عتبة بن غزوان اخو بنى مازن بن صعصعة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وله صحبة روى عنه خالد بن عمير وشويس أبو الرقاد والحسن البصري سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد وروى عنه إبراهيم بن أبي عبلة وهارون بن رئاب وروى هو عن ابى موسى الاشعري.
عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ
- عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْن مالك بْن الحارث ابن عوف بْن مازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمة بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قيس بن عيلان بن مضر. ويكنى أبا عبد الله. قال: وسمعت بعضهم يكنيه أَبَا غزوان. وكان رجلًا طوالًا جميلا قديم الإسلام. وهاجر إلى أرض الحبشة وشهد بَدْرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالا: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ فَهُوَ الَّذِي فَتَحَهَا وَبَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الأُبُلَّةُ. وَبَنَى مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ بِقَصَبٍ وَلَمْ يَبْنِ بِهَا دَارًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ كَانَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْقَادِسِيَّةِ. فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ. يَعْنِي ابْنَ حَسَنَةَ. قَالَ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ قَدْ حَضَرَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ هُزِمَ الأَعَاجِمُ. فَكَتَبَ عمر بن الخطاب إلى سعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يَضْرِبَ قَيْرَوَانَهُ بِالْكُوفَةِ. وَأَنِ ابْعَثْ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ فَإِنَّ لَهُ مِنَ الإِسْلامِ مَكَانًا. وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَقَدْ رَجَوْتُ جَزْءَهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ وَالْبَصْرَةُ تُسَمَّى يَوْمَئِذٍ أَرْضَ الْهِنْدِ فَيَنْزِلَهَا وَيَتَّخِذَ بِهَا لِلْمُسْلِمِينَ قَيْرَوَانًا وَلا يَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا. فَدَعَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ وَأَخْبَرَهُ بِكِتَابِ عُمَرَ فَأَجَابَ وَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ فِي ثَمَانِي مِائَةِ رَجُلٍ. فَسَارُوا حَتَّى نزلوا البصرة. وإنما سميت البصرة بصرة لأَنَّهَا كَانَتْ فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ. فَلَمَّا نَزَلَهَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ ضَرَبَ قَيْرَوَانَهُ وَنَزَلَهَا وَضَرَبَ الْمُسْلِمُونَ أَخْبِيَتَهُمْ وَخِيَامَهُمْ. وَضَرَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ خَيْمَةً لَهُ مِنْ أَكْسِيَةٍ ثُمَّ رَمَى عُمَرُ ابن الْخَطَّابِ بِالرِّجَالِ. فَلَمَّا كَثُرُوا بَنَى رَهْطٌ مِنْهُمْ فِيهَا سَبْعَ دَسَاكِرَ مِنْ لِبْنٍ مِنْهَا فِي الْخُرَيْبَةِ اثْنَتَانِ وَفِي الزَّابُوقَةِ وَاحِدَةٌ وَفِي بَنِيٍ تَمِيمٍ اثْنَتَانِ وَفِي الأَزْدِ اثْنَتَانِ. ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ خَرَجَ إِلَى فُرَاتِ الْبَصْرَةِ فَفَتَحَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ يَغْزُونَ جِبَالَ فَارِسَ مِمَّا يَلِيهَا. وَجَاءَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَنِ انْزِلْهَا بِالْمُسْلِمِينَ فَيَكُونُوا بِهَا وَلْيَغْزُوا عَدُوَّهُمْ مِنْ قَرِيبٍ. وَكَانَ عُتْبَةُ خَطَبَ النَّاسَ وَهِيَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. أحمده وأستعينه. وأؤمن بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءً وَآذَنَتْ أَهْلَهَا بِوَدَاعٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ. أَلا وَإِنَّكُمْ تَارِكُوهَا لا مَحَالَةَ فَاتْرُكُوهَا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ. أَلا وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ يُؤْتَى بِالْحَجَرِ الضَّخْمِ فَيُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ. فَيَهْوِي سَبْعِينَ عَامًا. حَتَّى يَبْلُغَ قَعْرَهَا. وَاللَّهِ لَتُمْلأَنَّ. أَلا وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنَّ لِلْجَنَّةِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ عَرْضُ مَا بَيْنَ جَانِبَيِ الْبَابِ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ عَامًا. وَايْمُ اللَّهِ لَتَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا سَاعَةٌ وَهِيَ كَظِيظَةٌ مِنَ الزِّحَامِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ. ص. سَابِعَ سَبْعَةٍ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْبِشَامِ وَشَوْكُ الْقَتَادِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا. وَلَقَدِ الْتَقَطْتُ بُرْدَةً يَوْمَئِذٍ فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا مِنَّا أَيُّهَا الرَّهْطُ السَّبْعَةُ إِلا أَمِيرٌ عَلَى مِصْرَ مِنَ الأَمْصَارِ. وَأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلا تَنَاسَخَهَا مُلْكٌ فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يُدْرِكَنَا ذَلِكَ الزَّمَانُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السُّلْطَانُ مَلِكًا وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ صَغِيرًا. وَسَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بَعْدَنَا وَتُجَرِّبُونَ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ. قَالَ: فَبَيْنَا عُتْبَةُ عَلَى خُطْبَتِهِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفَ بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ. فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ اقْتَنَى بِالْبَصْرَةِ خَيْلا حِينَ لا يَقْتَنِيهَا أَحَدٌ فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَأَحْسِنْ جِوَارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَأَعِنْهُ عَلَى مَا اسْتَعَانَكَ عَلَيْهِ. وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَوَّلَ مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا بِالْبَصْرَةِ وَاتَّخَذَهَا. ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ سَارَ إِلَى مَيْسَانَ وَأَبْزِقِبَاذَ فَافْتَتَحَهَا. وَقَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ الْمَرْزُبَانُ صَاحِبُ الْمَذَارِ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ فَقَاتَلَهُمْ فَهَزَمَ اللَّهُ الْمَرْزُبَانَ وَأَخَذَ الْمَرْزُبَانُ سَلَمًا فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَأَخَذَ قِبَاءَهُ وَمِنْطِقَتَهُ فِيهَا الذَّهَبُ وَالْجَوْهَرُ. فَبَعَثَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَلَمَّا قَدِمَ سَلَبُ الْمَرْزُبَانِ المدينة سَأَلَ النَّاسُ الرَّسُولَ عَنْ حَالِ النَّاسِ. فَقَالَ الْقَادِمُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَمَّ تَسْأَلُونَ؟ تَرَكْتُ وَاللَّهِ النَّاسَ يَهْتَالُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ. فَنَشَطَ النَّاسُ. وَأَقْبَلَ عُمَرُ يُرْسِلُ الرِّجَالَ إِلَيْهِ الْمِائَةَ وَالْخَمْسِينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مَدَدًا لِعُتْبَةَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَكَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ إِلَى عُتْبَةَ وَهُوَ عَامِلُهُ. فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ عُتْبَةُ فَاسْتَأْذَنَ عُمَرَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ فَقَدِمَ عُتْبَةُ عَلَى عُمَرَ فَشَكَا إِلَيْهِ تُسَلُّطَ سَعْدٍ عَلَيْهِ فَسَكَتَ عَنْهُ عُمَرُ فَأَعَادَ ذَلِكَ عُتْبَةُ مِرَارًا. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَى عُمَرَ قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ يَا عُتْبَةُ أَنْ تُقِرَّ بِالإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَرَفٌ. فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: أَلَسْتُ مِنْ قُرَيْشٍ؟ وَلِي صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِيمَةٌ لا تُنْكَرُ وَلا تُدْفَعُ. فَقَالَ عُمَرُ: لا يُنْكَرُ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِكَ. قَالَ عُتْبَةُ: أَمَا إِذَا صار الأمر إلى هذا فو الله لا أَرْجِعُ إِلَيْهَا أَبَدًا! فَأَبَى عُمَرُ إِلا أَنْ يَرُدَّهُ إِلَيْهَا فَرَدَّهُ فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ. وَكَانَ عَمَلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلامُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَكَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.
- عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْن مالك بْن الحارث ابن عوف بْن مازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمة بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قيس بن عيلان بن مضر. ويكنى أبا عبد الله. قال: وسمعت بعضهم يكنيه أَبَا غزوان. وكان رجلًا طوالًا جميلا قديم الإسلام. وهاجر إلى أرض الحبشة وشهد بَدْرًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالا: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ فَهُوَ الَّذِي فَتَحَهَا وَبَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الأُبُلَّةُ. وَبَنَى مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ بِقَصَبٍ وَلَمْ يَبْنِ بِهَا دَارًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ كَانَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِالْقَادِسِيَّةِ. فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ. يَعْنِي ابْنَ حَسَنَةَ. قَالَ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ قَدْ حَضَرَ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ هُزِمَ الأَعَاجِمُ. فَكَتَبَ عمر بن الخطاب إلى سعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يَضْرِبَ قَيْرَوَانَهُ بِالْكُوفَةِ. وَأَنِ ابْعَثْ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ فَإِنَّ لَهُ مِنَ الإِسْلامِ مَكَانًا. وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَقَدْ رَجَوْتُ جَزْءَهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ وَالْبَصْرَةُ تُسَمَّى يَوْمَئِذٍ أَرْضَ الْهِنْدِ فَيَنْزِلَهَا وَيَتَّخِذَ بِهَا لِلْمُسْلِمِينَ قَيْرَوَانًا وَلا يَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا. فَدَعَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ وَأَخْبَرَهُ بِكِتَابِ عُمَرَ فَأَجَابَ وَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ فِي ثَمَانِي مِائَةِ رَجُلٍ. فَسَارُوا حَتَّى نزلوا البصرة. وإنما سميت البصرة بصرة لأَنَّهَا كَانَتْ فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ. فَلَمَّا نَزَلَهَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ ضَرَبَ قَيْرَوَانَهُ وَنَزَلَهَا وَضَرَبَ الْمُسْلِمُونَ أَخْبِيَتَهُمْ وَخِيَامَهُمْ. وَضَرَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ خَيْمَةً لَهُ مِنْ أَكْسِيَةٍ ثُمَّ رَمَى عُمَرُ ابن الْخَطَّابِ بِالرِّجَالِ. فَلَمَّا كَثُرُوا بَنَى رَهْطٌ مِنْهُمْ فِيهَا سَبْعَ دَسَاكِرَ مِنْ لِبْنٍ مِنْهَا فِي الْخُرَيْبَةِ اثْنَتَانِ وَفِي الزَّابُوقَةِ وَاحِدَةٌ وَفِي بَنِيٍ تَمِيمٍ اثْنَتَانِ وَفِي الأَزْدِ اثْنَتَانِ. ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ خَرَجَ إِلَى فُرَاتِ الْبَصْرَةِ فَفَتَحَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ يَغْزُونَ جِبَالَ فَارِسَ مِمَّا يَلِيهَا. وَجَاءَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَنِ انْزِلْهَا بِالْمُسْلِمِينَ فَيَكُونُوا بِهَا وَلْيَغْزُوا عَدُوَّهُمْ مِنْ قَرِيبٍ. وَكَانَ عُتْبَةُ خَطَبَ النَّاسَ وَهِيَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. أحمده وأستعينه. وأؤمن بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءً وَآذَنَتْ أَهْلَهَا بِوَدَاعٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ. أَلا وَإِنَّكُمْ تَارِكُوهَا لا مَحَالَةَ فَاتْرُكُوهَا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ. أَلا وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ يُؤْتَى بِالْحَجَرِ الضَّخْمِ فَيُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ. فَيَهْوِي سَبْعِينَ عَامًا. حَتَّى يَبْلُغَ قَعْرَهَا. وَاللَّهِ لَتُمْلأَنَّ. أَلا وَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنَّ لِلْجَنَّةِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ عَرْضُ مَا بَيْنَ جَانِبَيِ الْبَابِ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ عَامًا. وَايْمُ اللَّهِ لَتَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا سَاعَةٌ وَهِيَ كَظِيظَةٌ مِنَ الزِّحَامِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ. ص. سَابِعَ سَبْعَةٍ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْبِشَامِ وَشَوْكُ الْقَتَادِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا. وَلَقَدِ الْتَقَطْتُ بُرْدَةً يَوْمَئِذٍ فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا مِنَّا أَيُّهَا الرَّهْطُ السَّبْعَةُ إِلا أَمِيرٌ عَلَى مِصْرَ مِنَ الأَمْصَارِ. وَأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلا تَنَاسَخَهَا مُلْكٌ فَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يُدْرِكَنَا ذَلِكَ الزَّمَانُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السُّلْطَانُ مَلِكًا وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ صَغِيرًا. وَسَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بَعْدَنَا وَتُجَرِّبُونَ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ. قَالَ: فَبَيْنَا عُتْبَةُ عَلَى خُطْبَتِهِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفَ بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ. فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ اقْتَنَى بِالْبَصْرَةِ خَيْلا حِينَ لا يَقْتَنِيهَا أَحَدٌ فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَأَحْسِنْ جِوَارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَأَعِنْهُ عَلَى مَا اسْتَعَانَكَ عَلَيْهِ. وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَوَّلَ مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا بِالْبَصْرَةِ وَاتَّخَذَهَا. ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ سَارَ إِلَى مَيْسَانَ وَأَبْزِقِبَاذَ فَافْتَتَحَهَا. وَقَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ الْمَرْزُبَانُ صَاحِبُ الْمَذَارِ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ فَقَاتَلَهُمْ فَهَزَمَ اللَّهُ الْمَرْزُبَانَ وَأَخَذَ الْمَرْزُبَانُ سَلَمًا فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَأَخَذَ قِبَاءَهُ وَمِنْطِقَتَهُ فِيهَا الذَّهَبُ وَالْجَوْهَرُ. فَبَعَثَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَلَمَّا قَدِمَ سَلَبُ الْمَرْزُبَانِ المدينة سَأَلَ النَّاسُ الرَّسُولَ عَنْ حَالِ النَّاسِ. فَقَالَ الْقَادِمُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَمَّ تَسْأَلُونَ؟ تَرَكْتُ وَاللَّهِ النَّاسَ يَهْتَالُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ. فَنَشَطَ النَّاسُ. وَأَقْبَلَ عُمَرُ يُرْسِلُ الرِّجَالَ إِلَيْهِ الْمِائَةَ وَالْخَمْسِينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مَدَدًا لِعُتْبَةَ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَكَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ إِلَى عُتْبَةَ وَهُوَ عَامِلُهُ. فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ عُتْبَةُ فَاسْتَأْذَنَ عُمَرَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ فَقَدِمَ عُتْبَةُ عَلَى عُمَرَ فَشَكَا إِلَيْهِ تُسَلُّطَ سَعْدٍ عَلَيْهِ فَسَكَتَ عَنْهُ عُمَرُ فَأَعَادَ ذَلِكَ عُتْبَةُ مِرَارًا. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَى عُمَرَ قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ يَا عُتْبَةُ أَنْ تُقِرَّ بِالإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَرَفٌ. فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: أَلَسْتُ مِنْ قُرَيْشٍ؟ وَلِي صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِيمَةٌ لا تُنْكَرُ وَلا تُدْفَعُ. فَقَالَ عُمَرُ: لا يُنْكَرُ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِكَ. قَالَ عُتْبَةُ: أَمَا إِذَا صار الأمر إلى هذا فو الله لا أَرْجِعُ إِلَيْهَا أَبَدًا! فَأَبَى عُمَرُ إِلا أَنْ يَرُدَّهُ إِلَيْهَا فَرَدَّهُ فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ. وَكَانَ عَمَلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلامُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَكَانَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.
عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ مَا لِي أَرَى عَيْنَكَ نَافِرَةً قَالَ الْتَفَتُّ الْتِفَاتَةً فَإِذَا جَارِيَةٌ مُنْكَشِفَةٌ فَلَحَظْتُهَا لَحْظَةً فَصَكَكْتُ عَيْنِي صَكَّةً فَصَارَتْ إِلَى مَا تَرَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ فَإِنَّكَ ظَلَمْتَ عَيْنَكَ لَكَ أَوَّلُ نَظْرَةٍ وَعَلَيْكَ مَا بَعْدَهَا رَوَى عَنْهُ هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ
عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ
- عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْن مالك بْن الْحَارِث بْن عوف بْن مازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قيس بن عيلان بْن مضر. ويكنى أَبَا عَبْد الله. قَالَ ابن سعد: وسمعت بعضهم يكنيه أَبَا غزوان. وكان رجلًا طوالًا جميلًا. وهو قديم الْإِسْلَام وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية. وكان من الرماة المذكورين مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالا: قَدِمَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ وَهُوَ ابن أربعين سنة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَزَلَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وَخَبَّابُ مَوْلَى عُتْبَةَ. حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سلمة العجلاني. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ وَأَبِي دُجَانَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ. فَهُوَ الَّذِي مَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا. وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الأُبُلَّةُ. وَبَنَى الْمَسْجِدَ بِقَصَبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ كَانَ عُتْبَةُ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ. وَكَانَتْ وِلايَتُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ الْمَدِينَةَ فَرَدَّهُ عُمَرُ عَلَى الْبَصْرَةِ وَالِيًا فَمَاتَ فِي الْبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ. فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلامُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
- عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ زَيْدِ بْن مالك بْن الْحَارِث بْن عوف بْن مازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قيس بن عيلان بْن مضر. ويكنى أَبَا عَبْد الله. قَالَ ابن سعد: وسمعت بعضهم يكنيه أَبَا غزوان. وكان رجلًا طوالًا جميلًا. وهو قديم الْإِسْلَام وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية. وكان من الرماة المذكورين مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا مِنْ وَلَدِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ قَالا: قَدِمَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ وَهُوَ ابن أربعين سنة. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَزَلَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وَخَبَّابُ مَوْلَى عُتْبَةَ. حِينَ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سلمة العجلاني. قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ وَأَبِي دُجَانَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ عَلَى الْبَصْرَةِ. فَهُوَ الَّذِي مَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا. وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الأُبُلَّةُ. وَبَنَى الْمَسْجِدَ بِقَصَبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَيُقَالُ كَانَ عُتْبَةُ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَوَجَّهَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ بِكِتَابِ عُمَرَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ. وَكَانَتْ وِلايَتُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ الْمَدِينَةَ فَرَدَّهُ عُمَرُ عَلَى الْبَصْرَةِ وَالِيًا فَمَاتَ فِي الْبَصْرَةِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. أَصَابَهُ بَطْنٌ فَمَاتَ بِمَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ. فَقَدِمَ سُوَيْدٌ غُلامُهُ بِمَتَاعِهِ وَتَرِكَتِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ يُعْرَفُ بِالسُّلَمِيِّ، وَقِيلَ: الْمَازِنِيُّ مَازِنُ سُلَيْمٍ، بَدْرِيٌّ، مُهَاجِرِيٌّ، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَقِيلَ: أَبُو غَزْوَانَ، كَانَ طَوِيلًا جَمِيلًا، وَهُوَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ حَفْصَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ، مُهَاجِرِيٌّ أَوَّلِيٌّ، قِيلَ: إِنَّهُ هَاجَرَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْبَصْرَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ فِي مَرَّتِهِ الثَّانِيَةِ، وَدُفِنَ فِي بَعْضِ الْمِيَاهِ، وَقِيلَ: بِالرَّبَذَةِ، اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْبَصْرَةِ فَكَانَتْ وِلَايَتِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَهُوَ الَّذِي بَصَّرَ الْبَصْرَةَ، وَبَنَى مَسْجِدَهَا، وَفَتَحَ الْأُبُلَّةَ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْهَا، وَخَطَبَ عَلَى مِنْبَرِهَا، تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَخَمْسِينَ حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ "
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، يُكَنَّى: أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَقَدْ قِيلَ: أَبُو غَزْوَانَ، وَكَانَ طَوِيلًا جَمِيلًا، مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي مَرَّتِهِ الثَّانِيَةِ، وَدُفِنَ فِي بَعْضِ الْمِيَاهِ، وَهُوَ ابْنِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ "
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدَانَ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حِذَاءٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي دَارٍ أَنْتُمْ مُحَوَّلُونَ مِنْهَا، فَانْتَقِلُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا، وَإِنَّكُمْ وَاللهِ لَتَبْلُوُنَّ الْأُمَرَاءَ بَعْدِي، قَالَ حُمَيْدٌ: فَبَلَوْنَاهُمْ بَعْدَهُ، وَإِنَّهُ وَاللهِ مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ، حَتَّى يَكُونَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، وَإِنِّي رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرِقَ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، فَوَجَدْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا نِصْفَيْنِ، فَأَعْطَيْتُ نِصْفَهَا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَلَبِسْتُ نِصْفَهَا، فَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ السَّبْعَةِ الْيَوْمَ رَجُلٌ حَيٌّ إِلَّا وَهُوَ أَمِيرُ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ، فَيَا لَلْعَجَبِ، الْحَجَرُ يُلْقَى مِنْ رَأْسِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي سَبْعِينَ خَرِيفًا حَتَّى يَتَقَرَّرَ فِي أَسْفَلِهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُمْلَأَنَّ، أَفَعَجِبْتُمْ وَإِنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَمَا فِيهَا إِلَّا وَهُوَ كَظِيظٌ " لَفْظُ بَكْرِ بْنِ قُرَّةَ، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَأَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَمْرُو بْنُ عِيسَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، وَالرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنِ ابْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ، عُمَرُ بَعَثَهُ أَمِيرًا عَلَى الْبَصْرَةِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَقَامَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَذِنَتْ بِصَرْمٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَصْبُبُهَا صَاحِبُهَا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ» وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عُتْبَةَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرِقُ الْحَبَلَةِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ» تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُعْبَةَ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَشِيرٍ السَّامِيُّ، ثنا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِقُرَيْشٍ: «هَلْ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مِنْكُمْ؟» ، قَالُوا: ابْنُ أُخْتِنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، قَالَ: «ابْنِ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ، وَحَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَطَرٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَسَعِيدٍ، عَنْ عُتْبَةَ، ح وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ أَنْ يَؤُمَّ أَبَا بَكْرٍ، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي فَضْلُ يَدٍ فِي الْمَحَبَّةِ وَالنَّصِيحَةِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ»
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، " فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ "
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، يُكَنَّى: أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَقَدْ قِيلَ: أَبُو غَزْوَانَ، وَكَانَ طَوِيلًا جَمِيلًا، مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي مَرَّتِهِ الثَّانِيَةِ، وَدُفِنَ فِي بَعْضِ الْمِيَاهِ، وَهُوَ ابْنِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ "
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدَانَ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حِذَاءٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي دَارٍ أَنْتُمْ مُحَوَّلُونَ مِنْهَا، فَانْتَقِلُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا، وَإِنَّكُمْ وَاللهِ لَتَبْلُوُنَّ الْأُمَرَاءَ بَعْدِي، قَالَ حُمَيْدٌ: فَبَلَوْنَاهُمْ بَعْدَهُ، وَإِنَّهُ وَاللهِ مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا تَنَاسَخَتْ، حَتَّى يَكُونَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، وَإِنِّي رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرِقَ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، فَوَجَدْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا نِصْفَيْنِ، فَأَعْطَيْتُ نِصْفَهَا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَلَبِسْتُ نِصْفَهَا، فَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ السَّبْعَةِ الْيَوْمَ رَجُلٌ حَيٌّ إِلَّا وَهُوَ أَمِيرُ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ، فَيَا لَلْعَجَبِ، الْحَجَرُ يُلْقَى مِنْ رَأْسِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي سَبْعِينَ خَرِيفًا حَتَّى يَتَقَرَّرَ فِي أَسْفَلِهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُمْلَأَنَّ، أَفَعَجِبْتُمْ وَإِنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَمَا فِيهَا إِلَّا وَهُوَ كَظِيظٌ " لَفْظُ بَكْرِ بْنِ قُرَّةَ، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَأَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَمْرُو بْنُ عِيسَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، وَالرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنِ ابْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ، عُمَرُ بَعَثَهُ أَمِيرًا عَلَى الْبَصْرَةِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَقَامَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَذِنَتْ بِصَرْمٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَصْبُبُهَا صَاحِبُهَا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ» وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عُتْبَةَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرِقُ الْحَبَلَةِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ» تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُعْبَةَ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَشِيرٍ السَّامِيُّ، ثنا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِقُرَيْشٍ: «هَلْ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مِنْكُمْ؟» ، قَالُوا: ابْنُ أُخْتِنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، قَالَ: «ابْنِ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ، وَحَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَطَرٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَسَعِيدٍ، عَنْ عُتْبَةَ، ح وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ أَنْ يَؤُمَّ أَبَا بَكْرٍ، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي فَضْلُ يَدٍ فِي الْمَحَبَّةِ وَالنَّصِيحَةِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ»