ضرار بن الخطاب
ابن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان ابن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، الفهري له صحبة. أسلم يوم فتح مكة، وشهد مع أبي عبيدة فتوح الشام. وكان ضرار يوم الفجار على بني محارب بن فهر، وكان أبو خطاب بن مرداس يأخذ المرباع. وهو الذي غزا بني سليم، وهو رئيس بن فهرز. وجده عمرو بن حبيب هو آكل السَّقْب. وذلك بأنه أغار على بني بكر، ولهم سَقْب يعبدونه، فأخذ السَّقب فأكله. وكان عمه حفص بن مرداس شريفاً. وكان ضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرهم، وحضر معهم المشاهد كلها، فكان يقاتل أشد القتال، ويحرض المشركين بشعره. وهو قتل عمرو بن معاذ أخا سعد بن معاذ يوم أحد. وقال حين قتله: لا تعدمَنّ رجلاً زوّجك من الحور العين. وكان يقول: زوجت عشرة من أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأدرك عمر بن الخطاب فضربه بالقناة ثم رفعها عنه وقال: يا بن الخطاب، إنها نعمة مشكورة. والله ما كنت لأقتلك. وهو الذي نظر يوم أحد إلى خَلاء الجبل من الرماة فأعلم خالد بن الوليد، فكرّا جميعاً بمن معهما، حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجُبَيل، ثم دخلوا عسكر المسلمين من ورائهم. وكان له ذكر بالخندق. ثم إن الله منّ عليهم بالإسلام. وسلم يوم فتح مكة، فحسن إسلامه. وكان يذكر ما كان فيه من مشاهدته القتال ومباشرته ذلك، ويترحم على الأنصار، ويذكر بلاءهم ومواطنهم وبذلهم أنفسهم لله من تلك المواطن الصالحة. وكان يقول: الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام، ومنّ علينا بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الزبير بن بكار:
لما بلغ دَوساً قتل هشام بن الوليد بن المغيرة أبا أزيهر وثبوا على من كان فيهم من قريش فقتلوه، وقتل بجير بن العوام. وكان الذي قتل بجير بن العوام صبيحُ بن سعد بن هانىء الدوسي جدّ أبي هريرة أبو أمه. وكان ضرار بن الخطاب المحاربي فيهم، فأجارته أم غيلان وابنها عوف، وهم موالي دوس. وكانت أم غيلان تمشط النساء. قال ضرار بن
الخطاب: أدخلتني في درعها حتى وجدت تسبيد ركنها - يعني الشعر - فبذلك سميت أم غيلان إحدى الموفيات.
وذكر البلاذري أنه لما وثبت دوس على ضرار بن الخطاب بن مرداس ليقتلوه بأبي أزيهر سعى حتى دخل بيت امرأة من الأزد يقال لها: أم جميل، وأتبعه رجل منهم ليضربه، فوقع ذباب السيف على الباب، وقامت في وجوههم فذبّتهم، ونادت قومها فمنعوه لها. فلما استخلف عمر بن الخطاب ظنت أنه أخوه، فأتت المدينة، فلما كلمته عرف القصة، فقال: لست بأخيه إلا في الإسلام. وهو غاز بالشام. وقد عرفنا منَتكْ عليه، فأعطاها على أنها بنت سبيل. وقيل: كان اسمها أم غيلان. وقال ضرار بن الخطاب من أبيات: " الطويل "
جزى اللهُ عنا أمّ غيلانَ صالحاً ... ونسوتَها إذ هُنّ شعثّ عواطلُ
فهن دفعنّ الموتَ بعدَ اقترابِهِ ... وقد برزت للثائرين المقاتلُ
قال الضحاك بن عثمان: امترى مجلس من الأوس والخزرج أيّهم كان أحسن بلاءً يوم أحد، فمرّ بهم ضرار بن الخطاب فقالوا: هذا ضرار قد قاتلنا يومئذ، وهو عالم بما اختلفتما فيه، فأرسلوا إليه فتى منهم، فسأله: من كان أشجعَ يومَ أحدٍ: الأوس أم الخزرج؟ قال: لا، ما أدري ما أوسُكم من خزرجكم. ولكني زوجت يومئذ أحد عشر منكم من الحور العين.
ولما التقى عبد الله بن جحش يوم أحد هو وضرار بن الخطاب، فلما عرفه ضرار قال: إليك يا بن جحش - وكان ضرار قد آلى ألا يقتل مضرياً - فقال له عبد الله بن جحش: ما كان دمك - يا عدو الله - أعجب إلي منه الآن حين جمعت كفراً وعصبية، فنادى ضرار: يا معشر قريش، اكفوني ابن جحش، فانتظموه برماحهم، وقال ضرار بن الخطاب لأبي بكر الصديق: نحن كنا خيراً لقريش منكم، نحن أدخلناهم الجنة، وأنت أدخلتموهم النار.
قال السائب بن يزيد: بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج، ونحن نؤمّ مكة اعتزل عبد الرحمن بن عوف الطريق، ثم قال لرباح بن المغترف: غنّنا يا أبا حسان - وكان يحسن النصب - فبينا رباح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطاب في خلاته فقال: ما هذا؟! فقال عبد الرحمن: ما بأس بهذا، نلهو ونقصّر عنا سفرنا، فقال عمر: فإن كنت آخذاً فعليك بشعر ضرار بن الخطاب.
ضرار بن ضَمْرة الكناني
وفد على معاوية: قال أبو صالح: دخل
ابن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان ابن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، الفهري له صحبة. أسلم يوم فتح مكة، وشهد مع أبي عبيدة فتوح الشام. وكان ضرار يوم الفجار على بني محارب بن فهر، وكان أبو خطاب بن مرداس يأخذ المرباع. وهو الذي غزا بني سليم، وهو رئيس بن فهرز. وجده عمرو بن حبيب هو آكل السَّقْب. وذلك بأنه أغار على بني بكر، ولهم سَقْب يعبدونه، فأخذ السَّقب فأكله. وكان عمه حفص بن مرداس شريفاً. وكان ضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرهم، وحضر معهم المشاهد كلها، فكان يقاتل أشد القتال، ويحرض المشركين بشعره. وهو قتل عمرو بن معاذ أخا سعد بن معاذ يوم أحد. وقال حين قتله: لا تعدمَنّ رجلاً زوّجك من الحور العين. وكان يقول: زوجت عشرة من أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأدرك عمر بن الخطاب فضربه بالقناة ثم رفعها عنه وقال: يا بن الخطاب، إنها نعمة مشكورة. والله ما كنت لأقتلك. وهو الذي نظر يوم أحد إلى خَلاء الجبل من الرماة فأعلم خالد بن الوليد، فكرّا جميعاً بمن معهما، حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجُبَيل، ثم دخلوا عسكر المسلمين من ورائهم. وكان له ذكر بالخندق. ثم إن الله منّ عليهم بالإسلام. وسلم يوم فتح مكة، فحسن إسلامه. وكان يذكر ما كان فيه من مشاهدته القتال ومباشرته ذلك، ويترحم على الأنصار، ويذكر بلاءهم ومواطنهم وبذلهم أنفسهم لله من تلك المواطن الصالحة. وكان يقول: الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام، ومنّ علينا بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الزبير بن بكار:
لما بلغ دَوساً قتل هشام بن الوليد بن المغيرة أبا أزيهر وثبوا على من كان فيهم من قريش فقتلوه، وقتل بجير بن العوام. وكان الذي قتل بجير بن العوام صبيحُ بن سعد بن هانىء الدوسي جدّ أبي هريرة أبو أمه. وكان ضرار بن الخطاب المحاربي فيهم، فأجارته أم غيلان وابنها عوف، وهم موالي دوس. وكانت أم غيلان تمشط النساء. قال ضرار بن
الخطاب: أدخلتني في درعها حتى وجدت تسبيد ركنها - يعني الشعر - فبذلك سميت أم غيلان إحدى الموفيات.
وذكر البلاذري أنه لما وثبت دوس على ضرار بن الخطاب بن مرداس ليقتلوه بأبي أزيهر سعى حتى دخل بيت امرأة من الأزد يقال لها: أم جميل، وأتبعه رجل منهم ليضربه، فوقع ذباب السيف على الباب، وقامت في وجوههم فذبّتهم، ونادت قومها فمنعوه لها. فلما استخلف عمر بن الخطاب ظنت أنه أخوه، فأتت المدينة، فلما كلمته عرف القصة، فقال: لست بأخيه إلا في الإسلام. وهو غاز بالشام. وقد عرفنا منَتكْ عليه، فأعطاها على أنها بنت سبيل. وقيل: كان اسمها أم غيلان. وقال ضرار بن الخطاب من أبيات: " الطويل "
جزى اللهُ عنا أمّ غيلانَ صالحاً ... ونسوتَها إذ هُنّ شعثّ عواطلُ
فهن دفعنّ الموتَ بعدَ اقترابِهِ ... وقد برزت للثائرين المقاتلُ
قال الضحاك بن عثمان: امترى مجلس من الأوس والخزرج أيّهم كان أحسن بلاءً يوم أحد، فمرّ بهم ضرار بن الخطاب فقالوا: هذا ضرار قد قاتلنا يومئذ، وهو عالم بما اختلفتما فيه، فأرسلوا إليه فتى منهم، فسأله: من كان أشجعَ يومَ أحدٍ: الأوس أم الخزرج؟ قال: لا، ما أدري ما أوسُكم من خزرجكم. ولكني زوجت يومئذ أحد عشر منكم من الحور العين.
ولما التقى عبد الله بن جحش يوم أحد هو وضرار بن الخطاب، فلما عرفه ضرار قال: إليك يا بن جحش - وكان ضرار قد آلى ألا يقتل مضرياً - فقال له عبد الله بن جحش: ما كان دمك - يا عدو الله - أعجب إلي منه الآن حين جمعت كفراً وعصبية، فنادى ضرار: يا معشر قريش، اكفوني ابن جحش، فانتظموه برماحهم، وقال ضرار بن الخطاب لأبي بكر الصديق: نحن كنا خيراً لقريش منكم، نحن أدخلناهم الجنة، وأنت أدخلتموهم النار.
قال السائب بن يزيد: بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج، ونحن نؤمّ مكة اعتزل عبد الرحمن بن عوف الطريق، ثم قال لرباح بن المغترف: غنّنا يا أبا حسان - وكان يحسن النصب - فبينا رباح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطاب في خلاته فقال: ما هذا؟! فقال عبد الرحمن: ما بأس بهذا، نلهو ونقصّر عنا سفرنا، فقال عمر: فإن كنت آخذاً فعليك بشعر ضرار بن الخطاب.
ضرار بن ضَمْرة الكناني
وفد على معاوية: قال أبو صالح: دخل
ضرار بْن الْخَطَّاب
(1) .
(1) .
ضرار بن الخطاب
ب د ع س: ضرار بْن الخطاب ابن مرداس بْن كثير بْن عمرو بْن حبيب بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك، القرشي الفهري.
كان أبوه الخطاب رئيس بني فهر في زمانه، وكان يأخذ المرباع لقومه، وكان ضرار يَوْم الفجار عَلَى بني محارب بْن فهر، وكان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.
قال الزبير بْن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه ومن ابن الزبعرى، وكان من مسلمة الفتح، ومن شعره يَوْم الفتح:
ب د ع س: ضرار بْن الخطاب ابن مرداس بْن كثير بْن عمرو بْن حبيب بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك، القرشي الفهري.
كان أبوه الخطاب رئيس بني فهر في زمانه، وكان يأخذ المرباع لقومه، وكان ضرار يَوْم الفجار عَلَى بني محارب بْن فهر، وكان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.
قال الزبير بْن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه ومن ابن الزبعرى، وكان من مسلمة الفتح، ومن شعره يَوْم الفتح: