يزِيد بْن عبيد اللَّه قَالَ رَأَيْت أَبَا مجلز يرفع يَدَيْهِ إِذا كبر وَإِذا ركع وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع روى عَنْهُ أَبُو تُمَيْلة يحيى بن وَاضح
99356. يزيد بن عبدربه الجرجسي الحمصي1 99357. يزيد بن عبيد أبو وجزة المدني1 99358. يزيد بن عبيد ابو وجزة السعدي1 99359. يزيد بن عبيد ابو وجزة السعدي المديني...1 99360. يزيد بن عبيد الحمراوي1 99361. يزيد بن عبيد الله199362. يزيد بن عبيد الله الهذلي1 99363. يزيد بن عبيد الله السكوني1 99364. يزيد بن عبيد الله الهذلي2 99365. يزيد بن عبيد المدني أبو وجزة السعدي الشاعر...1 99366. يزيد بن عبيدة السكوني3 99367. يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر السكوني...1 99368. يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر الشامي1 99369. يزيد بن عبيدة بن ابي المهاجر السكوني...1 99370. يزيد بن عتر1 99371. يزيد بن عتر النميري1 99372. يزيد بن عروة1 99373. يزيد بن عطاء3 99374. يزيد بن عطاء أبو عطاء السكسكي1 99375. يزيد بن عطاء ابو عطاء السكسكي1 99376. يزيد بن عطاء السكسكي ابو عطاء1 99377. يزيد بن عطاء الليثي1 99378. يزيد بن عطاء الواسطي2 99379. يزيد بن عطاء اليشكري1 99380. يزيد بن عطاء اليشكري الليثي1 99381. يزيد بن عطاء بن يزيد أبو خالد اليشكري...1 99382. يزيد بن عطاء بن يزيد ابو خالد اليشكري...1 99383. يزيد بن عطاء مولى ابي عوانة1 99384. يزيد بن عطاء مولي ابي عوانة1 99385. يزيد بن عطاء وليس باليشكري1 99386. يزيد بن عطاء ويقال ابن أبي عطاء1 99387. يزيد بن عطارد أبوالبزرى السدوسي1 99388. يزيد بن عطارد ابوالبزرى السدوسي1 99389. يزيد بن عطارد السدوسي1 99390. يزيد بن عطارد السدوسي ابو البزري القيسي...1 99391. يزيد بن عقبة ابو محمد العتكي1 99392. يزيد بن عقبة ابو محمد العتكي المروزي...1 99393. يزيد بن عقبة الفزاري1 99394. يزيد بن عقبة المروي1 99395. يزيد بن علقمة1 99396. يزيد بن علقمة بن مسعود1 99397. يزيد بن عمر5 99398. يزيد بن عمر التميمي2 99399. يزيد بن عمر النخعي1 99400. يزيد بن عمر بن جنزة المدائني1 99401. يزيد بن عمر بن عبد العزيز1 99402. يزيد بن عمر بن مورق1 99403. يزيد بن عمر بن هبيرة بن معية1 99404. يزيد بن عمران5 99405. يزيد بن عمرو6 99406. يزيد بن عمرو ابو قطبة الانصاري1 99407. يزيد بن عمرو الاسلمي3 99408. يزيد بن عمرو التميمي2 99409. يزيد بن عمرو المعافري1 99410. يزيد بن عمرو المعافري المصري1 99411. يزيد بن عمرو بن امية الضمري2 99412. يزيد بن عمرو بن يزيد البراء الغنوي1 99413. يزيد بن عمير2 99414. يزيد بن عمير المديني1 99415. يزيد بن عميرة1 99416. يزيد بن عميرة الزبيدي4 99417. يزيد بن عميرة الزبيدي الشامي1 99418. يزيد بن عميرة الزبيدي الكلبى الشامي1 99419. يزيد بن عميرة الكلبي1 99420. يزيد بن عوانة1 99421. يزيد بن عويمر1 99422. يزيد بن عياض2 99423. يزيد بن عياض الليثي1 99424. يزيد بن عياض بن الجعدية ابو الحكم الليثي...1 99425. يزيد بن عياض بن جعدبة2 99426. يزيد بن عياض بن جعدبة ابو الحكم الليثي المكي...1 99427. يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي2 99428. يزيد بن عياض بن يزيد1 99429. يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدبة4 99430. يزيد بن عياض ق بن يزيد بن جعدبة1 99431. يزيد بن عيسى2 99432. يزيد بن غفيلة ابو كثير1 99433. يزيد بن فراس2 99434. يزيد بن فروة2 99435. يزيد بن فضالة1 99436. يزيد بن قاسط2 99437. يزيد بن قبيس ابو سهل1 99438. يزيد بن قبيس بن سليمان أبو سهل1 99439. يزيد بن قتادة4 99440. يزيد بن قتادة العنزي2 99441. يزيد بن قتادة العنزي حديثه في البصريين...1 99442. يزيد بن قتيبة الحرشي1 99443. يزيد بن قسيط1 99444. يزيد بن قطيب السكوني3 99445. يزيد بن قعقاع بن شبرمة الضبي1 99446. يزيد بن قنافة3 99447. يزيد بن قوذر1 99448. يزيد بن قوذر المصري2 99449. يزيد بن قيس7 99450. يزيد بن قيس الارحبي1 99451. يزيد بن قيس السكسكي1 99452. يزيد بن قيس الظفري1 99453. يزيد بن قيس الكندي1 99454. يزيد بن قيس بن الخطيم بن عدي1 99455. يزيد بن قيس بن تمام الهمداني1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
يزيد بن عبد الله بن الشخير أبو العلاء: "بصري"، ثقة.
يزيد بن عبد الله بن الشخير أبو العلاء اخو مطرف العامري روى عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وعياض بن حمار وعبد الرحمن ابن صخار وابيه عبد الله بن الشخير واخيه مطرف روى عن قتادة والجريري وكهمس وقرة بن خالد وابو مسلمة سعيد بن يزيد وبشير ابن عقبة وابو بكر بن شعيب سمعت أبي يقول ذلك.
يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن رجل من بني سليم
ع: يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من بني سليم رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الله ليبتلي العبد فيما أعطاه، فإن رضي بما قسم له بورك له فيه ووسعه، وإن لم يرضى بما قسم له لم يبارك له فيه ".
أخرجه أبو نعيم..
شرعب
ع: يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من بني سليم رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الله ليبتلي العبد فيما أعطاه، فإن رضي بما قسم له بورك له فيه ووسعه، وإن لم يرضى بما قسم له لم يبارك له فيه ".
أخرجه أبو نعيم..
شرعب
يزيد بْن عَبْد اللَّه بْن الشخير أخو مطرف أَبُو العلاء العامري الْبَصْرِيّ،
قَالَ (لِي - 2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ حَدَّثَنَا يحيى ابن سَعِيد عَنْ أَبِي عقِيلَ عَنْ أَبِي العلاء قَالَ أنا أكبر من الْحَسَن بعشر سنين ومطرف أكبر مني بعشر سنين، يحدث عَنْ أَبِيه ومطرف وعبد الرَّحْمَن بْن صحار وعياض بْن حمار روى عنه قتادة والجريري وكهمس بن الحسن.
قَالَ (لِي - 2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ حَدَّثَنَا يحيى ابن سَعِيد عَنْ أَبِي عقِيلَ عَنْ أَبِي العلاء قَالَ أنا أكبر من الْحَسَن بعشر سنين ومطرف أكبر مني بعشر سنين، يحدث عَنْ أَبِيه ومطرف وعبد الرَّحْمَن بْن صحار وعياض بْن حمار روى عنه قتادة والجريري وكهمس بن الحسن.
يزِيد بن عبد الله بن الشخير كنيته أَبُو الْعَلَاء العامري الْبَصْرِيّ أَخُو مطرف قَوْله كَانَ حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْسَخ بَعْضهَا بَعْضًا
روى عَن أَبِيه فِي الْوضُوء والأحنف بن قيس فِي الزَّكَاة وأخيه مطرف فِي الصَّوْم وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ فِي الطِّبّ
روى عَنهُ الْمُعْتَمِر وَأَبوهُ سُلَيْمَان وكهمس بن الْحسن فِي الصَّلَاة والجريدي
روى عَن أَبِيه فِي الْوضُوء والأحنف بن قيس فِي الزَّكَاة وأخيه مطرف فِي الصَّوْم وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ فِي الطِّبّ
روى عَنهُ الْمُعْتَمِر وَأَبوهُ سُلَيْمَان وكهمس بن الْحسن فِي الصَّلَاة والجريدي
يزيد بن عبد الله بن الشخير
س: يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري الحرشي يكنى أبا العلاء تقدم نسبه عند ذكر أبيه.
2781 روى هشيم، عن يونس بن عُبَيْد، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قَالَ: " وأظنه قد رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إن الله تعالى يبتلي العبد فيما أعطاه، فإن رضي بما قسم لَهُ بارك لَهُ فِيهِ، وإن لَمْ يرض بما أعطاه لَمْ يبارك لَهُ ولم يسعه ".
أخرجه أبو موسى.
س: يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري الحرشي يكنى أبا العلاء تقدم نسبه عند ذكر أبيه.
2781 روى هشيم، عن يونس بن عُبَيْد، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قَالَ: " وأظنه قد رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إن الله تعالى يبتلي العبد فيما أعطاه، فإن رضي بما قسم لَهُ بارك لَهُ فِيهِ، وإن لَمْ يرض بما أعطاه لَمْ يبارك لَهُ ولم يسعه ".
أخرجه أبو موسى.
يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن رجل من الصحابة
د ع: يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من الصحابة.
روى قرة بن خالد، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: بينا نحن بهذه المربد إذ أتى علينا أعرابي شعث الرأس معه قطعة أدم أو جراب فقلنا: كأن هذا ليس من أهل البلد، فقال: أجل هذا كتاب كتبه لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال القوم: هات.
فأخذته فقرأته فإذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبني زهير بن أقيش "، قال يزيد: وهم في حي من عكل، " إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة ".
الحديث.
وقد ذكرناه في النمر بن تولب الشاعر.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
د ع: يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من الصحابة.
روى قرة بن خالد، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: بينا نحن بهذه المربد إذ أتى علينا أعرابي شعث الرأس معه قطعة أدم أو جراب فقلنا: كأن هذا ليس من أهل البلد، فقال: أجل هذا كتاب كتبه لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال القوم: هات.
فأخذته فقرأته فإذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبني زهير بن أقيش "، قال يزيد: وهم في حي من عكل، " إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة ".
الحديث.
وقد ذكرناه في النمر بن تولب الشاعر.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَأَحْسِبُهُ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ فِيمَا أَعْطَاهُ، فَإِنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَوَسَّعَهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ»
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَأَحْسِبُهُ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ فِيمَا أَعْطَاهُ، فَإِنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَوَسَّعَهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ»
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ بْنِ عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش. ويكنى أبا العلاء. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ الْقَطَّانِ عَنْ أبي عَقِيلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَلاءِ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ. وَمُطَرِّفٌ أَكْبَرُ مِنِّي بِعَشْرِ سِنِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن سعد الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَلاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ فَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: أَغْنِ عَنَّا مُصْحَفَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ ويحيى بن خليف بن عقبة قالا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا الْعَلاءِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: حَدَّثَنَا أَعْيَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو حَفْصٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: مَرَّ بِي أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ وَأَنَا أَخِيطُ كَفَنَ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أبي الْعَلاءِ فَقَالَ: اجْعَلْ لَهُ أَزْرَارًا مِثْلَ أَزْرَارِ الأَحْيَاءِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو الْعَلاءِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي وِلايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ. وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ وَهُمْ دُونَ مَنْ قَبْلَهُمْ فِي السِّنِّ مِمَّنْ رَوَى عن عمران بن حصين وأبي هريرة وأبي بكرة وأبي برزة ومعقل بن يسار وعبد الله بن المعقل وابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وغيرهم
- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ بْنِ عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش. ويكنى أبا العلاء. قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ الْقَطَّانِ عَنْ أبي عَقِيلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَلاءِ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ. وَمُطَرِّفٌ أَكْبَرُ مِنِّي بِعَشْرِ سِنِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن زيد عن سعد الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَلاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ فَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: أَغْنِ عَنَّا مُصْحَفَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ ويحيى بن خليف بن عقبة قالا: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا الْعَلاءِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: حَدَّثَنَا أَعْيَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو حَفْصٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: مَرَّ بِي أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ وَأَنَا أَخِيطُ كَفَنَ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أبي الْعَلاءِ فَقَالَ: اجْعَلْ لَهُ أَزْرَارًا مِثْلَ أَزْرَارِ الأَحْيَاءِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو الْعَلاءِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي وِلايَةِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ. وَكَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ. وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ وَهُمْ دُونَ مَنْ قَبْلَهُمْ فِي السِّنِّ مِمَّنْ رَوَى عن عمران بن حصين وأبي هريرة وأبي بكرة وأبي برزة ومعقل بن يسار وعبد الله بن المعقل وابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وغيرهم
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدَانَ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ بِالْمِرْبَدِ إِذْ أَتَى عَلَيْنَا أَعْرَابِيٌّ شَعِثَ الرَّأْسِ، فَقُلْنَا: وَاللهِ لَكَأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، فَقَالَ: أَجَلْ، وَإِذَا مَعَهُ قِطْعَةُ أَدَمٍ جِرَابٌ، فَقَالَ: هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأْنَاهُ، وَإِذَا فِيهِ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ الْأَقْيَشِ، حَيٌّ مِنْ عُكْلٍ، إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُمْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، فَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ، وَأَمَانِ رَسُولِهِ» فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ كَثِيرًا مِنْ وَحَرِ الصَّدْرِ» فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: أَنْتَ سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: أَلَا أَرَاكُمْ تَخَافُونَ أَنْ أَكْذِبَ الْكَذِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا وَاللهِ لَا أُحَدِّثُكُمُ الْيَوْمَ حَدِيثًا، وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى الصَّحِيفَةِ وَانْتَزَعَهَا، ثُمَّ انْصَاعَ مُدْبِرًا " رَوَاهُ خَلَّادُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ بِالْمِرْبَدِ وَرَوَاهُ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الْإِبِلِ بِالْمِرْبَدِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الْإِبِلِ بِأَعْلَى الْمِرْبَدِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَأُ، فَقَالَ: اقْرَأْ هَذِهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهَا لِي. .، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدَانَ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ بِالْمِرْبَدِ إِذْ أَتَى عَلَيْنَا أَعْرَابِيٌّ شَعِثَ الرَّأْسِ، فَقُلْنَا: وَاللهِ لَكَأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، فَقَالَ: أَجَلْ، وَإِذَا مَعَهُ قِطْعَةُ أَدَمٍ جِرَابٌ، فَقَالَ: هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأْنَاهُ، وَإِذَا فِيهِ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ الْأَقْيَشِ، حَيٌّ مِنْ عُكْلٍ، إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُمْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، فَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ، وَأَمَانِ رَسُولِهِ» فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ كَثِيرًا مِنْ وَحَرِ الصَّدْرِ» فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: أَنْتَ سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: أَلَا أَرَاكُمْ تَخَافُونَ أَنْ أَكْذِبَ الْكَذِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا وَاللهِ لَا أُحَدِّثُكُمُ الْيَوْمَ حَدِيثًا، وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى الصَّحِيفَةِ وَانْتَزَعَهَا، ثُمَّ انْصَاعَ مُدْبِرًا " رَوَاهُ خَلَّادُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَمَاعَةٍ وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ بِالْمِرْبَدِ وَرَوَاهُ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الْإِبِلِ بِالْمِرْبَدِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الْإِبِلِ بِأَعْلَى الْمِرْبَدِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَأُ، فَقَالَ: اقْرَأْ هَذِهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهَا لِي. .، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
يزِيد بن عِيَاض بن جعدبة اللَّيْثِيّ الْمدنِي مُنكر الحَدِيث حجازي
يزِيد بن عِيَاض بن يزِيد بن جعدبة مَتْرُوك الحَدِيث مدنِي
يزيد بْن عياض بْن يزيد بن جعدبة الليثى حجازي
هو أخو أنس بْن عياض، منكر الحديث.
هو أخو أنس بْن عياض، منكر الحديث.
يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدبة الليثي يكني أبا الحكم مدني سكن البصرة.
ومات بها سمعت أحمد بن علي بن المثنى يقولُ: سَألتُ يَحْيى بن مَعِين عن يزيد بن عياض فقال ليس بشَيْءٍ
، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سليمان، حَدَّثَنا أحمد بن سعد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى بن مَعِين يقول يزيد بن عياض بن جعدبة ليس بشَيْءٍ، ولاَ يكتب حديثه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْن سَعِيد سألت يَحْيى بْن مَعِين عن يزيد بن عياض بن جعدبة فقال ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قال: يزيد بن عياض بن جعدبة ليس بثقة.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال يزيد بن جعدبة ليس بشَيْءٍ ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن حماد، قَال: حَدَّثني عُمَر بن عَبد الله أبو حفص بن مقلاص، حَدَّثني أبي، عَن أبي زَيْدٍ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ القاسم، قالَ: سَألتُ مالك بن أنس، عنِ ابن سمعان فقال كذاب فقلت فيزيد بن عياض قال أكذب وأكذب.
حَدَّثَنَا الجنيدي، قَال: حَدَّثَنا البُخارِيّ قال يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي حجازي وقال بعضهم يزيد بن جعدبة سمع منه يَحْيى بن واضح، وابن وهب منكر الحديث ويقال هو الذي روى عنه عَمْرو بن دينار.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي ذهب حديثه سكت الناس عنه يعنى يزيد بن عياض.
وقال النسائي يزيد بن عياض بن جعدبة مديني متروك الحديث.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنا حامد بن يَحْيى.
قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبة الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ مُصَفَّى، قَالا: حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَن أَبِي ذَرٍّ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحًا بَعْدَ الرِّيحِ بِسَبْعِ سِنِينَ وَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ بَابًا مُغْلَقًا فَمَا تَجِدُونَ مِنَ الرَّوْحِ فَمِنْ خِلالِ ذَلِكَ الْبَابِ لَوْ فُتِحَ ذَلِكَ الْبَابُ لادرت مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ تُسَمُّونَهَا الجنوب وهي عند الله
الأَذْيَبُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا عَنِ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ عَمْرو بْنُ دِينَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ هُوَ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِثْلُ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، وعَمْرو ثِقَةٌ وَيَزِيدُ ضَعِيفٌ، وعَمْرو أَكْبَرُ سِنًّا منه واقدم موتا وذا من رواية الكبار عن الصغار.
حَدَّثَنَا عَبد الصَّمَدِ بْنُ عَبد الله الدمشقي، حَدَّثَنا دحيم، حَدَّثَنا ابْنُ فُدَيْكٍ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: إِنَّ مَنْ أَعْظَمِ خَطِيئَةٍ عِنْدَ اللَّهِ بَعْدَ الْكَبَائِرِ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ وَعَلَيْهِ أَمْوَالُ النَّاسِ دَيْنًا فِي عُنُقِهِ لا يُوجَدُ لَهَا قَضَاءٌ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ بِشْرٍ القزاز الدمشقي، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرو بْنِ السرح، حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيِّنٌ حَتَّى تَخَالَهُ مِنَ اللِّينِ أَحْمَقَ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الأَعْرَجِ يَرْوِيهِ يَزِيدُ عَنْهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِيَزِيدَ عَنِ الأَعْرَجِ أَحَادِيثُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَعَامَّتُهَا ليست بمحفوظة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ على بن المثنى، حَدَّثَنا هارون بن معروف وحدثنا بْنِ وَهب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ أَدْرَكَ سَجْدَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ وَهَذَا الْحَدِيثُ، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب يَرْوِيهِ عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ نَصْرٍ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ وَهب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَطاء، عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ، وَهو يَجِدُ فِي بَطْنِهِ شَيئًا.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي بن دينار، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنا ابْنُ وَهب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَهو سَاجِدٌ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَبِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي أَسْمَاءَكَ، ولاَ ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكِ.
قَالَ الشَّيْخُ: ولاَ أَعْلَمُ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ يزيد بن عياض
أَخْبَرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمد بْنِ عباد السلمي بالبصرة، قَال: حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ جرير بن جبلة، قَال: حَدَّثَنا هَانِئُ بْنُ يَحْيى، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يُصْغِي لِلْهِرِّ وُضُوءَهُ فَيَشْرَبُ مِنْهُ.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيُّ، قَال: حَدَّثَنا الزعفراني، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَال: حَدَّثَنا يزيد بن عياض، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الْمَقْبَرِيُّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُ مَنْ نَكَحَ الْتِمَاسَ الْعَفَافِ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ اللَّيْثِ الجوهري، حَدَّثَنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنا هانئ بن يَحْيى السلمي، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَقَالَ عَثْرَةَ أَخِيهِ أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ يَرْوِيهِ عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد البغوي، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنا يزيد بن عياض بن جعدبة، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: إِنَّ النَّحْرَ يَوْمَ تَنْحَرُونَ، وَإِنَّ الْفِطْرَ يوم تفطرون
أَخْبَرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المثني، حَدَّثَنا شيبان، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا أُحِبُّ أَنْ يَبِيتَ الْمُسْلِمُ جُنُبًا إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ فلا تحضر الملائكة جنازته.
حَدَّثَنَا موسى بن العباس، قَال: حَدَّثَنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا يَقُولُ السَّلامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ لِلَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِيَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيثُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَعَامَّتُهَا غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قُرْصَافَةَ الْعَسْقَلانِيُّ، حَدَّثني عُبَيد اللَّهِ بْنُ سَعِيد بْنِ عُفَيْرٍ قَالَ أَبِي، حَدَّثني اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ أَنَّهُ سمع بن السياف يَقُولُ: سَمعتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ وَبَنَاتِهِ.
هَذَا قَالَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ يَرْوِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَقَدْ رَوَى عَنْ يَزِيدَ هَذَا الْحَدِيثَ إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنْ رواية الكبار عن الصغار.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُبَيْدَةَ الْمِصِّيصِيُّ إِمْلاءً بِجُرْجَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ ومِئَتَين
، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عنِ الزُّهْريّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِيَامُ رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ كَالْمُفْطِرِ فِي الْحَضَرِ
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يَرْفَعُهُ، عنِ الزُّهْريّ غَيْرُ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ وَعَنْ كُلٍّ مِنْ رِوَايَةِ سَلامِ بْنِ رَوْحٍ عَنْهُ يُونُس بْنُ يَزِيدَ مِنْ رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ مَبْرُورٍ عَنْهُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبد اللَّهِ بْنِ مُوسَى التَّيْمِيِّ وَالْبَاقُونَ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْريّ رَوَوْهُ، عنِ الزُّهْريّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ مِنْ قَوْلِهِ وَلِيَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الحديث وعامة ما يرويه غير محفوظ
ومات بها سمعت أحمد بن علي بن المثنى يقولُ: سَألتُ يَحْيى بن مَعِين عن يزيد بن عياض فقال ليس بشَيْءٍ
، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سليمان، حَدَّثَنا أحمد بن سعد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى بن مَعِين يقول يزيد بن عياض بن جعدبة ليس بشَيْءٍ، ولاَ يكتب حديثه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْن سَعِيد سألت يَحْيى بْن مَعِين عن يزيد بن عياض بن جعدبة فقال ليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية، عَن يَحْيى، قال: يزيد بن عياض بن جعدبة ليس بثقة.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بَكْر، وابن حماد، قالا: حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قال يزيد بن جعدبة ليس بشَيْءٍ ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن حماد، قَال: حَدَّثني عُمَر بن عَبد الله أبو حفص بن مقلاص، حَدَّثني أبي، عَن أبي زَيْدٍ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ القاسم، قالَ: سَألتُ مالك بن أنس، عنِ ابن سمعان فقال كذاب فقلت فيزيد بن عياض قال أكذب وأكذب.
حَدَّثَنَا الجنيدي، قَال: حَدَّثَنا البُخارِيّ قال يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي حجازي وقال بعضهم يزيد بن جعدبة سمع منه يَحْيى بن واضح، وابن وهب منكر الحديث ويقال هو الذي روى عنه عَمْرو بن دينار.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي ذهب حديثه سكت الناس عنه يعنى يزيد بن عياض.
وقال النسائي يزيد بن عياض بن جعدبة مديني متروك الحديث.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنا حامد بن يَحْيى.
قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبة الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ مُصَفَّى، قَالا: حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَن أَبِي ذَرٍّ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحًا بَعْدَ الرِّيحِ بِسَبْعِ سِنِينَ وَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ بَابًا مُغْلَقًا فَمَا تَجِدُونَ مِنَ الرَّوْحِ فَمِنْ خِلالِ ذَلِكَ الْبَابِ لَوْ فُتِحَ ذَلِكَ الْبَابُ لادرت مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ تُسَمُّونَهَا الجنوب وهي عند الله
الأَذْيَبُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا عَنِ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ عَمْرو بْنُ دِينَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ هُوَ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِثْلُ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، وعَمْرو ثِقَةٌ وَيَزِيدُ ضَعِيفٌ، وعَمْرو أَكْبَرُ سِنًّا منه واقدم موتا وذا من رواية الكبار عن الصغار.
حَدَّثَنَا عَبد الصَّمَدِ بْنُ عَبد الله الدمشقي، حَدَّثَنا دحيم، حَدَّثَنا ابْنُ فُدَيْكٍ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: إِنَّ مَنْ أَعْظَمِ خَطِيئَةٍ عِنْدَ اللَّهِ بَعْدَ الْكَبَائِرِ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ وَعَلَيْهِ أَمْوَالُ النَّاسِ دَيْنًا فِي عُنُقِهِ لا يُوجَدُ لَهَا قَضَاءٌ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ بِشْرٍ القزاز الدمشقي، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرو بْنِ السرح، حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيِّنٌ حَتَّى تَخَالَهُ مِنَ اللِّينِ أَحْمَقَ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الأَعْرَجِ يَرْوِيهِ يَزِيدُ عَنْهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِيَزِيدَ عَنِ الأَعْرَجِ أَحَادِيثُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَعَامَّتُهَا ليست بمحفوظة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ على بن المثنى، حَدَّثَنا هارون بن معروف وحدثنا بْنِ وَهب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ أَدْرَكَ سَجْدَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ وَهَذَا الْحَدِيثُ، عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب يَرْوِيهِ عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ
، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ نَصْرٍ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، حَدَّثَنا ابْنُ وَهب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ عَطاء، عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ، وَهو يَجِدُ فِي بَطْنِهِ شَيئًا.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي بن دينار، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنا ابْنُ وَهب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَهو سَاجِدٌ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَبِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي أَسْمَاءَكَ، ولاَ ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكِ.
قَالَ الشَّيْخُ: ولاَ أَعْلَمُ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ يزيد بن عياض
أَخْبَرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمد بْنِ عباد السلمي بالبصرة، قَال: حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ جرير بن جبلة، قَال: حَدَّثَنا هَانِئُ بْنُ يَحْيى، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يُصْغِي لِلْهِرِّ وُضُوءَهُ فَيَشْرَبُ مِنْهُ.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيُّ، قَال: حَدَّثَنا الزعفراني، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَال: حَدَّثَنا يزيد بن عياض، قَال: حَدَّثَنا سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الْمَقْبَرِيُّ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُ مَنْ نَكَحَ الْتِمَاسَ الْعَفَافِ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ اللَّيْثِ الجوهري، حَدَّثَنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنا هانئ بن يَحْيى السلمي، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَقَالَ عَثْرَةَ أَخِيهِ أَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ يَرْوِيهِ عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد البغوي، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنا يزيد بن عياض بن جعدبة، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَمْرو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائشة، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: إِنَّ النَّحْرَ يَوْمَ تَنْحَرُونَ، وَإِنَّ الْفِطْرَ يوم تفطرون
أَخْبَرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المثني، حَدَّثَنا شيبان، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لا أُحِبُّ أَنْ يَبِيتَ الْمُسْلِمُ جُنُبًا إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ فلا تحضر الملائكة جنازته.
حَدَّثَنَا موسى بن العباس، قَال: حَدَّثَنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَال: حَدَّثَنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا يَقُولُ السَّلامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ لِلَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِيَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيثُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ وَعَامَّتُهَا غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قُرْصَافَةَ الْعَسْقَلانِيُّ، حَدَّثني عُبَيد اللَّهِ بْنُ سَعِيد بْنِ عُفَيْرٍ قَالَ أَبِي، حَدَّثني اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ أَنَّهُ سمع بن السياف يَقُولُ: سَمعتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ وَبَنَاتِهِ.
هَذَا قَالَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ يَرْوِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَقَدْ رَوَى عَنْ يَزِيدَ هَذَا الْحَدِيثَ إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنْ رواية الكبار عن الصغار.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عُبَيْدَةَ الْمِصِّيصِيُّ إِمْلاءً بِجُرْجَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ ومِئَتَين
، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَال: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عنِ الزُّهْريّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِيَامُ رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ كَالْمُفْطِرِ فِي الْحَضَرِ
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يَرْفَعُهُ، عنِ الزُّهْريّ غَيْرُ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ وَعَنْ كُلٍّ مِنْ رِوَايَةِ سَلامِ بْنِ رَوْحٍ عَنْهُ يُونُس بْنُ يَزِيدَ مِنْ رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ مَبْرُورٍ عَنْهُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبد اللَّهِ بْنِ مُوسَى التَّيْمِيِّ وَالْبَاقُونَ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْريّ رَوَوْهُ، عنِ الزُّهْريّ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ مِنْ قَوْلِهِ وَلِيَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الحديث وعامة ما يرويه غير محفوظ
- ويزيد بن عبد الله بن الأصم. غساني. مات سنة ثلاث ومائة, ويقال: أربع ومائة.
- ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. يكنى أبا عبد الله.
- ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. من أنفسهم. مات سنة تسع وثلاثين ومائة.
يزيد بن عبد الله مولى الصهباء
(3) قاله وكيع وقَالَ أَبُو نعيم هو الشيباني (4) أبو عبد الله.
(3) قاله وكيع وقَالَ أَبُو نعيم هو الشيباني (4) أبو عبد الله.
- ويزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي بن أسامة بن عمير. من أنفسهم, يكنى أبا عبد الله. مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.
يزيد بْن عَبْد اللَّه (3) عَنْ عمير مولى أَبِي اللحم عن
أَبِي اللحم أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَبِي اللحم أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يزيد بن عبد الله
ع: يزيد بن عبد الله مجهول.
2782 روى يَحْيَى بن واضح، عن أبي عَاصِم خالد بن عُبَيْد، عن عبد الله بن يزيد، عن أبيه، قَالَ: ذهب بي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى موضع بالبادية قريب من مكة، فإذا أرض يابسة حولها رمل، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تخرج الدابة من هَذَا الموضع فإذا فتر، فِي شبر ".
أخرجه أبو نعيم.
ع: يزيد بن عبد الله مجهول.
2782 روى يَحْيَى بن واضح، عن أبي عَاصِم خالد بن عُبَيْد، عن عبد الله بن يزيد، عن أبيه، قَالَ: ذهب بي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى موضع بالبادية قريب من مكة، فإذا أرض يابسة حولها رمل، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تخرج الدابة من هَذَا الموضع فإذا فتر، فِي شبر ".
أخرجه أبو نعيم.
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيُّ من أنفسهم ويكنى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ. أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بَلَغَهُ أَنَّهُ يُفْتِي فَقَالَ: رُدَّ اللِّوَى إِلَى صَوَابٍ. وَتُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيُّ من أنفسهم ويكنى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ. أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ بَلَغَهُ أَنَّهُ يُفْتِي فَقَالَ: رُدَّ اللِّوَى إِلَى صَوَابٍ. وَتُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
يَزِيدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
- يَزِيدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وأمه زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسود المخزومي. فولد يزيد بن عبد الله: يزيد بن يزيد لأم وَلَدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ. عَنْ عَمِّهِ. قَالُوا: لَمَّا دَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ وَأَنْهَبَهَا. وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ. دَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ. فَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ. ثُمَّ دَعَا بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى- وَكَانَ عَلَيْهِمْ حِنْقًا- إِلَى قَصْرِهِ. فَقَالَ: تُبَايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ يَزِيدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلِمَنِ اسْتَخْلَفَ بَعْدَهُ عَلَى أَنَّ أَمْوَالَكُمَ وَأَنْفُسَكُمْ خَوَلٌ لَهُ يَقْضِي فِيهَا مَا شَاءَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاصَّةً. بَايِعْ عَلَى أَنَّكَ عَبْدُ الْعَصَا. فَقَالَ يَزِيدُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ إِنَّمَا نَحْنُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. لَنَا مَا لِلْمُسْلِمِينَ. وَعَلَيْنَا مَا عَلَيْهِمْ أُبَايِعُ لابْنِ عَمِّي وَخَلِيفَتِي وَإِمَامِي عَلَى مَا يُبَايِعُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانِي دَمَكَ. وَاللَّهِ لا أُقِيلُكَهَا أَبَدًا. لَعَمْرِي إنك لطعاف وَأَصْحَابُكَ عَلَى خُلَفَائِكَ. فَقَدَّمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ. عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَارِجَةَ. قَالَ: خَرَجَ مُسَرِّفٌ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ. وَتَبِعَهُ أُمُّ وَلَدٍ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ تَسِيرُ وَرَاءَ الْعَسْكَرِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةَ. وَمَاتَ مُسَرِّفٌ فَدُفِنَ بِثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ. وَجَاءَهَا الْخَبَرُ فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ. فَنَبَشَتْهُ ثُمَّ صَلَبَتْهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ.
- يَزِيدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ بْن المطلب بْن أَسَدِ بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وأمه زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسود المخزومي. فولد يزيد بن عبد الله: يزيد بن يزيد لأم وَلَدٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ. عَنْ عَمِّهِ. قَالُوا: لَمَّا دَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ وَأَنْهَبَهَا. وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ. دَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ. فَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَهُ. ثُمَّ دَعَا بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى- وَكَانَ عَلَيْهِمْ حِنْقًا- إِلَى قَصْرِهِ. فَقَالَ: تُبَايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ يَزِيدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلِمَنِ اسْتَخْلَفَ بَعْدَهُ عَلَى أَنَّ أَمْوَالَكُمَ وَأَنْفُسَكُمْ خَوَلٌ لَهُ يَقْضِي فِيهَا مَا شَاءَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاصَّةً. بَايِعْ عَلَى أَنَّكَ عَبْدُ الْعَصَا. فَقَالَ يَزِيدُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ إِنَّمَا نَحْنُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. لَنَا مَا لِلْمُسْلِمِينَ. وَعَلَيْنَا مَا عَلَيْهِمْ أُبَايِعُ لابْنِ عَمِّي وَخَلِيفَتِي وَإِمَامِي عَلَى مَا يُبَايِعُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانِي دَمَكَ. وَاللَّهِ لا أُقِيلُكَهَا أَبَدًا. لَعَمْرِي إنك لطعاف وَأَصْحَابُكَ عَلَى خُلَفَائِكَ. فَقَدَّمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ. عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَارِجَةَ. قَالَ: خَرَجَ مُسَرِّفٌ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ. وَتَبِعَهُ أُمُّ وَلَدٍ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ تَسِيرُ وَرَاءَ الْعَسْكَرِ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةَ. وَمَاتَ مُسَرِّفٌ فَدُفِنَ بِثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ. وَجَاءَهَا الْخَبَرُ فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ. فَنَبَشَتْهُ ثُمَّ صَلَبَتْهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ.
يزيد بن عبد الله
- يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ابن أخي عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي. من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الله. وكان أعرج يخمع من رجله. وتوفي سنة تسع وثلاثين ومائة بالمدينة. وكان ثقة كثير الحديث.
- يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ابن أخي عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي. من أنفسهم. ويكنى أبا عبد الله. وكان أعرج يخمع من رجله. وتوفي سنة تسع وثلاثين ومائة بالمدينة. وكان ثقة كثير الحديث.
يزيد بن معاوية بن صخر أبي سفيان
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو خالد الأموي بويع له بالخلافة بعد أبيه بعهد منه.
عن أبي خالد، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.
قال الزبير بن بكار: ولد معاوية بن أبي سفيان يزيد، وأمه: ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب. بايع له معاوية من بعده، وكان أول من جعل ولي عهد في صحته، وكان معاوية يقول: لولا هوائي في يزيد لأبصرت قصدي. وتمثل له وهو ينظر إليه: من الطويل
إن مات لم تصلح مزينة بعده ... فنوطي عليه يا مزين التّمائما
وخرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد، وهو واليه على العراق: إنه قد بلغني أن حسيناً سار إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمال، وعندها تعتق، أتعود عبداً كما تعتبد العبيد.
فقتله عبيد الله بن زياد، وبعث برأسه إليه، فلما وضع بين يديه تمثل قول الحصين بن الحمام المري: من الطويل
يفلّقن هاماً من رجالٍ أحبّةٍ ... إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
ويزيد الذي أوقع بأهل المدينة، بعث إليهم مسلم بن عقبة المري، فأصابهم بالحرة.
ولد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين. وقيل: ولد سنة سبع وعشرين في بيت راس.
قال سعيد بن حريث: كان يزيد بن معاوية رجلاً كثير اللحم عظيم الجسم، كثير الشعر.
وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان جميلاً، طويلاً، ضخم الهامة، مخدد الأصابع، غليظها مجدراً.
قال زهير بن بشر الكلبي: تزوج معاوية ميسون بنت بحدل، فطلقها وهي حامل بيزيد، فرأت في النوم كأن
قمراً خرج من قبلها، فقصت رؤياها على أمها، فقالت: لئن صدقت رؤياك لتلدن من يبايع له بالخلافة.
قال عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان.
جلست ميسون بنت بحدل الكلبية ترجل ابنها يزيد بن معاوية، وميسون يومئذ مطلقة، ومعاوية وفاختة بنت قرظة ينظران إليهما، ويزيد وأمه لا يعلمان، فلما فرغت من ترجيله نظرت إليه فأعجبها، وقبلت بين عينيه، فقال معاوية بيتاً من شعر، ومضى يزيد، فأتبعته فاختة بصرها، وقالت: لعن الله سواد ساقي أمك! فقال معاوية: أقد رأيتها؟ أما والله على ذلك لما فرجت عنه وركاها خير مما تفرجت عنه وركاك وكان لمعاوية من بنت قرظة عبد الله، وكان أحمق الناس قالت فاختة: لا والله، ولكنك تؤثر هذا عليه، فقال: سوف أبين لك ذلك حتى تعرفيه قبل أن تقومي من مجلسك؛ يا غلام، ادع لي عبد الله، فدعاه، فقال له معاوية: أي بني، إني قد أردت أن أسعفك، وأن أصنع بك ما أنت أهله، فاسأل أمير المؤمنين، فلست سائلاً شيئاً إلا أعطاه، فقال: حاجتي أن تشتري لي كلباً فارهاً، وحماراً، فقال معاوية: يا بني، أنت حمار، ويشترى لك حمار! قم فاخرج. قال: كيف رأيت؟ يا غلام، ادع لي يزيد، فدعاه، فقال: يا بني، إن أمير المؤمنين قد أراد أن يسعفك، ويوسع عليك، ويصنع بك ما أنت أهله، فاسأله ما بدا لك. قال: فخر ساجداً، ثم قال حين رفع رأسه: الحمد لله الذي بلغ أمير المؤمنين هذه المدة، وأراه في هذا الرأي. حاجتي أن تعقد لي العهد من بعدك، وتوليني العام صائفة المسلمين، وتحسن جهازي، وتقويني، فتكون الصائفة أول أسفاري. وتأذن لي في الحج إذا رجعت، وتوليني الموسم، وتزيد أهل الشام عشرة دنانير لكل رجل، وتجعل ذلك بشفاعتي، وتفرض لأيتام بني جمح، وأيتام بني سهم، وأيتام بني عدي. قال: مالك ولبني عدي؟ قال: لأنهم حالفوني، وانتقلوا إلى داري. قال معاوية: قد فعلت، إذا رجعت، ذلك بك، وقبل وجهه، وقال لابنه قرظة: كيف رأيت؟؟ قالت: يا أمير المؤمنين، أوصه بي، فأنت أعلم به. ففعل.
وقد روي هذا الخبر من طريق آخر، وفيه: أن عبد الله سأل مالاً، وأرضاً، وأن
يزيد قال لمعاوية: أعتقني من النار، أعتق الله رقبتك منها، فقال له: وكيف؟ قال: لأني وجدت في الأثر أنه من تلقد أمر الأمة ثلاثة أيام حرمه الله على النار؛ فاعهد إلي من بعدك.
في كتاب عبد الله بن جعفر العامري قال: ذكروا أنه كان عند معاوية بن أبي سفيان خطباء العرب، فسألهم عن المروءة، فقال له المغيرة بن شعبة: الدماثة، والرماثة، فقال معاوية: وكيف ذاك؟ قال: الدماثة في الأخلاق سنة أخلاقك، والرماثة حين تستهل في الحكم، فقال معاوية: بخ بخ، وليست هناك. فقال صعصعة بن صوحان: الصبر والصمت، فقال معاوية: وكيف ذاك؟ قال: أن تصبر على ما غاظك، وأن تصمت إلى حين ينبغي لك الكلام. فقال معاوية: بخ بخ، وليست هناك. فقال أبو الأسود الدؤلي: سخاء النفس، وحسن الخلق، فقال: بخ بخ، وليست هناك. فقال عمرو بن العاص: المال، والوالي، قال: وكيف ذاك؟ قال: لا يصلح المال إلا بوال، ولا وال إلا بمال، قال: بخ بخ، وليست هناك. فقال يزيد بن معاوية: أنا أخبرك، فأعرض عنه، ثم أعاد الثانية، فأعرض عنه، ثم أعاد الثالثة، فقال: وكيف ذاك؟ قال: الحلم إذا ذكرت، وإذا أعطيت شكرت، وإذا ابتليت صبرت، وإذا عصيت غفرت، وإذا أحسنت استبشرت، وإذا أسأت استغفرت، وإذا وعدت أنجزت. فقال معاوية: بأبي أنت وأمي، أنت مني وأنا منك.
وقيل: قدم وفد من وفود العرب على معاوية، فقال لهم: ما تعدون المروءة فيكم؟ قالوا: العفاف، والدين، والإصلاح في المعيشة. فقال معاوية: اسم يا يزيد.
عن العتبي قال: رأى معاوية يزيد يضرب غلاماً له، فقال: سوءة لك، أتضرب من لا يستطيع أن يمتنع عليك؟! والله لقد منعتني القدرة من ذوي الإحن، وإن أحق من عفا لمن قدر!
وعن العتبي قال: وفد زياد على معاوية، فأتاه بهدايا، وأموال عظام، وسفط مملوء جوهراً لم ير مثله، فسر معاوية بذلك سروراً شديداً، فلما رأى زياد ذلك صعد المنبر، فقال: أنا والله أمير المؤمنين أقمت لك صعر العراق، وجبيت لك مالها، وألفظت لك بحرها.
فقام يزيد بن معاوية، فقال: إن تفعل ذلك يا زياد فنحن نقلناك من ولاء ثقيف إلى قريش، ومن القلم إلى المنابر، ومن زياد بن عبيد إلى حرب بن أمية.
فقال له معاوية: اجلس، فداك أبي وأمي! عن عطاء بن السائب قال:
غضب معاوية على ابنه، فهجره، فقال له الأحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة وأرض ذليلة؛ إن غضبوا فأرضهم، وإن سألوا فأعطهم، ولا تكن عليهم قفلاً يملوا حياتك، ويتمنوا موتك.
وروى عمرو بن جبلة هذه الحكاية، وزاد فيها: فقال معاوية: لله درك، يا أبا بحر، ثم قال معاوية: يا غلام، ائت يزيد، فأقره مني السلام، وقل له: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بمائة ألف درهم، ومائة ثوب. فقال يزيد للرسول: من عند أمير المؤمنين؟ قال: الأحنف، فقال يزيد: لا جرم، لأقاسمنه. فبعث إلى الأحنف بخمسين ألفاً، وخمسين ثوباً.
عن ابن عائشة، عن أبيه قال: كان يزيد بن معاوية في حداثته صاحب شراب، يأخذ مآخذ الأحداث، فأحس معاوية بذلك، فأحب أن يعظه في رفق، فقال: يا بني، ما أقدرك على أن تصير إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك، وقدرك! ثم قال له: يا بني، إني منشدك أبياتاً، فتأدب بها، واحفظها. فأنشده: من السريع
أنصب نهاراً في طلاب العلى ... واصبر على هجر الحبيب القريب
حتى إذا الليل أتى بالدّجى ... واكتحلت بالغمض عين الرّقيب
فباشر الليل بما تشتهي ... فإنّما الليل نهار الأريب
كم فاسقٍ تحسبه ناسكاً ... قد باشر الليل بأمرٍ عجيب
غطى عليه الليل أستاره ... فبات في أمن وعيش خصيب
ولذّة الأحمق مكشوفةٌ ... يشفي بها كلّ عدوّ غريب
عن محمد بن عمر القرشي، عمن أخبره قال: جاءت وفاة الحسن بن علي، وعبد الله بن عباس بباب معاوية، فخرج الرسول، فدعا ابن عباس، فقال الناس: حدث حدثٌ بالمدينة: قال ابن عباس: فلما دخلت عليه قال: يا بن عباس، أما علمت أن حسناً هلك؟ فقلت: إذا لا يسد الله حفرة قبره، قال: ما كانت سنه؟ فقلت: ما كان ميلاده خفاء، قال: إني لأظنه قد ترك أولاداً صغاراً، قال: هم عيال من كانوا وكان في عياله، قال: أصبحت اليوم سيد قومك. قلت: ما أبقى الله أبا عبد الله حسيناً، فلا. وخرج ابن عباس، وجاء الناس يعزونه إذ رفعت الخيل، وإذا يزيد بن معاوية قد أتاه ماشياً، فلما دنا أوسع له، فلم يرتفع، وجلس بين يديه، وقال: مجلس المعزي، لا مجلس المنئ. ثم ذكر الحسن، فقال: رحم الله أبا محمد أوسع الرحمة وأفسحها، وأعظم أجرك، وأحسن جزاءك، وعوضك من مصابك ما هو خير لك ثواباً، وخير عقبى. ثم قام، فأتبعه ابن عباس بصره، فقال: إذا ذهب آل حرب ذهب حلماء قريش، ثم تمثل: من الطويل
مغاضٍ عن العوراء لا ينطقونها ... وأهل وارثات الحلوم الأوائل
قال خليفة: وفيها يعني سنة خمسين غزا يزيد بن معاوية أرض الروم، ومعه أبو أيوب الأنصاري.
قال مصعب: كانت أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز عند يزيد بن معاوية، فأغزاه
معاوية إلى الطوانة، فأصابهم موم، فرجع يزيد، فقال: من البسيط
إذا اتكأت على الأنماط مرتفقاً ... بدير سمعان عندي أمٌ كلثوم
فما أبالي بما لاقت جموعهم ... بالفرقدانة من حمّى ومن موم
قال: فقال معاوية: لا جرم والله، لتخرجن، وليصيبنك ما أصابهم.
قال خليفة: وأقام الحج يعني سنة خمسين يزيد بن معاوية بعد أن قفل من أرض الروم.
وقال أبو بكر بن عياش: ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة إحدى وخمسين، ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة اثنتين وخمسين، ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة ثلاث وخمسين.
عن عمر بن شبة قال: لما حج الناس في خلافة معاوية جلس يزيد بالمدينة على شراب، فاستأذن عليه ابن عباس والحسين بن علي، فأمر بشرابه فرفع. وقيل له: إن ابن عباس إن وجد ريح شرابك عرفه، فحجبه، وأذن للحسين، فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب، فقال: لله در طيبك هذا ما أطيبه، وما كنت أخشى أحداً يتقدمنا في صنعة الطيب، فما هذا يا بن معاوية؟ فقال: يا أبا عبد الله، هذا طيب يصنع بالشام. ثم دعا بقدح فشربه، ثم دعا بآخر، فقال: اسق أبا عبد الله يا غلام، فقال الحسين: عليك شرابك أيها المرء، فلا عين عليك مني. فشرب يزيد، وقال: من الهزج
ألا يا صاح للعجب ... دعوتك ثمّ لم تجب
إلى القينات والشّ ... هوات والصّهباء والطّرب
وباطيةٍ مكلّلةٍ ... عليها سادة العرب
وفيهن التي تبلت ... فؤداك ثم لم تثب
فنهض الحسين وقال: بل فؤادك يا بن معاوية تبلت! عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم والله أعلم أذكر الثالث أم لا ثم يجيء قوم يحبون السمانة، ويشهدون قبل أن يستشهدوا.
عن زرارة بن أوفى قال: القرن عشرون ومائة سنة، فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قرن، فكان آخره موت يزيد بن معاوية.
عن عبد الله بن عمرو قال: ملك الأرض المقدسة: معاوية وابنه.
عن بكير بن الأشج: أن معاوية بن أبي سفيان قال ليزيد ابنه: كيف تراك فاعلاً إن وليت؟ قال: يمتع الله بك، قال: لتخبرني؟ قال: كنت والله يا أبه عاملاً فيهم عمل عمر بن الخطاب، قال: سبحان الله، يا سبحان الله! والله يا بني لقد جهدت على سيرة عثمان فما أطقتها! عن عبد الله بن عوف قال: أخذ الناس على معاوية حين بايعوه أن يسير بهم سيرة عمر بن الخطاب.
عن مروان بن أبي سعيد قال: قال معاوية ليزيد وهو يوصيه عند الموت: يا يزيد، اتق الله؛ فقد وطأت لك هذا الأمر، ووليت من ذلك ما وليت، فإن يك خيراً فأنا أسعد به، وإن كان غير ذلك شقيت به؛ فارفق بالناس، وأغمض عما بلغك من قول تؤذى به، وتنتقص به، وطأ عليه يهنك عيشك، وتصلح لك رعيتك. وإياك والمناقشة، وحمل الغضب، فإنك تملك نفسك ورعيتك. وإياك وجفوة أهل الشرف، واستهانتهم، والتكبر عليهم. لن لهم ليناً بحيث لا يروا منك ضعفاً، ولا جوراً، وأوطئهم فراشك، وقربهم إليك، وأدنهم منك؛ فإنهم يعلون لك حقك. ولا تهنهم، ولا تستخفن بحقهم فيهينوك، ويستخفوا بحقك. وليتقوا فيك، فإذا أردت أمراً فادع ذوي السنين والتجربة من أهل الخير من المشايخ، وأهل التقوى، فشاورهم، ولا تخالفهم. وإياك والاستبداد برأيك؛ فإن الرأي ليس في صدر واحد. وصدق من أشار عليك إذا حملك على ما تعرف، واخزن ذلك عن نسائك وخدمك. وشمر إزارك، وتعاهد جندك، وأصلح نفسك يصلح لك الناس، لا تدع لهم فيها مقالاً؛ فإن الناس نزاع إلى الشر. واحضر الصلاة؛ فإنك إذا فعلت ما أوصيك به عرف الناس لك حقك، وعظمت مملكتك، وعظمت في أعين الناس. واعرف شرف أهل المدينة ومكة؛ فإنهم أصلك وعشيرتك. واحفظ لأهل الشام شرفهم، فإنهم أنصارك وحماتك وجندك الذين بهم تصول، وتنتصر على أعدائك، وتصل إلى أهل طاعتك. واكتب إلى أهل أمصارك بكتاب تعدهم فيه منك المعروف؛ فإن ذلك ينشط آمالهم. وإن وفد عيك وافد من الكور كلها فأحسن إليهم، وأكرمهم؛ فإنهم لمن وراءهم. ولا تسعف قول قاذف، ولا عاجل؛ فإني رأيتهم وزراء سوء.
ومن وجه آخر أن معاوية قال ليزيد: إن لي خليلاً من أهل المدينة فأكرمه. قال: ومن هو؟ قال: عبد الله بن جعفر. فلما وفد بعد موت معاوية على يزيد أضعف جائزته التي كان معاوية يعطيه إياها، وكانت جائزته على معاوية ستمائة ألف، فأعطاه يزيد ألف ألف. فقال له: بأبي أنت وأمي، فأعطاه ألف ألف أخرى. فقال له ابن جعفر: والله لا جمع أمر لأحد بعدك!
ولما خرج ابن جعفر من عند يزيد وقد أعطاه ألفي ألف رأى على باب يزيد بخاتي مبركات، قد قدمن عليه هدية من خراسان، فرجع عبد اله بن جعفر إلى يزيد، فسأله منها ثلاث بخاتي ليركب عليها إلى الحج والعمرة، وإذا وفد إلى الشام على يزيد. فقال يزيد للحاجب: ما هذه البخاتي التي بالباب؟ ولم يكن شعر بها فقال: يا أمير المؤمنين، هي أربعمائة بختية جاءتنا تحمل أنواع الألطاف وكان عليها أنواع من الأموال كلها فقال: اصرفها إلى أبي جعفر بما عليها. فكان عبد الله بن جعفر يقول: أتلومونني على حسن الرأي في هذا؟! يعني يزيد.
وقد كان يزيد فيه خصاله محمودة من الكرم والحلم والفصاحة والشعر والشجاعة وحسن الرأي في الملك، وكان حسن المعاشرة. وكان فيه أيضاً إقبال على الشهوات، وترك بعض الصلاة في بعض الأوقات.
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يكون خلف بعد ستين سنة " أضاعُوا الصَّلاةَ، واتَّبعُوا الشَّهَواتِ فسوفَ يَلْقَون غَيّاً "، ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر.
قال الوليد بن قيس: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، والمؤمن يعمل به.
قال المغيرة بن شعبة: لقد وضعت رجلي معاوية في غرز طويل غيه على أمة محمد. يعني بيعة يزيد.
ولما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية، فأرادوه على خلع يزيد، فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر،
ويترك الصلاة، ويتعدى حكم الكتاب، فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته، وأقمت عنده، فرأيته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير، يسأل عن الفقه، ملازماً للسنة. قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعاً لك، فقال: وما الذي يخاف مني؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا.
ولما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله، ثم تشهد، ثم قال: أما بعد فإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، يقال له: هذه غدرة فلان. وإن من أعظم الغدر إلا يكون الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله، ثم ينكث بيعته، فلا يخلعن أحد منكم يزيد، ولا يسرعن أحد منكم في هذا الأمر، فيكون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيني وبينه.
عن يزيد بن أسلم، عن أبيه أن ابن عمر دخل وهو معه على ابن مطيع، فلما دخل عليه قال: مرحباً بأبي عبد الرحمن، ضعوا له وسادة، فقال: إنما جئتك لأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: من نزع يداً من طاعة فإنه يأتي يوم القيامة لا حجة له، ومن مات مفارق الجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية.
قال علي بن الحسين: دخلنا دمشق بعد أن شخصنا من الكوفة، فإذا الناس مجتمعون بباب يزيد، فأدخلت عليه وهو جالس على سرير، وعنده الناس ساكتين، من أهل الشام، ومن أهل العراق والحجاز. وكنت قدام أهل بيتي، فسلمت عليه، فقال: أيكم علي بن الحسين؟
فقلت: أنا، فقلت: ادنه، فدنوت، ثم قال: ادنه، فدنوت حتى على صدري على فراشه، ثم قال: أما إنه لو أن أباك أتاني لوصلت رحمه، وقضيت ما يلزمني من عنقه، ولكن عجل عليهم ابن زياد قتله الله فقلت: يا أمير المؤمنين، أصابتنا جفوة، فقال: يذهب الله عنكم الجفوة. فقلت: يا أمير المؤمنين، أموالنا قبضت فاكتب أن ترد علينا. فكتب لنا بردها، وقال: أقيموا عندي، فإني أقضي حوائجكم، وأفعل بكم وأفعل، فقلت: بل المدينة أحب إلي، قال: قربي خير لكم، قلت: إن أهل بيتي قد تفرقوا، فنأتيهم، فيجتمعون، ويحمدون الله على هذه النعمة.
فجهزنا، وأعطانا أكثر مما ذهب منا حتى الكسوة والجهاز، وسرح معنا رسلاً إلى المدينة، وأمرنا أن ننزل حيث شئنا.
قال عبد الرحمن بن أبي مذعور: حدثني بعض أهل العلم قال: آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد.
وكان نقش خاتمه: آمنت بالله العظيم.
مات يزيد بن معاوية بحوارين من قرى دمشق، في رابع عشر شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، ثم حمل إلى دمشق. وصلى عليه ابنه معاوية أمير المؤمنين يومئذ.
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو خالد الأموي بويع له بالخلافة بعد أبيه بعهد منه.
عن أبي خالد، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.
قال الزبير بن بكار: ولد معاوية بن أبي سفيان يزيد، وأمه: ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب. بايع له معاوية من بعده، وكان أول من جعل ولي عهد في صحته، وكان معاوية يقول: لولا هوائي في يزيد لأبصرت قصدي. وتمثل له وهو ينظر إليه: من الطويل
إن مات لم تصلح مزينة بعده ... فنوطي عليه يا مزين التّمائما
وخرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد، وهو واليه على العراق: إنه قد بلغني أن حسيناً سار إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمال، وعندها تعتق، أتعود عبداً كما تعتبد العبيد.
فقتله عبيد الله بن زياد، وبعث برأسه إليه، فلما وضع بين يديه تمثل قول الحصين بن الحمام المري: من الطويل
يفلّقن هاماً من رجالٍ أحبّةٍ ... إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
ويزيد الذي أوقع بأهل المدينة، بعث إليهم مسلم بن عقبة المري، فأصابهم بالحرة.
ولد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان سنة ست وعشرين. وقيل: ولد سنة سبع وعشرين في بيت راس.
قال سعيد بن حريث: كان يزيد بن معاوية رجلاً كثير اللحم عظيم الجسم، كثير الشعر.
وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان جميلاً، طويلاً، ضخم الهامة، مخدد الأصابع، غليظها مجدراً.
قال زهير بن بشر الكلبي: تزوج معاوية ميسون بنت بحدل، فطلقها وهي حامل بيزيد، فرأت في النوم كأن
قمراً خرج من قبلها، فقصت رؤياها على أمها، فقالت: لئن صدقت رؤياك لتلدن من يبايع له بالخلافة.
قال عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان.
جلست ميسون بنت بحدل الكلبية ترجل ابنها يزيد بن معاوية، وميسون يومئذ مطلقة، ومعاوية وفاختة بنت قرظة ينظران إليهما، ويزيد وأمه لا يعلمان، فلما فرغت من ترجيله نظرت إليه فأعجبها، وقبلت بين عينيه، فقال معاوية بيتاً من شعر، ومضى يزيد، فأتبعته فاختة بصرها، وقالت: لعن الله سواد ساقي أمك! فقال معاوية: أقد رأيتها؟ أما والله على ذلك لما فرجت عنه وركاها خير مما تفرجت عنه وركاك وكان لمعاوية من بنت قرظة عبد الله، وكان أحمق الناس قالت فاختة: لا والله، ولكنك تؤثر هذا عليه، فقال: سوف أبين لك ذلك حتى تعرفيه قبل أن تقومي من مجلسك؛ يا غلام، ادع لي عبد الله، فدعاه، فقال له معاوية: أي بني، إني قد أردت أن أسعفك، وأن أصنع بك ما أنت أهله، فاسأل أمير المؤمنين، فلست سائلاً شيئاً إلا أعطاه، فقال: حاجتي أن تشتري لي كلباً فارهاً، وحماراً، فقال معاوية: يا بني، أنت حمار، ويشترى لك حمار! قم فاخرج. قال: كيف رأيت؟ يا غلام، ادع لي يزيد، فدعاه، فقال: يا بني، إن أمير المؤمنين قد أراد أن يسعفك، ويوسع عليك، ويصنع بك ما أنت أهله، فاسأله ما بدا لك. قال: فخر ساجداً، ثم قال حين رفع رأسه: الحمد لله الذي بلغ أمير المؤمنين هذه المدة، وأراه في هذا الرأي. حاجتي أن تعقد لي العهد من بعدك، وتوليني العام صائفة المسلمين، وتحسن جهازي، وتقويني، فتكون الصائفة أول أسفاري. وتأذن لي في الحج إذا رجعت، وتوليني الموسم، وتزيد أهل الشام عشرة دنانير لكل رجل، وتجعل ذلك بشفاعتي، وتفرض لأيتام بني جمح، وأيتام بني سهم، وأيتام بني عدي. قال: مالك ولبني عدي؟ قال: لأنهم حالفوني، وانتقلوا إلى داري. قال معاوية: قد فعلت، إذا رجعت، ذلك بك، وقبل وجهه، وقال لابنه قرظة: كيف رأيت؟؟ قالت: يا أمير المؤمنين، أوصه بي، فأنت أعلم به. ففعل.
وقد روي هذا الخبر من طريق آخر، وفيه: أن عبد الله سأل مالاً، وأرضاً، وأن
يزيد قال لمعاوية: أعتقني من النار، أعتق الله رقبتك منها، فقال له: وكيف؟ قال: لأني وجدت في الأثر أنه من تلقد أمر الأمة ثلاثة أيام حرمه الله على النار؛ فاعهد إلي من بعدك.
في كتاب عبد الله بن جعفر العامري قال: ذكروا أنه كان عند معاوية بن أبي سفيان خطباء العرب، فسألهم عن المروءة، فقال له المغيرة بن شعبة: الدماثة، والرماثة، فقال معاوية: وكيف ذاك؟ قال: الدماثة في الأخلاق سنة أخلاقك، والرماثة حين تستهل في الحكم، فقال معاوية: بخ بخ، وليست هناك. فقال صعصعة بن صوحان: الصبر والصمت، فقال معاوية: وكيف ذاك؟ قال: أن تصبر على ما غاظك، وأن تصمت إلى حين ينبغي لك الكلام. فقال معاوية: بخ بخ، وليست هناك. فقال أبو الأسود الدؤلي: سخاء النفس، وحسن الخلق، فقال: بخ بخ، وليست هناك. فقال عمرو بن العاص: المال، والوالي، قال: وكيف ذاك؟ قال: لا يصلح المال إلا بوال، ولا وال إلا بمال، قال: بخ بخ، وليست هناك. فقال يزيد بن معاوية: أنا أخبرك، فأعرض عنه، ثم أعاد الثانية، فأعرض عنه، ثم أعاد الثالثة، فقال: وكيف ذاك؟ قال: الحلم إذا ذكرت، وإذا أعطيت شكرت، وإذا ابتليت صبرت، وإذا عصيت غفرت، وإذا أحسنت استبشرت، وإذا أسأت استغفرت، وإذا وعدت أنجزت. فقال معاوية: بأبي أنت وأمي، أنت مني وأنا منك.
وقيل: قدم وفد من وفود العرب على معاوية، فقال لهم: ما تعدون المروءة فيكم؟ قالوا: العفاف، والدين، والإصلاح في المعيشة. فقال معاوية: اسم يا يزيد.
عن العتبي قال: رأى معاوية يزيد يضرب غلاماً له، فقال: سوءة لك، أتضرب من لا يستطيع أن يمتنع عليك؟! والله لقد منعتني القدرة من ذوي الإحن، وإن أحق من عفا لمن قدر!
وعن العتبي قال: وفد زياد على معاوية، فأتاه بهدايا، وأموال عظام، وسفط مملوء جوهراً لم ير مثله، فسر معاوية بذلك سروراً شديداً، فلما رأى زياد ذلك صعد المنبر، فقال: أنا والله أمير المؤمنين أقمت لك صعر العراق، وجبيت لك مالها، وألفظت لك بحرها.
فقام يزيد بن معاوية، فقال: إن تفعل ذلك يا زياد فنحن نقلناك من ولاء ثقيف إلى قريش، ومن القلم إلى المنابر، ومن زياد بن عبيد إلى حرب بن أمية.
فقال له معاوية: اجلس، فداك أبي وأمي! عن عطاء بن السائب قال:
غضب معاوية على ابنه، فهجره، فقال له الأحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة وأرض ذليلة؛ إن غضبوا فأرضهم، وإن سألوا فأعطهم، ولا تكن عليهم قفلاً يملوا حياتك، ويتمنوا موتك.
وروى عمرو بن جبلة هذه الحكاية، وزاد فيها: فقال معاوية: لله درك، يا أبا بحر، ثم قال معاوية: يا غلام، ائت يزيد، فأقره مني السلام، وقل له: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بمائة ألف درهم، ومائة ثوب. فقال يزيد للرسول: من عند أمير المؤمنين؟ قال: الأحنف، فقال يزيد: لا جرم، لأقاسمنه. فبعث إلى الأحنف بخمسين ألفاً، وخمسين ثوباً.
عن ابن عائشة، عن أبيه قال: كان يزيد بن معاوية في حداثته صاحب شراب، يأخذ مآخذ الأحداث، فأحس معاوية بذلك، فأحب أن يعظه في رفق، فقال: يا بني، ما أقدرك على أن تصير إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك، وقدرك! ثم قال له: يا بني، إني منشدك أبياتاً، فتأدب بها، واحفظها. فأنشده: من السريع
أنصب نهاراً في طلاب العلى ... واصبر على هجر الحبيب القريب
حتى إذا الليل أتى بالدّجى ... واكتحلت بالغمض عين الرّقيب
فباشر الليل بما تشتهي ... فإنّما الليل نهار الأريب
كم فاسقٍ تحسبه ناسكاً ... قد باشر الليل بأمرٍ عجيب
غطى عليه الليل أستاره ... فبات في أمن وعيش خصيب
ولذّة الأحمق مكشوفةٌ ... يشفي بها كلّ عدوّ غريب
عن محمد بن عمر القرشي، عمن أخبره قال: جاءت وفاة الحسن بن علي، وعبد الله بن عباس بباب معاوية، فخرج الرسول، فدعا ابن عباس، فقال الناس: حدث حدثٌ بالمدينة: قال ابن عباس: فلما دخلت عليه قال: يا بن عباس، أما علمت أن حسناً هلك؟ فقلت: إذا لا يسد الله حفرة قبره، قال: ما كانت سنه؟ فقلت: ما كان ميلاده خفاء، قال: إني لأظنه قد ترك أولاداً صغاراً، قال: هم عيال من كانوا وكان في عياله، قال: أصبحت اليوم سيد قومك. قلت: ما أبقى الله أبا عبد الله حسيناً، فلا. وخرج ابن عباس، وجاء الناس يعزونه إذ رفعت الخيل، وإذا يزيد بن معاوية قد أتاه ماشياً، فلما دنا أوسع له، فلم يرتفع، وجلس بين يديه، وقال: مجلس المعزي، لا مجلس المنئ. ثم ذكر الحسن، فقال: رحم الله أبا محمد أوسع الرحمة وأفسحها، وأعظم أجرك، وأحسن جزاءك، وعوضك من مصابك ما هو خير لك ثواباً، وخير عقبى. ثم قام، فأتبعه ابن عباس بصره، فقال: إذا ذهب آل حرب ذهب حلماء قريش، ثم تمثل: من الطويل
مغاضٍ عن العوراء لا ينطقونها ... وأهل وارثات الحلوم الأوائل
قال خليفة: وفيها يعني سنة خمسين غزا يزيد بن معاوية أرض الروم، ومعه أبو أيوب الأنصاري.
قال مصعب: كانت أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز عند يزيد بن معاوية، فأغزاه
معاوية إلى الطوانة، فأصابهم موم، فرجع يزيد، فقال: من البسيط
إذا اتكأت على الأنماط مرتفقاً ... بدير سمعان عندي أمٌ كلثوم
فما أبالي بما لاقت جموعهم ... بالفرقدانة من حمّى ومن موم
قال: فقال معاوية: لا جرم والله، لتخرجن، وليصيبنك ما أصابهم.
قال خليفة: وأقام الحج يعني سنة خمسين يزيد بن معاوية بعد أن قفل من أرض الروم.
وقال أبو بكر بن عياش: ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة إحدى وخمسين، ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة اثنتين وخمسين، ثم حج بالناس يزيد بن معاوية سنة ثلاث وخمسين.
عن عمر بن شبة قال: لما حج الناس في خلافة معاوية جلس يزيد بالمدينة على شراب، فاستأذن عليه ابن عباس والحسين بن علي، فأمر بشرابه فرفع. وقيل له: إن ابن عباس إن وجد ريح شرابك عرفه، فحجبه، وأذن للحسين، فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب، فقال: لله در طيبك هذا ما أطيبه، وما كنت أخشى أحداً يتقدمنا في صنعة الطيب، فما هذا يا بن معاوية؟ فقال: يا أبا عبد الله، هذا طيب يصنع بالشام. ثم دعا بقدح فشربه، ثم دعا بآخر، فقال: اسق أبا عبد الله يا غلام، فقال الحسين: عليك شرابك أيها المرء، فلا عين عليك مني. فشرب يزيد، وقال: من الهزج
ألا يا صاح للعجب ... دعوتك ثمّ لم تجب
إلى القينات والشّ ... هوات والصّهباء والطّرب
وباطيةٍ مكلّلةٍ ... عليها سادة العرب
وفيهن التي تبلت ... فؤداك ثم لم تثب
فنهض الحسين وقال: بل فؤادك يا بن معاوية تبلت! عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم والله أعلم أذكر الثالث أم لا ثم يجيء قوم يحبون السمانة، ويشهدون قبل أن يستشهدوا.
عن زرارة بن أوفى قال: القرن عشرون ومائة سنة، فبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قرن، فكان آخره موت يزيد بن معاوية.
عن عبد الله بن عمرو قال: ملك الأرض المقدسة: معاوية وابنه.
عن بكير بن الأشج: أن معاوية بن أبي سفيان قال ليزيد ابنه: كيف تراك فاعلاً إن وليت؟ قال: يمتع الله بك، قال: لتخبرني؟ قال: كنت والله يا أبه عاملاً فيهم عمل عمر بن الخطاب، قال: سبحان الله، يا سبحان الله! والله يا بني لقد جهدت على سيرة عثمان فما أطقتها! عن عبد الله بن عوف قال: أخذ الناس على معاوية حين بايعوه أن يسير بهم سيرة عمر بن الخطاب.
عن مروان بن أبي سعيد قال: قال معاوية ليزيد وهو يوصيه عند الموت: يا يزيد، اتق الله؛ فقد وطأت لك هذا الأمر، ووليت من ذلك ما وليت، فإن يك خيراً فأنا أسعد به، وإن كان غير ذلك شقيت به؛ فارفق بالناس، وأغمض عما بلغك من قول تؤذى به، وتنتقص به، وطأ عليه يهنك عيشك، وتصلح لك رعيتك. وإياك والمناقشة، وحمل الغضب، فإنك تملك نفسك ورعيتك. وإياك وجفوة أهل الشرف، واستهانتهم، والتكبر عليهم. لن لهم ليناً بحيث لا يروا منك ضعفاً، ولا جوراً، وأوطئهم فراشك، وقربهم إليك، وأدنهم منك؛ فإنهم يعلون لك حقك. ولا تهنهم، ولا تستخفن بحقهم فيهينوك، ويستخفوا بحقك. وليتقوا فيك، فإذا أردت أمراً فادع ذوي السنين والتجربة من أهل الخير من المشايخ، وأهل التقوى، فشاورهم، ولا تخالفهم. وإياك والاستبداد برأيك؛ فإن الرأي ليس في صدر واحد. وصدق من أشار عليك إذا حملك على ما تعرف، واخزن ذلك عن نسائك وخدمك. وشمر إزارك، وتعاهد جندك، وأصلح نفسك يصلح لك الناس، لا تدع لهم فيها مقالاً؛ فإن الناس نزاع إلى الشر. واحضر الصلاة؛ فإنك إذا فعلت ما أوصيك به عرف الناس لك حقك، وعظمت مملكتك، وعظمت في أعين الناس. واعرف شرف أهل المدينة ومكة؛ فإنهم أصلك وعشيرتك. واحفظ لأهل الشام شرفهم، فإنهم أنصارك وحماتك وجندك الذين بهم تصول، وتنتصر على أعدائك، وتصل إلى أهل طاعتك. واكتب إلى أهل أمصارك بكتاب تعدهم فيه منك المعروف؛ فإن ذلك ينشط آمالهم. وإن وفد عيك وافد من الكور كلها فأحسن إليهم، وأكرمهم؛ فإنهم لمن وراءهم. ولا تسعف قول قاذف، ولا عاجل؛ فإني رأيتهم وزراء سوء.
ومن وجه آخر أن معاوية قال ليزيد: إن لي خليلاً من أهل المدينة فأكرمه. قال: ومن هو؟ قال: عبد الله بن جعفر. فلما وفد بعد موت معاوية على يزيد أضعف جائزته التي كان معاوية يعطيه إياها، وكانت جائزته على معاوية ستمائة ألف، فأعطاه يزيد ألف ألف. فقال له: بأبي أنت وأمي، فأعطاه ألف ألف أخرى. فقال له ابن جعفر: والله لا جمع أمر لأحد بعدك!
ولما خرج ابن جعفر من عند يزيد وقد أعطاه ألفي ألف رأى على باب يزيد بخاتي مبركات، قد قدمن عليه هدية من خراسان، فرجع عبد اله بن جعفر إلى يزيد، فسأله منها ثلاث بخاتي ليركب عليها إلى الحج والعمرة، وإذا وفد إلى الشام على يزيد. فقال يزيد للحاجب: ما هذه البخاتي التي بالباب؟ ولم يكن شعر بها فقال: يا أمير المؤمنين، هي أربعمائة بختية جاءتنا تحمل أنواع الألطاف وكان عليها أنواع من الأموال كلها فقال: اصرفها إلى أبي جعفر بما عليها. فكان عبد الله بن جعفر يقول: أتلومونني على حسن الرأي في هذا؟! يعني يزيد.
وقد كان يزيد فيه خصاله محمودة من الكرم والحلم والفصاحة والشعر والشجاعة وحسن الرأي في الملك، وكان حسن المعاشرة. وكان فيه أيضاً إقبال على الشهوات، وترك بعض الصلاة في بعض الأوقات.
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يكون خلف بعد ستين سنة " أضاعُوا الصَّلاةَ، واتَّبعُوا الشَّهَواتِ فسوفَ يَلْقَون غَيّاً "، ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر.
قال الوليد بن قيس: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، والمؤمن يعمل به.
قال المغيرة بن شعبة: لقد وضعت رجلي معاوية في غرز طويل غيه على أمة محمد. يعني بيعة يزيد.
ولما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية، فأرادوه على خلع يزيد، فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر،
ويترك الصلاة، ويتعدى حكم الكتاب، فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته، وأقمت عنده، فرأيته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير، يسأل عن الفقه، ملازماً للسنة. قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعاً لك، فقال: وما الذي يخاف مني؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا.
ولما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله، ثم تشهد، ثم قال: أما بعد فإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، يقال له: هذه غدرة فلان. وإن من أعظم الغدر إلا يكون الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله، ثم ينكث بيعته، فلا يخلعن أحد منكم يزيد، ولا يسرعن أحد منكم في هذا الأمر، فيكون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيني وبينه.
عن يزيد بن أسلم، عن أبيه أن ابن عمر دخل وهو معه على ابن مطيع، فلما دخل عليه قال: مرحباً بأبي عبد الرحمن، ضعوا له وسادة، فقال: إنما جئتك لأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: من نزع يداً من طاعة فإنه يأتي يوم القيامة لا حجة له، ومن مات مفارق الجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية.
قال علي بن الحسين: دخلنا دمشق بعد أن شخصنا من الكوفة، فإذا الناس مجتمعون بباب يزيد، فأدخلت عليه وهو جالس على سرير، وعنده الناس ساكتين، من أهل الشام، ومن أهل العراق والحجاز. وكنت قدام أهل بيتي، فسلمت عليه، فقال: أيكم علي بن الحسين؟
فقلت: أنا، فقلت: ادنه، فدنوت، ثم قال: ادنه، فدنوت حتى على صدري على فراشه، ثم قال: أما إنه لو أن أباك أتاني لوصلت رحمه، وقضيت ما يلزمني من عنقه، ولكن عجل عليهم ابن زياد قتله الله فقلت: يا أمير المؤمنين، أصابتنا جفوة، فقال: يذهب الله عنكم الجفوة. فقلت: يا أمير المؤمنين، أموالنا قبضت فاكتب أن ترد علينا. فكتب لنا بردها، وقال: أقيموا عندي، فإني أقضي حوائجكم، وأفعل بكم وأفعل، فقلت: بل المدينة أحب إلي، قال: قربي خير لكم، قلت: إن أهل بيتي قد تفرقوا، فنأتيهم، فيجتمعون، ويحمدون الله على هذه النعمة.
فجهزنا، وأعطانا أكثر مما ذهب منا حتى الكسوة والجهاز، وسرح معنا رسلاً إلى المدينة، وأمرنا أن ننزل حيث شئنا.
قال عبد الرحمن بن أبي مذعور: حدثني بعض أهل العلم قال: آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد.
وكان نقش خاتمه: آمنت بالله العظيم.
مات يزيد بن معاوية بحوارين من قرى دمشق، في رابع عشر شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، ثم حمل إلى دمشق. وصلى عليه ابنه معاوية أمير المؤمنين يومئذ.
يزيد بن هارون بن زاذي بن ثابت، أبو خالد السلمي مولاهم :
من أهل واسط. سمع يحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وعاصما
الأحول، وحُميدًا الطويل، وداود بْن أَبِي هند، وعبد اللَّه بْن عون، وحسينًا المعلم، وحجاج بن أبي زينب، وعوام بن حوشب، وحجاج بن أرطاة، وبَهْز بن حكيم، وهشام بن كيسان، وأبا غسان محمد بن مطرِّف، وشعبة بن الحجاج، ومحمد بن عمرو الليثي، والحمادين، وخلقًا سواهم. روي عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وخلف بن سالِم، وأحْمد بن منيع، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن حسان الأزرق، والحسن بن الصباح البزار، والحسن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح الزعفراني، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، في آخرين. قدم يزيد بغداد وحدث بِها، ثُم عاد إلى واسط فمات بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: يزيد بن هارون، ثمان عشرة- يعني ولد سنة ثَمان عشرة ومائة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ:
وأَخْبَرَنَا ابن رزق قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المزكى، أخبرنا محمّد ابن إسحاق بن السراج قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن حسان يَقُولُ: ولد يزيد بْن هارون سنة ثَمان عشرة ومائة.
قلت: ويُقال إن أصله كَانَ من بخارى.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الفارسي قَالَ: سمعت أبا معشر- حمدويه بن الخطاب- يَقُول:
سمعتُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَقُول: كَانَ يزيد بْن هارون بُخاريًا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت أَبَا يَحْيَى يَقُولُ: كَانَ يزيد بْن هارون يخضب خضابًا قانيًا إلى الحمرة ما هُوَ.
أخبرني ابن التّنوخيّ، حدثنا علي بن عمر الختلي، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن بُنان قَالَ:
سمعتُ أَبَا عَبْد الله حُبَيْش بْن مُبَشِّر يَقُولُ: سَمِعْتُ يحيى بْن معين- وسئل عَنْ يزيد ابن هارون- هو مثل هشيم، وإسماعيل بن عُلية؟ قَالَ: نعم! إلا أنَّهم أقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْن عَبْد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمّد ابن جعفر الراشدي. وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بْن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري. قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ:
سَمِعْت أَبَا عَبْد الله ذكر سماع يزيد بْن هارون من سَعِيد بْن أبي عَروبة فضعَّفه.
وقال: كذا وكذا حديثا خطأ.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: يزيد بْن هارون لَيْسَ من أصحاب الحديث، لأنه كَانَ لا يميز ولا يبالي عمن روى. قال أَحْمَد بْن زُهير: سمعتُ أبي يَقُولُ: كَانَ يُعاب عَلَى يزيد بْن هارون حيث ذهب بصره: أَنَّهُ ربما سُئِلَ عَن الحديث لا يعرفه فيأمر جارية لَهُ فتُحفظه من كتابه.
قلت: قد وصف غير واحد من الأئمة حفظ يزيد بْن هارون كَانَ لحديثه وضبطه لَهُ، ولعله ساء حفظه لما كُفّ بصره، وعلت سنه، فكان يستثبت جاريته فيما شك فِيهِ ويأمرها بمطالعة كتابه لذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال علي بن الْمَدِينِيّ: لَم أر أحفظ من يزيد بْن هارون.
وقال فِي موضع آخر: ما رأيتُ أحدًا أحفظ عَن الصِّغَار والكبار من يزيد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يزيد القنطري، وعبدوس بْن مالك العطّار يقولان:
سمعنا علي بن الْمَدِينِيّ يَقُولُ: ما رأيتُ رجلا قط أحفظ من يزيد بْنَ هَارُونَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أَبَا منصور مُحَمَّد بْن القاسم العتكي يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن سلمة يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن رافع يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن يَحْيَى يَقُولُ: كَانَ بالعراق يُعد أربعة من الحفاظ شيخان وكهلان. فأما الشيخان فهشيم، ويزيد بْن زريع. وأمّا الكهلان فوكيع ويزيد بْن هارون، وأحفظ الكهلين يزيد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن أبي طالب يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن قدامة الجوهري يَقُولُ:
وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن قُدامة قَالَ: سمعتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: أحفظُ خمسة وعشرين ألف إسناد ولا فَخر، وأنا سيد من روى عَن حمّاد بْن سلمة ولا فَخر.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت علي بن شعيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يَقُولُ: أحفظُ أربعة وعشرين ألف حديث إسناد ولا فخر.
وقال السراج سَمِعْتُ عَلِيّ بْن شعيب يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: أحفظ للشاميين عشرين ألف حديث ولا أسأل عنها.
أخبرني الأزهري، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن أبي الطيب يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون- وقيل له إن هارون المستملي يريد أن يدخل عليك- يعني فِي حديثك فتحفظ، فبينا هُوَ كذلك إذ دخل هارون فسمع يزيد نغمته فقال: يا هارون بلغني
أنك تريد أن تدخل علي فِي حديثي فاجتهد جهدك لا أرعى الله عليك إن أرعيت، أحفظ ثلاثة وعشرين ألف حديث ولا بَغي. لا أقامني الله إن كنت لا أقوم بحديثي.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال: سمعت أَحْمَد بْن خَالِد قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: سَمِعْتُ حديث الفتون مرة فحفظته. قَالَ: وسمعت يزيد يَقُولُ: أحفظُ عشرين ألفًا، فمن شاء فليدخل فيها حرفًا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: سَمِعْتُ زياد بْن أيوب يَقُولُ: ما رأيتُ ليزيد بْن هارون كتابًا قط ولا حديثا إلا حفظًا وكنتُ رَأَيْته قبل أن يذهب بصره بواسط.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- يعني ابن زياد- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله وقيل لَهُ: يزيد بْن هارون لَهُ فقه؟
قَالَ: نعم! ما كَانَ أفطنه وأذكاه وأفهمه. قِيلَ لَهُ: فابن عُلَيَّة؟ فقال: كَانَ لَهُ فقهٌ، إلا أني لم أخبره خُبري يزيد بن هارون، وما كَانَ أجمع أمر يزيد، صاحب صلاة حافظ متقن للحديث، صرامة وحسن مذهب.
أَخْبَرَنِي الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عُفَيْر قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن سنان: ما رأينا عالِمًا قَط أحسن صلاة من يزيد بْن هارون يقوم كأنه أسطوانة، كَانَ يصلي بين المغرب والعشاء والظهر والعصر لَم يكن يَفتُر من صلاة الليل والنهار هُوَ وهشيم، جميعا معروفين بطول الصّلاة في الليل والنهار.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَاسِطِيٌّ سلمى، يكنى أبا حذيفة. ثَبْتٌ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ مُتَعَبِّدًا حَسَنَ الصَّلاةِ جِدًّا. وَكَانَ قَدْ عَمِيَ، كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بِهَا مِنَ الْجَوْدَةِ غَيْرُ قَلِيلٍ. وَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ أَحْفَظَ الْقُرْآنَ حَتَّى لا أُخْطِئَ فِيهِ شَيْئًا لِئَلا يُدْرِكَنِي مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَوَارِجِ «يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن حمدون القاضي بيعقوبا، أخبرنا عبيد الله
ابن أحمد بن علي المقرئ، حدثنا محمد بن مخلد قال: سمعت محمد بْن الْعَبَّاس يَقُولُ: سَمِعْتُ عاصم بْن علي يَقُولُ: كنت أَنَا ويزيد بْن هارون عِنْدَ قَيس- يعني ابن الربيع- سنة إحدى وستين. فأمَّا يزيد فكان إذا صلى العَتمة لا يزالُ قائمًا حتى يُصلي الغداة بذلك الوضوء، نيفًا وأربعين سنة، وأمّا قيس فكان يقوم ويصلي، وينام ويقوم وينام. وأمّا أَنَا فكنتُ أُصلي أربع رَكعات وأقعد أسبح.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ الكاتب- بِمصر- قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الملك- بدمشق- قَالَ: سمعتُ أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ- بِمكة- يَقُولُ: قَالَ رجلٌ ليزيد بْن هارون؟ كم حِزبُك من الليل؟
فقال: وأنامُ من الليل شيئًا؟ إذًا لا أنام الله عَيْني.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا قط خيرًا من يزيد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عرفة بْن يزيد العبدي يَقُولُ: رأيتُ يزيد بْن هارون بواسط وهو من أحسن الناس عَيْنين. ثُمَّ رَأَيْته بعين واحدة. ثُمَّ رأيته وقد ذهبت عيناه. فقلتُ: يا أَبَا خَالِد، ما فعلت العينان الجميلتان؟
قَالَ: ذهبَ بِهَما بُكاء الأسحار.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحِيرِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفِي قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوبَ الأصم، حدثنا يحيى بن أبي طالب.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن شاذان الواسطي- وكان محدثًا من أحفظ الناس- قَالَ: حدَّثَنِي ابن عرعرة قَالَ: حدَّثَنِي ابن أكثم قَالَ: قَالَ لنا المأمون: لولا مكان يزيد بْن هارون لأظهرتُ القرآن مخلوق. فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يكون يُتَّقَى؟ قَالَ: فقال: ويحك، إني لا أتقيه لأن لَهُ سلطانًا أو سلطنة، ولكن أخافُ إن أظهرته فيردَّ علي، فيختلف الناس وتكون فتنة، وأنا أكرهُ الفتنة. قَالَ: فقال لَهُ الرجل فأنا أخبرُ لك ذَلِكَ منه. قَالَ: فقال لَهُ: نعم! قال: فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد فدخل عَلَيْهِ المسجد، وجلسَ إِلَيْهِ. فقال لَهُ: يا أَبَا خَالِد إنّ أمير المؤمنين يُقرئك السلام ويقول لك: إني أريد أن أظهرَ القرآن مخلوق قَالَ: فقال: كذبت عَلَى أمير المؤمنين،
أمير المؤمنين لا يحمل الناس على مالا يعرفونه، فإن كنت صادقًا فاقعد إلى المجلس فإذا اجتمعَ الناس فقل. قَالَ: فلمّا أن كَانَ من الغد اجتمع الناس فقام فقال: يا أَبَا خَالِد رضي الله عنك إن أمير المؤمنين يُقرئك السلام ويقول لك: إني أردت أن أظهر القرآن مخلوق فما عندك فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: كذبت عَلَى أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على مالا يعرفونه وما لَم يَقل بِهِ أحد. قَالَ فقدم. فقال: يا أمير المؤمنين كنت أنت أعلم قَالَ: كَانَ من القصة كيت وكيت، قال: فقال له: ويحك تلعّب بك.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سمعت شاد بْن يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يحلفُ بالله الَّذِي لا إله إلا هُوَ أنّ من قَالَ القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال السراج: سمعتُ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحيم قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيل بْن عُبيد- وهو ابن أبي كريمة- قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: القرآن كلامُ الله لعن الله جهمًا، ومن يَقُولُ بقوله كَانَ كافرًا جاحدًا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن المظفر بْن مُحَمَّد بْن غالب الدينوري- بها- أخبري سعد بن عبد الله المشعبي، أخبرنا أبو القاسم بن زيد، حَدَّثَنَا عُمَر بْن سهل قَالَ:
امتدح شاعرٌ يزيد بن هارون، فأنشأ يقول:
شفي الغليل إذا ما قال حَدَّثَنَا ... يحيى فيا لك من ذي منطق حسن
أو قال أَخْبَرَنَا داود مبتدئًا ... والعلم والدر منظومان في قرن
يعني- يحيى بن سعيد الأنصاري، وداود بن أبي هند.
أخبرني الأزهري، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: رأيت عليّ بن الجندي الحراني الَّذِي وفد عَلَى يزيد بْن هارون، لحديث الفتون يسمعه منه فقيل لَهُ: إنه قد حلف أن لا يحدث بِهِ، فقال قصيدة يستخرج بِهَا الحديث منه. فقام بالقرب منه، فبلغني أَنَّهُ لما أنشدها يزيد ابن هارون استمع لَهُ فكان إذا مر فيها بمدحه نهاه ويعض يده، ثُمَّ يستمع لَهُ بعد حتى أتمها فقال:
دع عنك ما قد مضى في سالف الزمن ... من نعت ربع ديار الحي والدمن
واذكر مسيرك في غبراء موحشة ... من الفدافد والقيعان والمنن
من كل بلقعة، ديمومة سحق ... تنائف قفرة داوية شزن
عسفتها بعلندات مركبة ... موارة الضبع ممراح من السمن
تستن بين قراريد الآكام إذا ... ترقرق الآل عند الناظر الفطن
وفي الظلام إذا ما الليل ألبسها ... جلبابه، وتَجلى عين ذي الوسن
حتى إذا ما مضى شهر وقابلها ... شهر، وعاودها وهن عن الظعن
ظلت تشكي إلي الأين مرجفة ... فقلت: مهلا لحاك الله، لا تَهني
ما زلت أتبعها سيرًا وأدأبُها ... نصًا، وأحضرها بالسير والمشن
حتى تفرقت الأوصال وانجدلت ... بين الرمال على الأعفاج والثفن
فجئت أهوى على حيزوم طافية ... في لجة الماء لا ألوي على شجن
إلى يزيد بن هارون الذي كملت ... فيه الفضائل أو أشفى على ختن
حتى أتيت إمام الناس كلهم ... في العلم والفقه والآثار والسنن
والدين والزهد والإسلام قد علموا ... والخوف لله في الإسرار والعلن
برًّا، تقيًا، نقيًا، خاشعًا، ورعًا ... مبرأ من ذوي الآفات والأُبَن
ما زال مذ كان طفلا في شبيبته ... حتى علاه مشيب الرأس والذقن
مباركًا هاديًا للناس مُحتسبا ... على الأنام، بلا منّ ولا ثَمن
إذا بدا خلت بدرًا عند طلعته ... نورًا حباه به الرحمن ذو المنن
يظل منعفرًا لله مبتهلا ... يدعو الإله بقلب دائم الحَزَن
يشفي القلوب إذا ما قال أَخْبَرَنَا ... يَحيى، فيا لك من ذي منظر حسن
أو قال أَخْبَرَنَا داود مبتدئًا ... أو عاصم، تلك منه أعظم الفتن
أو قال أَخْبَرَنَا التيمي منفردًا ... فالعلم والدر مقرونان في قرن
فإن بدا بِحميد، ثُم أتبعه ... عوّام، خلت بنا جنًّا من الجنن
وإن بدا بابن عون، أو بصاحبه ... فالمسّ ثَم علينا غير مؤتَمَن
أو قال حجاج، فالحجاج غايتنا ... أو الحسين سها ذو اللب والفطن
والأشجعي وعمرو عند ذكرهما ... ينسى الغريب جَميع الأهل والوطن
وبعد ذلك أشياخ له أخر ... مثل المصابيح أوهى ذكرهم بدني
بَهْز، وعوف، وسفيان، وغيرهم ... محمد، وهشام، أزين الزين
والعزرمي وإسماعيل أصغر من ... يروي له هكذا من كان فليكن
يا طالب العلم، لا تعدل به أحدًا ... قد كنت في غفلة عنه وفي ددن
بقية الناس من هذا يعادله؟ ... في سالف الدهر أو في غابر الزمن
يلقى إليه رفاق الناس عامدة ... على المحامل والأقتاب والسفن
من الجزيرة أرسالا متابعة ... ومن خراسان، أهل الريف والمدن
ومن حجاز هناك العير قاصدة ... ومن عراق، ومن شام، ومن يمن
يأتون عنه غزير العلم مُحتسبًا ... ترى الحديث لديه غير مُخْتَزِن
يزيد، أصبحت فوق الناس كلهم ... شيئًا خصصت به يا واسع العطن
ساويت شعبة والثوري قد علموا ... وابن المبارك، لم يصبح على عين
إليك أصبحت من حَرَّان مغتديًا ... شوقا إليك، لعل الله يرْحَمُنِي
إن الذي جئت أبغيه وأطلبه ... منك الفتون حديثًا كي تُحدثنِي
عجل سراحي، جزاك الله صالِحة ... وقل نعم! ونعيمًا، يا أبا الحسن
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يَقُولُ:
سمعتُ أَبَا بَكْر يَحْيَى بْن أبي طالب يَقُولُ: كُنَّا فِي مجلس يزيد- يعني ابن هارون- فألحُّوا عَلَيْهِ من كل جانب يسألونه عَن شيء، وهو ساكتٌ لا يُجيب حتى إذا سكتوا قَالَ يزيد: إنا واسطيون. يعني ما قِيلَ: تغافل كأنك واسطي.
قرأتُ عَلِيّ الجوهري، عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: كُنَّا يومًا عِنْدَ أبي الْعَبَّاس المبرد. فقال لَهُ غلام لإسماعيل القاضي: كلمت فلانا فتغافلَ واسطية. فسئل أَبُو الْعَبَّاس عَن هذا فقال: كتبَ الحجاج إلى عَبْد الملك إني قد بنيتُ مدينة عَلَى كرش دجلة فكان يصاح بالواحد منهم يا كرش فيتغافل ويقول أنا واسطي ولست بكرش. ثُمَّ أنشدنا الفضلُ الرقاشي:
تركت عبادتي ونسيت ربي ... وقدما كنت بي برًا حفيّا
فما هذا التغافل يا بن عيسى ... أظنك صرت بعدي واسطيا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، حدثنا أبو أحمد الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن سعيد العسكريّ، حدثنا الحسن بن علي السراج، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: سمعتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: لا ينبل أحد من أهل واسط بواسط لأنَّهم حُسَّاد، وقيل: ولا أنت يا أَبَا خَالِد؟ فقال: ما عرفتُ حتى خرجت من واسط.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بكر الحيرى، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: سمعت يزيد بْن هارون فِي المجلس ببغداد. وكان يُقال: إنَّ فِي المجلس سبعين ألفًا.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرميّ، حَدَّثَنَا جَابِر بْن كردي قَالَ: وُلدَ يزيد بْن هارون سنة سبع عشرة أو ثَمان عشرة.
وقال الحضرمي: حَدَّثَنَا جَابِر بْن كردي قَالَ: مات يزيد بْن هارون سنة ست ومائتين وكان واسطيًا يُكنى أَبَا خَالِد.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن محمد بن طاهر قَالَ: حدثنا الوليد بن بكر الاندلسي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: يزيد بْن هارون يُكنى بابي خَالِد ثقةٌ، وكان أعمى مُتنسكًا عابدًا. تُوُفِّيَ سنة ست ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: سمعتُ أَبَا يَحْيَى وإسماعيل ابن أبي الحارث يقولان: مات يزيد بْن هارون سنة ست ومائتين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ مُحَمَّد- يعني ابن فضل: مات يزيد أول سنة ست ومائتين، وولد سنة سبع عشرة ومائة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: يزيد بْن هارون ثقةٌ وهو مولى لبني سُليم، وهو يزيد بْن هارون بْن زاذي. وكان ممن يُعدُّ من الآمرين بالمعروف والنَّاهين عَن المنكر. تُوُفِّيَ بواسط غرة شهر ربيع الآخر سنة ست ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَد بْن أَبِي علانة المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حدثنا أبو محمّد السّكّري، حدثنا يحيى بن إسحاق ابن إبراهيم بن سافري، حدَّثَنِي أَبُو نافع ابْن بِنْت يَزِيد بْن هارون قَالَ: كنت عِنْدَ أَحْمَد بْن حنبل وعنده رجلان- وأحسبه قَالَ شيخان- قَالَ: فقال أحدهما: يا أَبَا عَبْد اللَّهِ رأيت يزيد بْن هارون فِي المنام، فقلت لَهُ يا أَبَا خَالِد، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وشفعني وعاتبني. قَالَ: قلت غفر لك وشفَّعك قد عرفت. ففيم عاتبك؟ قَالَ قَالَ لي: يا يزيد أتحدث عَن جرير بْن عثمان؟ قَالَ: قلتُ يا رب ما علمتُ إلا خيرًا. قَالَ:
يا يزيد إنه كَانَ يُبغضُ أَبَا حسن عَلِيّ بْن أبي طالب. قَالَ: وقال الآخر: أنا رأيت يزيد ابن هارون فِي المنام، فقلت لَهُ: هَلْ أتاك مُنكر ونَكير؟ قَالَ: إي والله: وسألاني؟ من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ قَالَ: فقلت ألمثلي يُقال هذا؟ وأنا كنت أعلم الناس بِهذا فِي دار الدُّنْيَا؟ فقالا لي صدقت، فنم نومة العروس لا بؤس عليك.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن حمّاد المقرئ، حدثنا وهب ابن بيان قَالَ: رأيتُ يزيد بْن هارون فِي المنام فقلت: يا أَبَا خَالِد أليس قد مت؟ قَالَ:
أَنَا فِي قبري وقبري روضة من رياض الجنة.
من أهل واسط. سمع يحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وعاصما
الأحول، وحُميدًا الطويل، وداود بْن أَبِي هند، وعبد اللَّه بْن عون، وحسينًا المعلم، وحجاج بن أبي زينب، وعوام بن حوشب، وحجاج بن أرطاة، وبَهْز بن حكيم، وهشام بن كيسان، وأبا غسان محمد بن مطرِّف، وشعبة بن الحجاج، ومحمد بن عمرو الليثي، والحمادين، وخلقًا سواهم. روي عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وخلف بن سالِم، وأحْمد بن منيع، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن حسان الأزرق، والحسن بن الصباح البزار، والحسن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح الزعفراني، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، في آخرين. قدم يزيد بغداد وحدث بِها، ثُم عاد إلى واسط فمات بِهَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: يزيد بن هارون، ثمان عشرة- يعني ولد سنة ثَمان عشرة ومائة.
أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا بشر بن موسى، حَدَّثَنَا عمرو بْن علي قَالَ:
وأَخْبَرَنَا ابن رزق قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى المزكى، أخبرنا محمّد ابن إسحاق بن السراج قَالَ: سمعتُ مُحَمَّد بْن حسان يَقُولُ: ولد يزيد بْن هارون سنة ثَمان عشرة ومائة.
قلت: ويُقال إن أصله كَانَ من بخارى.
أخبرني أبو الوليد الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الفارسي قَالَ: سمعت أبا معشر- حمدويه بن الخطاب- يَقُول:
سمعتُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَقُول: كَانَ يزيد بْن هارون بُخاريًا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت أَبَا يَحْيَى يَقُولُ: كَانَ يزيد بْن هارون يخضب خضابًا قانيًا إلى الحمرة ما هُوَ.
أخبرني ابن التّنوخيّ، حدثنا علي بن عمر الختلي، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن بُنان قَالَ:
سمعتُ أَبَا عَبْد الله حُبَيْش بْن مُبَشِّر يَقُولُ: سَمِعْتُ يحيى بْن معين- وسئل عَنْ يزيد ابن هارون- هو مثل هشيم، وإسماعيل بن عُلية؟ قَالَ: نعم! إلا أنَّهم أقل خطأ منه.
أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْن عَبْد الله الرومي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا محمّد ابن جعفر الراشدي. وَأَخْبَرَنَا إبراهيم بْن عمر البرمكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ الدّقّاق، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد الجوهري. قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بكر الأثرم قَالَ:
سَمِعْت أَبَا عَبْد الله ذكر سماع يزيد بْن هارون من سَعِيد بْن أبي عَروبة فضعَّفه.
وقال: كذا وكذا حديثا خطأ.
أخبرنا الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: يزيد بْن هارون لَيْسَ من أصحاب الحديث، لأنه كَانَ لا يميز ولا يبالي عمن روى. قال أَحْمَد بْن زُهير: سمعتُ أبي يَقُولُ: كَانَ يُعاب عَلَى يزيد بْن هارون حيث ذهب بصره: أَنَّهُ ربما سُئِلَ عَن الحديث لا يعرفه فيأمر جارية لَهُ فتُحفظه من كتابه.
قلت: قد وصف غير واحد من الأئمة حفظ يزيد بْن هارون كَانَ لحديثه وضبطه لَهُ، ولعله ساء حفظه لما كُفّ بصره، وعلت سنه، فكان يستثبت جاريته فيما شك فِيهِ ويأمرها بمطالعة كتابه لذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب- بالدينور- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال علي بن الْمَدِينِيّ: لَم أر أحفظ من يزيد بْن هارون.
وقال فِي موضع آخر: ما رأيتُ أحدًا أحفظ عَن الصِّغَار والكبار من يزيد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يزيد القنطري، وعبدوس بْن مالك العطّار يقولان:
سمعنا علي بن الْمَدِينِيّ يَقُولُ: ما رأيتُ رجلا قط أحفظ من يزيد بْنَ هَارُونَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أَبَا منصور مُحَمَّد بْن القاسم العتكي يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَد بْن سلمة يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن رافع يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن يَحْيَى يَقُولُ: كَانَ بالعراق يُعد أربعة من الحفاظ شيخان وكهلان. فأما الشيخان فهشيم، ويزيد بْن زريع. وأمّا الكهلان فوكيع ويزيد بْن هارون، وأحفظ الكهلين يزيد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد محمد بن موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن أبي طالب يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّد بْن قدامة الجوهري يَقُولُ:
وَأَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن قُدامة قَالَ: سمعتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: أحفظُ خمسة وعشرين ألف إسناد ولا فَخر، وأنا سيد من روى عَن حمّاد بْن سلمة ولا فَخر.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت علي بن شعيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يَقُولُ: أحفظُ أربعة وعشرين ألف حديث إسناد ولا فخر.
وقال السراج سَمِعْتُ عَلِيّ بْن شعيب يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: أحفظ للشاميين عشرين ألف حديث ولا أسأل عنها.
أخبرني الأزهري، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن أبي الطيب يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون- وقيل له إن هارون المستملي يريد أن يدخل عليك- يعني فِي حديثك فتحفظ، فبينا هُوَ كذلك إذ دخل هارون فسمع يزيد نغمته فقال: يا هارون بلغني
أنك تريد أن تدخل علي فِي حديثي فاجتهد جهدك لا أرعى الله عليك إن أرعيت، أحفظ ثلاثة وعشرين ألف حديث ولا بَغي. لا أقامني الله إن كنت لا أقوم بحديثي.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال: سمعت أَحْمَد بْن خَالِد قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: سَمِعْتُ حديث الفتون مرة فحفظته. قَالَ: وسمعت يزيد يَقُولُ: أحفظُ عشرين ألفًا، فمن شاء فليدخل فيها حرفًا.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: سَمِعْتُ زياد بْن أيوب يَقُولُ: ما رأيتُ ليزيد بْن هارون كتابًا قط ولا حديثا إلا حفظًا وكنتُ رَأَيْته قبل أن يذهب بصره بواسط.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- يعني ابن زياد- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله وقيل لَهُ: يزيد بْن هارون لَهُ فقه؟
قَالَ: نعم! ما كَانَ أفطنه وأذكاه وأفهمه. قِيلَ لَهُ: فابن عُلَيَّة؟ فقال: كَانَ لَهُ فقهٌ، إلا أني لم أخبره خُبري يزيد بن هارون، وما كَانَ أجمع أمر يزيد، صاحب صلاة حافظ متقن للحديث، صرامة وحسن مذهب.
أَخْبَرَنِي الخلال، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عُفَيْر قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن سنان: ما رأينا عالِمًا قَط أحسن صلاة من يزيد بْن هارون يقوم كأنه أسطوانة، كَانَ يصلي بين المغرب والعشاء والظهر والعصر لَم يكن يَفتُر من صلاة الليل والنهار هُوَ وهشيم، جميعا معروفين بطول الصّلاة في الليل والنهار.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَاسِطِيٌّ سلمى، يكنى أبا حذيفة. ثَبْتٌ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ مُتَعَبِّدًا حَسَنَ الصَّلاةِ جِدًّا. وَكَانَ قَدْ عَمِيَ، كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بِهَا مِنَ الْجَوْدَةِ غَيْرُ قَلِيلٍ. وَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ أَحْفَظَ الْقُرْآنَ حَتَّى لا أُخْطِئَ فِيهِ شَيْئًا لِئَلا يُدْرِكَنِي مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَوَارِجِ «يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ»
. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن حمدون القاضي بيعقوبا، أخبرنا عبيد الله
ابن أحمد بن علي المقرئ، حدثنا محمد بن مخلد قال: سمعت محمد بْن الْعَبَّاس يَقُولُ: سَمِعْتُ عاصم بْن علي يَقُولُ: كنت أَنَا ويزيد بْن هارون عِنْدَ قَيس- يعني ابن الربيع- سنة إحدى وستين. فأمَّا يزيد فكان إذا صلى العَتمة لا يزالُ قائمًا حتى يُصلي الغداة بذلك الوضوء، نيفًا وأربعين سنة، وأمّا قيس فكان يقوم ويصلي، وينام ويقوم وينام. وأمّا أَنَا فكنتُ أُصلي أربع رَكعات وأقعد أسبح.
أَخْبَرَنَا العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ الكاتب- بِمصر- قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الملك- بدمشق- قَالَ: سمعتُ أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصائغ- بِمكة- يَقُولُ: قَالَ رجلٌ ليزيد بْن هارون؟ كم حِزبُك من الليل؟
فقال: وأنامُ من الليل شيئًا؟ إذًا لا أنام الله عَيْني.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني يَقُولُ: ما رأيتُ أحدًا قط خيرًا من يزيد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أحمد الرزاز، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عرفة بْن يزيد العبدي يَقُولُ: رأيتُ يزيد بْن هارون بواسط وهو من أحسن الناس عَيْنين. ثُمَّ رَأَيْته بعين واحدة. ثُمَّ رأيته وقد ذهبت عيناه. فقلتُ: يا أَبَا خَالِد، ما فعلت العينان الجميلتان؟
قَالَ: ذهبَ بِهَما بُكاء الأسحار.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحِيرِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفِي قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوبَ الأصم، حدثنا يحيى بن أبي طالب.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن شاذان الواسطي- وكان محدثًا من أحفظ الناس- قَالَ: حدَّثَنِي ابن عرعرة قَالَ: حدَّثَنِي ابن أكثم قَالَ: قَالَ لنا المأمون: لولا مكان يزيد بْن هارون لأظهرتُ القرآن مخلوق. فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يكون يُتَّقَى؟ قَالَ: فقال: ويحك، إني لا أتقيه لأن لَهُ سلطانًا أو سلطنة، ولكن أخافُ إن أظهرته فيردَّ علي، فيختلف الناس وتكون فتنة، وأنا أكرهُ الفتنة. قَالَ: فقال لَهُ الرجل فأنا أخبرُ لك ذَلِكَ منه. قَالَ: فقال لَهُ: نعم! قال: فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد فدخل عَلَيْهِ المسجد، وجلسَ إِلَيْهِ. فقال لَهُ: يا أَبَا خَالِد إنّ أمير المؤمنين يُقرئك السلام ويقول لك: إني أريد أن أظهرَ القرآن مخلوق قَالَ: فقال: كذبت عَلَى أمير المؤمنين،
أمير المؤمنين لا يحمل الناس على مالا يعرفونه، فإن كنت صادقًا فاقعد إلى المجلس فإذا اجتمعَ الناس فقل. قَالَ: فلمّا أن كَانَ من الغد اجتمع الناس فقام فقال: يا أَبَا خَالِد رضي الله عنك إن أمير المؤمنين يُقرئك السلام ويقول لك: إني أردت أن أظهر القرآن مخلوق فما عندك فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: كذبت عَلَى أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على مالا يعرفونه وما لَم يَقل بِهِ أحد. قَالَ فقدم. فقال: يا أمير المؤمنين كنت أنت أعلم قَالَ: كَانَ من القصة كيت وكيت، قال: فقال له: ويحك تلعّب بك.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سمعت شاد بْن يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يحلفُ بالله الَّذِي لا إله إلا هُوَ أنّ من قَالَ القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال السراج: سمعتُ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحيم قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيل بْن عُبيد- وهو ابن أبي كريمة- قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: القرآن كلامُ الله لعن الله جهمًا، ومن يَقُولُ بقوله كَانَ كافرًا جاحدًا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن المظفر بْن مُحَمَّد بْن غالب الدينوري- بها- أخبري سعد بن عبد الله المشعبي، أخبرنا أبو القاسم بن زيد، حَدَّثَنَا عُمَر بْن سهل قَالَ:
امتدح شاعرٌ يزيد بن هارون، فأنشأ يقول:
شفي الغليل إذا ما قال حَدَّثَنَا ... يحيى فيا لك من ذي منطق حسن
أو قال أَخْبَرَنَا داود مبتدئًا ... والعلم والدر منظومان في قرن
يعني- يحيى بن سعيد الأنصاري، وداود بن أبي هند.
أخبرني الأزهري، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي قال: رأيت عليّ بن الجندي الحراني الَّذِي وفد عَلَى يزيد بْن هارون، لحديث الفتون يسمعه منه فقيل لَهُ: إنه قد حلف أن لا يحدث بِهِ، فقال قصيدة يستخرج بِهَا الحديث منه. فقام بالقرب منه، فبلغني أَنَّهُ لما أنشدها يزيد ابن هارون استمع لَهُ فكان إذا مر فيها بمدحه نهاه ويعض يده، ثُمَّ يستمع لَهُ بعد حتى أتمها فقال:
دع عنك ما قد مضى في سالف الزمن ... من نعت ربع ديار الحي والدمن
واذكر مسيرك في غبراء موحشة ... من الفدافد والقيعان والمنن
من كل بلقعة، ديمومة سحق ... تنائف قفرة داوية شزن
عسفتها بعلندات مركبة ... موارة الضبع ممراح من السمن
تستن بين قراريد الآكام إذا ... ترقرق الآل عند الناظر الفطن
وفي الظلام إذا ما الليل ألبسها ... جلبابه، وتَجلى عين ذي الوسن
حتى إذا ما مضى شهر وقابلها ... شهر، وعاودها وهن عن الظعن
ظلت تشكي إلي الأين مرجفة ... فقلت: مهلا لحاك الله، لا تَهني
ما زلت أتبعها سيرًا وأدأبُها ... نصًا، وأحضرها بالسير والمشن
حتى تفرقت الأوصال وانجدلت ... بين الرمال على الأعفاج والثفن
فجئت أهوى على حيزوم طافية ... في لجة الماء لا ألوي على شجن
إلى يزيد بن هارون الذي كملت ... فيه الفضائل أو أشفى على ختن
حتى أتيت إمام الناس كلهم ... في العلم والفقه والآثار والسنن
والدين والزهد والإسلام قد علموا ... والخوف لله في الإسرار والعلن
برًّا، تقيًا، نقيًا، خاشعًا، ورعًا ... مبرأ من ذوي الآفات والأُبَن
ما زال مذ كان طفلا في شبيبته ... حتى علاه مشيب الرأس والذقن
مباركًا هاديًا للناس مُحتسبا ... على الأنام، بلا منّ ولا ثَمن
إذا بدا خلت بدرًا عند طلعته ... نورًا حباه به الرحمن ذو المنن
يظل منعفرًا لله مبتهلا ... يدعو الإله بقلب دائم الحَزَن
يشفي القلوب إذا ما قال أَخْبَرَنَا ... يَحيى، فيا لك من ذي منظر حسن
أو قال أَخْبَرَنَا داود مبتدئًا ... أو عاصم، تلك منه أعظم الفتن
أو قال أَخْبَرَنَا التيمي منفردًا ... فالعلم والدر مقرونان في قرن
فإن بدا بِحميد، ثُم أتبعه ... عوّام، خلت بنا جنًّا من الجنن
وإن بدا بابن عون، أو بصاحبه ... فالمسّ ثَم علينا غير مؤتَمَن
أو قال حجاج، فالحجاج غايتنا ... أو الحسين سها ذو اللب والفطن
والأشجعي وعمرو عند ذكرهما ... ينسى الغريب جَميع الأهل والوطن
وبعد ذلك أشياخ له أخر ... مثل المصابيح أوهى ذكرهم بدني
بَهْز، وعوف، وسفيان، وغيرهم ... محمد، وهشام، أزين الزين
والعزرمي وإسماعيل أصغر من ... يروي له هكذا من كان فليكن
يا طالب العلم، لا تعدل به أحدًا ... قد كنت في غفلة عنه وفي ددن
بقية الناس من هذا يعادله؟ ... في سالف الدهر أو في غابر الزمن
يلقى إليه رفاق الناس عامدة ... على المحامل والأقتاب والسفن
من الجزيرة أرسالا متابعة ... ومن خراسان، أهل الريف والمدن
ومن حجاز هناك العير قاصدة ... ومن عراق، ومن شام، ومن يمن
يأتون عنه غزير العلم مُحتسبًا ... ترى الحديث لديه غير مُخْتَزِن
يزيد، أصبحت فوق الناس كلهم ... شيئًا خصصت به يا واسع العطن
ساويت شعبة والثوري قد علموا ... وابن المبارك، لم يصبح على عين
إليك أصبحت من حَرَّان مغتديًا ... شوقا إليك، لعل الله يرْحَمُنِي
إن الذي جئت أبغيه وأطلبه ... منك الفتون حديثًا كي تُحدثنِي
عجل سراحي، جزاك الله صالِحة ... وقل نعم! ونعيمًا، يا أبا الحسن
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الصيرفي قَالَ: سمعت أبا الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم يَقُولُ:
سمعتُ أَبَا بَكْر يَحْيَى بْن أبي طالب يَقُولُ: كُنَّا فِي مجلس يزيد- يعني ابن هارون- فألحُّوا عَلَيْهِ من كل جانب يسألونه عَن شيء، وهو ساكتٌ لا يُجيب حتى إذا سكتوا قَالَ يزيد: إنا واسطيون. يعني ما قِيلَ: تغافل كأنك واسطي.
قرأتُ عَلِيّ الجوهري، عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني قَالَ: أَخْبَرَنِي الصولي قَالَ: كُنَّا يومًا عِنْدَ أبي الْعَبَّاس المبرد. فقال لَهُ غلام لإسماعيل القاضي: كلمت فلانا فتغافلَ واسطية. فسئل أَبُو الْعَبَّاس عَن هذا فقال: كتبَ الحجاج إلى عَبْد الملك إني قد بنيتُ مدينة عَلَى كرش دجلة فكان يصاح بالواحد منهم يا كرش فيتغافل ويقول أنا واسطي ولست بكرش. ثُمَّ أنشدنا الفضلُ الرقاشي:
تركت عبادتي ونسيت ربي ... وقدما كنت بي برًا حفيّا
فما هذا التغافل يا بن عيسى ... أظنك صرت بعدي واسطيا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، حدثنا أبو أحمد الْحَسَن بن أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن سعيد العسكريّ، حدثنا الحسن بن علي السراج، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: سمعتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: لا ينبل أحد من أهل واسط بواسط لأنَّهم حُسَّاد، وقيل: ولا أنت يا أَبَا خَالِد؟ فقال: ما عرفتُ حتى خرجت من واسط.
أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو بكر الحيرى، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: سمعت يزيد بْن هارون فِي المجلس ببغداد. وكان يُقال: إنَّ فِي المجلس سبعين ألفًا.
أخبرنا ابن الفضل، أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرميّ، حَدَّثَنَا جَابِر بْن كردي قَالَ: وُلدَ يزيد بْن هارون سنة سبع عشرة أو ثَمان عشرة.
وقال الحضرمي: حَدَّثَنَا جَابِر بْن كردي قَالَ: مات يزيد بْن هارون سنة ست ومائتين وكان واسطيًا يُكنى أَبَا خَالِد.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن محمد بن طاهر قَالَ: حدثنا الوليد بن بكر الاندلسي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ، حدَّثَنِي أبي قَالَ: يزيد بْن هارون يُكنى بابي خَالِد ثقةٌ، وكان أعمى مُتنسكًا عابدًا. تُوُفِّيَ سنة ست ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا المزكى، أَخْبَرَنَا السراج قَالَ: سمعتُ أَبَا يَحْيَى وإسماعيل ابن أبي الحارث يقولان: مات يزيد بْن هارون سنة ست ومائتين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ مُحَمَّد- يعني ابن فضل: مات يزيد أول سنة ست ومائتين، وولد سنة سبع عشرة ومائة.
أخبرني الأزهري، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: يزيد بْن هارون ثقةٌ وهو مولى لبني سُليم، وهو يزيد بْن هارون بْن زاذي. وكان ممن يُعدُّ من الآمرين بالمعروف والنَّاهين عَن المنكر. تُوُفِّيَ بواسط غرة شهر ربيع الآخر سنة ست ومائتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَد بْن أَبِي علانة المقرئ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حدثنا أبو محمّد السّكّري، حدثنا يحيى بن إسحاق ابن إبراهيم بن سافري، حدَّثَنِي أَبُو نافع ابْن بِنْت يَزِيد بْن هارون قَالَ: كنت عِنْدَ أَحْمَد بْن حنبل وعنده رجلان- وأحسبه قَالَ شيخان- قَالَ: فقال أحدهما: يا أَبَا عَبْد اللَّهِ رأيت يزيد بْن هارون فِي المنام، فقلت لَهُ يا أَبَا خَالِد، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وشفعني وعاتبني. قَالَ: قلت غفر لك وشفَّعك قد عرفت. ففيم عاتبك؟ قَالَ قَالَ لي: يا يزيد أتحدث عَن جرير بْن عثمان؟ قَالَ: قلتُ يا رب ما علمتُ إلا خيرًا. قَالَ:
يا يزيد إنه كَانَ يُبغضُ أَبَا حسن عَلِيّ بْن أبي طالب. قَالَ: وقال الآخر: أنا رأيت يزيد ابن هارون فِي المنام، فقلت لَهُ: هَلْ أتاك مُنكر ونَكير؟ قَالَ: إي والله: وسألاني؟ من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ قَالَ: فقلت ألمثلي يُقال هذا؟ وأنا كنت أعلم الناس بِهذا فِي دار الدُّنْيَا؟ فقالا لي صدقت، فنم نومة العروس لا بؤس عليك.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن حمّاد المقرئ، حدثنا وهب ابن بيان قَالَ: رأيتُ يزيد بْن هارون فِي المنام فقلت: يا أَبَا خَالِد أليس قد مت؟ قَالَ:
أَنَا فِي قبري وقبري روضة من رياض الجنة.
يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ زَاذِي السُّلَمِيُّ
مَوْلاَهُمْ الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو خَالِدٍ السُّلَمِيُّ مَوْلاَهُمْ، الوَاسِطِيُّ، الحَافِظُ.
مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ القَاضِي، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَسَعِيْدٍ الجُرَيْرِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَأَبِي الأَشْهَبِ جَعْفَرِ بنِ الحَارِثِ، وَسَالِمِ بنِ عُبَيْدٍ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَمُبَارَكٍ، وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَسُفْيَانَ بنِ حُسَيْنٍ، وَجُوَيْبِرِ بنِ سَعِيْدٍ، وَشَرِيْكِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَكَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، ثِقَةً، حُجَّةً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ - مَعَ تَقَدُّمِهِ - وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ
حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ نَاصِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الوَلِيْدِ الفَحَّامُ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ الحَرَّانِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُكرمٍ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ رِبْحٍ البَزَّازُ، وَإِدْرِيْسُ بنُ جَعْفَرٍ العَطَّارُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ، وَهُوَ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ.يُقَالُ: إِنَّ أَصْلَهُ مِنْ بُخَارَى.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ: هُوَ أَحْفَظُ مِنْ وَكِيْعٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يَزِيْدُ حَافِظاً، مُتْقِناً.
وَقَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: مَا رَأَيْتُ لِيَزِيْدَ كِتَاباً قَطُّ، وَلاَ حَدَّثَنَا إِلاَّ حِفْظاً.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ:
أَحْفَظُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ بِالإِسْنَادِ - وَلاَ فَخْرَ - وَأَحفَظُ لِلشَّامِيِّيْنَ عِشْرِيْنَ أَلْفَ
حَدِيْثٍ لاَ أُسْأَلُ عَنْهَا.قُلْتُ: لأَنَّهُ أَكْثَرَ إِلَى الغَايَةِ عَنْ مُحَدِّثِي الشَّامِ: ابْنِ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةَ، وَكَانَ ذَاكَ نَازِلاً عِنْدَهُ، وَإِنَّمَا حَسُنَ سَمَاعُ ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمَا فِي أَيَّامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَنَحْوِهِ.
قَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ قِيْلَ لَهُ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ لَهُ فِقْهٌ؟
قَالَ: نَعَمْ، مَا كَانَ أَذكَاهُ، وَأَفْهَمَهُ، وَأَفْطَنَهُ !
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ: مَا رَأَينَا عَالِماً قَطُّ أَحْسَنَ صَلاَةً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، لَمْ يَكُنْ يَفتُرُ مِنْ صَلاَةٍ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يَزِيْدُ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
وَرَوَى: عَمْرُو بنُ عَوْنٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، قَالَ: مَا بِالمِصْرَيْنِ مِثْلُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بنُ يَهَابَ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ:
مَا دَلَّسْتُ حَدِيْثاً قَطُّ إِلاَّ حَدِيْثاً وَاحِداً عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، فَمَا بُوْرِكَ لِي فِيْهِ.
عَنْ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ عِنْدَ قَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، فَأَمَّا يَزِيْدُ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى العَتَمَةَ، لاَ يَزَالُ قَائِماً حَتَّى يُصَلِّيَ الغَدَاةَ
بِذَلِكَ الوُضُوْءِ نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغُ نَزِيْلُ مَكَّةَ: قَالَ رَجُلٌ لِيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ: كم جُزْؤُكَ؟
قَالَ: وَأَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئاً؟ إِذاً لاَ أَنَامَ اللهُ عَيْنِي.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ مِنْ يَزِيْدَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ فِي مَجْلِسِهِ سَبْعِيْنَ أَلْفاً.
قُلْتُ: احْتَفَلَ مُحَدِّثُو بَغْدَادَ وَأَهْلُهَا لِقُدُوْمِ يَزِيْدَ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ؛ لِجَلاَلَتِهِ، وَعُلُوِّ إِسْنَادِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، مُتَعَبِّدٌ، حَسَنُ الصَّلاَةِ جِدّاً، يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بِهَا مِنَ الجَوْدَةِ غَيْرُ قَلِيْلٍ.
قَالَ: وَكَانَ قَدْ عَمِيَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَتقَنَ حِفْظاً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: كَانَ يَزِيْدُ وَهُشَيْمٌ مَعْرُوْفَيْنِ بِطُوْلِ صَلاَةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: كَانَ يَزِيْدُ يُعَدُّ مِنَ الآمِرِيْنَ بِالمَعْرُوْفِ، وَالنَّاهِيْنَ عَنِ المُنْكَرِ.
أَنْبَأَنَا المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا:أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنِي الحَسَنُ بنُ شَاذَانَ الحَافِظُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ، قَالَ:
قَالَ لَنَا المَأْمُوْنُ: لَوْلاَ مَكَانُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، لأَظْهَرتُ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ.
فَقِيْلَ: وَمَنْ يَزِيْدُ حَتَّى يُتَّقَى؟
فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنِّيْ لأَرْتَضِيهِ لاَ أَنَّ لَهُ سَلْطَنَةً، وَلَكِنْ أَخَافُ إِنْ أَظْهَرتُهُ، فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَيَخْتَلِفُ النَّاسُ، وَتَكُوْنُ فِتْنَةً.
العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: عَنْ شَاذِّ بنِ يَحْيَى، سَمِعَ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ:
مَنْ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ زِنْدِيْقٌ.
وَقَدْ كَانَ يَزِيْدُ رَأْساً فِي السُّنَّةِ، مُعَادِياً لِلْجَهْمِيَّةِ، مُنْكِراً تَأْوِيْلَهُم فِي مَسْأَلَةِ الاسْتِوَاءِ.
وَرَوَى: حَمْدَوَيْه بنُ الخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ، قَالَ: أَصلُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ مِنْ بُخَارَى.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ: كَانَ يَزِيْدُ يَخْضِبُ خِضَاباً قَانِياً.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ مِثْلُ هُشَيْمٍ، وَابْنِ عُلَيَّةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَمَاعُ يَزِيْدَ مِنِ ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ ضَعِيْفٌ، أَخْطَأَ فِي أَحَادِيْثَ.
قُلْتُ: إِنَّمَا الضَّعْفُ فِيْهَا مِنْ قِبَلِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ؛ لأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ التَّغَيُّرِ.وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ لاَ يُمَيِّزُ، وَلاَ يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى.
وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَ يُعَابُ عَلَى يَزِيْدَ حَيْثُ ذَهَبَ بَصَرُهُ، رُبَّمَا سُئِلَ عَنْ حَدِيْثٍ لاَ يَعْرِفُهُ، فَيَأْمُرُ جَارِيَةً لَهُ تُحَفِّظُهُ إِيَّاهُ مِنْ كِتَابِهِ.
قُلْتُ: مَا بِهَذَا الفِعْلِ بَأْسٌ مَعَ أَمَانَةِ مَنْ يُلَقِّنُهُ، وَيَزِيْدُ حُجَّةٌ بِلاَ مَثْنَوِيَّةٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ:
كَانَ بِالعِرَاقِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الحُفَّاظِ: شَيْخَانِ: يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَهُشَيْمٌ، وَكَهْلاَنِ: وَكِيْعٌ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَيَزِيْدُ أَحْفَظُهُمَا.
الأَبَّارُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ خَالِدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ حَدِيْثَ الصُّورِ مَرَّةً، فَحَفِظتُهُ، وَأَحْفَظُ عِشْرِيْنَ أَلْفاً، فَمَنْ شَاءَ، فَلْيُدْخِلْ فِيْهَا حَرفاً.
وَفِي حِكَايَةِ المَأْمُوْنِ المَذْكُوْرَةِ زِيَادَةٌ، قَالَ:فَخَرَجَ رَجُلٌ -يَعْنِي مِنْ نَاحِيَة المَأْمُوْنِ إِلَى وَاسِطَ-.
قَالَ: فَجَاءَ إِلَى يَزِيْدَ، فَقَالَ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ لَكَ: أُرِيْدُ أَنْ أُظهِرَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ.
قَالَ: كَذَبتَ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَإِنَّهُ لاَ يَحمِلُ النَّاسَ عَلَى مَا لاَ يَعْرِفُوْنَهُ.
وَفِي كِتَابِ (ذَمِّ الكَلاَمِ) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْتَصِرِ البَاهِلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصَّرَّامُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الغَسِيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَكَمِ، قَالَ:
كَانَ المَأْمُوْنُ يُسْأَلُ عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، يَقُوْلُ: مَا مَاتَ، وَمَا امْتُحِنَ النَّاسُ حَتَّى مَاتَ يَزِيْدُ.
قَالَ أَبُو نَافِعٍ سِبْطُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ - وَعِنْدَهُ رَجُلاَنِ.فَقَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟
قَالَ: غَفَر لِي، وَشَفعَنِي، وَعَاتَبَنِي، وَقَالَ: أَتُحَدِّثُ عَنْ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ؟
فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، مَا عَلِمتُ إِلاَّ خَيْراً.
قَالَ: إِنَّهُ يُبْغِضُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
وَقَالَ الرَّجُلُ الآخَرُ: رَأَيْتُهُ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ أَتَاكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيْرٌ؟
قَالَ: إِيْ وَاللهِ، وَسَأَلاَنِي: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِيْنُكُ؟
فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا، وَأَنَا كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِهَذَا فِي دَارِ الدُّنْيَا؟!
فَقَالاَ لِي: صَدَقْتَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيُّ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ بنِ شُجَاعٍ الوَسْطَانِيُّ، وَزَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ البَيِّعُ بِبَغْدَادَ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا قَفَرْجَلٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ أَخُو كَرْخُوَيْه، أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنِّيْ تَارِكٌ فِيْكُم الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُوْدٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ).
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِذَا حَسُنَ إِسْلاَمُ العَبْدِ، تَمَّمَ اللهُ لَهُ عَمَلَهُ بِسَبْعِ مائَةِ ضِعْفٍ ) .
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ الحَافِظِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، عَنْ
سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ،قَالَ:
كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ شَيْءٌ، فَانْطَلَقَ يَشْكُو إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ لاَ يَزِيْدُهُ إِلاَّ غلظاً، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَاكِتٌ.
فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَلاَ تَرَاهُ؟
فَرَفَعَ رَسُوْلُ اللهِ، فَقَالَ: (مَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً، أَبْغَضَهُ اللهُ، وَمَنْ عَادَى عَمَّاراً، عَادَاهُ اللهُ) .
قَالَ: فَخَرَجتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِضَى عَمَّارٍ، فَلَقِيْتُهُ، فَرَضِيَ.
وَبِهِ: إِلَى يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ:
كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَمَّارٍ كَلاَمٌ، فَشَكَاهُ خَالِدٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مَنْ يُعَادِ عَمَّاراً، يُعَادِهِ اللهُ، وَمَنْ يُبْغِضْ عَمَّاراً، يُبْغِضْهُ اللهُ، وَمَنْ يَسُبَّ عَمَّاراً، يَسُبَّهُ اللهُ).
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالاَ:
أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، وَأَرَادَ بَيْعَهَا، فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى جَارِهِ).
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً، قَالاَ:أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي، وَالمَسْجَدِ الحَرَامِ، وَالمَسْجَدِ الأَقْصَى ) .
مَعْنَاهُ: لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى مَسْجِدٍ ابْتِغَاءَ الأَجْرِ سِوَى المَسَاجِدِ الثَّلاَثَةِ، فَإِنَّ لَهَا فَضْلاً خَاصّاً.
فَمَنْ قَالَ: لَمْ يَدْخُلْ فِي النَّهْيِ شَدُّ الرَّحْلِ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ وَلِيٍّ، وَقَفَ مَعَ ظَاهِر النَّصِّ، وَأَنَّ الأَمْرَ بِذَلِكَ وَالنَّهْيَ خَاصٌّ بِالمَسَاجِدِ.
وَمَنْ قَالَ بِقِيَاسِ الأُوْلَى، قَالَ: إِذَا كَانَ أَفْضَلَ بِقَاعِ الأَرْضِ مَسَاجِدُهَا، وَالنَّهْيُ وَرَدَ فِيْهَا، فَمَا دُوْنَهَا فِي الفَضْلِ - كَقُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ - أَوْلَى بِالنَّهْيِ.
أَمَّا مَنْ سَارَ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ فَاضِلٍ مِنْ غَيْرِ شَدِّ رَحْلٍ، فَقُربَةٌ بِالإِجْمَاعِ بِلاَ تَرَدُّدٍ، سِوَى مَا شَذَّ بِهِ الشَّعْبِيُّ، وَنَحْوُهُ، فَكَانَ بَلَغَهُمُ النَّهْيُ عَنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ، وَمَا عَلِمُوا بِأَنَّهُ نُسِخَ ذَلِكَ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: تُوُفِّيَ يَزِيْدُ بِوَاسِطَ، فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ.قُلْتُ: يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي (الغَيْلاَنِيَّاتِ ) ، وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيْثُ: (الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ) ، وَحَدِيْثُهُ كَثِيْرٌ جِدّاً فِي (مُسْنَدِ أَحْمَدَ) ، وَفِي الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَفِي أَجْزَاءَ كَثِيْرَةٍ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ:
سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سِنَانٍ يَقُوْلُ: كَانَ يَزِيْدُ يَكْرَهُ قِرَاءةَ حَمْزَةَ كَرَاهَةً شَدِيْدَةً.
قَالَ المِزِّيُّ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ زَاذِي، وَيُقَالُ: زَاذَانُ بنُ ثَابِتٍ، كَانَ جَدُّهُ مَوْلَىً لأُمِّ عَاصِمٍ؛ امْرَأَةِ عُتْبَةَ بنِ فَرْقَدٍ، فَأَعْتَقَتْهُ.
قِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ بُخَارَى.
رَوَى عَنْ: أَبَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ المَكِّيِّ، وَأَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ، وَأَصْبَغَ بنِ زَيْدٍ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَحَجَّاجِ بنِ أَبِي زَيْنَبَ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَعَوْفٍ
الأَعْرَابِيِّ، وَالعَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ، وَالعَلاَءِ بنِ زَيْدَلَ، وَفَائِدٍ أَبِي الوَرْقَاءِ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ... ، وَذَكَرَ خَلْقاً قَدْ مَضَوْا، وَيَنْزِلُ إِلَى الرِّوَايَة عَنْ: بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَنَحْوِهِ، وَسَمَّى مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ مائَةً وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ نَفْساً.رَوَى: أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ:
كَانَ يَزِيْدُ حَافِظاً، مُتْقِناً لِلْحَدِيْثِ، صَحِيْحَ الحَدِيْثِ عَنْ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، قَاهِراً لَهَا، حَافِظاً.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَتْقَنَ حِفْظاً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَالإِتْقَانُ أَكْبَرُ مِنْ حِفْظِ السَّرْدِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ، صَدُوْقٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، عَنْ عَفَّانَ:
أَخَذَ يَزِيْدُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ حِفْظاً، وَهِيَ صِحَاحٌ، بِهَا مِنَ الاسْتِوَاءِ غَيْرُ قَلِيْلٍ، وَمَدَحَهَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: مَا رَأَيْتُ عَالِماً قَطُّ أَحْسَنَ صَلاَةً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، يَقُوْمُ كَأَنَّهُ أُسْطُوَانَةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.
وُلِدَ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ: طَلَبتُ الحَدِيْثَ، وَحُصَيْنٌ حَيٌّ، كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَقرَأُ عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ نَسِيَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَتُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ المَأْمُوْنِ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ، أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ -يَعْنِي سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ -.وَرَوَى: المَرُّوْذِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مَيْمُوْنٍ حِكَايَةً تَدُلُّ عَلَى أَنَّ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ كَانَ صَاحِبَ مُزَاحٍ، وَكَانَ يَتَأَدَّبُ بِحُضُوْرِ الإِمَامِ وَلاَ يُمَازِحُهُ.
وَقَدِ اعْتَلَّ أَحْمَدُ مَرَّةً، فَعَادَهُ يَزِيْدُ، وَوَصَلَهُ بِخَمْسِ مائَةِ دِرْهَمٍ، فَرَدَّهَا أَحْمَدُ، وَاعْتَذَرَ.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، أَخْبَرَكُمْ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدٌ الخَيَّاطُ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التَّانِي، حَدَّثَنَا ابْنُ المُقْرِئِ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَمْرِو بنِ جَابِرٍ الرَّمْلِيَّ، سَمِعْتُ الحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ، يَقُوْلُ:
كَانَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ إِذَا جَاءهُ مَنْ فَاتَهُ المَجْلِسُ، قَالَ: يَا غُلاَمُ! نَاوِلْهُ المِنْدِيلَ.
وَبِهِ: قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ، سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ، سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بنَ يِهَابَ، سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الثُّقَلاَءِ.
الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا المَعْمَرِيُّ، سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ سَالِمٍ يَقُوْلُ:
كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، فَمَزَحَ مَعَ مُسْتَمْلِيْهِ، فَتَنَحْنَحَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ.
فَقَالَ يَزِيْدُ: مَنِ المُتَنَحْنِحُ؟
فَقِيْلَ لَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ.
فَضَرَبَ يَزِيْدُ عَلَى جَبِيْنِهِ، وَقَالَ: أَلاَ أَعْلَمْتُمُوْنِي أَنَّ أَحْمَدَ هَا هُنَا حَتَّى لاَ أَمزَحَ.
مَوْلاَهُمْ الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو خَالِدٍ السُّلَمِيُّ مَوْلاَهُمْ، الوَاسِطِيُّ، الحَافِظُ.
مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَيَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ القَاضِي، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَسَعِيْدٍ الجُرَيْرِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ، وَدَاوُدَ بنِ أَبِي هِنْدٍ، وَبَهْزِ بنِ حَكِيْمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ، وَحَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ، وَأَبِي الأَشْهَبِ جَعْفَرِ بنِ الحَارِثِ، وَسَالِمِ بنِ عُبَيْدٍ، وَشَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، وَشُعْبَةَ بنِ الحَجَّاجِ، وَمُبَارَكٍ، وَعَاصِمِ بنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ، وَفُضَيْلِ بنِ مَرْزُوْقٍ، وَسُفْيَانَ بنِ حُسَيْنٍ، وَجُوَيْبِرِ بنِ سَعِيْدٍ، وَشَرِيْكِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ عَيَّاشٍ، وَقَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَكَانَ رَأْساً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ، ثِقَةً، حُجَّةً، كَبِيْرَ الشَّأْنِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ - مَعَ تَقَدُّمِهِ - وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدُ بنُ
حَنْبَلٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ نَاصِحٍ، وَأَحْمَدُ بنُ الوَلِيْدِ الفَحَّامُ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الخَلاَّلُ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ، وَسَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ سَيْفٍ الحَرَّانِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُنَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ الدَّارِمِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيُّ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُكرمٍ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ الوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ رِبْحٍ البَزَّازُ، وَإِدْرِيْسُ بنُ جَعْفَرٍ العَطَّارُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ، وَهُوَ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ.يُقَالُ: إِنَّ أَصْلَهُ مِنْ بُخَارَى.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ: هُوَ أَحْفَظُ مِنْ وَكِيْعٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يَزِيْدُ حَافِظاً، مُتْقِناً.
وَقَالَ زِيَادُ بنُ أَيُّوْبَ: مَا رَأَيْتُ لِيَزِيْدَ كِتَاباً قَطُّ، وَلاَ حَدَّثَنَا إِلاَّ حِفْظاً.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ:
أَحْفَظُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ بِالإِسْنَادِ - وَلاَ فَخْرَ - وَأَحفَظُ لِلشَّامِيِّيْنَ عِشْرِيْنَ أَلْفَ
حَدِيْثٍ لاَ أُسْأَلُ عَنْهَا.قُلْتُ: لأَنَّهُ أَكْثَرَ إِلَى الغَايَةِ عَنْ مُحَدِّثِي الشَّامِ: ابْنِ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةَ، وَكَانَ ذَاكَ نَازِلاً عِنْدَهُ، وَإِنَّمَا حَسُنَ سَمَاعُ ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمَا فِي أَيَّامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَنَحْوِهِ.
قَالَ الفَضْلُ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ قِيْلَ لَهُ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ لَهُ فِقْهٌ؟
قَالَ: نَعَمْ، مَا كَانَ أَذكَاهُ، وَأَفْهَمَهُ، وَأَفْطَنَهُ !
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ القَطَّانُ: مَا رَأَينَا عَالِماً قَطُّ أَحْسَنَ صَلاَةً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، لَمْ يَكُنْ يَفتُرُ مِنْ صَلاَةٍ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يَزِيْدُ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
وَرَوَى: عَمْرُو بنُ عَوْنٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، قَالَ: مَا بِالمِصْرَيْنِ مِثْلُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بنُ يَهَابَ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ:
مَا دَلَّسْتُ حَدِيْثاً قَطُّ إِلاَّ حَدِيْثاً وَاحِداً عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، فَمَا بُوْرِكَ لِي فِيْهِ.
عَنْ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ عِنْدَ قَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، فَأَمَّا يَزِيْدُ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى العَتَمَةَ، لاَ يَزَالُ قَائِماً حَتَّى يُصَلِّيَ الغَدَاةَ
بِذَلِكَ الوُضُوْءِ نَيِّفاً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الصَّائِغُ نَزِيْلُ مَكَّةَ: قَالَ رَجُلٌ لِيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ: كم جُزْؤُكَ؟
قَالَ: وَأَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئاً؟ إِذاً لاَ أَنَامَ اللهُ عَيْنِي.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ مِنْ يَزِيْدَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ فِي مَجْلِسِهِ سَبْعِيْنَ أَلْفاً.
قُلْتُ: احْتَفَلَ مُحَدِّثُو بَغْدَادَ وَأَهْلُهَا لِقُدُوْمِ يَزِيْدَ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ؛ لِجَلاَلَتِهِ، وَعُلُوِّ إِسْنَادِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، مُتَعَبِّدٌ، حَسَنُ الصَّلاَةِ جِدّاً، يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بِهَا مِنَ الجَوْدَةِ غَيْرُ قَلِيْلٍ.
قَالَ: وَكَانَ قَدْ عَمِيَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَتقَنَ حِفْظاً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: كَانَ يَزِيْدُ وَهُشَيْمٌ مَعْرُوْفَيْنِ بِطُوْلِ صَلاَةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: كَانَ يَزِيْدُ يُعَدُّ مِنَ الآمِرِيْنَ بِالمَعْرُوْفِ، وَالنَّاهِيْنَ عَنِ المُنْكَرِ.
أَنْبَأَنَا المُسْلِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا:أَخْبَرَنَا زَيْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنِي الحَسَنُ بنُ شَاذَانَ الحَافِظُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بنُ أَكْثَمَ، قَالَ:
قَالَ لَنَا المَأْمُوْنُ: لَوْلاَ مَكَانُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، لأَظْهَرتُ القُرْآنَ مَخْلُوْقٌ.
فَقِيْلَ: وَمَنْ يَزِيْدُ حَتَّى يُتَّقَى؟
فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنِّيْ لأَرْتَضِيهِ لاَ أَنَّ لَهُ سَلْطَنَةً، وَلَكِنْ أَخَافُ إِنْ أَظْهَرتُهُ، فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَيَخْتَلِفُ النَّاسُ، وَتَكُوْنُ فِتْنَةً.
العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ، وَأَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: عَنْ شَاذِّ بنِ يَحْيَى، سَمِعَ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ:
مَنْ قَالَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ زِنْدِيْقٌ.
وَقَدْ كَانَ يَزِيْدُ رَأْساً فِي السُّنَّةِ، مُعَادِياً لِلْجَهْمِيَّةِ، مُنْكِراً تَأْوِيْلَهُم فِي مَسْأَلَةِ الاسْتِوَاءِ.
وَرَوَى: حَمْدَوَيْه بنُ الخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ، قَالَ: أَصلُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ مِنْ بُخَارَى.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ صَاعِقَةُ: كَانَ يَزِيْدُ يَخْضِبُ خِضَاباً قَانِياً.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ مِثْلُ هُشَيْمٍ، وَابْنِ عُلَيَّةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: سَمَاعُ يَزِيْدَ مِنِ ابْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ ضَعِيْفٌ، أَخْطَأَ فِي أَحَادِيْثَ.
قُلْتُ: إِنَّمَا الضَّعْفُ فِيْهَا مِنْ قِبَلِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي عَرُوْبَةَ؛ لأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ التَّغَيُّرِ.وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ لاَ يُمَيِّزُ، وَلاَ يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى.
وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَ يُعَابُ عَلَى يَزِيْدَ حَيْثُ ذَهَبَ بَصَرُهُ، رُبَّمَا سُئِلَ عَنْ حَدِيْثٍ لاَ يَعْرِفُهُ، فَيَأْمُرُ جَارِيَةً لَهُ تُحَفِّظُهُ إِيَّاهُ مِنْ كِتَابِهِ.
قُلْتُ: مَا بِهَذَا الفِعْلِ بَأْسٌ مَعَ أَمَانَةِ مَنْ يُلَقِّنُهُ، وَيَزِيْدُ حُجَّةٌ بِلاَ مَثْنَوِيَّةٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ يَحْيَى يَقُوْلُ:
كَانَ بِالعِرَاقِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الحُفَّاظِ: شَيْخَانِ: يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَهُشَيْمٌ، وَكَهْلاَنِ: وَكِيْعٌ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَيَزِيْدُ أَحْفَظُهُمَا.
الأَبَّارُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ خَالِدٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ حَدِيْثَ الصُّورِ مَرَّةً، فَحَفِظتُهُ، وَأَحْفَظُ عِشْرِيْنَ أَلْفاً، فَمَنْ شَاءَ، فَلْيُدْخِلْ فِيْهَا حَرفاً.
وَفِي حِكَايَةِ المَأْمُوْنِ المَذْكُوْرَةِ زِيَادَةٌ، قَالَ:فَخَرَجَ رَجُلٌ -يَعْنِي مِنْ نَاحِيَة المَأْمُوْنِ إِلَى وَاسِطَ-.
قَالَ: فَجَاءَ إِلَى يَزِيْدَ، فَقَالَ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ لَكَ: أُرِيْدُ أَنْ أُظهِرَ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ.
قَالَ: كَذَبتَ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَإِنَّهُ لاَ يَحمِلُ النَّاسَ عَلَى مَا لاَ يَعْرِفُوْنَهُ.
وَفِي كِتَابِ (ذَمِّ الكَلاَمِ) : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْتَصِرِ البَاهِلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الصَّرَّامُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الغَسِيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحَكَمِ، قَالَ:
كَانَ المَأْمُوْنُ يُسْأَلُ عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، يَقُوْلُ: مَا مَاتَ، وَمَا امْتُحِنَ النَّاسُ حَتَّى مَاتَ يَزِيْدُ.
قَالَ أَبُو نَافِعٍ سِبْطُ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ - وَعِنْدَهُ رَجُلاَنِ.فَقَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟
قَالَ: غَفَر لِي، وَشَفعَنِي، وَعَاتَبَنِي، وَقَالَ: أَتُحَدِّثُ عَنْ حَرِيْزِ بنِ عُثْمَانَ؟
فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، مَا عَلِمتُ إِلاَّ خَيْراً.
قَالَ: إِنَّهُ يُبْغِضُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
وَقَالَ الرَّجُلُ الآخَرُ: رَأَيْتُهُ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ أَتَاكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيْرٌ؟
قَالَ: إِيْ وَاللهِ، وَسَأَلاَنِي: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِيْنُكُ؟
فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا، وَأَنَا كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِهَذَا فِي دَارِ الدُّنْيَا؟!
فَقَالاَ لِي: صَدَقْتَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمَذَانِيُّ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ بنِ شُجَاعٍ الوَسْطَانِيُّ، وَزَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ البَيِّعُ بِبَغْدَادَ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا قَفَرْجَلٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ أَخُو كَرْخُوَيْه، أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنِّيْ تَارِكٌ فِيْكُم الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُوْدٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ).
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيْهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِذَا حَسُنَ إِسْلاَمُ العَبْدِ، تَمَّمَ اللهُ لَهُ عَمَلَهُ بِسَبْعِ مائَةِ ضِعْفٍ ) .
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَفٍ الحَافِظِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي السُّعُوْدِ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الكَاتِبَةُ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، حَدَّثَنَا العَوَّامُ بنُ حَوْشَبٍ، عَنْ
سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ،قَالَ:
كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ شَيْءٌ، فَانْطَلَقَ يَشْكُو إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلَ لاَ يَزِيْدُهُ إِلاَّ غلظاً، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَاكِتٌ.
فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَلاَ تَرَاهُ؟
فَرَفَعَ رَسُوْلُ اللهِ، فَقَالَ: (مَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً، أَبْغَضَهُ اللهُ، وَمَنْ عَادَى عَمَّاراً، عَادَاهُ اللهُ) .
قَالَ: فَخَرَجتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِضَى عَمَّارٍ، فَلَقِيْتُهُ، فَرَضِيَ.
وَبِهِ: إِلَى يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ:
كَانَ بَيْنَ خَالِدٍ وَعَمَّارٍ كَلاَمٌ، فَشَكَاهُ خَالِدٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مَنْ يُعَادِ عَمَّاراً، يُعَادِهِ اللهُ، وَمَنْ يُبْغِضْ عَمَّاراً، يُبْغِضْهُ اللهُ، وَمَنْ يَسُبَّ عَمَّاراً، يَسُبَّهُ اللهُ).
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالاَ:
أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ النِّعَالِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الدَّقِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، حَدَّثَنَا شَرِيْكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، وَأَرَادَ بَيْعَهَا، فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى جَارِهِ).
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً، قَالاَ:أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي، وَالمَسْجَدِ الحَرَامِ، وَالمَسْجَدِ الأَقْصَى ) .
مَعْنَاهُ: لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى مَسْجِدٍ ابْتِغَاءَ الأَجْرِ سِوَى المَسَاجِدِ الثَّلاَثَةِ، فَإِنَّ لَهَا فَضْلاً خَاصّاً.
فَمَنْ قَالَ: لَمْ يَدْخُلْ فِي النَّهْيِ شَدُّ الرَّحْلِ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ وَلِيٍّ، وَقَفَ مَعَ ظَاهِر النَّصِّ، وَأَنَّ الأَمْرَ بِذَلِكَ وَالنَّهْيَ خَاصٌّ بِالمَسَاجِدِ.
وَمَنْ قَالَ بِقِيَاسِ الأُوْلَى، قَالَ: إِذَا كَانَ أَفْضَلَ بِقَاعِ الأَرْضِ مَسَاجِدُهَا، وَالنَّهْيُ وَرَدَ فِيْهَا، فَمَا دُوْنَهَا فِي الفَضْلِ - كَقُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ - أَوْلَى بِالنَّهْيِ.
أَمَّا مَنْ سَارَ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ فَاضِلٍ مِنْ غَيْرِ شَدِّ رَحْلٍ، فَقُربَةٌ بِالإِجْمَاعِ بِلاَ تَرَدُّدٍ، سِوَى مَا شَذَّ بِهِ الشَّعْبِيُّ، وَنَحْوُهُ، فَكَانَ بَلَغَهُمُ النَّهْيُ عَنْ زِيَارَةِ القُبُوْرِ، وَمَا عَلِمُوا بِأَنَّهُ نُسِخَ ذَلِكَ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: تُوُفِّيَ يَزِيْدُ بِوَاسِطَ، فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ.قُلْتُ: يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً فِي (الغَيْلاَنِيَّاتِ ) ، وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيْثُ: (الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ) ، وَحَدِيْثُهُ كَثِيْرٌ جِدّاً فِي (مُسْنَدِ أَحْمَدَ) ، وَفِي الكُتُبِ السِّتَّةِ، وَفِي أَجْزَاءَ كَثِيْرَةٍ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ:
سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ سِنَانٍ يَقُوْلُ: كَانَ يَزِيْدُ يَكْرَهُ قِرَاءةَ حَمْزَةَ كَرَاهَةً شَدِيْدَةً.
قَالَ المِزِّيُّ: يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ زَاذِي، وَيُقَالُ: زَاذَانُ بنُ ثَابِتٍ، كَانَ جَدُّهُ مَوْلَىً لأُمِّ عَاصِمٍ؛ امْرَأَةِ عُتْبَةَ بنِ فَرْقَدٍ، فَأَعْتَقَتْهُ.
قِيْلَ: أَصْلُهُ مِنْ بُخَارَى.
رَوَى عَنْ: أَبَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُسْلِمٍ المَكِّيِّ، وَأَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ، وَأَصْبَغَ بنِ زَيْدٍ، وَحَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، وَحَجَّاجِ بنِ أَبِي زَيْنَبَ، وَحُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، وَعَوْفٍ
الأَعْرَابِيِّ، وَالعَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ، وَالعَلاَءِ بنِ زَيْدَلَ، وَفَائِدٍ أَبِي الوَرْقَاءِ، وَهِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ... ، وَذَكَرَ خَلْقاً قَدْ مَضَوْا، وَيَنْزِلُ إِلَى الرِّوَايَة عَنْ: بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيْدِ، وَنَحْوِهِ، وَسَمَّى مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ مائَةً وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ نَفْساً.رَوَى: أَبُو طَالِبٍ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ:
كَانَ يَزِيْدُ حَافِظاً، مُتْقِناً لِلْحَدِيْثِ، صَحِيْحَ الحَدِيْثِ عَنْ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ، قَاهِراً لَهَا، حَافِظاً.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَتْقَنَ حِفْظاً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَالإِتْقَانُ أَكْبَرُ مِنْ حِفْظِ السَّرْدِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ، صَدُوْقٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ، عَنْ عَفَّانَ:
أَخَذَ يَزِيْدُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ حِفْظاً، وَهِيَ صِحَاحٌ، بِهَا مِنَ الاسْتِوَاءِ غَيْرُ قَلِيْلٍ، وَمَدَحَهَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ سِنَانٍ: مَا رَأَيْتُ عَالِماً قَطُّ أَحْسَنَ صَلاَةً مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، يَقُوْمُ كَأَنَّهُ أُسْطُوَانَةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.
وُلِدَ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ: طَلَبتُ الحَدِيْثَ، وَحُصَيْنٌ حَيٌّ، كَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَقرَأُ عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ نَسِيَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَتُوُفِّيَ فِي خِلاَفَةِ المَأْمُوْنِ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ، أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ -يَعْنِي سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ -.وَرَوَى: المَرُّوْذِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مَيْمُوْنٍ حِكَايَةً تَدُلُّ عَلَى أَنَّ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ كَانَ صَاحِبَ مُزَاحٍ، وَكَانَ يَتَأَدَّبُ بِحُضُوْرِ الإِمَامِ وَلاَ يُمَازِحُهُ.
وَقَدِ اعْتَلَّ أَحْمَدُ مَرَّةً، فَعَادَهُ يَزِيْدُ، وَوَصَلَهُ بِخَمْسِ مائَةِ دِرْهَمٍ، فَرَدَّهَا أَحْمَدُ، وَاعْتَذَرَ.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَافِظِ، أَخْبَرَكُمْ ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدٌ الخَيَّاطُ، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ التَّانِي، حَدَّثَنَا ابْنُ المُقْرِئِ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ عَمْرِو بنِ جَابِرٍ الرَّمْلِيَّ، سَمِعْتُ الحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ، يَقُوْلُ:
كَانَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ إِذَا جَاءهُ مَنْ فَاتَهُ المَجْلِسُ، قَالَ: يَا غُلاَمُ! نَاوِلْهُ المِنْدِيلَ.
وَبِهِ: قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ، سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ، سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بنَ يِهَابَ، سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الثُّقَلاَءِ.
الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا المَعْمَرِيُّ، سَمِعْتُ خَلَفَ بنَ سَالِمٍ يَقُوْلُ:
كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، فَمَزَحَ مَعَ مُسْتَمْلِيْهِ، فَتَنَحْنَحَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ.
فَقَالَ يَزِيْدُ: مَنِ المُتَنَحْنِحُ؟
فَقِيْلَ لَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ.
فَضَرَبَ يَزِيْدُ عَلَى جَبِيْنِهِ، وَقَالَ: أَلاَ أَعْلَمْتُمُوْنِي أَنَّ أَحْمَدَ هَا هُنَا حَتَّى لاَ أَمزَحَ.
يزيد بن هارون سلمي، يكنى أبا خالد: "واسطي"، شامي ثقة. ثبت في الحديث وكان متعبدًا حسن الصلاة جدًّا، وكان قد عمي يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل، وكان متنسكًا عابدًا, توفي سنة ست ومائتين. لقي يحيى بن سعيد الأنصاري، وروى عنه نحوًا من مائة حديث وسبعين حديثًا، لقيه بالحيرة، وكان يحيى بن سعيد قاضيًا على الحيرة. قال أبو مسلم: قلت له: من استقضاه؟ قال: بعض بني أمية. ثم لقيه يزيد, وكان يحيى رجلًا صالحًا قلت له: كم يحفظ؟ قال: ستمائة، سبعمائة. قال: وقال يزيد يومًا بالبصرة: حدثني يحيى بن سعيد, فقال له: من يحيى بن سعيد؟ قال: الأنصاري وليس بعطايكم هذا. وقال: ما أحب أن أحفظ القرآن حتى لا أخطئ منه شيئًا، لئلا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الخوارج: "يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" .
وكان يومًا عنده ابن أبي خدويه ونظيره من أصحاب الحديث، فحدث بحديث, فقال له ابن خدويه: ماذا أحاط بهذا الحديث من البلاء، فلان يرسل عن فلان، وفلان لم يسمع من فلان، وفلان إنما أخذ هذا الحديث مناولة، فقال له يزيد، ما سمعت هذا إلا الساعة، لم يكن يزيد يعرف هذا الموضع.
قال: وكان يزيد يؤذن فكان يقول حي على الفَلَح! فقالوا له, فقال: جرى لساني على هذا.
وسلم في الخوارج: "يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" .
وكان يومًا عنده ابن أبي خدويه ونظيره من أصحاب الحديث، فحدث بحديث, فقال له ابن خدويه: ماذا أحاط بهذا الحديث من البلاء، فلان يرسل عن فلان، وفلان لم يسمع من فلان، وفلان إنما أخذ هذا الحديث مناولة، فقال له يزيد، ما سمعت هذا إلا الساعة، لم يكن يزيد يعرف هذا الموضع.
قال: وكان يزيد يؤذن فكان يقول حي على الفَلَح! فقالوا له, فقال: جرى لساني على هذا.
يزيد بن هارون، أبو خالد الواسطي
قال البخاري: وقال أحمد: ولد سنة ثمان عشرة ومائة.
"التاريخ الكبير" 8/ 368
قال صالح: قال أبي: حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أشعث ابن سليم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا للَّه" (1).
قال أبي: فقلت ليزيد بن هارون: إنما هو يحيى بن أبي سليم أبو بلج.
قال: سمعته منه ببغداد، وأنا في آخر الناس، ومنذ سمعته، أنا أشك فيه، فقال لهم: اجعلوه عن رجل.
"مسائل صالح" (797)
وقال صالح: قال أبي: يزيد بن هارون من سمع منه بواسط هو أصح ممن سمع ببغداد؛ لأنه كان بواسط يلقن فرجع إلى ما في الكتب.
"مسائل صالح" (1270)
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: إسحاق -يعني: الأزرق- وعباد ابن العوام، ويزيد كتبوا عن شريك بواسط من كتابه، كان قدم عليهم في حفر نهر، قال أحمد: كان شريك رجلًا له عقل وكان يحدث بعقله، قال أحمد: سماع هؤلاء أصح عنه.
"سؤالات أبي داود" (439)
قال ابن هانئ: سمعته يقول: يزيد أثبت في حديث حجاج بن أبي معاوية خاصة.
"مسائل ابن هانئ" (2307)
قال حرب: وقال أحمد: يزيد بن هارون كيس، وقدمه على هشيم في جياد الأحاديث والمسندات.
"مسائل حرب" ص 455
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان مرتين عن ابن عجلان، عن عياض بن عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح سمع أبا سعيد، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "وكل ما ينبت الربيع يقتل حبطا" (1) وقال يزيد بن هارون: عن هشام، عن
يحيى، عن هلال، وقال فيه: "خبطا" وأخطأ، إنما هو "حبطا".
"العلل" رواية عبد اللَّه (193)، (1849)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سالم بن عبد اللَّه يذكر حديث صدقات عمر في الإبل.
قال أبي: فقلت ليزيد: إن إنسانًا بالكوفة يحدث به عن يحيى قال: بلغني عن سالم؛ فسكت، فلما كان بعد قال يزيد: أين ابن حنبل؟ ذاك الحديث كان سالم يحدث.
قال أبي: سمعته أنا من يعلى بن عبيد، عن يحيى بن سعيد قال: بلغني عن سالم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (550)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا جعفر بن كيسان قال: حدثنا شويس أبو الرقاد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (562)، (5920)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أشعث بن سليم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء، لا يحبه إلا للَّه".
قال أبي: فقلت ليزيد: أيش اسم أبي بلج؟
قال: يحيى بن أبي سليم. فقال يزيد: لقد سمعته من شعبة ببغداد، وكنت في آخر الناس وأنا أشك فيه منذ سمعته، فرجع يزيد عنه وقال: اكتبوه عن رجل.
قال أبي: أخطأ فيه يزيد بن هارون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1237)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: شق على يحيى بن سعيد يوم خرجتُ من البصرة -يعني: اغتم بخروجه من عنده- قال: وسأل يحيى ابن سعيد عني وأنا بواسط مقيم على يزيد بن هارون.
فقالوا: هو بواسط.
فقال: أيش يصنع بواسط؟
فقالوا: عند يزيد بن هارون.
فقال: وايش يصنع عند يزيد بن هارون! ! أو كما قال أبي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1933)، (2339)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: رأيت عبد الوهاب الثقفي يخضب، وروح يخضب، ويزيد بن هارون رأيته يخضب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1225)، (1227)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال يزيد بن هارون: رأيت أبا بلج -يعني: يحيى بن أبي سليم- أراه رآه بواسط.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1240)
وقال عبد اللَّه: سألته أيما أحب إليك يزيد بن هارون أو محمد بن يزيد؟ قال: يزيد بن هارون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1462)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد قال: كان لوالدي سرج نمور يركب عليه. حدثني أبي قال: قال يزيد: ورأيت أبي يجلس على جِلد أسد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1997)، (1998)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: جاءني يزيد بن هارون يعودني -أظنه قال في شكوى اشتكته عيني، فلما أراد أن يخرج نطح رأسه الباب، وكان يزيد رجلًا طويلًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2297)، (4221)
وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: غندر، عن سعيد، عن أبي معشر، عن النخعي أنه كان يكره ذلك ويقول: إذا علم أنه لا يجد ماء فلا يمسها -يعني: امرأته.
سمعت أبي يقول: حدثنا هذا الحديث يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن ابن مسعود.
فقال أبو أحمد البصري الذي يقال له الأبوابي: إن يزيد بن زريع حدثنا به لم يقل عن ابن مسعود، فترك يزيد ابن مسعود.
قال أبي: وقد حدثنا به غير واحد، منهم يحيى بن سعيد وعبد الأعلى وغندر، لم يذكر واحد منهم ابن مسعود. وقال الخفاف: قال سعيد: ولا أعلمه إلا وقد رفعه إلى ابن مسعود.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2856)
وقال عبد اللَّه: وقال أبي: سماع يزيد بن هارون من سعيد بن أبي عروبة في الصحة إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5341)
وقال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: سألنا يزيد بن هارون عن أهل السنة ما تقول في علي وعثمان؟ قال: فتكلم كأنه سوى بينهما، وقال: إن فضل أحدهما على الآخر لم يعب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (6018)
وقال عبد اللَّه: سمعت أحمد يقول: ثنا يزيد بحديث، قثنا شعبة، عن أشعث بن سليم قال: وإنما كان -يعني: الحديث- عن يحيى بن أبي سليم أبي بلج قال: فقال: قد سمعت الحديث، وأنا فيه شاك منذ سمعته، وسمعته ببغداد -يعني: من شعبة- وكنت في آخر الناس، اجعلوه عن رجل.
"مسائل البغوي" (32)
قال الفضل بن زياد: وسمعت أبا عبد اللَّه وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟
قال: نعم، ما كان أفطنه وأذكاه وأفهمه.
قيل له: فابن علية؟
فقال: كان له فقه، إلا أني لم أخبره خبري يزيد بن هارون، ما كان أجمع أمر يزيد، صاحب صلاة حافظ، متقن للحديث، صرامة وحسن مذهب، لو صبر مكانه.
قال: ليس كل الناس يجمع له الشيء لا بد من شيء، وصحف في حرفين في حديث همام عن مطر، عن دخيل، قال: هو دفيل، وقال في حديث أبي سعيد الخدري: حنطًا، وإنما هو حبطًا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 159، "تاريخ بغداد" 14/ 340، "سير أعلام النبلاء" 9/ 360، "بحر الدم" (1181)
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: كان يزيد بن هارون حافظًا متقنًا للحديث، صحيح الحديث عن حجاج بن أرطاة، قاهرًا لها حافظًا لها.
"الجرح والتعديل" 9/ 295، "تهذيب الكمال" 32/ 266، "سير أعلام النبلاء" 9/ 370
قال عبد اللَّه: قال أبي: سمعت يزيد بن هارون يقول: طلبت الحديث وحصين حي بالمَبَارك يُقرأ عليه، وكان قد نَسِي.
"شرح علل الترمذي" 2/ 563
نقل الأثرم عن أحمد: أنه ذكر سماع يزيد بن هارون من سعيد بن أبي عروبة، فضعفه، وقال: كذا كذا حديثا خطأ.
"شرح علل الترمذي" 2/ 568
قال البخاري: وقال أحمد: ولد سنة ثمان عشرة ومائة.
"التاريخ الكبير" 8/ 368
قال صالح: قال أبي: حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أشعث ابن سليم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا للَّه" (1).
قال أبي: فقلت ليزيد بن هارون: إنما هو يحيى بن أبي سليم أبو بلج.
قال: سمعته منه ببغداد، وأنا في آخر الناس، ومنذ سمعته، أنا أشك فيه، فقال لهم: اجعلوه عن رجل.
"مسائل صالح" (797)
وقال صالح: قال أبي: يزيد بن هارون من سمع منه بواسط هو أصح ممن سمع ببغداد؛ لأنه كان بواسط يلقن فرجع إلى ما في الكتب.
"مسائل صالح" (1270)
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: إسحاق -يعني: الأزرق- وعباد ابن العوام، ويزيد كتبوا عن شريك بواسط من كتابه، كان قدم عليهم في حفر نهر، قال أحمد: كان شريك رجلًا له عقل وكان يحدث بعقله، قال أحمد: سماع هؤلاء أصح عنه.
"سؤالات أبي داود" (439)
قال ابن هانئ: سمعته يقول: يزيد أثبت في حديث حجاج بن أبي معاوية خاصة.
"مسائل ابن هانئ" (2307)
قال حرب: وقال أحمد: يزيد بن هارون كيس، وقدمه على هشيم في جياد الأحاديث والمسندات.
"مسائل حرب" ص 455
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان مرتين عن ابن عجلان، عن عياض بن عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح سمع أبا سعيد، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "وكل ما ينبت الربيع يقتل حبطا" (1) وقال يزيد بن هارون: عن هشام، عن
يحيى، عن هلال، وقال فيه: "خبطا" وأخطأ، إنما هو "حبطا".
"العلل" رواية عبد اللَّه (193)، (1849)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سالم بن عبد اللَّه يذكر حديث صدقات عمر في الإبل.
قال أبي: فقلت ليزيد: إن إنسانًا بالكوفة يحدث به عن يحيى قال: بلغني عن سالم؛ فسكت، فلما كان بعد قال يزيد: أين ابن حنبل؟ ذاك الحديث كان سالم يحدث.
قال أبي: سمعته أنا من يعلى بن عبيد، عن يحيى بن سعيد قال: بلغني عن سالم.
"العلل" رواية عبد اللَّه (550)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا جعفر بن كيسان قال: حدثنا شويس أبو الرقاد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (562)، (5920)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أشعث بن سليم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء، لا يحبه إلا للَّه".
قال أبي: فقلت ليزيد: أيش اسم أبي بلج؟
قال: يحيى بن أبي سليم. فقال يزيد: لقد سمعته من شعبة ببغداد، وكنت في آخر الناس وأنا أشك فيه منذ سمعته، فرجع يزيد عنه وقال: اكتبوه عن رجل.
قال أبي: أخطأ فيه يزيد بن هارون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1237)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: شق على يحيى بن سعيد يوم خرجتُ من البصرة -يعني: اغتم بخروجه من عنده- قال: وسأل يحيى ابن سعيد عني وأنا بواسط مقيم على يزيد بن هارون.
فقالوا: هو بواسط.
فقال: أيش يصنع بواسط؟
فقالوا: عند يزيد بن هارون.
فقال: وايش يصنع عند يزيد بن هارون! ! أو كما قال أبي.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1933)، (2339)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: رأيت عبد الوهاب الثقفي يخضب، وروح يخضب، ويزيد بن هارون رأيته يخضب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1225)، (1227)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: قال يزيد بن هارون: رأيت أبا بلج -يعني: يحيى بن أبي سليم- أراه رآه بواسط.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1240)
وقال عبد اللَّه: سألته أيما أحب إليك يزيد بن هارون أو محمد بن يزيد؟ قال: يزيد بن هارون.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1462)
وقال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد قال: كان لوالدي سرج نمور يركب عليه. حدثني أبي قال: قال يزيد: ورأيت أبي يجلس على جِلد أسد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1997)، (1998)
وقال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: جاءني يزيد بن هارون يعودني -أظنه قال في شكوى اشتكته عيني، فلما أراد أن يخرج نطح رأسه الباب، وكان يزيد رجلًا طويلًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2297)، (4221)
وقال عبد اللَّه: قرأت على أبي: غندر، عن سعيد، عن أبي معشر، عن النخعي أنه كان يكره ذلك ويقول: إذا علم أنه لا يجد ماء فلا يمسها -يعني: امرأته.
سمعت أبي يقول: حدثنا هذا الحديث يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن ابن مسعود.
فقال أبو أحمد البصري الذي يقال له الأبوابي: إن يزيد بن زريع حدثنا به لم يقل عن ابن مسعود، فترك يزيد ابن مسعود.
قال أبي: وقد حدثنا به غير واحد، منهم يحيى بن سعيد وعبد الأعلى وغندر، لم يذكر واحد منهم ابن مسعود. وقال الخفاف: قال سعيد: ولا أعلمه إلا وقد رفعه إلى ابن مسعود.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2856)
وقال عبد اللَّه: وقال أبي: سماع يزيد بن هارون من سعيد بن أبي عروبة في الصحة إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (5341)
وقال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: سألنا يزيد بن هارون عن أهل السنة ما تقول في علي وعثمان؟ قال: فتكلم كأنه سوى بينهما، وقال: إن فضل أحدهما على الآخر لم يعب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (6018)
وقال عبد اللَّه: سمعت أحمد يقول: ثنا يزيد بحديث، قثنا شعبة، عن أشعث بن سليم قال: وإنما كان -يعني: الحديث- عن يحيى بن أبي سليم أبي بلج قال: فقال: قد سمعت الحديث، وأنا فيه شاك منذ سمعته، وسمعته ببغداد -يعني: من شعبة- وكنت في آخر الناس، اجعلوه عن رجل.
"مسائل البغوي" (32)
قال الفضل بن زياد: وسمعت أبا عبد اللَّه وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟
قال: نعم، ما كان أفطنه وأذكاه وأفهمه.
قيل له: فابن علية؟
فقال: كان له فقه، إلا أني لم أخبره خبري يزيد بن هارون، ما كان أجمع أمر يزيد، صاحب صلاة حافظ، متقن للحديث، صرامة وحسن مذهب، لو صبر مكانه.
قال: ليس كل الناس يجمع له الشيء لا بد من شيء، وصحف في حرفين في حديث همام عن مطر، عن دخيل، قال: هو دفيل، وقال في حديث أبي سعيد الخدري: حنطًا، وإنما هو حبطًا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 159، "تاريخ بغداد" 14/ 340، "سير أعلام النبلاء" 9/ 360، "بحر الدم" (1181)
قال أبو طالب: قال أحمد بن حنبل: كان يزيد بن هارون حافظًا متقنًا للحديث، صحيح الحديث عن حجاج بن أرطاة، قاهرًا لها حافظًا لها.
"الجرح والتعديل" 9/ 295، "تهذيب الكمال" 32/ 266، "سير أعلام النبلاء" 9/ 370
قال عبد اللَّه: قال أبي: سمعت يزيد بن هارون يقول: طلبت الحديث وحصين حي بالمَبَارك يُقرأ عليه، وكان قد نَسِي.
"شرح علل الترمذي" 2/ 563
نقل الأثرم عن أحمد: أنه ذكر سماع يزيد بن هارون من سعيد بن أبي عروبة، فضعفه، وقال: كذا كذا حديثا خطأ.
"شرح علل الترمذي" 2/ 568
يزيد بن زياد بن ربيعة
ابن مفرغ بن مصعب الحميري من آل ذي فلجان بن زرعة بن يعفر بن السميفع الكلاعي البصري، حليف آل خالد بن أسيد ابن أبي العاص، وغنما لقب جده مفرغاً لأنه راهن على سقاء لبن أن يشربه حتى فرغه. ويقال: إنه مدفوع النسب في حمير. وأن ربيعة بن مفرغ كان شعاباً بتبالة، وقيل بالمدينة.
وكان يزيد شريراً هجاء للناس، فصحب عباد بن زياد، وعباد على سجستان عاملاً لعبيد الله بن زياد، وعبيد الله يومئذ على البصرة. تولى الكوفة في خلافة معاوية، فهجا ابن مفرغ عباداً، فبلغه ذلك، وكان على ابن مفرغ دين، فاستعذر عليه، فبيع ماله في دينه، وكان فيما بيع غلام له يقال له: برد، وجارية يقال لها: الأراكة، فقال ابن مفرغ من أبيات:
لهفي على الرأي الذي ... كانت عواقبه ندامه
تركي سعيداً ذا الندى ... والبيت ترفعه الدعامه
وتبعت عبد بني علا ... ج تلك أشراط القيامه
جاءت به حبشيةً ... سكاء تحسبها نعامه
من نسوة سود الوجو ... هـ ترى عليهن الدمامه
وشريت برداً ليتني ... من بعد برد كنت هامه
هامة تدعو صدى ... بين المشقر واليمامه
العبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه الملامه
الريح تبكي شجوها ... والبرق يلمع في الغمامه
ورمقتها فوجدتها ... كالضلع ليس لها استقامه
شريت: بمعنى بعت، كأنه ندم على بيعه.
ثم قدم يزيد البصرة، وكان عبيد الله وافداً على معاوية، فعرف ابن مفرغ الذي أثر في بني زياد، فأتى الأحنف بن قيس التميمي، فقال له: أجرني من بني زياد، قال: لا أجير عليهم، ولكني أكفيك شعراء بني تميم أن يهجوك، قال: أما هذا فلا أريد أن تكفنيه، فأتى أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد فقال: أجرني، فوعده، وأتى عمر بن عبيد الله بن معمر، فوعده، وأتى طلحة الطلحات فوعده، وأتى المنذر بن الجارود
العبدي، فأجاره، وكانت بحرية بنت المنذر عند عبيد الله بن زياد، وبلغ عبيد الله الذي كان من هجاء ابن مفرغ عباداً، وهو عند معاوية، فقال له: إن ابن مفرغ هجاناً، فأذن لي في قتله، فقال معاوية: أما قتله فلا، ولكن ما دون القتل. فلما قدم عبيد الله البصرة لم يكن همه إلا ابن مفرغ، فسأل عنه، فقيل له: أجاره ابن الجارود، وهو في داره، فأرسل إلى المنذر، فسأله، فأتاه. فلما دخل عليه أرسل عبيد الله الشرط إلى دار المنذر، فأخذوا ابن مفرغ، فأتوا به عبيد الله بن زياد، فلم يشعر به المنذر حتى رآه واقفاً عليه، وعلى عبيد الله، فقام المنذر إلى عبيد الله، فكلمه فيه فقال: إني أجرته، فقال له عبيد الله: يا منذر، ليمدحن أباك ويهجون أبي، وليمدحنك ويهجوني، ثم أرضى بذلك؟! لا والله، فخرج المنذر من الدار، وحبس ابن مفرغ، وأسلم إلى الحجامين، وهو حيث يقول:
وما كنت حجاماً ولكن أحلني ... بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل
وهجا من أجاره وأخفره. وكان مما هجاهم به ابن زياد:
شهدت بأن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع
ولكن كان أمراً فيه لبس ... على وجل شديد وارتياع
وقيل: إن عبيد الله أمر به، فسقي دواء، ثم حمل على حمار على إكاف، فجعل يطاف به، وهو يسلح في ثيابه، ويمر به في الأسواق، فقال للمنذر بن الجارود:
تركت قريشاً أن أجاور فيهم ... وجاورت عبد القيس أهل المشقر
أناس أجارونا فكان جوارهم ... أعاصير من فسو العراق المبذر
فأصبح جاري من جذيمة نائماً ... ولا يمنع الجيران غير المنفر
وقال:
أصبحت لا من بني قيس فتنصرني ... بكر العراق ولم تغضب لنا مضر
ولم تكلم قريش في حليفهم ... إذ غاب ناصره بالشام واحتضروا
وقال لعبد الله بن زياد:
يغسل الماء ما صنعت وشعري ... راسخ منك في العظام البوالي
ثم حمله عبيد الله إلى عباد، حتى قدم على معاوية، فقال: إن حمير غدت على معاوية في خمس مئة فارس دارع، فسألوه ان يهبه لهم فقال في طريقه:
عدس ما لعباد عليك إمارة ... نجوت، وهذا تحملين طليق
لعمري لقد نجاك من هوة الردى ... إمام وحبل للإمام وثيق
سأشكر ما أوليت من حسن نعمة ... ومثلي بشكر المنعمين حقيق
فلما دخل على معاوية بكى، وقال: ركب مني ما لم يركب من مسلم، على غير حدث ولا جرم. قال: أو لست القائل:
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني
أتغضب أن يقال أبوك عف ... وترضى أن يقال أبوك زان
فأشهد أن رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان
وأشهد أنها ولدت زياداً ... وصخر من سمية غير دان
قال: لا، والذي عظم حق أمير المؤمنين ما قلت هذا. قال: أفلم تقل:
فأشهد أن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع
في أشعار كثيرة هجوت بها بني زياد؟، اذهب، فقد عفوت عنك، وعن جرمك، فانظر أي أرض شئت، فانزل. فنزل الموصل، ثم ارتاح إلى البصرة، فقدمها فنزل على عبيد الله فأمنه، ولم يزل عبيد الله والياً على البصرة حتى مات معاوية بدمشق سنة ستين، وقيل: إن الذي أطلقه يزيد بن معاوية.
وقيل: إن ابن مفرغ لما طال حبسه وبلاؤه ركب طلحة الطلحات إلى الحجاز ولقي قريشاً، وكان ابن مفرغ حليفاً لبني أمية، فقال لهم طلحة: يا معشر قريش، إن أخاكم وحليفكم ابن مفرغ قد ابتلي بهذه الأعبد من بني زياد، وهو عديدكم وحليفكم ورجل منكم، ووالله ما أحب أن يجري الله عافيته على يدي دونكم، ولا أفوز بالمكرمة في أمره وتخلوا منها، فانهضوا معي بجماعتكم إلى يزيد بن معاوية، فإن أهل اليمن قد تحركوا بالشام، فركب خالد بن عبد الله بن اسيد وأخوه أمية وعمر بن عبيد الله بن معمر ووجوه خزاعة وكنانة، وخرجوا إلى يزيد، فبينا هم يسيرون ذات ليلة إذ سمعوا راكباً يتغنى في سواد الليل بقول ابن مفرغ:
إن تركي ندى سعيد بن عثما ... ن بن عفان ناصري وعديدي
وإتباعي أخا الضراعة واللؤ ... م لنقص وفوت شأو بعيد
قلت والليل مطبق بعراه ... ليتني مت قبل ترك سعيد
ليتني مت قبل تركي أخا النج ... دة والحزم والفعال السديد
عبشمي أبوه عبد مناف ... فاز منها بتاجها المعقود
ثم جود لو قيل فيه مزيد ... قلت للسائلين ما من مزيد
قل لقومي لدى الأباطح من آ ... ل لؤي بن غالب ذي الجدود
سامني بعدكم دعي زياد ... خطة الغادر اللئيم الزهيد
كان ما كان في الأراكة واجت ... ب ببرد سنام عيشي وجيدي
أوغل العبد في العقوبة والشت ... م وأودى بطارفي وتليدي
فارحلوا في حليفكم وأخيكم ... نحو غوث المستصرخين يزيد
فاطلبوا النصف من دعي زياد ... وسلوني بما ادعيت شهودي
فدعا القوم بالراكب، فقالوا له: ما هذا الذي تغني به؟ قال: قول رجل أمره عجب، رجل ضائع بين قريش واليمن، وهو رجل البأس، قالوا: ومن هو؟ قال: ابن مفرغ، قالوا: ما رحلنا إلا فيه وانتسبوا له، فضحك وقال: فاسمعوا من قوله أيضاً وأنشدهم:
لعمري لو كان الأسير ابن معمر ... وصاحبه وشكله ابن أسيد
ولو انهم نالوا أمية أرقلت ... بركابها الوجناء نحو يزيد
فأبلغت عذراً في لؤي بن غالب ... وأتلفت فيهم طارفي وتليدي
فإن لم يغيرها الإمام بحقها ... عدلت إلى شم شوامخ صيد
فناديت فيهم دعوة يمنية ... كما كان آبائي دعوا وجدودي
ودافعت حتى أبلغ الجهد عنهم ... دفاع امرئ في الخير غير زهيد
فإن لم تكونوا عند ظني بنصركم ... فليس لها غير الأغر سعيد
بنفسي أهلي ذاك حياً وميتاً ... نضار، وعود المرء أكرم عود
فكم من مقام في قريش كفيته ... ويوم يشيب الكاعبات شديد
وخصم تحاماه لؤي بن غالب ... شببت له ناري فهاب وقودي
وخير كثير قد أفأت عليكم ... وأنتم رقود أو شبيه رقود
قال: فاسترجع القوم لقوله، وقالوا: والله لا نغسل رؤوسنا في العرب إن لم نستقلها بفكه، فأغذوا السير إلى الشام.
وبعث ابن مفرغ رجلاً من بني الحارث بن كعب فقام على سور حمص، فنادى بأعلى صوته الحصين بن نمير - وكان والي حمص - بهذه الأبيات وكان عظيم الجبهة:
أبلغ لديك بني قحطان قاطبةً ... عضت بأي ... أبيها سادة اليمن
أمسى دعي زياد فقع قرقرة ... يا للعجائب يلهو بابن ذي يزن
والحميري طريح وسط مزبلة ... هذا لعمركم غبن من الغبن
والأجبه ابن نمير فوق مفرشه ... يرنو إلى أحور العينين ذي غنن
قوموا فقولوا: أمير المؤمنين لنا ... حق عليك ومن ليس كالمنن
فاكفف دعي زياد عن أكارمنا ... ماذا يريد إلى الأحقاد والإحن
فاجتمعت اليمانية إلى حصين فعيروه بما قاله ابن مفرغ، فقال الحصين: ليس لي رأي دون يزيد بن أسيد ومخرمة بن شرحبيل، فأرسل إليهما: فقال لهما حصين: اسمعا ما أهدى إلي شاعركم، وقاله لكم في أخيكم - يعني: نفسه - وأنشدهم، فقال يزيد بن أسيد: فإني قد جئتكم والله بأعظم من هذا، في قوله فيما صنع به:
وما كنت حجاماً ولكن أحلني ... بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل
فقال الحصين: لقد أساء إلينا أمير المؤمنين في صاحبنا مرتين: إحداهما أنه هرب إليه فلم يجره، والأخرى أنه أمر بعذابه غير مراقب لنا فيه، وقال يزيد بن أسيد: إني لأظن أن طاعتنا سوف تفسد ويمحوها ما صنع بابن مفرغ، ولقد تطلع من نفسي شيء للموت أحب إلي منه. وقال مخرمة بن شرحبيل: أيها الرجلان، اعقلا، فإنه لا معاوية لكما، واعرفا أن صاحبكما لا تقدح فيه الغلظة، فاقصدا للتضرع، فركب القوم إلى دمشق، وقدموا على يزيد بن معاوية، وقد سبقهم الرجل، فنادى بذلك الشعر يوم الجمعة على درج دمشق، فثارت اليمانية، وتكلموا، ومشى بعضهم إلى بعض، وقدم وفد القرشيين في أمره مع طلحة الطلحات، فسبقوا القرشيين، ودخلوا على يزيد.
فتكلم الحصين بن نمير، وذكر بلاءه وبلاء قومه وطاعتهم، وقال: يا أمير المؤمنين، إن الذي أتاه ابن زياد إلى صاحبنا لا قرار عليه، قد سامنا عبيد الله وعباد خطة خسف، وقلدانا قلادة عار، فأنصف كريمنا من صاحبه، فوالله لئن قدرنا لنعفون، وإن ظلمنا لننتصرن.
وقال يزيد بن أسيد: يا أمير المؤمنين، إنا لو رضينا بمثلة ابن زياد بصاحبنا وعظيم ما انتهك منه لم يرض الله بذلك، ولئن تقربنا إليك بما يسخط الله ليباعدننا الله منك. وقد نفرت لصاحبنا نفرة طار غرابها، وما أدري متى يقع، وكل نائرة تقدح في
الملك - وإن صغرت - لم يؤمن أن تكبر، وإطفاؤها خير من إضرامها، ولا سيما إذا كانت في أنف لا يجدع، ويد لا تقطع، فأنصفنا من ابن زياد.
وقال مخرمة بن شرحبيل، وكان متألهاً، عظيم الطاعة في أهل اليمن: إنه لا يد تحجزك عن هواك دون الله، ولو مثلت بأخينا، وتوليت منه ذلك بنفسك لم يقم فيه قائم، ولم يعاتبك فيه معاتب، ولكن ابني زياد استخفا بما يثقل عليك من حقنا، وتهاونا بما تكرمه منا، وأنت بيننا وبين الله، ونحن بينك وبين الناس، فأنصفنا من صاحبيك، ولينفعنا بلاؤنا عندك.
فقال يزيد: إن صاحبكم أتى عظيماً، نفى زياداً عن أبي سفيان، ونفى عباداً وعبيد الله عن زياد، وقلدهم طوق المامة، وما شجعه على ذلك إلا نسبه فيكم، وحلفه في قريش، فأما إذ بلغ الأمر ما أرى، وأشفى بكم على ما أشفى، فهو لكم وعلي رضاكم.
وانتهى القرشيون إلى الحاجب فاستأذن لهم، فأذن، وقال لليمانيين: قد أتتكم برى الذهب من أهل العراق، فدخلوا فسلموا، والغضب يتبين في وجوههم، فظن يزيد الظنون، وقال لهم: ما لكم آنفتق فتق؟ أم حدث حدث فيكم؟ قالوا: لا، فسكن.
فقال طلحة الطلحات: يا أمير المؤمنين، ما كفى ما لقيت من زياد، حتى استعملت عليها ولده، يستثيرون لك أحقادها، ويبغضونك إليها؟ إن عبيد الله وأخاه أتيا إلى ابن مفرغ ما قد بلغك، فأنصفنا منهما إنصافاً تعلم العرب به أن لنا منك خلفاً من أبيك، فلقد خبأ لك فعلهما خبئاً عند أهل اليمن لا نحمده لك، ولا تحمده لنفسك. وتكلم خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد فقال: يا أمير المؤمنين، إن زياداً ربا في شر حجر، ونشأ في أخبث نشوء فأثبتم نصابه في قريش وحملتموه على رقاب الناس،
فوثب ابناه على أخينا وحليفنا وحليفك، ففعلا به الأفاعيل التي بلغتك، وقد غضبت له قريش الحجاز ويمن الشام ممن لا أحب لك غضبه، فأنصفنا من ابني زياد.
وتكلم أخوه أمية بنحو مما تكلم أخوه، وقال: والله يا أمير المؤمنين، لا أحط رحلي ولا أخلع ثياب سفري، أو تنصفنا من ابني زياد، أو تعلم العرب أنك قد قطعت أرحامنا، ووصلت ابني زياد بقطيعتنا، وحكمت بغير الحق لهم علينا.
وقال ابن معمر: يا أمير المؤمنين، إن ابن مفرغ طالما ناضل عن عرضك وعرض أبيك وأعراض قومك، ورمى عن جمرة أهلك، وقد أتى بنو زياد فيه ما لو كان معاوية حياً لم يرض به، وهذا رجل له شرف في قومه، وقد نفروا له نفرة لها ما بعدها، فأعتبهم وأنصف الرجل، ولا تؤثر مرضاة بني زياد على مرضاة الله عز وجل.
فقال لهم يزيد: مرحباً بكم وأهلاً، والله لو أصابه ابني بما ذكرتم لأنصفته منه، ولو رحلتم في جميع ما تحيط به العراق لوهبته لكم، وما عندي إلا إنصاف المظلوم، ولكن صاحبكم أسرف على القوم. وكتب يزيد ببناء داره، ورد ماله، وتخلية سبيله، وأن لا إمرة لأحد من بني زياد عليه، وقال: لولا أن في القود بعدها جرى منه فساداً في الملك لأقدته من عباد.
وسرح يزيد رجلاً من حمير يقال له خمخام، وكتب معه إلى عباد: نفسك نفسك أن تسقط من ابن مفرغ شعرة، فأقيدك والله به، ولا سلطان لك ولا لأحد غيري عليه. فجاء خمخام حتى انتزعه جهاراً من الحبس بمحضر من الناس، وأخرجه.
فلما دخل على يزيد قال له: يا أمير المؤمنين، اختر مني خصلة من ثلاث خصال في كلها لي فرج: إما أن تقيدني من ابن زياد، وإما أن تخلي بيني وبينه، وإما أن تقدمني فتضرب عنقي.
فقال له يزيد: قبح الله ما اخترته وخيرتنيه، أما القود من ابن زياد فما كنت
لأقيدك من عامل كان عليك، ظلمته وشتمت عرضه، وعرضي معه، وأما التخلية بينك وبينه فلا، وايم الله ما كنت لأخلي بينك وبين أهلي تقطع أعراضهم، وأما ضرب عنقك فما كنت لأضرب عنق مسلم من غير أن يستحق، ولكني أفعل بك ما هو خير لك مما اخترت لنفسك، أعطيك ديتك، فإنهم عرضوك للقتل، واكفف عن ولد زياد، فلا يبلغني أنك ذكرتهم، وانزل أي البلاد شئت، وأمر له بعشرة آلاف درهم.
فخرج، ونزل الموصل، فأقام بها ما شاء الله.
كان أبو موسى وجه ناب بن ذي الجرة سنة عشرين وهو محاصر رامهرمز في مئتي راكب، فأتى قلعة دشتمول وهي قلعة ذي الزناق، وفيها خزائن وسلاح، فطرقهم ليلاً، وقد شربوا يومهم لعيد لهم، فأمنوا ولم يخافوا، فدب في أربعين رجلاً إلى باب الحصن وعليه حرس، لم يغلقوا الباب لغلبة السكر عليهم، فقتلوهم، ودخلوا القلعة، فوصلوا إلى ذي الزناق وقد بدر بهم وهم على دهش، فقاتلوهم فعانق ناب ذا الزناق، فعضه ذو الزناق، فقطع أصبعه، فلم يفارقه ناب وصرعه فقتله، وأعطى الآخر بأيديهم فقتلهم، وحوى ما في القلعة، فقال ابن مفرغ يمدح ناب بن ذي الجرة الحميري من أبيات:
وذو الزناق أتاه في فوارسه ... في عصبة قد شروا لله أطياب
إمامهم ماجد كالسيد يقدمهم ... حامي الحقيقة ماض غير مرتاب
حتى توسط جمعاً بعدما نذروا ... وقد تواصوا بحراس وحجاب
فعانق البش منهم حازم بطل ... وغودر القوم صرعى بين أبواب
قالوا: وقيل له: ذو الزناق أنه كان إذا ظفر برجل يحاربه، أو يخافه أو جنى
جناية زنقه. وكان من فرسانهم. وكان اسم ناب عبد الجليل ولقبه ناب، فقدم على أبي بكر، فسماه عبد الرحمن.
قال أبو عبيدة: لما قتل عبيد الله بن زياد، وكان يزيد بن ربيعة بن مفرغ يسهب في هجو القوم، فعاتبه الناس على ذلك وقالوا له: قد قتل الرجل، فإن أمسكت عن ذكره كان هو الأحسن لك، فقال لهم: أعتب إن شاء الله. فلما أصبح في غد ذلك اليوم، دخل المسجد وتقوض إليه الناس فأنشأ يقول:
إن الذي عاش ختاراً بذمته ... ومات عبداً قتيل الله بالزاب
العبد بالعبد لا أصل ولا طرف ... ألوت به ذات أظفار وأنياب
أقول لما أتاني ثم مصرعه ... لابن الخبيثة وابن الكودن الكابي
ما شق جيب ولا ناحتك نائحة ... ولا بكتك جياد عند أسلاب
هلا جموع نزار إذ لقيتهم ... كنت امرأً من نزار غير مرتاب
لا من نزار ولا من خذم ذي يمن ... جلمودة ألقيت من بين ألهاب
إن المنايا إذا حاولن طاغية ... هتكن منه ستوراً بعد أبواب
لا تقبل الأرض موتاهم إذا دفنوا ... وكيف تقبل رجساً بين أثواب
ثم عاهد الله في مجلسه على هجائهم إلى أن يموت.
توفي ابن مفرغ في الطاعون في ولاية مصعب بن الزبير العراق.
ابن مفرغ بن مصعب الحميري من آل ذي فلجان بن زرعة بن يعفر بن السميفع الكلاعي البصري، حليف آل خالد بن أسيد ابن أبي العاص، وغنما لقب جده مفرغاً لأنه راهن على سقاء لبن أن يشربه حتى فرغه. ويقال: إنه مدفوع النسب في حمير. وأن ربيعة بن مفرغ كان شعاباً بتبالة، وقيل بالمدينة.
وكان يزيد شريراً هجاء للناس، فصحب عباد بن زياد، وعباد على سجستان عاملاً لعبيد الله بن زياد، وعبيد الله يومئذ على البصرة. تولى الكوفة في خلافة معاوية، فهجا ابن مفرغ عباداً، فبلغه ذلك، وكان على ابن مفرغ دين، فاستعذر عليه، فبيع ماله في دينه، وكان فيما بيع غلام له يقال له: برد، وجارية يقال لها: الأراكة، فقال ابن مفرغ من أبيات:
لهفي على الرأي الذي ... كانت عواقبه ندامه
تركي سعيداً ذا الندى ... والبيت ترفعه الدعامه
وتبعت عبد بني علا ... ج تلك أشراط القيامه
جاءت به حبشيةً ... سكاء تحسبها نعامه
من نسوة سود الوجو ... هـ ترى عليهن الدمامه
وشريت برداً ليتني ... من بعد برد كنت هامه
هامة تدعو صدى ... بين المشقر واليمامه
العبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه الملامه
الريح تبكي شجوها ... والبرق يلمع في الغمامه
ورمقتها فوجدتها ... كالضلع ليس لها استقامه
شريت: بمعنى بعت، كأنه ندم على بيعه.
ثم قدم يزيد البصرة، وكان عبيد الله وافداً على معاوية، فعرف ابن مفرغ الذي أثر في بني زياد، فأتى الأحنف بن قيس التميمي، فقال له: أجرني من بني زياد، قال: لا أجير عليهم، ولكني أكفيك شعراء بني تميم أن يهجوك، قال: أما هذا فلا أريد أن تكفنيه، فأتى أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد فقال: أجرني، فوعده، وأتى عمر بن عبيد الله بن معمر، فوعده، وأتى طلحة الطلحات فوعده، وأتى المنذر بن الجارود
العبدي، فأجاره، وكانت بحرية بنت المنذر عند عبيد الله بن زياد، وبلغ عبيد الله الذي كان من هجاء ابن مفرغ عباداً، وهو عند معاوية، فقال له: إن ابن مفرغ هجاناً، فأذن لي في قتله، فقال معاوية: أما قتله فلا، ولكن ما دون القتل. فلما قدم عبيد الله البصرة لم يكن همه إلا ابن مفرغ، فسأل عنه، فقيل له: أجاره ابن الجارود، وهو في داره، فأرسل إلى المنذر، فسأله، فأتاه. فلما دخل عليه أرسل عبيد الله الشرط إلى دار المنذر، فأخذوا ابن مفرغ، فأتوا به عبيد الله بن زياد، فلم يشعر به المنذر حتى رآه واقفاً عليه، وعلى عبيد الله، فقام المنذر إلى عبيد الله، فكلمه فيه فقال: إني أجرته، فقال له عبيد الله: يا منذر، ليمدحن أباك ويهجون أبي، وليمدحنك ويهجوني، ثم أرضى بذلك؟! لا والله، فخرج المنذر من الدار، وحبس ابن مفرغ، وأسلم إلى الحجامين، وهو حيث يقول:
وما كنت حجاماً ولكن أحلني ... بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل
وهجا من أجاره وأخفره. وكان مما هجاهم به ابن زياد:
شهدت بأن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع
ولكن كان أمراً فيه لبس ... على وجل شديد وارتياع
وقيل: إن عبيد الله أمر به، فسقي دواء، ثم حمل على حمار على إكاف، فجعل يطاف به، وهو يسلح في ثيابه، ويمر به في الأسواق، فقال للمنذر بن الجارود:
تركت قريشاً أن أجاور فيهم ... وجاورت عبد القيس أهل المشقر
أناس أجارونا فكان جوارهم ... أعاصير من فسو العراق المبذر
فأصبح جاري من جذيمة نائماً ... ولا يمنع الجيران غير المنفر
وقال:
أصبحت لا من بني قيس فتنصرني ... بكر العراق ولم تغضب لنا مضر
ولم تكلم قريش في حليفهم ... إذ غاب ناصره بالشام واحتضروا
وقال لعبد الله بن زياد:
يغسل الماء ما صنعت وشعري ... راسخ منك في العظام البوالي
ثم حمله عبيد الله إلى عباد، حتى قدم على معاوية، فقال: إن حمير غدت على معاوية في خمس مئة فارس دارع، فسألوه ان يهبه لهم فقال في طريقه:
عدس ما لعباد عليك إمارة ... نجوت، وهذا تحملين طليق
لعمري لقد نجاك من هوة الردى ... إمام وحبل للإمام وثيق
سأشكر ما أوليت من حسن نعمة ... ومثلي بشكر المنعمين حقيق
فلما دخل على معاوية بكى، وقال: ركب مني ما لم يركب من مسلم، على غير حدث ولا جرم. قال: أو لست القائل:
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني
أتغضب أن يقال أبوك عف ... وترضى أن يقال أبوك زان
فأشهد أن رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان
وأشهد أنها ولدت زياداً ... وصخر من سمية غير دان
قال: لا، والذي عظم حق أمير المؤمنين ما قلت هذا. قال: أفلم تقل:
فأشهد أن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع
في أشعار كثيرة هجوت بها بني زياد؟، اذهب، فقد عفوت عنك، وعن جرمك، فانظر أي أرض شئت، فانزل. فنزل الموصل، ثم ارتاح إلى البصرة، فقدمها فنزل على عبيد الله فأمنه، ولم يزل عبيد الله والياً على البصرة حتى مات معاوية بدمشق سنة ستين، وقيل: إن الذي أطلقه يزيد بن معاوية.
وقيل: إن ابن مفرغ لما طال حبسه وبلاؤه ركب طلحة الطلحات إلى الحجاز ولقي قريشاً، وكان ابن مفرغ حليفاً لبني أمية، فقال لهم طلحة: يا معشر قريش، إن أخاكم وحليفكم ابن مفرغ قد ابتلي بهذه الأعبد من بني زياد، وهو عديدكم وحليفكم ورجل منكم، ووالله ما أحب أن يجري الله عافيته على يدي دونكم، ولا أفوز بالمكرمة في أمره وتخلوا منها، فانهضوا معي بجماعتكم إلى يزيد بن معاوية، فإن أهل اليمن قد تحركوا بالشام، فركب خالد بن عبد الله بن اسيد وأخوه أمية وعمر بن عبيد الله بن معمر ووجوه خزاعة وكنانة، وخرجوا إلى يزيد، فبينا هم يسيرون ذات ليلة إذ سمعوا راكباً يتغنى في سواد الليل بقول ابن مفرغ:
إن تركي ندى سعيد بن عثما ... ن بن عفان ناصري وعديدي
وإتباعي أخا الضراعة واللؤ ... م لنقص وفوت شأو بعيد
قلت والليل مطبق بعراه ... ليتني مت قبل ترك سعيد
ليتني مت قبل تركي أخا النج ... دة والحزم والفعال السديد
عبشمي أبوه عبد مناف ... فاز منها بتاجها المعقود
ثم جود لو قيل فيه مزيد ... قلت للسائلين ما من مزيد
قل لقومي لدى الأباطح من آ ... ل لؤي بن غالب ذي الجدود
سامني بعدكم دعي زياد ... خطة الغادر اللئيم الزهيد
كان ما كان في الأراكة واجت ... ب ببرد سنام عيشي وجيدي
أوغل العبد في العقوبة والشت ... م وأودى بطارفي وتليدي
فارحلوا في حليفكم وأخيكم ... نحو غوث المستصرخين يزيد
فاطلبوا النصف من دعي زياد ... وسلوني بما ادعيت شهودي
فدعا القوم بالراكب، فقالوا له: ما هذا الذي تغني به؟ قال: قول رجل أمره عجب، رجل ضائع بين قريش واليمن، وهو رجل البأس، قالوا: ومن هو؟ قال: ابن مفرغ، قالوا: ما رحلنا إلا فيه وانتسبوا له، فضحك وقال: فاسمعوا من قوله أيضاً وأنشدهم:
لعمري لو كان الأسير ابن معمر ... وصاحبه وشكله ابن أسيد
ولو انهم نالوا أمية أرقلت ... بركابها الوجناء نحو يزيد
فأبلغت عذراً في لؤي بن غالب ... وأتلفت فيهم طارفي وتليدي
فإن لم يغيرها الإمام بحقها ... عدلت إلى شم شوامخ صيد
فناديت فيهم دعوة يمنية ... كما كان آبائي دعوا وجدودي
ودافعت حتى أبلغ الجهد عنهم ... دفاع امرئ في الخير غير زهيد
فإن لم تكونوا عند ظني بنصركم ... فليس لها غير الأغر سعيد
بنفسي أهلي ذاك حياً وميتاً ... نضار، وعود المرء أكرم عود
فكم من مقام في قريش كفيته ... ويوم يشيب الكاعبات شديد
وخصم تحاماه لؤي بن غالب ... شببت له ناري فهاب وقودي
وخير كثير قد أفأت عليكم ... وأنتم رقود أو شبيه رقود
قال: فاسترجع القوم لقوله، وقالوا: والله لا نغسل رؤوسنا في العرب إن لم نستقلها بفكه، فأغذوا السير إلى الشام.
وبعث ابن مفرغ رجلاً من بني الحارث بن كعب فقام على سور حمص، فنادى بأعلى صوته الحصين بن نمير - وكان والي حمص - بهذه الأبيات وكان عظيم الجبهة:
أبلغ لديك بني قحطان قاطبةً ... عضت بأي ... أبيها سادة اليمن
أمسى دعي زياد فقع قرقرة ... يا للعجائب يلهو بابن ذي يزن
والحميري طريح وسط مزبلة ... هذا لعمركم غبن من الغبن
والأجبه ابن نمير فوق مفرشه ... يرنو إلى أحور العينين ذي غنن
قوموا فقولوا: أمير المؤمنين لنا ... حق عليك ومن ليس كالمنن
فاكفف دعي زياد عن أكارمنا ... ماذا يريد إلى الأحقاد والإحن
فاجتمعت اليمانية إلى حصين فعيروه بما قاله ابن مفرغ، فقال الحصين: ليس لي رأي دون يزيد بن أسيد ومخرمة بن شرحبيل، فأرسل إليهما: فقال لهما حصين: اسمعا ما أهدى إلي شاعركم، وقاله لكم في أخيكم - يعني: نفسه - وأنشدهم، فقال يزيد بن أسيد: فإني قد جئتكم والله بأعظم من هذا، في قوله فيما صنع به:
وما كنت حجاماً ولكن أحلني ... بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل
فقال الحصين: لقد أساء إلينا أمير المؤمنين في صاحبنا مرتين: إحداهما أنه هرب إليه فلم يجره، والأخرى أنه أمر بعذابه غير مراقب لنا فيه، وقال يزيد بن أسيد: إني لأظن أن طاعتنا سوف تفسد ويمحوها ما صنع بابن مفرغ، ولقد تطلع من نفسي شيء للموت أحب إلي منه. وقال مخرمة بن شرحبيل: أيها الرجلان، اعقلا، فإنه لا معاوية لكما، واعرفا أن صاحبكما لا تقدح فيه الغلظة، فاقصدا للتضرع، فركب القوم إلى دمشق، وقدموا على يزيد بن معاوية، وقد سبقهم الرجل، فنادى بذلك الشعر يوم الجمعة على درج دمشق، فثارت اليمانية، وتكلموا، ومشى بعضهم إلى بعض، وقدم وفد القرشيين في أمره مع طلحة الطلحات، فسبقوا القرشيين، ودخلوا على يزيد.
فتكلم الحصين بن نمير، وذكر بلاءه وبلاء قومه وطاعتهم، وقال: يا أمير المؤمنين، إن الذي أتاه ابن زياد إلى صاحبنا لا قرار عليه، قد سامنا عبيد الله وعباد خطة خسف، وقلدانا قلادة عار، فأنصف كريمنا من صاحبه، فوالله لئن قدرنا لنعفون، وإن ظلمنا لننتصرن.
وقال يزيد بن أسيد: يا أمير المؤمنين، إنا لو رضينا بمثلة ابن زياد بصاحبنا وعظيم ما انتهك منه لم يرض الله بذلك، ولئن تقربنا إليك بما يسخط الله ليباعدننا الله منك. وقد نفرت لصاحبنا نفرة طار غرابها، وما أدري متى يقع، وكل نائرة تقدح في
الملك - وإن صغرت - لم يؤمن أن تكبر، وإطفاؤها خير من إضرامها، ولا سيما إذا كانت في أنف لا يجدع، ويد لا تقطع، فأنصفنا من ابن زياد.
وقال مخرمة بن شرحبيل، وكان متألهاً، عظيم الطاعة في أهل اليمن: إنه لا يد تحجزك عن هواك دون الله، ولو مثلت بأخينا، وتوليت منه ذلك بنفسك لم يقم فيه قائم، ولم يعاتبك فيه معاتب، ولكن ابني زياد استخفا بما يثقل عليك من حقنا، وتهاونا بما تكرمه منا، وأنت بيننا وبين الله، ونحن بينك وبين الناس، فأنصفنا من صاحبيك، ولينفعنا بلاؤنا عندك.
فقال يزيد: إن صاحبكم أتى عظيماً، نفى زياداً عن أبي سفيان، ونفى عباداً وعبيد الله عن زياد، وقلدهم طوق المامة، وما شجعه على ذلك إلا نسبه فيكم، وحلفه في قريش، فأما إذ بلغ الأمر ما أرى، وأشفى بكم على ما أشفى، فهو لكم وعلي رضاكم.
وانتهى القرشيون إلى الحاجب فاستأذن لهم، فأذن، وقال لليمانيين: قد أتتكم برى الذهب من أهل العراق، فدخلوا فسلموا، والغضب يتبين في وجوههم، فظن يزيد الظنون، وقال لهم: ما لكم آنفتق فتق؟ أم حدث حدث فيكم؟ قالوا: لا، فسكن.
فقال طلحة الطلحات: يا أمير المؤمنين، ما كفى ما لقيت من زياد، حتى استعملت عليها ولده، يستثيرون لك أحقادها، ويبغضونك إليها؟ إن عبيد الله وأخاه أتيا إلى ابن مفرغ ما قد بلغك، فأنصفنا منهما إنصافاً تعلم العرب به أن لنا منك خلفاً من أبيك، فلقد خبأ لك فعلهما خبئاً عند أهل اليمن لا نحمده لك، ولا تحمده لنفسك. وتكلم خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد فقال: يا أمير المؤمنين، إن زياداً ربا في شر حجر، ونشأ في أخبث نشوء فأثبتم نصابه في قريش وحملتموه على رقاب الناس،
فوثب ابناه على أخينا وحليفنا وحليفك، ففعلا به الأفاعيل التي بلغتك، وقد غضبت له قريش الحجاز ويمن الشام ممن لا أحب لك غضبه، فأنصفنا من ابني زياد.
وتكلم أخوه أمية بنحو مما تكلم أخوه، وقال: والله يا أمير المؤمنين، لا أحط رحلي ولا أخلع ثياب سفري، أو تنصفنا من ابني زياد، أو تعلم العرب أنك قد قطعت أرحامنا، ووصلت ابني زياد بقطيعتنا، وحكمت بغير الحق لهم علينا.
وقال ابن معمر: يا أمير المؤمنين، إن ابن مفرغ طالما ناضل عن عرضك وعرض أبيك وأعراض قومك، ورمى عن جمرة أهلك، وقد أتى بنو زياد فيه ما لو كان معاوية حياً لم يرض به، وهذا رجل له شرف في قومه، وقد نفروا له نفرة لها ما بعدها، فأعتبهم وأنصف الرجل، ولا تؤثر مرضاة بني زياد على مرضاة الله عز وجل.
فقال لهم يزيد: مرحباً بكم وأهلاً، والله لو أصابه ابني بما ذكرتم لأنصفته منه، ولو رحلتم في جميع ما تحيط به العراق لوهبته لكم، وما عندي إلا إنصاف المظلوم، ولكن صاحبكم أسرف على القوم. وكتب يزيد ببناء داره، ورد ماله، وتخلية سبيله، وأن لا إمرة لأحد من بني زياد عليه، وقال: لولا أن في القود بعدها جرى منه فساداً في الملك لأقدته من عباد.
وسرح يزيد رجلاً من حمير يقال له خمخام، وكتب معه إلى عباد: نفسك نفسك أن تسقط من ابن مفرغ شعرة، فأقيدك والله به، ولا سلطان لك ولا لأحد غيري عليه. فجاء خمخام حتى انتزعه جهاراً من الحبس بمحضر من الناس، وأخرجه.
فلما دخل على يزيد قال له: يا أمير المؤمنين، اختر مني خصلة من ثلاث خصال في كلها لي فرج: إما أن تقيدني من ابن زياد، وإما أن تخلي بيني وبينه، وإما أن تقدمني فتضرب عنقي.
فقال له يزيد: قبح الله ما اخترته وخيرتنيه، أما القود من ابن زياد فما كنت
لأقيدك من عامل كان عليك، ظلمته وشتمت عرضه، وعرضي معه، وأما التخلية بينك وبينه فلا، وايم الله ما كنت لأخلي بينك وبين أهلي تقطع أعراضهم، وأما ضرب عنقك فما كنت لأضرب عنق مسلم من غير أن يستحق، ولكني أفعل بك ما هو خير لك مما اخترت لنفسك، أعطيك ديتك، فإنهم عرضوك للقتل، واكفف عن ولد زياد، فلا يبلغني أنك ذكرتهم، وانزل أي البلاد شئت، وأمر له بعشرة آلاف درهم.
فخرج، ونزل الموصل، فأقام بها ما شاء الله.
كان أبو موسى وجه ناب بن ذي الجرة سنة عشرين وهو محاصر رامهرمز في مئتي راكب، فأتى قلعة دشتمول وهي قلعة ذي الزناق، وفيها خزائن وسلاح، فطرقهم ليلاً، وقد شربوا يومهم لعيد لهم، فأمنوا ولم يخافوا، فدب في أربعين رجلاً إلى باب الحصن وعليه حرس، لم يغلقوا الباب لغلبة السكر عليهم، فقتلوهم، ودخلوا القلعة، فوصلوا إلى ذي الزناق وقد بدر بهم وهم على دهش، فقاتلوهم فعانق ناب ذا الزناق، فعضه ذو الزناق، فقطع أصبعه، فلم يفارقه ناب وصرعه فقتله، وأعطى الآخر بأيديهم فقتلهم، وحوى ما في القلعة، فقال ابن مفرغ يمدح ناب بن ذي الجرة الحميري من أبيات:
وذو الزناق أتاه في فوارسه ... في عصبة قد شروا لله أطياب
إمامهم ماجد كالسيد يقدمهم ... حامي الحقيقة ماض غير مرتاب
حتى توسط جمعاً بعدما نذروا ... وقد تواصوا بحراس وحجاب
فعانق البش منهم حازم بطل ... وغودر القوم صرعى بين أبواب
قالوا: وقيل له: ذو الزناق أنه كان إذا ظفر برجل يحاربه، أو يخافه أو جنى
جناية زنقه. وكان من فرسانهم. وكان اسم ناب عبد الجليل ولقبه ناب، فقدم على أبي بكر، فسماه عبد الرحمن.
قال أبو عبيدة: لما قتل عبيد الله بن زياد، وكان يزيد بن ربيعة بن مفرغ يسهب في هجو القوم، فعاتبه الناس على ذلك وقالوا له: قد قتل الرجل، فإن أمسكت عن ذكره كان هو الأحسن لك، فقال لهم: أعتب إن شاء الله. فلما أصبح في غد ذلك اليوم، دخل المسجد وتقوض إليه الناس فأنشأ يقول:
إن الذي عاش ختاراً بذمته ... ومات عبداً قتيل الله بالزاب
العبد بالعبد لا أصل ولا طرف ... ألوت به ذات أظفار وأنياب
أقول لما أتاني ثم مصرعه ... لابن الخبيثة وابن الكودن الكابي
ما شق جيب ولا ناحتك نائحة ... ولا بكتك جياد عند أسلاب
هلا جموع نزار إذ لقيتهم ... كنت امرأً من نزار غير مرتاب
لا من نزار ولا من خذم ذي يمن ... جلمودة ألقيت من بين ألهاب
إن المنايا إذا حاولن طاغية ... هتكن منه ستوراً بعد أبواب
لا تقبل الأرض موتاهم إذا دفنوا ... وكيف تقبل رجساً بين أثواب
ثم عاهد الله في مجلسه على هجائهم إلى أن يموت.
توفي ابن مفرغ في الطاعون في ولاية مصعب بن الزبير العراق.
يزيد بْن مزيَد بْن زائدة بْن عَبْد الله بْن مطر بن شريك بن خَالِد، الشيباني، وهو ابن أخي مَعْن بْن زائدة :
وكان أحد الأمراء المشهورين، والأجواد المذكورين ولي إمارة اليمن فِي أيام الرشيد. وقدم بغداد وكان مقصودًا ممدوحًا.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم الأنباريّ، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن سليمان الحنفي، حدَّثَنِي أبي قَالَ: دخل يزيد بْن مزيد عَلَى الرشيد فقال لَهُ: يا يزيد من الَّذِي يَقُولُ فيك:
لا يعبق الطيب كفيه ومفرقه ... ولا يمسّح عينيه من الكحل
قد عود الطير عادات وثقن بِها ... فهن يتبعنه في كل مرتحل
قَالَ: لا أدري يا أمير المؤمنين. قَالَ: أفيقال فيك مثل هذا الشعر ولا تعرف قائله؟
فانصرف خَجِلا. فقال لحاجبه: من بالباب من الشعراء؟ فقال مُسْلِم بْن الوليد فقال ومنذ كم هُوَ مقيمٌ بالباب؟ قَالَ: منذ زمان طويل منعته من الوصول إليك لما عرفته من إضاقتك. قال: أدخله فدخل فأنشده:
أجررت حبل خليع في الصبى غزل ... وقصرت همم العذال عن عذلي
رد البكاء على العين الطموح هوى ... مفرق بين توديع ومنتقل
أما كفى البين أن أرمى بأسهمه ... حتى رماني بلحظ الأعين النجل
مِما جنت لي وإن كانت مني صدقت ... ضبابة بين إثواء ومرتحل
حتى ختمها. فقال للوكيل: بع ضَيْعَتِي الْفُلانية وأعطه نصف ثَمنها واحتبس نصفًا لنفقتنا، فباعها بمائة ألف درهم، فأعطى مسلمًا خمسين ألفًا ورُفع الخبر إلى الرشيد، فاستحضر يزيد وسأله عَن الحديث، فأعلمه الخبر. فقال: قد أمرتُ لك بمائتي ألف درهم لتسترجع الضيعة بمائة ألف وتزيد الشاعر خمسين ألفًا وتحبس خمسين ألفًا لنفسك.
قَالَ أَبُو بكر الأنباري: وقال أبي: سرق مُسْلِم بْن الوليد هذا المعنى من النابغة فِي قوله:
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تتقي بعصائب
جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الصفان أول غالب
لَهن عليهم عادة قد عرفنها ... إذا عرض الخطي فوق الكواثب
أَخْبَرَنِي أَبُو منصور يوسف بْن هلال صاحب التّميميّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله ابن الحسين الدّقّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن بَشَّار الأنباري، حدثني أبي، حدثنا حسن بن عبد الرّحمن بن الربعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بدر العجلي قَالَ: هجا سلم الخاسر يزيد بْن مزيد. فقال:
ليت الأمير أبا خالد ... يزيد، يزيد كما ينتقص
فحلف يزيد بن مزيد أن يقتله إن وقع في يده، فقال سلم الخاسر يمدح يزيد بن مزيد:
إن لله في البرية سيف ... ين يزيدًا وخالد بن الوليد
ذاك سيف النبي في سالف الده ... ر وهذا سيف الإمام الرشيد
ما مقامي على الثماد وقد فا ... ضت بحور الندى بكفى يزيد
أخبرنا الجوهريّ، حدثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي، حدثنا عبد الرّحمن بن إسحاق
الصعيري قَالَ: قدم أَبُو الشمقمق عَلَى يزيد بْن مزيد اليمن، ويزيد إذ ذاك عَلَى اليمن فلمّا دخل عَلَيْهِ أنشأ يَقُولُ:
رحل المطي إليك طلاب الندى ... ورحلت نحوك ناقتي نعليه
إذ لم يكن لي يا يزيد مطية ... فجعلتها لك في السفار مطيه
تحدى أمام اليعملات وتفتلي ... في السير تترك خلفها المهريه
من كل طارئة الصوى مزورة ... قطعًا لكل تنوفة دويه
وإذا ركبت بِها طريقًا عامرًا ... تنساب تَحْتِي كانسياب الحيه
لولا الشراك لقد خشيت جماحها ... وزمامها ما أن تَمس يديه
تنتاب أكرم وائل في بيتها ... حسبًا وقبة مَجدها مبنيه
أعني يزيدا سيف آل محمد ... فراج كل شديدة مخشيه
يوماه يوم للمواهب والندى ... خضل ويوم دم وخطف منيه
ولقد أتيتك واثقا بك عالِما ... أن لست تسمع مدحة بنسيه
فقال: صدقت يا شمقمق، لست أقبل مدحة بنسية أعطوهُ ألف دينار.
أخبرنا التّنوخيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بْن عمران المرزباني. قَالَ: أنشدنا أَبُو الْحَسَن الأخفش عَن ثعلب، لِمسلم- يعني ابن الوليد- يرثي يزيد بْن مزيد ومات ببرذعة من أرض الرَّان:
قبر ببرذعة استسر ضريِحهُ ... خطر تقاصر دونه الأخطارُ
ألقى الزمان على معد بعده ... حزنا- لعمر الدهر- ليس يعارُ
نفضت بك الآمال أحلاس الغنى ... واسترجعت نزاعها الأمصارُ
فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة ... أثنى عليها السهل والأوعارُ
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان. وأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عرفة قالا: سنة خمس وثمانين ومائة فيها تُوُفِّيَ يزيد بْن مزيد- زاد يعقوب ببرذعة.
وكان أحد الأمراء المشهورين، والأجواد المذكورين ولي إمارة اليمن فِي أيام الرشيد. وقدم بغداد وكان مقصودًا ممدوحًا.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم الأنباريّ، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن سليمان الحنفي، حدَّثَنِي أبي قَالَ: دخل يزيد بْن مزيد عَلَى الرشيد فقال لَهُ: يا يزيد من الَّذِي يَقُولُ فيك:
لا يعبق الطيب كفيه ومفرقه ... ولا يمسّح عينيه من الكحل
قد عود الطير عادات وثقن بِها ... فهن يتبعنه في كل مرتحل
قَالَ: لا أدري يا أمير المؤمنين. قَالَ: أفيقال فيك مثل هذا الشعر ولا تعرف قائله؟
فانصرف خَجِلا. فقال لحاجبه: من بالباب من الشعراء؟ فقال مُسْلِم بْن الوليد فقال ومنذ كم هُوَ مقيمٌ بالباب؟ قَالَ: منذ زمان طويل منعته من الوصول إليك لما عرفته من إضاقتك. قال: أدخله فدخل فأنشده:
أجررت حبل خليع في الصبى غزل ... وقصرت همم العذال عن عذلي
رد البكاء على العين الطموح هوى ... مفرق بين توديع ومنتقل
أما كفى البين أن أرمى بأسهمه ... حتى رماني بلحظ الأعين النجل
مِما جنت لي وإن كانت مني صدقت ... ضبابة بين إثواء ومرتحل
حتى ختمها. فقال للوكيل: بع ضَيْعَتِي الْفُلانية وأعطه نصف ثَمنها واحتبس نصفًا لنفقتنا، فباعها بمائة ألف درهم، فأعطى مسلمًا خمسين ألفًا ورُفع الخبر إلى الرشيد، فاستحضر يزيد وسأله عَن الحديث، فأعلمه الخبر. فقال: قد أمرتُ لك بمائتي ألف درهم لتسترجع الضيعة بمائة ألف وتزيد الشاعر خمسين ألفًا وتحبس خمسين ألفًا لنفسك.
قَالَ أَبُو بكر الأنباري: وقال أبي: سرق مُسْلِم بْن الوليد هذا المعنى من النابغة فِي قوله:
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تتقي بعصائب
جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الصفان أول غالب
لَهن عليهم عادة قد عرفنها ... إذا عرض الخطي فوق الكواثب
أَخْبَرَنِي أَبُو منصور يوسف بْن هلال صاحب التّميميّ، أخبرنا محمّد بن عبد الله ابن الحسين الدّقّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن بَشَّار الأنباري، حدثني أبي، حدثنا حسن بن عبد الرّحمن بن الربعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بدر العجلي قَالَ: هجا سلم الخاسر يزيد بْن مزيد. فقال:
ليت الأمير أبا خالد ... يزيد، يزيد كما ينتقص
فحلف يزيد بن مزيد أن يقتله إن وقع في يده، فقال سلم الخاسر يمدح يزيد بن مزيد:
إن لله في البرية سيف ... ين يزيدًا وخالد بن الوليد
ذاك سيف النبي في سالف الده ... ر وهذا سيف الإمام الرشيد
ما مقامي على الثماد وقد فا ... ضت بحور الندى بكفى يزيد
أخبرنا الجوهريّ، حدثنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا محمّد بن القاسم الأنباريّ، حدثني أبي، حدثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي، حدثنا عبد الرّحمن بن إسحاق
الصعيري قَالَ: قدم أَبُو الشمقمق عَلَى يزيد بْن مزيد اليمن، ويزيد إذ ذاك عَلَى اليمن فلمّا دخل عَلَيْهِ أنشأ يَقُولُ:
رحل المطي إليك طلاب الندى ... ورحلت نحوك ناقتي نعليه
إذ لم يكن لي يا يزيد مطية ... فجعلتها لك في السفار مطيه
تحدى أمام اليعملات وتفتلي ... في السير تترك خلفها المهريه
من كل طارئة الصوى مزورة ... قطعًا لكل تنوفة دويه
وإذا ركبت بِها طريقًا عامرًا ... تنساب تَحْتِي كانسياب الحيه
لولا الشراك لقد خشيت جماحها ... وزمامها ما أن تَمس يديه
تنتاب أكرم وائل في بيتها ... حسبًا وقبة مَجدها مبنيه
أعني يزيدا سيف آل محمد ... فراج كل شديدة مخشيه
يوماه يوم للمواهب والندى ... خضل ويوم دم وخطف منيه
ولقد أتيتك واثقا بك عالِما ... أن لست تسمع مدحة بنسيه
فقال: صدقت يا شمقمق، لست أقبل مدحة بنسية أعطوهُ ألف دينار.
أخبرنا التّنوخيّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله مُحَمَّد بْن عمران المرزباني. قَالَ: أنشدنا أَبُو الْحَسَن الأخفش عَن ثعلب، لِمسلم- يعني ابن الوليد- يرثي يزيد بْن مزيد ومات ببرذعة من أرض الرَّان:
قبر ببرذعة استسر ضريِحهُ ... خطر تقاصر دونه الأخطارُ
ألقى الزمان على معد بعده ... حزنا- لعمر الدهر- ليس يعارُ
نفضت بك الآمال أحلاس الغنى ... واسترجعت نزاعها الأمصارُ
فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة ... أثنى عليها السهل والأوعارُ
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان. وأخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عرفة قالا: سنة خمس وثمانين ومائة فيها تُوُفِّيَ يزيد بْن مزيد- زاد يعقوب ببرذعة.
يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي.
يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَد بْن أبي يَحْيى، قَالَ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: أبو فروة يزيد بن سنان ضعيف.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن علي، قَال: حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قالَ: سَألتُ يَحْيى بْنَ مَعِين عَنِ يزيد الشامي، عنِ الزُّهْريّ من هو يروى عنه مروان بن معاوية قال هو يزيد بن سنان أبو فروة ليس بشَيْءٍ.
قال الشيخ: وهذا الذي حكي عن عثمان بن سَعِيد، عَن يَحْيى بن مَعِين هو خطأ، ولاَ أدري من أيهما ويزيد الشامي الذي يروى عنه مروان هو يزيد بن أبي زياد الشامي وليس هو يزيد بن سنان وقد تقدم ذكره.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا معاوية وعباس، عَن يَحْيى، قال: أبو فروة الرهاوي يزيد بن سنان ليس حديثه بشَيْءٍ.
وقال العباس روى عنه الكوفيون وليس بثقة.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي فيه لين وضعف.
وقال النسائي يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي متروك الحديث.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثني يزيد بن مُحَمد بن يزيد بن سنان، قَالَ: سَمِعْتُ أبى قَال: كنتُ مع بن يزيد بن سنان فدخل مسجد الرها فلقينا الحسن بن زيد يعنى بن أبي أنيسة.
فقال تدري يا أبا مُحَمد قد بلغت سن أبيك قال يا عم ولكم مات أبي قال لخمس وثلاثين سنة مات سنة ستة وعشرين وماية قال أبو فروة كنيته أبو أسامة، وهو ألمعي.
أَخْبَرنا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ عقبة، حَدَّثَنا مُحَمد بن يزيد بن مُحَمد بن يزيد الرهاوي، حَدَّثني أبي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمعتُ جدي سنان بن يزيد يقول ولدت لسنتين خلتا من خلافة عُمَر وشهدت مع علي رضى الله عنه صفين فذكر قصته فيها شعرا.
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ يزيد بن سنان، عنْ أبي الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَن أَبِي سَعِيد، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ لَوْنَيْنِ فَهَذَا مِنَ اللَّوْنِ الأَوَّلِ.
وَاللَّوْنُ الثَّانِي: حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَارِزِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنا ابْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنا أَبِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَجَّاجِ مُجَاهِدَ بْنَ جَبْرٍ يَقُولُ: سَمعتُ سَعِيد بْنَ المُسَيَّب يَقُولُ: سَمعتُ صُهَيْبًا يَقُولُ: سَمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ رَوَاهُمَا يَزِيدُ بن سنان غير محفوظتين
أَخْبَرنا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سَعِيد، حَدَّثني أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ عن يَحْيَى بْن يَعْمَُرَ عن عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ وَنَحْنُ زِيَادَةٌ عَنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، وَالحُسَين بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالا: حَدَّثَنا فَرْوَةُ بْنُ يَزِيدَ بْن مُحَمد بْن يَزِيد بْن سنان، حَدَّثَنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي سُفيان، عَن جَابِرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ ضَحِكَ مِنْكُمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الحديث، عَنِ الأَعْمَش بهذا الإسناد لَيْسَ يَرْوِيهِ، عَنِ الأَعْمَش غَيْرُ أَبِي فَرْوَةَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيمِيُّ وَصَدَقَةُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُحمد بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالُوا، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حُمَيْدٍ، قَال: حَدَّثَنا الفضل بن موسى، قَال: حَدَّثَنا أَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ عَنْ مَعْقِلٍ الْكِنَانِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَن أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَكْتُبْ عَلَى اللَّيْلِ صِيَامًا فَمَنْ صَامَ فَلْيَتَعَنَّى، ولاَ أَجْرَ له
حَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ الْغَزِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا إسحاق بن سويد، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي مريم، أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، حَدَّثَنا ابْنُ نُسَيٍّ، عَن أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ الأَنْصَارِيِّ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر نحوه.
قال الشيخ: وهذا الْحَدِيث بهذا الإسناد لَيْسَ يرويه غَيْرُ أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيِّ.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَارِزِيُّ بمصر، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثني أَبِي عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ النَّمِيمَةُ وَالشَّتِيمَةُ وَالْحَمِيَّةُ فِي النَّارِ، ولاَ يَجْتَمِعْنَ فِي صَدْرِ مُؤْمِنٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَطَاءٍ غَيْرُ مَحْفُوظٍ يَرْوِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن أَبِي معشر، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ هِشَامٍ أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنا مُحَمد بن يزيد بن
سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثني يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ لِنُوحٍ ثَلاثَةٌ حَامٌ وَسَامٌ وَيَافِثُ فَوَلَدُ سَامٍ الْعَرَبُ وَفَارِسُ وَالرُّومُ وَالْخَيْرُ فِيهِمْ وَوَلَدُ يَافِثَ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَالتُّرْكُ وَالصَّقَالِبَةُ، ولاَ خَيْرَ فِيهِمْ، وَوَلَدُ حَامٍ الْقِبْطُ وَالْبَرْبَرُ وَالسُّودَانُ.
قَالَ الشَّيْخُ: ولاَ أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثُ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن الحسن المدائني، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مسلم، حَدَّثَنا مُحَمد بْن يَزِيد بْن سنان، حَدَّثَنا يزيد بن سنان، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْدِي عَلَى أَبِيهِ أَرَادَ أَنْ يَقْبِضَ مَالَهُ فَمَنَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ لَكَ وَمَالُهُ وَهَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَمَالُهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ بَهَذَا الإِسْنَادِ لَيْسَ يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ غَيْرُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ وَرُوِي عَنْ وَكِيعٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ مِثْلُهُ مِنْ رِوَايَةٍ ضعيف عَنْ وَكِيعٍ وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، وَهو غَرِيبٌ أَيضًا رَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَر الْغَطَفَانِيُّ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المثنى، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةٌ، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ يَعْلَى عَنْ يَزِيدَ بن سنان أبو فَرْوَةَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بن المُسَيَّب عَن أبي
هُرَيْرَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ صَلَّى عَلَى جِنازَة فَكَبَّرَ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ، عنِ الزُّهْريّ بِهَذَا الإِسْنَادِ يَرْوِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عنه (ح) وحدثنا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعِيد الجوهري، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سَعِيد عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ أَبُو فَرْوَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَكَانَ قَدْ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشٍ فَرَأَى عَلَيْهِ عِمَامَةً قَدْ لَفَّهَا فَنَقَضَهَا ثُمَّ عَمَّمَهُ بيده بعمامة سوداء.
وهذ الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ أَيضًا يَرْوِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بن الأشعث، قَال: حَدَّثَنا أَبُو عُبَيد اللَّهِ الْبَزَّازُ يَحْيى بْنُ مُحَمد بْنِ السَّكَنِ، حَدَّثَنا يَحْيى بن كثير، قَال: حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن أَبِي فَرْوَةَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ أَتَى فَقَاتَلَ فَقُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: قَالَ لَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ لَمْ يَرْوِ شُعْبَة، عَن أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْحَرْبِيُّ وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ وَقَدْ رَوَى شُعْبَة عن
اثْنَيْنِ يُكَنَّيَانِ أَبَا فَرْوَةَ غَيْرَ هَذَا أَبُو فَرْوَةَ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ الْجُهَنِيُّ كُوفِيٌّ رَوَى عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وأبى فروة الهمداني عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ كُوفِيٌّ أَيضًا رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ وَهَذَانِ ثِقَتَانِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنِ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، عنِ ابْنِ عُمَر مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ عَنْ مَيْمُونٍ وَلِشُهْرَةِ هَذَا الْحَدِيثِ رَوَاهُ شُعْبَة، عَن أَبِي فَرْوَةَ عَنْ مَيْمُونٍ لأَن شُعْبَة يَتَّقِي الضُّعَفَاءَ.
وَلأَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيِّ هَذَا حَدِيثٌ صَالِحٌ وَيَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ نُسْخَةً يَنْفَرِدُ فِيهَا عَنْ زَيْدٍ بِأَحَادِيثَ وَلَهُ عَنْ غَيْرِ زَيْدٍ أَحَادِيثُ مُتَفَرِّقَةٌ عَنِ الشُّيُوخِ وَعَامَّةُ حديثه غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَد بْن أبي يَحْيى، قَالَ: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل يقول: أبو فروة يزيد بن سنان ضعيف.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْن علي، قَال: حَدَّثَنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيد، قالَ: سَألتُ يَحْيى بْنَ مَعِين عَنِ يزيد الشامي، عنِ الزُّهْريّ من هو يروى عنه مروان بن معاوية قال هو يزيد بن سنان أبو فروة ليس بشَيْءٍ.
قال الشيخ: وهذا الذي حكي عن عثمان بن سَعِيد، عَن يَحْيى بن مَعِين هو خطأ، ولاَ أدري من أيهما ويزيد الشامي الذي يروى عنه مروان هو يزيد بن أبي زياد الشامي وليس هو يزيد بن سنان وقد تقدم ذكره.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا معاوية وعباس، عَن يَحْيى، قال: أبو فروة الرهاوي يزيد بن سنان ليس حديثه بشَيْءٍ.
وقال العباس روى عنه الكوفيون وليس بثقة.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي فيه لين وضعف.
وقال النسائي يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي متروك الحديث.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثني يزيد بن مُحَمد بن يزيد بن سنان، قَالَ: سَمِعْتُ أبى قَال: كنتُ مع بن يزيد بن سنان فدخل مسجد الرها فلقينا الحسن بن زيد يعنى بن أبي أنيسة.
فقال تدري يا أبا مُحَمد قد بلغت سن أبيك قال يا عم ولكم مات أبي قال لخمس وثلاثين سنة مات سنة ستة وعشرين وماية قال أبو فروة كنيته أبو أسامة، وهو ألمعي.
أَخْبَرنا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ عقبة، حَدَّثَنا مُحَمد بن يزيد بن مُحَمد بن يزيد الرهاوي، حَدَّثني أبي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمعتُ جدي سنان بن يزيد يقول ولدت لسنتين خلتا من خلافة عُمَر وشهدت مع علي رضى الله عنه صفين فذكر قصته فيها شعرا.
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ يزيد بن سنان، عنْ أبي الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَن أَبِي سَعِيد، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ لَوْنَيْنِ فَهَذَا مِنَ اللَّوْنِ الأَوَّلِ.
وَاللَّوْنُ الثَّانِي: حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَارِزِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنا ابْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنا أَبِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَجَّاجِ مُجَاهِدَ بْنَ جَبْرٍ يَقُولُ: سَمعتُ سَعِيد بْنَ المُسَيَّب يَقُولُ: سَمعتُ صُهَيْبًا يَقُولُ: سَمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ رَوَاهُمَا يَزِيدُ بن سنان غير محفوظتين
أَخْبَرنا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سَعِيد، حَدَّثني أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ عن يَحْيَى بْن يَعْمَُرَ عن عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ وَنَحْنُ زِيَادَةٌ عَنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، وَالحُسَين بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالا: حَدَّثَنا فَرْوَةُ بْنُ يَزِيدَ بْن مُحَمد بْن يَزِيد بْن سنان، حَدَّثَنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي سُفيان، عَن جَابِرٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ ضَحِكَ مِنْكُمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الحديث، عَنِ الأَعْمَش بهذا الإسناد لَيْسَ يَرْوِيهِ، عَنِ الأَعْمَش غَيْرُ أَبِي فَرْوَةَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيمِيُّ وَصَدَقَةُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُحمد بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالُوا، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حُمَيْدٍ، قَال: حَدَّثَنا الفضل بن موسى، قَال: حَدَّثَنا أَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ عَنْ مَعْقِلٍ الْكِنَانِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَن أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَكْتُبْ عَلَى اللَّيْلِ صِيَامًا فَمَنْ صَامَ فَلْيَتَعَنَّى، ولاَ أَجْرَ له
حَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ الْغَزِّيُّ، قَال: حَدَّثَنا إسحاق بن سويد، قَال: حَدَّثَنا ابن أبي مريم، أَخْبَرنا عَبد اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، حَدَّثَنا ابْنُ نُسَيٍّ، عَن أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ الأَنْصَارِيِّ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر نحوه.
قال الشيخ: وهذا الْحَدِيث بهذا الإسناد لَيْسَ يرويه غَيْرُ أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيِّ.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنا دَاوُدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَارِزِيُّ بمصر، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثني أَبِي عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ النَّمِيمَةُ وَالشَّتِيمَةُ وَالْحَمِيَّةُ فِي النَّارِ، ولاَ يَجْتَمِعْنَ فِي صَدْرِ مُؤْمِنٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَطَاءٍ غَيْرُ مَحْفُوظٍ يَرْوِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْهُ.
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن أَبِي معشر، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ هِشَامٍ أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنا مُحَمد بن يزيد بن
سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثني يَحْيى بْنِ سَعِيد عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ لِنُوحٍ ثَلاثَةٌ حَامٌ وَسَامٌ وَيَافِثُ فَوَلَدُ سَامٍ الْعَرَبُ وَفَارِسُ وَالرُّومُ وَالْخَيْرُ فِيهِمْ وَوَلَدُ يَافِثَ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَالتُّرْكُ وَالصَّقَالِبَةُ، ولاَ خَيْرَ فِيهِمْ، وَوَلَدُ حَامٍ الْقِبْطُ وَالْبَرْبَرُ وَالسُّودَانُ.
قَالَ الشَّيْخُ: ولاَ أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثُ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن الحسن المدائني، قَال: حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مسلم، حَدَّثَنا مُحَمد بْن يَزِيد بْن سنان، حَدَّثَنا يزيد بن سنان، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْدِي عَلَى أَبِيهِ أَرَادَ أَنْ يَقْبِضَ مَالَهُ فَمَنَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ لَكَ وَمَالُهُ وَهَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَمَالُهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ بَهَذَا الإِسْنَادِ لَيْسَ يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ غَيْرُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ وَرُوِي عَنْ وَكِيعٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ مِثْلُهُ مِنْ رِوَايَةٍ ضعيف عَنْ وَكِيعٍ وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمد بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، وَهو غَرِيبٌ أَيضًا رَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَر الْغَطَفَانِيُّ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المثنى، قَال: حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةٌ، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ يَعْلَى عَنْ يَزِيدَ بن سنان أبو فَرْوَةَ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بن المُسَيَّب عَن أبي
هُرَيْرَةَ، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ صَلَّى عَلَى جِنازَة فَكَبَّرَ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ، عنِ الزُّهْريّ بِهَذَا الإِسْنَادِ يَرْوِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عنه (ح) وحدثنا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعِيد الجوهري، قَال: حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سَعِيد عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ أَبُو فَرْوَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَكَانَ قَدْ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشٍ فَرَأَى عَلَيْهِ عِمَامَةً قَدْ لَفَّهَا فَنَقَضَهَا ثُمَّ عَمَّمَهُ بيده بعمامة سوداء.
وهذ الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ أَيضًا يَرْوِيهِ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بن الأشعث، قَال: حَدَّثَنا أَبُو عُبَيد اللَّهِ الْبَزَّازُ يَحْيى بْنُ مُحَمد بْنِ السَّكَنِ، حَدَّثَنا يَحْيى بن كثير، قَال: حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن أَبِي فَرْوَةَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، عنِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: مَنْ أَتَى فَقَاتَلَ فَقُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: قَالَ لَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ لَمْ يَرْوِ شُعْبَة، عَن أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْحَرْبِيُّ وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ وَقَدْ رَوَى شُعْبَة عن
اثْنَيْنِ يُكَنَّيَانِ أَبَا فَرْوَةَ غَيْرَ هَذَا أَبُو فَرْوَةَ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ الْجُهَنِيُّ كُوفِيٌّ رَوَى عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وأبى فروة الهمداني عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ كُوفِيٌّ أَيضًا رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ وَهَذَانِ ثِقَتَانِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنِ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ، عنِ ابْنِ عُمَر مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ عَنْ مَيْمُونٍ وَلِشُهْرَةِ هَذَا الْحَدِيثِ رَوَاهُ شُعْبَة، عَن أَبِي فَرْوَةَ عَنْ مَيْمُونٍ لأَن شُعْبَة يَتَّقِي الضُّعَفَاءَ.
وَلأَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيِّ هَذَا حَدِيثٌ صَالِحٌ وَيَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ نُسْخَةً يَنْفَرِدُ فِيهَا عَنْ زَيْدٍ بِأَحَادِيثَ وَلَهُ عَنْ غَيْرِ زَيْدٍ أَحَادِيثُ مُتَفَرِّقَةٌ عَنِ الشُّيُوخِ وَعَامَّةُ حديثه غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
يزِيد بن سِنَان أَبُو فَرْوَة الرهاوي يروي عَن الزُّهْرِيّ وَهِشَام بن عُرْوَة وَيحيى بن أبي كثير الْمَنَاكِير يروي عَنهُ ابْنه مُحَمَّد بن يزِيد
يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوى روى عن ميمون بن مهران وسليم [بن
يزِيد بن أبي يزِيد يروي عَن الْحسن وَابْن سِيرِين روى عَنهُ ضَمرَة بْن ربيعَة
يزيد بن أبي يزيد روى عن عبيد بن عمير روى عنه بكر بن سوادة سمعت أبي يقول ذلك.
يزيد بن أبي يزيد روى عن الحسن ومحمد بن سيرين روى عنه ضمرة بن ربيعة سمعت ابى يقول ذلك.
يزِيد بْن أبي يزِيد يروي عَن عبيد بن عُمَيْر عَنْ عَائِشَة روى عَنْهُ بكر بْن سوَادَة
يزِيد بْن أبي يزِيد مولى الْأَنْصَار يروي عَنِ امْرَأَته روى عَنْهُ الْحَارِث بْن يَعْقُوب
- يزِيد بن أبي يزِيد واسْمه سِنَان أَبُو الْأَزْهَر الضبعِي الْبَصْرِيّ القسام وَيُقَال لَهُ يزِيد الرشك أخرج البُخَارِيّ فِي الْقدر والاعتصام واللباس عَن شُعْبَة وَعبد الْوَارِث عَنهُ عَن مطرف بن عبد الله بن الشخير ومعاذة العدوية
يزيد بن أبي يزيد مولى بسر بن أبي أرطاة
حدث عن بسر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه كان يدعو: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
حدث عن بسر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه كان يدعو: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
يزيد بْن أَبِي يزيد عَنِ الْحَسَن، قَالَ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه العُمَري نا ضمرة بْن ربيعة عَنْ يزيد بْن أَبِي يزيد عَنِ ابْنِ سيرين قَالَ دخلت الكوفة فجلست إلى شريح فكَانَ إذا أشكل عليه شئ أرسل فقلت إلى من ترسل؟ قَالَ إلى عُبَيْدة السلماني، فأتيته فلم أجد أحدا أجرأ على ما يعلم ولا أجبْن عما لا يعلم منه.
يَزِيدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ (4) قَالَ أَصْبَغُ أَخْبَرَنِي ابْن وَهْبٍ عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِثِ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ يعمل سوءا يجزيه) قَالَ فِي الدُّنْيَا فِي مُصِيبَةٍ فِي جَسَدِهِ فما دونه.
يزيد والد عبد الرحمن بن يزيد روى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم [انه قال في حجة الوداع ارقاءكم.
ثلاثا.
روى الثوري عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن عبد الرحمن بن يزيد عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم - ] .
ثلاثا.
روى الثوري عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن عبد الرحمن بن يزيد عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم - ] .
يزِيد بن عَمْرو بن يزِيد الْبَراء الغنوي يروي عَن عبيد الله بن مُوسَى حَدَّثنا عَنهُ الْحسن بن مُحَمَّد بن أَسد بِفَم الصُّلْح
يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ
- يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ. واسمه عبد عمرو بن عدس بن عبادة بن البكاء بن عامر بن صعصعة. وأمه برزة بنت الحارث بن حزن بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عبد الله بن هلال بن عامر. وبرزة هي أخت مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - وأخت لبابة بِنْت الْحَارِث أم بني الْعَبَّاس بْن عبد المطلب وأخت لبابة الصغرى وهي عصماء بنت الحارث أم خالد بن الوليد بن المغيرة. وكان ثقة كثير الحديث. وروى عن أبي هريرة وابن عباس وخالته مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم. وكان ينزل الرقة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَأُتِيتُ بِالسَّحُورِ فَرَأَيْتُ الْفَجْرَ فَهِبْتُهُ فَقُلْتُ لَهَا. فَقَالَتْ: مَا يُدْرِيكَ؟ وَلِّ وَاشْرَبْ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
- يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ. واسمه عبد عمرو بن عدس بن عبادة بن البكاء بن عامر بن صعصعة. وأمه برزة بنت الحارث بن حزن بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عبد الله بن هلال بن عامر. وبرزة هي أخت مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - وأخت لبابة بِنْت الْحَارِث أم بني الْعَبَّاس بْن عبد المطلب وأخت لبابة الصغرى وهي عصماء بنت الحارث أم خالد بن الوليد بن المغيرة. وكان ثقة كثير الحديث. وروى عن أبي هريرة وابن عباس وخالته مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم. وكان ينزل الرقة. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَأُتِيتُ بِالسَّحُورِ فَرَأَيْتُ الْفَجْرَ فَهِبْتُهُ فَقُلْتُ لَهَا. فَقَالَتْ: مَا يُدْرِيكَ؟ وَلِّ وَاشْرَبْ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
يزيد بْن الأصم
ابْن أخت مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ابْن أخت مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يزيد بن الأصم: "مدني"، تابعي، ثقة وهو ابن خالة ابن عباس خالتهما ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
يزيد بن الأصم
وهو يزيد بن عمرو - ويقال: يزيد بن عبد عمرو - بن عدس ابن معاوية بن عبادة، أبو عوف العامري.
وهو ابن أخت ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن خالة ابن عباس.
حدث عن ميمونة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه بياض إبطيه.
قال يزيد بن الأصم: دخلت على خالتي ميمونة فوقفت في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلي، فبينا أنا كذلك إذ دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستحيت خالتي لوقوفي في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هذا الغلام وريائه؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعيه، فلأن يرائي بالخير من أن يرائي بالشر.
وفي حديث آخر عن يزيد قال: كنت غلاماً عارماً فقاتلت الغلمان يوماً فهزموني، فدخلت بيت ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقمت أصلي في المسجد، وعندها نسوة، فقال بعضهن: أما ترين ما يصنع هذا الخبيث؟ قالت: دعوه، فإن الخير بالعادة.
وروى ابن الأصم عن عمه قال: كنت عند معاوية فذكر ربيعة الجرشي علياً، فقام إليه سعد، فجعل يحثي عليه التراب، وقال لمعاوية: أيذكر علي عندك؟! قال: وحثا على ربيعة التراب وقال: وعليك وعليك.
قال يزيد بن الأصم: أتيت معاوية، فأجازني بجائزة، فلم أرضها، ورميت بها، فقلت: أنت الذي لم تصل الرحم.
قال يزيد بن الأصم: كنت عند عبد الملك بن مروان فساءلني عن قول الله عز وجل: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض " الآية. قال يزيد: فقلت: اللهم، إني أبتغي وجهك اليوم، وذكرت حدثنيه أبو هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: التجبر في الأرض، والأخذ بغير الحق، فنكس عبد الملك برأسه، وجعل ينكت في الأرض بقضيب في يده.
قال يزيد بن الأصم: كنت جالساً عند سليمان بن عبد الملك، فجاء رجل يقال له: أيوب، كان على جسر منبج، يحمل مالاً مما يوجد على الجسر، فقال عمر بن عبد العزيز: هذا رجل مترف يحمل مال سوء. فلما قام عمر خلى سبل الناس من الجسور والمعابر.
توفي يزيد بن الأصم سنة ثلاث أو أربع ومئة، وقيل: سنة إحدى ومئة.
قال يزيد بن الأصم: خرجت أنا وابن طلحة بن عبيد الله التيمي، فلقيت عائشة وهي حاجة، وكان ابن طلحة ابن أخت عائشة، فمررنا بحائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغ ذلك عائشة فلامت ابن أختها وعاتبته، وأقبلت علي فقالت: إن مما أنعم الله عليك أن جعلك في بيت نبيه عليه السلام، فكنت في حجر ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووعظتني موعظة أبلغت إلي فيها، ثم قالت: ذهبت ميمونة، ورمي برسنك على غاربك، ثم قالت: هيهات غدر، لا ميمونة لك، ثم قالت: يرحمها الله، إن كانت لمن أتقانا لله وأوصلنا للرحم.
قال ميمون بن مهران: أمرني عمر أن أسأل يزيد بن عمرو عن نكاح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونة فسألته فقال: نكحها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلالاً بسرف، وماتت بسرف، فذلك قبرها تحت السقيفة.
زاد في آخر: قال ميمون: أتيت إلى عطاء بن أبي رباح فسمعته يخبر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطبها، وهو
حرام، وملكها وهو حرام. فلما انصدع من حوله حدثته بحديث يزيد بن الأصم، فقال: انطلق بنا إلى صفية بنت شيبة، فدخلنا عليها، فإذا عجوز كبيرة، فسألها عطاء عن ذلك فقالت: خطبها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حلال، وملكها هو حلال، ودخل بها وهو حلال.
كتب يزيد بن الأصم إلى الحسين بن علي عليهما السلام حين خرج: أما بعد. فإن أهل الكوفة قد أبوا إلا أن يبغضوك، وقل من أبغض إلا قلق، وإني أعيذك بالله أن تكون كالمغتر بالبرق، وكالمهريق ماء السراب، " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك " أهل الكوفة " الذين لا يوقنون "
وهو يزيد بن عمرو - ويقال: يزيد بن عبد عمرو - بن عدس ابن معاوية بن عبادة، أبو عوف العامري.
وهو ابن أخت ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن خالة ابن عباس.
حدث عن ميمونة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه بياض إبطيه.
قال يزيد بن الأصم: دخلت على خالتي ميمونة فوقفت في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلي، فبينا أنا كذلك إذ دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستحيت خالتي لوقوفي في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هذا الغلام وريائه؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعيه، فلأن يرائي بالخير من أن يرائي بالشر.
وفي حديث آخر عن يزيد قال: كنت غلاماً عارماً فقاتلت الغلمان يوماً فهزموني، فدخلت بيت ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقمت أصلي في المسجد، وعندها نسوة، فقال بعضهن: أما ترين ما يصنع هذا الخبيث؟ قالت: دعوه، فإن الخير بالعادة.
وروى ابن الأصم عن عمه قال: كنت عند معاوية فذكر ربيعة الجرشي علياً، فقام إليه سعد، فجعل يحثي عليه التراب، وقال لمعاوية: أيذكر علي عندك؟! قال: وحثا على ربيعة التراب وقال: وعليك وعليك.
قال يزيد بن الأصم: أتيت معاوية، فأجازني بجائزة، فلم أرضها، ورميت بها، فقلت: أنت الذي لم تصل الرحم.
قال يزيد بن الأصم: كنت عند عبد الملك بن مروان فساءلني عن قول الله عز وجل: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض " الآية. قال يزيد: فقلت: اللهم، إني أبتغي وجهك اليوم، وذكرت حدثنيه أبو هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: التجبر في الأرض، والأخذ بغير الحق، فنكس عبد الملك برأسه، وجعل ينكت في الأرض بقضيب في يده.
قال يزيد بن الأصم: كنت جالساً عند سليمان بن عبد الملك، فجاء رجل يقال له: أيوب، كان على جسر منبج، يحمل مالاً مما يوجد على الجسر، فقال عمر بن عبد العزيز: هذا رجل مترف يحمل مال سوء. فلما قام عمر خلى سبل الناس من الجسور والمعابر.
توفي يزيد بن الأصم سنة ثلاث أو أربع ومئة، وقيل: سنة إحدى ومئة.
قال يزيد بن الأصم: خرجت أنا وابن طلحة بن عبيد الله التيمي، فلقيت عائشة وهي حاجة، وكان ابن طلحة ابن أخت عائشة، فمررنا بحائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغ ذلك عائشة فلامت ابن أختها وعاتبته، وأقبلت علي فقالت: إن مما أنعم الله عليك أن جعلك في بيت نبيه عليه السلام، فكنت في حجر ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووعظتني موعظة أبلغت إلي فيها، ثم قالت: ذهبت ميمونة، ورمي برسنك على غاربك، ثم قالت: هيهات غدر، لا ميمونة لك، ثم قالت: يرحمها الله، إن كانت لمن أتقانا لله وأوصلنا للرحم.
قال ميمون بن مهران: أمرني عمر أن أسأل يزيد بن عمرو عن نكاح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونة فسألته فقال: نكحها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلالاً بسرف، وماتت بسرف، فذلك قبرها تحت السقيفة.
زاد في آخر: قال ميمون: أتيت إلى عطاء بن أبي رباح فسمعته يخبر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطبها، وهو
حرام، وملكها وهو حرام. فلما انصدع من حوله حدثته بحديث يزيد بن الأصم، فقال: انطلق بنا إلى صفية بنت شيبة، فدخلنا عليها، فإذا عجوز كبيرة، فسألها عطاء عن ذلك فقالت: خطبها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حلال، وملكها هو حلال، ودخل بها وهو حلال.
كتب يزيد بن الأصم إلى الحسين بن علي عليهما السلام حين خرج: أما بعد. فإن أهل الكوفة قد أبوا إلا أن يبغضوك، وقل من أبغض إلا قلق، وإني أعيذك بالله أن تكون كالمغتر بالبرق، وكالمهريق ماء السراب، " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك " أهل الكوفة " الذين لا يوقنون "
يزِيد بْن سَلمَة الْجعْفِيّ لَهُ صُحْبَة
يزيد بْن سلمة الجعفِي
(1) أَنَّهُ قَالَ يا رَسُول اللَّهِ أن كَانَ علينا أمراء فِيسألونا الَّذِي لَهُم أن نعطيهم ويمنعوننا الَّذِي لنا، روى عَنْهُ علقمة بْن وائل (2) .
باب الشين
(1) أَنَّهُ قَالَ يا رَسُول اللَّهِ أن كَانَ علينا أمراء فِيسألونا الَّذِي لَهُم أن نعطيهم ويمنعوننا الَّذِي لنا، روى عَنْهُ علقمة بْن وائل (2) .
باب الشين
يزيد بن سلمة الجعفي
ب د ع: يزيد بن سلمة بن يزيد بن مشجعة بن مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي الجعفي ينسب إلى أمه مليكة، فيقال: ابن مليكة.
وفد إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى وهب بن جرير، عن شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، أَنَّهُ قَالَ: سأل يزيد بن سلمة الجعفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله أرأيت لو كَانَ علينا أمراء يسألونا الحق الَّذِي لَهُم ويمنعونا الحق الَّذِي لنا؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ".
قَالَ ابن منده: وقال أبو نعيم: وهم فِيهِ بعض المتأخرين، يعني ابن منده، وَالَّذِي رواه أصحاب شعبة عَنْهُ أن سلمة بن يزيد سأل، لا يزيد بن سلمة، ورواه زائدة، عن سماك، عن علقمة، عن يزيد بن سلمة، أَنَّهُ سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثلاثة.
ب د ع: يزيد بن سلمة بن يزيد بن مشجعة بن مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي الجعفي ينسب إلى أمه مليكة، فيقال: ابن مليكة.
وفد إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى وهب بن جرير، عن شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، أَنَّهُ قَالَ: سأل يزيد بن سلمة الجعفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله أرأيت لو كَانَ علينا أمراء يسألونا الحق الَّذِي لَهُم ويمنعونا الحق الَّذِي لنا؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ".
قَالَ ابن منده: وقال أبو نعيم: وهم فِيهِ بعض المتأخرين، يعني ابن منده، وَالَّذِي رواه أصحاب شعبة عَنْهُ أن سلمة بن يزيد سأل، لا يزيد بن سلمة، ورواه زائدة، عن سماك، عن علقمة، عن يزيد بن سلمة، أَنَّهُ سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثلاثة.
يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ ابْنُ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمَجْمَعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمَجْمَعِ بْنِ مَالِكٍ
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، نا أَبُو الْوَلِيدِ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَا: نا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ اللَّهِ قَالَا: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَخَافُ أَنْ أَنْسَى أَوَّلَهُ بِآخِرِهِ فَحَدِّثْنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعًا قَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا تَعْلَمْ»
حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْكُوفِيُّ، نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَامَ أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَأْخُذُونَ مِنَّا وَلَا يُعْطُونَ حَقَّنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ»
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، نا أَبُو الْوَلِيدِ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَا: نا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ اللَّهِ قَالَا: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَخَافُ أَنْ أَنْسَى أَوَّلَهُ بِآخِرِهِ فَحَدِّثْنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعًا قَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا تَعْلَمْ»
حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْكُوفِيُّ، نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَامَ أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَأْخُذُونَ مِنَّا وَلَا يُعْطُونَ حَقَّنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ»
يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجُعْفِيُّ يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ، حَدِيثُهُ عِنْدَ: وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ , وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ , وَابْنِ أَشْوَعَ
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ الْجُعْفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَنَا الْحَقَّ الَّذِي لَهُمْ أَنْ نُعْطِيَهُمْ، وَيَمْنَعُونَ الْحَقَّ الَّذِي لَنَا، فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ: اجْلِسْ، فَأَعَادَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ , وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ» وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَهُ، وَوَهِمَ، فَإِنَّ شُعْبَةَ رَوَى أَصْحَابُهُ عَنْهُ: أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ سَأَلَ، لَا يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ، ثنا ابْنُ شِيرَوَيْهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، وَقَالَ: يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ
- حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبِيدَةَ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ , الْحَدِيثَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَخَافُ أَنْ يُنْسِيَنِيَ أَوَّلُهُ آخِرَهُ، فَحَدِّثْنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعًا , قَالَ: «اتَّقِ اللهَ فِيمَا تَعْلَمُ»
- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ الْجُعْفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَنَا الْحَقَّ الَّذِي لَهُمْ أَنْ نُعْطِيَهُمْ، وَيَمْنَعُونَ الْحَقَّ الَّذِي لَنَا، فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ: اجْلِسْ، فَأَعَادَ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ , وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ» وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَهُ، وَوَهِمَ، فَإِنَّ شُعْبَةَ رَوَى أَصْحَابُهُ عَنْهُ: أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ سَأَلَ، لَا يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ
- حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ، ثنا ابْنُ شِيرَوَيْهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، وَقَالَ: يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ
- حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبِيدَةَ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ , الْحَدِيثَ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَخَافُ أَنْ يُنْسِيَنِيَ أَوَّلُهُ آخِرَهُ، فَحَدِّثْنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعًا , قَالَ: «اتَّقِ اللهَ فِيمَا تَعْلَمُ»
يزيد بن عياض بن الجعديّة، أَبُو الحكم الليثيُّ من أنفسهم :
حجازي انتقلَ البصرة فسكنها وقدم بَغْدَاد. وحدث بِهَا عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن هُرمز الأعرج، وسعيد بْن أبي سَعِيد المقبري، وأبي الزبير الْمَكِّيّ، وَمُحَمَّد بْن المنكدر، وابن شهاب الزُّهْرِيّ. رَوى عَنْهُ يزيد بْن هارون، وشبابة بْن سَوَّار، والهيثم بْن جَميل، وعبد الصمد بْن النعمان، وعليّ بْن الجَعْد.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدثنا الفضل- وهو ابن يعقوب الرخامي- حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا يزيد بن عياض،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- وَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاةِ الْقَائِمِ» .
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حَدَّثَنَا أَبُو زيد عَبْد الحميد بْن الوليد بن المغيرة، حدَّثَنِي ابن القاسم قَالَ: سألتُ مالكًا عَن سمعان قَالَ: كَذَّاب. قَالَ: قلت: فيزيد بْن عياض؟ قَالَ:
أكذب وأكذب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: قد رَوى أَبُو عُميس عن ابن جعدية وهو يزيد بن عياض بن جعدية وكان ببغداد. وقال عَبَّاس: سمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: يزيد بْن عياض بن جعدية ضعيف.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن جَعْفَر الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: قلت ليحيى بْن معين: يزيد بْن عياض بن جعدية هُوَ أخو أنس بْن عياض؟ قَالَ: لا! قلت فما تَقُولُ فِي يزيد بْن عياض؟ فضعفه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن يزيد بن عياض بن جعدية قَالَ: لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِليّ قَالَ: وسألته- يعني يَحْيَى بْن معين- عَن يزيد بْن عياض الجعدي فقال: لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا علي بن سليمان بن محمّد المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى ابن معين يقول: يزيد بن عياض بن جعدية لَيْسَ بشيء، وَلا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمّد بن يونس، حدثنا يزيد ابن الهيثم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: يزيد بن عياض كان يكذب.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وَجدت فِي كِتَابِ أَبِي- بِخَطِّ يَدِهِ- سُئِلَ أَبُو زكريا عَن يزيد بْن عياض فقال: لَيْسَ حديثه بشيء. قلت لَهُ: يا أَبَا زكريا، ما كَانَ قصته؟ قال: أفسدوه هاهنا ببغداد، جعلوا يدخلون له الأحاديث، فيقرؤها، فأفسدوه بِهذا، كَانَ لا يعْقل ما سَمِعَ مما لم يسمع، فكيفَ يُكتب عَن مثل هذا؟.
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قال: يزيد بن عياض بن جعدية ليس بثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- وهو ابن الْمَدِينِيّ- وسئل عَن يزيد بْن عياض بن جعدية. فقال: ضعيف وليس بالقوي.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن محمّد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سألتُ أبي عَن يزيد بْن عياض بن جعدية، فضعفه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: ويزيد بن عياض بن جعدية، ضعيف الحديث جدًّا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عمر الواعظ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَفي كتاب جدي عَنِ ابْن رشدين. قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن صالِح يَقُولُ: يزيد بْن عياض متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا أَبُو خازم عَبْد المؤمن بْن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم بْن طلاب.
وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار. قالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: يزيد بْن عياض بن جعدية الليثي ذهب حديثه سكت الناس عَنْهُ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدية الليثي حجازي منكر الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قَالَ: سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: يزيد بْن عياض بْن يزيد بْن جعدية منكر الحديث.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: يزيد ابن عياض بن جعدية وسمه مالك بالكذب.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن يزيد بْن عياض بن جعدية. فقال:
ترك حديثه ابن عيينة فتكلم فيه.
أخبرنا البرقانيّ، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: يزيد بْن عياض بْن يزيد بن جعدية مدني متروك الحديث.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي، حدثنا محمّد بن علي الأيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: يزيد بن عياض بن جعدية ليشي مكي مُنكر الحديث.
قلت: كَانَ من أهل المدينة وليس بِمكي.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قَالَ: يزيد بْن عياض ابن جعدية الليثي من أنفسهم، ويُكنى أَبَا الحكم، انتقلَ إلى البصرة: مات بِهَا فِي زمن المهدي.
حجازي انتقلَ البصرة فسكنها وقدم بَغْدَاد. وحدث بِهَا عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن هُرمز الأعرج، وسعيد بْن أبي سَعِيد المقبري، وأبي الزبير الْمَكِّيّ، وَمُحَمَّد بْن المنكدر، وابن شهاب الزُّهْرِيّ. رَوى عَنْهُ يزيد بْن هارون، وشبابة بْن سَوَّار، والهيثم بْن جَميل، وعبد الصمد بْن النعمان، وعليّ بْن الجَعْد.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهدي، أخبرنا محمّد بن مخلد، حدثنا الفضل- وهو ابن يعقوب الرخامي- حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا يزيد بن عياض،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- وَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاةِ الْقَائِمِ» .
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حَدَّثَنَا أَبُو زيد عَبْد الحميد بْن الوليد بن المغيرة، حدَّثَنِي ابن القاسم قَالَ: سألتُ مالكًا عَن سمعان قَالَ: كَذَّاب. قَالَ: قلت: فيزيد بْن عياض؟ قَالَ:
أكذب وأكذب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يَقُولُ: قد رَوى أَبُو عُميس عن ابن جعدية وهو يزيد بن عياض بن جعدية وكان ببغداد. وقال عَبَّاس: سمعتُ يَحْيَى يَقُولُ: يزيد بْن عياض بن جعدية ضعيف.
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن جَعْفَر الكوكبي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قَالَ: قلت ليحيى بْن معين: يزيد بْن عياض بن جعدية هُوَ أخو أنس بْن عياض؟ قَالَ: لا! قلت فما تَقُولُ فِي يزيد بْن عياض؟ فضعفه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألته- يعني يحيى ابن معين- عن يزيد بن عياض بن جعدية قَالَ: لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِليّ قَالَ: وسألته- يعني يَحْيَى بْن معين- عَن يزيد بْن عياض الجعدي فقال: لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا علي بن سليمان بن محمّد المصريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى ابن معين يقول: يزيد بن عياض بن جعدية لَيْسَ بشيء، وَلا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر الواعظ، حدثنا أبي، حدثنا محمّد بن يونس، حدثنا يزيد ابن الهيثم قَالَ: سمعت يحيى بْن معين يقول: يزيد بن عياض كان يكذب.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: وَجدت فِي كِتَابِ أَبِي- بِخَطِّ يَدِهِ- سُئِلَ أَبُو زكريا عَن يزيد بْن عياض فقال: لَيْسَ حديثه بشيء. قلت لَهُ: يا أَبَا زكريا، ما كَانَ قصته؟ قال: أفسدوه هاهنا ببغداد، جعلوا يدخلون له الأحاديث، فيقرؤها، فأفسدوه بِهذا، كَانَ لا يعْقل ما سَمِعَ مما لم يسمع، فكيفَ يُكتب عَن مثل هذا؟.
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدثنا أبو بشر الدولابي، حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين قال: يزيد بن عياض بن جعدية ليس بثقة.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة قَالَ: سمعت عليا- وهو ابن الْمَدِينِيّ- وسئل عَن يزيد بْن عياض بن جعدية. فقال: ضعيف وليس بالقوي.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن محمّد المالكي، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سألتُ أبي عَن يزيد بْن عياض بن جعدية، فضعفه.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: ويزيد بن عياض بن جعدية، ضعيف الحديث جدًّا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عمر الواعظ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: وَفي كتاب جدي عَنِ ابْن رشدين. قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن صالِح يَقُولُ: يزيد بْن عياض متروك الحديث.
أَخْبَرَنَا البرقانيّ، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن جعفر المالكي، حَدَّثَنَا أَبُو خازم عَبْد المؤمن بْن المتوكل بن مشكان- ببيروت- أَخْبَرَنَا أَبُو الجهم بْن طلاب.
وحَدَّثَنَا عَبْد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار. قالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني قَالَ: يزيد بْن عياض بن جعدية الليثي ذهب حديثه سكت الناس عَنْهُ.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدية الليثي حجازي منكر الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي قَالَ: سمعت محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان- وأنا أسمع- قَالَ: سمعت مسلم بْن الحجاج يَقُولُ: يزيد بْن عياض بْن يزيد بْن جعدية منكر الحديث.
أخبرنا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: يزيد ابن عياض بن جعدية وسمه مالك بالكذب.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سألتُ أَبَا داود عَن يزيد بْن عياض بن جعدية. فقال:
ترك حديثه ابن عيينة فتكلم فيه.
أخبرنا البرقانيّ، أنبأنا أحمد بن سعيد بن سعد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: يزيد بْن عياض بْن يزيد بن جعدية مدني متروك الحديث.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأدمي، حدثنا محمّد بن علي الأيادي، حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي قَالَ: يزيد بن عياض بن جعدية ليشي مكي مُنكر الحديث.
قلت: كَانَ من أهل المدينة وليس بِمكي.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد قَالَ: يزيد بْن عياض ابن جعدية الليثي من أنفسهم، ويُكنى أَبَا الحكم، انتقلَ إلى البصرة: مات بِهَا فِي زمن المهدي.
يزِيد بن الْأَصَم واسْمه عبد عَمْرو بن عدس بن مُعَاوِيَة بن عبَادَة بن الْبكاء بن عَامر بن ربيعَة عَامر بن صعصعة العامري كنيته أَبُو عَوْف نزل الرقة وَأمه بَرزَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة أُخْت مَيْمُونَة زوج
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ سنة ثَلَاثَة وَمِائَة فِي إِمَارَة هِشَام بن عبد الملك وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسبعين سنة
روى عَن أبي هُرَيْرَة فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَغَيرهمَا ومَيْمُونَة فِي الصَّلَاة والكناح والذبائح وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فِي الْجِهَاد وَابْن عَبَّاس فِي الذَّبَائِح
روى عَنهُ جَعْفَر بن برْقَان وابنا أَخِيه عبد الله وعبيد الله وَالزهْرِيّ وَأَبُو فَزَارَة
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ سنة ثَلَاثَة وَمِائَة فِي إِمَارَة هِشَام بن عبد الملك وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسبعين سنة
روى عَن أبي هُرَيْرَة فِي الْإِيمَان وَالصَّلَاة وَغَيرهمَا ومَيْمُونَة فِي الصَّلَاة والكناح والذبائح وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فِي الْجِهَاد وَابْن عَبَّاس فِي الذَّبَائِح
روى عَنهُ جَعْفَر بن برْقَان وابنا أَخِيه عبد الله وعبيد الله وَالزهْرِيّ وَأَبُو فَزَارَة
يزِيد بن الْأَصَم
يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ ابْنُ أُخْتِ مَيْمُونَةَ , أَبُو عَوْفٍ، سَكَنَ الْجَزِيرَةَ، ذَكَرَهُ الْمُتَأَخِّرُ وَأَخْرَجَ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ، وَقَالَ: عِدَادُهُ فِي التَّابِعِينَ
- رَوَاهُ أَبُو الْمُعْتَمِرِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَصَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَصَمِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَصَادٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى خَالَتِي مَيْمُونَةَ , فَوَقَفْتُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصَلِّي، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَاسْتَحْيَتْ خَالَتِي لِوُقُوفِي فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا الْغُلَامِ وَرِيَائِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعِيهِ، فَلَأَنْ يُرَائِي بِالْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُرَائِيَ بِالشَّرِّ»
- رَوَاهُ أَبُو الْمُعْتَمِرِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَصَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَصَمِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَصَادٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى خَالَتِي مَيْمُونَةَ , فَوَقَفْتُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصَلِّي، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَاسْتَحْيَتْ خَالَتِي لِوُقُوفِي فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا الْغُلَامِ وَرِيَائِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعِيهِ، فَلَأَنْ يُرَائِي بِالْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُرَائِيَ بِالشَّرِّ»
يزيد بن الاصم ابن اخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم نزل الرقة روى عن ابن عباس وأبي هريرة وميمونة روى عنه أبو إسحاق الشيباني والاجلح وجعفر بن برقان وأبو جناب سمعت أبى يقول ذلك.
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال كوفى ثقة.
نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال كوفى ثقة.
يزيد بن الأصم
د ع: يزيد بن الأصم واسم الأصم عَمْرو، وقيل: يزيد بن عبد عَمْرو بن عدس بن معاوية بن البكاء بن عَامِر بن ربيعة بن عَامِر بن صعصعة، أَبُو عوف العامري، وأمه برزة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهو ابن أخت ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزيرة، يروي عن ميمونة، وحديثه عند أولاد أخيه، روى عُبَيْد الله بن عبد الله، عن عمه يزيد بن الأصم، قَالَ: دخلت عَلَى خالتي ميمونة، فوقفت فِي مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلي، فبينا أنا كذلك دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستحيت خالتي لوقوفي فِي مسجده، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى هَذَا الغلام ورياءه؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دعيه، فلأن يرائي بالخير خير من أن يرائي بالشر ".
ومات سنة ثلاث، وقيل: أربع ومائة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: عداده فِي التابعين.
د ع: يزيد بن الأصم واسم الأصم عَمْرو، وقيل: يزيد بن عبد عَمْرو بن عدس بن معاوية بن البكاء بن عَامِر بن ربيعة بن عَامِر بن صعصعة، أَبُو عوف العامري، وأمه برزة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهو ابن أخت ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزيرة، يروي عن ميمونة، وحديثه عند أولاد أخيه، روى عُبَيْد الله بن عبد الله، عن عمه يزيد بن الأصم، قَالَ: دخلت عَلَى خالتي ميمونة، فوقفت فِي مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلي، فبينا أنا كذلك دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستحيت خالتي لوقوفي فِي مسجده، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى هَذَا الغلام ورياءه؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دعيه، فلأن يرائي بالخير خير من أن يرائي بالشر ".
ومات سنة ثلاث، وقيل: أربع ومائة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: عداده فِي التابعين.