Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=152866&book=5516#fd246b
عمرة بنت النعمان بن بشير
ابن سعد الأنصارية امرأة شاعرةٌ.
كان الحارث بن خالد خطب في مقدمه دمشق عمرة بنت النعمان الأنصارية فقالت: من المتقارب
كهول دمشق وشبانها ... أحب إلي من الجالية
لهم ذفر كصنان التيو ... س أعيا على المسك والغالية
فقال الحارث: من الخفيف
ساكنات العقيق أشهى إلى النف ... س من السكانات دور دمشق
يتضوعن إن تطيبن بالمس ... ك صناناً كأنه ريح مرق
ورواهما بعض علماء قريش للمهاجر بن خالد وقال:
لنساء من الحجون إلى الحث ... مة في مقعرات ليلٍ وشؤق
الحجون: مقبرة أهل مكة وجاه بيت أبي موسى. والحثمة: صخرات مشرفات في ربع عمر بن الخطاب. وقيل: إن هذا الشعر لأختها حميدة بنت النعمان. وقيل: إنه لأمها ليلى بنت هانئ بن الأسود الكندية. وتزوجها المختار بن أبي عبيد الثقفي، وهي التي قتلها مصعب بن الزبير.
قال صالح بن الوجيه: كانت عند المختار امرأتان: إحداهما أم ثابت بنت سمرة بن جندب، والأخرى عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصاري فعرضهما مصعبٌ على البراءة من المختار، فأما بنت سمرة فبرئت منه فخلاها، وأما الأنصارية فقتلها.
وكان مصعب بعث إليهما فقال لهما: ما تقولان في المختار؟ فقالت أم ثابت: ما عسيب أن أقول فيه إلا ما تقولون فيه أنت، فقالوا لها: اذهبي. وأما عمرة فقالت: رحمة الله عليه إن كان عبداً من عباد الله الصالحين. فرفعها مصعبٌ إلى السجن وكتب فيها إلى عبد الله بن الزبير، إنها تزعم أنه نبي. فكتب إليه: أن أخرجها فاقتلها. فأخرجها بين الحيرة والكوفة بعد العتمة، فضربها مطر ثلاث ضرباتٍ بالسيف - ومطر تابع لآل فهر من بني عبد الله بن ثعلبة، كان يكون مع الشرط - فقالت: يا أبتاه! يا أهلاه! يا عشيرتاه! فسمع به بعض الأنصار وهو أبان بن النعمان بن بشير، فأتاه فلطمه فقال: يا بن الزانيات! قدعت نفسها قطع الله يمينك. فلزمه فتى رفعه إلى مصعب، فقال: إن أمي مسلمة، وادعى شهادة بني ثعل فلم يشهد له أحد. فقال مصعب: خلوا سبيل الفتي فإنه رأى أمراً فظيعاً. فقال عمر بن أبي ربيعة القرشي في قتل مصعب عمرة بنت النعمان بن بشير: من الخفيف
إن من أعجب العجائب عندي ... قتل بيضاء حرةٍ عطبول
قتلت هكذا على غير جرمٍ ... إن لله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جر الذيول
حدث محمد بن يوسف أن مصعباً لقي عبد الله بن عمر، فسلم عليه فقال له: أنا ابن أخيك مصعب، فقال له ابن عمر: أنت القاتل سبعة آلافٍ من أهل القبلة في غداةٍ واحدة! عش ما استطعت. فقال مصعب: إنهم كانوا كفرةٌ سحرة، فقال ابن عمر: والله لو قتلت عدتهم غنماً من تراث أبيك لكان ذلك سرفاً. فقال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في ذلك: من الطويل
أتى راكبٌ بالأمر ذي النبأ العجب ... بقتل ابنة النعمان ذي الدين والحسب
بقتل فتاةٍ ذات ذل ستيرةٍ ... مهذبة الأخلاق والخيم والنسب
مطهرة من نسل قرمٍ مطهر ... من المؤثرين الخير في سالف الحقب
خليل النبي المصطفى ونصيره ... وصاحبه في الحرب والنكب والكرب
أتاني بأن الملحدين توافقوا ... على قتلها لا جنبوا القتل والسلب
فلا هنأت آل الزبير معيشةً ... وذاقوا لباس الذل والخوف والحرب
كأنهم إذ أبرزوها وقطعت ... بأسيافهم فازوا بمملكة العرب
ألم يعجب الأقوام من قتل حرةٍ ... من المحصنات الدين محمودة الأدب
من الغافلات المؤمنات بريئةٍ ... من الذم والبهتان والشك والكذب
قتلت بنت النعمان سنة سبع وستين. وقيل: إن مصعباً قتلها بغير أمر أخيه، فكتب إليه يعنفه على ذلك.
أسماء الرجال على