يغمر بن ألب سارخ أبو الندى
التركي الفقيه المقرئ قال الحافظ ابن عساكر: كان أبوه جندياً، وتوفي وهو صغير، وكان يعمل في القرآن، ويلقن القرآن. كان يختلف إلى الدرس بالمدرسة الأمينية، ويلقن القرآن في المسجد الجامع، ويؤم بالناس في الصلوات الخمس في مسجد العقيبة. وكان يحفظ قطعةً صالحة من أخبار الناس وأشعارهم، وكانت له مروءة، مع ضعف ذلك، يضيف من نزل به في مسجده. وكان حسن الاعتقاد، ذا صلابة في الدين. وكان يحثني على تبييض هذا الكتاب، ويود لو أنه تم؛ حتى إنه عزم عند وجود فترة مني عنه، وانصراف همة عن تبييضه على أن يكتب إلى الملك
العادل نور الدين قصة على لسان أصحاب الحديث، يسأله أن يتقدم إلي بإنجازه، فنهاه بعض أصحابنا عن ذلك، إلى أن يسر الله الشروع فيه بعد وفاته، والله يعين على إتمامه. ويا ليت أنه كان بقي حتى يراه، ولو كان رآه لعلم أنه أكثر مما وقع في نفسه.
وكانت وفاته في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. ولما كنا في جنازته فكرت في نفسي، وقلت: والله إني لأحق من يعمر بالاهتمام بهذا التاريخ. فصرفت همتي إليه، وشرعت فيه، ويسر الله تمامه بهمة يغمر، فإنه كان صالحاً، وكان يتأسف على ترك الشروع فيه، وكان شديد الاهتمام به، يكاد يبكي إذا ذكره، ويقول: لو تم هذا الكتاب لا يكون في الإسلام كتاب مثله.
التركي الفقيه المقرئ قال الحافظ ابن عساكر: كان أبوه جندياً، وتوفي وهو صغير، وكان يعمل في القرآن، ويلقن القرآن. كان يختلف إلى الدرس بالمدرسة الأمينية، ويلقن القرآن في المسجد الجامع، ويؤم بالناس في الصلوات الخمس في مسجد العقيبة. وكان يحفظ قطعةً صالحة من أخبار الناس وأشعارهم، وكانت له مروءة، مع ضعف ذلك، يضيف من نزل به في مسجده. وكان حسن الاعتقاد، ذا صلابة في الدين. وكان يحثني على تبييض هذا الكتاب، ويود لو أنه تم؛ حتى إنه عزم عند وجود فترة مني عنه، وانصراف همة عن تبييضه على أن يكتب إلى الملك
العادل نور الدين قصة على لسان أصحاب الحديث، يسأله أن يتقدم إلي بإنجازه، فنهاه بعض أصحابنا عن ذلك، إلى أن يسر الله الشروع فيه بعد وفاته، والله يعين على إتمامه. ويا ليت أنه كان بقي حتى يراه، ولو كان رآه لعلم أنه أكثر مما وقع في نفسه.
وكانت وفاته في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. ولما كنا في جنازته فكرت في نفسي، وقلت: والله إني لأحق من يعمر بالاهتمام بهذا التاريخ. فصرفت همتي إليه، وشرعت فيه، ويسر الله تمامه بهمة يغمر، فإنه كان صالحاً، وكان يتأسف على ترك الشروع فيه، وكان شديد الاهتمام به، يكاد يبكي إذا ذكره، ويقول: لو تم هذا الكتاب لا يكون في الإسلام كتاب مثله.