- والمهلب بن أبي صفرة. اسم أبي صفرة: ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأزد بن عمران بن عمرو بن عامر, يكنى أبا سعيد. مات المهلب سنة إحدى وثمانين, ويقال: اثنتين وثمانين.
Khalīfa b. al-Khayyāṭ (d. 854 CE) - al-Ṭabaqāt - خليفة بن الخياط - الطبقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2454 658. المنكدر بن محمد بن المنكدر3 659. المنهال بن عمرو2 660. المهاجر بن قنفذ3 661. المهاجر بن قنفذ بن عمير1 662. المهاجر بن مسمار2 663. المهلب بن أبي صفرة1664. النابغة1 665. النزال بن سبرة4 666. النضر بن عربي العامري2 667. النعمان بن المنذر4 668. النعمان بن بشير بن سعد3 669. النعمان بن حميد3 670. النعمان بن مقرن5 671. النعمان بن مقرن بن عائذ1 672. النعمان وسويد ابنا مقرن بن عامر1 673. النعمان وعبيد الله ابنا رفاعة بن رافع...1 674. النمر بن تولب2 675. النواس بن سمعان1 676. النواس بن سمعان بن خالد1 677. الهرماس بن زياد3 678. الهزهاز بن ميزن3 679. الهلب2 680. الوضين بن عطاء2 681. الوليد بن أبي مالك3 682. الوليد بن أبي هشام3 683. الوليد بن بشر1 684. الوليد بن عبادة بن الصامت6 685. الوليد بن عقبة بن أبي2 686. الوليد بن عقبة بن أبي معيط4 687. الوليد بن مسلم9 688. الوليد بن هشام بن قحذم1 689. امرأة بلال1 690. امرأة من الأنصار1 691. امرأة من المبايعات1 692. امرأة من بني عبد الأشهل2 693. بجالة بن عبدة2 694. بحر بن سعيد3 695. بديل بن ميسرة العقيلي8 696. بديل بن ورقاء3 697. بديل بن ورقاء بن عمرو1 698. برد بن سنان4 699. بريدة بن حصيب بن عبد3 700. بريرة مولاة عائشة5 701. بسر بن أبي أرطاة1 702. بسر بن أرطاة4 703. بسر بن سعيد10 704. بسرة بنت صفوان بن نوفل1 705. بشر بن المفضل بن لاحق3 706. بشر بن سحيم2 707. بشر بن شغاف بن المقطع1 708. بشر بن عمر الزهراني5 709. بشر بن قحيف5 710. بشير ابن الخصاصية4 711. بشير بن المخنفر بن نصر1 712. بشير بن سعد3 713. بشير بن نهيك4 714. بشير بن نهيك السدوسي3 715. بشير بن يزيد1 716. بشير بن يسار8 717. بشير وسماك ابنا سعد بن ثعلبة1 718. بصرة بن أبي بصرة2 719. بقية بن الوليد8 720. بكر بن سوادة الجذامي6 721. بكر بن عبد الله2 722. بكر بن مضر5 723. بكير بن عامر5 724. بكير بن عبد الله2 725. بكير بن عبد الله الأشج1 726. بكير بن مسمار11 727. بلال بن أبي الدرداء1 728. بلال بن الحارث بن عصم4 729. بلال بن رباح10 730. بلال بن عبد الله2 731. بهيسة5 732. تبيع1 733. تميم الداري5 734. تميم المقرائي1 735. تميم بن أوس1 736. تميم بن حذلم1 737. تميم بن سلمة5 738. تميم بن طرفة الطائي3 739. توبة بن أبي أسيد1 740. ثابت ابن أم أنمار1 741. ثابت الحداد1 742. ثابت بن أبي ثابت الأعرج1 743. ثابت بن أبي قتادة3 744. ثابت بن أسلم البناني3 745. ثابت بن الصامت بن عدي1 746. ثابت بن الضحاك2 747. ثابت بن الضحاك بن أمية1 748. ثابت بن زيد بن وديعة2 749. ثابت بن عبد الله2 750. ثابت بن عمارة3 751. ثابت بن قيس بن شماس5 752. ثابت بن وديعة بن عمرو1 753. ثابت بن يزيد بن وديعة2 754. ثابت مولى الأخنس بن شريق1 755. ثعلبة بن أبي صعير1 756. ثعلبة بن أبي مالك القرظي2 757. ثعلبة بن الحكم بن عرفطة2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2454 658. المنكدر بن محمد بن المنكدر3 659. المنهال بن عمرو2 660. المهاجر بن قنفذ3 661. المهاجر بن قنفذ بن عمير1 662. المهاجر بن مسمار2 663. المهلب بن أبي صفرة1664. النابغة1 665. النزال بن سبرة4 666. النضر بن عربي العامري2 667. النعمان بن المنذر4 668. النعمان بن بشير بن سعد3 669. النعمان بن حميد3 670. النعمان بن مقرن5 671. النعمان بن مقرن بن عائذ1 672. النعمان وسويد ابنا مقرن بن عامر1 673. النعمان وعبيد الله ابنا رفاعة بن رافع...1 674. النمر بن تولب2 675. النواس بن سمعان1 676. النواس بن سمعان بن خالد1 677. الهرماس بن زياد3 678. الهزهاز بن ميزن3 679. الهلب2 680. الوضين بن عطاء2 681. الوليد بن أبي مالك3 682. الوليد بن أبي هشام3 683. الوليد بن بشر1 684. الوليد بن عبادة بن الصامت6 685. الوليد بن عقبة بن أبي2 686. الوليد بن عقبة بن أبي معيط4 687. الوليد بن مسلم9 688. الوليد بن هشام بن قحذم1 689. امرأة بلال1 690. امرأة من الأنصار1 691. امرأة من المبايعات1 692. امرأة من بني عبد الأشهل2 693. بجالة بن عبدة2 694. بحر بن سعيد3 695. بديل بن ميسرة العقيلي8 696. بديل بن ورقاء3 697. بديل بن ورقاء بن عمرو1 698. برد بن سنان4 699. بريدة بن حصيب بن عبد3 700. بريرة مولاة عائشة5 701. بسر بن أبي أرطاة1 702. بسر بن أرطاة4 703. بسر بن سعيد10 704. بسرة بنت صفوان بن نوفل1 705. بشر بن المفضل بن لاحق3 706. بشر بن سحيم2 707. بشر بن شغاف بن المقطع1 708. بشر بن عمر الزهراني5 709. بشر بن قحيف5 710. بشير ابن الخصاصية4 711. بشير بن المخنفر بن نصر1 712. بشير بن سعد3 713. بشير بن نهيك4 714. بشير بن نهيك السدوسي3 715. بشير بن يزيد1 716. بشير بن يسار8 717. بشير وسماك ابنا سعد بن ثعلبة1 718. بصرة بن أبي بصرة2 719. بقية بن الوليد8 720. بكر بن سوادة الجذامي6 721. بكر بن عبد الله2 722. بكر بن مضر5 723. بكير بن عامر5 724. بكير بن عبد الله2 725. بكير بن عبد الله الأشج1 726. بكير بن مسمار11 727. بلال بن أبي الدرداء1 728. بلال بن الحارث بن عصم4 729. بلال بن رباح10 730. بلال بن عبد الله2 731. بهيسة5 732. تبيع1 733. تميم الداري5 734. تميم المقرائي1 735. تميم بن أوس1 736. تميم بن حذلم1 737. تميم بن سلمة5 738. تميم بن طرفة الطائي3 739. توبة بن أبي أسيد1 740. ثابت ابن أم أنمار1 741. ثابت الحداد1 742. ثابت بن أبي ثابت الأعرج1 743. ثابت بن أبي قتادة3 744. ثابت بن أسلم البناني3 745. ثابت بن الصامت بن عدي1 746. ثابت بن الضحاك2 747. ثابت بن الضحاك بن أمية1 748. ثابت بن زيد بن وديعة2 749. ثابت بن عبد الله2 750. ثابت بن عمارة3 751. ثابت بن قيس بن شماس5 752. ثابت بن وديعة بن عمرو1 753. ثابت بن يزيد بن وديعة2 754. ثابت مولى الأخنس بن شريق1 755. ثعلبة بن أبي صعير1 756. ثعلبة بن أبي مالك القرظي2 757. ثعلبة بن الحكم بن عرفطة2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Khalīfa b. al-Khayyāṭ (d. 854 CE) - al-Ṭabaqāt - خليفة بن الخياط - الطبقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154347&book=5517#58cf6d
المهلب بن أبي صفرة ظالم بن سراق
ابن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي أبو سعيد الأزدي العتكي من وجوه أهل البصرة وفرسانهم وأجوادهم.
غزا في خلافة عمر بن الخطاب، ووفد على يزيد بن معاوية، وولي لبني أمية ولايات، وتولى حرب الأزارقة، وكانت له معهم وقائع مشهورة.
حدث عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما أراهم الليلة إلا سيبتيونكم، فإن فعلوا فشعاركم: حم لا ينصرون ".
وذكر المهلب عن البراء بن عازب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إنكم تلقون عدوكم غداً، فليكن شعاركم: حم لا ينصرون ".
وحدث المهلب عن سمرة بن جندب قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصلاة قال: " لا تحجب الصلاة إلا عند طلوع الشمس وعند غروبها ".
قال المهلب وهو يخطب: سمعت سمرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا صلاة حين تطلع الشمس، ولا حين تسقط، فإنها تطلع بين قرني شيطان، وتسقط بين قرني شيطان ".
قال أبو لبد الجهضمي: كنا مع المهلب حين وفد إلى يزيد بن معاوية، فقدمنا عليه وهو بحوارين قد خرجا متنزهاً والناس في الفساطيط، فوقفنا ننتظر الإذن فأبطاً؛ فقال من قال من الناس: هو الآن يشرب، فإنا لكذلك إذ هاجت ريح؛ فاقتلعت الفسطاط، فإذا يزيد جالس وبين يديه مصحف، وهو يقرأ فيه، فقلنا: أراد الله أن يبرز عذره.
واعتل المهلب بالشام، فكان يزيد يعوده ويبعث إليه كل يوم بدواء مختوم.
وحدث المهلب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تبعث ... على أهل المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا.... لها ما سقط منهم وتخلف، تسوقهم سوق الحمل الكسير ".
كان أبو صفرة من أزد دبا، ودبا فيما بين عمان والبحرين، وكانوا أسلموا، وقدم وفدهم على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقرين بالإسلام، فبعث عليهم مصدقاً منهم يقال له: حذيفة بن اليمان الأزدي من أهل دبا، وكتب له فرائض الصدقات، فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردها على فقرائهم.
فلما توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتدوا ومنعوا الصدقة، فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك، فوجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل، فاقتتلوا وهزمهم عكرمة وأكثر فيهم القتل، ومضى فلهم إلى حصن دبا، فتحصنوا فيه، وحصرهم المسلمون في حصنهم، فنزلوا على حكم حذيفة بن اليمان، فقتل مئة من أشرافهم، وسبى ذراريهم، وبعث بهم إلى أبي بكر - رضي الله عنه - إلى المدينة وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ يومئذ، فأراد أبو بكر قتلهم، فقال عمر: يا خليفة رسول الله، قوم إنما شحوا على أموالهم، فيأبى أبو بكر أن يدعهم، فلم يزالوا موقوفين في دار رملة بنت الحارث حتى توفي أبو بكر.
وولي عمر فدعاهم فقال: قد أفضى إلي هذا الأمر فانطلقوا إلى أي البلاد شئتم؛ فأنتم قوم أحرار لا يد به عليكم.
فنزلوا البصرة، ورجع بعضهم إلى بلاده، فكان أبو صفرة وهو أبو المهلب ممن نزل البصرة، وشرف بها هو وولده.
كان عثمان بن أبي العاص على عمان، والحكم بن أبي العاص على البحرين، فكتب عمر إلى عثمان أن سر بأهل البحرين إلى شهرك، فقال عثمان لأهل عمان: ابغوا لي رجلاً أستخلفه، فجاؤوه بأبي صفرة، فقال: ما اسمك؟ قال: ظالم بن سراق، قال: إني أرسلت إليك، وإني أريد أن أستخلفك، فأما إذ كان اسمك هذا فلا، قال: فلا تمنعني الغزو، قال: أما هذا فنعم، فخرج معهم.
نظر عرفجة بن هزيمة الأزدي البارقي إلى المهلب بن أبي صفرة يلعب مع الصبيان فقال: " من الطويل "
خذوني به إن لم يسد سرواتكم ... ويبلغ حتى لا يكون له مثل
وفد أبو صفرة على عمر بن الخطاب ومعه عشرة من ولده، المهلب أصغرهم، فجعل عمر ينظر إليهم ويتوسمهم، ثم قال لأبي صفرة: هذا سيد ولدك، يعني المهلب، وهو يومئذ أصغرهم.
قال المهلب: حاصرنا مناذر فأصابوا سبياً، فكتبوا إلى عمر، فكتب عمر: إن مناذر قرية من قرى السواد، فردوا إليهم ما أصبتم.
وفي حديث آخر: فرددناهم حتى رددنا الحبالى في بطونها الأولاد.
لما سار المهلب لقي الأزارقة، فاقتتلوا إلى صلاة الظهر، ونادى منادي الأزارقة في ناحية المهلب: إن المهلب قتل، فركب المهلب لما سمعه برذوناً دريداً، فركض بين الصفين على الرايات، وإن إحدى يديه في القباء، والأخرى ليست في القباء من العجلة، وهو ينادي: أنا المهلب، أنا المهلب، فسكن الناس. وأقبل يسير على الرايات ويحضض:
أيها الناس إنما هم عبيدكم وسقاطكم، كأن الرجل يجزع إذا لقيه عبده أن يأخذه أخذاً، شدوا باسم الله إلى عدوكم.
كل ذلك يريد أصحابه على أن يسيروا ولا يسيرون فقال: إن القوم سيهفون إليكم، فإذا أتوكم فثوروا في وجوههم، وارموهم بالحجارة، وأمرهم أن يأخذ كل رجل ثلاثة أحجار في مخلاته، فأقبل القوم، فجعل الرجل يرمي الرجل فيصيب وجهه فيصرعه، ويصيب وجه فرسه فيشب بفارسه فيصرعه، فقاتلوهم إلى العصر فلما اشتد القتال أخرجوا ألفي مدجج لم يشهدوا القتال، فقاتلوهم حتى اصفرت الشمس.
قال: فحملوا علينا حملة ألجؤونا إلى عسكرنا، ورجعوا إلى عسكرهم، فانطلق رجل من اليحمد على فرس، فدخل عسكرهم فلم يجد فيه أحداً، فرجع إلى المهلب فقال: ذهب والله القوم، فأرسل معي رسولاً، فأرسل فوجد الأمر حقاً، وأصبحوا وقد انطلقوا، فذكر من عد القتلى لهم أربعة آلاف وثمان مئة.
كتب الحجاج إلى المهلب يستبطئه في حرب الأزارقة، فكتب إليه: ما أنتظر بالقوم إلا إحدى ثلاث: إما موت شامل، أو جوع قاتل، أو فرقة، فأما غير ذلك فلا سبيل إليه.
وكتب إليه يستعجله في حربهم، فكتب إليه: إن من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه دون من يبصره.
ولما واقف المهلب الأزارقة كان يتحرر من الثياب تحرراً شديداً فكان يسهر هو وابنه المغيرة، يدوران في أقاصي العسكر، يحرسان، فهما ليلة إذا هما برجل متلثم ستر وجهه وسائر بدنه بالحديد، أشرف عليه من أكمة فقال: أفيكم من يفهم ما نسأل عنه؟، فخاف المهلب أن تكون مكيدة، فوتر قوسه وصاح لجماعة من غلمانه وقال: قل، قال: من الذي يقول من شعرائكم: " من الكامل "
وطوى الطراد مع القياد بطونها ... طي التجار بحضرموت برودا
فقال المهلب: جرير، قال: هو - والله - أشعر شعرائكم. ثم ولى، فقال المهلب: هذا قطري.
لما قدم المهلب على الحجاج بعد حرب الأزارقة أجلسه على سريره وقال: هذا كما قال الشاعر: " من البسيط "
فقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفاً إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعا
فقال رجل ممن كان مع المهلب: والله لكأني أسمع قطري بن الفجاءة وهو يقول: لله در المهلب، والله ما حاربنا مثله، هو كما قال لقيط الإيادي:
صونوا جيادكم واجلوا سلاحكم ... ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
وقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفاً إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعا
ما زال يحلب صرف الدهر أشطره ... يكون متبعاً طوراً ومتبعا
حتى استمرت على شزر مريرته ... مستحكم السن لا قحماً ولا ضرعا
فأعجب الحجاج موافقة قطري إياه.
وكان الحجاج قد أكرم المهلب لما قدم عليه من حرب الأزارقة، وشرفه وبلغ به
الغاية، فخرج الحجاج يوماً آخذاً بيد المهلب حتى انتهى إلى المحراب فأم الناس، ثم قال: يا أبا سعيد أنا أطول أم أنت؟ قال: الأمير أطول مني، وأنا أشخص منه.
فلما انصرف من صلاته قاله له: سجستان خير ولاية أم خراسان؟ قال: سجستان، قال: وكيف؟ قال: لأنها ثغر كابل وزابلستان وإن خراسان ثغر الترك.
قال: أيهما أحب إليك أن يليه رجل مثلك؟ قال: إن أمثالي في الناس لكثير، وما نحن حيث يرى الناس.
قال: سر إلى سجستان، قال: غيري خير لك فيها مني، وأنا بخراسان خير لك من غيري، قال: ولم؟ قال: لأن بدو نعمة الله علي بعد في الإسلام كان في غزوي خراسان مع الغفاري، وابن أبي بكرة بسجستان خير لك مني، لأن أهلها أحبوه لحسن أياديه فيهم، وأنا بخراسان خير منه.
قال: وما كنت تلي من أمر الغفاري؟ قال: كنت فيمن صحبه، فلما نزلنا بيهق، ودنونا من عدونا، قال الغفاري: هل من فوارس ينظرون لنا أمامنا، وإن أصابوا أحداً أتوا به؟ فانتدب منا مع صاحب شرطة عشرة فوارس، فلقينا عدة من عدونا، فقال أصحابي: قد عاينا طلائع القوم فانصرفوا، فقلت: وما عليكم أن نشأمهم؟ فأبوا وانصرفوا، فتقدمت، فقتل الله العشرة على يدي، ثم انصرفت برؤوسهم ودوابهم وأسلابهم، وقد كان أصحابي نعوني إلى الغفاري، فلما رآني ضحك وقال: " من المتقارب "
كبا القوم عند عيان الرهان ... وقال المهلب خبط الفرس
ففاز المهلب بالمكرمات ... وآب عمير بجد التعس
ثم ولاني شرطته؛ فولاه الحجاج خراسان، فكان واليها حتى هلك بها.
قيل للمهلب: بم نلت ما نلت؟ قال: بطاعة الحزم وعصيان الهوى.
قال رجل للمهلب: بم بلغت ما بلغت؟ قال: بالعلم، قال: قد رأينا من هو أعلم منك لم يبلغ ما بلغت؟ قال: ذاك علم صفة، وهذا علم وضع مواضعه، وأصيبت به فرصته، وأخرى لم أخزل بها: إيثاري فعلاً أحمد عليه دون القول به.
قال أبو إسحاق: ما رأيت أميراً كان أفضل من المهلب.
وقيل لأبي إسحاق: لم رويت عن المهلب؟ قال: لأني لم أر أميراً أيمن نقيبة منه ولا أسمع لنا، ولا أبعد مما نكره ولا أقرب مما نحب من المهلب.
زاد في آخر بمعناه: ولا أسخى.
قال أبو بكر الهذلي لأبي العباس السفاح: يا أمير المؤمنين، هل كان في أزد الكوفة مثل المهلب بن أبي صفرة؟ الذي يقول له الشاعر: " من الوافر "
إذا كان المهلب من ورائي ... هدا ليلي وقر له فؤادي
ولم أخش الدنية من أناس ... ولو صالوا بقوة قوم عاد
وهل كان في عبد قيس الكوفة مثل الحكم بن المنذر الجارود الذي يقول له الشاعر: " من السريع "
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... أنت الجواد ابن الجواد المحمود
سرادق المجد عليك ممدود
فقال له العباس: ما رأيت مثل هذه العلية.
قال محمد بن سلام: كان بالبصرة أربعة، كل رجل منهم في زمانه لا يعلم في الأمصار مثله: الأحنف بن قيس في حلمه وعفافه ومنزلته من علي عليه السلام، والحسن في زهده وفصاحته وسخائه وموضعه من قلوب الناس، والمهلب بن أبي صفرة وركزة أمره، وسوار بن عبد الله القاضي في عفافه وتحريه الحق.
قال طلحة الطلحات يوماً لجلسائه:
أي رجل أسخى؟ قالوا ما نعلم أحداً أسخى منك. قال: بلغني أن المهلب دخل الحمام فبعث له ببرذون وكسوة وطيب، فخرج ولبس الثياب، وتطيب بالطيب، وركب البرذون، ولم يسأل عنه، فعلمت أنه صغر في عينه فلم يسأل عنه.
قدم زياد الأعجم خراسان على المهلب فنزل على حبيب بن المهلب، فجلسا على شراب لهما، وفي الدار شجرة عليها حمامة فجعلت تدعو، فقال زياد الأعجم: " من الوافر "
تغني أنت في ذممي وعهدي ... بأن لن يذعروك ولن تطاري
إذا غنيتي فطربت يوماً ... ذكرت أحبتي وذكرت داري
فإما يقتلوك طلبت ثأراً ... بقتلهم لأنك في جواري
فأخذ حبيب سهماً فرماها فقتلها، فقال زياد: قتلت جارتي بيني وبينك المهلب،
فأتى المهلب فقال: يا حبيب، ادفع إلى أبي أمامة دية جاره ألف دينار كاملة، فقال حبيب: إنما كنت ألعب، فقال المهلب: ليس مع هذا لعب، جاره جاري بل هو أفضل، فدفع إليه ألف دينار، فقال زياد: " من الطويل "
فلله عينا من رأى كقضية ... قضى لي بها شيخ العراق المهلب
قضى ألف دينار لجار أجرته ... من الطير حضان على البيض يتعب
رماه حبيب بن المهلب رمية ... فأنفذه بالسهم والشمس تغرب
فألزمه عقل القتيل " بن حرة " ... فقال حبيب إنما كنت ألعب
فقال زياد لا يروع جاره ... وجاره جاري بل من الجار أقرب
فبلغ الحجاج فقال: ما أخطأت العرب حين جعلت المهلب رجلها.
أمر المهلب بقوم فأعظموه وسودوه، فقال رجل: ألهذا الأعور تسودون؟ والله لو خرج إلى السوق ما جاء إلا بألفي درهم، فقال لبعض من معه: أتعرف الرجل؟ قال: نعم، فأرسل إليه معه بألفي درهم وقال: أما إنك لو زدتنا في القيمة زدناك في العطية.
أغلظ رجل للمهلب فسكت، فقيل له: أربى عليك وسكت؟ قال: لم أعرف مساوئه، وكرهت أن أبهته بما ليس فيه.
شتم رجل المهلب فكف عنه، وقال: إني خفت أن يكرمني في ردي عليه أكثر مما نكرمه في شتمه.
سمع المهلب رجلاً يغتاب رجلاً فقال: اكفف، فوالله، لا ينقى فوك من سهكها.
قال المهلب لبنيه: اتقوا زلة اللسان، فإن الرجل تزل قدمه فينتعش ويزل لسانه فيهلك.
وقال المهلب: إذا سمع أحدكم العوراء فليتطأطأ بخطاه.
قال المهلب: يعجبني من الرجل الكريم خصلتان: أن أرى عقله زائداً على لسانه، ولا يعجبني أن أرى لسانه زائداً على عقله.
كان المهلب يقول: نعم الخصلة السخاء تسد عورة المزيف، وتلحق خسيسة الوضيع، وتحبب المزهو وتسد الخلة، والبخيل لا ينفعه عيشه، ولا يجد البخيل إلا حسوداً محتالاً.
أوصى المهلب ابنه يزيد فقال: يا بني، إياك والسرعة عند مسألة " بنعم "؛ فإن أولها سهل وآخرها ثقيل في فعلها، واعلم أن " لا " وإن قبحت فربما روحت، وإن كنت من أمر تسأله عن ثقة فأطمع ولا توجب، ثم افعل، وإن علمت أن لا سبيل إليه فاعتذر؛ فإنه من لا يعذر بالعذر بنفسه ظلم.
وأنشد الأخفش لرجل من طيء: " البسيط "
والله والله لولا أنني فرق ... من الأمير لعاتبت ابن نبراس
في موعد قاله لي ثم أخلفني ... وعداً " غدا ضرب أخماس لأسداس
حتى إذا نحن ألجأنا مواعدة ... إلى الطبيعة في فقر وإبساس
أجلت مخيلته عن لا فقلت له ... لوما بدأت بها ما كان من باس
وليس يرجع في لا بعد ما سلفت ... منه نعم طائعاً حر من الناس
قال المهلب: ما السيف الصارم في كف الرجل الشجاع بأعز له من الصدق.
كان المهلب يبعث إلى جابر بن زيد من فارس بالمال ويقبله، قال: وكنا نعيب ذلك، قال جابر: إن قوماً يعيبون هذا، وما ضر المهلب إن رددته؟ ألا أجعله في المساكين يعيشون به؟!.
قال محمد بن يزيد المهلبي: سمعت أبي يقول: لم يقل المهلب بن أبي صفرة قط إلا بيتين وهما: " من البسيط "
إنا إذا نسأت يوماً لنا نعم ... قالت لنا أنفس أزدية عودوا
لا يوجد الجود إلا عند ذي كرم ... والمال عند لئام الناس موجود
قال المهلب: ما شيء أبقي للملك من العفو، وخير مناقب الملوك العفو.
قال المهلب: لأن يطيعني سفهاء قومي أحب إلي من أن يطيعني حلماؤهم.
قال المهلب لبنيه:
يا بني، لا تتكلوا على فعل غيركم، وافعلوا ما ينسب إليكم، ثم أنشد: " من الخفيف "
إنما المجد ما بنى والد الصد ... ق وأحيا فعاله المولود
مر المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار، وهو يتبختر في مشيته، فقال له مالك: أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين، فقال له المهلب: أما تعرفني؟ قال له مالك: أعرفك أحسن المعرفة، قال: وما تعرف مني؟ قال: أما أولك فنطفة
مدرة، وأما آخرك فجيفة قذرة، وأنت بينهما تحمل العذرة، فقال المهلب: الآن عرفتني حق المعرفة.
توفي المهلب بمروروذ سنة اثنتين وسبعين، وله اثنتان وسبعون سنة.
وقيل: توفي سنة إحدى وثمانين، ويقال: سنة اثنتين وثمانين، ويقال: سنة ثلاث وثمانين بقرية يقال لها: ذا غول، وله ست وسبعون سنة، وكان مولده فتح مكة.
ابن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي أبو سعيد الأزدي العتكي من وجوه أهل البصرة وفرسانهم وأجوادهم.
غزا في خلافة عمر بن الخطاب، ووفد على يزيد بن معاوية، وولي لبني أمية ولايات، وتولى حرب الأزارقة، وكانت له معهم وقائع مشهورة.
حدث عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما أراهم الليلة إلا سيبتيونكم، فإن فعلوا فشعاركم: حم لا ينصرون ".
وذكر المهلب عن البراء بن عازب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إنكم تلقون عدوكم غداً، فليكن شعاركم: حم لا ينصرون ".
وحدث المهلب عن سمرة بن جندب قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصلاة قال: " لا تحجب الصلاة إلا عند طلوع الشمس وعند غروبها ".
قال المهلب وهو يخطب: سمعت سمرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا صلاة حين تطلع الشمس، ولا حين تسقط، فإنها تطلع بين قرني شيطان، وتسقط بين قرني شيطان ".
قال أبو لبد الجهضمي: كنا مع المهلب حين وفد إلى يزيد بن معاوية، فقدمنا عليه وهو بحوارين قد خرجا متنزهاً والناس في الفساطيط، فوقفنا ننتظر الإذن فأبطاً؛ فقال من قال من الناس: هو الآن يشرب، فإنا لكذلك إذ هاجت ريح؛ فاقتلعت الفسطاط، فإذا يزيد جالس وبين يديه مصحف، وهو يقرأ فيه، فقلنا: أراد الله أن يبرز عذره.
واعتل المهلب بالشام، فكان يزيد يعوده ويبعث إليه كل يوم بدواء مختوم.
وحدث المهلب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تبعث ... على أهل المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا.... لها ما سقط منهم وتخلف، تسوقهم سوق الحمل الكسير ".
كان أبو صفرة من أزد دبا، ودبا فيما بين عمان والبحرين، وكانوا أسلموا، وقدم وفدهم على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقرين بالإسلام، فبعث عليهم مصدقاً منهم يقال له: حذيفة بن اليمان الأزدي من أهل دبا، وكتب له فرائض الصدقات، فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردها على فقرائهم.
فلما توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتدوا ومنعوا الصدقة، فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك، فوجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل، فاقتتلوا وهزمهم عكرمة وأكثر فيهم القتل، ومضى فلهم إلى حصن دبا، فتحصنوا فيه، وحصرهم المسلمون في حصنهم، فنزلوا على حكم حذيفة بن اليمان، فقتل مئة من أشرافهم، وسبى ذراريهم، وبعث بهم إلى أبي بكر - رضي الله عنه - إلى المدينة وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ يومئذ، فأراد أبو بكر قتلهم، فقال عمر: يا خليفة رسول الله، قوم إنما شحوا على أموالهم، فيأبى أبو بكر أن يدعهم، فلم يزالوا موقوفين في دار رملة بنت الحارث حتى توفي أبو بكر.
وولي عمر فدعاهم فقال: قد أفضى إلي هذا الأمر فانطلقوا إلى أي البلاد شئتم؛ فأنتم قوم أحرار لا يد به عليكم.
فنزلوا البصرة، ورجع بعضهم إلى بلاده، فكان أبو صفرة وهو أبو المهلب ممن نزل البصرة، وشرف بها هو وولده.
كان عثمان بن أبي العاص على عمان، والحكم بن أبي العاص على البحرين، فكتب عمر إلى عثمان أن سر بأهل البحرين إلى شهرك، فقال عثمان لأهل عمان: ابغوا لي رجلاً أستخلفه، فجاؤوه بأبي صفرة، فقال: ما اسمك؟ قال: ظالم بن سراق، قال: إني أرسلت إليك، وإني أريد أن أستخلفك، فأما إذ كان اسمك هذا فلا، قال: فلا تمنعني الغزو، قال: أما هذا فنعم، فخرج معهم.
نظر عرفجة بن هزيمة الأزدي البارقي إلى المهلب بن أبي صفرة يلعب مع الصبيان فقال: " من الطويل "
خذوني به إن لم يسد سرواتكم ... ويبلغ حتى لا يكون له مثل
وفد أبو صفرة على عمر بن الخطاب ومعه عشرة من ولده، المهلب أصغرهم، فجعل عمر ينظر إليهم ويتوسمهم، ثم قال لأبي صفرة: هذا سيد ولدك، يعني المهلب، وهو يومئذ أصغرهم.
قال المهلب: حاصرنا مناذر فأصابوا سبياً، فكتبوا إلى عمر، فكتب عمر: إن مناذر قرية من قرى السواد، فردوا إليهم ما أصبتم.
وفي حديث آخر: فرددناهم حتى رددنا الحبالى في بطونها الأولاد.
لما سار المهلب لقي الأزارقة، فاقتتلوا إلى صلاة الظهر، ونادى منادي الأزارقة في ناحية المهلب: إن المهلب قتل، فركب المهلب لما سمعه برذوناً دريداً، فركض بين الصفين على الرايات، وإن إحدى يديه في القباء، والأخرى ليست في القباء من العجلة، وهو ينادي: أنا المهلب، أنا المهلب، فسكن الناس. وأقبل يسير على الرايات ويحضض:
أيها الناس إنما هم عبيدكم وسقاطكم، كأن الرجل يجزع إذا لقيه عبده أن يأخذه أخذاً، شدوا باسم الله إلى عدوكم.
كل ذلك يريد أصحابه على أن يسيروا ولا يسيرون فقال: إن القوم سيهفون إليكم، فإذا أتوكم فثوروا في وجوههم، وارموهم بالحجارة، وأمرهم أن يأخذ كل رجل ثلاثة أحجار في مخلاته، فأقبل القوم، فجعل الرجل يرمي الرجل فيصيب وجهه فيصرعه، ويصيب وجه فرسه فيشب بفارسه فيصرعه، فقاتلوهم إلى العصر فلما اشتد القتال أخرجوا ألفي مدجج لم يشهدوا القتال، فقاتلوهم حتى اصفرت الشمس.
قال: فحملوا علينا حملة ألجؤونا إلى عسكرنا، ورجعوا إلى عسكرهم، فانطلق رجل من اليحمد على فرس، فدخل عسكرهم فلم يجد فيه أحداً، فرجع إلى المهلب فقال: ذهب والله القوم، فأرسل معي رسولاً، فأرسل فوجد الأمر حقاً، وأصبحوا وقد انطلقوا، فذكر من عد القتلى لهم أربعة آلاف وثمان مئة.
كتب الحجاج إلى المهلب يستبطئه في حرب الأزارقة، فكتب إليه: ما أنتظر بالقوم إلا إحدى ثلاث: إما موت شامل، أو جوع قاتل، أو فرقة، فأما غير ذلك فلا سبيل إليه.
وكتب إليه يستعجله في حربهم، فكتب إليه: إن من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه دون من يبصره.
ولما واقف المهلب الأزارقة كان يتحرر من الثياب تحرراً شديداً فكان يسهر هو وابنه المغيرة، يدوران في أقاصي العسكر، يحرسان، فهما ليلة إذا هما برجل متلثم ستر وجهه وسائر بدنه بالحديد، أشرف عليه من أكمة فقال: أفيكم من يفهم ما نسأل عنه؟، فخاف المهلب أن تكون مكيدة، فوتر قوسه وصاح لجماعة من غلمانه وقال: قل، قال: من الذي يقول من شعرائكم: " من الكامل "
وطوى الطراد مع القياد بطونها ... طي التجار بحضرموت برودا
فقال المهلب: جرير، قال: هو - والله - أشعر شعرائكم. ثم ولى، فقال المهلب: هذا قطري.
لما قدم المهلب على الحجاج بعد حرب الأزارقة أجلسه على سريره وقال: هذا كما قال الشاعر: " من البسيط "
فقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفاً إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعا
فقال رجل ممن كان مع المهلب: والله لكأني أسمع قطري بن الفجاءة وهو يقول: لله در المهلب، والله ما حاربنا مثله، هو كما قال لقيط الإيادي:
صونوا جيادكم واجلوا سلاحكم ... ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
وقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفاً إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعا
ما زال يحلب صرف الدهر أشطره ... يكون متبعاً طوراً ومتبعا
حتى استمرت على شزر مريرته ... مستحكم السن لا قحماً ولا ضرعا
فأعجب الحجاج موافقة قطري إياه.
وكان الحجاج قد أكرم المهلب لما قدم عليه من حرب الأزارقة، وشرفه وبلغ به
الغاية، فخرج الحجاج يوماً آخذاً بيد المهلب حتى انتهى إلى المحراب فأم الناس، ثم قال: يا أبا سعيد أنا أطول أم أنت؟ قال: الأمير أطول مني، وأنا أشخص منه.
فلما انصرف من صلاته قاله له: سجستان خير ولاية أم خراسان؟ قال: سجستان، قال: وكيف؟ قال: لأنها ثغر كابل وزابلستان وإن خراسان ثغر الترك.
قال: أيهما أحب إليك أن يليه رجل مثلك؟ قال: إن أمثالي في الناس لكثير، وما نحن حيث يرى الناس.
قال: سر إلى سجستان، قال: غيري خير لك فيها مني، وأنا بخراسان خير لك من غيري، قال: ولم؟ قال: لأن بدو نعمة الله علي بعد في الإسلام كان في غزوي خراسان مع الغفاري، وابن أبي بكرة بسجستان خير لك مني، لأن أهلها أحبوه لحسن أياديه فيهم، وأنا بخراسان خير منه.
قال: وما كنت تلي من أمر الغفاري؟ قال: كنت فيمن صحبه، فلما نزلنا بيهق، ودنونا من عدونا، قال الغفاري: هل من فوارس ينظرون لنا أمامنا، وإن أصابوا أحداً أتوا به؟ فانتدب منا مع صاحب شرطة عشرة فوارس، فلقينا عدة من عدونا، فقال أصحابي: قد عاينا طلائع القوم فانصرفوا، فقلت: وما عليكم أن نشأمهم؟ فأبوا وانصرفوا، فتقدمت، فقتل الله العشرة على يدي، ثم انصرفت برؤوسهم ودوابهم وأسلابهم، وقد كان أصحابي نعوني إلى الغفاري، فلما رآني ضحك وقال: " من المتقارب "
كبا القوم عند عيان الرهان ... وقال المهلب خبط الفرس
ففاز المهلب بالمكرمات ... وآب عمير بجد التعس
ثم ولاني شرطته؛ فولاه الحجاج خراسان، فكان واليها حتى هلك بها.
قيل للمهلب: بم نلت ما نلت؟ قال: بطاعة الحزم وعصيان الهوى.
قال رجل للمهلب: بم بلغت ما بلغت؟ قال: بالعلم، قال: قد رأينا من هو أعلم منك لم يبلغ ما بلغت؟ قال: ذاك علم صفة، وهذا علم وضع مواضعه، وأصيبت به فرصته، وأخرى لم أخزل بها: إيثاري فعلاً أحمد عليه دون القول به.
قال أبو إسحاق: ما رأيت أميراً كان أفضل من المهلب.
وقيل لأبي إسحاق: لم رويت عن المهلب؟ قال: لأني لم أر أميراً أيمن نقيبة منه ولا أسمع لنا، ولا أبعد مما نكره ولا أقرب مما نحب من المهلب.
زاد في آخر بمعناه: ولا أسخى.
قال أبو بكر الهذلي لأبي العباس السفاح: يا أمير المؤمنين، هل كان في أزد الكوفة مثل المهلب بن أبي صفرة؟ الذي يقول له الشاعر: " من الوافر "
إذا كان المهلب من ورائي ... هدا ليلي وقر له فؤادي
ولم أخش الدنية من أناس ... ولو صالوا بقوة قوم عاد
وهل كان في عبد قيس الكوفة مثل الحكم بن المنذر الجارود الذي يقول له الشاعر: " من السريع "
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... أنت الجواد ابن الجواد المحمود
سرادق المجد عليك ممدود
فقال له العباس: ما رأيت مثل هذه العلية.
قال محمد بن سلام: كان بالبصرة أربعة، كل رجل منهم في زمانه لا يعلم في الأمصار مثله: الأحنف بن قيس في حلمه وعفافه ومنزلته من علي عليه السلام، والحسن في زهده وفصاحته وسخائه وموضعه من قلوب الناس، والمهلب بن أبي صفرة وركزة أمره، وسوار بن عبد الله القاضي في عفافه وتحريه الحق.
قال طلحة الطلحات يوماً لجلسائه:
أي رجل أسخى؟ قالوا ما نعلم أحداً أسخى منك. قال: بلغني أن المهلب دخل الحمام فبعث له ببرذون وكسوة وطيب، فخرج ولبس الثياب، وتطيب بالطيب، وركب البرذون، ولم يسأل عنه، فعلمت أنه صغر في عينه فلم يسأل عنه.
قدم زياد الأعجم خراسان على المهلب فنزل على حبيب بن المهلب، فجلسا على شراب لهما، وفي الدار شجرة عليها حمامة فجعلت تدعو، فقال زياد الأعجم: " من الوافر "
تغني أنت في ذممي وعهدي ... بأن لن يذعروك ولن تطاري
إذا غنيتي فطربت يوماً ... ذكرت أحبتي وذكرت داري
فإما يقتلوك طلبت ثأراً ... بقتلهم لأنك في جواري
فأخذ حبيب سهماً فرماها فقتلها، فقال زياد: قتلت جارتي بيني وبينك المهلب،
فأتى المهلب فقال: يا حبيب، ادفع إلى أبي أمامة دية جاره ألف دينار كاملة، فقال حبيب: إنما كنت ألعب، فقال المهلب: ليس مع هذا لعب، جاره جاري بل هو أفضل، فدفع إليه ألف دينار، فقال زياد: " من الطويل "
فلله عينا من رأى كقضية ... قضى لي بها شيخ العراق المهلب
قضى ألف دينار لجار أجرته ... من الطير حضان على البيض يتعب
رماه حبيب بن المهلب رمية ... فأنفذه بالسهم والشمس تغرب
فألزمه عقل القتيل " بن حرة " ... فقال حبيب إنما كنت ألعب
فقال زياد لا يروع جاره ... وجاره جاري بل من الجار أقرب
فبلغ الحجاج فقال: ما أخطأت العرب حين جعلت المهلب رجلها.
أمر المهلب بقوم فأعظموه وسودوه، فقال رجل: ألهذا الأعور تسودون؟ والله لو خرج إلى السوق ما جاء إلا بألفي درهم، فقال لبعض من معه: أتعرف الرجل؟ قال: نعم، فأرسل إليه معه بألفي درهم وقال: أما إنك لو زدتنا في القيمة زدناك في العطية.
أغلظ رجل للمهلب فسكت، فقيل له: أربى عليك وسكت؟ قال: لم أعرف مساوئه، وكرهت أن أبهته بما ليس فيه.
شتم رجل المهلب فكف عنه، وقال: إني خفت أن يكرمني في ردي عليه أكثر مما نكرمه في شتمه.
سمع المهلب رجلاً يغتاب رجلاً فقال: اكفف، فوالله، لا ينقى فوك من سهكها.
قال المهلب لبنيه: اتقوا زلة اللسان، فإن الرجل تزل قدمه فينتعش ويزل لسانه فيهلك.
وقال المهلب: إذا سمع أحدكم العوراء فليتطأطأ بخطاه.
قال المهلب: يعجبني من الرجل الكريم خصلتان: أن أرى عقله زائداً على لسانه، ولا يعجبني أن أرى لسانه زائداً على عقله.
كان المهلب يقول: نعم الخصلة السخاء تسد عورة المزيف، وتلحق خسيسة الوضيع، وتحبب المزهو وتسد الخلة، والبخيل لا ينفعه عيشه، ولا يجد البخيل إلا حسوداً محتالاً.
أوصى المهلب ابنه يزيد فقال: يا بني، إياك والسرعة عند مسألة " بنعم "؛ فإن أولها سهل وآخرها ثقيل في فعلها، واعلم أن " لا " وإن قبحت فربما روحت، وإن كنت من أمر تسأله عن ثقة فأطمع ولا توجب، ثم افعل، وإن علمت أن لا سبيل إليه فاعتذر؛ فإنه من لا يعذر بالعذر بنفسه ظلم.
وأنشد الأخفش لرجل من طيء: " البسيط "
والله والله لولا أنني فرق ... من الأمير لعاتبت ابن نبراس
في موعد قاله لي ثم أخلفني ... وعداً " غدا ضرب أخماس لأسداس
حتى إذا نحن ألجأنا مواعدة ... إلى الطبيعة في فقر وإبساس
أجلت مخيلته عن لا فقلت له ... لوما بدأت بها ما كان من باس
وليس يرجع في لا بعد ما سلفت ... منه نعم طائعاً حر من الناس
قال المهلب: ما السيف الصارم في كف الرجل الشجاع بأعز له من الصدق.
كان المهلب يبعث إلى جابر بن زيد من فارس بالمال ويقبله، قال: وكنا نعيب ذلك، قال جابر: إن قوماً يعيبون هذا، وما ضر المهلب إن رددته؟ ألا أجعله في المساكين يعيشون به؟!.
قال محمد بن يزيد المهلبي: سمعت أبي يقول: لم يقل المهلب بن أبي صفرة قط إلا بيتين وهما: " من البسيط "
إنا إذا نسأت يوماً لنا نعم ... قالت لنا أنفس أزدية عودوا
لا يوجد الجود إلا عند ذي كرم ... والمال عند لئام الناس موجود
قال المهلب: ما شيء أبقي للملك من العفو، وخير مناقب الملوك العفو.
قال المهلب: لأن يطيعني سفهاء قومي أحب إلي من أن يطيعني حلماؤهم.
قال المهلب لبنيه:
يا بني، لا تتكلوا على فعل غيركم، وافعلوا ما ينسب إليكم، ثم أنشد: " من الخفيف "
إنما المجد ما بنى والد الصد ... ق وأحيا فعاله المولود
مر المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار، وهو يتبختر في مشيته، فقال له مالك: أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين، فقال له المهلب: أما تعرفني؟ قال له مالك: أعرفك أحسن المعرفة، قال: وما تعرف مني؟ قال: أما أولك فنطفة
مدرة، وأما آخرك فجيفة قذرة، وأنت بينهما تحمل العذرة، فقال المهلب: الآن عرفتني حق المعرفة.
توفي المهلب بمروروذ سنة اثنتين وسبعين، وله اثنتان وسبعون سنة.
وقيل: توفي سنة إحدى وثمانين، ويقال: سنة اثنتين وثمانين، ويقال: سنة ثلاث وثمانين بقرية يقال لها: ذا غول، وله ست وسبعون سنة، وكان مولده فتح مكة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155571&book=5517#2b23fb
المُهَلَّبُ بنُ أَبِي صُفْرَةَ ظَالِمٍ الأَزْدِيُّ
الأَمِيْرُ، البَطَلُ، قَائِدُ الكَتَائِبِ، أَبُو سَعِيْدٍ المُهَلَّبُ بنُ أَبِي صُفْرَةَ ظَالِمِ
بنِ سَرَّاقِ بنِ صُبْحِ بنِ كِنْدِيِّ بنِ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، العَتَكِيُّ، البَصْرِيُّ.وُلِدَ: عَامَ الفَتْحِ.
وَقِيْلَ: بَلْ ذَلِكَ أَبُوْهُ.
حَدَّثَ المُهَلَّبُ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، وَسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَالبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ.
رَوَى عَنْهُ: سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَعُمَرُ بنُ سَيْفٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : ارْتَدَّ قَوْمُ المُهَلَّبِ، فَقَاتَلَهُمْ عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ، وَظَفِرَ بِهِمْ، وَبَعَث بِذَرَارِيْهِمْ إِلَى الصِّدِّيْقِ، فِيْهِم أَبُو صُفْرَةَ مُرَاهِقاً، ثُمَّ نَزَلَ البَصْرَةَ.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ : سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ غَزَا المُهَلَّبُ الهِنْدَ، وَوَلِيَ الجَزِيْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ، وَحَارَبَ الخَوَارِجَ، ثُمَّ وَلِيَ خُرَاسَانَ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ الحَجَّاجَ بِالَغَ فِي احْترَامِ المُهَلَّبِ لَمَّا دَوَّخَ الأَزَارِقَةَ، وَلَقَدْ قُتِلَ مِنْهُم فِي مَلْحَمَةٍ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَثَمَانِ مائَةٍ.
وَرَوَى: الحَسَنُ بنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَمِيْراً قَطُّ أَفَضْلَ وَلاَ أَسْخَى وَلاَ أَشْجَعَ مِنَ المُهَلَّبِ، وَلاَ أَبْعَدَ مِمَّا يَكْرَهُ، وَلاَ أَقْرَبَ مِمَّا يُحِبُّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: كَانَ بِالبَصْرَةِ أَرْبَعَةٌ لَيْسَ مِثْلَهُمْ:
الأَحْنَفُ: فِي حِلْمِهِ، وَعَفَافِهِ، وَمَنْزِلَتِهِ مِنْ عَلِيٍّ، وَالحَسَنُ: فِي زُهْدِهِ، وَفَصَاحْتِهِ، وَسَخَائِهِ، وَمَحَلِّهِ مِنَ القُلُوْبِ، وَالمُهَلَّبُ بنُ أَبِي صُفْرَةَ: ... فَذَكَرَ أَمْرَهُ، وَسَوَّارٌ القَاضِي: فِي عَفَافِهِ، وَتَحَرِّيْهِ لِلْحَقٍّ.
وَعَنِ المُهَلَّبِ، قَالَ: يُعْجِبُنِي فِي الرَّجُلِ أَنْ أَرَى عَقْلَهُ زَائِداً عَلَى لِسَانِهِ.
وَرَوَى: رَوْحُ بنُ قَبِيْصَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ المُهَلَّبُ:مَا شَيْءٌ أَبْقَى لِلْمُلْكِ مِنَ العَفْوِ، خَيْرُ مَنَاقِبِ المَلِكِ العَفْوُ.
قُلْتُ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ العَفْوُ مِنَ المَلِكِ عَنِ القَتْلِ، إِلاَّ فِي الحُدُوْدِ، وَأَنْ لاَ يَعْفُوَ عَنْ وَالٍ ظَالِمٍ، وَلاَ عَنْ قَاضٍ مُرْتَشٍ، بَلْ يُعَجِّلُ بِالعَزْلِ، وَيُعَاقِبُ المُتَّهَمَ بِالسَّجْنِ، فَحِلْمُ المُلُوْكِ مَحْمُوْدٌ إِذَا مَا اتَّقَوُا اللهَ، وَعَمِلُوا بِطَاعَتِهِ.
قِيْلَ: تُوُفِّيَ المُهَلَّبُ غَازِياً، بِمَرْوِ الرُّوْذِ، فِي ذِي الحُجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ.
وَقِيْلَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ بَعْدَهُ: ابْنُهُ؛ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ.
الأَمِيْرُ، البَطَلُ، قَائِدُ الكَتَائِبِ، أَبُو سَعِيْدٍ المُهَلَّبُ بنُ أَبِي صُفْرَةَ ظَالِمِ
بنِ سَرَّاقِ بنِ صُبْحِ بنِ كِنْدِيِّ بنِ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ، العَتَكِيُّ، البَصْرِيُّ.وُلِدَ: عَامَ الفَتْحِ.
وَقِيْلَ: بَلْ ذَلِكَ أَبُوْهُ.
حَدَّثَ المُهَلَّبُ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ، وَسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَالبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ.
رَوَى عَنْهُ: سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَعُمَرُ بنُ سَيْفٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : ارْتَدَّ قَوْمُ المُهَلَّبِ، فَقَاتَلَهُمْ عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ، وَظَفِرَ بِهِمْ، وَبَعَث بِذَرَارِيْهِمْ إِلَى الصِّدِّيْقِ، فِيْهِم أَبُو صُفْرَةَ مُرَاهِقاً، ثُمَّ نَزَلَ البَصْرَةَ.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ : سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ غَزَا المُهَلَّبُ الهِنْدَ، وَوَلِيَ الجَزِيْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ، وَحَارَبَ الخَوَارِجَ، ثُمَّ وَلِيَ خُرَاسَانَ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ الحَجَّاجَ بِالَغَ فِي احْترَامِ المُهَلَّبِ لَمَّا دَوَّخَ الأَزَارِقَةَ، وَلَقَدْ قُتِلَ مِنْهُم فِي مَلْحَمَةٍ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَثَمَانِ مائَةٍ.
وَرَوَى: الحَسَنُ بنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَمِيْراً قَطُّ أَفَضْلَ وَلاَ أَسْخَى وَلاَ أَشْجَعَ مِنَ المُهَلَّبِ، وَلاَ أَبْعَدَ مِمَّا يَكْرَهُ، وَلاَ أَقْرَبَ مِمَّا يُحِبُّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: كَانَ بِالبَصْرَةِ أَرْبَعَةٌ لَيْسَ مِثْلَهُمْ:
الأَحْنَفُ: فِي حِلْمِهِ، وَعَفَافِهِ، وَمَنْزِلَتِهِ مِنْ عَلِيٍّ، وَالحَسَنُ: فِي زُهْدِهِ، وَفَصَاحْتِهِ، وَسَخَائِهِ، وَمَحَلِّهِ مِنَ القُلُوْبِ، وَالمُهَلَّبُ بنُ أَبِي صُفْرَةَ: ... فَذَكَرَ أَمْرَهُ، وَسَوَّارٌ القَاضِي: فِي عَفَافِهِ، وَتَحَرِّيْهِ لِلْحَقٍّ.
وَعَنِ المُهَلَّبِ، قَالَ: يُعْجِبُنِي فِي الرَّجُلِ أَنْ أَرَى عَقْلَهُ زَائِداً عَلَى لِسَانِهِ.
وَرَوَى: رَوْحُ بنُ قَبِيْصَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ المُهَلَّبُ:مَا شَيْءٌ أَبْقَى لِلْمُلْكِ مِنَ العَفْوِ، خَيْرُ مَنَاقِبِ المَلِكِ العَفْوُ.
قُلْتُ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُوْنَ العَفْوُ مِنَ المَلِكِ عَنِ القَتْلِ، إِلاَّ فِي الحُدُوْدِ، وَأَنْ لاَ يَعْفُوَ عَنْ وَالٍ ظَالِمٍ، وَلاَ عَنْ قَاضٍ مُرْتَشٍ، بَلْ يُعَجِّلُ بِالعَزْلِ، وَيُعَاقِبُ المُتَّهَمَ بِالسَّجْنِ، فَحِلْمُ المُلُوْكِ مَحْمُوْدٌ إِذَا مَا اتَّقَوُا اللهَ، وَعَمِلُوا بِطَاعَتِهِ.
قِيْلَ: تُوُفِّيَ المُهَلَّبُ غَازِياً، بِمَرْوِ الرُّوْذِ، فِي ذِي الحُجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ.
وَقِيْلَ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ بَعْدَهُ: ابْنُهُ؛ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=66535&book=5517#4f05e2
المهلب بن أبي صفرة العتكي
- المهلب بن أبي صفرة العتكي. واسم أبي صفرة ظالم بن سراق ويكنى المهلب أبا سعيد. ادرك عمر ولم يرو عنه شيئًا وقد روى عن سمرة بن جندب وغيره. وولي خراسان ومات بمرو الروذ سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان واستخلف على خراسان ابنه يزيد بن المهلب بن أبي صفرة فأقره الحجاج بن يوسف.
- المهلب بن أبي صفرة العتكي. واسم أبي صفرة ظالم بن سراق ويكنى المهلب أبا سعيد. ادرك عمر ولم يرو عنه شيئًا وقد روى عن سمرة بن جندب وغيره. وولي خراسان ومات بمرو الروذ سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان واستخلف على خراسان ابنه يزيد بن المهلب بن أبي صفرة فأقره الحجاج بن يوسف.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=144225&book=5517#2e2ad6
المهلب بن أبي صفرة، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم
د ع: المهلب بن أبي صفرة عمن سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(2164) أخبرنا إبراهيم بن محمد، وغيره، بإسناده عن أبي عيسى، حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة، قال: حدثني من سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن بيتم الليلة فليكن شعاركم: حم، لا ينصرون ".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم
د ع: المهلب بن أبي صفرة عمن سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(2164) أخبرنا إبراهيم بن محمد، وغيره، بإسناده عن أبي عيسى، حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة، قال: حدثني من سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن بيتم الليلة فليكن شعاركم: حم، لا ينصرون ".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=106718&book=5517#d554e6
الْمُهلب بن أبي صفرَة الْأَزْدِيّ كُنْيَتُهُ أَبُو سَعِيد يروي عَن بن عمر وَسمرَة عداده فِي أهل الْبَصْرَة روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَسماك بن حَرْب عزل الْحجَّاج أُميَّة بن عبد الله عَن خُرَاسَان وَاسْتعْمل
عَلَيْهَا الْمُهلب بن أبي صفرَة مَاتَ الْمُهلب بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَت ولَايَته عَلَيْهَا سنة سبع وَسبعين
عَلَيْهَا الْمُهلب بن أبي صفرَة مَاتَ الْمُهلب بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَت ولَايَته عَلَيْهَا سنة سبع وَسبعين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=158769&book=5517#e3c155
المُهَلَّبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي صُفْرَةَ أَسِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ
الأَنْدَلُسِيُّ، المَرِيِيُّ، مُصَنِّفُ (شَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ) .
وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ الفُصحَاء، الْمَوْصُوفين بِالذَّكَاء.
أَخذ عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي، وَفِي الرّحلَة عَنْ أَبِي الحَسَنِ القَابِسِي، وَأَبِي الحَسن عَلِيِّ بنِ بُنْدَار القَزْوِيْنِيّ، وَأَبِي ذَرٍّ الحَافِظ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَوصفَه بِقَوَّة الفهمِ وَبَرَاعَةِ الذِّهن.
وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَابِد، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّد.
وَلِي قَضَاءَ المَرِيَّة.
تُوُفِّيَ: فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
الأَنْدَلُسِيُّ، المَرِيِيُّ، مُصَنِّفُ (شَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ) .
وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ الفُصحَاء، الْمَوْصُوفين بِالذَّكَاء.
أَخذ عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيْلِي، وَفِي الرّحلَة عَنْ أَبِي الحَسَنِ القَابِسِي، وَأَبِي الحَسن عَلِيِّ بنِ بُنْدَار القَزْوِيْنِيّ، وَأَبِي ذَرٍّ الحَافِظ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء، وَوصفَه بِقَوَّة الفهمِ وَبَرَاعَةِ الذِّهن.
وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَابِد، وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّد.
وَلِي قَضَاءَ المَرِيَّة.
تُوُفِّيَ: فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=125109&book=5517#5ed31e
الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنْ بُيِّتُّمْ فَقُولُوا: حم لَا يُنْصَرُونَ " رَوَاهُ شَرِيكٌ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الصَّحَابَةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا وَضَعْتَ بَيْنَ يَدَيْكَ مِثْلَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ أَوْ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فَصَلِّ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنْ بُيِّتُّمْ فَقُولُوا: حم لَا يُنْصَرُونَ " رَوَاهُ شَرِيكٌ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الصَّحَابَةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا وَضَعْتَ بَيْنَ يَدَيْكَ مِثْلَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ أَوْ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فَصَلِّ»