هبار بن الأسود بن المطلب
ابن أسد بن عبد العزى - أبو الأسود - ويقال: أبو سعد القرشي الأسدي له صحبه.
حدث هبار أنه زوج ابنه له - وكان عندهم كبر وغرابيل، فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمع الصوت، فقال: ما هذا؟ فقيل: زوج هبار ابنته، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشيدوا النكاح، هذا النكاح لا السفاح. قيل: ما الكبر؟ قال: الكبر: الطبل، والغرابيل: الصنوج.
حدث عروة أن عتبة بن أبي لهب قال: اعلموا أنه كفر بالذي " دنا فتدلى " وعتبة خارج إلى بلاد الشام، فبلغ قوله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: سيرسل الله إليه كلباً من كلابه. فخرج، ونزلوا بأرض كثيرة الأبقار، ومعهم هبار بن الأسود، فعدا عليه الأسد، فأخذ برأسه فمضغه ثم لفظه فمات، فقال هبار: والله لقد رأيت الأسد شم رؤوس النفر رجلاً رجلاً حتى بلغه فأخذه، وهذا كان بالشراة من أرض الشام.
كان هبار يقول: لما ظهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا إلى الله: كنت ممن عاداه، ونصب له وآذاه، ولا يسير قرشي مسيراً لعداوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتاله إلا كنت معهم، وكنت مع ذلك قد وترني محمد، قتل أخوي: زمعة وعقيلاً ابني الأسود وابن أخي الحارث بن زمعة يوم بدر، فكنت أقول: لو أسلمت قريش كلها لم أسلم.
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إلى زينب ابنته من يقدم بها، وعرض لها نفر من قريش فيهم هبار ينخس بها وقرع ظهرها بالرمح، وكانت حاملاً، فأسقطت، فردت إلى بيوت بني عبد مناف، فكان هبار بن الأسود عظيم الجرم في الإسلام، فأهدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، فكان كلما بعث سرية أوصاهم بهبار، وقال: إن ظفرتم به فاجعلوه بين حزمتين من حطب، وحرقوه بالنار، ثم يقول بعد: إنما يعذب بالنار رب النار، إن ظفرتم به فاقطعوا يديه ورجليه، ثم اقتلوه.
قالوا: ثم قدم هبار بعد ذلك مسلماً مهاجراً، فاكتنفه ناس من المسلمين يسبونه، فقيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل لك في هبار يسب، ولا يسب. وكان هبار في الجاهلية فأتاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا هبار سب من سبك فأقبل عليهم هبار، فتفرقوا عنه. قالوا: فخرجت سلمى مولاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: لا أنعم الله بك عيناً، أنت الذي فعلت وفعلت، فقال: إن الإسلام محى ذلك. ونهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن سبه، والتعرض له.
قال جبير بن مطعم: كنت جالساً مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحابه في مسجده منصرفه من الجعرانة، فطلع هبار من باب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلما نظر القوم إليه قالوا: يا رسول الله: هبار بن الأسود! قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد رأيته، فأراد بعض القوم القيام إليه، فأشار إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن اجلس، ووقف عليه هبار، فقال: السلام عليك يا رسول الله، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، ولقد هربت منك في البلاد، وأردت اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرت عائدتك وفضلك، وبرك، وصفحك عمن جهل عليك، وكنا يا رسول الله أهل شرك فهدانا الله تعالى بك، وتنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما كان يبلغك عني، فإني مقر بسوآتي، معترف بذنبي. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد عفوت عنك، وقد أحسن الله بك حيث هداك للإسلام، والإسلام يجب ما كان قبله. زاد في الحديث: قال الزبير: فجعلت أنظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنه ليطأطىء رأسه استحياء منه مما يعتذر هبار، وجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: قد عفوت عنك.
حدث هبار أنه فاته الحج، فقال له عمر: طفت بالبيت واسع بين الصفا والمروة ثم احلق.
وروى نافع أن هبار فاته الحج، فقدم على عمر يوم النحر بمنى، فقال له عمر: ما حسبك - أو ما شغلك -؟ قال: طلبت الهلال لغير ليلته، وأنا كما ترى، وكان ضخماً، فأمر أن يطوف ويسعى ويقصر، وإن كان معه هدي أن ينحره، ثم يهل ويحج عاماً قابلاً ويهدي.
ابن أسد بن عبد العزى - أبو الأسود - ويقال: أبو سعد القرشي الأسدي له صحبه.
حدث هبار أنه زوج ابنه له - وكان عندهم كبر وغرابيل، فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمع الصوت، فقال: ما هذا؟ فقيل: زوج هبار ابنته، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشيدوا النكاح، هذا النكاح لا السفاح. قيل: ما الكبر؟ قال: الكبر: الطبل، والغرابيل: الصنوج.
حدث عروة أن عتبة بن أبي لهب قال: اعلموا أنه كفر بالذي " دنا فتدلى " وعتبة خارج إلى بلاد الشام، فبلغ قوله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: سيرسل الله إليه كلباً من كلابه. فخرج، ونزلوا بأرض كثيرة الأبقار، ومعهم هبار بن الأسود، فعدا عليه الأسد، فأخذ برأسه فمضغه ثم لفظه فمات، فقال هبار: والله لقد رأيت الأسد شم رؤوس النفر رجلاً رجلاً حتى بلغه فأخذه، وهذا كان بالشراة من أرض الشام.
كان هبار يقول: لما ظهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا إلى الله: كنت ممن عاداه، ونصب له وآذاه، ولا يسير قرشي مسيراً لعداوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتاله إلا كنت معهم، وكنت مع ذلك قد وترني محمد، قتل أخوي: زمعة وعقيلاً ابني الأسود وابن أخي الحارث بن زمعة يوم بدر، فكنت أقول: لو أسلمت قريش كلها لم أسلم.
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إلى زينب ابنته من يقدم بها، وعرض لها نفر من قريش فيهم هبار ينخس بها وقرع ظهرها بالرمح، وكانت حاملاً، فأسقطت، فردت إلى بيوت بني عبد مناف، فكان هبار بن الأسود عظيم الجرم في الإسلام، فأهدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، فكان كلما بعث سرية أوصاهم بهبار، وقال: إن ظفرتم به فاجعلوه بين حزمتين من حطب، وحرقوه بالنار، ثم يقول بعد: إنما يعذب بالنار رب النار، إن ظفرتم به فاقطعوا يديه ورجليه، ثم اقتلوه.
قالوا: ثم قدم هبار بعد ذلك مسلماً مهاجراً، فاكتنفه ناس من المسلمين يسبونه، فقيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل لك في هبار يسب، ولا يسب. وكان هبار في الجاهلية فأتاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا هبار سب من سبك فأقبل عليهم هبار، فتفرقوا عنه. قالوا: فخرجت سلمى مولاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: لا أنعم الله بك عيناً، أنت الذي فعلت وفعلت، فقال: إن الإسلام محى ذلك. ونهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن سبه، والتعرض له.
قال جبير بن مطعم: كنت جالساً مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحابه في مسجده منصرفه من الجعرانة، فطلع هبار من باب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلما نظر القوم إليه قالوا: يا رسول الله: هبار بن الأسود! قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد رأيته، فأراد بعض القوم القيام إليه، فأشار إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن اجلس، ووقف عليه هبار، فقال: السلام عليك يا رسول الله، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، ولقد هربت منك في البلاد، وأردت اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرت عائدتك وفضلك، وبرك، وصفحك عمن جهل عليك، وكنا يا رسول الله أهل شرك فهدانا الله تعالى بك، وتنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما كان يبلغك عني، فإني مقر بسوآتي، معترف بذنبي. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد عفوت عنك، وقد أحسن الله بك حيث هداك للإسلام، والإسلام يجب ما كان قبله. زاد في الحديث: قال الزبير: فجعلت أنظر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنه ليطأطىء رأسه استحياء منه مما يعتذر هبار، وجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: قد عفوت عنك.
حدث هبار أنه فاته الحج، فقال له عمر: طفت بالبيت واسع بين الصفا والمروة ثم احلق.
وروى نافع أن هبار فاته الحج، فقدم على عمر يوم النحر بمنى، فقال له عمر: ما حسبك - أو ما شغلك -؟ قال: طلبت الهلال لغير ليلته، وأنا كما ترى، وكان ضخماً، فأمر أن يطوف ويسعى ويقصر، وإن كان معه هدي أن ينحره، ثم يهل ويحج عاماً قابلاً ويهدي.