أبو سفيان بن العلاء بن عمار بن العريان بن خزاعى بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، بصرى أخو أبى عمرو بن العلاء، ومعاذ بن العلاء، روى عن الحسن بن أبى الحسن، وابن أبى عتيق، روى عنه شعبة بن الحجاج، وإسماعيل بن علية، ووكيع، وقال يحيى القطان: "كنت اشتهى أن أسمع من أبى سفيان بن العلاء حديث الحسن (عن) عبد اللَّه بن مغفل. كان يقول فيه: حدثنى ابن مغفل" .
Ibn Saʿd (d. 845 CE) - al-Ṭabaqāt al-kubrā - ابن سعد - الطبقات الكبرى
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 4279 1. أبو سفيان بن العلاء22. آدم بن سليمان3 3. آدم بن علي2 4. آمنة بنت رقيش1 5. آمنة بنت قرط1 6. أبان العبدي1 7. أبان المحاربي3 8. أبان بن أبي عياش6 9. أبان بن تغلب2 10. أبان بن صالح1 11. أبان بن عبد الله1 12. أبان بن عثمان1 13. أبان بن يزيد1 14. أبو أبي ابن امرأة عبادة بن الصامت1 15. أبو أبي العشراء الدارمي2 16. أبو أحمد الزبيري1 17. أبو أحمد بن جحش1 18. أبو أسامة1 19. أبو أسيد الساعدي3 20. أبو أمامة الباهلي3 21. أبو أمامة بن ثعلبة1 22. أبو أمامة بن سهل3 23. أبو أمية الفزاري1 24. أبو أمية مولى عمر بن الخطاب1 25. أبو أويس2 26. أبو أيوب4 27. أبو أيوب الأزدي2 28. أبو إدريس الخولاني4 29. أبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري1 30. أبو إسحاق الزيات1 31. أبو إسحاق السبيعي4 32. أبو إسحاق الشيباني5 33. أبو إسحاق الفزاري3 34. أبو إسرائيل الملائي5 35. أبو إسماعيل المؤدب1 36. أبو الأحوص6 37. أبو الأسود الدؤلي3 38. أبو الأسود يتيم عروة1 39. أبو الأشعث الصنعاني4 40. أبو الأشهب2 41. أبو الأعور1 42. أبو البجير1 43. أبو البختري الطائي3 44. أبو البختري القاضي1 45. أبو البداح بن عاصم1 46. أبو البزري2 47. أبو التياح الضبعي3 48. أبو الجحاف1 49. أبو الجعد2 50. أبو الجلد الجوني1 51. أبو الجوزاء الربعي2 52. أبو الجويرية الجرمي1 53. أبو الحجاج الأزدي2 54. أبو الحلال العتكي3 55. أبو الحمراء3 56. أبو الحويرث1 57. أبو الخطاب5 58. أبو الخليل4 59. أبو الخير واسمه مرثد1 60. أبو الدرداء واسمه عويمر1 61. أبو الدهماء العدوي2 62. أبو الرجال3 63. أبو الرضراض1 64. أبو الروم بن عمير1 65. أبو الروى الدوسي1 66. أبو الزاهرية الحضرمي1 67. أبو الزبير1 68. أبو الزعراء6 69. أبو الزناد2 70. أبو الزنباع2 71. أبو السائب2 72. أبو السفر سعيد1 73. أبو السليل القيسي1 74. أبو السنابل بن بعكك2 75. أبو السوار العدوي2 76. أبو السوداء النهدي2 77. أبو الشعثاء المحاربي3 78. أبو الشموس البلوي2 79. أبو الصديق الناجي3 80. أبو الضحى1 81. أبو الطفيل1 82. أبو الطفيل عامر1 83. أبو العالية البراء3 84. أبو العالية الرياحي4 85. أبو العباس الشاعر1 86. أبو العبيدين1 87. أبو العجفاء السلمي2 88. أبو العدبس1 89. أبو العشراء الدارمي1 90. أبو العطوف2 91. أبو العفيف1 92. أبو العلاء القصاب1 93. أبو العنبس1 94. أبو العوام القطان1 95. أبو الغريف1 96. أبو الغصن2 97. أبو القاسم بن أبي الزناد1 98. أبو القاسم زوج بنت أبي مسلم1 99. أبو القعقاع الجرمي1 100. أبو القموص3 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Saʿd (d. 845 CE) - al-Ṭabaqāt al-kubrā - ابن سعد - الطبقات الكبرى are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#25d623
أبو العلاء الذى روى عنه هشيم. روى عن الحسن اسمه زياد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#ac4936
أبو العلاء، روى عن امرأة، عن ابن سيرين، روى عنه سعيد بن عبد الرحمن.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#f0ed05
أبو العلاء روى عن امرأة عن ابن سيرين روى عنه سعيد بن عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#ecf01e
أبو العلاء الذى روى عن منصور عن الحسن في الرجل يدخل الخلاء هو أيوب بن أبى مسكين .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#e737c1
أبو العلاء قال: رأيت عليا يأتزر فوق السرة ، مدنى روى عنه محمد بن أبى يحيى الاسلمى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#99097a
أَبُو الْعَلَاء شيخ يروي عَن نَافِع مَا لَيْسَ من حَدِيثه قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#682501
أبو العلاء الذى يروى عن ابن بريدة اسمه صبيح وقد روى عن أنس. روى عنه حماد بن سلمة وعبد العزيز بن مسلم ومحمد بن جابر .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#be038b
أبو العلاء قال رأيت عليا رضي الله عنه يأتزر فوق السرة.
روى عنه محمد بن أبي يحيى الاسلمي .
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال: لا اعرفه.
روى عنه محمد بن أبي يحيى الاسلمي .
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال: لا اعرفه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#030132
أبو العلاء. قال: خرجت معتمرا فكسرت فبعثت إلى ابن عمر وابن عباس فقالا: ليس له وقت كوقت الحج. أبو العلاء. سمع الحسن. روى عنه ابن عيينة. أبو العلاء، عن عامر الشعبى.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#d3ea8f
أبو العلاء
قال: وسئل عن حديث يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أصبع بن زيد، عن أبى العلاء،
عن أبى أمامة، قال: لبس عمر ثوبًا جيدًا فكتب على أبى العلاء بخطه ليس بشئ.
(هذا رأي يحيى بن معين)
قال: وسئل عن حديث يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أصبع بن زيد، عن أبى العلاء،
عن أبى أمامة، قال: لبس عمر ثوبًا جيدًا فكتب على أبى العلاء بخطه ليس بشئ.
(هذا رأي يحيى بن معين)
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#8c9802
أَبُو العلاء.
مولى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش بْن رئاب الأسدي.
قَالَ خليفة بْن خياط: وممن صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني أسد بْن خزيمة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش ومولاه أبو العلاء.
مولى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش بْن رئاب الأسدي.
قَالَ خليفة بْن خياط: وممن صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني أسد بْن خزيمة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش ومولاه أبو العلاء.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#bd4c21
أَبُو الْعَلَاء شيخ يروي عَن نَافِع مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنِ نَافِع عَن بن عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَنْ كَفَّنَ مَيِّتًا فَإِنَّ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ تُصِيبُ كَفَنَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ عَن نَافِع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#0f5026
أَبُو الْعَلَاء
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ:
يقَالَ: إِن أَبَا الْعَلَاء هُوَ الْخفاف الْكُوفِي، واسْمه خَالِد بْن طهْمَان.
أَبُو حريز مولى الزُّهْرِيّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَبُو حريز اسْمه سهل، وَهُوَ مولى الْمُغيرَة بْن أبي المغيث، ويقَالَ ابْن أبي الْغَيْث بْن أَحْمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْف الزُّهْرِيّ.
روى عَنهُ أَيْضا: سعيد بْن عفير، وَحسان الضمرِي.
أَبُو كرز الْأَزْدِيّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: اسْم أبي كرز: عَبْد اللَّهِ بْن عبد الْملك أَبُو المثني قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: اسْم أبي المثني هَذَا: سُلَيْمَان بْن يزِيد الكعبي مديني.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ:
يقَالَ: إِن أَبَا الْعَلَاء هُوَ الْخفاف الْكُوفِي، واسْمه خَالِد بْن طهْمَان.
أَبُو حريز مولى الزُّهْرِيّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَبُو حريز اسْمه سهل، وَهُوَ مولى الْمُغيرَة بْن أبي المغيث، ويقَالَ ابْن أبي الْغَيْث بْن أَحْمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْف الزُّهْرِيّ.
روى عَنهُ أَيْضا: سعيد بْن عفير، وَحسان الضمرِي.
أَبُو كرز الْأَزْدِيّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: اسْم أبي كرز: عَبْد اللَّهِ بْن عبد الْملك أَبُو المثني قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: اسْم أبي المثني هَذَا: سُلَيْمَان بْن يزِيد الكعبي مديني.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#cc93ce
أَبُو الْعَلَاءِ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، ذَكَرَهُ الْمُتَأَخِّرُ مِنْ
- حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: وَفَدْتُ فِي بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ سَيِّدُنَا , وَذُو الطَّوْلِ مِنَّا، فَقَالَ: «مَهْ مَهْ , قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، لَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّمَا السَّيِّدُ هُوَ اللهُ» قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا هُوَ أَبُو الْعَلَاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، لَا صُحْبَةَ لَهُ، وَالْوَافِدُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَبُوهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الشِّخِّيرِ، وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، وَغَيْلَانُ بْنُ جَامِعٍ، وَأَبُو نَضْرَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ هَذَا الْحَدِيثَ بِلَفْظِهِ، وَلَيْسَ لِأَبِي الْعَلَاءِ رُؤْيَةٌ وَلَا صُحْبَةٌ
- حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: وَفَدْتُ فِي بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ سَيِّدُنَا , وَذُو الطَّوْلِ مِنَّا، فَقَالَ: «مَهْ مَهْ , قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، لَا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّمَا السَّيِّدُ هُوَ اللهُ» قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا هُوَ أَبُو الْعَلَاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، لَا صُحْبَةَ لَهُ، وَالْوَافِدُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَبُوهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الشِّخِّيرِ، وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، وَغَيْلَانُ بْنُ جَامِعٍ، وَأَبُو نَضْرَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ هَذَا الْحَدِيثَ بِلَفْظِهِ، وَلَيْسَ لِأَبِي الْعَلَاءِ رُؤْيَةٌ وَلَا صُحْبَةٌ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=87231&book=5516#959454
أَبُو الْعَلَاء يروي عَن الْحسن روى عَنهُ بن عُيَيْنَة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155011&book=5516#5adade
أبو عمرو بن العلاء
ابن عمار بن العريان، واسمه عمرو بن عبد الله بن الحصين البصري أحد الأئمة السبعة من القراء اختلف في اسمه، فقيل: زبان بزاي بعدها باء مشددة وقيل: يحيى، وقيل: العريان، وقيل: جبر، وقيل: اسمه وكنيته. حدث عن ابن سيرين بن عبيدة عن علي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يخرج قوم فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد، ولولا أن تبطروا لأنبأتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال عبيدة: قلت لعلي: أنت سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال:
إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة. وحدث عن أنس عن أبي بكر الصديق أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت له خرقة ينشف بها بعد الوضوء. قال أبو عمرو بن العلاء: خرجت مع جرير بن الخطفي إلى الشام فلما كنا ببعض
الطريق قال لي: يا أبا عمرو، أنشدني شعراً لأخي بني مليح فأنشدته: من الطويل
وأذيتني حتى إذا ما استبيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح
تراخين عني حين لا لي مذهب ... وغادرن ما غادرن بين الجوانح
فقال: يا أبا عمرو، لولا أن النخير لا يحسن بشيخ مثلي؛ نخرت نخرةً يسمعها هشام على سريره. مر أبو عمرو بن العلاء بمجلس قوم فقال رجل من القوم: ليت شعري، أعربي القوم أم مولى؟ وهو على بغلة له. فقال: النسب في مازن، والولاء للعنبر، وقال: عدس للبغلة، ومضى. قصد حمزة الزيات أبا عمرو بن العلاء إلى البصرة ليقرأ عليه، فأواه الليل بين قريتين، فإذا هاتف يهتف: أما وجد هذا موضعاً يأوي إليه هذا الموضع، سد؛ لأوذينه الليلة. قال: فأدرت حولي دارة، وقعدت في وسطها، وقرأت سورة الأنعام، فإذا بهاتف يهتف يقول: قد قرأ سورة الأنعام فاحرسه بقية ليلته. فوصل إلى البصرة، ودخل مسجد أبي عمرو بن العلاء فتغامز رجلان كانا في المسجد، فقال أحدهما: يشبه أن يكون حائكاً؛ وذلك أنه كان في خلقه دمامة، ولم يكن بالنظيف. وقال الآخر: إن كان حائكاً؛ فسيقرأ سورة يوسف. وسمع حمزة كلامهما، وخرج أبو عمرو بن العلاء فجلس في مجلسه، وجثا حمزة بين يديه، فابتدأ سورة يوسف، وكان لا يقرئ إلا عشراً عشراً، فلما قرأ عشراً منها ذهب حمزة ليقوم، فأومأ إليه أن زد، فقرأ عشراً آخر وأمسك، فأومأ إليه بيده أن زد. قال: فختمها وقام يجر كساءه وغطى به رأسه، وتعقل عند باب المسجد، ومضى راجعاً إلى الكوفة. فقال أبو عمرو لرجل عنده: الحق هذا الرجل وقل له: سألتك بالله أنت حمزة الزيات؟ فلحقه فقال له: أنت حمزة الزيات؟ قال: نعم. وانصرف إلى الكوفة. وكان أبو عمرو بن العلاء أعلم الناس بالقرآن والعربية، والعرب وأيامها، والشعر وأيام
الناس، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها، وقال فيه الفرزدق: من البسيط
ما زلت أفتح أبواباً وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
وكان قدوة في العلم باللغة، إمام الناس في العربية، متمسكاً بالآثار، لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله، متواضعاً في علمه، ولم يزل العلماء في زمانه تعرف له تقدمه، وتقر له بفضله، وتأتم في القراءة بمذاهبه، وكان حسن الاختيار، سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل. قال سفيان بن عيينة: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي القراءات. فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ قال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء. قال شجاع بن أبي نصر: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين.
قال الأصمعي: جمعنا بين أبي عمرو بن العلاء وبين محمد بن مسعر الفدكي. قال أبو عمرو: ما تقول؟ قال: أقول: أن الله وعد وعداً، وأوعد إيعاداً، فهو منجز إيعاده كما هو منجز وعده. فقال أبو عمرو: إنك رجل أعجم، لا أقول أعجم اللسان ولكن أعجم القلب. إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤماً وعن الإيعاد كرماً. وأنشد: من الطويل
وإني إن أوعدته أو وعدته ... ليكذب إيعادي ويصدق موعدي
وروي مثل ذلك بينه وبين عمرو بن عبيد، وأنه كان تكلم في الوعيد سنة. فقال
أبو عمرو: إنك لألكن الفهم إذ صيرت الوعيد في أعظم شيء مثله في أصغر شيء. فاعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى الله عنهما لتتم حجته على خلقه، ولئلا يعدل عن أمره وطاعته، ووراء وعيده عفوه ووسيع كرمه، وأنشد: من الطويل
ولا يرهب ابن العم مني صولة ... ولا أختتي من صولة المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف ميعادي ومنجز موعدي
فقال له عمرو: صدقت، إن العرب تمتدح الوفاء بالوعد دون الإيعاد، وقد تمتدح بالوفاء بهما، ألم تسمع قول الشاعر؟ من المنسرح
إن أبا خالد لمجتمع الر ... م أي شريف الأفعال والبيت
لا يخلف الوعد والوعيد ولا ... يبيت من ثأره على فوت
قال عمرو: قد وافق هذا قول الله عز وجل " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا " الآية، فقال له أبو عمرو: قد وافق الأول إخبار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحديث يفسر القرآن. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: " وباركنا عليه " في موضع، " وبركنا عليه " في موضع آخر، أتعرف هذا؟ فقال: ما أعرف إلا ما نسمع من المشايخ الأولين.
قال: وقال أبو عمرو: ما نحن فيمن مضى إلا كبقلٍ في أصول نخل طوال.
وقال الأصمعي: قال أبو عمرو: لو أني كلما أخطأت رمي في حجري بجوزة، امتلأ حجري جوزاً.
مر أبو عمر بن العلاء بالبصرة، فإذا أعدال مطروحة مكتوب عليها: لأبو فلان. فقال: يا رب، يلحنون ويرزقون؟! لما قدم الأعمش وحدث بهذا الحديث: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخولنا بالموعظة في الأيام. فقال له أبو عمرو: إنما هي يتخوننا بالموعظة. فقال الأعمش: وما يدريك؟ فقال: لو شئت لأعلمتك أن الله لم يعلمك من هذا كبير شيء. قال الأصمعي: قد ظلمه أبو عمرو، يقال يتخولنا ويتخوننا جميعاً، فمن قال: يتخولنا، يقول يستصلحنا. يقال: رجل خائل مالٍ، ومن قال: يتخوننا: قال: يتعهدنا. وأنشد لذي الرمة: من البسيط
لا ينعش الطرف إلا ما تخونه ... داعٍ يناديه باسم الماء مبغوم
وقال أبو بكر بن دريد: التخول والتخون: واحد. قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابياً ينشد، وكنت خرجت إلى ظاهر البصرة متفرجاً مما نالني من طلب الحجاج لي، واستخفائي منه: من الخفيف
يا قليل العزاء في الأهوال ... وكثير الهموم والأوجال
صبر النفس عند كل ملم ... إن في الصبر حيلة المحتال
لا تضيقن في الأمور فقد تك ... شف لأواؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأم ... ر له فرجة كحل العقال
قد يصاب الجبان في آخر الص ... ف وينجو مقارع الأبطال
فقلت: ما وراءك يا أعرابي؟ فقال: مات الحجاج. فلم أدر بأيهما أفرح، بموت الحجاج أو بقوله فرجة بفتح الفاء لأني كنت أطلب شاهداً لاختياري القراءة في سورة البقرة " إلا من اغترف غرفة ". قال الأصمعي: كان نقش خاتم أب عمرو بن العلاء من الطويل
وإن أمرأً دنياه أكبر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور
فسألته عن ذلك فقال: كنت في ضيعتي نصف النهار أدور فيها، فسمعت قائلاً يقول هذا البيت، فنظرت فلم أجد أحداً، فكتبته على خاتمي. وفي رواية: قلت: إنسي أم جني؟ فقال: بل جني.
وفي رواية: فما أجابني، فنقشته على خاتمي. قال أبو عمرو بن العلاء: امتحنت خصال الإنسان فوجدت أشرفها صدق اللسان. قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو بن العلاء: يا عبد الملك، كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك. وكأن البحتري أخذ هذا المعنى فقال: من الكامل:
وسألت من لا يستجيب فكنت في اس ... تخباره كمجيب من لا يسأل
سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها، ثم إن الحاجة تعذرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك فقال له: يا أبا عمرو، وعدتني وعداً فلم تنجزه. فقال أبو عمرو: فمن أولى بالغم؟ قال: أنا. قال: لا، بل أنا. قال الرجل: وكيف ذلك؟ قال: لأني
وعدتك وعداً، فأبت بفرح الوعد، وأبت أنا بهم الإنجاز، فبت ليلتك فرحاً مسروراً، وبت ليلتي مفكراً مهموماً، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتني مدلاً، ولقيتك محتشماً. قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: ما ضاق مجلس بي متحابين. وقال: إني لأحب أن أرى أهل ودي كل يوم مرتين. مرض أبو عمرو بن العلاء مرضة، فأتاه أصحابه إلا رجلاً منهم، ثم جاءه بعد ذلك، فقال: إني أريد أن أسامرك الليلة. فقال: أنت معافى وأنا مبتلي، والعافية لا تدعوك أن تسهر، والبلاء لا يدعني أنام، والله أسال أن يسوق إلي أهل العافية والشكر، وإلى أهل البلاء الأجر. قال الأصمعي:
كان لأبي عمرو بن العلاء من غلته كل يوم فلسان: يشتري بفلس ريحاناً، وكوزاً جديداً بفلس، فيشرب فيه يومه، وإذا أمسى تصدق به، ويشم الريحان يومه، فإذا أمسى قال للجارية: جففيه ودقيه في الأشنان. كان ثقيل يجلس إلى أبي عمرو يستثقله، فكان إذا طلع دخل وتركه، وكتب إليه يستعطفه، فكتب إليه أبو عمرو: من الخفيف
أنت يا صاحب الكتاب ثقيل ... وقليل من الثقيل كثير
قال أبو عمرو بن العلاء: الطلاق الثلاث البت لازم له إن كانت العرب قالت أجود من هذه الأربعة أبيات: من الكامل
كن للمكاره بالعزاء مقلعاً ... فلقل يوم لا ترى ما تكره
فلربما استتر الفتى فتنافست ... فيه العيون وإنه لمموه
ولربما خزن الكريم لسانه ... حذر الجواب وإنه لمفوه
ولربما ابتسم الكريم من الأذى ... وفؤاده من حره يتأوه
ومما أنشده لأبي عمرو بن العلاء: من المتقارب.
دع الهم بالرزق يا غافلاً ... فربك منه لنا قد فرغ
فمالك منه إذا ما افتكرت ... بعقل صحيح سوى ما مضغ
وجاز التراقي بلا مانع ... وفاتك بالجوف لما بلغ
فدع ذكر دنيا تبدت لنا ... كسم الشجاع إذا ما لدغ
فإني خلوت بذكري لها ... وخالفت إبليس لما نزغ
فألفيتها مثل ماء الإناء ... وكلب العشيرة فيه يلغ
فخليتها عن قلىً كلها ... وعللت نفسي بأخذ البلغ
وأنشدوا لأبي عمرو بن العلاء: من الكامل
أبني إن من الرجال بهيمةً ... في صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل مصيبة في ماله ... فإذا يصاب بدينه لم يغفر
قال أبو سعيد الرازي: قدم علينا أبو عمرو بن العلاء الكوفة على محمد بن سليمان، فكنت أجالسه، فذكر يوماً أهل البصرة فقدمهم على أهل الكوفة فجعلت أرد عليه، وأقدم أهل الكوفة. فقال أبو عمرو: لكم حذلقة النبط وصلفها، ولنا دهاء فارس وأحلامها. فأردت أن أقول له: ولكم حدة الخوز ونزقها، فاستحييت منه. فقال لي ابن ثروان مولى قريش: لوددت أنك قلتها له، وأني غرمت ألف درهم. توفي أبو عمرو بن العلاء سنة أربع وخمسين ومئة. وقيل: سنة سبع وخمسين ومئة. قالوا: وهو ابن ست وثمانين. قال وكيع بن الجراح: قرأت على قبر أبي عمرو بن العلاء بالكوفة: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء، مولى بني حنيفة.
ابن عمار بن العريان، واسمه عمرو بن عبد الله بن الحصين البصري أحد الأئمة السبعة من القراء اختلف في اسمه، فقيل: زبان بزاي بعدها باء مشددة وقيل: يحيى، وقيل: العريان، وقيل: جبر، وقيل: اسمه وكنيته. حدث عن ابن سيرين بن عبيدة عن علي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يخرج قوم فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد، ولولا أن تبطروا لأنبأتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال عبيدة: قلت لعلي: أنت سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال:
إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة. وحدث عن أنس عن أبي بكر الصديق أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت له خرقة ينشف بها بعد الوضوء. قال أبو عمرو بن العلاء: خرجت مع جرير بن الخطفي إلى الشام فلما كنا ببعض
الطريق قال لي: يا أبا عمرو، أنشدني شعراً لأخي بني مليح فأنشدته: من الطويل
وأذيتني حتى إذا ما استبيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح
تراخين عني حين لا لي مذهب ... وغادرن ما غادرن بين الجوانح
فقال: يا أبا عمرو، لولا أن النخير لا يحسن بشيخ مثلي؛ نخرت نخرةً يسمعها هشام على سريره. مر أبو عمرو بن العلاء بمجلس قوم فقال رجل من القوم: ليت شعري، أعربي القوم أم مولى؟ وهو على بغلة له. فقال: النسب في مازن، والولاء للعنبر، وقال: عدس للبغلة، ومضى. قصد حمزة الزيات أبا عمرو بن العلاء إلى البصرة ليقرأ عليه، فأواه الليل بين قريتين، فإذا هاتف يهتف: أما وجد هذا موضعاً يأوي إليه هذا الموضع، سد؛ لأوذينه الليلة. قال: فأدرت حولي دارة، وقعدت في وسطها، وقرأت سورة الأنعام، فإذا بهاتف يهتف يقول: قد قرأ سورة الأنعام فاحرسه بقية ليلته. فوصل إلى البصرة، ودخل مسجد أبي عمرو بن العلاء فتغامز رجلان كانا في المسجد، فقال أحدهما: يشبه أن يكون حائكاً؛ وذلك أنه كان في خلقه دمامة، ولم يكن بالنظيف. وقال الآخر: إن كان حائكاً؛ فسيقرأ سورة يوسف. وسمع حمزة كلامهما، وخرج أبو عمرو بن العلاء فجلس في مجلسه، وجثا حمزة بين يديه، فابتدأ سورة يوسف، وكان لا يقرئ إلا عشراً عشراً، فلما قرأ عشراً منها ذهب حمزة ليقوم، فأومأ إليه أن زد، فقرأ عشراً آخر وأمسك، فأومأ إليه بيده أن زد. قال: فختمها وقام يجر كساءه وغطى به رأسه، وتعقل عند باب المسجد، ومضى راجعاً إلى الكوفة. فقال أبو عمرو لرجل عنده: الحق هذا الرجل وقل له: سألتك بالله أنت حمزة الزيات؟ فلحقه فقال له: أنت حمزة الزيات؟ قال: نعم. وانصرف إلى الكوفة. وكان أبو عمرو بن العلاء أعلم الناس بالقرآن والعربية، والعرب وأيامها، والشعر وأيام
الناس، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها، وقال فيه الفرزدق: من البسيط
ما زلت أفتح أبواباً وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
وكان قدوة في العلم باللغة، إمام الناس في العربية، متمسكاً بالآثار، لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله، متواضعاً في علمه، ولم يزل العلماء في زمانه تعرف له تقدمه، وتقر له بفضله، وتأتم في القراءة بمذاهبه، وكان حسن الاختيار، سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل. قال سفيان بن عيينة: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي القراءات. فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ قال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء. قال شجاع بن أبي نصر: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين.
قال الأصمعي: جمعنا بين أبي عمرو بن العلاء وبين محمد بن مسعر الفدكي. قال أبو عمرو: ما تقول؟ قال: أقول: أن الله وعد وعداً، وأوعد إيعاداً، فهو منجز إيعاده كما هو منجز وعده. فقال أبو عمرو: إنك رجل أعجم، لا أقول أعجم اللسان ولكن أعجم القلب. إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤماً وعن الإيعاد كرماً. وأنشد: من الطويل
وإني إن أوعدته أو وعدته ... ليكذب إيعادي ويصدق موعدي
وروي مثل ذلك بينه وبين عمرو بن عبيد، وأنه كان تكلم في الوعيد سنة. فقال
أبو عمرو: إنك لألكن الفهم إذ صيرت الوعيد في أعظم شيء مثله في أصغر شيء. فاعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى الله عنهما لتتم حجته على خلقه، ولئلا يعدل عن أمره وطاعته، ووراء وعيده عفوه ووسيع كرمه، وأنشد: من الطويل
ولا يرهب ابن العم مني صولة ... ولا أختتي من صولة المتهدد
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف ميعادي ومنجز موعدي
فقال له عمرو: صدقت، إن العرب تمتدح الوفاء بالوعد دون الإيعاد، وقد تمتدح بالوفاء بهما، ألم تسمع قول الشاعر؟ من المنسرح
إن أبا خالد لمجتمع الر ... م أي شريف الأفعال والبيت
لا يخلف الوعد والوعيد ولا ... يبيت من ثأره على فوت
قال عمرو: قد وافق هذا قول الله عز وجل " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا " الآية، فقال له أبو عمرو: قد وافق الأول إخبار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحديث يفسر القرآن. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: " وباركنا عليه " في موضع، " وبركنا عليه " في موضع آخر، أتعرف هذا؟ فقال: ما أعرف إلا ما نسمع من المشايخ الأولين.
قال: وقال أبو عمرو: ما نحن فيمن مضى إلا كبقلٍ في أصول نخل طوال.
وقال الأصمعي: قال أبو عمرو: لو أني كلما أخطأت رمي في حجري بجوزة، امتلأ حجري جوزاً.
مر أبو عمر بن العلاء بالبصرة، فإذا أعدال مطروحة مكتوب عليها: لأبو فلان. فقال: يا رب، يلحنون ويرزقون؟! لما قدم الأعمش وحدث بهذا الحديث: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخولنا بالموعظة في الأيام. فقال له أبو عمرو: إنما هي يتخوننا بالموعظة. فقال الأعمش: وما يدريك؟ فقال: لو شئت لأعلمتك أن الله لم يعلمك من هذا كبير شيء. قال الأصمعي: قد ظلمه أبو عمرو، يقال يتخولنا ويتخوننا جميعاً، فمن قال: يتخولنا، يقول يستصلحنا. يقال: رجل خائل مالٍ، ومن قال: يتخوننا: قال: يتعهدنا. وأنشد لذي الرمة: من البسيط
لا ينعش الطرف إلا ما تخونه ... داعٍ يناديه باسم الماء مبغوم
وقال أبو بكر بن دريد: التخول والتخون: واحد. قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابياً ينشد، وكنت خرجت إلى ظاهر البصرة متفرجاً مما نالني من طلب الحجاج لي، واستخفائي منه: من الخفيف
يا قليل العزاء في الأهوال ... وكثير الهموم والأوجال
صبر النفس عند كل ملم ... إن في الصبر حيلة المحتال
لا تضيقن في الأمور فقد تك ... شف لأواؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأم ... ر له فرجة كحل العقال
قد يصاب الجبان في آخر الص ... ف وينجو مقارع الأبطال
فقلت: ما وراءك يا أعرابي؟ فقال: مات الحجاج. فلم أدر بأيهما أفرح، بموت الحجاج أو بقوله فرجة بفتح الفاء لأني كنت أطلب شاهداً لاختياري القراءة في سورة البقرة " إلا من اغترف غرفة ". قال الأصمعي: كان نقش خاتم أب عمرو بن العلاء من الطويل
وإن أمرأً دنياه أكبر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور
فسألته عن ذلك فقال: كنت في ضيعتي نصف النهار أدور فيها، فسمعت قائلاً يقول هذا البيت، فنظرت فلم أجد أحداً، فكتبته على خاتمي. وفي رواية: قلت: إنسي أم جني؟ فقال: بل جني.
وفي رواية: فما أجابني، فنقشته على خاتمي. قال أبو عمرو بن العلاء: امتحنت خصال الإنسان فوجدت أشرفها صدق اللسان. قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو بن العلاء: يا عبد الملك، كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك. وكأن البحتري أخذ هذا المعنى فقال: من الكامل:
وسألت من لا يستجيب فكنت في اس ... تخباره كمجيب من لا يسأل
سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها، ثم إن الحاجة تعذرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك فقال له: يا أبا عمرو، وعدتني وعداً فلم تنجزه. فقال أبو عمرو: فمن أولى بالغم؟ قال: أنا. قال: لا، بل أنا. قال الرجل: وكيف ذلك؟ قال: لأني
وعدتك وعداً، فأبت بفرح الوعد، وأبت أنا بهم الإنجاز، فبت ليلتك فرحاً مسروراً، وبت ليلتي مفكراً مهموماً، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتني مدلاً، ولقيتك محتشماً. قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: ما ضاق مجلس بي متحابين. وقال: إني لأحب أن أرى أهل ودي كل يوم مرتين. مرض أبو عمرو بن العلاء مرضة، فأتاه أصحابه إلا رجلاً منهم، ثم جاءه بعد ذلك، فقال: إني أريد أن أسامرك الليلة. فقال: أنت معافى وأنا مبتلي، والعافية لا تدعوك أن تسهر، والبلاء لا يدعني أنام، والله أسال أن يسوق إلي أهل العافية والشكر، وإلى أهل البلاء الأجر. قال الأصمعي:
كان لأبي عمرو بن العلاء من غلته كل يوم فلسان: يشتري بفلس ريحاناً، وكوزاً جديداً بفلس، فيشرب فيه يومه، وإذا أمسى تصدق به، ويشم الريحان يومه، فإذا أمسى قال للجارية: جففيه ودقيه في الأشنان. كان ثقيل يجلس إلى أبي عمرو يستثقله، فكان إذا طلع دخل وتركه، وكتب إليه يستعطفه، فكتب إليه أبو عمرو: من الخفيف
أنت يا صاحب الكتاب ثقيل ... وقليل من الثقيل كثير
قال أبو عمرو بن العلاء: الطلاق الثلاث البت لازم له إن كانت العرب قالت أجود من هذه الأربعة أبيات: من الكامل
كن للمكاره بالعزاء مقلعاً ... فلقل يوم لا ترى ما تكره
فلربما استتر الفتى فتنافست ... فيه العيون وإنه لمموه
ولربما خزن الكريم لسانه ... حذر الجواب وإنه لمفوه
ولربما ابتسم الكريم من الأذى ... وفؤاده من حره يتأوه
ومما أنشده لأبي عمرو بن العلاء: من المتقارب.
دع الهم بالرزق يا غافلاً ... فربك منه لنا قد فرغ
فمالك منه إذا ما افتكرت ... بعقل صحيح سوى ما مضغ
وجاز التراقي بلا مانع ... وفاتك بالجوف لما بلغ
فدع ذكر دنيا تبدت لنا ... كسم الشجاع إذا ما لدغ
فإني خلوت بذكري لها ... وخالفت إبليس لما نزغ
فألفيتها مثل ماء الإناء ... وكلب العشيرة فيه يلغ
فخليتها عن قلىً كلها ... وعللت نفسي بأخذ البلغ
وأنشدوا لأبي عمرو بن العلاء: من الكامل
أبني إن من الرجال بهيمةً ... في صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل مصيبة في ماله ... فإذا يصاب بدينه لم يغفر
قال أبو سعيد الرازي: قدم علينا أبو عمرو بن العلاء الكوفة على محمد بن سليمان، فكنت أجالسه، فذكر يوماً أهل البصرة فقدمهم على أهل الكوفة فجعلت أرد عليه، وأقدم أهل الكوفة. فقال أبو عمرو: لكم حذلقة النبط وصلفها، ولنا دهاء فارس وأحلامها. فأردت أن أقول له: ولكم حدة الخوز ونزقها، فاستحييت منه. فقال لي ابن ثروان مولى قريش: لوددت أنك قلتها له، وأني غرمت ألف درهم. توفي أبو عمرو بن العلاء سنة أربع وخمسين ومئة. وقيل: سنة سبع وخمسين ومئة. قالوا: وهو ابن ست وثمانين. قال وكيع بن الجراح: قرأت على قبر أبي عمرو بن العلاء بالكوفة: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء، مولى بني حنيفة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=156694&book=5516#41b945
أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ بنِ كُرَيْبٍ الهَمْدَانِيُّ
الحَافِظُ، الثِّقَةُ، الإِمَامُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو كُرَيْبٍ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ.
وُلِدَ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَهُشَيْمٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَعُمَرَ بنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَابْنِ إِدْرِيْسَ، وَعَبْدَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدِ اللهِ الأَشْجَعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الأَجْلَحِ، وَحَكَّامِ بنِ سَلْمٍ، وَشُعَيْبِ بنِ إِسْحَاقَ، وَزَيْدِ بنِ الحُبَابِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مَعْنٍ، وَيَحْيَى بنِ يَمَانٍ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَيَنزِلُ إِلَى: طَلْقِ بنِ غَنَّامٍ، وَخَالِدِ بنِ مَخْلَدٍ القَطَوَانِيِّ.
وَصَنَّفَ، وَجَمَعَ، وَارْتَحَلَ.
وَعَنْهُ: الجَمَاعَةُ السِّتَّةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطُ السُّنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، وَقَدْ أَخْرَجَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً عَنْ هَذَيْنِ عَنْهُ، وَمُطَيَّنٌ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَعْقِلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى التُّسْتَرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُشْتِيُّ، وَبَدْرُ بنُ
الهَيْثَمِ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سِنَانٍ، وَحَمْدَانُ بنُ غَارِمٍ البُخَارِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدَانَ البَجَلِيُّ، وَابْنُ نَاجِيَةَ، وَالقَاسِمُ المُطَرِّزُ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَالسَّرَّاجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحِمْيَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ زَكَرِيَّا المُحَارِبِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.قَالَ حَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:
لَوْ حَدَّثتُ عَمَّنْ أَجَابَ فِي المِحْنَةِ، لَحَدَّثتُ عَنِ اثْنَيْنِ: أَبُو مَعْمَرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، أَمَّا أَبُو مَعْمَرٍ، فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ مَا أَجَابَ يَذُمُّ نَفْسَه عَلَى إِجَابَتِه وَامْتِحَانِه، وَيُحَسِّنُ أَمْرَ مَنْ لَمْ يُجِبْ.
وَأَمَّا أَبُو كُرَيْبٍ، فَأُجْرِيَ عَلَيْهِ دِيْنَارَانِ، وَهُوَ مُحْتَاجٌ، فَتَرَكَهُمَا لَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ أُجْرِيَ عَلَيْهِ لِذَلِكَ.
قَالَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ:
مَا بِالعِرَاقِ أَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَلاَ أَعْرَفُ بِحَدِيْثِ بَلَدِنَا مِنْهُ.
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الخَفَّافُ: مَا رَأَيْتُ مِنَ المَشَايِخِ بَعْدَ إِسْحَاقَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ.
وَقَالَ مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ: مَنْ أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتَ بِالعِرَاقِ؟
قُلْتُ: لَمْ أَرَ بَعْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُقْدَةَ يُقَدِّمُ أَبَا كُرَيْبٍ
فِي الحِفْظِ وَالكَثْرَةِ عَلَى جَمِيْعِ مَشَايِخِهِم، وَيَقُوْلُ:ظَهَرَ لأَبِي كُرَيْبٍ بِالْكُوْفَةِ ثَلاَثُ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَامِدِ بنِ إِدْرِيْسَ البُخَارِيُّ: عَنْ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ:
غَلَبَتِ اليُبُوسَةُ مَرَّةً عَلَى رَأْسِ أَبِي كُرَيْبٍ، فَجِيْءَ بِالطَّبِيْبِ، فَقَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يُغَلَّفَ رَأْسُهُ بِالفَالُوْذَجِ.
قَالَ: فَفَعَلُوا.
قَالَ: فَتَنَاوَلَه مِنْ رَأْسِهِ، وَوَضَعَه فِي فِيْهِ، وَقَالَ: بَطنِي أَحوَجُ إِلَيْهِ مِنْ رَأْسِي.
قُلْتُ: بَلَغَ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى دِمَشْقَ، فَعَنْهُ قَالَ: أَتَيتُ يَحْيَى بنَ حَمْزَةَ، فَوَجَدْتُ عَلَيْهِ سوَادَ القَضَاءِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَكُنْتُ سَافَرْتُ أُرِيْدُ أفْرِيْقِيَةَ.
قَالَ مُطَيَّنٌ: أَوْصَى أَبُو كُرَيْبٍ بِكُتُبِهِ أَنْ تُدفَنَ، فَدُفِنَتْ.
قُلْتُ: فَعَلَ هَذَا بِكُتُبِه مِنَ الدَّفْنِ وَالغَسلِ وَالإِحرَاقِ عِدَّةٌ مِنَ الحُفَّاظِ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَظْفَرَ بِهَا مُحَدِّثٌ قَلِيْلُ الدِّيْنِ، فَيُغَيِّرَ فِيْهَا، وَيَزِيْدَ فِيْهَا، فَيُنْسَبَ ذَلِكَ إِلَى الحَافِظِ، أَوْ أَنَّ أُصُوْلَه كَانَ فِيْهَا مَقَاطِيعُ وَوَاهِيَاتٌ مَا حَدَّثَ بِهَا أَبَداً، وَإِنَّمَا انْتَخَبَ مِنْ أُصُوْلِه مَا رَوَاهُ وَمَا بَقِيَ، فَرَغِبَ عَنْهُ، وَمَا وَجَدُوا لِذَلِكَ سِوَى الإِعدَامِ.
فَلِهَذَا وَنَحْوِهِ دَفَنَ -رَحِمَهُ اللهُ- كُتُبَهُ.
قَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو كُرَيْبٍ فِي يَوْمِ الثُّلاَثَاءِ، لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى.
وَمَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ، فَقَدْ أَخْطَأَ.
وَعَاشَ: سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ
اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ، قَالَ:قُرِئَ عَلَى القَاضِي أَبِي القَاسِمِ بَدْرِ بنِ الهَيْثَمِ - وَأَنَا أَسْمَعُ - قِيْلَ لَهُ:
حَدَّثَكُم مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ بنِ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ سُوْقاً مَا فِيْهَا بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ، إِلاَّ الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَإِذَا اشْتَهَى رَجُلٌ صُوْرَةً، دَخَلَ فِيْهَا، وَإِنَّ فِيْهَا لَمَجْمَعَ الحُوْرِ العِيْنِ، يَرْفَعْنَ أَصْوَاتاً لَمْ تَسْمَعِ الخَلاَئِقُ مِثْلَهَا: نَحْنُ الخَالِدَاتُ فَلاَ نَبِيْدُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْؤُسْ؛ فَطُوْبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ ) .
قَالَ لَنَا القَاضِي أَبُو القَاسِمِ: هَذَا الحَدِيْثُ رَفَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَقَّفَهُ ابْنُ فُضَيْلٍ.
حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو القَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْل، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بن سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:
(إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَسُوْقاً مَا فِيْهَا بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ إِلاَّ الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، مَنِ اشْتَهَى صُوْرَةً، دَخَلَ فِيْهَا).
أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ وَحْدَه، عَنِ الثِّقَةِ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، جَعَلَهُ حَدِيْثَيْنِ.قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا بَعَثَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ: (بَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَيَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا) .
أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، فَوَافَقْنَاهُ.
الحَافِظُ، الثِّقَةُ، الإِمَامُ، شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ، أَبُو كُرَيْبٍ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ.
وُلِدَ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَهُشَيْمٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَعُمَرَ بنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُلَيَّةَ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَابْنِ إِدْرِيْسَ، وَعَبْدَةَ بنِ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدِ اللهِ الأَشْجَعِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ الأَجْلَحِ، وَحَكَّامِ بنِ سَلْمٍ، وَشُعَيْبِ بنِ إِسْحَاقَ، وَزَيْدِ بنِ الحُبَابِ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ مَعْنٍ، وَيَحْيَى بنِ يَمَانٍ، وَمُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَيَنزِلُ إِلَى: طَلْقِ بنِ غَنَّامٍ، وَخَالِدِ بنِ مَخْلَدٍ القَطَوَانِيِّ.
وَصَنَّفَ، وَجَمَعَ، وَارْتَحَلَ.
وَعَنْهُ: الجَمَاعَةُ السِّتَّةُ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ، وَمُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ، وَزَكَرِيَّا خَيَّاطُ السُّنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، وَقَدْ أَخْرَجَ النَّسَائِيُّ أَيْضاً عَنْ هَذَيْنِ عَنْهُ، وَمُطَيَّنٌ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مَعْقِلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ بُهْلُوْلٍ، وَأَحْمَدُ بنُ يَحْيَى التُّسْتَرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُشْتِيُّ، وَبَدْرُ بنُ
الهَيْثَمِ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سِنَانٍ، وَحَمْدَانُ بنُ غَارِمٍ البُخَارِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَأَبُو عَرُوْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدَانَ البَجَلِيُّ، وَابْنُ نَاجِيَةَ، وَالقَاسِمُ المُطَرِّزُ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَالسَّرَّاجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الرُّوْيَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الحِمْيَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ زَكَرِيَّا المُحَارِبِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.قَالَ حَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ:
لَوْ حَدَّثتُ عَمَّنْ أَجَابَ فِي المِحْنَةِ، لَحَدَّثتُ عَنِ اثْنَيْنِ: أَبُو مَعْمَرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، أَمَّا أَبُو مَعْمَرٍ، فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ مَا أَجَابَ يَذُمُّ نَفْسَه عَلَى إِجَابَتِه وَامْتِحَانِه، وَيُحَسِّنُ أَمْرَ مَنْ لَمْ يُجِبْ.
وَأَمَّا أَبُو كُرَيْبٍ، فَأُجْرِيَ عَلَيْهِ دِيْنَارَانِ، وَهُوَ مُحْتَاجٌ، فَتَرَكَهُمَا لَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ أُجْرِيَ عَلَيْهِ لِذَلِكَ.
قَالَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ:
مَا بِالعِرَاقِ أَكْثَرُ حَدِيْثاً مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَلاَ أَعْرَفُ بِحَدِيْثِ بَلَدِنَا مِنْهُ.
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الخَفَّافُ: مَا رَأَيْتُ مِنَ المَشَايِخِ بَعْدَ إِسْحَاقَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ.
وَقَالَ مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ: مَنْ أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتَ بِالعِرَاقِ؟
قُلْتُ: لَمْ أَرَ بَعْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُقْدَةَ يُقَدِّمُ أَبَا كُرَيْبٍ
فِي الحِفْظِ وَالكَثْرَةِ عَلَى جَمِيْعِ مَشَايِخِهِم، وَيَقُوْلُ:ظَهَرَ لأَبِي كُرَيْبٍ بِالْكُوْفَةِ ثَلاَثُ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَامِدِ بنِ إِدْرِيْسَ البُخَارِيُّ: عَنْ صَالِحِ بنِ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ:
غَلَبَتِ اليُبُوسَةُ مَرَّةً عَلَى رَأْسِ أَبِي كُرَيْبٍ، فَجِيْءَ بِالطَّبِيْبِ، فَقَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يُغَلَّفَ رَأْسُهُ بِالفَالُوْذَجِ.
قَالَ: فَفَعَلُوا.
قَالَ: فَتَنَاوَلَه مِنْ رَأْسِهِ، وَوَضَعَه فِي فِيْهِ، وَقَالَ: بَطنِي أَحوَجُ إِلَيْهِ مِنْ رَأْسِي.
قُلْتُ: بَلَغَ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى دِمَشْقَ، فَعَنْهُ قَالَ: أَتَيتُ يَحْيَى بنَ حَمْزَةَ، فَوَجَدْتُ عَلَيْهِ سوَادَ القَضَاءِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَكُنْتُ سَافَرْتُ أُرِيْدُ أفْرِيْقِيَةَ.
قَالَ مُطَيَّنٌ: أَوْصَى أَبُو كُرَيْبٍ بِكُتُبِهِ أَنْ تُدفَنَ، فَدُفِنَتْ.
قُلْتُ: فَعَلَ هَذَا بِكُتُبِه مِنَ الدَّفْنِ وَالغَسلِ وَالإِحرَاقِ عِدَّةٌ مِنَ الحُفَّاظِ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَظْفَرَ بِهَا مُحَدِّثٌ قَلِيْلُ الدِّيْنِ، فَيُغَيِّرَ فِيْهَا، وَيَزِيْدَ فِيْهَا، فَيُنْسَبَ ذَلِكَ إِلَى الحَافِظِ، أَوْ أَنَّ أُصُوْلَه كَانَ فِيْهَا مَقَاطِيعُ وَوَاهِيَاتٌ مَا حَدَّثَ بِهَا أَبَداً، وَإِنَّمَا انْتَخَبَ مِنْ أُصُوْلِه مَا رَوَاهُ وَمَا بَقِيَ، فَرَغِبَ عَنْهُ، وَمَا وَجَدُوا لِذَلِكَ سِوَى الإِعدَامِ.
فَلِهَذَا وَنَحْوِهِ دَفَنَ -رَحِمَهُ اللهُ- كُتُبَهُ.
قَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو كُرَيْبٍ فِي يَوْمِ الثُّلاَثَاءِ، لأَرْبَعٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ لِثَلاَثٍ بَقِيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى.
وَمَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ، فَقَدْ أَخْطَأَ.
وَعَاشَ: سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ
اللهِ بنُ أَبِي شَرِيْكٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّقُّوْرِ، أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ عَلِيٍّ، قَالَ:قُرِئَ عَلَى القَاضِي أَبِي القَاسِمِ بَدْرِ بنِ الهَيْثَمِ - وَأَنَا أَسْمَعُ - قِيْلَ لَهُ:
حَدَّثَكُم مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ بنِ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ سُوْقاً مَا فِيْهَا بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ، إِلاَّ الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَإِذَا اشْتَهَى رَجُلٌ صُوْرَةً، دَخَلَ فِيْهَا، وَإِنَّ فِيْهَا لَمَجْمَعَ الحُوْرِ العِيْنِ، يَرْفَعْنَ أَصْوَاتاً لَمْ تَسْمَعِ الخَلاَئِقُ مِثْلَهَا: نَحْنُ الخَالِدَاتُ فَلاَ نَبِيْدُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلاَ نَسْخَطُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ نَبْؤُسْ؛ فَطُوْبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ ) .
قَالَ لَنَا القَاضِي أَبُو القَاسِمِ: هَذَا الحَدِيْثُ رَفَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَقَّفَهُ ابْنُ فُضَيْلٍ.
حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو القَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْل، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بن سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:
(إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَسُوْقاً مَا فِيْهَا بَيْعٌ وَلاَ شِرَاءٌ إِلاَّ الصُّوَرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، مَنِ اشْتَهَى صُوْرَةً، دَخَلَ فِيْهَا).
أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ وَحْدَه، عَنِ الثِّقَةِ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، جَعَلَهُ حَدِيْثَيْنِ.قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا تَمِيْمٌ الجُرْجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا بَعَثَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ: (بَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَيَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا) .
أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، فَوَافَقْنَاهُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155941&book=5516#fed269
أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ بنِ عَمَّارِ بنِ العُرْيَانِ التَّمِيْمِيُّ
ثُمَّ المَازِنِيُّ، البَصْرِيُّ، شَيْخُ القُرَّاءِ وَالعَرَبِيَّةِ.
وَأُمُّهُ: مِنْ بَنِي حَنِيْفَةَ.
اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ عَلَى أَقْوَالٍ: أَشهَرُهَا: زَبَّانُ.
وَقِيْلَ: العُرْيَانُ.
اسْتَوفَيْنَا مِنْ أَخْبَارِه فِي (طَبَقَاتِ القُرَّاءِ) .
مَوْلِدُه: فِي نَحْوِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ.
حَدَّثَ بِاليَسِيْرِ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَيَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، وَمُجَاهِدٍ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ شِهَابٍ.
وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَيَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، وَعِكْرِمَةَ، وَابْنِ كَثِيْرٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَوَردَ: أَنَّهُ تَلاَ عَلَى أَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَقَدْ كَانَ مَعَهُ بِالبَصْرَةِ.
بَرَّزَ فِي الحُرُوْفِ، وَفِي النَّحوِ، وَتَصَدَّرَ لِلإِفَادَةِ مُدَّةً، وَاشتُهِرَ بِالفَصَاحَةِ، وَالصِّدْقِ، وَسَعَةِ العِلْمِ.
تَلاَ عَلَيْهِ: يَحْيَى اليَزِيْدِيُّ، وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ، وَعَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ، وَشُجَاعٌ البَلْخِيُّ، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، وَيُوْنُسُ بنُ حَبِيْبٍ النَّحْوِيُّ، وَسَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، وَأَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ سَعِيْدُ بنُ أَوْسٍ، وَسَلاَمٌ الطَّوِيْلُ، وَعِدَّةٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَشَبَابَةُ بنُ سَوَّارٍ، وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ اللُّغَوِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَانْتَصَبَ لِلإِقْرَاءِ فِي
أَيَّامِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ.قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالقِرَاءاتِ، وَالعَرَبِيَّةِ، وَالشِّعرِ، وَأَيَّامِ العَرَبِ، وَكَانَتْ دَفَاتِرُه مِلْءَ بَيْتٍ إِلَى السَّقفِ، ثُمَّ تَنَسَّكَ، فَأَحرَقَهَا.
وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ، مَدَحَه الفَرَزْدَقُ وَغَيْرُه.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي عَمْرٍو.
رَوَى: أَبُو العَيْنَاءِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ:
قَالَ لِي أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ: لَوْ تَهَيَّأَ أَنْ أُفْرِغَ مَا فِي صَدْرِي مِنَ العِلْمِ فِي صَدْرِكَ، لَفَعلْتُ، وَلَقَدْ حَفِظتُ فِي عِلْمِ القُرْآنِ أَشْيَاءَ، لَوْ كَتَبتُ، مَا قَدَرَ الأَعْمَشُ عَلَى حَمْلِهَا، وَلَوْلاَ أَنْ لَيْسَ لِي أَنْ أَقرَأَ إِلاَّ بِمَا قُرِئَ، لَقَرَأْتُ حَرْفَ كَذَا ... ، وَذَكَرَ حُرُوْفاً.
قَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ:
انْظُرْ مَا يَقْرَأُ بِهِ أَبُو عَمْرٍو مِمَّا يَختَارُه، فَاكتُبْهُ، فَإِنَّهُ سَيَصِيْرُ لِلنَّاسِ أُسْتَاذاً.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَغَيْرُهُ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ.
قَالَ اليَزِيْدِيُّ، وَآخَرُ: تَكَلَّمَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ فِي الوَعِيْدِ سَنَةً، فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو:
إِنَّكَ لأَلْكَنُ الفَهمِ، إِذْ صَيَّرتَ الوَعِيْدَ الَّذِي فِي أَعْظَمِ شَيْءٍ، مِثْلَهُ فِي أَصْغَرِ
شَيْءٍ، فَاعْلَمْ أَنَّ النَّهْيَ عَنِ الصَّغَيْرِ وَالكَبِيْرِ لَيْسَا سَوَاءً، وَإِنَّمَا نَهَى اللهُ عَنْهُمَا لِتَتمَّ حُجَّتُه عَلَى خَلقِه، وَلِئَلاَّ يَعدِلَ عَنْ أَمرِه، وَوَرَاءَ وَعِيْدِه عَفْوُه وَكَرَمُه.ثُمَّ أَنْشَدَ:
وَلاَ يَرْهَبُ ابْنُ العَمِّ - مَا عِشْتُ - صَوْلَتِي ... وَلاَ أَخْتَتِي مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ
وَإِنِّي - وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ وَوَعَدْتُهُ - ... لَمُخْلِفُ إِيْعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي
فَقَالَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ: صَدَقتَ، إِنَّ العَرَبَ تَتَمَدَّحُ بِالوَفَاءِ بِالوَعدِ وَالوَعِيْدِ، وَقَدْ يُمتدَحُ بِهِمَا المَرْءُ، تَسَمَّعْ إِلَى قَوْلِهِم؟!
لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ وَالوَعِيْدَ وَلاَ ... يَبِيْتُ مِنْ ثَأْرِهِ عَلَى فَوْتِ
فَقَدْ وَافقَ هَذَا قَوْلَه تَعَالَى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ: أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً؟ قَالُوا: نَعَمْ} .
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَدْ وَافَقَ الأَوَّلُ أَخْبَارَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالحَدِيْثُ يُفَسِّرُ القُرْآنَ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي أَبُو عَمْرٍو:
كُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنَ الكَرِيْمِ إِذَا أَهَنْتَه، وَمِنَ اللَّئِيمِ إِذَا أَكْرَمْتَه، وَمِنَ العَاقِلِ إِذَا أَحْرَجْتَه، وَمِنَ الأَحْمَقِ إِذَا مَازَحْتَه، وَمِنَ الفَاجِرِ إِذَا عَاشَرْتَه، وَلَيْسَ مِنَ الأَدَبِ أَنْ تُجِيْبَ مَنْ لاَ يَسْأَلُكَ، أَوْ تَسْأَلَ مَنْ لاَ يُجِيْبُكَ، أَوْ تُحِدِّثَ مَنْ لاَ يُنْصِتُ لَكَ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو: مَا اسْمُكَ؟
قَالَ: زَبَّانُ.
وَرُوِيَ عَنِ: الأَصْمَعِيِّ أَيْضاً، قَالَ: لاَ اسْمَ لأَبِي عَمْرٍو.
وَأَمَّا يَحْيَى اليَزِيْدِيُّ فَعَنْهُ: أَنَّ اسْمَ أَبِي عَمْرٍو: العُرْيَانُ.
وَرِوَايَةٌ أُخْرَى عَنْهُ: أَنَّ اسْمَه يَحْيَى.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُه يَقُوْلُ: كُنْتُ رَأْساً، وَالحَسَنُ حَيٌّ.
أَبُو حَاتِمٍ: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ:
أَنَا زِدتُ هَذَا البَيْتَ فِي قَصِيدَةِ الأَعْشَى، وَأَستَغفِرُ اللهَ مِنْهُ:
وَأَنْكَرَتْنِي وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَتْ ... مِنَ الحَوَادِثِ إِلاَّ الشَّيْبَ وَالصَّلَعَا وَعَنِ الطَّيِّبِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، قَالَ:
شَهِدْتُ ابْنَ أَبِي العَتَاهِيَةِ وَقَدْ كَتَبَ عَنِ اليَزِيْدِيِّ قَرِيْباً مِنْ أَلْفِ جِلْدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ خَاصَّةً.
قَالَ: وَيَكُوْنُ ذَلِكَ عَشْرَةُ آلاَفِ وَرَقَةٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ العَلاَءِ يَتَكَلَّمُ، ظَنَنْتُه لاَ يَعْرِفُ شَيْئاً، كَانَ يَتَكَلَّمُ كَلاَماً سَهلاً.
قَالَ اليَزِيْدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يَقُوْلُ:
سَمِعَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ قِرَاءتِي، فَقَالَ: الزَمْ قِرَاءتَكَ هَذِهِ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كَانَ لأَبِي عَمْرٍو كُلَّ يَوْمٍ يُشْتَرَى كُوزٌ وَرَيْحَانٌ بِفِلْسَيْنِ، فَإِذَا أَمْسَى، تَصَدَّقَ بِالكُوزِ، وَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: جَفِّفِي الرَّيْحَانَ، وَدُقِّيْهِ فِي الأَشنَانِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِي عِدَّةٌ: أَنَّ أَبَا عَمْرٍو قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ.
وَزَادَ بَعْضُهُم: وَعَلَى سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ.
وَرَوَيْنَا: أَنَّ أَبَا عَمْرٍو وَأَبَاهُ هَرَبَا مِنَ الحَجَّاجِ، وَمِنْ عَسْفِهِ، وَحَدِيْثُه قَلِيْلٌ.
ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ وَفَاتَه كَانَتْ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: عَاشَ أَبُو عَمْرٍو سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَحْدَهُ: مَاتَ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو سُفْيَانَ ابْنَا العَلاَءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
ثُمَّ المَازِنِيُّ، البَصْرِيُّ، شَيْخُ القُرَّاءِ وَالعَرَبِيَّةِ.
وَأُمُّهُ: مِنْ بَنِي حَنِيْفَةَ.
اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ عَلَى أَقْوَالٍ: أَشهَرُهَا: زَبَّانُ.
وَقِيْلَ: العُرْيَانُ.
اسْتَوفَيْنَا مِنْ أَخْبَارِه فِي (طَبَقَاتِ القُرَّاءِ) .
مَوْلِدُه: فِي نَحْوِ سَنَةِ سَبْعِيْنَ.
حَدَّثَ بِاليَسِيْرِ عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَيَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، وَمُجَاهِدٍ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ شِهَابٍ.
وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَيَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، وَعِكْرِمَةَ، وَابْنِ كَثِيْرٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَوَردَ: أَنَّهُ تَلاَ عَلَى أَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَقَدْ كَانَ مَعَهُ بِالبَصْرَةِ.
بَرَّزَ فِي الحُرُوْفِ، وَفِي النَّحوِ، وَتَصَدَّرَ لِلإِفَادَةِ مُدَّةً، وَاشتُهِرَ بِالفَصَاحَةِ، وَالصِّدْقِ، وَسَعَةِ العِلْمِ.
تَلاَ عَلَيْهِ: يَحْيَى اليَزِيْدِيُّ، وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ، وَعَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ، وَشُجَاعٌ البَلْخِيُّ، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَمُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، وَيُوْنُسُ بنُ حَبِيْبٍ النَّحْوِيُّ، وَسَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، وَأَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ سَعِيْدُ بنُ أَوْسٍ، وَسَلاَمٌ الطَّوِيْلُ، وَعِدَّةٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَشَبَابَةُ بنُ سَوَّارٍ، وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ اللُّغَوِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَانْتَصَبَ لِلإِقْرَاءِ فِي
أَيَّامِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ.قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالقِرَاءاتِ، وَالعَرَبِيَّةِ، وَالشِّعرِ، وَأَيَّامِ العَرَبِ، وَكَانَتْ دَفَاتِرُه مِلْءَ بَيْتٍ إِلَى السَّقفِ، ثُمَّ تَنَسَّكَ، فَأَحرَقَهَا.
وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ، مَدَحَه الفَرَزْدَقُ وَغَيْرُه.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي عَمْرٍو.
رَوَى: أَبُو العَيْنَاءِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ:
قَالَ لِي أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ: لَوْ تَهَيَّأَ أَنْ أُفْرِغَ مَا فِي صَدْرِي مِنَ العِلْمِ فِي صَدْرِكَ، لَفَعلْتُ، وَلَقَدْ حَفِظتُ فِي عِلْمِ القُرْآنِ أَشْيَاءَ، لَوْ كَتَبتُ، مَا قَدَرَ الأَعْمَشُ عَلَى حَمْلِهَا، وَلَوْلاَ أَنْ لَيْسَ لِي أَنْ أَقرَأَ إِلاَّ بِمَا قُرِئَ، لَقَرَأْتُ حَرْفَ كَذَا ... ، وَذَكَرَ حُرُوْفاً.
قَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ:
انْظُرْ مَا يَقْرَأُ بِهِ أَبُو عَمْرٍو مِمَّا يَختَارُه، فَاكتُبْهُ، فَإِنَّهُ سَيَصِيْرُ لِلنَّاسِ أُسْتَاذاً.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَغَيْرُهُ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ.
قَالَ اليَزِيْدِيُّ، وَآخَرُ: تَكَلَّمَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ فِي الوَعِيْدِ سَنَةً، فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو:
إِنَّكَ لأَلْكَنُ الفَهمِ، إِذْ صَيَّرتَ الوَعِيْدَ الَّذِي فِي أَعْظَمِ شَيْءٍ، مِثْلَهُ فِي أَصْغَرِ
شَيْءٍ، فَاعْلَمْ أَنَّ النَّهْيَ عَنِ الصَّغَيْرِ وَالكَبِيْرِ لَيْسَا سَوَاءً، وَإِنَّمَا نَهَى اللهُ عَنْهُمَا لِتَتمَّ حُجَّتُه عَلَى خَلقِه، وَلِئَلاَّ يَعدِلَ عَنْ أَمرِه، وَوَرَاءَ وَعِيْدِه عَفْوُه وَكَرَمُه.ثُمَّ أَنْشَدَ:
وَلاَ يَرْهَبُ ابْنُ العَمِّ - مَا عِشْتُ - صَوْلَتِي ... وَلاَ أَخْتَتِي مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ
وَإِنِّي - وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ وَوَعَدْتُهُ - ... لَمُخْلِفُ إِيْعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي
فَقَالَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ: صَدَقتَ، إِنَّ العَرَبَ تَتَمَدَّحُ بِالوَفَاءِ بِالوَعدِ وَالوَعِيْدِ، وَقَدْ يُمتدَحُ بِهِمَا المَرْءُ، تَسَمَّعْ إِلَى قَوْلِهِم؟!
لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ وَالوَعِيْدَ وَلاَ ... يَبِيْتُ مِنْ ثَأْرِهِ عَلَى فَوْتِ
فَقَدْ وَافقَ هَذَا قَوْلَه تَعَالَى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ: أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً؟ قَالُوا: نَعَمْ} .
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَدْ وَافَقَ الأَوَّلُ أَخْبَارَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالحَدِيْثُ يُفَسِّرُ القُرْآنَ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي أَبُو عَمْرٍو:
كُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنَ الكَرِيْمِ إِذَا أَهَنْتَه، وَمِنَ اللَّئِيمِ إِذَا أَكْرَمْتَه، وَمِنَ العَاقِلِ إِذَا أَحْرَجْتَه، وَمِنَ الأَحْمَقِ إِذَا مَازَحْتَه، وَمِنَ الفَاجِرِ إِذَا عَاشَرْتَه، وَلَيْسَ مِنَ الأَدَبِ أَنْ تُجِيْبَ مَنْ لاَ يَسْأَلُكَ، أَوْ تَسْأَلَ مَنْ لاَ يُجِيْبُكَ، أَوْ تُحِدِّثَ مَنْ لاَ يُنْصِتُ لَكَ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو: مَا اسْمُكَ؟
قَالَ: زَبَّانُ.
وَرُوِيَ عَنِ: الأَصْمَعِيِّ أَيْضاً، قَالَ: لاَ اسْمَ لأَبِي عَمْرٍو.
وَأَمَّا يَحْيَى اليَزِيْدِيُّ فَعَنْهُ: أَنَّ اسْمَ أَبِي عَمْرٍو: العُرْيَانُ.
وَرِوَايَةٌ أُخْرَى عَنْهُ: أَنَّ اسْمَه يَحْيَى.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُه يَقُوْلُ: كُنْتُ رَأْساً، وَالحَسَنُ حَيٌّ.
أَبُو حَاتِمٍ: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ:
أَنَا زِدتُ هَذَا البَيْتَ فِي قَصِيدَةِ الأَعْشَى، وَأَستَغفِرُ اللهَ مِنْهُ:
وَأَنْكَرَتْنِي وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَتْ ... مِنَ الحَوَادِثِ إِلاَّ الشَّيْبَ وَالصَّلَعَا وَعَنِ الطَّيِّبِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، قَالَ:
شَهِدْتُ ابْنَ أَبِي العَتَاهِيَةِ وَقَدْ كَتَبَ عَنِ اليَزِيْدِيِّ قَرِيْباً مِنْ أَلْفِ جِلْدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاَءِ خَاصَّةً.
قَالَ: وَيَكُوْنُ ذَلِكَ عَشْرَةُ آلاَفِ وَرَقَةٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ العَلاَءِ يَتَكَلَّمُ، ظَنَنْتُه لاَ يَعْرِفُ شَيْئاً، كَانَ يَتَكَلَّمُ كَلاَماً سَهلاً.
قَالَ اليَزِيْدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يَقُوْلُ:
سَمِعَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ قِرَاءتِي، فَقَالَ: الزَمْ قِرَاءتَكَ هَذِهِ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كَانَ لأَبِي عَمْرٍو كُلَّ يَوْمٍ يُشْتَرَى كُوزٌ وَرَيْحَانٌ بِفِلْسَيْنِ، فَإِذَا أَمْسَى، تَصَدَّقَ بِالكُوزِ، وَقَالَ لِلْجَارِيَةِ: جَفِّفِي الرَّيْحَانَ، وَدُقِّيْهِ فِي الأَشنَانِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِي عِدَّةٌ: أَنَّ أَبَا عَمْرٍو قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ.
وَزَادَ بَعْضُهُم: وَعَلَى سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ.
وَرَوَيْنَا: أَنَّ أَبَا عَمْرٍو وَأَبَاهُ هَرَبَا مِنَ الحَجَّاجِ، وَمِنْ عَسْفِهِ، وَحَدِيْثُه قَلِيْلٌ.
ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ وَفَاتَه كَانَتْ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: عَاشَ أَبُو عَمْرٍو سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ وَحْدَهُ: مَاتَ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو سُفْيَانَ ابْنَا العَلاَءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=126129&book=5516#664b79
أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن خزاعى بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم المازنى التميمى المقرئ النحوى، اختلف في اسمه اختلافا كثيرًا وأصح ما قيل فيه زبّان بن العلاء، وكان له أخ يقال له أبو سفيان ابن العلاء . سئل يحيى بن معين عنهما فقال : "ليس بهما بأس، وأخوهما معاذ بن عمار يكنى أبا غسان روى عنه وكيع ومسلم بن قتيبة وأبو عاصم النبيل وأبو عبيدة الحداد وعثمان بن عمر. ليس به بأس. روى أبو عمرو بن العلاء عن مجاهد وعطاء، وروى عن أبيه العلاء . روى عنه عبد الوارث بن سعيد ووكيع والاصمعى وأبو زيد النحوى وأبو أسامة والحسين بن واقد، وروى عنه القراءة من أول القرآن إلى آخره الاصمعى واليزيدى ، وروى عنه جماعة من القراء حروفًا كانوا يسمعون ذلك منه إذا جهر في صلاته، وكان إمام قومه. ذكر ابن أبى حاتم قال: نا إسحاق بن عاصم الرازى ، قال: نا روح بن عبد المؤمن البصرى قال: نا أبو سفيان بن العلاء قال: اسم أبى عمرو بن العلاء زبّان بن العلاء بن عمار بن العريان" قال: ونا الحسين بن الحسن أبو معين قال: سمعت أبا خيثمة زهير ابن حرب يقول: كان أبو عمرو بن العلاء رجلًا لا بأس به ولكنه لم يكن يحفظ الحديث . قال أبو عمر: في أبى عمرو بن العلاء يقول الفرزدق. ما زلت أفتح أبوابًا وأغلقها
... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=126129&book=5516#2d3dd9
أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن خزاعى بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمى (المازنى) صاحب القراءة والغريب. قيل: اسمه كنيته. وقيل: اسمه زبّان وقد ذكرناه فيمن وقف على اسمه ممن عرف بكنيته.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=108018&book=5516#643fde
أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ صَاحِبُ الْقِرَاءَاتِ اسْمُهُ زَبَّانُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ حَلِيمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خُزَاعِيِّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَهُمْ إِخْوَةٌ أَرْبَعَةٌ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو سُفْيَانَ وَمُعَاذٌ وَعُمَرُ فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا أَبُو عَمْرٍو ثُمَّ أَبُو سُفْيَانَ وَكَانَ يُقَالُ لأَبي سُفْيَانَ سِنْسِنٌ ثُمَّ معَاذ ثمَّ عمر
فَأَمَّا أَبُو عَمْرٍو فَلَهُ نَحْوَ خَمْسِينَ حَدِيثًا فَأَمَّا أَبُو سُفْيَانَ فَمَا لَهُ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ كُنَّا فِي جِنَازَةِ أَبِي سُفْيَانَ وَمَعَنَا شُعْبَةُ فَقَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الْجِنَازَةِ قَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا فَقَالَ حَدَّثَنِي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَأَوْمَأَ إِلَى مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْبَصْرَةِ وَأَمَّا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ فَلَسْتُ أَحْفَظُ لَهُ إِلا حَدِيثَيْنِ حَدِيثَ الْجُوعِ وَحَدِيثَ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ رَوَاهُمَا جَمِيعًا عَن نَافِع عَن بن عُمَرَ وَعُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ لَا حَدِيثَ لَهُ وَمَاتَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ فِي طَرِيقِ الشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ بِالْبَصْرَةِ عقب وَفِي
أَبِي عَمْرٍو يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ مَا زِلْتُ أَفْتَحُ أَبْوَابًا وَأُغْلِقُهَا حَتَّى رَأَيْت أَبَا عَمْرو بن عمار
فَأَمَّا أَبُو عَمْرٍو فَلَهُ نَحْوَ خَمْسِينَ حَدِيثًا فَأَمَّا أَبُو سُفْيَانَ فَمَا لَهُ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ كُنَّا فِي جِنَازَةِ أَبِي سُفْيَانَ وَمَعَنَا شُعْبَةُ فَقَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الْجِنَازَةِ قَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا فَقَالَ حَدَّثَنِي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَأَوْمَأَ إِلَى مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْبَصْرَةِ وَأَمَّا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ فَلَسْتُ أَحْفَظُ لَهُ إِلا حَدِيثَيْنِ حَدِيثَ الْجُوعِ وَحَدِيثَ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ رَوَاهُمَا جَمِيعًا عَن نَافِع عَن بن عُمَرَ وَعُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ لَا حَدِيثَ لَهُ وَمَاتَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ فِي طَرِيقِ الشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ بِالْبَصْرَةِ عقب وَفِي
أَبِي عَمْرٍو يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ مَا زِلْتُ أَفْتَحُ أَبْوَابًا وَأُغْلِقُهَا حَتَّى رَأَيْت أَبَا عَمْرو بن عمار
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115103&book=5516#1a6791
أبو عمرو بن العلاء اسمه زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن
عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن وهم اخوة أربعة أبو عمرو وأبو سفيان ومعاذ وعمر فأكبرهم سنا أبو عمرو ثم أبو سفيان ثم معاذ ثم عمر وكان أبو عمرو من أهل الفضل ممن عنى بالادب والقراءة حتى صار إماما يرجع إليه فيها ويقتدى باختياره منها توفى سنة ست وأربعين ومائة بالبصرة
عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن وهم اخوة أربعة أبو عمرو وأبو سفيان ومعاذ وعمر فأكبرهم سنا أبو عمرو ثم أبو سفيان ثم معاذ ثم عمر وكان أبو عمرو من أهل الفضل ممن عنى بالادب والقراءة حتى صار إماما يرجع إليه فيها ويقتدى باختياره منها توفى سنة ست وأربعين ومائة بالبصرة
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148427&book=5516#7b5f07
أبو العلاء الأَعْمَش
الحافظ أبو العلاء حمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن معروف الأعمش الأديب الهمذاني من أهل همذان.
كان حافظاً، عارفاً بالحديث، ثقة ديناً، مكثراً. سمع الكثير بنفسه وأملى، وحدث مدة على الصحة. سمع أبا مسلم عبد الرحمن
ابن غزو بن محمد النهاوندي، وأبا الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ، وأبا الحسن علي بن محمد بن حمدان النيسابوري الحافظ، وأبا محمد هارون بن محمد بن ماهلة الهمذاني، وأبا القاسم سفيان، وأبا بكر محمد ابني أبي عبد الله محمد بن الحسين ابن فنجويه الثقفي، والسيد أبا حرب محمد بن المحسن بن الحسين العلوي الحسني، وأبا نصر محمد بن حمد بن محمد بن حامد القاضي الدينوري، وغيرهم. كتب إليّ الإجازة سنة تسع وخمسمئة، وروى عنه جماعة، وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وأربعمئة بهمذان، ووفاته بها يوم الجمعة عند غروب الشمس العاشر من شوال سنة إثنتي عشرة وخمسمئة ودفن من الغد عند غروب الشمس بمقابر الكبير في الروضة
الحافظ أبو العلاء حمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن معروف الأعمش الأديب الهمذاني من أهل همذان.
كان حافظاً، عارفاً بالحديث، ثقة ديناً، مكثراً. سمع الكثير بنفسه وأملى، وحدث مدة على الصحة. سمع أبا مسلم عبد الرحمن
ابن غزو بن محمد النهاوندي، وأبا الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ، وأبا الحسن علي بن محمد بن حمدان النيسابوري الحافظ، وأبا محمد هارون بن محمد بن ماهلة الهمذاني، وأبا القاسم سفيان، وأبا بكر محمد ابني أبي عبد الله محمد بن الحسين ابن فنجويه الثقفي، والسيد أبا حرب محمد بن المحسن بن الحسين العلوي الحسني، وأبا نصر محمد بن حمد بن محمد بن حامد القاضي الدينوري، وغيرهم. كتب إليّ الإجازة سنة تسع وخمسمئة، وروى عنه جماعة، وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وأربعمئة بهمذان، ووفاته بها يوم الجمعة عند غروب الشمس العاشر من شوال سنة إثنتي عشرة وخمسمئة ودفن من الغد عند غروب الشمس بمقابر الكبير في الروضة