أبو كبشة السلولي
قال حسان بن عطية: أقبل أبو كبشة السلولي ونحن في المسجد الحرام فقام إليه مكحول وابن أبي زكريا، وأبو مخرمة. فقال: سمعت عبد بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. وحدث عن عبد الله بن عمرو أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أربعون حسنة أعلاهن منحة العنز، لا يعمل العبد بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة. وحدث عن سهل بن الحنظلية قال: صلينا العصر مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسيره إلى حنين، وأمر الناس فنزلوا وعسكروا، وأقبل فارس فقال: يا رسول الله، خرجت بين أيديكم حتى أشرفت على جبل كذا وكذا، فإذا بهوازن على بكرة أبيها، بظعنها ونعمها وشائها، فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله عز وجل. قدم أبو كبشة دمشق في ولاية عبد الملك، فقال له عبد الله بن عامر: ما أقدمك؟ لعلك قدمت تسأل أمير المؤمنين شيئاً. وأنا أسأل أحداً شيئاً بعد الذي حدثني سهل بن
الحنظلية؟! قال عبد الله بن عامر: وما الذي حدثك؟ قال: سمعته يقول: قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فسألاه. فدعا معاوية فأمره بشيء لا أدري ما هو. فانطلق معاوية في الصحيفتين، فألقى إلى عيينة بن بدر إحداهما، وكان أحلم الرجلين، فربطها في يد عمامته، وألقى الأخرى إلى الأقرع بن حابس فقال لمعاوية: ما فيها؟ فقال: فيها الذي أمرت به. قال: بئس وافد قومي إن أنا أتيتهم بصحيفة أحملها لا أعلم ما فيها كصحيفة المتلمس. قال: ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل على رجل يحدثه، فلما سمع مقالته أخذ الصحيفة ففضها، فإذا فيها الذي أمر به، فألقاها ثم قام وتبعته حتى مر بباب المسجد، فإذا بعير مناخ، فقال: أين صاحب البعير؟ فابتغي فلم يوجد، فقال: اتقوا الله في هذه البهائم، اركبوها صحاحاً وكلوها سماناً، ثم تبعته حتى دخل منزله، فقال كالمتسخط أنفاً: إنه من يسأل الناس عن ظهر الغنى، فإنما يستكثر من جمر جهنم. فقلت: يا رسول الله، وما ظهر الغنى؟ قال: أن تعلم أن عند أهلك ما يغديهم أو يعشيهم. قال: فأنا أسأل أحداً شيئاً بعد هذا؟!
قال حسان بن عطية: أقبل أبو كبشة السلولي ونحن في المسجد الحرام فقام إليه مكحول وابن أبي زكريا، وأبو مخرمة. فقال: سمعت عبد بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. وحدث عن عبد الله بن عمرو أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أربعون حسنة أعلاهن منحة العنز، لا يعمل العبد بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة. وحدث عن سهل بن الحنظلية قال: صلينا العصر مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسيره إلى حنين، وأمر الناس فنزلوا وعسكروا، وأقبل فارس فقال: يا رسول الله، خرجت بين أيديكم حتى أشرفت على جبل كذا وكذا، فإذا بهوازن على بكرة أبيها، بظعنها ونعمها وشائها، فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله عز وجل. قدم أبو كبشة دمشق في ولاية عبد الملك، فقال له عبد الله بن عامر: ما أقدمك؟ لعلك قدمت تسأل أمير المؤمنين شيئاً. وأنا أسأل أحداً شيئاً بعد الذي حدثني سهل بن
الحنظلية؟! قال عبد الله بن عامر: وما الذي حدثك؟ قال: سمعته يقول: قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فسألاه. فدعا معاوية فأمره بشيء لا أدري ما هو. فانطلق معاوية في الصحيفتين، فألقى إلى عيينة بن بدر إحداهما، وكان أحلم الرجلين، فربطها في يد عمامته، وألقى الأخرى إلى الأقرع بن حابس فقال لمعاوية: ما فيها؟ فقال: فيها الذي أمرت به. قال: بئس وافد قومي إن أنا أتيتهم بصحيفة أحملها لا أعلم ما فيها كصحيفة المتلمس. قال: ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل على رجل يحدثه، فلما سمع مقالته أخذ الصحيفة ففضها، فإذا فيها الذي أمر به، فألقاها ثم قام وتبعته حتى مر بباب المسجد، فإذا بعير مناخ، فقال: أين صاحب البعير؟ فابتغي فلم يوجد، فقال: اتقوا الله في هذه البهائم، اركبوها صحاحاً وكلوها سماناً، ثم تبعته حتى دخل منزله، فقال كالمتسخط أنفاً: إنه من يسأل الناس عن ظهر الغنى، فإنما يستكثر من جمر جهنم. فقلت: يا رسول الله، وما ظهر الغنى؟ قال: أن تعلم أن عند أهلك ما يغديهم أو يعشيهم. قال: فأنا أسأل أحداً شيئاً بعد هذا؟!