رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَأُمُّهَا: خَدِيْجَةُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَزَوَّجَهَا عُتْبَةُ بنُ أَبِي لَهَبٍ قَبْلَ النُّبُوَّةِ.كَذَا قَالَ، وَصَوَابُهُ: قَبْلَ الهِجْرَةِ.
فَلمَّا أُنْزِلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ، قَالَ أَبُوْهُ: رَأْسِي مِنْ رَأْسِكَ حَرَامٌ، إِن لَمْ تُطَلِّقْ بِنْتَهُ.
فَفَارَقَهَا قَبْلَ الدُّخُوْلِ.
وَأَسْلَمَتْ مَعَ أُمِّهَا، وَأَخَوَاتِهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الحَبَشَةِ الهِجْرَتَيْنِ جَمِيْعاً.
قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (إِنَّهُمَا لأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ لُوْطٍ) .
وَوَلَدَتْ مِنْ عُثْمَانَ: عَبْدَ اللهِ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَبَلَغَ سِتَّ سِنِيْنَ، فَنَقَرَهُ دِيْكٌ فِي وَجْهِهِ، فَطَمِرَ وَجْهُهُ، فَمَاتَ.
ثُمَّ هَاجَرَتْ إِلَى المَدِيْنَةِ بَعْدَ عُثْمَانَ، وَمَرِضَتْ قُبَيْلَ بَدْرٍ، فَخَلَّفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْهَا عُثْمَانَ؛ فَتُوُفِّيَتْ، وَالمُسْلِمُوْنَ بِبَدْرٍ.
فَأَمَّا رِوَايَةُ ابْنِ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ، قَالَ: (الْحَقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ) .
فَبَكَتِ النِّسَاءُ عَلَيْهَا؛ فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ.
فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ، وَقَالَ: (دَعْهُنَّ يَبْكِيْنَ) . ثُمَّ
قَالَ: (ابْكِيْنَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ القَلْبِ وَالعَيْنِ فَمِنَ اللهِ وَالرَّحْمَةِ، وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ) .فَقَعَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى شَفِيْرِ القَبْرِ إِلَى جَنْبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَتْ تَبْكِي؛ فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحُ الدَّمْعَ عَنْ عَيْنِهَا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ.
قُلْتُ: هَذَا مُنْكَرٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ذَكَرْتُهُ لِمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، فَقَالَ:
الثَّبْتُ عِنْدَنَا مِنْ جَمِيْعِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ رُقَيَّةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَدْرٍ.
فَلَعَلَّ هَذَا فِي غَيْرِ رُقَيَّةَ، أَوْ لَعَلَّهُ أَتَى قَبْرَهَا بَعْدَ بَدْرٍ زَائِراً.
وَأُمُّهَا: خَدِيْجَةُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَزَوَّجَهَا عُتْبَةُ بنُ أَبِي لَهَبٍ قَبْلَ النُّبُوَّةِ.كَذَا قَالَ، وَصَوَابُهُ: قَبْلَ الهِجْرَةِ.
فَلمَّا أُنْزِلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ، قَالَ أَبُوْهُ: رَأْسِي مِنْ رَأْسِكَ حَرَامٌ، إِن لَمْ تُطَلِّقْ بِنْتَهُ.
فَفَارَقَهَا قَبْلَ الدُّخُوْلِ.
وَأَسْلَمَتْ مَعَ أُمِّهَا، وَأَخَوَاتِهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى الحَبَشَةِ الهِجْرَتَيْنِ جَمِيْعاً.
قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (إِنَّهُمَا لأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللهِ بَعْدَ لُوْطٍ) .
وَوَلَدَتْ مِنْ عُثْمَانَ: عَبْدَ اللهِ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَبَلَغَ سِتَّ سِنِيْنَ، فَنَقَرَهُ دِيْكٌ فِي وَجْهِهِ، فَطَمِرَ وَجْهُهُ، فَمَاتَ.
ثُمَّ هَاجَرَتْ إِلَى المَدِيْنَةِ بَعْدَ عُثْمَانَ، وَمَرِضَتْ قُبَيْلَ بَدْرٍ، فَخَلَّفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْهَا عُثْمَانَ؛ فَتُوُفِّيَتْ، وَالمُسْلِمُوْنَ بِبَدْرٍ.
فَأَمَّا رِوَايَةُ ابْنِ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوْسُفَ بنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ، قَالَ: (الْحَقِي بِسَلَفِنَا عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ) .
فَبَكَتِ النِّسَاءُ عَلَيْهَا؛ فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ.
فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ، وَقَالَ: (دَعْهُنَّ يَبْكِيْنَ) . ثُمَّ
قَالَ: (ابْكِيْنَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيْقَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَكُنْ مِنَ القَلْبِ وَالعَيْنِ فَمِنَ اللهِ وَالرَّحْمَةِ، وَمَهْمَا يَكُنْ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ) .فَقَعَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى شَفِيْرِ القَبْرِ إِلَى جَنْبِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَتْ تَبْكِي؛ فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحُ الدَّمْعَ عَنْ عَيْنِهَا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ.
قُلْتُ: هَذَا مُنْكَرٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ذَكَرْتُهُ لِمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، فَقَالَ:
الثَّبْتُ عِنْدَنَا مِنْ جَمِيْعِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ رُقَيَّةَ تُوُفِّيَتْ وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبَدْرٍ.
فَلَعَلَّ هَذَا فِي غَيْرِ رُقَيَّةَ، أَوْ لَعَلَّهُ أَتَى قَبْرَهَا بَعْدَ بَدْرٍ زَائِراً.
رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ب د ع: رقية بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما.
روى الزبير بن بكار، عن عمه مصعب بن عبد الله، أن خديجة ولدت لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم.
وروى أيضا عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، أن خديجة ولدت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب، ورقية، وفاطمة، وأم كلثوم.
وروى محمد بن فضالة، قال: سمعت أن خديجة ولدت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب، وأم كلثوم، وفاطمة، ورقية، وقيل: إن فاطمة أصغرهن عليهن السلام.
وقال أبو عمر: لا أعلم خلافا أن زينب أكبر بنات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن بعدها.
وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة " تبت "، قال لهما أبوهما أبو لهب، وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد.
ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من الله تعالى لهما وهوانا لابني أبي لهب.
فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ولدا، فسماه عبد الله.
وكان عثمان يكنى به، فبلغ الغلام ست سنين: فنقر عينه ديك، فورم وجهه ومرض ومات، وكان موته في جمادى الأولى سنة أربع، وصلى عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونزل أبوه عثمان في حفرته.
وقال قتادة: إن رقية لم تلد من عثمان ولدا.
وهذا ليس بصحيح، إنما أختها أم كلثوم لم تلد من عثمان، وكان تزوجها بعد رقية، وهذا يدل على أن رقية أكبر من أم كلثوم.
ولما سار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلف عليها عثمان بأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بذلك، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بظفر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمشركين، وكانت قد أصابتها الحصبة، فماتت بها، وقيل: ماتت قبل وصول زيد ودفنت عند ورود زيد، فبينما هم يدفنونها سمع الناس التكبير، فقال عثمان: ما هذا التكبير؟ فنظروا فإذا زيد على ناقة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجدعاء بشيرا بقتلى بدر والغنيمة، وضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان بسهمه وأجره، لا خلاف بين أهل السير في ذلك.
وقال قتادة: حدثني النضر بن أنس، عن أبيه أنس، قال: خرج عثمان مهاجرا إلى أرض الحبشة، ومعه زوجه رقية بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاحتبس خبرهم عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان يخرج فيسأل عن أخبارهما، فجاءته امرأة فأخبرته أنها رأتهما، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صحبهما الله، إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام ".
أخرجها الثلاثة.
ب د ع: رقية بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما.
روى الزبير بن بكار، عن عمه مصعب بن عبد الله، أن خديجة ولدت لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم.
وروى أيضا عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، أن خديجة ولدت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب، ورقية، وفاطمة، وأم كلثوم.
وروى محمد بن فضالة، قال: سمعت أن خديجة ولدت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب، وأم كلثوم، وفاطمة، ورقية، وقيل: إن فاطمة أصغرهن عليهن السلام.
وقال أبو عمر: لا أعلم خلافا أن زينب أكبر بنات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن بعدها.
وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة " تبت "، قال لهما أبوهما أبو لهب، وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد.
ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من الله تعالى لهما وهوانا لابني أبي لهب.
فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ولدا، فسماه عبد الله.
وكان عثمان يكنى به، فبلغ الغلام ست سنين: فنقر عينه ديك، فورم وجهه ومرض ومات، وكان موته في جمادى الأولى سنة أربع، وصلى عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونزل أبوه عثمان في حفرته.
وقال قتادة: إن رقية لم تلد من عثمان ولدا.
وهذا ليس بصحيح، إنما أختها أم كلثوم لم تلد من عثمان، وكان تزوجها بعد رقية، وهذا يدل على أن رقية أكبر من أم كلثوم.
ولما سار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلف عليها عثمان بأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بذلك، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بظفر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمشركين، وكانت قد أصابتها الحصبة، فماتت بها، وقيل: ماتت قبل وصول زيد ودفنت عند ورود زيد، فبينما هم يدفنونها سمع الناس التكبير، فقال عثمان: ما هذا التكبير؟ فنظروا فإذا زيد على ناقة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجدعاء بشيرا بقتلى بدر والغنيمة، وضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان بسهمه وأجره، لا خلاف بين أهل السير في ذلك.
وقال قتادة: حدثني النضر بن أنس، عن أبيه أنس، قال: خرج عثمان مهاجرا إلى أرض الحبشة، ومعه زوجه رقية بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاحتبس خبرهم عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان يخرج فيسأل عن أخبارهما، فجاءته امرأة فأخبرته أنها رأتهما، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صحبهما الله، إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام ".
أخرجها الثلاثة.
رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أمها خديجة بنت خويلد، وقد تقدم ذكرها، زعم الزُّبَيْر وعمه مصعب أنها كانت أصغر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإياه صحح الجرجاني النسابة. وَقَالَ غيرهم : أكبر بناته زينب ثم رقية.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا أعلم خلافًا أن زينب أكبر بناته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واختلف فيمن بعدها منهن، ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال:
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر بْن سُلَيْمَانَ الهاشمي، قَالَ: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابْن ثلاثين سنة، وولدت رقية بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن ثلاث وثلاثين سنة.
وَقَالَ مصعب وغيره من أهل النسب: كانت رقية تحت عتبة بْن أبي لهب، وكانت أختها أم كلثوم تحت عتبة بْن أبى لهب، فلما نزلت: تبّت يدا
أبى لهب- قال لهما أبو هما أَبُو لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتي مُحَمَّد.
وَقَالَ أَبُو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي مُحَمَّد. ففارقاهما.
قَالَ ابْن شهاب: فتزوج عُثْمَان بْن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنا، فسماه عَبْد اللَّهِ، فكان يكنى به.
وَقَالَ مصعب: كَانَ عُثْمَان يكنى فِي الجاهلية أبا عَبْد اللَّهِ، فلما كَانَ الإسلام وولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عَبْد اللَّهِ، واكتنى به، فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات.
وَقَالَ غيره: توفي عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وَهُوَ ابْن ست سنين، وصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِي حفرته أبوه عُثْمَان رضي اللَّه عنهما.
وَقَالَ قتادة: تزوج عُثْمَان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فتوفيت عنده ولم تلد منه. وهذا غلط من قتادة ولم يقله غيره. وأظنه أراد أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن عُثْمَان تزوجها بعد رقية فتوفيت عنده، ولم تلد منه. هَذَا قول ابْن شهاب وجمهور أهل هَذَا الشأن، ولم يختلفوا أن عُثْمَان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وهذا يشهد لصحة قول من قَالَ: إن رقية أكبر من أم كلثوم.
وفي الحديث الصحيح، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: تأيم عُثْمَان من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتأيمت حفصة من زوجها، فمرّ عمر بعثمان
فَقَالَ له: هل لك فِي حفصة. وَكَانَ عُثْمَان قد سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرها، فلم يجبه، فذكر ذلك عمر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هل لك فِي خير من ذلك؟ أتزوج أنا حفصة وأزوج عُثْمَان خيرًا منها أم كلثوم! هَذَا معنى الحديث، وقد ذكرناه بإسناده فِي التمهيد، وَهُوَ أوضح شيء فيهما قصدناه والحمد للَّه.
وأما وفاة رقية فالصحيح فِي ذلك أن عُثْمَان تخلف عليها بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي مريضة فِي [حين ] خروج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، وتوفيت يوم وقعة بدر، ودفنت يوم جاء زيد بْن حارثة بشيرًا بما فتح اللَّه عليهم ببدر وَقَدْ روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أَنَسٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لا يَدْخُلُ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ، فَلَمْ يَدْخُلْ عُثْمَانُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ خَطَأٌ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْهَدْ دَفْنَ رُقَيَّةَ ابْنَتَهُ، وَلا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي رُقَيَّةَ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي أُمِّ كُلْثُومٍ. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْنَا دَفْنَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ [اللَّيْلَةَ ] ؟ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:
أَنَا. فَقَالَ: انْزِلْ فِي قَبْرِهَا، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ حديث
أَنَسٍ، لا قَوْلَ مَنْ ذَكَرَ فِيهِ رُقَيَّةَ. وَلَفْظُ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ مُنْكَرٌ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْوَهْمِ فِي ذِكْرِ رُقَيَّةَ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ عَلَى امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَمَاتَتْ. وَجَاءَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بَشِيرًا بِوَقْعَةِ بَدْرٍ وَعُثْمَانُ عَلَى قَبْرِ رُقَيَّةَ.
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عبيدة، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بَدْرٍ، وَكَانَ تَخَلَّفَ عُثْمَانُ على امرأته رقية بنت رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا هُمْ يَدْفِنُونَهَا سَمِعَ عُثْمَانُ تَكْبِيرًا، فَقَالَ: يَا أُسَامَةَ، مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ فَنَظَرُوا فَإِذَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عَلَى نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَدْعَاءِ بَشِيرًا بِقَتْلِ أَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا خلاف بين أهل السير أن عُثْمَان بْن عفان إنما تخلف عن بدر على امرأته رقية بنت رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه ضرب له بسهمه وأجره. وكانت بدر فِي رمضان من السنة الثانية من الهجرة.
وقد روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: توفيت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قدوم أهل بدر المدينة. فلم يقم مُوسَى المعنى، وجاء فيه بالمقاربة. وليس مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي ابْن شهاب حجة إذا خالفه غيره. والصحيح مَا رواه يونس عَنِ ابْن شهاب عَلَى مَا قدمناه وباللَّه توفيقنا.
فِي نسخة ابْن شافع الحافظ فِي الأصل عند آخر ترجمة رقية رضي الله عنها
[هذه ] حديث دفن البنات من المكرمات وليس هَذَا موضعه لو صح، لكن قد كتبه فكتبته.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمَرِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ابن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ صُفَيْحٍ الْمِزِّيُّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ [رُقَيَّةَ] قَالَ: الْحَمْدُ للَّه، دَفْنُ الْبَنَاتِ من المكرمات.
أمها خديجة بنت خويلد، وقد تقدم ذكرها، زعم الزُّبَيْر وعمه مصعب أنها كانت أصغر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإياه صحح الجرجاني النسابة. وَقَالَ غيرهم : أكبر بناته زينب ثم رقية.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا أعلم خلافًا أن زينب أكبر بناته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واختلف فيمن بعدها منهن، ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال:
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر بْن سُلَيْمَانَ الهاشمي، قَالَ: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابْن ثلاثين سنة، وولدت رقية بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن ثلاث وثلاثين سنة.
وَقَالَ مصعب وغيره من أهل النسب: كانت رقية تحت عتبة بْن أبي لهب، وكانت أختها أم كلثوم تحت عتبة بْن أبى لهب، فلما نزلت: تبّت يدا
أبى لهب- قال لهما أبو هما أَبُو لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتي مُحَمَّد.
وَقَالَ أَبُو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي مُحَمَّد. ففارقاهما.
قَالَ ابْن شهاب: فتزوج عُثْمَان بْن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنا، فسماه عَبْد اللَّهِ، فكان يكنى به.
وَقَالَ مصعب: كَانَ عُثْمَان يكنى فِي الجاهلية أبا عَبْد اللَّهِ، فلما كَانَ الإسلام وولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عَبْد اللَّهِ، واكتنى به، فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات.
وَقَالَ غيره: توفي عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وَهُوَ ابْن ست سنين، وصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِي حفرته أبوه عُثْمَان رضي اللَّه عنهما.
وَقَالَ قتادة: تزوج عُثْمَان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فتوفيت عنده ولم تلد منه. وهذا غلط من قتادة ولم يقله غيره. وأظنه أراد أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن عُثْمَان تزوجها بعد رقية فتوفيت عنده، ولم تلد منه. هَذَا قول ابْن شهاب وجمهور أهل هَذَا الشأن، ولم يختلفوا أن عُثْمَان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وهذا يشهد لصحة قول من قَالَ: إن رقية أكبر من أم كلثوم.
وفي الحديث الصحيح، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: تأيم عُثْمَان من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتأيمت حفصة من زوجها، فمرّ عمر بعثمان
فَقَالَ له: هل لك فِي حفصة. وَكَانَ عُثْمَان قد سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرها، فلم يجبه، فذكر ذلك عمر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هل لك فِي خير من ذلك؟ أتزوج أنا حفصة وأزوج عُثْمَان خيرًا منها أم كلثوم! هَذَا معنى الحديث، وقد ذكرناه بإسناده فِي التمهيد، وَهُوَ أوضح شيء فيهما قصدناه والحمد للَّه.
وأما وفاة رقية فالصحيح فِي ذلك أن عُثْمَان تخلف عليها بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي مريضة فِي [حين ] خروج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، وتوفيت يوم وقعة بدر، ودفنت يوم جاء زيد بْن حارثة بشيرًا بما فتح اللَّه عليهم ببدر وَقَدْ روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أَنَسٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لا يَدْخُلُ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ، فَلَمْ يَدْخُلْ عُثْمَانُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ خَطَأٌ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْهَدْ دَفْنَ رُقَيَّةَ ابْنَتَهُ، وَلا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي رُقَيَّةَ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي أُمِّ كُلْثُومٍ. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْنَا دَفْنَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ [اللَّيْلَةَ ] ؟ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:
أَنَا. فَقَالَ: انْزِلْ فِي قَبْرِهَا، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ حديث
أَنَسٍ، لا قَوْلَ مَنْ ذَكَرَ فِيهِ رُقَيَّةَ. وَلَفْظُ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ مُنْكَرٌ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْوَهْمِ فِي ذِكْرِ رُقَيَّةَ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ عَلَى امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَمَاتَتْ. وَجَاءَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بَشِيرًا بِوَقْعَةِ بَدْرٍ وَعُثْمَانُ عَلَى قَبْرِ رُقَيَّةَ.
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عبيدة، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بَدْرٍ، وَكَانَ تَخَلَّفَ عُثْمَانُ على امرأته رقية بنت رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا هُمْ يَدْفِنُونَهَا سَمِعَ عُثْمَانُ تَكْبِيرًا، فَقَالَ: يَا أُسَامَةَ، مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ فَنَظَرُوا فَإِذَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عَلَى نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَدْعَاءِ بَشِيرًا بِقَتْلِ أَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا خلاف بين أهل السير أن عُثْمَان بْن عفان إنما تخلف عن بدر على امرأته رقية بنت رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه ضرب له بسهمه وأجره. وكانت بدر فِي رمضان من السنة الثانية من الهجرة.
وقد روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: توفيت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قدوم أهل بدر المدينة. فلم يقم مُوسَى المعنى، وجاء فيه بالمقاربة. وليس مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي ابْن شهاب حجة إذا خالفه غيره. والصحيح مَا رواه يونس عَنِ ابْن شهاب عَلَى مَا قدمناه وباللَّه توفيقنا.
فِي نسخة ابْن شافع الحافظ فِي الأصل عند آخر ترجمة رقية رضي الله عنها
[هذه ] حديث دفن البنات من المكرمات وليس هَذَا موضعه لو صح، لكن قد كتبه فكتبته.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمَرِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ابن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ صُفَيْحٍ الْمِزِّيُّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ [رُقَيَّةَ] قَالَ: الْحَمْدُ للَّه، دَفْنُ الْبَنَاتِ من المكرمات.