وادع بن ذوللة الكلبي
شاعر فارس، شهد يوم المرج مع مروان بن الحكم، ووفد على الحجاج بن يوسف، وكانت عينه أصيبت يوم المرج، فقال له الحجاج: ما الشجاعة؟ قال: غرائز يجعلها الله في الناس، قد تجد الرجل شجاعاً لا رأي له، فتلك الشجاعة الضارة لصاحبها، لأنها تقدم به في حال لا إقدام، وتحجم به في وقت لا إحجام، فيهلك ويهلك، وقد تكون الشجاعة نافعة لصاحبها إذا أقدمت به في حين الإقدام وأحجمت به في حين الإحجام، والله لقد رأيتني يوم مرج راهط وإن همام بن قبيصة النميري لواقف وقد انقض عنه أصحابه، وإنه من شجاعته لواقف لا يدري ما يصنع، ولو فر لكان الفرار يمكنه، ولكن حمي أنفاً، فحمل علي وحملت عليه، فبادرته بضربة على عاتقه
فأذريته عن دابته، ثم نزلت إليه أحتز رأسه فتفل في وجهي، ثم قال: من الطويل
ألا يا بن ذات النوف أجهز على امرئ ... يرى الموت خيراً من فرار وأكرما
ولا تتركني بالخساسة إنني ... أكر إذا ما النكس مثلك أحجما
فأخذت رأسه، فأتيت به مروان، وقلت: هذا رأس همام بن قبيصة، قال: لأنت قتلته؟ قلت نعم، قال: فهل أعانك عليه أحد؟ قلت: نعم، الله وفراغ مدته، فقال: هو والله كما قال الشاعر: من الطويل
وفارس هيجا لا يقام لبأسه ... له صولةً تزور عنها الفوارس
وشدة ليث يرهب الأسد وقعها ... وتذعر منها العاويات العساعس
جريء على الإقدام ليس بناكل ... ولا يزدهيه الأحوسي المقامس
شاعر فارس، شهد يوم المرج مع مروان بن الحكم، ووفد على الحجاج بن يوسف، وكانت عينه أصيبت يوم المرج، فقال له الحجاج: ما الشجاعة؟ قال: غرائز يجعلها الله في الناس، قد تجد الرجل شجاعاً لا رأي له، فتلك الشجاعة الضارة لصاحبها، لأنها تقدم به في حال لا إقدام، وتحجم به في وقت لا إحجام، فيهلك ويهلك، وقد تكون الشجاعة نافعة لصاحبها إذا أقدمت به في حين الإقدام وأحجمت به في حين الإحجام، والله لقد رأيتني يوم مرج راهط وإن همام بن قبيصة النميري لواقف وقد انقض عنه أصحابه، وإنه من شجاعته لواقف لا يدري ما يصنع، ولو فر لكان الفرار يمكنه، ولكن حمي أنفاً، فحمل علي وحملت عليه، فبادرته بضربة على عاتقه
فأذريته عن دابته، ثم نزلت إليه أحتز رأسه فتفل في وجهي، ثم قال: من الطويل
ألا يا بن ذات النوف أجهز على امرئ ... يرى الموت خيراً من فرار وأكرما
ولا تتركني بالخساسة إنني ... أكر إذا ما النكس مثلك أحجما
فأخذت رأسه، فأتيت به مروان، وقلت: هذا رأس همام بن قبيصة، قال: لأنت قتلته؟ قلت نعم، قال: فهل أعانك عليه أحد؟ قلت: نعم، الله وفراغ مدته، فقال: هو والله كما قال الشاعر: من الطويل
وفارس هيجا لا يقام لبأسه ... له صولةً تزور عنها الفوارس
وشدة ليث يرهب الأسد وقعها ... وتذعر منها العاويات العساعس
جريء على الإقدام ليس بناكل ... ولا يزدهيه الأحوسي المقامس