هند بن هند بن ابى هالة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا مرسلا روى عن أبيه روى عنه مالك بن دينار سمعت أبي يقول ذلك.
96135. هند الجهنية1 96136. هند الخولانية1 96137. هند الخولانية امرأة بلال بن رباح1 96138. هند ام سلمة زوج النبي1 96139. هند امراة بلال بن رباح سماها سعيد1 96140. هند بن هند بن ابي هالة196141. هند بن أبي هالة4 96142. هند بن أسماء بن حارثة بن1 96143. هند بن ابي هالة4 96144. هند بن ابي هالة الاسيدي التميمي1 96145. هند بن ابي هالة التميمي1 96146. هند بن اسماء الاسلمي1 96147. هند بن اسماء بن حارثة بن هند1 96148. هند بن اسماء بن حارثة بن هند الاسلمي1 96149. هند بن اسماء بن جارثة او حارثة1 96150. هند بن حارثة3 96151. هند بن حارثة الأسلمي1 96152. هند بن حارثة الاسلمي1 96153. هند بن حارثة بن هند الاسلمي1 96154. هند بن سعد بن حنيف بن سهل1 96155. هند بن سعد بن سهل بن حنيف2 96156. هند بن عمرو1 96157. هند بن عمرو الجملي2 96158. هند بن عمرو بن جندلة1 96159. هند بن هند بن ابي هالة2 96160. هند بن هند بن ابي هالة التميمي1 96161. هند بنت أبي أمية أم سلمة1 96162. هند بنت أبي سفيان1 96163. هند بنت أثاثة1 96164. هند بنت أسماء بن خارجة بن حصن الفزارية...1 96165. هند بنت أوس1 96166. هند بنت ابي امية2 96167. هند بنت ابي امية المخزومية1 96168. هند بنت ابي امية بن المغيرة2 96169. هند بنت ابي سفيان بن حرب1 96170. هند بنت ابي طالب2 96171. هند بنت اثاثة1 96172. هند بنت اثاثة بن عباد بن المطلب1 96173. هند بنت اسيد1 96174. هند بنت اسيد بن الحصين1 96175. هند بنت اسيد بن الحضير الانصاري1 96176. هند بنت البراء1 96177. هند بنت الحارث3 96178. هند بنت الحارث الفراسية2 96179. هند بنت الحارث الفراسية ويقال القرشية...1 96180. هند بنت الحصين1 96181. هند بنت المقوم بن عبد المطلب1 96182. هند بنت المنذر2 96183. هند بنت المهلب بن أبي صفرة1 96184. هند بنت الوليد1 96185. هند بنت اوس1 96186. هند بنت ربيعة1 96187. هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب...1 96188. هند بنت سعيد بن ابي سعيد الخدري1 96189. هند بنت سماك1 96190. هند بنت سماك بن عتيك1 96191. هند بنت سهل بن زيد1 96192. هند بنت عتبة2 96193. هند بنت عتبة بن ربيعة1 96194. هند بنت عتبة بن ربيعة بن امية1 96195. هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس2 96196. هند بنت عمرو3 96197. هند بنت عمرو بن حرام الانصارية1 96198. هند بنت عمرو بن حرام عمة جابر1 96199. هند بنت محمود2 96200. هند بنت معاوية بن أبي سفيان1 96201. هند بنت معقل1 96202. هند بنت منبه1 96203. هند بنت هبيرة1 96204. هند بنت يزيد1 96205. هند بنت يزيد بن البرصاء1 96206. هند بنت ابي امية بن المغيرة1 96207. هنى بن نويرة الضبي1 96208. هنى مولى عمر بن الخطاب1 96209. هنى مولى عمرو بن العاص1 96210. هني بن نويرة الضبي كوفي2 96211. هني بن نويرة الضبي1 96212. هني مولى عمر1 96213. هني مولى عمر بن الخطاب1 96214. هني مولى عمر بن الخطاب1 96215. هنيد بن القاسم بن عبد الرحمن2 96216. هنيد بن القاسم بن عبد الرحمن بن ماعز2 96217. هنيدة1 96218. هنيدة امرأة إبراهيم النخعي1 96219. هنيدة بن خالد1 96220. هنيدة بن خالد الخزاعي5 96221. هنيدة بن خالد الخزاعي النخعي1 96222. هنيدة بن مغفل الغفاري1 96223. هوبجة بن بجير1 96224. هوبر بن معاذ الحمصي1 96225. هود العصري العبدي1 96226. هود بن الاعمش1 96227. هود بن سليمان بن مهران الاعمش1 96228. هود بن شهاب بن عباد العبدي العصري1 96229. هود بن شهاب بن عباد العصري العبدي2 96230. هود بن عبد الله بن رباح1 96231. هود بن عبد الله بن سعد1 96232. هود بن عبد الله بن سعد البصري1 96233. هود بن عبد الله بن سعد العصري العبدي1 96234. هود بن عطاء2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
هند بن هند بن أبي هالة
ب ع: هند بن هند بن أبي هالة وهو ابن المقدم أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، ورويا فِي ترجمته حَديث السري بن يَحْيَى، عن مالك بن دينار، قَالَ:
(1680) حَدَّثَنِي السري بن يَحْيَى، عن مالك بن دينار، قَالَ: حَدَّثَنِي هند، عن خديجة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحكم أبي مروان، فجعل الحكم يغمز بالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويشير بإصبعه، فالتفت إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " اللَّهُمَّ اجعل لَهُ وزغا "، قَالَ: فرجف مكانه، والوزغ: الارتعاش.
وهذا الحديث لَيْسَ لهند بن هند فِيهِ مدخل، وإنما هُوَ لأبيه قَالَ الزبير بن بكار: قتل هند بن هند بن أبي هالة مع مصعب بن الزبير يوم قتل المختار، وَذَلِكَ سنة سبع وستين.
وقال الزبير: وقيل: إن هند بن هند مات بالبصرة فِي الطاعون، فازدحم الناس عَلَى جنازته، وتركوا جنائزهم، وقالوا: ابن ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو عمر بإسناده: عن مُحَمَّد بن الحجاج، عن رجل من بني تميم، قَالَ: رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة، وعليه حلة خضراء من غير قميص، فمات فِي الطاعون، فخرجوا بين أربعة لشغل الناس بموتاهم، فصاحت امرأة: واهند ابن هنداه، وابن ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فازدحم الناس عَلَى جنازته، وتركوا موتاهم.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
ب ع: هند بن هند بن أبي هالة وهو ابن المقدم أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، ورويا فِي ترجمته حَديث السري بن يَحْيَى، عن مالك بن دينار، قَالَ:
(1680) حَدَّثَنِي السري بن يَحْيَى، عن مالك بن دينار، قَالَ: حَدَّثَنِي هند، عن خديجة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحكم أبي مروان، فجعل الحكم يغمز بالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويشير بإصبعه، فالتفت إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " اللَّهُمَّ اجعل لَهُ وزغا "، قَالَ: فرجف مكانه، والوزغ: الارتعاش.
وهذا الحديث لَيْسَ لهند بن هند فِيهِ مدخل، وإنما هُوَ لأبيه قَالَ الزبير بن بكار: قتل هند بن هند بن أبي هالة مع مصعب بن الزبير يوم قتل المختار، وَذَلِكَ سنة سبع وستين.
وقال الزبير: وقيل: إن هند بن هند مات بالبصرة فِي الطاعون، فازدحم الناس عَلَى جنازته، وتركوا جنائزهم، وقالوا: ابن ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو عمر بإسناده: عن مُحَمَّد بن الحجاج، عن رجل من بني تميم، قَالَ: رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة، وعليه حلة خضراء من غير قميص، فمات فِي الطاعون، فخرجوا بين أربعة لشغل الناس بموتاهم، فصاحت امرأة: واهند ابن هنداه، وابن ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فازدحم الناس عَلَى جنازته، وتركوا موتاهم.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
هِنْدُ بْنُ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَا: ثنا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِنْدُ بْنُ خَدِيجَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، فَجَعَلَ يَغْمِزُ فِي قَفَاهُ وَيُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَا أَمَاتَكَ اللهُ، أَوْ لَا مُتَّ، إِلَّا بِالْوَزَغِ» قَالَ: فَمَا قَامَ حَتَّى ارْتَعَشَ. قَالَ: وَالْوَزَغُ: الِارْتِعَاشُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ، يَقُولُ: فَخْمًا مُفَخَّمًا، الْفَخَامَةُ فِي الْوَجْهِ بَسَلِهِ وَامْتِلَائِهِ، مَعَ الْجَمَالِ وَالْمَهَابَةِ، وَالْمَرْبُوعُ: الَّذِي بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ، وَالْمُشَذَّبُ: الْمُفْرِطُ فِي الطُّوَلِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ جَرِيرٌ:
[البحر الكامل]
أَلْوَى بِهَا شَذْبُ الْعُرُوقِ مُشَذَّبٌ ... فَكَأَنَّمَا وَكَنَتْ عَلَى طِرْبَالِ
وَقَوْلُهُ: رَجِلُ الشَّعْرِ، الرَّجِلُ الَّذِي لَيْسَ بِالسَّبْطِ الَّذِي لَا تَكَسُّرَ فِيهِ، وَالْقَطَطِ الشَّدِيدِ الْجُعُودَةِ، يَقُولُ: فَهُوَ جَعْدٌ بَيْنَ هَذَيْنِ، وَالْعَقِيصَةُ: الشَّعْرُ الْمَعْقُوصُ، وَهُوَ نَحْوٌ مِنَ الْمَضْفُورِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ: مَنْ لَبَّدَ، أَوْ عَقَصَ، أَوْ ضَفَّرَ، فَعَلَيْهِ الْحَلْقُ، وَقَوْلُهُ: أَزَجُّ الْحَاجِبَيْنِ سَوَابِغُ: الزَّجَجُ فِي الْحَوَاجِبِ أَنْ يَكُونَ فِيهَا تَقَوُّسٌ مَعَ طُولٍ فِي أَطْرَافِهَا، وَهُوَ السُّبُوغُ فِيهَا، وَقَالَ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ:
[البحر الوافر]
إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا ... وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا
وَقَوْلُهُ: فِي غَيْرِ قَرَنٍ، الْقَرَنُ: الْتِقَاءُ الْحَاجِبَيْنِ حَتَّى يَتَّصِلَا، يَقُولُ: فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ أَبْلَجُ، وَذَكَرَ الْأَصْمَعِيُّ أَنَّ الْعَرَبَ تَسْتَحِبُّ هَذَا،، قَوْلُهُ: بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يَدَرُّهُ الْغَضَبُ، يَقُولُ: إِذَا غَضِبَ دُرَّ الْعَرَقُ الَّذِي بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ، وَدُرُورُهُ: غِلَظُهُ وَنُتُوؤُهُ وَامْتِلَاؤُهُ، وَقَوْلُهُ: أَقْنَى الْعِرْنِينِ، يَعْنِي الْأَنْفَ، وَالْقَنَى: أَنْ يَكُونَ فِيهِ دِقَّةٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ فِي قَصَبَتِهِ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ أَقْنَى، وَامْرَأَةٌ قَنْوَى، وَالْأَشَمُّ: أَنْ يَكُونَ الْأَنْفُ دَقِيقًا لَا قَنَى فِيهِ، وَقَوْلُهُ: كَثُّ اللِّحْيَةِ، وَالْكُثُوثَةُ: أَنْ تَكُونَ اللِّحْيَةُ غَيْرَ دَقِيقَةٍ وَلَا طَوِيلَةٍ، وَلَكِنْ فِيهَا كَثَافَةٌ مِنْ غَيْرِ عِظَمٍ وَلَا طُولٍ، وَقَوْلُهُ: ضَلِيعُ الْفَمِ، أَحْسِبُهُ يَعْنِي خُلَّةً فِي الشَّفَتَيْنِ، وَقَوْلُهُ: أَشْنَبُ، وَالْأَشْنَبُ الَّذِي فِي أَسْنَانِهِ دِقَّةٌ وَتَحَدُّدٌ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ أَشْنَبُ، وَمِنْهُ امْرَأَةٌ شَنْبَاءُ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
[البحر البسيط]
لَمْيَاءُ فِي شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لُعْسٌ ... وَفِي اللَّثَاتِ وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ
وَالْمُفَلَّجُ: الَّذِي فِي أَسْنَانِهِ تَفَرُّقٌ، وَالْمَسْرُبَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي بَيْنَ اللَّبَّةِ إِلَى السُّرَّةِ، شَعْرٌ يُرَى كَالْخَطِّ، قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر السريع]
الْآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتِي ... وَعَضَضْتُ مِنْ نَابِي عَلَى جِذْمِ
وَقَوْلُهُ: جِيدُ دُمْيَةٍ، الْجِيدُ: الْعُنُقُ، وَالدُّمْيَةُ: الصُّورَةُ، وَقَوْلُهُ: ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْكَرَادِيسِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الْعِظَامُ، وَمَعْنَاهُ: أَنَّهُ عَظِيمُ الْأَلْوَاحِ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْكَرَادِيسَ رُءُوسَ الْعِظَامِ، وَالْكَرَادِيسُ فِي غَيْرِ هَذَا: الْكَتَائِبُ وَالزِّنْدَانِ: الْعَظْمَانِ اللَّذَانِ فِي السَّاعِدَيْنِ الْمُتَّصِلَانِ بِالْكَفَّيْنِ، وَصَفَهُ بِطُولِ الذِّرَاعِ سَبِطُ الْقَصَبِ، كُلُّ عَظْمٍ ذِي مُخٍّ، مِثْلُ السَّاقَيْنِ، وَالذِّرَاعَيْنِ، وَالْعَضُدَيْنِ، وَسُبُوطُهُمَا امْتِدَادُهَا، يَصِفُهُ بِطُولِ الْعِظَامِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
[البحر الوافر]
جَوَاعِلُ فِي الْبُرَى قَصَبًا خِدَالًا
وَأَرَادَ بِالْبُرَى الْأُسْوِرَةَ وَالْخَلَاخِيلَ وَقَوْلُهُ: شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، يُرِيدُ أَنَّ فِيهِمَا بَعْضَ الْغِلَظِ، وَالْأَخْمَصُ مِنَ الْقَدَمِ فِي بَاطِنِهَا مَا بَيْنَ صَدْرِهَا وَقَدَمِهَا وَعَقِبِهَا، وَهُوَ الَّذِي يَلْصَقُ بِالْأَرْضِ مِنَ الْقَدَمَيْنِ فِي الْوَطْءِ، قَالَ الْأَعْشَى يَصِفُ امْرَأَةً بِإِبْطَائِهَا فِي الْمَشْيِ:
[البحر البسيط]
كَأَنَّ أَخْمُصَهَا بِالشَّوْكِ مُنْتَعِلُ
قَوْلُهُ: خَمْصَانُ، يَعْنِي: أَنَّ ذَاكَ الْمَوْضِعَ مِنْ قَدَمَيْهِ فِيهِ تَجَافٍ عَنِ الْأَرْضِ وَارْتِفَاعٌ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ خُمُوصَةِ الْبَطْنِ، وَهِيَ ضُمْرَةٌ، وَمِنْهُ يُقَالُ: رَجُلٌ خَمْصَانُ، وَامْرَأَةٌ خَمْصَانَةٌ، وَقَوْلُهُ: مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ، يَعْنِي أَنَّهُمَا مَلْسَاوَانِ، لَيْسَ فِي ظُهُورِهِمَا تَكَسُّرٌ، وَلِهَذَا قَالَ: يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ، يَعْنِي أَنَّهُ لَا ثَبَاتَ لِلْمَاءِ عَلَيْهِمَا، وَقَوْلُهُ: إِذَا خَطَا تَكَفَّأَ، يَعْنِي: التَّمَايُلَ، أَخَذَهُ مِنْ تَكَفُّؤِ السُّفُنِ، وَقَوْلُهُ: ذَرِيعُ الْمِشْيَةِ، يَعْنِي: وَاسِعَ الْخُطَا، وَقَوْلُهُ: كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ، أُرَاهُ يُرِيدُ أَنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ، غَاضٌّ بَصَرَهُ لَا يَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ الْمُنْحَطُّ، ثُمَّ فَسَّرَهُ، فَقَالَ: خَافِضُ الطَّرْفِ، نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَوْلُهُ: إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، يُرِيدُ أَنَّهُ لَا يَلْوِي عُنُقَهُ دُونَ جَسَدِهِ، فَإِنَّ فِي هَذَا بَعْضَ الْخِفَّةِ وَالطَّيْشِ، وَقَوْلُهُ: دَمِثٌ، هُوَ اللِّينُ السَّهْلُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ: دَمِثٌ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ مَالَ إِلَى دَمْثٍ، وَقَوْلُهُ: أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، الْإِشَاحَةُ: الْجِدُّ، وَقَدْ يَكُونُ الْحَذَرُ، وَقَوْلُهُ: وَيَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ، وَالِافْتِرَارُ: أَنْ يُكَشِّرَ الْأَسْنَانَ ضَاحِكًا مِنْ غَيْرِ قَهْقَهَةٍ، وَحَبُّ الْغَمَامِ: الْبَرَدُ، شَبَّهُ بَيَاضَ أَسْنَانِهِ بِهِ، قَالَ جَرِيرٌ:
تُجْرِي السِّوَاكَ عَلَى أَغَرَّ كَأَنَّهُ ... بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِنْ مُتُونِ غَمَامِ
وَقَوْلُهُ: يَدْخُلُونَ رُوَّادًا، الرُّوَّادُ: الطَّالِبُونَ، وَاحِدُهُمْ رَائِدٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الرَّائِدُ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَقَوْلُهُ: لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ، يَعْنِي: عُدَّةً، قَدْ أَعَدَّ لَهُ، وَقَوْلُهُ: لَا يُوَطِّنُ الْأَمَاكِنَ، أَيْ لَا يَجْعَلُ لِنَفْسِهِ مَوْضِعًا يُعْرَفُ، إِنَّمَا يَجْلِسُ حَيْثُ يُمْكِنُهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ حَاجَتُهُ، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَجْلِسُ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَهَى أَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرَ» ، وَقَوْلُهُ: لَا يُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرُمُ، يَقُولُ: لَا يُوصَفُ فِيهِ النِّسَاءُ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ: «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الشِّعْرِ إِذَا أُبِّنَتْ فِيهِ النِّسَاءُ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ رِجَالٌ فِي الْمَسْجِدِ يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ، فَأَقْبَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: فِي حَرَمِ اللهِ، وَعِنْدَ بَيْتِ اللهِ تَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بِكَ بَأْسٌ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، إِنْ لَمْ تَفْسُدْ نَفْسُكَ، إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّعْرِ إِذَا أُبِّنَتْ فِيهِ النِّسَاءُ، أَوْ يُرْزَأُ فِيهِ الْأَمْوَالُ، وَقَوْلُهُ: لَا تَنْثَنِي فَلَتَاتُهُ، الْفَلَتَاتُ: السَّقَطَاتُ، لَا يَتَحَدَّثُ بِهَا، يُقَالُ: نَثَوْتُ أَنْثُو، وَالِاسْمُ مِنْهُ: النَّثَاءُ، وَهَذِهِ الْهَاءُ فِي فَلَتَاتِهِ رَاجِعَةٌ عَلَى الْمَجْلِسِ، أَلَا تَرَى أَنَّ صَدْرَ الْكَلَامِ أَنَّهُ مَسْأَلَةٌ عَنْ مَجْلِسِهِ، وَيُقَالُ أَيْضًا: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِمَجْلِسِهِ فَلَتَاتٌ يَحْتَاجُ أَحَدٌ أَنْ يَحْكِيَ بِهَا فَلَتَاتِهُ، يُرِيدُ فَلَتَاتِ الْمَجْلِسِ لَا يَتَحَدَّثُ بِهَا بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَا: ثنا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِنْدُ بْنُ خَدِيجَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، فَجَعَلَ يَغْمِزُ فِي قَفَاهُ وَيُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَا أَمَاتَكَ اللهُ، أَوْ لَا مُتَّ، إِلَّا بِالْوَزَغِ» قَالَ: فَمَا قَامَ حَتَّى ارْتَعَشَ. قَالَ: وَالْوَزَغُ: الِارْتِعَاشُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ، يَقُولُ: فَخْمًا مُفَخَّمًا، الْفَخَامَةُ فِي الْوَجْهِ بَسَلِهِ وَامْتِلَائِهِ، مَعَ الْجَمَالِ وَالْمَهَابَةِ، وَالْمَرْبُوعُ: الَّذِي بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ، وَالْمُشَذَّبُ: الْمُفْرِطُ فِي الطُّوَلِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ جَرِيرٌ:
[البحر الكامل]
أَلْوَى بِهَا شَذْبُ الْعُرُوقِ مُشَذَّبٌ ... فَكَأَنَّمَا وَكَنَتْ عَلَى طِرْبَالِ
وَقَوْلُهُ: رَجِلُ الشَّعْرِ، الرَّجِلُ الَّذِي لَيْسَ بِالسَّبْطِ الَّذِي لَا تَكَسُّرَ فِيهِ، وَالْقَطَطِ الشَّدِيدِ الْجُعُودَةِ، يَقُولُ: فَهُوَ جَعْدٌ بَيْنَ هَذَيْنِ، وَالْعَقِيصَةُ: الشَّعْرُ الْمَعْقُوصُ، وَهُوَ نَحْوٌ مِنَ الْمَضْفُورِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ: مَنْ لَبَّدَ، أَوْ عَقَصَ، أَوْ ضَفَّرَ، فَعَلَيْهِ الْحَلْقُ، وَقَوْلُهُ: أَزَجُّ الْحَاجِبَيْنِ سَوَابِغُ: الزَّجَجُ فِي الْحَوَاجِبِ أَنْ يَكُونَ فِيهَا تَقَوُّسٌ مَعَ طُولٍ فِي أَطْرَافِهَا، وَهُوَ السُّبُوغُ فِيهَا، وَقَالَ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ:
[البحر الوافر]
إِذَا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا ... وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا
وَقَوْلُهُ: فِي غَيْرِ قَرَنٍ، الْقَرَنُ: الْتِقَاءُ الْحَاجِبَيْنِ حَتَّى يَتَّصِلَا، يَقُولُ: فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ أَبْلَجُ، وَذَكَرَ الْأَصْمَعِيُّ أَنَّ الْعَرَبَ تَسْتَحِبُّ هَذَا،، قَوْلُهُ: بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يَدَرُّهُ الْغَضَبُ، يَقُولُ: إِذَا غَضِبَ دُرَّ الْعَرَقُ الَّذِي بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ، وَدُرُورُهُ: غِلَظُهُ وَنُتُوؤُهُ وَامْتِلَاؤُهُ، وَقَوْلُهُ: أَقْنَى الْعِرْنِينِ، يَعْنِي الْأَنْفَ، وَالْقَنَى: أَنْ يَكُونَ فِيهِ دِقَّةٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ فِي قَصَبَتِهِ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ أَقْنَى، وَامْرَأَةٌ قَنْوَى، وَالْأَشَمُّ: أَنْ يَكُونَ الْأَنْفُ دَقِيقًا لَا قَنَى فِيهِ، وَقَوْلُهُ: كَثُّ اللِّحْيَةِ، وَالْكُثُوثَةُ: أَنْ تَكُونَ اللِّحْيَةُ غَيْرَ دَقِيقَةٍ وَلَا طَوِيلَةٍ، وَلَكِنْ فِيهَا كَثَافَةٌ مِنْ غَيْرِ عِظَمٍ وَلَا طُولٍ، وَقَوْلُهُ: ضَلِيعُ الْفَمِ، أَحْسِبُهُ يَعْنِي خُلَّةً فِي الشَّفَتَيْنِ، وَقَوْلُهُ: أَشْنَبُ، وَالْأَشْنَبُ الَّذِي فِي أَسْنَانِهِ دِقَّةٌ وَتَحَدُّدٌ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ أَشْنَبُ، وَمِنْهُ امْرَأَةٌ شَنْبَاءُ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
[البحر البسيط]
لَمْيَاءُ فِي شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لُعْسٌ ... وَفِي اللَّثَاتِ وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ
وَالْمُفَلَّجُ: الَّذِي فِي أَسْنَانِهِ تَفَرُّقٌ، وَالْمَسْرُبَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي بَيْنَ اللَّبَّةِ إِلَى السُّرَّةِ، شَعْرٌ يُرَى كَالْخَطِّ، قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر السريع]
الْآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتِي ... وَعَضَضْتُ مِنْ نَابِي عَلَى جِذْمِ
وَقَوْلُهُ: جِيدُ دُمْيَةٍ، الْجِيدُ: الْعُنُقُ، وَالدُّمْيَةُ: الصُّورَةُ، وَقَوْلُهُ: ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْكَرَادِيسِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الْعِظَامُ، وَمَعْنَاهُ: أَنَّهُ عَظِيمُ الْأَلْوَاحِ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْكَرَادِيسَ رُءُوسَ الْعِظَامِ، وَالْكَرَادِيسُ فِي غَيْرِ هَذَا: الْكَتَائِبُ وَالزِّنْدَانِ: الْعَظْمَانِ اللَّذَانِ فِي السَّاعِدَيْنِ الْمُتَّصِلَانِ بِالْكَفَّيْنِ، وَصَفَهُ بِطُولِ الذِّرَاعِ سَبِطُ الْقَصَبِ، كُلُّ عَظْمٍ ذِي مُخٍّ، مِثْلُ السَّاقَيْنِ، وَالذِّرَاعَيْنِ، وَالْعَضُدَيْنِ، وَسُبُوطُهُمَا امْتِدَادُهَا، يَصِفُهُ بِطُولِ الْعِظَامِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
[البحر الوافر]
جَوَاعِلُ فِي الْبُرَى قَصَبًا خِدَالًا
وَأَرَادَ بِالْبُرَى الْأُسْوِرَةَ وَالْخَلَاخِيلَ وَقَوْلُهُ: شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، يُرِيدُ أَنَّ فِيهِمَا بَعْضَ الْغِلَظِ، وَالْأَخْمَصُ مِنَ الْقَدَمِ فِي بَاطِنِهَا مَا بَيْنَ صَدْرِهَا وَقَدَمِهَا وَعَقِبِهَا، وَهُوَ الَّذِي يَلْصَقُ بِالْأَرْضِ مِنَ الْقَدَمَيْنِ فِي الْوَطْءِ، قَالَ الْأَعْشَى يَصِفُ امْرَأَةً بِإِبْطَائِهَا فِي الْمَشْيِ:
[البحر البسيط]
كَأَنَّ أَخْمُصَهَا بِالشَّوْكِ مُنْتَعِلُ
قَوْلُهُ: خَمْصَانُ، يَعْنِي: أَنَّ ذَاكَ الْمَوْضِعَ مِنْ قَدَمَيْهِ فِيهِ تَجَافٍ عَنِ الْأَرْضِ وَارْتِفَاعٌ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ خُمُوصَةِ الْبَطْنِ، وَهِيَ ضُمْرَةٌ، وَمِنْهُ يُقَالُ: رَجُلٌ خَمْصَانُ، وَامْرَأَةٌ خَمْصَانَةٌ، وَقَوْلُهُ: مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ، يَعْنِي أَنَّهُمَا مَلْسَاوَانِ، لَيْسَ فِي ظُهُورِهِمَا تَكَسُّرٌ، وَلِهَذَا قَالَ: يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ، يَعْنِي أَنَّهُ لَا ثَبَاتَ لِلْمَاءِ عَلَيْهِمَا، وَقَوْلُهُ: إِذَا خَطَا تَكَفَّأَ، يَعْنِي: التَّمَايُلَ، أَخَذَهُ مِنْ تَكَفُّؤِ السُّفُنِ، وَقَوْلُهُ: ذَرِيعُ الْمِشْيَةِ، يَعْنِي: وَاسِعَ الْخُطَا، وَقَوْلُهُ: كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ، أُرَاهُ يُرِيدُ أَنَّهُ مُقْبِلٌ عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ، غَاضٌّ بَصَرَهُ لَا يَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ الْمُنْحَطُّ، ثُمَّ فَسَّرَهُ، فَقَالَ: خَافِضُ الطَّرْفِ، نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَوْلُهُ: إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، يُرِيدُ أَنَّهُ لَا يَلْوِي عُنُقَهُ دُونَ جَسَدِهِ، فَإِنَّ فِي هَذَا بَعْضَ الْخِفَّةِ وَالطَّيْشِ، وَقَوْلُهُ: دَمِثٌ، هُوَ اللِّينُ السَّهْلُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ: دَمِثٌ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ مَالَ إِلَى دَمْثٍ، وَقَوْلُهُ: أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، الْإِشَاحَةُ: الْجِدُّ، وَقَدْ يَكُونُ الْحَذَرُ، وَقَوْلُهُ: وَيَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ، وَالِافْتِرَارُ: أَنْ يُكَشِّرَ الْأَسْنَانَ ضَاحِكًا مِنْ غَيْرِ قَهْقَهَةٍ، وَحَبُّ الْغَمَامِ: الْبَرَدُ، شَبَّهُ بَيَاضَ أَسْنَانِهِ بِهِ، قَالَ جَرِيرٌ:
تُجْرِي السِّوَاكَ عَلَى أَغَرَّ كَأَنَّهُ ... بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِنْ مُتُونِ غَمَامِ
وَقَوْلُهُ: يَدْخُلُونَ رُوَّادًا، الرُّوَّادُ: الطَّالِبُونَ، وَاحِدُهُمْ رَائِدٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الرَّائِدُ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَقَوْلُهُ: لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ، يَعْنِي: عُدَّةً، قَدْ أَعَدَّ لَهُ، وَقَوْلُهُ: لَا يُوَطِّنُ الْأَمَاكِنَ، أَيْ لَا يَجْعَلُ لِنَفْسِهِ مَوْضِعًا يُعْرَفُ، إِنَّمَا يَجْلِسُ حَيْثُ يُمْكِنُهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ حَاجَتُهُ، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَجْلِسُ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «نَهَى أَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرَ» ، وَقَوْلُهُ: لَا يُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرُمُ، يَقُولُ: لَا يُوصَفُ فِيهِ النِّسَاءُ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ: «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الشِّعْرِ إِذَا أُبِّنَتْ فِيهِ النِّسَاءُ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ رِجَالٌ فِي الْمَسْجِدِ يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ، فَأَقْبَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: فِي حَرَمِ اللهِ، وَعِنْدَ بَيْتِ اللهِ تَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بِكَ بَأْسٌ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، إِنْ لَمْ تَفْسُدْ نَفْسُكَ، إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّعْرِ إِذَا أُبِّنَتْ فِيهِ النِّسَاءُ، أَوْ يُرْزَأُ فِيهِ الْأَمْوَالُ، وَقَوْلُهُ: لَا تَنْثَنِي فَلَتَاتُهُ، الْفَلَتَاتُ: السَّقَطَاتُ، لَا يَتَحَدَّثُ بِهَا، يُقَالُ: نَثَوْتُ أَنْثُو، وَالِاسْمُ مِنْهُ: النَّثَاءُ، وَهَذِهِ الْهَاءُ فِي فَلَتَاتِهِ رَاجِعَةٌ عَلَى الْمَجْلِسِ، أَلَا تَرَى أَنَّ صَدْرَ الْكَلَامِ أَنَّهُ مَسْأَلَةٌ عَنْ مَجْلِسِهِ، وَيُقَالُ أَيْضًا: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِمَجْلِسِهِ فَلَتَاتٌ يَحْتَاجُ أَحَدٌ أَنْ يَحْكِيَ بِهَا فَلَتَاتِهُ، يُرِيدُ فَلَتَاتِ الْمَجْلِسِ لَا يَتَحَدَّثُ بِهَا بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ
هِنْد بْن هِنْد بْن أبي هَالة التَّمِيمِي يُقَال إِن
لَهُ صُحْبَة
لَهُ صُحْبَة
هند بن ابى هالة وهو هند ابن خديجة امرأة النبي صلى الله عليه وسلم وكان وصافا عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه الحسن بن علي بن أبي طالب سمعت أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول روى عنه قوم مجهولون فما ذنب هند ابن ابى هالة أدخله البخاري في كتاب الضعفاء فسمعت أبي يقول يحول من هناك.
نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول روى عنه قوم مجهولون فما ذنب هند ابن ابى هالة أدخله البخاري في كتاب الضعفاء فسمعت أبي يقول يحول من هناك.
هند بن أبي هالة
ب د ع: هند بن أبي هالة وقد تقدم نسبه، وهو تميمي من بني أسيد بن عَمْرو بن تميم، وهو ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه خديجة بنت خويلد زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخواته لأمه: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة عليهن السلام.
وَكَانَ أبوه حليف بني عبد الدار، واختلف فِي اسم أبي هالة، فقيل: نباش بن زرارة بن وقدان، وقيل: مالك بن زرارة بن النباش، وقيل: مالك بن النباش بن زرارة، قَالَه الزبير.
وأكثر أهل النسب يخالفونه فِي اسمه.
وقال ابن الكلبي: أَبُو هالة هند بن النباش بن زرارة، كَانَ زوج خديجة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولدت لَهُ هند بن هند، وابن ابن ابنه هند بن هند بن هند.
وشهد هند بن أبي هالة بدرا، وقيل: بَلْ شهد أحدا، وقتل هند بن أبي هالة مع عَليّ يوم الجمل، وقتل هند بن هند بن أبي هالة مع مصعب بن الزبير، وقيل: إن هند بن هند بن أبي هالة مات بالبصرة، وانقرض عقبه فلا عقب لَهُم.
وروى هند بن أبي هالة حديث صفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1679) أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي عَليّ والحسين بن يوحن بن أتويه بن النعمان الباوري، قالا: أخبرنا الفضل بن مُحَمَّد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن البيلي، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخي، أخبرنا أبو القاسم عَليّ بن أحمد بن مُحَمَّد الخزاعي، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي، حدثنا مُحَمَّد بن عيسى، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي إملاء عَلَيْنا من كتابه، قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من بني تميم، من ولد أبي هالة زوج خديجة، يكنى أبا عبد الله، عن ابن أبي هالة، عن الْحَسَن بن عَليّ، قَالَ: سألت خالي هند بن أبي هالة، وَكَانَ رصافا، عن حلية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق بِهِ، فقال: " كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هُوَ وفره أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب، سوابغ فِي غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، لَهُ نور يعلوه، ويحسبه من لَمْ يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية فِي صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين السرة واللبة، بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذَلِكَ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شئن الكفين والقدمين، سائل أو سائن الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو الماء عنهما، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفأ، ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وَإِذَا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدر من لقيه بالسلام " قيل: إن هندا قتل مع عَليّ يوم الجمل، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
قَوْله: فخما مفخما: أي: كَانَ جميلا مهيبا، فهو لجماله عظيم، والناس يعظمونه لذلك، ولغيره من الأمور التي توجب التعظيم.
والمشذب: المفرط الطول، وأصله من النخلة إذا شذب جريدها، أي: قطع، زاد طولها، والمشذب: الطويل لا عرض معه، أي: لَيْسَ بطويل نحيف، بَلْ هما متناسبان.
وقوله: عظيم الهامة، أي: تام الرأس فِي تدويره.
والقطط: الشديد الجعودة، والرجل: الَّذِي لا جعودة فِيهِ، فهو بينهما.
والأزهر: الأبيض المشرق.
أزج الحواجب سوابغ، أي: طويلهما وفيهما بلج من غير قرن.
والبلج موصوف.
وإنما جمع الحواجب، لأن كل اثنين فما فوقهما جمع، أو مثل قَوْله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} وإنما هما قلبان، فلما علما كَانَ الجمع أَنَّهُ يراد بِهِ الاثنين ومثله كَثِير.
ب د ع: هند بن أبي هالة وقد تقدم نسبه، وهو تميمي من بني أسيد بن عَمْرو بن تميم، وهو ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمه خديجة بنت خويلد زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخواته لأمه: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة عليهن السلام.
وَكَانَ أبوه حليف بني عبد الدار، واختلف فِي اسم أبي هالة، فقيل: نباش بن زرارة بن وقدان، وقيل: مالك بن زرارة بن النباش، وقيل: مالك بن النباش بن زرارة، قَالَه الزبير.
وأكثر أهل النسب يخالفونه فِي اسمه.
وقال ابن الكلبي: أَبُو هالة هند بن النباش بن زرارة، كَانَ زوج خديجة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولدت لَهُ هند بن هند، وابن ابن ابنه هند بن هند بن هند.
وشهد هند بن أبي هالة بدرا، وقيل: بَلْ شهد أحدا، وقتل هند بن أبي هالة مع عَليّ يوم الجمل، وقتل هند بن هند بن أبي هالة مع مصعب بن الزبير، وقيل: إن هند بن هند بن أبي هالة مات بالبصرة، وانقرض عقبه فلا عقب لَهُم.
وروى هند بن أبي هالة حديث صفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1679) أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي عَليّ والحسين بن يوحن بن أتويه بن النعمان الباوري، قالا: أخبرنا الفضل بن مُحَمَّد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن البيلي، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخي، أخبرنا أبو القاسم عَليّ بن أحمد بن مُحَمَّد الخزاعي، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي، حدثنا مُحَمَّد بن عيسى، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي إملاء عَلَيْنا من كتابه، قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من بني تميم، من ولد أبي هالة زوج خديجة، يكنى أبا عبد الله، عن ابن أبي هالة، عن الْحَسَن بن عَليّ، قَالَ: سألت خالي هند بن أبي هالة، وَكَانَ رصافا، عن حلية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق بِهِ، فقال: " كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هُوَ وفره أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب، سوابغ فِي غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، لَهُ نور يعلوه، ويحسبه من لَمْ يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية فِي صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين السرة واللبة، بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذَلِكَ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شئن الكفين والقدمين، سائل أو سائن الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو الماء عنهما، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفأ، ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وَإِذَا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدر من لقيه بالسلام " قيل: إن هندا قتل مع عَليّ يوم الجمل، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
قَوْله: فخما مفخما: أي: كَانَ جميلا مهيبا، فهو لجماله عظيم، والناس يعظمونه لذلك، ولغيره من الأمور التي توجب التعظيم.
والمشذب: المفرط الطول، وأصله من النخلة إذا شذب جريدها، أي: قطع، زاد طولها، والمشذب: الطويل لا عرض معه، أي: لَيْسَ بطويل نحيف، بَلْ هما متناسبان.
وقوله: عظيم الهامة، أي: تام الرأس فِي تدويره.
والقطط: الشديد الجعودة، والرجل: الَّذِي لا جعودة فِيهِ، فهو بينهما.
والأزهر: الأبيض المشرق.
أزج الحواجب سوابغ، أي: طويلهما وفيهما بلج من غير قرن.
والبلج موصوف.
وإنما جمع الحواجب، لأن كل اثنين فما فوقهما جمع، أو مثل قَوْله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} وإنما هما قلبان، فلما علما كَانَ الجمع أَنَّهُ يراد بِهِ الاثنين ومثله كَثِير.
هند بْن أبي هالة.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ هند بْن أبي هالة روى عَنْهُ الْحُسَيْن بْن علي بْن أبي طالب يتكلم فِي حديثه.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، حَدَّثَنا أَبُو أَحْمَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الأصبهاني، حَدَّثَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثني مُغِيثٌ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمد عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمد، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ، قَال: قَال الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ سَأَلْتُ خَالَي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ وَصَّافًا وانا ارجوا أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهُ شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخْمًا مُفَخَّمًا يَتَلأَلأُ وَجْهَهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فذكر الحديث بِطُولِهِ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ
وهند بْن أبي هالة يعرف بهذا الحديث فِي وصف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ويرويه عَنْهُ جَعْفَر بْن مُحَمد، عن أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْهُ، وَمُحمد بْن علي عن الْحُسَيْن بْن علي مرسل يكون متصلا.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال البُخارِيّ هند بْن أبي هالة روى عَنْهُ الْحُسَيْن بْن علي بْن أبي طالب يتكلم فِي حديثه.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، حَدَّثَنا أَبُو أَحْمَدَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الأصبهاني، حَدَّثَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثني مُغِيثٌ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمد عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمد، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ، قَال: قَال الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ سَأَلْتُ خَالَي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ وَصَّافًا وانا ارجوا أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهُ شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخْمًا مُفَخَّمًا يَتَلأَلأُ وَجْهَهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فذكر الحديث بِطُولِهِ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ
وهند بْن أبي هالة يعرف بهذا الحديث فِي وصف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ويرويه عَنْهُ جَعْفَر بْن مُحَمد، عن أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْهُ، وَمُحمد بْن علي عن الْحُسَيْن بْن علي مرسل يكون متصلا.
هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ وَهُوَ هَالَةُ بْنُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ غَوِيِّ بْنِ جَرْوَةَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، أَحَدُ بَنِي أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، أُمُّهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَبِي هَالَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدًا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنُهُ: هِنْدُ بْنُ هِنْدٍ، قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَوْصِلِيُّ: اسْمُ أَبِي هَالَةَ مَالِكُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، ثنا عَلَيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: ثنا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، بِمَكَّةَ، عَنِ ابْنٍ لِأَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ، وَكَانَ وَصَّافًا، عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَشْتَهِيَ أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخْمًا مُفَخَّمًا، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ، وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ، عَظِيمَ الْهَامَةِ، رَجِلَ الشَّعْرِ، إِنَّ انْفَرَقَتْ عَقِيصَتُهُ انْفَرَقَ، وَإِلَّا فَلَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، وَاسِعَ الْجَبِينِ، أَزَجَّ الْحَوَاجِبِ، سَوَابِغُ فِي غَيْرِ قَرَنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ، يَدِرُّهُ الْغَضَبُ، أَقْنَى الْعِرْنِينِ، لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ، يَحْسِبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشُمَّ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، سَهْلَ الْخَدَّيْنِ، ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْنَبَ، مُفَلَّجَ الْأَسْنَانِ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ، كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ، مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ، بَادِنًا مُتَمَاسِكًا، سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ، عَرِيضَ الصَّدْرِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، أَنْوَرَ الْمُتَجَرَّدِ، مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ، عَارِيَ الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ، أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمِنْكَبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ، طَوِيلَ الزِّنْدَيْنِ، رَحْبَ الرَّاحَةِ، سَبِطَ الْقَصَبِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، سَائِلَ الْأَطْرَافِ، خَمْصَانَ الْأَخْمَصَيْنِ، مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ، يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ، إِذَا زَالَ زَالَ قَلْعًا، يَخْطُو تَكَفُّؤًا، وَيَمْشِي هَوْنًا، ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، خَافِضَ الطَّرْفِ، نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلَاحَظَةُ، يَسُوقُ أَصْحَابَهُ، يَبْدُرُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلَامِ، قُلْتُ: صِفْ لِي مِنْطِقَهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ، دَائِمَ الْفِكْرَةِ، لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، طَوِيلَ السُّكُوتِ، يَفْتَحُ الْكَلَامَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، فَصْلٌ، لَا فُضُولَ، وَلَا تَقْصِيرَ، دَمِثٌ، لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا الْمُهِينِ، يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ، لَا يَذُمُّ فِيهَا شَيْئًا، لَا يَذِمُّ ذَوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ، وَلَا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا، وَلَا مَا كَانَ لَهَا، وَإِذَا تُعُوطِيَ الْحَقُّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ، إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا، وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا، فَيَضْرِبُ بِبَاطِنِ رَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى، وَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ، جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ، وَيَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ، قَالَ: فَكَتَمْتُهَا الْحُسَيْنَ زَمَانًا، ثُمَّ حَدَّثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُهُ، وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مَدْخَلِهِ، وَمَجْلِسِهِ، وَمَخْرَجِهِ، وَشَكْلِهِ، فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا، قَالَ الْحُسَيْنُ: سَأَلْتُ أَبِي عَنٍ دُخُولِ رَسُولِ اللهِ فَقَالَ: كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونٌ لَهُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، فَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ نَفْسَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، جُزْءٍ لِلَّهِ، وَجُزْءٍ لِأَهْلِهِ، وَجُزْءٍ لِنَفْسِهِ، ثُمَّ جَزَّأَ جُزْأَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، فَيَرُدُّ ذَلِكَ عَلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ، وَلَا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا، فَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الْأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ بِإِذْنِهِ، وَقَسَمُهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ، فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ، فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ، وَيُشْغِلُهُمْ فِيمَا أَصْلَحَهُمْ، وَالْأَمَةُ عَنْ مَسْأَلَةٍ عَنْهُ، وَإِخْبَارِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ فَيَقُولُ: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغِي حَاجَتَهُ، فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغَهَا إِيَّاهُ يُثَبِّتُ اللهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، لَا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلَّا ذَاكَ، وَلَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهِ، يَدْخُلُونَ رُوَّادًا وَلَا يَفْتَرِقُونَ إِلَّا عَنْ ذَوَاقٍ، وَيَخْرُجُونَ أَدِلَّةً، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ، كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْزُنُ لِسَانَهُ إِلَّا مِمَّا يُعِينُهُمْ وَيُؤَلِّفُهُمْ، وَلَا يُفَرِّقُهُمْ، أَوْ قَالَ: لَا يُنَفِّرُهُمْ، وَيُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ، وَيَحْذَرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بِشْرَهُ وَلَا خُلُقَهُ، يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوَهِّنُهُ، مُعْتَدِلُ الْأَمْرِ غَيْرُ مُخْتَلِفٍ، لَا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمِيلُوا، لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ، لَا يَقْصُرُ عَنِ الْحَقِّ وَلَا يَجُوزُهُ، الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً، فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجْلِسُ وَلَا يَقُومُ إِلَّا عَلَى ذِكْرٍ، لَا يُوَطِّنُ الْأَمَاكِنَ، وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا، وَإِذَا جَلَسَ إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِيَ بِهِ الْمَجْلِسُ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ، وَيُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بِنَصِيبِهِ، لَا يَحْسِبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفَ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا، أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ بَسْطَةً وَخُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ، لَا تُرْفَعُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ، وَلَا تُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرُمُ، وَلَا تَنْثَنِي فَلَتَاتُهُ، مُعَادِلِينَ يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى، مُتَواضِعِينَ يُوَقِّرُونَ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمُونَ الصَّغِيرَ، وَيُؤْثِرُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ، وَيَحْفَظُونَ الْغَرِيبَ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ سِيرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَ الْبِشْرِ، سَهْلَ الْخُلُقِ لَيِّنَ الْجَانِبِ، لَيْسَ بِفَظٍّ، وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا صَخَّابٍ، وَلَا فَحَّاشٍ، وَلَا عَيَّابٍ، وَلَا مَدَّاحٍ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يَشْتَهِيَ، وَلَا يُوْئِسُ مِنْهُ، وَلَا يُخَيِّبُ فِيهِ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: الْمِرَاءِ وَالْإِكْبَارِ، وَمَا لَا يَعْنِيهِ، وَتَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: كَانَ لَا يَذُمُّ أَحَدًا، وَلَا يُعَيِّرُهُ، وَلَا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ، وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ، إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ، كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، وَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا، وَلَا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِيَّتِهِمْ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ، مَسْأَلَتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ، وَيَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا فَأَرْشِدُوهُ» ، وَلَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنْ مُكَافِئٍ، وَلَا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَهُ، فَيَقْطَعُهُ بِنَهْي أَوْ قِيَامٍ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ؟ قَالَ: كَانَ سُكُوتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعٍ: عَلَى الْحِلْمِ، وَالْحَذَرِ، وَالتَّقْدِيرِ، وَالتَّفَكُّرِ، فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ: فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ، وَاسْتِمَاعٍ بَيْنَ النَّاسِ، وَأَمَّا تَذَكُّرُهُ، أَوْ قَالَ: تَفَكُّرُهُ فِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى، وَجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبْرِ، فَكَانَ لَا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ، وَلَا يَسْتَفِزُّهُ، وَجُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ: أَخْذِهِ بِالْحُسْنَى لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لَيُتَنَاهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادِهِ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ، وَالْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ " رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَإِسْمَاعِيلُ السَّكُونِيُّ، عَنْ جُمَيْعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ صَالِحٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ قَالَ لِهِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ، وَكَانَ رَبِيبًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صِفْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَعَلَّكَ أَنْ تَكُونَ أَثْبَتَنَا بِهِ مَعْرِفَةً؟ قَالَ: كَانَ، بِأَبِي وَأُمِّي هُوَ، طَوِيلَ الصَّمْتِ، دَائِمَ الْفِكْرِ، مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ. رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِهِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، ثنا عَلَيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ: ثنا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، بِمَكَّةَ، عَنِ ابْنٍ لِأَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ، وَكَانَ وَصَّافًا، عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَشْتَهِيَ أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخْمًا مُفَخَّمًا، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ، وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ، عَظِيمَ الْهَامَةِ، رَجِلَ الشَّعْرِ، إِنَّ انْفَرَقَتْ عَقِيصَتُهُ انْفَرَقَ، وَإِلَّا فَلَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، وَاسِعَ الْجَبِينِ، أَزَجَّ الْحَوَاجِبِ، سَوَابِغُ فِي غَيْرِ قَرَنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ، يَدِرُّهُ الْغَضَبُ، أَقْنَى الْعِرْنِينِ، لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ، يَحْسِبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشُمَّ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، سَهْلَ الْخَدَّيْنِ، ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْنَبَ، مُفَلَّجَ الْأَسْنَانِ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ، كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ، مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ، بَادِنًا مُتَمَاسِكًا، سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ، عَرِيضَ الصَّدْرِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، أَنْوَرَ الْمُتَجَرَّدِ، مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ، عَارِيَ الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ، أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمِنْكَبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ، طَوِيلَ الزِّنْدَيْنِ، رَحْبَ الرَّاحَةِ، سَبِطَ الْقَصَبِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، سَائِلَ الْأَطْرَافِ، خَمْصَانَ الْأَخْمَصَيْنِ، مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ، يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ، إِذَا زَالَ زَالَ قَلْعًا، يَخْطُو تَكَفُّؤًا، وَيَمْشِي هَوْنًا، ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، خَافِضَ الطَّرْفِ، نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلَاحَظَةُ، يَسُوقُ أَصْحَابَهُ، يَبْدُرُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلَامِ، قُلْتُ: صِفْ لِي مِنْطِقَهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ، دَائِمَ الْفِكْرَةِ، لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، طَوِيلَ السُّكُوتِ، يَفْتَحُ الْكَلَامَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، فَصْلٌ، لَا فُضُولَ، وَلَا تَقْصِيرَ، دَمِثٌ، لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا الْمُهِينِ، يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ، لَا يَذُمُّ فِيهَا شَيْئًا، لَا يَذِمُّ ذَوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ، وَلَا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا، وَلَا مَا كَانَ لَهَا، وَإِذَا تُعُوطِيَ الْحَقُّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ، إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا، وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا، فَيَضْرِبُ بِبَاطِنِ رَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى، وَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ، جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ، وَيَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ، قَالَ: فَكَتَمْتُهَا الْحُسَيْنَ زَمَانًا، ثُمَّ حَدَّثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُهُ، وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مَدْخَلِهِ، وَمَجْلِسِهِ، وَمَخْرَجِهِ، وَشَكْلِهِ، فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا، قَالَ الْحُسَيْنُ: سَأَلْتُ أَبِي عَنٍ دُخُولِ رَسُولِ اللهِ فَقَالَ: كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونٌ لَهُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، فَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ نَفْسَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، جُزْءٍ لِلَّهِ، وَجُزْءٍ لِأَهْلِهِ، وَجُزْءٍ لِنَفْسِهِ، ثُمَّ جَزَّأَ جُزْأَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، فَيَرُدُّ ذَلِكَ عَلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ، وَلَا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا، فَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الْأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ بِإِذْنِهِ، وَقَسَمُهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ، فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ، فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ، وَيُشْغِلُهُمْ فِيمَا أَصْلَحَهُمْ، وَالْأَمَةُ عَنْ مَسْأَلَةٍ عَنْهُ، وَإِخْبَارِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ فَيَقُولُ: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغِي حَاجَتَهُ، فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغَهَا إِيَّاهُ يُثَبِّتُ اللهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، لَا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلَّا ذَاكَ، وَلَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهِ، يَدْخُلُونَ رُوَّادًا وَلَا يَفْتَرِقُونَ إِلَّا عَنْ ذَوَاقٍ، وَيَخْرُجُونَ أَدِلَّةً، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ، كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْزُنُ لِسَانَهُ إِلَّا مِمَّا يُعِينُهُمْ وَيُؤَلِّفُهُمْ، وَلَا يُفَرِّقُهُمْ، أَوْ قَالَ: لَا يُنَفِّرُهُمْ، وَيُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ، وَيَحْذَرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ بِشْرَهُ وَلَا خُلُقَهُ، يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوَهِّنُهُ، مُعْتَدِلُ الْأَمْرِ غَيْرُ مُخْتَلِفٍ، لَا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمِيلُوا، لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ، لَا يَقْصُرُ عَنِ الْحَقِّ وَلَا يَجُوزُهُ، الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً، فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجْلِسُ وَلَا يَقُومُ إِلَّا عَلَى ذِكْرٍ، لَا يُوَطِّنُ الْأَمَاكِنَ، وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا، وَإِذَا جَلَسَ إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِيَ بِهِ الْمَجْلِسُ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ، وَيُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بِنَصِيبِهِ، لَا يَحْسِبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفَ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا، أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ بَسْطَةً وَخُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ، لَا تُرْفَعُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ، وَلَا تُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرُمُ، وَلَا تَنْثَنِي فَلَتَاتُهُ، مُعَادِلِينَ يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى، مُتَواضِعِينَ يُوَقِّرُونَ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمُونَ الصَّغِيرَ، وَيُؤْثِرُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ، وَيَحْفَظُونَ الْغَرِيبَ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ سِيرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَ الْبِشْرِ، سَهْلَ الْخُلُقِ لَيِّنَ الْجَانِبِ، لَيْسَ بِفَظٍّ، وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا صَخَّابٍ، وَلَا فَحَّاشٍ، وَلَا عَيَّابٍ، وَلَا مَدَّاحٍ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يَشْتَهِيَ، وَلَا يُوْئِسُ مِنْهُ، وَلَا يُخَيِّبُ فِيهِ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: الْمِرَاءِ وَالْإِكْبَارِ، وَمَا لَا يَعْنِيهِ، وَتَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: كَانَ لَا يَذُمُّ أَحَدًا، وَلَا يُعَيِّرُهُ، وَلَا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ، وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ، إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ، كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، وَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا، وَلَا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِيَّتِهِمْ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ، مَسْأَلَتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ، وَيَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا فَأَرْشِدُوهُ» ، وَلَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنْ مُكَافِئٍ، وَلَا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَهُ، فَيَقْطَعُهُ بِنَهْي أَوْ قِيَامٍ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ؟ قَالَ: كَانَ سُكُوتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعٍ: عَلَى الْحِلْمِ، وَالْحَذَرِ، وَالتَّقْدِيرِ، وَالتَّفَكُّرِ، فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ: فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ، وَاسْتِمَاعٍ بَيْنَ النَّاسِ، وَأَمَّا تَذَكُّرُهُ، أَوْ قَالَ: تَفَكُّرُهُ فِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى، وَجُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبْرِ، فَكَانَ لَا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ، وَلَا يَسْتَفِزُّهُ، وَجُمِعَ لَهُ الْحَذَرُ فِي أَرْبَعٍ: أَخْذِهِ بِالْحُسْنَى لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لَيُتَنَاهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادِهِ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ، وَالْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ " رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَإِسْمَاعِيلُ السَّكُونِيُّ، عَنْ جُمَيْعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ صَالِحٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ قَالَ لِهِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ، وَكَانَ رَبِيبًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صِفْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَعَلَّكَ أَنْ تَكُونَ أَثْبَتَنَا بِهِ مَعْرِفَةً؟ قَالَ: كَانَ، بِأَبِي وَأُمِّي هُوَ، طَوِيلَ الصَّمْتِ، دَائِمَ الْفِكْرِ، مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ. رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِهِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ
هند بْن أبي هالة الأسيدي التميمي.
ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه خديجة بنت خويلد، خلف عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أبي هالة.
واختلف فِي اسم أبي هالة فقيل نماش بْن زرارة وقيل نباش بْن زرارة بْن وقدان ابن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، حليف بني عبد الدار بْن قصي. وقيل زرارة بْن نباش. وَقَالَ الزُّبَيْر: أَبُو هالة مالك بْن نباش بْن زرارة، قَالَ. وحدثني أَبُو بَكْر المؤملي ، قَالَ: أَبُو هالة مالك بْن نباش ابن زرارة من بني نباش [بْن زرارة] بْن عدس الداري ، هكذا قَالَ الداري ، وليس بشيء. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أكثر أهل النسب يخالفون الزبير
فِي اسم أبي هالة، وينسبونه عَلَى نحو مَا قدمنا ذكره. وَقَالَ الزُّبَيْر أَيْضًا:
قتل هند بْن أبي هالة مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ يوم الجمل، وقتل ابنه هند بْن هند مَعَ مصعب بْن الزُّبَيْر يوم المختار. قَالَ الزُّبَيْر: وقد قيل: إن هند بْن هند مات بالبصرة فِي الطاعون فازدحم الناس عَلَى جنازته، وتركوا جنائزهم.
وقالوا: ابْن ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونادت امرأة وا هند ابن هنداه! فمال الناس إليه. هكذا قَالَ الزُّبَيْر. وغيره يقول: إن هند ابن أبي هالة هُوَ الَّذِي مات بالبصرة مجتازًا إذ مر بها فلم يقم سوق البصرة يومئذ، وقالوا: مات أخو فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والصحيح مَا قاله الزُّبَيْر فِي ذلك، والله أعلم بأن هند بْن أبي هالة قتل يوم الجمل، وأن ابنه هند بْن هند بْن أبي هالة هُوَ الَّذِي مات بالبصرة فِي الطاعون. أَخْبَرَنِي خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُدَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ هِنْدَ بْنَ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ بِالْبَصْرَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ خَضْرَاءُ مِنْ غَيْرِ قَمِيصٍ، فَمَاتَ فِي الطَّاعُونِ، فَخَرَجُوا بِهِ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ لِشَغْلِ النَّاسِ بِمَوْتَاهُمْ، فَصَاحَتِ امرأة وا هند ابن هِنْدَاهْ وَابْنَ رَبِيبِ رَسُولِ اللَّهِ! فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى جِنَازَتِهِ، وَتَرَكُوا مَوْتَاهُمْ. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَكَانَ هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ فَصِيحًا بَلِيغًا وَصَّافًا، وَصَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسَنَ وَأَتْقَنَ. وَقَدْ شَرَحَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَصْفَهُ ذَلِكَ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَصَاحَةِ وَفَوَائِدِ اللُّغَةِ. وقد روى عنه أهل البصرة حديثًا واحدًا، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ بِمِصْرَ. قَالَ:
حَدَّثَنَا [حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا] السري بن يحيى، عن مالك ابن دينار، قال: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَكَمِ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَجَعَلَ يَغْمِزُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهمّ اجْعَلْ بِهِ وَزَغًا، فَرَجِفَ مَكَانَهُ، وَالْوَزَغُ الارْتِعَاشُ.
ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه خديجة بنت خويلد، خلف عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أبي هالة.
واختلف فِي اسم أبي هالة فقيل نماش بْن زرارة وقيل نباش بْن زرارة بْن وقدان ابن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، حليف بني عبد الدار بْن قصي. وقيل زرارة بْن نباش. وَقَالَ الزُّبَيْر: أَبُو هالة مالك بْن نباش بْن زرارة، قَالَ. وحدثني أَبُو بَكْر المؤملي ، قَالَ: أَبُو هالة مالك بْن نباش ابن زرارة من بني نباش [بْن زرارة] بْن عدس الداري ، هكذا قَالَ الداري ، وليس بشيء. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أكثر أهل النسب يخالفون الزبير
فِي اسم أبي هالة، وينسبونه عَلَى نحو مَا قدمنا ذكره. وَقَالَ الزُّبَيْر أَيْضًا:
قتل هند بْن أبي هالة مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ يوم الجمل، وقتل ابنه هند بْن هند مَعَ مصعب بْن الزُّبَيْر يوم المختار. قَالَ الزُّبَيْر: وقد قيل: إن هند بْن هند مات بالبصرة فِي الطاعون فازدحم الناس عَلَى جنازته، وتركوا جنائزهم.
وقالوا: ابْن ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونادت امرأة وا هند ابن هنداه! فمال الناس إليه. هكذا قَالَ الزُّبَيْر. وغيره يقول: إن هند ابن أبي هالة هُوَ الَّذِي مات بالبصرة مجتازًا إذ مر بها فلم يقم سوق البصرة يومئذ، وقالوا: مات أخو فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والصحيح مَا قاله الزُّبَيْر فِي ذلك، والله أعلم بأن هند بْن أبي هالة قتل يوم الجمل، وأن ابنه هند بْن هند بْن أبي هالة هُوَ الَّذِي مات بالبصرة فِي الطاعون. أَخْبَرَنِي خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُدَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ هِنْدَ بْنَ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ بِالْبَصْرَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ خَضْرَاءُ مِنْ غَيْرِ قَمِيصٍ، فَمَاتَ فِي الطَّاعُونِ، فَخَرَجُوا بِهِ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ لِشَغْلِ النَّاسِ بِمَوْتَاهُمْ، فَصَاحَتِ امرأة وا هند ابن هِنْدَاهْ وَابْنَ رَبِيبِ رَسُولِ اللَّهِ! فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى جِنَازَتِهِ، وَتَرَكُوا مَوْتَاهُمْ. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَكَانَ هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ فَصِيحًا بَلِيغًا وَصَّافًا، وَصَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسَنَ وَأَتْقَنَ. وَقَدْ شَرَحَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَصْفَهُ ذَلِكَ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَصَاحَةِ وَفَوَائِدِ اللُّغَةِ. وقد روى عنه أهل البصرة حديثًا واحدًا، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ بِمِصْرَ. قَالَ:
حَدَّثَنَا [حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا] السري بن يحيى، عن مالك ابن دينار، قال: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَكَمِ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَجَعَلَ يَغْمِزُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهمّ اجْعَلْ بِهِ وَزَغًا، فَرَجِفَ مَكَانَهُ، وَالْوَزَغُ الارْتِعَاشُ.
هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيُّ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، نا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِمَكَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ صِفَتَهُ وَقَالَ: «كَانَ يَبْتَدِي مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا الْمُسَيَّبُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْجَشَّاشُ، نا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُوَيْرَةَ، عَنْ هِنْدَ بْنِ هِنْدَ بْنِ أَبِي هَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي لَمَّا نَزَعَ ابْنَتَهُ مِنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعْنِي كَرِهَ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ أَوْ أُزَوِّجَ إِلَّا أَهْلَ الْجَنَّةِ»
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ، نا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ هِنْدَ بْنَ خَدِيجَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: جَعَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يَغْمِزُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِهِ وَزَعَ مَكَانَهُ» وَالْوَزَعُ الْإِرْجَافُ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، نا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِمَكَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ صِفَتَهُ وَقَالَ: «كَانَ يَبْتَدِي مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا الْمُسَيَّبُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْجَشَّاشُ، نا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُوَيْرَةَ، عَنْ هِنْدَ بْنِ هِنْدَ بْنِ أَبِي هَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي لَمَّا نَزَعَ ابْنَتَهُ مِنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعْنِي كَرِهَ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ أَوْ أُزَوِّجَ إِلَّا أَهْلَ الْجَنَّةِ»
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ، نا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ هِنْدَ بْنَ خَدِيجَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: جَعَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يَغْمِزُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِهِ وَزَعَ مَكَانَهُ» وَالْوَزَعُ الْإِرْجَافُ
هِنْد بن أبي هَالة وَكَانَ وصافا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ الْحسن بن عَليّ ويتكلمون فِي إِسْنَاده
وهند بن أبي هالة
- وهند بن أبي هالة. واسم أبي هالة زرارة بن النباش بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم, مات بالبصرة. حدثني هذا النسب عدة من بني أسيد, منهم محمد بن الحجاج وعمرو بن يزيد.
- وهند بن أبي هالة. واسم أبي هالة زرارة بن النباش بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم, مات بالبصرة. حدثني هذا النسب عدة من بني أسيد, منهم محمد بن الحجاج وعمرو بن يزيد.
- هند بن أبي هالة. وهو النباش بن زرارة بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم, مات بالبصرة.
هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ
(1) وكَانَ وَصَّافًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عَنْهُ الْحَسَن بن على، يتكلم في حديثه.
(1) وكَانَ وَصَّافًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عَنْهُ الْحَسَن بن على، يتكلم في حديثه.