عبيد الله بن أبي زياد القداح، أبو الحصين المكي: ثقة.
Aḥmad b. Ḥanbal (d. 855 CE) - al-Jāmiʿ li-ʿulūm imām Aḥmad: al-Rijāl - أحمد بن حنبل - الجامع لعلوم إمام أحمد: الرجال
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 3094 1. عبيد الله بن أبي زياد22. آدم بن أبي إياس4 3. آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد1 4. أبان الصريمي أبو مسعر1 5. أبان بن أبي عياش6 6. أبان بن تغلب أبو أميمة1 7. أبان بن خالد الحنفي1 8. أبان بن صالح بن عمير الحجازي2 9. أبان بن صمعة4 10. أبان بن عبد الله البجلي ابن أبي حازم2 11. أبان بن عثمان بن عفان3 12. أبان بن يزيد العطار أبو يزيد البصري3 13. أبو أيوب4 14. أبو الأبيض العنسي الشامي2 15. أبو الأحوص مولى بني ليث1 16. أبو الجعد2 17. أبو الحجاج الأزدي2 18. أبو الحسن مولى بني نوفل1 19. أبو الحسين المكي1 20. أبو الربيع الأعرج1 21. أبو الربيع الأنصاري1 22. أبو الربيع المدني3 23. أبو العشراء الدارمي البصري1 24. أبو العوام سادن بيت المقدس1 25. أبو القاسم بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان...1 26. أبو المحجل مولى بني هاشم1 27. أبو المعلى بن لوذان الأنصاري1 28. أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري البصري...1 29. أبو بردة6 30. أبو برزة الأسلمي6 31. أبو بشر الحلبي1 32. أبو بشر صاحب القرى1 33. أبو بكر النهشلي الكوفي2 34. أبو بكر الهذلي البصري1 35. أبو بكر بن أبي الورد الأنصاري2 36. أبو بكر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري...1 37. أبو بكر بن أسماء بن عبيد1 38. أبو بكر بن الفضل بن المؤتمر1 39. أبو بكر بن الوليد بن عامر الزبيدي1 40. أبو بكر بن خالد بن عرفطة العذري1 41. أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب الأزدي1 42. أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي...2 43. أبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم القرشي...1 44. أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني...2 45. أبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة...1 46. أبو بكر بن عمارة بن رويبة الثقفي الكوفي...1 47. أبو بكر بن عمرو باب عتبة الثقفي1 48. أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي المقرئ...1 49. أبو بكر بن نافع مولى ابن عمر القرشي العدوي...1 50. أبو تميمة السلي1 51. أبو ثعلبة الخشني7 52. أبو جرى الهجيمي2 53. أبو حارثة بن علقمة أسقف نجران1 54. أبو حازم والد قيس بن أبي حازم1 55. أبو حجير2 56. أبو حدرد الأسلمي1 57. أبو حمزة مولى أبي مريم الغساني1 58. أبو حية بن قيس الوادعي1 59. أبو خالد البجلي الكوفي1 60. أبو خلف4 61. أبو رفاعة العدوي2 62. أبو زبان1 63. أبو سعد الأزدي الكوفي1 64. أبو سعيد الخزاعي1 65. أبو سفيان بن العلاء2 66. أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف3 67. أبو سليمان الخراساني1 68. أبو سنان الأسدي1 69. أبو شيبة المكي1 70. أبو صالح المصري مولى عثمان1 71. أبو صالح مولى السعديين1 72. أبو صالح ميناء مولى ضباعة1 73. أبو صفية مولى رسول الله1 74. أبو طالب الضبعي الحجام1 75. أبو طليق2 76. أبو طوق1 77. أبو ظبية السلفي الكلاعي1 78. أبو عامر الأشعري5 79. أبو عبد الرحمن السلمي4 80. أبو عبد الله البكري1 81. أبو عبد الله القطان2 82. أبو عبيد المذحجي حاجب سليمان بن عبد الملك...1 83. أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود5 84. أبو عتاب1 85. أبو عذرة3 86. أبو عصمة2 87. أبو عمر الدمشقي4 88. أبو عمرو الصيني الشامي1 89. أبو عمرو العبدي1 90. أبو عنبة الخولاني5 91. أبو عياش الزرقي4 92. أبو عيسى الأسواري البصري1 93. أبو فالج الأنماري2 94. أبو قرة1 95. أبو لبابة بن عبد المندر1 96. أبو مالك الأشعري7 97. أبو محذورة المؤذن1 98. أبو محمد الحضرمي2 99. أبو مريم الأنصاري صاحب القناديل1 100. أبو مسعر1 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Aḥmad b. Ḥanbal (d. 855 CE) - al-Jāmiʿ li-ʿulūm imām Aḥmad: al-Rijāl - أحمد بن حنبل - الجامع لعلوم إمام أحمد: الرجال are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152168&book=5518#623fe3
عبيد الله بن زياد بن عبيد
المعروف بابن أبي سفيان، أبو حفص أمير العراق قدم دمشق على معاوية، ثم قدمها بعد موت يزيد بن معاوية، وكانت له بها دار
بناحية زقاق الديماس النافذ إلى سوق الأساكفة العتق، وعرفت بعده بدار ابن عجلان. ولد سنة تسع وثلاثين، وكان ابن ثمان وعشرين سنة حين قتل الحسين. وهو ابن مرجانة.
روى عن أبي أمية أخي بني جعدة قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتغدى في السفر، وأنا قريب منه جالس، فقال: " هلم إلى الغداء "، فقلت: يا رسول الله، إني صائم، فقال: هلم أحدثك ما للمسافر عند الله، إن الله وضع عن أمتي نصف الصلاة، والصيام في السفر " قال المزرباني: عبيد الله بن زياد بن أبيه. أمه مرجانة سبية من أصبهان. هو القائل لمروان حين وجهه لحرب ابن الأشتر - قال: إياك والفرار كعادتك -: من الطويل
سيعلم مروان ابن نسوة أنني ... إذا التقيت الخيلان أطعنها شزرا
وإني إذا حل الضيوف ولم أجد ... سوى فرسي أوسعته لهم نحرا
قال ثابت بن عبد الرحمن: كتب معاوية بن أبي سفيان إلى زياد: إذا جاءك كتابي فأوفد إلي ابنك عبيد الله. فأوفده عليه، فما سأله عن شيء إلا أنفذه له، حتى سأله عن الشعر، فلم يعرف منه شيئاً. قال: ما منعك من روايته؟ قال: كرهت أن أجمع كلام الله، وكلام الشيطان في صدري، فقال: اغربوالله لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين مراراً، ما يمنعني من الانهزام إلا أبيات ابن الإطنابة حيث يقول: من الوافر
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإعطائي على الإعدام مالي ... وإقدامي على البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تعذري أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحاتٍ ... وأحمي بعد عن أنفٍ صحيح
وكتب إلى أبيه: أن روه الشعر. فرواه، فما كان يسقط عليه من شيء ولي معاوية عبيد الله بن زياد البصرة سنة خمسٍ وخمسين، فلم يزل والياً حتى مات معاوية بدمشق، فلما قام يزيد بن معاوية أقر عبيد الله بن زياد على البصرة، وضم إليها الكوفة، فبنى في سلطان بن يزيد البيضاء، وعلق عليها باب قصر الأبيض، أبيض كسرى، وهو المحبس، وبنى الحمراء، وهي على سكة المربد؛ فكان يشتو في الحمراء، ويصيف في البيضاء - يعني بالكوفة - فلم يزل على البصرة حتى هلك يزيد بن معاوية بحمص، فلما خرج الناس على عبيد الله بن زياد تراضوا بعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، ويلقب: ببه.
وروى الأصمعي أن معاوية قال للناس: كيف ابن زياد فيكم؟ قالوا: ظريف على أنه يلحن، قال: فذاك أظرف له. يريد باللحن: أفقه، يقول: ألحن بحجته.
قال ابن قتيبة: أراد القوم اللحن الذي هو الخطأ، وذهب معاوية إلى اللحن الذي هو الفطنة. قال: والأول بسكون الحاء، والثاني بفتحها.
ولي معاوية عبيد الله بن زياد خراسان سنة ثلاث وخمسين. وفي سنة أربع وخمسين غزا عبيد الله بن زياد خراسان، فقطع النهر إلى بخارى على الإبل، فكان أول عربي قطع
النهر إلى بخارى، وافتتح زامين ونصف بيكند، وهما من بخارى، وجمع يزيد بن معاوية لعبيد الله بن زياد الكوفة والعراق.
وبعث مروان بن الحكم عبيد الله بن زياد إلى العراق، فقتله ابن الأشتر بالخازر من أرض الموصل.
خاصمت أم الفجيع زوجها إلى عبيد الله بن زياد، وكانت قد أحبت فراقه، فقال: أبو الفجيع: أصلح الله الأمير، لاتحكم لها، ودع ما تقول؛ فإن خير شطري الرجل آخره، وإن شر شطري المرأة آخره. قال: وكيف ذاك؟ قال: إن الرجل إذا أسن اشتد عقله، واستحكم رأيه، وذهب جهله، وإن المرأة إذا أسنت ساء خلقها، وعقم رحمها، وحد لسانها. فقال: صدقت، خذ بيدها وانصرف.
قال العتبي:
أتي عبيد الله بن زياد برجلٍ، فقال: أيها الأمير، ماتت امرأتي، وأردت أن أتزوج أمها، وليس عندي تمام صداقها، فأعني. قال: كم عطاؤك؟ قال: سبع مائة، قال: يا غلام، حطه أربع مائة، يكفيك من فقهك هذا ثلاثمائة.
أمر ابن زياد لصفوان بن محرز بألفي درهم، فسرقت، فقال: عسى أن يكون خيراً، فقال أهله: كيف يكون هذا خيراً؟ فبلغ ابن زياد، فأمر له بألفين، فوجد الأولى التي سرقت، فصارت أربعة آلاف.
قال أبو عتاب: ما رأيت رجلا: أحسن وجهاً من عبيد الله بن زياد قيل لهند بنت أسماء بن خارجة: أي أزواجك كان أحب إليك؟ فقالت: ما أكرم النساء إكرام بشر بن مروان، ولاهاب النساء هيبة الحجاج، وددت أن القيامة قد قامت فأرى عبيد الله بن زياد، وأشتفي من حديثه، والنظر إليه.
كان أبا عذرتها قال إبراهيم النخعي: أول من جهر بالمعوذتين في المكتوبة عبيد الله بن مرجانة وعن مغيرة قال: أول من ضرب الزيوف عبيد الله بن مرجانة قال أبو وائل: دخلت على ابن زياد وعنده مال، فقال: يا أبا وائل، هذا ثلاثة آلاف ألف خراج أصبهان، فما ظنك بمن مات وهذا عنده؟؟ قال: قلت: أصلح الله الأمير، فكيف أيضاً إذا كان من خيانة؟؟؟ عن الحسن قال: ثقل معقل بن يسار، فدخل إليه عبيد الله بن زياد يعوده، فقال: هل تعلم يا معقل أني سفكت دماً؟؟ قال: ما علمت. قال: هل تعلم أني دخلت في شيء من أسعار المسلمين؟ قال: ما علمت، أجلسوني، ثم قال: اسمع يا عبيد الله حتى أحدثك شيئاً لم أسمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة "، ولامرتين؛ سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من دخل في شيءٍ من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقاً على الله أن يقعده بعظمٍ من النار يوم القيامة ". قال: أنت سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم، غير مرةٍ، ولا مرتين.
وقال الحسن: دخل عبيد الله بن زياد على عبد الله بن مغفل قال: حدثني بشيء سمعته من
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولاتحد ثني بشيءٍ سمعته من غيره، وإن كان ثقة في نفسك، فقال: لولا أني سمعته غير مرة ما حدثتك، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ويل للوالي من الرعية، إلا والياً يحوطهم من ورائهم بالنصيحة " وقال: قدم علينا عبيد الله بن زياد أميراً، أمره علينا معاوية، فقدم علينا غلاماً سفيهاً يسفك الدماء سفكاً شديداً، وفينا عبد الله بن مغفل المزني صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من التسعة رهطٍ الذين بعثهم عمر بن الخطاب يفقهون أهل البصرة في الدين، فدخل عليه ذات يوم فقال له: انته عما أراك تصنع، فإن شر الرعاء الحطمة، فقال له: وما أنت وذاك، إنما أنت حثالة من حثالات أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له: وهل كان فيهم حثالة لا أم لك؟ بل كانوا أهل بيوتات وشرفٍ ممن كانوا منه، أشهد لسمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: " ما من إمام، ولا وال بات ليلة سوداء غاشاً لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ". ثم خرج من عنده حتى أتى المسجد فجلس فيه. فما لبث الشيخ أن مرض مرضه الذي توفي فيه، فأتاه عبيد الله بن زياد يعوده، فقال له: أتعهد إلينا شيئاً نفعل فيه الذي تحب، قال: أو فاعل أنت؟ قال: نعم، قال: فإني أسألك ألا تصلي علي، ولا تقم على قبري، وأن تخلي بيني وبين أصحابي حتى يكونوا هم الذين يلون ذلك مني. قال: فكان عبيد الله بن زياد رجلاً جباناً يركب في كل غداة، فركب ذات يوم، فإذا الناس في السكك، ففزع، فقال: ما لهؤلاء؟ قالوا: مات عبد الله بن مغفل صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فوقف حتى مر بسريره، فقال: أما إنه لولا أنه سألنا شيئاً فأعطيناه إياه لسرنا معه حتى نصلي عليه، ونقوم على قبره.
وقال: مرض معقل بن يسار مرضاً ثقل منه، فأتاه ابن زياد يعوده، فقال: إني محدثك حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من
استرعي رعية " فلم يحطهم بنصيحته لم يجد ريح الجنة " وريحها يوجد من مسيرة مائة عامٍ ". قال ابن زياد: ألا كنت حدثتني بهذا الحديث قبل الآن؟ قال: والآن لولا الذي أنا عليه لم أحدثك.
وروى أن عائذ بن عمرو - وكان من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل على عبيد الله بن زياد، فقال: أي بني، إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أن شر الرعاء الحطمة "، فإياك أن تكون منهم. فقال: اجلس، فإنما أنت من نخالة أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: هل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم في غيرهم.
قال مغيرة: قالت مرجانة لابنها عبيد الله: يا خبيث، قتلت ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لاتدخل الجنة أبداً.
لما مات يزيد بن معاوية، صعد عبيد الله بن زياد المنبر، فخطب، ونعاه إلى أهل البصرة، فقال: اختاروا لأنفسكم، فإنه سيأتيكم الآن أمير، فقالوا: فإنا نختارك، فقال: لعل يحملكم على هذا حداثة عهدي عليكم؟ قالوا: لا، فإنا نختارك، أخرج إلينا إخواننا من السجن. قال: إني اشير عليكم بغير ذلك، اجمعوا جزلاً من جزل الحطب، ثم أحدقوا بالسجن، ثم حرقوا عليهم. قالوا: فإنا لانفعل ذلك بإخواننا. قال: فأخرجهم، فبايعوه. قال: فما خرج منهم إلا قليل حتى جعلوا يغلظون له في البيعة. قال: فخرجوا من السجن، فخرجوا عليه، فحصبوه. قال: فأرسل إلى الحارث بن قيس الجهضمي، فجاءه، فقال: إن نفسي قد أبت إلا قومك، قال: والله ما ذلك لك عندهم، وقد أبلوا في أبيك ما أبلوا، ففعلت بهم ما فعلت. قال: فأردف الحارث بن قيس، وكان الناس يتحارسون. قال: فانطلق به من ناحية، قال: فمر بقوم يحرسون، فقالوا: من هذا؟ قال: الحارث بن قيس، قالوا: ابن أختنا، انطلق. قال: وفطن رجل، فقال: ابن مرجانة! فرماه بسهم، فوقع في قلنسوته، وجاء به إلى مسعود بن عمرو، فلبث في منزله ما لبث.
انطلق مالك بن مسمع، وسويد بن منجوف إلى مسعود ليحالفوه، ويردوا ابن زياد إلى دار الإمارة، فقال ابن زياد لأخيه: أكد بينهم الخلف.
فكتبوا بينهم كتاباً، وختمه مسعود بخاتمه، وكتب لمالك بن مسمع كتاباً، وختمه بخاتمه، ودفع الكتاب إلى ذراع النمري أبي هارون بن ذراع، فوضعوهما على يده، وقالوا لابن زياد: انطلق حتى ترد إلى دار الإمارة. فقال لهم ابن زياد: انطلقوا، فمسعود عليكم، فإن ظفرتم رأيتم حينئذ رأيكم. فسار مسعود وأصحابه يريدون الدار، ودخل أصحاب مسعود المسجد، وقتلوا قصاراً كان في ناحية المسجد، ونهبوا دار امرأة يقال لها: عزة، وبلغ الأحنف، فبعث حين علم بذلك إلى بني تميم، فجاؤوا، ودخلت الأساورة المسجد، فرموا بالنشاب. وجاء رجل من بني تميم إلى مسعود، وهو واقف في رحبة بني سليم، فقتله، وهرب مالك بن مسمع، فلجأ إلى بني عدي، وانهزم الناس.
وقد كان لمروان لما بايع لعبد الملك وعبد العزيز عقد لعبيد الله بن مرجانة، وجعل له ماغلب عليه. ومات مروان قبل أن ينفصل، فأمضى عبد الملك بعثه، فخرج متوجهاً إلى العراق، وبلغ ذلك أهل الكوفة، وذلك في سنة ست وستين، ففزع شيعة الكوفة إلى سليمان بن صرد الخزاعي، وإلى المسيب بن نجبة الفزاري، وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي، وإلى عبد الله بن وال التميمي، وإلى رفاعة بن شداد البجلي.
وقد كان أهل الكوفة وثبوا على عمرو بن حريث حين هلك يزيد، فأخرجوه من القصر، فاصطلحوا على عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي، فصلى بالناس، وبايع لابن الزبير.
وقدم المختار بن أبي عبيد في النصف من رمضان يوم الجمعة. وبعث إبراهيم بن الأشتر لقتال ابن زياد، فمضى حتى التقى مع ابن زياد بالخازر، وبين الخازر وبين الموصل خمس فراسخ، والتقوا هم وأهل الشام، فصارت الدائرة على أهل الشام، وانهزموا بعد قتال شديد، وقتلى كثيرة بين الفريقين، وهمهم ابن زياد، وقالوا ترون نجا؟ فقال إبراهيم بن الأشتر: قد قتلت رجلاً وجدت منه رائحة المسك، شرقت يداه، وغربت رجلاه، تحت راية منفرداً على شاطىء النهر، فانظروا من هو. فالتمس، فإذا هو عبيد الله بن زياد مقتولاً كما وصف إبراهيم بن الأشتر
ولقي إبراهيم بنت الأشتر عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء أول سنة ست وستين بالخازر من أرض الموصل عن عمارة بن عمير قال:
لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة، فانتبهت إليهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت. فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد، فمكثت هنيهة، ثم خرجت، فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت، قد جاءت. ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح
المعروف بابن أبي سفيان، أبو حفص أمير العراق قدم دمشق على معاوية، ثم قدمها بعد موت يزيد بن معاوية، وكانت له بها دار
بناحية زقاق الديماس النافذ إلى سوق الأساكفة العتق، وعرفت بعده بدار ابن عجلان. ولد سنة تسع وثلاثين، وكان ابن ثمان وعشرين سنة حين قتل الحسين. وهو ابن مرجانة.
روى عن أبي أمية أخي بني جعدة قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتغدى في السفر، وأنا قريب منه جالس، فقال: " هلم إلى الغداء "، فقلت: يا رسول الله، إني صائم، فقال: هلم أحدثك ما للمسافر عند الله، إن الله وضع عن أمتي نصف الصلاة، والصيام في السفر " قال المزرباني: عبيد الله بن زياد بن أبيه. أمه مرجانة سبية من أصبهان. هو القائل لمروان حين وجهه لحرب ابن الأشتر - قال: إياك والفرار كعادتك -: من الطويل
سيعلم مروان ابن نسوة أنني ... إذا التقيت الخيلان أطعنها شزرا
وإني إذا حل الضيوف ولم أجد ... سوى فرسي أوسعته لهم نحرا
قال ثابت بن عبد الرحمن: كتب معاوية بن أبي سفيان إلى زياد: إذا جاءك كتابي فأوفد إلي ابنك عبيد الله. فأوفده عليه، فما سأله عن شيء إلا أنفذه له، حتى سأله عن الشعر، فلم يعرف منه شيئاً. قال: ما منعك من روايته؟ قال: كرهت أن أجمع كلام الله، وكلام الشيطان في صدري، فقال: اغربوالله لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين مراراً، ما يمنعني من الانهزام إلا أبيات ابن الإطنابة حيث يقول: من الوافر
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإعطائي على الإعدام مالي ... وإقدامي على البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تعذري أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحاتٍ ... وأحمي بعد عن أنفٍ صحيح
وكتب إلى أبيه: أن روه الشعر. فرواه، فما كان يسقط عليه من شيء ولي معاوية عبيد الله بن زياد البصرة سنة خمسٍ وخمسين، فلم يزل والياً حتى مات معاوية بدمشق، فلما قام يزيد بن معاوية أقر عبيد الله بن زياد على البصرة، وضم إليها الكوفة، فبنى في سلطان بن يزيد البيضاء، وعلق عليها باب قصر الأبيض، أبيض كسرى، وهو المحبس، وبنى الحمراء، وهي على سكة المربد؛ فكان يشتو في الحمراء، ويصيف في البيضاء - يعني بالكوفة - فلم يزل على البصرة حتى هلك يزيد بن معاوية بحمص، فلما خرج الناس على عبيد الله بن زياد تراضوا بعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، ويلقب: ببه.
وروى الأصمعي أن معاوية قال للناس: كيف ابن زياد فيكم؟ قالوا: ظريف على أنه يلحن، قال: فذاك أظرف له. يريد باللحن: أفقه، يقول: ألحن بحجته.
قال ابن قتيبة: أراد القوم اللحن الذي هو الخطأ، وذهب معاوية إلى اللحن الذي هو الفطنة. قال: والأول بسكون الحاء، والثاني بفتحها.
ولي معاوية عبيد الله بن زياد خراسان سنة ثلاث وخمسين. وفي سنة أربع وخمسين غزا عبيد الله بن زياد خراسان، فقطع النهر إلى بخارى على الإبل، فكان أول عربي قطع
النهر إلى بخارى، وافتتح زامين ونصف بيكند، وهما من بخارى، وجمع يزيد بن معاوية لعبيد الله بن زياد الكوفة والعراق.
وبعث مروان بن الحكم عبيد الله بن زياد إلى العراق، فقتله ابن الأشتر بالخازر من أرض الموصل.
خاصمت أم الفجيع زوجها إلى عبيد الله بن زياد، وكانت قد أحبت فراقه، فقال: أبو الفجيع: أصلح الله الأمير، لاتحكم لها، ودع ما تقول؛ فإن خير شطري الرجل آخره، وإن شر شطري المرأة آخره. قال: وكيف ذاك؟ قال: إن الرجل إذا أسن اشتد عقله، واستحكم رأيه، وذهب جهله، وإن المرأة إذا أسنت ساء خلقها، وعقم رحمها، وحد لسانها. فقال: صدقت، خذ بيدها وانصرف.
قال العتبي:
أتي عبيد الله بن زياد برجلٍ، فقال: أيها الأمير، ماتت امرأتي، وأردت أن أتزوج أمها، وليس عندي تمام صداقها، فأعني. قال: كم عطاؤك؟ قال: سبع مائة، قال: يا غلام، حطه أربع مائة، يكفيك من فقهك هذا ثلاثمائة.
أمر ابن زياد لصفوان بن محرز بألفي درهم، فسرقت، فقال: عسى أن يكون خيراً، فقال أهله: كيف يكون هذا خيراً؟ فبلغ ابن زياد، فأمر له بألفين، فوجد الأولى التي سرقت، فصارت أربعة آلاف.
قال أبو عتاب: ما رأيت رجلا: أحسن وجهاً من عبيد الله بن زياد قيل لهند بنت أسماء بن خارجة: أي أزواجك كان أحب إليك؟ فقالت: ما أكرم النساء إكرام بشر بن مروان، ولاهاب النساء هيبة الحجاج، وددت أن القيامة قد قامت فأرى عبيد الله بن زياد، وأشتفي من حديثه، والنظر إليه.
كان أبا عذرتها قال إبراهيم النخعي: أول من جهر بالمعوذتين في المكتوبة عبيد الله بن مرجانة وعن مغيرة قال: أول من ضرب الزيوف عبيد الله بن مرجانة قال أبو وائل: دخلت على ابن زياد وعنده مال، فقال: يا أبا وائل، هذا ثلاثة آلاف ألف خراج أصبهان، فما ظنك بمن مات وهذا عنده؟؟ قال: قلت: أصلح الله الأمير، فكيف أيضاً إذا كان من خيانة؟؟؟ عن الحسن قال: ثقل معقل بن يسار، فدخل إليه عبيد الله بن زياد يعوده، فقال: هل تعلم يا معقل أني سفكت دماً؟؟ قال: ما علمت. قال: هل تعلم أني دخلت في شيء من أسعار المسلمين؟ قال: ما علمت، أجلسوني، ثم قال: اسمع يا عبيد الله حتى أحدثك شيئاً لم أسمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة "، ولامرتين؛ سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من دخل في شيءٍ من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقاً على الله أن يقعده بعظمٍ من النار يوم القيامة ". قال: أنت سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم، غير مرةٍ، ولا مرتين.
وقال الحسن: دخل عبيد الله بن زياد على عبد الله بن مغفل قال: حدثني بشيء سمعته من
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولاتحد ثني بشيءٍ سمعته من غيره، وإن كان ثقة في نفسك، فقال: لولا أني سمعته غير مرة ما حدثتك، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " ويل للوالي من الرعية، إلا والياً يحوطهم من ورائهم بالنصيحة " وقال: قدم علينا عبيد الله بن زياد أميراً، أمره علينا معاوية، فقدم علينا غلاماً سفيهاً يسفك الدماء سفكاً شديداً، وفينا عبد الله بن مغفل المزني صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من التسعة رهطٍ الذين بعثهم عمر بن الخطاب يفقهون أهل البصرة في الدين، فدخل عليه ذات يوم فقال له: انته عما أراك تصنع، فإن شر الرعاء الحطمة، فقال له: وما أنت وذاك، إنما أنت حثالة من حثالات أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له: وهل كان فيهم حثالة لا أم لك؟ بل كانوا أهل بيوتات وشرفٍ ممن كانوا منه، أشهد لسمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: " ما من إمام، ولا وال بات ليلة سوداء غاشاً لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ". ثم خرج من عنده حتى أتى المسجد فجلس فيه. فما لبث الشيخ أن مرض مرضه الذي توفي فيه، فأتاه عبيد الله بن زياد يعوده، فقال له: أتعهد إلينا شيئاً نفعل فيه الذي تحب، قال: أو فاعل أنت؟ قال: نعم، قال: فإني أسألك ألا تصلي علي، ولا تقم على قبري، وأن تخلي بيني وبين أصحابي حتى يكونوا هم الذين يلون ذلك مني. قال: فكان عبيد الله بن زياد رجلاً جباناً يركب في كل غداة، فركب ذات يوم، فإذا الناس في السكك، ففزع، فقال: ما لهؤلاء؟ قالوا: مات عبد الله بن مغفل صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فوقف حتى مر بسريره، فقال: أما إنه لولا أنه سألنا شيئاً فأعطيناه إياه لسرنا معه حتى نصلي عليه، ونقوم على قبره.
وقال: مرض معقل بن يسار مرضاً ثقل منه، فأتاه ابن زياد يعوده، فقال: إني محدثك حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من
استرعي رعية " فلم يحطهم بنصيحته لم يجد ريح الجنة " وريحها يوجد من مسيرة مائة عامٍ ". قال ابن زياد: ألا كنت حدثتني بهذا الحديث قبل الآن؟ قال: والآن لولا الذي أنا عليه لم أحدثك.
وروى أن عائذ بن عمرو - وكان من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل على عبيد الله بن زياد، فقال: أي بني، إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أن شر الرعاء الحطمة "، فإياك أن تكون منهم. فقال: اجلس، فإنما أنت من نخالة أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: هل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم في غيرهم.
قال مغيرة: قالت مرجانة لابنها عبيد الله: يا خبيث، قتلت ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لاتدخل الجنة أبداً.
لما مات يزيد بن معاوية، صعد عبيد الله بن زياد المنبر، فخطب، ونعاه إلى أهل البصرة، فقال: اختاروا لأنفسكم، فإنه سيأتيكم الآن أمير، فقالوا: فإنا نختارك، فقال: لعل يحملكم على هذا حداثة عهدي عليكم؟ قالوا: لا، فإنا نختارك، أخرج إلينا إخواننا من السجن. قال: إني اشير عليكم بغير ذلك، اجمعوا جزلاً من جزل الحطب، ثم أحدقوا بالسجن، ثم حرقوا عليهم. قالوا: فإنا لانفعل ذلك بإخواننا. قال: فأخرجهم، فبايعوه. قال: فما خرج منهم إلا قليل حتى جعلوا يغلظون له في البيعة. قال: فخرجوا من السجن، فخرجوا عليه، فحصبوه. قال: فأرسل إلى الحارث بن قيس الجهضمي، فجاءه، فقال: إن نفسي قد أبت إلا قومك، قال: والله ما ذلك لك عندهم، وقد أبلوا في أبيك ما أبلوا، ففعلت بهم ما فعلت. قال: فأردف الحارث بن قيس، وكان الناس يتحارسون. قال: فانطلق به من ناحية، قال: فمر بقوم يحرسون، فقالوا: من هذا؟ قال: الحارث بن قيس، قالوا: ابن أختنا، انطلق. قال: وفطن رجل، فقال: ابن مرجانة! فرماه بسهم، فوقع في قلنسوته، وجاء به إلى مسعود بن عمرو، فلبث في منزله ما لبث.
انطلق مالك بن مسمع، وسويد بن منجوف إلى مسعود ليحالفوه، ويردوا ابن زياد إلى دار الإمارة، فقال ابن زياد لأخيه: أكد بينهم الخلف.
فكتبوا بينهم كتاباً، وختمه مسعود بخاتمه، وكتب لمالك بن مسمع كتاباً، وختمه بخاتمه، ودفع الكتاب إلى ذراع النمري أبي هارون بن ذراع، فوضعوهما على يده، وقالوا لابن زياد: انطلق حتى ترد إلى دار الإمارة. فقال لهم ابن زياد: انطلقوا، فمسعود عليكم، فإن ظفرتم رأيتم حينئذ رأيكم. فسار مسعود وأصحابه يريدون الدار، ودخل أصحاب مسعود المسجد، وقتلوا قصاراً كان في ناحية المسجد، ونهبوا دار امرأة يقال لها: عزة، وبلغ الأحنف، فبعث حين علم بذلك إلى بني تميم، فجاؤوا، ودخلت الأساورة المسجد، فرموا بالنشاب. وجاء رجل من بني تميم إلى مسعود، وهو واقف في رحبة بني سليم، فقتله، وهرب مالك بن مسمع، فلجأ إلى بني عدي، وانهزم الناس.
وقد كان لمروان لما بايع لعبد الملك وعبد العزيز عقد لعبيد الله بن مرجانة، وجعل له ماغلب عليه. ومات مروان قبل أن ينفصل، فأمضى عبد الملك بعثه، فخرج متوجهاً إلى العراق، وبلغ ذلك أهل الكوفة، وذلك في سنة ست وستين، ففزع شيعة الكوفة إلى سليمان بن صرد الخزاعي، وإلى المسيب بن نجبة الفزاري، وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي، وإلى عبد الله بن وال التميمي، وإلى رفاعة بن شداد البجلي.
وقد كان أهل الكوفة وثبوا على عمرو بن حريث حين هلك يزيد، فأخرجوه من القصر، فاصطلحوا على عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي، فصلى بالناس، وبايع لابن الزبير.
وقدم المختار بن أبي عبيد في النصف من رمضان يوم الجمعة. وبعث إبراهيم بن الأشتر لقتال ابن زياد، فمضى حتى التقى مع ابن زياد بالخازر، وبين الخازر وبين الموصل خمس فراسخ، والتقوا هم وأهل الشام، فصارت الدائرة على أهل الشام، وانهزموا بعد قتال شديد، وقتلى كثيرة بين الفريقين، وهمهم ابن زياد، وقالوا ترون نجا؟ فقال إبراهيم بن الأشتر: قد قتلت رجلاً وجدت منه رائحة المسك، شرقت يداه، وغربت رجلاه، تحت راية منفرداً على شاطىء النهر، فانظروا من هو. فالتمس، فإذا هو عبيد الله بن زياد مقتولاً كما وصف إبراهيم بن الأشتر
ولقي إبراهيم بنت الأشتر عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء أول سنة ست وستين بالخازر من أرض الموصل عن عمارة بن عمير قال:
لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة، فانتبهت إليهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت. فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد، فمكثت هنيهة، ثم خرجت، فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت، قد جاءت. ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85671&book=5518#129523
عُبَيد الله بن أبي زياد القداح مكي.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صالح، حَدَّثَنا علي سألت يَحْيى عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ أَبِي زياد فقال: كان وسطا لم يكن بذاك ثم قال ليس هو مثل عثمان بن الأسود، ولاَ سيف قال يَحْيى، وَمُحمد بن عَمْرو أحب إلي منه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قال: عُبَيد الله بن أبي زياد القداح مكي ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، وابن حَمَّاد، قالا: حَدَّثَنا العباس، عَن يَحْيى، قال: عُبَيد الله بن أبي زياد القداح ضعيف قلت له هو أخو سَعِيد القداح؟ قَال: لاَ والله ما بينهما نسب.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَد بْن أَبِي يَحْيى سَمِعْتُ يَحْيى بن مَعِين يقول عُبَيد الله بن أبي زياد ليس به بأس.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ سَمِعْتُ يَحْيى بن مَعِين يقول عُبَيد الله بن أبي زياد ثقة.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: عُبَيد الله بن أبي زياد القداح ليس بالقوي.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ الْفِرْبَرِيُّ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ عُبَيد الله بن أبي زياد، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمد عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ وَرَمْيِ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ الله.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمد عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ
لَمْ يُغْفَرْ لَهُ قُلْتُ فَأَيْنَ قوله يحاسب حسابا يسيرا قال ذاك العرض.
حَدَّثَنَا ابن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ عُبَيد الله بن أبي زياد القداح الْمَكِّيِّ عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ ذَبَّ عَنْ نَحْرِ أَخِيهِ الْغَيْبَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفيّ، حَدَّثَنا مُحَمد بن بشار، حَدَّثَنا عثمان بْنِ عُمَر، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ عَنْ عَطاء، عَن عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ.
ولعبيد الله بن أبي زياد غَيْرَ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ وقد حدث عنه الثقات ولم أَرَ فِي حَدِيثِهِ شَيْئًا مُنْكَرًا فأذكره.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صالح، حَدَّثَنا علي سألت يَحْيى عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ أَبِي زياد فقال: كان وسطا لم يكن بذاك ثم قال ليس هو مثل عثمان بن الأسود، ولاَ سيف قال يَحْيى، وَمُحمد بن عَمْرو أحب إلي منه.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قال: عُبَيد الله بن أبي زياد القداح مكي ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر، وابن حَمَّاد، قالا: حَدَّثَنا العباس، عَن يَحْيى، قال: عُبَيد الله بن أبي زياد القداح ضعيف قلت له هو أخو سَعِيد القداح؟ قَال: لاَ والله ما بينهما نسب.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَحْمَد بْن أَبِي يَحْيى سَمِعْتُ يَحْيى بن مَعِين يقول عُبَيد الله بن أبي زياد ليس به بأس.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد، حَدَّثَنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ سَمِعْتُ يَحْيى بن مَعِين يقول عُبَيد الله بن أبي زياد ثقة.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: عُبَيد الله بن أبي زياد القداح ليس بالقوي.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ الْفِرْبَرِيُّ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ عُبَيد الله بن أبي زياد، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمد عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ وَرَمْيِ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ الله.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمد عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ
لَمْ يُغْفَرْ لَهُ قُلْتُ فَأَيْنَ قوله يحاسب حسابا يسيرا قال ذاك العرض.
حَدَّثَنَا ابن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُس عَنْ عُبَيد الله بن أبي زياد القداح الْمَكِّيِّ عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ ذَبَّ عَنْ نَحْرِ أَخِيهِ الْغَيْبَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفيّ، حَدَّثَنا مُحَمد بن بشار، حَدَّثَنا عثمان بْنِ عُمَر، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ عَنْ عَطاء، عَن عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ.
ولعبيد الله بن أبي زياد غَيْرَ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ وقد حدث عنه الثقات ولم أَرَ فِي حَدِيثِهِ شَيْئًا مُنْكَرًا فأذكره.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85671&book=5518#224d1b
عبيد الله بن أبي زِيَاد القداح لَيْسَ بِالْقَوِيّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85671&book=5518#873f3d
عبيد الله بن أبي زِيَاد القداح كنيته أَبُو الْحصين من أهل مَكَّة يَرْوِي عَن أَبِي الطُّفَيْل وَالقَاسِم بن مُحَمَّد روى عَنهُ الثَّوْريّ وهشيم كَانَ مِمَّن ينْفَرد عَن الْقَاسِم بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَكَانَ روديء الْحِفْظ كثير الْوَهم لم يكن فِي الإتقان بِالْحَال الَّتِي يقبل مَا انْفَرد بِهِ وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بأخباره إِلَّا بِمَا وَافق الثِّقَات مَاتَ سنة خمسين وَمِائَة أَخْبَرَنَا مَكْحُولٌ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبَانٍ يَقُولُ قُلْتُ لِيَحْيَى بن معِين عبيد الله بن أبي زِيَاد القداح قَالَ ضَعِيف
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155455&book=5518#aa841a
عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادِ بنِ أَبِيْهِ أَبُو حَفْصٍ
أَمِيْرُ العِرَاقِ، أَبُو حَفْصٍ.
وَلِيَ البَصْرَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلَهُ ثِنْتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ، فَكَانَ أَوَّلَ عَرَبِيٍّ قَطَعَ جَيْحُوْنَ، وَافتَتَحَ بِيْكَنْدَ، وَغَيْرَهَا.
وَكَانَ جَمِيْلَ الصُّوْرَةِ، قَبِيْحَ السَّرِيْرَةِ.
وَقِيْلَ: كَانَتْ أُمُّهُ مَرْجَانَةُ مِنْ بَنَاتِ مُلُوْكِ الفُرْسِ.
قَالَ أَبُو وَائِلٍ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِالبَصْرَةِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاَثَةُ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ جَاءتْهُ مِنْ خَرَاجِ أَصْبَهَانَ، وَهِيَ كَالتَّلِّ.
رَوَى: السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَمَّرَهُ مُعَاوِيَةُ، غُلاَماً سَفِيْهاً، سَفَكَ الدِّمَاءَ سَفْكاً شَدِيْداً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ، فَقَالَ:
انْتَهِ عَمَّا أَرَاكَ تَصْنَعُ، فَإِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ.
قَالَ: مَا أَنْتَ وَذَاكَ؟ إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ حُثَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قَالَ: وَهَلْ كَانَ فِيْهِم حُثَالَةٌ لاَ أُمَّ لَكَ!
قَالَ: فَمَرِضَ ابْنُ مُغَفَّلٍ، فَجَاءهُ الأَمِيْرُ عُبَيْدُ اللهِ عَائِداً، فَقَالَ: أَتَعْهَدُ إِلَيْنَا شَيْئاً؟
قَالَ: لاَ تُصَلِّ عَلَيَّ، وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِي.
قَالَ الحَسَنُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ جَبَاناً، رَكِبَ، فَرَأَى النَّاسَ فِي
السِّكَكِ، فَقَالَ: مَا لِهَؤُلاَءِ؟قَالُوا: مَاتَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ.
وَقِيْلَ: الَّذِي خَاطَبَهُ هُوَ عَائِذُ بنُ عَمْرٍو المُزَنِيُّ، كَمَا فِي (صَحِيْحِ مُسْلِمٍ ) ، فَلَعَلَّهَا وَاقِعَتَانِ.
وَقَدْ جَرَتْ لِعُبَيْدِ اللهِ خُطُوبٌ، وَأَبْغَضَهُ المُسْلِمُوْنَ لِمَا فَعَلَ بِالحُسَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَلَمَّا جَاءَ نَعْيُ يَزِيْدَ، هَرَبَ بَعْدَ أَنْ كَادَ يُؤْسَرُ، وَاخْتَرَقَ البَرِّيَّةَ إِلَى الشَّامِ، وَانْضَمَّ إِلَى مَرْوَانَ.
ثُمَّ سَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيْفٍ، وَعَمِلَ المَصَافَّ بِرَأْسِ عَيْنٍ.
وَاسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ بنُ يَزِيْدَ شَابّاً مَلِيْحاً، وَسِيْماً، صَالِحاً، فَتَمَرَّضَ، وَمَاتَ بَعْدَ شَهْرَيْنِ.
قِيْلَ لَهُ: اسْتَخْلِفْ.
فَقَالَ: مَا أَصَبْتُ مِنْ حَلاَوَتِهَا، فَلِمَ أَتَحَمَّلُ مَرَارَتَهَا؟
وَعَاشَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ: ابْنُ عَمِّهِ عُثْمَانُ بنُ عَنْبَسَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَرَادُوْهُ عَلَى الخِلاَفَةِ، فَأَبَى، وَلَحِقَ بِخَالِهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَبَايَعَهُ.
وَهَمَّ مَرْوَانُ بِمُبَايَعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَتَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ هَارِباً مِنَ العِرَاقِ، وَكَانَ قَدْ خَطَبَ، وَنَعَى إِلَى النَّاسِ يَزِيْدَ، وَبَذَلَ العَطَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ سَلَمَةُ الرِّيَاحِيُّ يَدْعُو إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ.
فَقَالَ النَّاسُ لِعُبَيْدِ اللهِ: أَخْرِجْ لَنَا إِخْوَانَنَا مِنَ السُّجُونِ - وَكَانَتْ مَمْلُوْءةً مِنَ الخَوَارِجِ -.
قَالَ: لاَ
تَفْعَلُوا.فَأَبَوْا، فَأَخْرَجَهُم، فَجَعَلُوا يُبَايِعُوْنَهُ، فَمَا تَكَامَلَ آخِرُهُم حَتَّى أَغْلَظُوا لَهُ، ثُمَّ عَسْكَرُوا.
وَقِيْلَ: خَرَجُوا يَمْسَحُوْنَ الجُدُرَ بِأَيْدِيهِم، وَيَقُوْلُوْنَ: هَذِهِ بَيْعَةُ ابْنِ مَرْجَانَةَ.
وَنَهَبُوا خَيْلَهُ، فَخَرَجَ لَيْلاً، وَاسْتجَارَ بِمَسْعُوْدِ بنِ عَمْرٍو رَئِيْسِ الأَزْدِ، فَأَجَارَهُ.
وَأَمَّرَ أَهْلُ البَصْرَةِ عَلَيْهِم عَبْدَ اللهِ بنَ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيَّ، فَشَدَّتِ الخَوَارِجُ عَلَى مَسْعُوْدٍ، فَقَتَلُوْهُ، وَتَفَاقَمَ الشَّرُّ، وَصَارُوا حِزْبَيْنِ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّاماً، فَكَانَ عَلَى الخَوَارِجِ نَافِعُ بنُ الأَزْرَقِ، وَفَرَّ عُبَيْدُ اللهِ قَبْلَ مَقْتَلِ مَسْعُوْدٍ فِي مائَةٍ مِنَ الأَزْدِ إِلَى الشَّامِ، فَوَصَلَ إِلَى الجَابِيَةِ وَهُنَاكَ بَنُو أُمَيَّةَ، فَبَايَعَ هُوَ وَمَرْوَانُ خَالِدَ بنَ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، ثُمَّ الْتَقَوْا هُم وَالضَّحَاكُ بِمَرْجِ دِمَشْقَ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّاماً فِي ذِي الحِجَّةِ.
وَكَانَ الضَّحَّاكُ بنُ قَيْسٍ فِي سِتِّيْنَ أَلْفاً، وَالأُمَوِيَّةُ فِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَأَشَارَ عُبَيْدُ اللهِ بِمَكِيدَةٍ، فَسَأَلُوا الضَّحَّاكَ المُوَادَعَةَ، فَأَجَابَ، فَكَبَسَهُم مَرْوَانُ، وَقُتِلَ الضَّحَّاكُ فِي عِدَّةٍ مِنْ فُرْسَانِ قَيْسٍ، وَثَارَتِ الخَوَارِجُ بِمِصْرَ، وَدَعَوْا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ يَظُنُّونَهُ مِنْهُم، فَبَعَثَ عَلَى مِصْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ جَحْدَمٍ الفِهْرِيَّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الكُوْفَةِ عَامِرَ بنَ مَسْعُوْدٍ الجُمَحِيَّ، وَهَدَمَ الكَعْبَةَ، وَبَنَاهَا، وَأَلْصَقَ بَابَيْهَا بِالأَرْضِ، وَأَدْخَلَ فِيْهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ.
وَأَمَّا أَكْثَرُ الشَّامِيِّيْنَ، فَبَايَعُوا مَرْوَانَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ، وَبَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى خُرَاسَانَ المُهَلَّبَ بنَ أَبِي صُفْرَةَ، فَحَارَبَ الخَوَارِجَ، وَمَزَّقَهُم.
وَسَارَ
مَرْوَانُ، فَأَخَذَ مِصْرَ بَعْد حِصَارٍ وَقِتَالٍ شَدِيْدٍ، وَتَزَوَّجَ بِوَالِدَةِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَجَعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ، فَمَا تَمَّ ذَلِكَ، وَقَتَلَتْهُ الزَّوْجَةُ، لِكَوْنِهِ قَالَ لِخَالِدٍ مَرَّةً: يَا ابْنَ رَطبَةِ الاسْتِ.وَجَهَّزَ إِلَى العِرَاقِ عُبَيْدَ اللهِ بنَ زِيَادٍ، فَالْتَقَاهُ شِيْعَةُ الحُسَيْنِ، فَغُلِبُوا، وَكَانَ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ حُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ السَّكُوْنِيُّ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ ذِي الكَلاَعِ، وَأَدْهَمُ البَاهِلِيُّ، وَرَبِيْعَةُ بنُ مُخَارِقٍ، وَحَمِيْلَةُ الخَثْعَمِيُّ، وَقَوْمُهُم.
وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مَشْهُودَةً، فَتَوَثَّبَ المُخْتَارُ الكَذَّابُ بِالكُوْفَةِ، وَجَهَّزَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ الأَشْتَرِ لِحَرْبِ عُبَيْدِ اللهِ فِي ثَمَانِيَةِ آلاَفٍ، فَالْتَقَوْا فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ بِالخَازِرِ، كَبَسَهُمُ ابْنُ الأَشْتَرِ سَحَراً، وَالْتَحَمَ الحَرْبُ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، فَانْهَزَمَ الشَّامِيُّوْنَ، وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللهِ، وَحُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ ذِي الكَلاَعِ، وَبَعَثَ برُؤُوْسِهِم إِلَى مَكَّةَ.
ثُمَّ تَمَكَّنَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَغَضِبَ عَلَى المُخْتَارِ، وَلاَحَ لَهُ ضَلاَلُهُ، فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِ مُصْعَبَ بنَ الزُّبَيْرِ، فَظَفِرَ بِهِ، وَقَتَلَ مِنْ أَعْوَانِهِ خَلاَئِقَ، وَكَتَبَ إِلَى الجَزِيْرَةِ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَشْتَرِ: إِنْ أَطَعْتَنِي وَبَايَعْتَ، فَلَكَ الشَّامُ.
وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ: إِنْ بَايَعْتَنِي، فَلَكَ العِرَاقُ.
فَاسْتَشَارَ قُوَّادَهُ، فَتَرَدَّدُوا، فَقَالَ: لاَ أُوثِرُ عَلَى مِصْرِي وَقَوْمِي أَحَداً.
وَسَارَ إِلَى خِدْمَةِ مُصْعَبٍ، فَكَانَ مَعَهُ إِلَى أَنْ قُتِلاَ.
وَقَدْ كَانَتْ مَرْجَانَةُ تَقُوْلُ لابْنِهَا عُبَيْدِ اللهِ: قَتَلْتَ ابْنَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لاَ تَرَى الجَنَّةَ - أَوْ نَحْوَ هَذَا -.
قَالَ أَبُو اليَقْظَانِ: قُتِلَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ يَوْمَ عَاشُورَاء سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: عَزَلْنَا سَبْعَةَ أَرْؤُسٍ،
وَغَطَّيْنَا مِنْهَا رَأْسَ حُصَيْنِ بنِ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، فَجِئْتُ، فَكَشَفْتُهَا، فَإِذَا حَيَّةٌ فِي رَأْسِ عُبَيْدِ اللهِ تَأْكُلُ.وَصَحَّ مِنْ حَدِيْثِ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:
جِيْءَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْنَاهُم وَهُم يَقُوْلُوْنَ: قَدْ جَاءتْ، قَدْ جَاءتْ.
فَإِذَا حَيَّةٌ تَخَلَّلُ الرُّؤُوْسَ، حَتَّى دَخَلَتْ فِي مَنْخِرِ عُبَيْدِ اللهِ، فَمَكَثَتْ هُنَيَّةً، ثُمَّ خَرَجَتْ، وَغَابَتْ.
ثُمَّ قَالُوا: قَدْ جَاءتْ، قَدْ جَاءتْ.
فَفَعَلَتْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثاً.
قُلْتُ: الشِّيْعِيُّ لاَ يَطِيْبُ عَيْشُهُ حَتَّى يَلْعَنَ هَذَا وَدُوْنَهُ، وَنَحْنُ نُبْغِضُهُم فِي اللهِ، وَنَبْرَأُ مِنْهُم وَلاَ نَلْعَنُهُم، وَأَمْرُهُم إِلَى اللهِ.
تَمَّ بِعَوْنهِ -تَعَالَى - الجُزءُ الثَّالِثُ مِنْ (سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ) .
وَيَلِيْهِ الجُزْءُ الرَّابِعُ، وَأَوَّلُهُ: تَرْجَمَةُ المَجْنُوْنِ قَيْسِ بنِ المُلَوِّحِ.
الْجُزْءُ الْرَّابِعُ
أَمِيْرُ العِرَاقِ، أَبُو حَفْصٍ.
وَلِيَ البَصْرَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَلَهُ ثِنْتَانِ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ، فَكَانَ أَوَّلَ عَرَبِيٍّ قَطَعَ جَيْحُوْنَ، وَافتَتَحَ بِيْكَنْدَ، وَغَيْرَهَا.
وَكَانَ جَمِيْلَ الصُّوْرَةِ، قَبِيْحَ السَّرِيْرَةِ.
وَقِيْلَ: كَانَتْ أُمُّهُ مَرْجَانَةُ مِنْ بَنَاتِ مُلُوْكِ الفُرْسِ.
قَالَ أَبُو وَائِلٍ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِالبَصْرَةِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاَثَةُ آلاَفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ جَاءتْهُ مِنْ خَرَاجِ أَصْبَهَانَ، وَهِيَ كَالتَّلِّ.
رَوَى: السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَمَّرَهُ مُعَاوِيَةُ، غُلاَماً سَفِيْهاً، سَفَكَ الدِّمَاءَ سَفْكاً شَدِيْداً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ، فَقَالَ:
انْتَهِ عَمَّا أَرَاكَ تَصْنَعُ، فَإِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ.
قَالَ: مَا أَنْتَ وَذَاكَ؟ إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ حُثَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قَالَ: وَهَلْ كَانَ فِيْهِم حُثَالَةٌ لاَ أُمَّ لَكَ!
قَالَ: فَمَرِضَ ابْنُ مُغَفَّلٍ، فَجَاءهُ الأَمِيْرُ عُبَيْدُ اللهِ عَائِداً، فَقَالَ: أَتَعْهَدُ إِلَيْنَا شَيْئاً؟
قَالَ: لاَ تُصَلِّ عَلَيَّ، وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِي.
قَالَ الحَسَنُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ جَبَاناً، رَكِبَ، فَرَأَى النَّاسَ فِي
السِّكَكِ، فَقَالَ: مَا لِهَؤُلاَءِ؟قَالُوا: مَاتَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلٍ.
وَقِيْلَ: الَّذِي خَاطَبَهُ هُوَ عَائِذُ بنُ عَمْرٍو المُزَنِيُّ، كَمَا فِي (صَحِيْحِ مُسْلِمٍ ) ، فَلَعَلَّهَا وَاقِعَتَانِ.
وَقَدْ جَرَتْ لِعُبَيْدِ اللهِ خُطُوبٌ، وَأَبْغَضَهُ المُسْلِمُوْنَ لِمَا فَعَلَ بِالحُسَيْنِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَلَمَّا جَاءَ نَعْيُ يَزِيْدَ، هَرَبَ بَعْدَ أَنْ كَادَ يُؤْسَرُ، وَاخْتَرَقَ البَرِّيَّةَ إِلَى الشَّامِ، وَانْضَمَّ إِلَى مَرْوَانَ.
ثُمَّ سَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيْفٍ، وَعَمِلَ المَصَافَّ بِرَأْسِ عَيْنٍ.
وَاسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ بنُ يَزِيْدَ شَابّاً مَلِيْحاً، وَسِيْماً، صَالِحاً، فَتَمَرَّضَ، وَمَاتَ بَعْدَ شَهْرَيْنِ.
قِيْلَ لَهُ: اسْتَخْلِفْ.
فَقَالَ: مَا أَصَبْتُ مِنْ حَلاَوَتِهَا، فَلِمَ أَتَحَمَّلُ مَرَارَتَهَا؟
وَعَاشَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ: ابْنُ عَمِّهِ عُثْمَانُ بنُ عَنْبَسَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَرَادُوْهُ عَلَى الخِلاَفَةِ، فَأَبَى، وَلَحِقَ بِخَالِهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَبَايَعَهُ.
وَهَمَّ مَرْوَانُ بِمُبَايَعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَتَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ هَارِباً مِنَ العِرَاقِ، وَكَانَ قَدْ خَطَبَ، وَنَعَى إِلَى النَّاسِ يَزِيْدَ، وَبَذَلَ العَطَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ سَلَمَةُ الرِّيَاحِيُّ يَدْعُو إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ.
فَقَالَ النَّاسُ لِعُبَيْدِ اللهِ: أَخْرِجْ لَنَا إِخْوَانَنَا مِنَ السُّجُونِ - وَكَانَتْ مَمْلُوْءةً مِنَ الخَوَارِجِ -.
قَالَ: لاَ
تَفْعَلُوا.فَأَبَوْا، فَأَخْرَجَهُم، فَجَعَلُوا يُبَايِعُوْنَهُ، فَمَا تَكَامَلَ آخِرُهُم حَتَّى أَغْلَظُوا لَهُ، ثُمَّ عَسْكَرُوا.
وَقِيْلَ: خَرَجُوا يَمْسَحُوْنَ الجُدُرَ بِأَيْدِيهِم، وَيَقُوْلُوْنَ: هَذِهِ بَيْعَةُ ابْنِ مَرْجَانَةَ.
وَنَهَبُوا خَيْلَهُ، فَخَرَجَ لَيْلاً، وَاسْتجَارَ بِمَسْعُوْدِ بنِ عَمْرٍو رَئِيْسِ الأَزْدِ، فَأَجَارَهُ.
وَأَمَّرَ أَهْلُ البَصْرَةِ عَلَيْهِم عَبْدَ اللهِ بنَ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيَّ، فَشَدَّتِ الخَوَارِجُ عَلَى مَسْعُوْدٍ، فَقَتَلُوْهُ، وَتَفَاقَمَ الشَّرُّ، وَصَارُوا حِزْبَيْنِ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّاماً، فَكَانَ عَلَى الخَوَارِجِ نَافِعُ بنُ الأَزْرَقِ، وَفَرَّ عُبَيْدُ اللهِ قَبْلَ مَقْتَلِ مَسْعُوْدٍ فِي مائَةٍ مِنَ الأَزْدِ إِلَى الشَّامِ، فَوَصَلَ إِلَى الجَابِيَةِ وَهُنَاكَ بَنُو أُمَيَّةَ، فَبَايَعَ هُوَ وَمَرْوَانُ خَالِدَ بنَ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ فِي نِصْفِ ذِي القَعْدَةِ، ثُمَّ الْتَقَوْا هُم وَالضَّحَاكُ بِمَرْجِ دِمَشْقَ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّاماً فِي ذِي الحِجَّةِ.
وَكَانَ الضَّحَّاكُ بنُ قَيْسٍ فِي سِتِّيْنَ أَلْفاً، وَالأُمَوِيَّةُ فِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلْفاً، وَأَشَارَ عُبَيْدُ اللهِ بِمَكِيدَةٍ، فَسَأَلُوا الضَّحَّاكَ المُوَادَعَةَ، فَأَجَابَ، فَكَبَسَهُم مَرْوَانُ، وَقُتِلَ الضَّحَّاكُ فِي عِدَّةٍ مِنْ فُرْسَانِ قَيْسٍ، وَثَارَتِ الخَوَارِجُ بِمِصْرَ، وَدَعَوْا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ يَظُنُّونَهُ مِنْهُم، فَبَعَثَ عَلَى مِصْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ جَحْدَمٍ الفِهْرِيَّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الكُوْفَةِ عَامِرَ بنَ مَسْعُوْدٍ الجُمَحِيَّ، وَهَدَمَ الكَعْبَةَ، وَبَنَاهَا، وَأَلْصَقَ بَابَيْهَا بِالأَرْضِ، وَأَدْخَلَ فِيْهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ.
وَأَمَّا أَكْثَرُ الشَّامِيِّيْنَ، فَبَايَعُوا مَرْوَانَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ، وَبَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى خُرَاسَانَ المُهَلَّبَ بنَ أَبِي صُفْرَةَ، فَحَارَبَ الخَوَارِجَ، وَمَزَّقَهُم.
وَسَارَ
مَرْوَانُ، فَأَخَذَ مِصْرَ بَعْد حِصَارٍ وَقِتَالٍ شَدِيْدٍ، وَتَزَوَّجَ بِوَالِدَةِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، وَجَعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ، فَمَا تَمَّ ذَلِكَ، وَقَتَلَتْهُ الزَّوْجَةُ، لِكَوْنِهِ قَالَ لِخَالِدٍ مَرَّةً: يَا ابْنَ رَطبَةِ الاسْتِ.وَجَهَّزَ إِلَى العِرَاقِ عُبَيْدَ اللهِ بنَ زِيَادٍ، فَالْتَقَاهُ شِيْعَةُ الحُسَيْنِ، فَغُلِبُوا، وَكَانَ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ حُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ السَّكُوْنِيُّ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ ذِي الكَلاَعِ، وَأَدْهَمُ البَاهِلِيُّ، وَرَبِيْعَةُ بنُ مُخَارِقٍ، وَحَمِيْلَةُ الخَثْعَمِيُّ، وَقَوْمُهُم.
وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مَشْهُودَةً، فَتَوَثَّبَ المُخْتَارُ الكَذَّابُ بِالكُوْفَةِ، وَجَهَّزَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ الأَشْتَرِ لِحَرْبِ عُبَيْدِ اللهِ فِي ثَمَانِيَةِ آلاَفٍ، فَالْتَقَوْا فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ بِالخَازِرِ، كَبَسَهُمُ ابْنُ الأَشْتَرِ سَحَراً، وَالْتَحَمَ الحَرْبُ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، فَانْهَزَمَ الشَّامِيُّوْنَ، وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللهِ، وَحُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ ذِي الكَلاَعِ، وَبَعَثَ برُؤُوْسِهِم إِلَى مَكَّةَ.
ثُمَّ تَمَكَّنَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَغَضِبَ عَلَى المُخْتَارِ، وَلاَحَ لَهُ ضَلاَلُهُ، فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِ مُصْعَبَ بنَ الزُّبَيْرِ، فَظَفِرَ بِهِ، وَقَتَلَ مِنْ أَعْوَانِهِ خَلاَئِقَ، وَكَتَبَ إِلَى الجَزِيْرَةِ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَشْتَرِ: إِنْ أَطَعْتَنِي وَبَايَعْتَ، فَلَكَ الشَّامُ.
وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ: إِنْ بَايَعْتَنِي، فَلَكَ العِرَاقُ.
فَاسْتَشَارَ قُوَّادَهُ، فَتَرَدَّدُوا، فَقَالَ: لاَ أُوثِرُ عَلَى مِصْرِي وَقَوْمِي أَحَداً.
وَسَارَ إِلَى خِدْمَةِ مُصْعَبٍ، فَكَانَ مَعَهُ إِلَى أَنْ قُتِلاَ.
وَقَدْ كَانَتْ مَرْجَانَةُ تَقُوْلُ لابْنِهَا عُبَيْدِ اللهِ: قَتَلْتَ ابْنَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لاَ تَرَى الجَنَّةَ - أَوْ نَحْوَ هَذَا -.
قَالَ أَبُو اليَقْظَانِ: قُتِلَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَادٍ يَوْمَ عَاشُورَاء سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: عَزَلْنَا سَبْعَةَ أَرْؤُسٍ،
وَغَطَّيْنَا مِنْهَا رَأْسَ حُصَيْنِ بنِ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، فَجِئْتُ، فَكَشَفْتُهَا، فَإِذَا حَيَّةٌ فِي رَأْسِ عُبَيْدِ اللهِ تَأْكُلُ.وَصَحَّ مِنْ حَدِيْثِ عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:
جِيْءَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْنَاهُم وَهُم يَقُوْلُوْنَ: قَدْ جَاءتْ، قَدْ جَاءتْ.
فَإِذَا حَيَّةٌ تَخَلَّلُ الرُّؤُوْسَ، حَتَّى دَخَلَتْ فِي مَنْخِرِ عُبَيْدِ اللهِ، فَمَكَثَتْ هُنَيَّةً، ثُمَّ خَرَجَتْ، وَغَابَتْ.
ثُمَّ قَالُوا: قَدْ جَاءتْ، قَدْ جَاءتْ.
فَفَعَلَتْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثاً.
قُلْتُ: الشِّيْعِيُّ لاَ يَطِيْبُ عَيْشُهُ حَتَّى يَلْعَنَ هَذَا وَدُوْنَهُ، وَنَحْنُ نُبْغِضُهُم فِي اللهِ، وَنَبْرَأُ مِنْهُم وَلاَ نَلْعَنُهُم، وَأَمْرُهُم إِلَى اللهِ.
تَمَّ بِعَوْنهِ -تَعَالَى - الجُزءُ الثَّالِثُ مِنْ (سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ) .
وَيَلِيْهِ الجُزْءُ الرَّابِعُ، وَأَوَّلُهُ: تَرْجَمَةُ المَجْنُوْنِ قَيْسِ بنِ المُلَوِّحِ.
الْجُزْءُ الْرَّابِعُ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=94268&book=5518#5c563e
عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي أبو الحصين ( م ) روى عن أبي الطفيل والقاسم بن محمد روى عنه سفيان الثوري وعيسى ابن يونس وعتاب بن بشير ووكيع ومحمد بن ربيعة وأبو عاصم النبيل سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن ( ك) نا صالح بن احمد
[ابن محمد - ] بن حنبل نا علي [يعني - ] ابن المديني قال سألت يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن أبي زياد فقال كان وسطا لم يكن بذاك.
ثم قال: ليس هو مثل عثمان بن الأسود ولا سيف بن أبي سليمان.
قال يحيى: ومحمد بن عمرو أحب إلي منه.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبي عن عبيد الله ابن أبي زياد القداح فقال: صالح.
فقلت له تراه مثل عثمان بن الأسود فقال: لا عثمان أعلى.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري
عن يحيى بن معين أنه قال: عبيد الله بن أبي زياد القداح ضعيف ليس بينه وبين سعيد القداح نسب.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن عبيد الله ابن أبي زياد القداح فقال: ليس بالقوي ولا بالمتين، وهو صالح الحديث، يكتب حديثه ومحمد بن عمرو بن علقمة أحب إلي منه، يحول اسمه من كتاب الضعفاء الذي صنفه البخاري.
نا عبد الرحمن ( ك) نا صالح بن احمد
[ابن محمد - ] بن حنبل نا علي [يعني - ] ابن المديني قال سألت يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن أبي زياد فقال كان وسطا لم يكن بذاك.
ثم قال: ليس هو مثل عثمان بن الأسود ولا سيف بن أبي سليمان.
قال يحيى: ومحمد بن عمرو أحب إلي منه.
نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد [بن محمد - ] بن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبي عن عبيد الله ابن أبي زياد القداح فقال: صالح.
فقلت له تراه مثل عثمان بن الأسود فقال: لا عثمان أعلى.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري
عن يحيى بن معين أنه قال: عبيد الله بن أبي زياد القداح ضعيف ليس بينه وبين سعيد القداح نسب.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن عبيد الله ابن أبي زياد القداح فقال: ليس بالقوي ولا بالمتين، وهو صالح الحديث، يكتب حديثه ومحمد بن عمرو بن علقمة أحب إلي منه، يحول اسمه من كتاب الضعفاء الذي صنفه البخاري.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115228&book=5518#c296ba
عبيد الله بن أبى زياد مولى آل هشام بن عبد الملك كنيته أبو منيع الرصافي من متقنى أهل الشام وهو جد الحجاج بن يوسف بن أبى منيع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115228&book=5518#34f5b8
عبيد اللَّه بْن أبي زِيَاد
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد: قد روى عَنهُ يَحْيَى الْقطَّان، ووكيع، وقَالَ أَحْمد بْن حَنْبَل: عبيد اللَّه بْن أبي زِيَاد لَيْسَ بِهِ بَأْس، وَعُثْمَان بْن الْأسود أَعلَى مِنْهُ.
رَوَى يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتَ: «إِنَّمَا جُعِلَ رَمْيُ الْجِمَارِ، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ»
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد: قد روى عَنهُ يَحْيَى الْقطَّان، ووكيع، وقَالَ أَحْمد بْن حَنْبَل: عبيد اللَّه بْن أبي زِيَاد لَيْسَ بِهِ بَأْس، وَعُثْمَان بْن الْأسود أَعلَى مِنْهُ.
رَوَى يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتَ: «إِنَّمَا جُعِلَ رَمْيُ الْجِمَارِ، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ»