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي صِدِّيقٍ لِي بِقُرْبِ الْمَنْزِلِ فَانْتَعَلْتُ وَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ وَقَرَّبَ ثم قال لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَخَبَّرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ. فَخُذْ نِصْفَهُ وَأَعْطِنَا نِصْفَهُ. فَإِذَا كِيسِي بِعَيْنِهِ. فَأَخَذْتُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةٍ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ يَلِي شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ لَهُ: اكْتُبْ خَمْسَةَ أَقْفِزَةِ دَقِيقٍ. فَكَتَبَ لِي جَمِيعَ مَا أَرَدْتُ مِنْ حَوَائِجِي. فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِدَاقٍّ يَدُقُّ الْبَابَ فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا. فَخَرَجَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ فَقَالَتْ: خَادِمٌ نَبِيلٌ. فَقُلْتُ لَهَا: ائْذَنِي لَهُ. فَنَزَلَ فَإِذَا كِتَابٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ يَسْأَلُنِي الْمَصِيرَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: اخْرُجْ. وَلَبِسْتُ ثِيَابِي وَرَكِبْتُ دَابَّتِي ثُمَّ مَضَيْتُ مَعَ الْخَادِمِ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي صَحْنِ دَارِهِ. فَلَمَّا رَآنِي وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ: يَا غُلامُ مِرْفَقَةً. فَقَعَدْتُ إِلَى جَانِبِهِ فَقَالَ لِي: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَدْرِي لِمَ دَعَوْتُكَ؟ قُلْتُ: لا. فَقَالَ: أَسْهَرَتْنِي لَيْلَتِي هَذِهِ فِكْرَةً فِي أَمْرِكَ وَوُرُودِ هَذَا الشَّهْرِ وَمَا عِنْدَكَ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ! إِنَّ قِصَّتِي تَطُولُ. فَقَالَ لِي: إِنَّ الْقِصَّةَ كُلَّمَا طَالَتْ كَانَ أَشْهَى لَهَا. فَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ أم عَبْدِ اللَّهِ وَحَدِيثِ إِخْوَانِي الثَّلاثَةِ وَمَا كَانَ مِنْ رَدِّهَا لَهُمْ. وَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ الطَّالِبِيِّ وَخَبَرِ أَخِي الثَّانِي الْمُوَاسِي لَهُ بِالْكِيسِ. فَقَالَ: يَا غُلامُ دَوَاةً. فَكَتَبَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ. فَإِذَا كِيسٌ فِيهِ خَمْسُمِائَةُ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى شَهْرِكَ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ لِجَزَالَتِهَا وَحُسْنِ عَقْلِهَا. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلطَّالِبِيِّ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أخرى فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلْمُوَاسِي لَكَ. ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي حِفْظِ اللَّهِ. قَالَ فَرَكِبْتُ مِنْ فَوْرِي فَأَتَيْتُ صَاحِبِي الَّذِي وَاسَانِي بِالْكَيْسِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْمِائَتَيْ دِينَارٍ وَخَبَّرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَكَادَ يَمُوتُ فَرِحًا. ثُمَّ أَتَيْتُ الطَّالِبِيَّ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَدَعَا وَشَكَرَ. ثُمَّ دَخَلْتُ مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا الصُّرَّةَ فَدَعَتْ وَجَزَتْ خَيْرًا. فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّ الْبَرَامِكَةِ. يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ خَاصَّةً؟ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ. وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ وَقَضَى دَيْنَهُ. وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثلاثين ومائة.
- مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ ويكنى أبا عبد الله الواقدي مولى لبني سهم من أسلم. وكان قد تحول من المدينة فنزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين. وكان عالمًا بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه. وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها. وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي الْوَاقِدِيُّ: حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ الرَّشِيدُ فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: أَرْتَادُ لِي رَجُلا عَارِفًا بِالْمَدِينَةِ والمشاهد. وكيف كان نزول جبريل. ع. عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمِنْ أَيِّ وَجْهٍ كَانَ يَأْتِيهِ. وَقُبُورِ الشُّهَدَاءِ. فَسَأَلَ يحيى بن خالد. فكل دله عَلَيَّ. فَبَعَثَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ وَذَلِكَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ عِشَاءَ الآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَتَمْضِي مَعَنَا إِلَى هَذِهِ الْمَشَاهِدِ فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل. ع. وَكُنْ بِالْقُرْبِ. فَلَمَّا صَلَّيْتُ عِشَاءَ الآخِرَةِ إِذَا أَنَا بِالشُّمُوعِ قَدْ خَرَجَتْ وَإِذَا أَنَا بِرَجُلَيْنِ عَلَى حِمَارَيْنِ. فَقَالَ يَحْيَى: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: هَا أَنَا ذَا. فَأَتَيْتُ بِهِ إِلَى دُورِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهُ. فَنَزَلا عَنْ حِمَارَيْهِمَا فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوُا اللَّهَ سَاعَةً ثُمَّ رَكَبَا وَأَنَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا. فَلَمْ أَدَعْ مَوْضِعًا مِنَ الْمَوَاضِعِ وَلا مَشْهَدًا مِنَ الْمَشَاهِدِ إِلا مَرَرْتُ بِهِمَا عَلَيْهِ. فَجَعَلا يُصَلِّيَانِ وَيَجْتَهِدَانِ فِي الدُّعَاءِ. فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى وَافِينَا الْمَسْجِدَ وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ. فَلَمَّا صَارَا إِلَى الْقَصْرِ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لا تَبْرَحْ. فَصَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي الْمَسْجِدِ. وَهُوَ عَلَى الرِّحْلَةِ إِلَى مَكَّةَ. فَأَذِنَ لِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ. فَأَدْنَى مَجْلِسِي وَقَالَ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ لَمْ يَزَلْ بَاكِيًا. وَقَدْ أَعْجَبَهُ مَا دَلَلْتُهُ عَلَيْهِ. وَقَدْ أَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ. فَإِذَا بَدَرَةٌ مُبْدَرَةٌ قَدْ دُفِعَتْ إِلَيَّ. وَقَالَ لِي: يَا شَيْخُ خُذْهَا مُبَارَكٌ لَكَ فِيهَا. وَنَحْنُ عَلَى الرِّحْلَةِ الْيَوْمَ. وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَلَقَانَا حَيْثُ كُنَّا وَاسْتَقَرَّتْ بِنَا الدَّارُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَرَحَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَتَيْتُ مَنْزِلِي وَمَعِي ذَلِكَ الْمَالُ. فَقَضَيْنَا مِنْهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْنَا. وَزَوَّجْتُ بَعْضَ الْوَلَدِ. وَاتَّسَعْنَا. ثُمَّ إِنَّ الدَّهْرَ أَعَضَّنَا فَقَالَتْ لِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا قُعُودُكَ وَهَذَا وَزِيرُ أمير المؤمنين قد عرفك وسألك أن تصبر إِلَيْهِ حَيْثُ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الدَّارُ؟ فَرَحَلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَظُنُّ الْقَوْمَ بِالْعِرَاقِ. فَأَتَيْتُ الْعِرَاقَ فَسَأَلْتُ عَنْ خَبَرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالُوا لِي: هُوَ بِالرَّقَّةِ. فَأَرَدْتُ الانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالْمَدِينَةِ مُخْتَلِ الْحَالِ. فَحَمَلْتُ نَفْسِي عَلَى أَنْ أَصِيرَ إِلَى الرَّقَّةِ. فَصِرْتُ إِلَى مَوْضِعِ الْكَرَى فَإِذَا أَنَا بِعِدَّةِ فِتْيَانٍ مِنَ الْجُنْدِ يُرِيدُونَ الرَّقَّةَ. فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي وَأَنِّي أُرِيدُ الرقة. فنظرنا في كرى الجمالين فَإِذَا هِيَ تُضَعَّفُ عَلَيْنَا. فَقَالُوا: أَيُّهَا الشَّيْخُ هَلْ لَكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى السُّفُنِ فَهُوَ أَرْفَقُ بِنَا وَأَيْسَرُ عَلَيْنَا مِنْ كِرَى الْجِمَالِ؟ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا أَعْرِفُ مِنْ هَذَا شَيْئًا وَالأَمْرُ إِلَيْكُمْ. فَصِرْنَا إِلَى السُّفُنِ فَاكْتَرَيْنَا. فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَبَرَّ بِي مِنْهُمْ وَلا أَشْفَقَ وَلا أَحْوَطَ. يَتَكَلَّفُونَ مِنْ خِدْمَتِي وَطَعَامِي مَا يَتَكَلَّفُهُ الْوَلَدُ مِنْ وَالِدِهِ. حَتَّى صِرْنَا إِلَى مَوْضِعِ الْجَوَازِ بِالرَّقَّةِ. وَكَانَ الْجَوَازُ صَعْبًا جِدًّا. فَكَتَبُوا إِلَى قَائِدِهِمْ بِعِدَادِهِمْ وَأَدْخَلُونِي فِي عِدَادِهِمْ. فَمَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ جَاءَنَا الإِذْنُ بِأَسْمَائِنَا فجزت مع القوم فصرت إلى موضع فِي خَانِ نُزُولٍ. فَأَقَمْتُ مَعَهُمْ أَيَّامًا وَطَلَبْتُ الإِذْنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَصَعُبَ عَلَيَّ. فأتيت أبا البحتري وَهُوَ بِي عَارِفٌ. فَلَقِيتُهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَخْطَأْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَغَرَّرْتَ وَلَكِنْ لَسْتُ أَدَعُ أَنْ أَذْكُرَكَ لَهُ. وَكُنْتُ أَغْدُو إِلَى بَابِهِ وَأَرُوحُ فَقَلَّتْ نَفَقَتِي وَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ رُفَقَائِي وَتَخَرَّقَتْ ثِيَابِي وَأَيِسْتُ مِنْ نَاحِيَةِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ فَلَمْ أُخْبِرْ رُفَقَائِي بِشَيْءٍ. وَعُدْتُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَرَّةً أَنَا فِي سَفِينَةٍ. وَمَرَّةً أَمْشِي حَتَّى وَرَدْتُ السَّيْلَحِينَ. فَبَيْنَا أَنَا مُسْتَرِيحٌ فِي سُوقِهَا إِذَا أَنَا بِقَافِلَةٍ مِنْ بَغْدَادَ. فَسَأَلْتُ مَنْ هُمْ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ مِنْ أهل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن صاحبهم بكار الزُّبَيْرِيَّ أَخْرَجَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِيُوَلِّيَهُ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ. وَالزُّبَيْرِيُّ أَصْدَقُ النَّاسِ لِي. فَقُلْتُ أَدَعُهُ حَتَّى يَنْزِلَ وَيَسْتَقِرَّ ثُمَّ آتِيَهُ. فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ أَنِ استراح وفرغ من غذائه. فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَاذَا صَنَعْتَ فِي غَيْبَتِكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَبِخَبَرِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ لا يُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَكَ لأَحَدٍ وَلا يُنَبِّهَ بِاسْمِكَ. فَمَا الرَّأْيُ؟ فَقُلْتُ: الرَّأْيُ أَنْ أَصِيرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقَالَ: هَذَا رَأْيٌ خَطَأٌ. خَرَجْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. وَلَكِنِ الرَّأْيَ أَنْ تَصِيرَ مَعِي فَأَنَا الذَّاكِرُ لِيَحْيَى أَمْرَكَ. فَرَكِبْتُ مَعَ الْقَوْمِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى الرَّقَّةِ. فَلَمَّا عَبَرْنَا الْجَوَازَ قَالَ لِي: تَصِيرُ مَعِي. فَقُلْتُ: لا. أَصِيرُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَنَا مُبَكِّرٌ عَلَيْكَ غَدًا لِنَصِيرَ جَمِيعًا إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَى أَصْحَابِي فَكَأَنِّي وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ. ثُمَّ قَالُوا لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ خَبَرُكَ فَقَدْ كُنَّا فِي غَمٍّ مِنْ أَمْرِكَ؟ فَخَبَّرْتُهُمْ بِخَبَرِي. فَأَشَارَ عَلَيَّ الْقَوْمُ بِلُزُومِ الزُّبَيْرِيِّ وَقَالُوا: هَذَا طَعَامُكَ وَشَرَابُكَ لا تَهْتَمَّ لَهُ. فَغَدَوْتُ بِالْغَدَاةِ إِلَى بَابِ الزُّبَيْرِيِّ فَخُبِّرْتُ بِأَنَّهُ قَدْ رَكِبَ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَأَتَيْتُ بَابَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقَعَدْتُ مَلِيًّا فَإِذَا صَاحِبِي قَدْ خَرَجَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُنْسِيتُ أَنْ أُذَاكِرَهُ أَمْرَكَ وَلَكِنْ قِفْ بِالْبَابِ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْهِ. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ الْحَاجِبُ فَقَالَ لِي: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَالَةٍ خَسِيسَةٍ. وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ أَوْ أَرْبَعَةٌ. فَلَمَّا رَآنِي يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ فِي تِلْكَ الْحَالِ رَأَيْتُ أَثَرَ الْغَمِّ فِي وَجْهِهِ. وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَقَرَّبَ مَجْلِسِي. وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يُحَادِثُونَهُ. فَجَعَلَ يُذَاكِرُنِي الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ فَانْقَطَعْتُ عَنْ إِجَابَتِهِ وَجَعَلْتُ أَجِيءُ بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِالْمُوَافِقِ لِمَا يَسْأَلُ. وَجَعَلَ الْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَحْسَنِ الْجَوَابِ وَأَنَا سَاكِتٌ. فَلَمَّا انْقَضَى الْمَجْلِسُ وَخَرَجَ الْقَوْمُ خَرَجْتُ فَإِذَا خَادِمٌ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَدْ خَرَجَ فَلَقِيَنِي عِنْدَ السِّتْرِ فَقَالَ لِي: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُفْطِرَ عِنْدَهُ الْعَشِيَّةَ. فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي خَبَّرْتُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ وَقُلْتُ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَلَطٌ بِي. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: هَذِهِ رَغِيفَانِ وَقِطْعَةُ جُبْنٍ وَهَذِهِ دَابَّتِي تُرْكَبُ وَالْغُلامُ خَلْفَكَ. فَإِنْ أَذِنَ لَكَ الْحَاجِبُ بِالدُّخُولِ دَخَلْتَ وَدَفَعْتَ مَا مَعَكَ إِلَى الْغُلامِ. وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى صِرْتَ إِلَى بَعْضِ الْمَسَاجِدِ فَأَكَلْتَ مَا مَعَكَ وَشَرِبْتَ مِنْ مَاءِ الْمَسْجِدِ. فَانْصَرَفْتُ فَوَصَلْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ الْمَغْرِبَ. فَلَمَّا رَآنِي الْحَاجِبُ قَالَ: يَا شَيْخُ أَبْطَأْتَ وَقَدْ خَرَجَ الرَّسُولُ فِي طَلَبِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَدَفَعْتُ مَا كَانَ مَعِي إِلَى الْغُلامِ وَأَمَرْتُهُ بِالْمُقَامِ. فَدَخَلْتُ فَإِذَا الْقَوْمُ قَدْ تَوَافَوْا. فَسَلَّمْتُ وَقَعَدْتُ. وَقُدِّمَ الْوَضُوءُ فَتَوَضَّأْنَا وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ. فَأَفْطَرْنَا وَقَرُبَتْ عِشَاءُ الآخِرَةِ فَصُلِّيَ بِنَا ثُمَّ أَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُنِي وَأَنَا مُنْقَطِعٌ وَالْقَوْمُ يُجِيبُونَ بِأَشْيَاءَ هِيَ عِنْدِي عَلَى خِلافِ مَا يُجِيبُونَ. فَلَمَّا ذَهَبَ اللَّيْلُ خَرَجَ الْقَوْمُ وَخَرَجْتُ خَلْفَ بَعْضِهِمْ فَإِذَا غُلامٌ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ قَابِلَةً قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا مَا أَدْرِي مَا فِيهِ إِلا أَنَّهُ مَلأَنِي سُرُورًا. فَخَرَجْتُ إِلَى الْغُلامِ فَرَكِبْتُ وَمَعِي الْحَاجِبُ حَتَّى صَيَّرَنِي إِلَى أَصْحَابِي. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: اطْلُبُوا لِي سِرَاجًا. فَفَضَضْتُ الْكِيسَ فَإِذَا دَنَانِيرُ. فَقَالُوا لِي: مَا كَانَ رَدَّهُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الْغُلامَ أَمَرَنِي أَنْ أُوَافِيهِ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ. وَعَدَدْتُ الدَّنَانِيرَ فَإِذَا خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ: عَلَيَّ شِرَاءُ دَابَّتِكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ السُّرُجُ وَاللِّجَامُ وَمَا يُصْلِحُهُ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ حَمَّامُكَ وَخِضَابُ لِحْيَتِكَ وَطِيبُكَ. وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ شِرَاءُ كَسَوْتِكَ فَانْظُرْ فِي أَيِّ الزِّيِّ الْقَوْمُ. فَعَدَدْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَدَفَعْتُهَا إِلَى صَاحِبِ نَفَقَتِهِمْ فَحَلَفَ الْقَوْمُ بِأَجْمَعِهِمْ أنهم لا يرزؤوني دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا. وَغَدَوْا بِالْغَدَاةِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى مَا انْتَدَبَ لِي فِيهِ. فَمَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ إِلا وَأَنَا مِنْ أَنْبَلِ النَّاسِ. وَحَمَلْتُ بَاقِي الْكَيْسِ إِلَى الزُّبَيْرِيِّ فَلَمَّا رَآنِي بِتِلْكَ الْحَالِ سُرَّ سُرُورًا شَدِيدًا. ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لِي: إِنِّي شَاخِصٌ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقُلْتُ: نَعَمْ إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ الْعِيَالَ عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ. فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ يُوَصِّلُهَا إِلَى الْعِيَالِ. ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي بِجَمِيعِ مَا كَانَ مَعِي مِنَ الْكِيسِ. ثُمَّ صَلَّيْتُ الْعَصْرَ فَتَهَيَّأْتُ بِأَحْسَنَ هَيْئَةٍ. ثُمَّ حَضَرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَلَمَّا رآني الحاجب قام إلي فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ عَلَى يَحْيَى فَلَمَّا رَآنِي فِي تِلْكَ الْحَالِ نَظَرْتُ إِلَى السُّرُورِ فِي وَجْهِهِ. فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسِي ثُمَّ ابْتَدَأْتُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ يُذَاكِرُنِي بِهِ وَالْجَوَابِ فِيهِ. وَكَانَ الْجَوَابُ عَلَى غَيْرِ مَا كَانَ يُجِيبُ بِهِ الْقَوْمُ. فَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ وَتَقْطِيبِهِمْ لِي. وَأَقْبَلَ يَحْيَى يُسَائِلُنِي عَنْ حَدِيثِ كَذَا وَحَدِيثِ كَذَا فَأُجِيبُ فِيمَا يَسْأَلُنِي. وَالْقَوْمُ سُكُوتٌ مَا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِشَيْءٍ. فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ تَقَدَّمَ يَحْيَى فَصَلَّى. ثُمَّ أَحْضَرَ الطَّعَامَ فَتَعَشَّيْنَا. ثُمَّ صَلَّى بِنَا يَحْيَى عِشَاءَ الآخِرَةِ وَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا. فَلَمْ نَزَلْ فِي مُذَاكَرَةٍ. وَجَعَلَ يَحْيَى يَسْأَلُ بَعْضَ الْقَوْمِ فَيَنْقَطِعُ. فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الانْصِرَافِ انْصَرَفَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُمْ فَإِذَا الرَّسُولُ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْوَزِيرَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي الْوَقْتِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ يَوْمَكَ هَذَا. وَنَاوَلَنِي كِيسًا. فَانْصَرَفْتُ وَمَعِي رَسُولُ الْحَاجِبِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَأَصَبْتُ سِرَاجًا عِنْدَهُمْ فَدَفَعْتُ الْكِيسَ إِلَى الْقَوْمِ فَكَانُوا بِهِ أَشَدَّ سُرُورًا مِنِّي. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْتُ لَهُمْ: أَعِدُّوا لِي مَنْزِلا بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ وَاشْتَرُوا لِي جَارِيَةً وَغُلامًا خَبَّازًا وَأَثَاثًا وَمَتَاعًا. فَلَمْ أُصَلِّ الظُّهْرَ إِلا وَقَدْ أَعَدُّوا لِي ذَلِكَ. وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَكُونَ إِفْطَارُهُمْ عِنْدِي فَأَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ بَعْدَ صُعُوبَةٍ شَدِيدَةٍ. فَلَمْ أَزَلْ آتِي يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي الْوَقْتِ كُلَّمَا رَآنِي ازْدَادَ سُرُورًا. فَلَمْ يَزَلْ يَدْفَعُ إِلَيَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ حَتَّى كَانَ لَيْلَةُ الْعِيدِ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَزَيَّنْ غَدًا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَحْسَنِ زِيٍّ مِنْ زِيِّ الْقُضَاةِ. وَاعْتَرِضْ لَهُ فَإِنَّهُ سَيَسْأَلُنِي عَنْ خَبَرِكَ فَأُخْبِرُهُ. فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ الْعِيدِ خَرَجْتُ فِي أَحْسَنِ زِيٍّ. وَخَرَجَ النَّاسُ. وَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْمُصَلَّى. فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَلْحَظُنِي. فَلَمْ أَزَلْ فِي الْمَوْكِبِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ صِرْتُ إِلَى بَابِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ وَلَحِقَنَا يَحْيَى بَعْدَ دُخُولِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْزِلَهُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ادْخُلْ بِنَا. فَدَخَلْتُ وَدَخَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا زَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَسْأَلُنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ حَجَّتِنَا وَأَنَّكَ الرَّجُلُ الَّذِي سَايَرْتُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وَأَمَرَ لَكَ بِثَلاثِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَأَنَا مُتَنَجِّزُهَا لَكَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ انْصَرَفْتُ يَوْمِي ذَلِكَ فَدَخَلْتُ مِنَ الْغَدِ عَلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ. حَاجَةٌ عَرَضَتْ وَقَدْ قَضَيْتُ عَلَى الْوَزِيرِ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِقَضَائِهَا. فَقَالَ لِي: وَمَا ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ: الإِذْنُ إِلَى مَنْزِلِي. فَقَدِ اشْتَدَّ الشَّوْقُ إِلَى الْعِيَالِ وَالصِّبْيَانِ. فَقَالَ لِي: لا تَفْعَلْ. فَلَمْ أَزَلْ أُنَازِلُهُ حَتَّى أَذِنَ لِي وَاسْتَخْرَجَ لِي الثَّلاثِينَ الأَلْفِ دِرْهَمٍ. وَهُيِّئَتْ لِي حَرَّاقَةٌ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا. وَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى لِي مِنْ طَرَائِفِ الشَّامِ لأَحْمِلَهُ مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ. وَأَمَرَ وَكِيلَهُ بِالْعِرَاقِ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي إِلَى الْمَدِينَةِ لا أُكَلَّفُ نَفَقَةَ دِينَارٍ وَلا دِرْهَمٍ. فَصِرْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالْخَبَرِ وَحَلَفْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنِّي مَا أَصِلُهُمْ بِهِ. فَحَلَفَ الْقَوْمُ أَنَّهُمْ لا يرزؤوني دينارا ولا درهما. فو الله مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَخْلاقِهِمْ فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّي لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ؟ وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ جَالِسًا إِذْ ذَكَرَ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ. قَالَ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ الْوَاقِدِيُّ فَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ. قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَيْفَ لا أَتَرَحَّمُ عَلَى رَجُلٍ أُخْبِرُكَ عَنْ حَالِهِ؟ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ وَمَا فِي الْمَنْزِلِ دَقِيقٌ وَلا سَوِيقٌ وَلا عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا. فَمَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي فِي قَلْبِي فَقُلْتُ أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ زَوْجَتِي فَقَالَتْ: مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا مِنْ طَعَامْ أَوْ سَوِيقٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشَّهْرُ؟ فَقُلْتُ لَهَا: قَدْ مَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي. فَقَالَتْ: مَدَنِيُّونَ أَوْ عِرَاقِيُّونَ؟ قَالَ قُلْتُ: بَعْضٌ مَدِينِيٌّ وَبَعْضٌ عِرَاقِيٌّ. فَقَالَتِ: اعْرِضْهُمْ عَلَيَّ. فَقُلْتُ لَهَا: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو يَسَارٍ إِلا أَنَّهُ مَنَّانٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. فَسَمِّ الآخَرَ. فَسَمَّيْتُ الآخَرَ فَقُلْتُ: فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو مَالٍ إِلا أَنَّهُ بِخَيْلٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَقُلْتُ فُلانٌ. فَقَالَتْ: رَجُلٌ كَرِيمٌ حَسِيبٌ لا شَيْءَ عِنْدَهُ وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَهُ. قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَاسْتَفْتَحْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ. فَرَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. قَالَ فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذْ ذَلِكَ الْكِيسَ فَطَهِّرْهُ وَاسْتَنْفِقْهُ. فَإِذَا هِيَ دَرَاهِمُ مُكَحَّلَةٌ. فَأَخَذْتُ الْكِيسَ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ رَجُلا كَانَ يَتَوَلَّى شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ: اكْتُبْ مِنَ الدَّقِيقِ عَشَرَةَ أَقْفِزَةً. وَمِنَ الأُرْزِ قَفِيزًا. وَمِنَ السُّكَّرِ كَذَا. حَتَّى قَصَّ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ. فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ دَقَّ الْبَابِ فَقُلْتُ: انْظُرُوا مَنْ هَذَا. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقُلْتُ: ائْذَنِي لَهُ. فَقُمْتُ لَهُ عَنْ مَجْلِسِي وَرَحَّبْتُ بِهِ وَقَرَّبْتُ وَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ لِي: يَا عَمِّ أَخْرَجَنِي وُرُودُ هَذَا الشَّهْرِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ. فَفَكَّرْتُ سَاعَةً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ بِمَا فِيهِ. فَأَخَذَ الْكَيْسَ. ثُمَّ قُلْتُ لِصَاحِبِي: اخْرُجْ. فَخَرَجَ. فَدَخَلَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ لي: مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ الْفَتَى؟ فَقُلْتُ لَهَا: دفعت إليه الكيس بأسره. فقالت: وُفِّقْتَ وَأَحْسَنْتَ. ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي صِدِّيقٍ لِي بِقُرْبِ الْمَنْزِلِ فَانْتَعَلْتُ وَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَأَذِنَ لِي. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ وَقَرَّبَ ثم قال لي: ما جاء بك أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ فَخَبَّرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ. فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ. فَخُذْ نِصْفَهُ وَأَعْطِنَا نِصْفَهُ. فَإِذَا كِيسِي بِعَيْنِهِ. فَأَخَذْتُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةٍ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ يَلِي شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ لَهُ: اكْتُبْ خَمْسَةَ أَقْفِزَةِ دَقِيقٍ. فَكَتَبَ لِي جَمِيعَ مَا أَرَدْتُ مِنْ حَوَائِجِي. فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِدَاقٍّ يَدُقُّ الْبَابَ فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ: انْظُرِي مَنْ هَذَا. فَخَرَجَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ فَقَالَتْ: خَادِمٌ نَبِيلٌ. فَقُلْتُ لَهَا: ائْذَنِي لَهُ. فَنَزَلَ فَإِذَا كِتَابٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ يَسْأَلُنِي الْمَصِيرَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: اخْرُجْ. وَلَبِسْتُ ثِيَابِي وَرَكِبْتُ دَابَّتِي ثُمَّ مَضَيْتُ مَعَ الْخَادِمِ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. رَحِمَهُ اللَّهُ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي صَحْنِ دَارِهِ. فَلَمَّا رَآنِي وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَحَّبَ وَقَرَّبَ وَقَالَ: يَا غُلامُ مِرْفَقَةً. فَقَعَدْتُ إِلَى جَانِبِهِ فَقَالَ لِي: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَدْرِي لِمَ دَعَوْتُكَ؟ قُلْتُ: لا. فَقَالَ: أَسْهَرَتْنِي لَيْلَتِي هَذِهِ فِكْرَةً فِي أَمْرِكَ وَوُرُودِ هَذَا الشَّهْرِ وَمَا عِنْدَكَ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ! إِنَّ قِصَّتِي تَطُولُ. فَقَالَ لِي: إِنَّ الْقِصَّةَ كُلَّمَا طَالَتْ كَانَ أَشْهَى لَهَا. فَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ أم عَبْدِ اللَّهِ وَحَدِيثِ إِخْوَانِي الثَّلاثَةِ وَمَا كَانَ مِنْ رَدِّهَا لَهُمْ. وَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ الطَّالِبِيِّ وَخَبَرِ أَخِي الثَّانِي الْمُوَاسِي لَهُ بِالْكِيسِ. فَقَالَ: يَا غُلامُ دَوَاةً. فَكَتَبَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ. فَإِذَا كِيسٌ فِيهِ خَمْسُمِائَةُ دِينَارٍ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى شَهْرِكَ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ لِجَزَالَتِهَا وَحُسْنِ عَقْلِهَا. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلطَّالِبِيِّ. ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أخرى فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ فَقَالَ: هَذَا لِلْمُوَاسِي لَكَ. ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي حِفْظِ اللَّهِ. قَالَ فَرَكِبْتُ مِنْ فَوْرِي فَأَتَيْتُ صَاحِبِي الَّذِي وَاسَانِي بِالْكَيْسِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْمِائَتَيْ دِينَارٍ وَخَبَّرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَكَادَ يَمُوتُ فَرِحًا. ثُمَّ أَتَيْتُ الطَّالِبِيَّ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ. فَدَعَا وَشَكَرَ. ثُمَّ دَخَلْتُ مَنْزِلِي فَدَعَوْتُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا الصُّرَّةَ فَدَعَتْ وَجَزَتْ خَيْرًا. فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّ الْبَرَامِكَةِ. يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ خَاصَّةً؟ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ. وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ وَقَضَى دَيْنَهُ. وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثلاثين ومائة.