Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154539&book=5521#a43549
هانئ بن عروة بن فضفاض
ويقال: ابن عروة بن نمران - بن عمرو بن قعاس ابن عبد يغوث الغطيفي المرادي الكوفي قال هانئ لابنه: هب لي من كلامك كلمتين: زعم وسوف.
جاء عمارة بن أبي معيط إلى ابن زياد فحدث أن هانئ بن عروة جز رأسه.
كان الحسين عليه السلام قدم مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة، وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة المرادي، وينظر إلى اجتماع الناس عليه، ويكتب إليه بخبرهم، فقدم مسلم الكوفة مستخفياً، وأتته الشيعة، فأخذ بيعته، وكتب إلى الحسين: إني قدمت الكوفة، فبايعني منهم - إلى أن كتبت إليك - ثمانية عشر ألفاً، فعجل القدوم، فإنه ليس دونها مانع. فلما أتاه كتاب مسلم أغذ السير حتى انتهى إلى زبالة، فجاءت رسل أهل الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مئة ألف، وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة في آخر خلافة معاوية فهلك، وهو عليها، فخاف يزيد ألا يقدم النعمان على الحسين، فكتب إلى عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان وهو على البصرة فضم إليه الكوفة، وكتب إليه بإقبال الحسين إليها، فإن كان لك جناحان فطر حتى تسبق إليها، فأقبل عبيد الله بن زياد سريعاً، متعمماً، متنكراً حتى دخل سوق الكوفة. فلما رآه أهل السوق خرجوا يشتدون بين يديه، وهم يظنون أنه حسين، وذلك أنهم كانوا يتوقعونه، فجعلوا يقولون لعبيد الله بن زياد: يا بن رسول الله، الحمد لله الذي أراناك ويقبلون يده ورجله، فقال عبيد الله: لشد ما فسد هؤلاء، ثم دخل المسجد، وصلى ركعتين، وصعد المنبر وكشف وجهه. فلما رآه الناس مال بعضهم على بعض وأقشعوا عنه. وبنى عبيد الله بن زياد بأهله أم نافع بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط، وأتي في تلك الليلة
برسول الحسين أرسله إلى مسلم بن عقيل يقال له عبد الله بن بقطر فقتله، وكان قدم مع عبيد الله من البصرة شريك بن الأعور الحارثي، وكان شيعة لعلي فنزل أيضاً على هانئ بن عروة، فاشتكى شريك، فكان عبيد الله يعوده في منزل هانئ، ومسلم بن عقيل هناك لا يعلم به، فهيؤوا لعبيد الله ثلاثين رجلاً يقتلونه إذا دخل عليهم، وأقبل عبيد الله، فدخل على شريك يسأل به، فجعل شريك يقول: البسيط
ما تنظرون بسلمى أن تحيوها ... اسقوني فلو كانت فيها نفسي.
فقال عبيد الله: ما يقول؟ قالوا: يهجر، وتخشع القوم في البيت، وأنكر عبيد الله ما رأى منهم، فوثب، فخرج، ودعا مولى لهانئ بن عروة، وكان في الشرطة فسأله، فأخبره الخبر، فقال: أولى، ثم مضى حتى دخل القصر، وأرسل إلى هانئ بن عروة وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة، فقال: ما حملك على أن تخبر عدوي وتنطوي عليه؟! فقال: يا بن أخي، إنه جاء حق هو أحق من حقك، وحق أهل بيتك، فوثب عبيد الله، وفي يده عنزة، فضرب بها رأس هانئ حتى خرج الزج، واغترز في الحائط، ونثر دماغ الشيخ فقتله مكانه، وبلغ الخبر مسلم بن عقيل فخرج. وفي حديث آخر أن عبيد الله لما بنى بزوجته أرسل إلى هانئ فأتاه متوكئاً على عصاه، فقال: أكل الأمير العرس وحده، قال: أو تركتني أنتفع بعرس وقد ضممت مسلم بن عقيل، وهو عدو أمير المؤمنين؟! قال: ما فعلت، قال: لعمري لقد فعلت، وما شكرت بلاء زياد، ولا رعيت حقه وزاده فأغضبته، فانتزع عبيد الله العنزة من يده فشجه بها وحبسه حتى أتى بمسلم بن عقيل، فقتلهما جميعاً، وألقاهما من ظهر بيت، فقال عبد الله بن الزبير الأسدي يرثيه: الطويل
إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ بالسوق وابن عقيل
إلى بطل قد هشم السيف رأسه ... وآخر يهوى من طمار قتيل
تري جسداً قد غير الموت لونه ... ونضح دم قد سال كل مسيل
أصابهما أمر الإمام فأصبحا ... أحاديث من يسعى بكل سبيل
أيركب أسماء الهماليج آمناً ... وقد طلبته مذحج بقتيل
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم ... فكونوا بغاثاً أرضيت بقليل
يعني أسماء بن خارجة الفزاري، كان عبيد الله بن زياد بعثه وعمرو بن الحجاج الزبيدي إلى هانئ بن عروة فأعطياه العهود والمواثيق، فأقبل معهما حتى دخل على عبيد الله بن زياد فقتله، ويعني بقوله: وآخر يهوي من طمار قتيل: عبد الله بن بقطر، لأنه قتل وألقي من فوق القصر.
قالوا: ولما قتل عبيد الله بن زياد مسلم بن عقيل أمر بهانئ بن عروة، فأخرج فجعل ينادي: يا مذ حجاه ولا مذ حج لي، فانتهوا به إلى موضع في السوق تباع فيه الغنم، فقالوا: مد عنقك، فقال: ما أنا بمعينكم على نفسي بشيء، فضرب عنقه مولى لعبيد الله بن زياد يقال له سلمان.
18 - هانئ بن كلثوم بن عبد الله ابن شريك بن ضمضم - ويقال له: ابن حبان الكندي - ويقال: الكناني الفلسطيني قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركاً، أو قتل مؤمناً متعمداً ".
قال هانئ بن كلثوم: حدثني محمود بن الربيع عن عبادة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من قتل مؤمناً ثم اغتبط بقتله لم يقبل منه صرف ولا عدل ".
وحدث أيضاً بهذا السند عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا يزال المؤمن صالحاً ما لم يصب دماً ".
وسئل يحيى الغساني عن اغتباطه بقتله، قال: هم الذين يقتلون في الفتنة. يقتلون أحدهم، فيرى أنه على هدى. لا يستغفر الله منه أبداً.
وحدث هانئ بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا يزال المؤمن معنقاً صالحاً ما لم يصب دماً حراماً، فإذا أصاب دماً بلح ".
قال هانئ بن كلثوم: مثل المؤمن الفقير كمثل المريض عند الطبيب العلم بدائه، تطلع نفسه إلى أشياء يشتهيها، لو أصابها أكلها، كذلك يحمى الله المؤمن من الدنيا.
بعث عمر بن عبد العزيز إلى هانئ بن كلثوم يستخلفه على فلسطين: عربها وعجمها، فأبى، ومات في ولايته. فلما بلغته وفاته قال: أحتسب عند الله صحبة هانئ الجيش.
19 - هانئ أبو مالك الهمداني: من أصحاب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو جد بني أبي مالك. قدم هانئ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اليمن فدعاه إلى الإسلام، فأسلم، ومسح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رأسه، ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان، فأقام عنده حتى خرج في الجيش الذي بعثه أبو بكر الصديق إلى الشام فلم يرجع.
20 - هانئ أبو سعيد البربري، مولى عثمان بن عفان الأموي حدث عن عثمان قال: كان عثمان إذا وقف على قبر قال: ادعو لصاحبكم بالتثبت، فإنه الآن يسأل.
وفي رواية: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا فرغ من دفن الرجل قال: " استغفروا لأخيكم، وسلوا له بالتثبت فإنه الآن يسأل ".
وحدث قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟! فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ".
قال: وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " والله، ما رأيت منظراً قد إلا القبر أفظع منه ".