ياقوت بن عبد الله الرومي، أبو عبد الله الكاتب، مولى عسكر، الحموي التاجر :
قرأ الأدب وكتب الخط المليح، وجالس العلماء، وسمع الحديث، وكتب من الأدب كثيرا، وصنف كتبا حسنة مفيدة، منها كتاب «أخبار الأدباء» ، وكتاب «أخبار الشعراء» ، وكتاب «أسماء البلدان والجبال والمياه والأماكن» ، وتاريخا على السنين وغير ذلك. وكان غزير الفضل، صحيح النقل، متحرّيا، صدوقا، له النظم الحسن والنثر الجيد.
أنشدني ياقوت الحموي لنفسه:
أقول لقلبي وهو في الغيّ جامح ... أما آن للجهل القديم يزول
أطعت مهاة في الجدار خريدة ... وكنت على أسد الفلاة تصول
ولما رأيت الوصل قد حيل دونه ... وأن لقاكم ما إليه سبيل
لبست رداء الصبر لا عن ملالة ... ولكنني للضيم فيك حمول
توفي بحلب في العشرين من رمضان سنة ست وعشرين وستمائة، ولم يبلغ الستين، ووقف كتبه ببغداد.
قلت: كتب عنه الحافظ أبو محمد المنذري في معجم شيوخه، وقال: سمعته يقول:
مولدي سنة أربع أو خمس وسبعين وخمسمائة.
أنشدنا أبو عمر يوسف بن عمر الفقيه الحنفي العدل قراءة عليه وأنا أسمع، قال:
أنشدنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: أنشدنا الأديب الفاضل أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي لنفسه، قال: واستيقظت من النوم، فجرى على لساني هذه الأبيات من غير قصد ولا رويّة، فأنشدتها كأني أحفظها:
لعمرك ما أبكي على رسم منزل ... ودار خلت من زينب ورباب
ولكنني أبكي على زمن مضى ... تسود فيه بالذنوب كتابي
وأعجب شيء أنه لا يصدني ... عن اللهو شيب حال دون شبابي
وقد جلى بازي للمشيب بعارضي ... وما طار عن وكر الذنوب غرابي
فيا رب جد بالعفو منك فإنني ... مريض حريض لما بي
ولا لي أهل في بلاد ومعشر ... يعدون أيامي لوقت إيابي
وإن سرت عن دار فما من مشيع ... ولا ملتق إن جئتها بركابي
ولا سكن أعتده لملمة ... ولا أحد يرجى لدفع [مصابي]
حرف الياء
قرأ الأدب وكتب الخط المليح، وجالس العلماء، وسمع الحديث، وكتب من الأدب كثيرا، وصنف كتبا حسنة مفيدة، منها كتاب «أخبار الأدباء» ، وكتاب «أخبار الشعراء» ، وكتاب «أسماء البلدان والجبال والمياه والأماكن» ، وتاريخا على السنين وغير ذلك. وكان غزير الفضل، صحيح النقل، متحرّيا، صدوقا، له النظم الحسن والنثر الجيد.
أنشدني ياقوت الحموي لنفسه:
أقول لقلبي وهو في الغيّ جامح ... أما آن للجهل القديم يزول
أطعت مهاة في الجدار خريدة ... وكنت على أسد الفلاة تصول
ولما رأيت الوصل قد حيل دونه ... وأن لقاكم ما إليه سبيل
لبست رداء الصبر لا عن ملالة ... ولكنني للضيم فيك حمول
توفي بحلب في العشرين من رمضان سنة ست وعشرين وستمائة، ولم يبلغ الستين، ووقف كتبه ببغداد.
قلت: كتب عنه الحافظ أبو محمد المنذري في معجم شيوخه، وقال: سمعته يقول:
مولدي سنة أربع أو خمس وسبعين وخمسمائة.
أنشدنا أبو عمر يوسف بن عمر الفقيه الحنفي العدل قراءة عليه وأنا أسمع، قال:
أنشدنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: أنشدنا الأديب الفاضل أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي لنفسه، قال: واستيقظت من النوم، فجرى على لساني هذه الأبيات من غير قصد ولا رويّة، فأنشدتها كأني أحفظها:
لعمرك ما أبكي على رسم منزل ... ودار خلت من زينب ورباب
ولكنني أبكي على زمن مضى ... تسود فيه بالذنوب كتابي
وأعجب شيء أنه لا يصدني ... عن اللهو شيب حال دون شبابي
وقد جلى بازي للمشيب بعارضي ... وما طار عن وكر الذنوب غرابي
فيا رب جد بالعفو منك فإنني ... مريض حريض لما بي
ولا لي أهل في بلاد ومعشر ... يعدون أيامي لوقت إيابي
وإن سرت عن دار فما من مشيع ... ولا ملتق إن جئتها بركابي
ولا سكن أعتده لملمة ... ولا أحد يرجى لدفع [مصابي]
حرف الياء