هَارُون بن زِيَاد قَالَ بن حبَان كَانَ مِمَّن يضع الحَدِيث على الثِّقَات.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
هارون بْن يوسف بْن هارون بْن زياد، أَبُو أَحْمَد، المعروف بابن مقراض الشطوي :
سَمِعَ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي عُمَر العَدَني، وأبا مروان مُحَمَّد بْن عثمان العثماني، والحسن بْن عيسى بْن ماسرجس النيسابوري، وأبا هِشَام الرفاعي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم، وأبو بكر بن الجعابي، وعبد العزيز بْن جَعْفَر الخرقي، وأبو عبد الله بن العسكري، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، وأبو حفص بن الزيات، وغيرهم.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يَقُولُ: سمعتُ أَبَا بَكْر الإسماعيلي يَقُولُ: أَبُو أَحْمَد هارون بْن يوسف بْن هارون القطيعي كَانَ ثَبْتًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات أَبُو أَحْمَد هارون بْن يوسف بْن هارون الشَّطوي يوم الأربعاء، لأربع عشرة خَلَون من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن أَبِي عُمَر العَدَني، وأبا مروان مُحَمَّد بْن عثمان العثماني، والحسن بْن عيسى بْن ماسرجس النيسابوري، وأبا هِشَام الرفاعي. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مقسم، وأبو بكر بن الجعابي، وعبد العزيز بْن جَعْفَر الخرقي، وأبو عبد الله بن العسكري، وعلي بْن مُحَمَّد بْن لؤلؤ، وأبو حفص بن الزيات، وغيرهم.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف السهمي يَقُولُ: سمعتُ أَبَا بَكْر الإسماعيلي يَقُولُ: أَبُو أَحْمَد هارون بْن يوسف بْن هارون القطيعي كَانَ ثَبْتًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي- وأنا أسمع- قَالَ: ومات أَبُو أَحْمَد هارون بْن يوسف بْن هارون الشَّطوي يوم الأربعاء، لأربع عشرة خَلَون من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة.
هارون بن زياد القشيرى روى عن الأعمش روى عنه خالد بن حيان الرقي.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث والحديث الذى رواه كذب.
ثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال: لا اعرفه والحديث الذى يرويه باطل وزور.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث والحديث الذى رواه كذب.
ثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال: لا اعرفه والحديث الذى يرويه باطل وزور.
هارون بن زياد القشيري
روى عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: "الحيض ثلاث وأربع وخمس وست وسبع وثمان وتسع وعشر، فإن زاد فهي مستحاضة".
قال الدارقطني: لم يروه عن الأعمش بهذا الإسناد إلا هارون بن زياد، وهو ضعيف الحديث، وليس لهذا الحديث عند الكوفيين أصل عن الأعمش، والله أعلم.
روى عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: "الحيض ثلاث وأربع وخمس وست وسبع وثمان وتسع وعشر، فإن زاد فهي مستحاضة".
قال الدارقطني: لم يروه عن الأعمش بهذا الإسناد إلا هارون بن زياد، وهو ضعيف الحديث، وليس لهذا الحديث عند الكوفيين أصل عن الأعمش، والله أعلم.
هَارُون بن زِيَاد الْقشيرِي شيخ يروي عَن الْأَعْمَش روى عَنهُ خَالِد بن حَيَّان الرقي كَانَ مِمَّن يضع الْحَدِيث عَلَى الثِّقَات لَا يحل كِتَابَة حَدِيثه وَلَا الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عبد الله قَالَ الْحيض
ثَلاثٌ وَأَرْبَعٌ وَخَمْسٌ وَسِتٌّ وَسَبْعٌ وَثَمَانٍ وَتِسْعٌ وَعَشْرٌ فَإِنْ زَادَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَة أخبرناه بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ عَنْ هَارُونَ بْنِ زِيَادٍ الْقُشَيْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَش
ثَلاثٌ وَأَرْبَعٌ وَخَمْسٌ وَسِتٌّ وَسَبْعٌ وَثَمَانٍ وَتِسْعٌ وَعَشْرٌ فَإِنْ زَادَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَة أخبرناه بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ عَنْ هَارُونَ بْنِ زِيَادٍ الْقُشَيْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَش
هَارُون بن زِيَاد بن بشير الحنائي أَبُو مُوسَى من أهل المصيصة يروي عَن الْحَارِث بن عُمَيْر عَن حميد حَدَّثنا عَنهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الدَّقَّاقُ بِالْمِصِّيصَةِ وَغَيره يغرب
هارون بن عمرو بن يزيد [بن زياد - ] بن أبي زياد المخزومى الدمشقي روى عن الوليد [يعنى - ] ابن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور ويحيى بن سليم الطائفي روى عنه صالح بن بشير بن
سلمة الطبراني.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عنه فقال: شيخ دمشقي ادركته، كان يرى رأى ابى حنيفة، وعلى العمد لم نكتب عنه، محله الصدق .
هارون بن أبي عائشة روى عن عدى بن عدى روى عنه ابن جريج سمعت ابى يقول ذلك.
سلمة الطبراني.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عنه فقال: شيخ دمشقي ادركته، كان يرى رأى ابى حنيفة، وعلى العمد لم نكتب عنه، محله الصدق .
هارون بن أبي عائشة روى عن عدى بن عدى روى عنه ابن جريج سمعت ابى يقول ذلك.
هارون أمير المؤمنين الواثق باللَّه بْن مُحَمَّد المعتصم باللَّه بْن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّه بن العباس بن عبد المطلب، ويكنى أبا جعفر :
استخلف بعد أبيه المعتصم. وكان يسكن سر من رأى.
فأَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: وبويع هارون بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوه المعتصم بسر من رأى، وهو يومئذ ابن تسع وعشرين سنة وورد رسوله إلى بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم- فلم يظهر- ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو ميت، فلما كان من الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بِحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا محمّد بن أحمد المفيد، حدثنا أبو بشر الدولابي، أَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: ولد هارون الواثق بالله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد سنة تسعين ومائة، وأمه أم ولد يقال لَها قراطيس وولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي لستة أيام بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الواثق بالله كنيته أبو جعفر، ولد بطريق مكة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد قال: واستخلف هارون ابن أبي إسحاق الواثق بالله في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي يوم الأربعاء في ذي الحجة لثلاث بقين منه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. فكانت خلافته خَمس سنين، وثلاثة أشهر، وخمسة عشر يومًا، وكانت أمه أم ولد يقالُ لَها قراطيس، وكنيته أبو جعفر.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الواثق يكنى أبا جعفر، وهو هارون بن محمد المعتصم، وكانت أمه مولدة، ومولده سنة ست وتسعين ومائة، ولَما مات المعتصم وتولى الواثق الخلافة كتب دعبل ابن علي الخزاعي أبياتًا ثُم أتى بِها الحاجب فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل: مديح لدعبل، قال: فأخذ الحاجب الطومار فأدخله إلى الواثق، ففضه فإذا فيه:
الحمد لله، لا صبر ولا جلد ... ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لَم يَحزن له أحد ... وآخر قام لَم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشؤم يتبعه ... وقام هذا وقام الويل والنكد
فطلب فلم يوجد.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أبو حامد أَحْمَد بن الْحُسَيْن الْمَرْوَزِيّ- إجازة- حدثنا محمّد بن الخضر قال: قال الأمير منصور بن طلحة يَمدح الواثق بالله:
إن الذي بعث النبي محمّدا ... وهب الخلافة للإمام المهتدي
غمر إذا أجدى ونار إن سطا ... لا يعدلان عن الطريق الأقصد
أشرب على وجه السرور مدامة ... حَمراء كالعيوق أو كالفرقد
من كف أغيد قد تضرج كفه ... من لونِها أو خده المتورد
حدثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكاتب أبو علي، حدثنا أبو بكر بن عجلان، أَخْبَرَنِي حمدون بن إسماعيل قال: كتب محمد بن حمّاد للواثق بيتين من شعر، هما:
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى ... وقلت لَها: عفي عن الطلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه ... مدار رحى الأرزاق دائبة تجري
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانِها، دعا إلى صونك بسعة فضلي عليك، فخذ ما طلبت هنيئًا.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمّد بن عروة، أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى قال: حدَّثَنِي علي بن محمّد قال: سمعت خالي أحمد بن حمدون يقول: دخل هارون بن زياد- مؤدب الواثق- على الواثق فأكرمه وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟! فقال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله عز وجل.
أخبرني الأزهري، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ المقرئ، حدثنا محمّد بن يحيى النديم، حدثنا الحزنبل قال: أمر الواثق ابن أبي دؤاد أن يصلي بالناس في يوم عيد- وكان عليلًا- فلما انصرف. قال له: يا أبا عبد الله كيف كان عيدكم؟ قال:
كنا في نَهار لا شمس فيه، فضحك. وقال: يا أبا عبد الله أنا مؤيد بك.
قلت: وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بِخلق القرآن، ويقال إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.
فأَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدَّثَنِي حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب عن القول بِخلق القرآن.
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن المعتز، حَدَّثَنَا عبد الله بن هارون النحوي، عن محمد بن عطية مؤدب المهتدي قال: قال محمّد بن المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره فقال لي: يا محمد ادع لي بدواة وقرطاس، فدعوت له، فقال: اكتب، فكتبت:
تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسنا فزده
ستكفي من عدوك كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده
ثُمَّ قال اكتب:
هي المقادير تجري في أعنتها ... واصبر فليس لها صبر على حال
ثم فكر طويلًا، فلم يأته شيء آخر فقال: حسبك.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني، أخبرني محمّد بن يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن بسام قَالَ: حدَّثَنِي خالي أحمد بن حمدون قال: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شيء، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح ابن خاقان نَحتال لنشاطه فرآني أضاحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول:
عدل من الله أبكاني وأضحككم ... فالْحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكي على قلبي وأندبه ... قلب ألَح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو لي على حدة ... نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا
فقال الفتح: أنت والله يا أمير المؤمنين في وضع التمثيل موضعه أشعر منه وأعلم وأظرف.
أخبرنا ابن أبي جعفر، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: سمعتُ الْحُسَيْن بْن فهم يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس. ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
أَخْبَرَنَا أبو حاتم أحمد بن الحسين بن محمد الرازي الواعظ- في كتابه إلينا بِخطه- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمّد المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن علي أبو الحسن الحافظ، حَدَّثَنَا الحسين بن عبد الله بن يحيى البرمكي، حدثنا زرقان بن أبي داود قال: لَما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جَميع الخلق مشترك ... لا سوقة بينهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تنافرهم ... وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا
ثُمَّ أمر بالبسط فطويت وألصق خده بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: أَخْبَرَنِي أبي قال: حدَّثَنِي الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الواثقي قَالَ: حدَّثَنِي أبي أحمد بن محمد أمير البصرة قال: حدَّثَنِي أبي قال:
كنت أحد من مَرَّضَ الواثق في علته التي مات فيها فكنت قائمًا بين يدي الواثق أنا وَجَمَاعة من الأولياء والموالي والخدم، إذ لَحِقَتْهُ غشية، فما شككنا أنه قد مات. فقال بعضنا لبعض: تقدموا فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا، فلما صرت عند رأسه وأردت أن أضع يدي على أنفه أعتبر نفسه، لَحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أن أموت فزعًا من أن يراني قد مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فتراجعت إلى خلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس وعثرت به، فاتكأت عليه فاندق سيفي وكاد أن يدخل في لَحْمِي ويَجرحني، فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفًا ومنطقة أخرى، فلبستها وجئت حتى وقفت فِي مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك جَماعتنا فيه، فتقدمت فشددت لِحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا ما تَحْتَه في المجلس ليردوه إلى الخزائن، لأن جَميعه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يَحفظ الميت إلى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك
الرجل وقد كنت من أخصهم به في حياته، وذلك أنه اصطنعني واختصني حتى لقبني الواثقي، باسمه، فحزنت عليه حزنًا شديدًا، فقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب المجلس وجلست في الصحن عند الباب أحفظه، وكان المجلس في بستان عظيم أجربة. وهو بين بستانين فحسست بعد ساعة في البيت بِحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي؟ فإذا بحرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها فقلت:
لا إله إلا الله، العين التي فتحها منذ ساعة فاندق سيفي هيبة لَها صارت طعمة لدابة ضعيفة!! قال: وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابن أبي دؤاد عن سبب عينه فأخبرته. قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع قليلًا.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا ابن البراء قال:
ومات الواثق بالله بالقصر الهاروني من سر من رأى يوم الأربعاء لستٍ بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة. وخلافته خَمس سنين، وتسعة أشهر وخمسة أيام.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا ابن أبي الدُّنْيَا قال: حدَّثَنِي أحمد بن الواثق قال: بلغ أبي ثَمانيًا وثلاثين سنة. قال ابن أبي الدنيا: مات الواثق بسر من رأى يوم الأربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وصلى عليه جعفر أخوه ودفن هناك وكانت خلافته خمس سنين، وشهرين، وأحدا وعشرين يومًا، وكان أبيض يعلوه صفرة حسن اللحية في عينه نكت.
استخلف بعد أبيه المعتصم. وكان يسكن سر من رأى.
فأَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرَّفَّاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: وبويع هارون بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبوه المعتصم بسر من رأى، وهو يومئذ ابن تسع وعشرين سنة وورد رسوله إلى بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم- فلم يظهر- ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو ميت، فلما كان من الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بِحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس.
أخبرنا الأزجي، أخبرنا محمّد بن أحمد المفيد، حدثنا أبو بشر الدولابي، أَخْبَرَنِي أبو موسى العباسي قَالَ: ولد هارون الواثق بالله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد سنة تسعين ومائة، وأمه أم ولد يقال لَها قراطيس وولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي لستة أيام بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الواثق بالله كنيته أبو جعفر، ولد بطريق مكة.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد قال: واستخلف هارون ابن أبي إسحاق الواثق بالله في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وتوفي يوم الأربعاء في ذي الحجة لثلاث بقين منه سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. فكانت خلافته خَمس سنين، وثلاثة أشهر، وخمسة عشر يومًا، وكانت أمه أم ولد يقالُ لَها قراطيس، وكنيته أبو جعفر.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الواثق يكنى أبا جعفر، وهو هارون بن محمد المعتصم، وكانت أمه مولدة، ومولده سنة ست وتسعين ومائة، ولَما مات المعتصم وتولى الواثق الخلافة كتب دعبل ابن علي الخزاعي أبياتًا ثُم أتى بِها الحاجب فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل: مديح لدعبل، قال: فأخذ الحاجب الطومار فأدخله إلى الواثق، ففضه فإذا فيه:
الحمد لله، لا صبر ولا جلد ... ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لَم يَحزن له أحد ... وآخر قام لَم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشؤم يتبعه ... وقام هذا وقام الويل والنكد
فطلب فلم يوجد.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، أَخْبَرَنَا أبو حامد أَحْمَد بن الْحُسَيْن الْمَرْوَزِيّ- إجازة- حدثنا محمّد بن الخضر قال: قال الأمير منصور بن طلحة يَمدح الواثق بالله:
إن الذي بعث النبي محمّدا ... وهب الخلافة للإمام المهتدي
غمر إذا أجدى ونار إن سطا ... لا يعدلان عن الطريق الأقصد
أشرب على وجه السرور مدامة ... حَمراء كالعيوق أو كالفرقد
من كف أغيد قد تضرج كفه ... من لونِها أو خده المتورد
حدثني الحسن بن محمّد الخلّال، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم الكاتب أبو علي، حدثنا أبو بكر بن عجلان، أَخْبَرَنِي حمدون بن إسماعيل قال: كتب محمد بن حمّاد للواثق بيتين من شعر، هما:
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى ... وقلت لَها: عفي عن الطلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه ... مدار رحى الأرزاق دائبة تجري
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانِها، دعا إلى صونك بسعة فضلي عليك، فخذ ما طلبت هنيئًا.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن محمّد بن عروة، أَخْبَرَنَا محمد بن يحيى قال: حدَّثَنِي علي بن محمّد قال: سمعت خالي أحمد بن حمدون يقول: دخل هارون بن زياد- مؤدب الواثق- على الواثق فأكرمه وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟! فقال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله عز وجل.
أخبرني الأزهري، حدثنا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ المقرئ، حدثنا محمّد بن يحيى النديم، حدثنا الحزنبل قال: أمر الواثق ابن أبي دؤاد أن يصلي بالناس في يوم عيد- وكان عليلًا- فلما انصرف. قال له: يا أبا عبد الله كيف كان عيدكم؟ قال:
كنا في نَهار لا شمس فيه، فضحك. وقال: يا أبا عبد الله أنا مؤيد بك.
قلت: وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بِخلق القرآن، ويقال إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.
فأَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدَّثَنِي حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب عن القول بِخلق القرآن.
أَخْبَرَنَا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن المعتز، حَدَّثَنَا عبد الله بن هارون النحوي، عن محمد بن عطية مؤدب المهتدي قال: قال محمّد بن المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره فقال لي: يا محمد ادع لي بدواة وقرطاس، فدعوت له، فقال: اكتب، فكتبت:
تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسنا فزده
ستكفي من عدوك كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده
ثُمَّ قال اكتب:
هي المقادير تجري في أعنتها ... واصبر فليس لها صبر على حال
ثم فكر طويلًا، فلم يأته شيء آخر فقال: حسبك.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني، أخبرني محمّد بن يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن بسام قَالَ: حدَّثَنِي خالي أحمد بن حمدون قال: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شيء، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح ابن خاقان نَحتال لنشاطه فرآني أضاحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول:
عدل من الله أبكاني وأضحككم ... فالْحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكي على قلبي وأندبه ... قلب ألَح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو لي على حدة ... نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا
فقال الفتح: أنت والله يا أمير المؤمنين في وضع التمثيل موضعه أشعر منه وأعلم وأظرف.
أخبرنا ابن أبي جعفر، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى قَالَ: سمعتُ الْحُسَيْن بْن فهم يَقُولُ: سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس. ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
أَخْبَرَنَا أبو حاتم أحمد بن الحسين بن محمد الرازي الواعظ- في كتابه إلينا بِخطه- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمّد المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن علي أبو الحسن الحافظ، حَدَّثَنَا الحسين بن عبد الله بن يحيى البرمكي، حدثنا زرقان بن أبي داود قال: لَما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جَميع الخلق مشترك ... لا سوقة بينهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تنافرهم ... وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا
ثُمَّ أمر بالبسط فطويت وألصق خده بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
أَخْبَرَنَا التنوخي قال: أَخْبَرَنِي أبي قال: حدَّثَنِي الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الواثقي قَالَ: حدَّثَنِي أبي أحمد بن محمد أمير البصرة قال: حدَّثَنِي أبي قال:
كنت أحد من مَرَّضَ الواثق في علته التي مات فيها فكنت قائمًا بين يدي الواثق أنا وَجَمَاعة من الأولياء والموالي والخدم، إذ لَحِقَتْهُ غشية، فما شككنا أنه قد مات. فقال بعضنا لبعض: تقدموا فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا، فلما صرت عند رأسه وأردت أن أضع يدي على أنفه أعتبر نفسه، لَحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أن أموت فزعًا من أن يراني قد مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فتراجعت إلى خلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس وعثرت به، فاتكأت عليه فاندق سيفي وكاد أن يدخل في لَحْمِي ويَجرحني، فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفًا ومنطقة أخرى، فلبستها وجئت حتى وقفت فِي مرتبتي ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك جَماعتنا فيه، فتقدمت فشددت لِحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا ما تَحْتَه في المجلس ليردوه إلى الخزائن، لأن جَميعه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يَحفظ الميت إلى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك
الرجل وقد كنت من أخصهم به في حياته، وذلك أنه اصطنعني واختصني حتى لقبني الواثقي، باسمه، فحزنت عليه حزنًا شديدًا، فقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب المجلس وجلست في الصحن عند الباب أحفظه، وكان المجلس في بستان عظيم أجربة. وهو بين بستانين فحسست بعد ساعة في البيت بِحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي؟ فإذا بحرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها فقلت:
لا إله إلا الله، العين التي فتحها منذ ساعة فاندق سيفي هيبة لَها صارت طعمة لدابة ضعيفة!! قال: وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابن أبي دؤاد عن سبب عينه فأخبرته. قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع قليلًا.
أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حَدَّثَنَا ابن البراء قال:
ومات الواثق بالله بالقصر الهاروني من سر من رأى يوم الأربعاء لستٍ بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة. وخلافته خَمس سنين، وتسعة أشهر وخمسة أيام.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا ابن أبي الدُّنْيَا قال: حدَّثَنِي أحمد بن الواثق قال: بلغ أبي ثَمانيًا وثلاثين سنة. قال ابن أبي الدنيا: مات الواثق بسر من رأى يوم الأربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وصلى عليه جعفر أخوه ودفن هناك وكانت خلافته خمس سنين، وشهرين، وأحدا وعشرين يومًا، وكان أبيض يعلوه صفرة حسن اللحية في عينه نكت.
هارون بن سفيان بن بشير، أبو سفيان مستملي يزيد بن هارون، يعرف بالديك :
حدث عن يزيد بن هارون، ومعاذ بن فضالة، وأبي زيد النّحويّ، وزياد بن سهل
الحارثي، ومطرف بن عبد الله المديني، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبي نعيم الفضل ابن دكين، وعَبْد اللَّه بْن جعفر الرقي. رَوَى عَنْهُ جعفر بن محمد بن كزال، وعبيد العجل، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا، وعَبْد اللَّهِ بن إسحاق المدائنيّ.
أخبرني الأزجي، حدثنا عمر بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حدثنا هارون بن سفيان المعروف بالدّيك، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَهْلٍ الْحَارِثِيُّ أَبُو سُفْيَانَ- وكان ثقة بمصرنا- قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيَّةُ- وَكَانَتْ أُخْتَ أم معبد ابن خَالِدٍ- قَالَتْ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا. فَقَالَ:
«مَا تَقُولُونَ» ؟ قَالُوا: لا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا. قَالَ: «لَكِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْرَ مَا عَلِمْتُمْ» قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا حَالُهُ؟ قَالَ: «قَبِلَ شَهَادَتَكُمْ فِيهِ وَغَفَرَ لَهُ مَا لا تَعْلَمُونَ» .
قرأت على البرقاني عَنِ المُزَكِّي قَالَ: أَخْبَرَنَا السراجي قال: مات هارون بن سفيان الديك ببغداد سنة إحدى وخمسين.
أخبرنا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن هارون بن سفيان المستملي مات في سنة خَمسين ومائتين. وذكر عبد الباقي فيما بعد أنه مات في سنة إحدى وخمسين، وقال: أَخْبَرَنِي ابنه بذلك.
حدث عن يزيد بن هارون، ومعاذ بن فضالة، وأبي زيد النّحويّ، وزياد بن سهل
الحارثي، ومطرف بن عبد الله المديني، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبي نعيم الفضل ابن دكين، وعَبْد اللَّه بْن جعفر الرقي. رَوَى عَنْهُ جعفر بن محمد بن كزال، وعبيد العجل، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدنيا، وعَبْد اللَّهِ بن إسحاق المدائنيّ.
أخبرني الأزجي، حدثنا عمر بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ، حدثنا هارون بن سفيان المعروف بالدّيك، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَهْلٍ الْحَارِثِيُّ أَبُو سُفْيَانَ- وكان ثقة بمصرنا- قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيَّةُ- وَكَانَتْ أُخْتَ أم معبد ابن خَالِدٍ- قَالَتْ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا. فَقَالَ:
«مَا تَقُولُونَ» ؟ قَالُوا: لا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا. قَالَ: «لَكِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْرَ مَا عَلِمْتُمْ» قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا حَالُهُ؟ قَالَ: «قَبِلَ شَهَادَتَكُمْ فِيهِ وَغَفَرَ لَهُ مَا لا تَعْلَمُونَ» .
قرأت على البرقاني عَنِ المُزَكِّي قَالَ: أَخْبَرَنَا السراجي قال: مات هارون بن سفيان الديك ببغداد سنة إحدى وخمسين.
أخبرنا علي بن محمّد السّمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار، حَدَّثَنَا عبد الباقي بن قانع: أن هارون بن سفيان المستملي مات في سنة خَمسين ومائتين. وذكر عبد الباقي فيما بعد أنه مات في سنة إحدى وخمسين، وقال: أَخْبَرَنِي ابنه بذلك.
هَارُون بن أبي زِيَاد التَّمِيمِي عَن ابْن عمر قَالَ الرَّازِيّ مَجْهُول
هَارُون بن أبي زِيَاد التَّمِيمِي يروي عَن بْن عمر روى عَنهُ عَبْد الْملك بن هَارُون
هارون بن أبي زياد التميمي روى عن ابن عمر روى عنه عبد الملك سمعت أبي يقول ذلك ويقول: هو مجهول.
هارون الواثق بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد
ابن محمد المهدي بن عبد الله المنصور أبو جعفر، وقيل أبو القاسم أمه أم ولد اسمها قراطيس. استخلف بعد أبيه المعتصم بعهد منه. قدم دمشق مع أبيه في خلافة عمه.
حدث الواثق عن أبيه عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس قال: لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله شاباً منها، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، فيعود الأمر فيه كما بدأ.
قلت يطمع في ذلك فتيانكم، ولا يطمع فيه شيوخكم، قال: يفعل الله ما يشاء، ذلك عزم. قال رجل لابن عباس: إن ابن الزبير يزعم بأن المهدي منهم، فقال: لا ورب الكعبة، ولو كان زمانه لكنته، ولكنه من ولدي.
ولد الواثق بطريق مكة سنة تسعين ومئة، وولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومئتين، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومئتين. وقيل: ولد سنة ست وتسعين ومئة. وقيل: سنة أربع وتسعين. وبويع الواثق في اليوم الذي توفي فيه أبوه المعتصم بسر من رأى. وورد رسوله بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم، فلم يظهر ذلك، ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو ميت. فلما كان الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس.
لما مات المعتصم، وولي الواثق كتب دعبل بن علي الخزاعي أبياتاً، وأتى بها الحاجب، فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام، وقل: مديح لدعبل، فأخذ الحاجب
الطومار فأدخله على الواثق ففضه فإذا فيه: البسيط
الحمد لله لا صبر ولا جلد ... ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لم يحزن عليه أحد ... وآخر قام لم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشر يتبعه ... وقام هذا فقام الويل والنكد
فطلب، فلم يوجد دخل هارون بن زياد مؤدب الواثق على الواثق، فأكرمه، وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟ قال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله عز وجل، وأدناني من رحمة الله عز وجل.
قال يحيى بن أكثم: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
قال أبو عثمان المازني: كتب الواثق في حملي، فحملت، وأدخلت عليه، وهو عليل، فقال: يا بكر، لك ولد؟ قلت: لا، قال: فلك امرأة؟ قلت: لا، قال: فمن خلفت بالبصرة؟ قلت: أختي، قال: أكبر منك أم أصغر؟ فقلت: أصغر مني، قال: فما قالت المسكينة؟ قلت: قالت لي ما قالت ابنة الأعشى لأبيها: المتقارب
تقول ابنتي حين جد الرحيل ... أرانا سواء ومن قد يتم
فيا أبتا لا تزل عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم
ترانا إذا أضمرتك البلاد ... نجفى وتقطع منا الرحم
قال: ما رددت عليها المسكينة؟ قال: رددت عليها ما قال جرير لابنته: الوافر
ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنجاح
فضحك ثم أمر لي بخمس مئة دينار.
كتب محمد بن حماد إلى الواثق: الطويل
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى ... وقلت لها كفي عن طلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه ... مدار رحا الأرزاق دائبة تجري
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانها دعا إلى صونك بسعة فضلي، فخذ ما طلبت هنيئاً.
قال المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره، فقال: اكتب: الوافر
تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسناً فزده
ستكفى من عدو كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده
ثم قال: اكتب: البسيط
هي المقادير تجري في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبر على الحال
ومما روي من شعر الواثق: البسيط
حين استتم بأرداف تجاذبه ... واخضر فوق قناع الدر شاربه
وتم في الحسن فالتامت ملاحته ... وما زجت بدعاً من عجائبه
كلمته بجفون غير ناطقة ... فكان من رده ما قال حاجبه
قال حمدون بن إسماعيل: كان الواثق مليح الشعر، وكان يحب خادماً أهدي له من مصر، فأغضبه الواثق يوماً ثم سمعه يوماً يقول لبعض الخدم: هو يروم أن أكلمه، ما أفعل، فقال الواثق: وله فيه لحن: البسيط
إن الذي بعذابي ظل مفتخراً ... ما أنت إلا مليك جار إذ قدرا
لولا هواه تجارينا على قدر ... وإن أفق منه يوماً ما فسوف يرى
قال أحمد بن حمدون: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شر، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح نحتال لنشاطه، فرآني أضحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول: البسيط
عدل من الله أبكاني وأضحككم ... فالحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكي على قلبي وأندبه ... قلب ألح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو لي على حدة ... نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا
فقال الفتح: أنت يا أمير المؤمنين في وضع التمثل موضعه أشعر منه وأظرف.
أمر الواثق ابن أبي دواد يصلي بالناس في يوم عيد، وكان عليلاً، فلما انصرف قال له: يا أبا عبد الله، كيف كان عيدكم؟ قال: كنا في نهار لا شمس فيه، فضحك، وقال: يا أبا عبد الله، أنا مؤيد بك، وكان ابن أبي دواد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن. ويقال: إن الواثق رجع عن ذلك القول بعد موته.
قال صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور الهاشمي: حضرت المهتدي بالله أمير المؤمنين وقد جلس للنظر في أمور المتكلمين في دار العامة، فنظرت إلى قصص الناس تقرأ عليه من أولها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع فيها، وينشأ الكتاب عليها ويحرر، ويختم، ويدفع إلى صاحبه بين يديه، فسرني ذلك، واستحسنت ما رأيت منه، فجعلت أنظر إليه، ففطن، ونظر إلي،
فغضضت عنه حتى كان ذلك مني ومنه مراراً ثلاثاً، إذا نظر غضضت، وإذا شغل نظرت، فقال: يا صالح، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: في نفسك منا شيء تريد أن تقوله، قلت: نعم، حتى إذا قام قال للحاجب: لا يبرح صالح، وانصرف الناس، وأذن لي، وهمتني نفسي، فدخلت، وجلست، فقال: يا صالح، تقول لي ما دار في نفسك، أو أقول أنا ما دار في نفسي أنه دار في نفسك؟ قلت: يا أمير المؤمنين، ما تأمر به، فقال: دار في نفسي أنك استحسنت ما رأيت منا، فقلت: أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يقول بخلق القرآن، فورد على قلبي أمر عظيم، ثم قلت: يا نفس، هل تموتين قبل أجلك، وهل تموتين إلا مرة واحدة، وهل يجوز الكذب في جد أو هزل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، ما دار في نفسي إلا ما قلت، فأطرق ملياً ثم قال: ويحك! اسمع مني ما أقول، فوالله لتسمعن الحق، فسر عني، وقلت: يا سيدي، ومن أولى بقول الحق منك، وأنت خليفة رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين؟ فقال: ما زلت أقول إن القرآن مخلوق صدراً من أيام الواثق حتى أقدم أحمد ابن أبي دواد علينا شيخاً من أهل الشام، من أهل أذنة مقيداً، وهو جميل الوجه تام القامة، حسن الشيبة، فرأيت الواثق قد استحيا منه، ورق له، فما زال يدينه، ويقربه حتى قرب منه، فسلم الشيخ، فأحسن، ودعا، فأبلغ وأوجز، فقال له الواثق: اجلس ناظر ابن أبي دواد على ما يناظرك عليه، فقال له الشيخ: يا أمير المؤمنين، إن أبي دواد يضوى ويضعف عن المناظرة، فغضب الواثق، وعاد مكان الرقة له غضباً عليه، وقال: أبو عبد الله بن أبي دواد يضوى، ويضعف عن مناظرتك أنت؟! فقال الشيخ: هون عليك يا أمير المؤمنين، إن رأيت أن تحفظ علي وعليه ما نقول، قال: افعل. فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن مقالتك هذه هي مقالة واجبة، داخلة في عقدة الدين، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه بما قلت؟ قال: نعم، قال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بعثه الله إلى عباده، هل سن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً مما أمره الله به في أمر دينهم؟ فقال: لا، قال الشيخ: فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دواد، فقال الشيخ: تكلم،
فسكت، فقال الشيخ للواثق: يا أمير المؤمنين، واحدة. فقال الواثق: واحدة.
فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن الله عز وجل حين أنزل القرآن على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " كان الله عز وجل الصادق في إكمال دينه، أو أنه الصادق في نقصانه حتى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دواد، فقال الشيخ: أجب يا أحمد، فلم يجب، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، اثنتان، فقال الواثق: نعم. فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن مقالتك هذه، علمها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم جهلها؟ قال ابن أبي دواد: علمها، قال: فدعا الناس إليها؟ فسكت، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاث، فقال الواثق ثلاث.
قال الشيخ: يا أحمد، فاتسع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن علمها وأمسك عنها كما زعمت، ولم يطالب أمته بها؟ قال: نعم. قال الشيخ: واتسع لأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي رضي الله عنهم؟ قال ابن أبي دواد: نعم، فأعرض الشيخ عنه، وأقبل على الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قدمت القول إن أحمد يضوى ويضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين، إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما زعم هذا أنه اتسع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم - أو قال: فلا وسع الله عليك - فقال الواثق: نعم، إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فلا وسع الله علينا. اقطعوا قيد الشيخ. فلما قطع القيد ضرب الشيخ بيده إلى القيد حتى يأخذه، فجاذبه الحداد عليه، فقال الواثق: دع الشيخ يأخذه، فأخذه في كمه. فقال له الواثق: لم جاذبت الحداد عليه؟ قال: لأني نويت أن أوصي أن يجعل بيني وبين كفني حتى أخاصم به هذا الظالم عند الله يوم القيامة، أقول: يا رب، سل عبدك هذا: لم قيدني، وروع
أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي، وبكى الشيخ، وبكى الواثق، وبكينا، وسأله الواثق أن يجعله في حل، فقال: والله لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكراماً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ كنت رجلاً من أهله، فقال الواثق: لي إليك حاجة، فقال: إن كانت ممكنة فعلت، فقال الواثق: تقيم عندنا فننتفع بك، وينتفع بك فتياننا، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، إن ردك إلى الموضع الذي أخرجني عنه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عندك، وأصير إلى أهلي وولدي أكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم على ذلك، قال الواثق: فتقبل منا صلةً تستعين بها على دهرك، قال: يا أمير المؤمنين، لاتحل لي، أنا عنها غني، وذو مرة، سوي، فقال: سل حاجة، قال: أو تقضيها؟ قال: نعم، قال: يخلى لي السبيل الساعة إلى الثغر، قال: قد أذنت لك، فسلم عليه وخرج. قال المهتدي: فرجعت عن هذه المقالة، وأحسب أن الواثق رجع عنها منذ ذلك الوقت.
وفي حديث آخر بما معناه: وسقط ابن أبي دواد في عينه، ولم يمتحن بعد ذلك أحداً.
لما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين: البسيط
الموت فيه جميع الخلق مشترك ... لا سوقة منهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تفاقرهم ... وليس يغني على الإملاك ما ملكوا
ثم أمر بالبسط، فطويت، وألصق خده بالأرض، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
حدث محمد أمير البصرة قال: كنت أحد من مرض الواثق، لما مات، فكنت واقفاً بين يديه مع جماعة إذ لحقته غشية، فما شككنا أنه مات فقال بعضنا لبعض: تقدموا، فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا. فلما صرت عند رأسه، وأردت أن أضع يدي على
أنفه أختبر نفسه لحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أن أموت فزعاً من أن يراني مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فرجعت إلى الخلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس، وعثرت به، فاتكأت عليه، فاندق سيفي، وكاد أن يدخل في لحمي ويجرحني، فسلمت وخرجت. فاستدعيت سيفاً ومنطقة فلبستها، وجئت حتى وقفت في مرتبتي ساعة. فتلف الواثق بلا شك، فتقدمت، فسددت لحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا ما تحته في المجلس ليردوه إلى الخزائن، لأن جميعه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دواد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يحفظ الميت، فكن أنت ذلك الرجل، وكنت من أخصهم به لأنه أحبني حتى لقبني الواثقي، باسمه، فحزنت عليه، فرددت باب المجلس، وجلست في الصحن عند الباب أحفظه. وكان المجلس في بستان عظيم، فحسست بعد ساعة في البيت بحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي، فإذا بجرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها، فقلت: لا إله إلا الله، هذه العين التي فتحها من ساعة - فاندق سيفي هيبة لها - صارت طعمة لدابة ضعيفة، وجاؤوا فغسلوه، فسألني ابن أبي دواد عن عينه فأخبرته.
وكان الواثق أبيض إلى الصفرة، جسيماً، حسن الوجه، جميلاً، في عينه اليمنى نكتة بياض.
ابن محمد المهدي بن عبد الله المنصور أبو جعفر، وقيل أبو القاسم أمه أم ولد اسمها قراطيس. استخلف بعد أبيه المعتصم بعهد منه. قدم دمشق مع أبيه في خلافة عمه.
حدث الواثق عن أبيه عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس قال: لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله شاباً منها، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، فيعود الأمر فيه كما بدأ.
قلت يطمع في ذلك فتيانكم، ولا يطمع فيه شيوخكم، قال: يفعل الله ما يشاء، ذلك عزم. قال رجل لابن عباس: إن ابن الزبير يزعم بأن المهدي منهم، فقال: لا ورب الكعبة، ولو كان زمانه لكنته، ولكنه من ولدي.
ولد الواثق بطريق مكة سنة تسعين ومئة، وولي الخلافة سنة سبع وعشرين ومئتين، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومئتين. وقيل: ولد سنة ست وتسعين ومئة. وقيل: سنة أربع وتسعين. وبويع الواثق في اليوم الذي توفي فيه أبوه المعتصم بسر من رأى. وورد رسوله بغداد يوم الجمعة على إسحاق بن إبراهيم، فلم يظهر ذلك، ودعا للمعتصم على منبري بغداد وهو ميت. فلما كان الغد يوم السبت أمر إسحاق بن إبراهيم الهاشميين والقواد والناس بحضور دار أمير المؤمنين، فحضروا، فقرأ كتابه على الناس بنعي أبيه، وأخذ البيعة، فبايع الناس.
لما مات المعتصم، وولي الواثق كتب دعبل بن علي الخزاعي أبياتاً، وأتى بها الحاجب، فقال: أبلغ أمير المؤمنين السلام، وقل: مديح لدعبل، فأخذ الحاجب
الطومار فأدخله على الواثق ففضه فإذا فيه: البسيط
الحمد لله لا صبر ولا جلد ... ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لم يحزن عليه أحد ... وآخر قام لم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشر يتبعه ... وقام هذا فقام الويل والنكد
فطلب، فلم يوجد دخل هارون بن زياد مؤدب الواثق على الواثق، فأكرمه، وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟ قال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله عز وجل، وأدناني من رحمة الله عز وجل.
قال يحيى بن أكثم: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب من خلفاء بني العباس ما أحسن إليهم الواثق، ما مات وفيهم فقير.
قال أبو عثمان المازني: كتب الواثق في حملي، فحملت، وأدخلت عليه، وهو عليل، فقال: يا بكر، لك ولد؟ قلت: لا، قال: فلك امرأة؟ قلت: لا، قال: فمن خلفت بالبصرة؟ قلت: أختي، قال: أكبر منك أم أصغر؟ فقلت: أصغر مني، قال: فما قالت المسكينة؟ قلت: قالت لي ما قالت ابنة الأعشى لأبيها: المتقارب
تقول ابنتي حين جد الرحيل ... أرانا سواء ومن قد يتم
فيا أبتا لا تزل عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم
ترانا إذا أضمرتك البلاد ... نجفى وتقطع منا الرحم
قال: ما رددت عليها المسكينة؟ قال: رددت عليها ما قال جرير لابنته: الوافر
ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنجاح
فضحك ثم أمر لي بخمس مئة دينار.
كتب محمد بن حماد إلى الواثق: الطويل
جذبت دواعي النفس عن طلب الغنى ... وقلت لها كفي عن طلب النزر
فإن أمير المؤمنين بكفه ... مدار رحا الأرزاق دائبة تجري
فوقع: جذبك نفسك عن امتهانها دعا إلى صونك بسعة فضلي، فخذ ما طلبت هنيئاً.
قال المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره، فقال: اكتب: الوافر
تنح عن القبيح ولا ترده ... ومن أوليته حسناً فزده
ستكفى من عدو كل كيد ... إذا كاد العدو ولم تكده
ثم قال: اكتب: البسيط
هي المقادير تجري في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبر على الحال
ومما روي من شعر الواثق: البسيط
حين استتم بأرداف تجاذبه ... واخضر فوق قناع الدر شاربه
وتم في الحسن فالتامت ملاحته ... وما زجت بدعاً من عجائبه
كلمته بجفون غير ناطقة ... فكان من رده ما قال حاجبه
قال حمدون بن إسماعيل: كان الواثق مليح الشعر، وكان يحب خادماً أهدي له من مصر، فأغضبه الواثق يوماً ثم سمعه يوماً يقول لبعض الخدم: هو يروم أن أكلمه، ما أفعل، فقال الواثق: وله فيه لحن: البسيط
إن الذي بعذابي ظل مفتخراً ... ما أنت إلا مليك جار إذ قدرا
لولا هواه تجارينا على قدر ... وإن أفق منه يوماً ما فسوف يرى
قال أحمد بن حمدون: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شر، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح نحتال لنشاطه، فرآني أضحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول: البسيط
عدل من الله أبكاني وأضحككم ... فالحمد لله عدل كل ما صنعا
اليوم أبكي على قلبي وأندبه ... قلب ألح عليه الحب فانصدعا
للحب في كل عضو لي على حدة ... نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا
فقال الفتح: أنت يا أمير المؤمنين في وضع التمثل موضعه أشعر منه وأظرف.
أمر الواثق ابن أبي دواد يصلي بالناس في يوم عيد، وكان عليلاً، فلما انصرف قال له: يا أبا عبد الله، كيف كان عيدكم؟ قال: كنا في نهار لا شمس فيه، فضحك، وقال: يا أبا عبد الله، أنا مؤيد بك، وكان ابن أبي دواد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن. ويقال: إن الواثق رجع عن ذلك القول بعد موته.
قال صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور الهاشمي: حضرت المهتدي بالله أمير المؤمنين وقد جلس للنظر في أمور المتكلمين في دار العامة، فنظرت إلى قصص الناس تقرأ عليه من أولها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع فيها، وينشأ الكتاب عليها ويحرر، ويختم، ويدفع إلى صاحبه بين يديه، فسرني ذلك، واستحسنت ما رأيت منه، فجعلت أنظر إليه، ففطن، ونظر إلي،
فغضضت عنه حتى كان ذلك مني ومنه مراراً ثلاثاً، إذا نظر غضضت، وإذا شغل نظرت، فقال: يا صالح، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: في نفسك منا شيء تريد أن تقوله، قلت: نعم، حتى إذا قام قال للحاجب: لا يبرح صالح، وانصرف الناس، وأذن لي، وهمتني نفسي، فدخلت، وجلست، فقال: يا صالح، تقول لي ما دار في نفسك، أو أقول أنا ما دار في نفسي أنه دار في نفسك؟ قلت: يا أمير المؤمنين، ما تأمر به، فقال: دار في نفسي أنك استحسنت ما رأيت منا، فقلت: أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يقول بخلق القرآن، فورد على قلبي أمر عظيم، ثم قلت: يا نفس، هل تموتين قبل أجلك، وهل تموتين إلا مرة واحدة، وهل يجوز الكذب في جد أو هزل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، ما دار في نفسي إلا ما قلت، فأطرق ملياً ثم قال: ويحك! اسمع مني ما أقول، فوالله لتسمعن الحق، فسر عني، وقلت: يا سيدي، ومن أولى بقول الحق منك، وأنت خليفة رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين؟ فقال: ما زلت أقول إن القرآن مخلوق صدراً من أيام الواثق حتى أقدم أحمد ابن أبي دواد علينا شيخاً من أهل الشام، من أهل أذنة مقيداً، وهو جميل الوجه تام القامة، حسن الشيبة، فرأيت الواثق قد استحيا منه، ورق له، فما زال يدينه، ويقربه حتى قرب منه، فسلم الشيخ، فأحسن، ودعا، فأبلغ وأوجز، فقال له الواثق: اجلس ناظر ابن أبي دواد على ما يناظرك عليه، فقال له الشيخ: يا أمير المؤمنين، إن أبي دواد يضوى ويضعف عن المناظرة، فغضب الواثق، وعاد مكان الرقة له غضباً عليه، وقال: أبو عبد الله بن أبي دواد يضوى، ويضعف عن مناظرتك أنت؟! فقال الشيخ: هون عليك يا أمير المؤمنين، إن رأيت أن تحفظ علي وعليه ما نقول، قال: افعل. فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن مقالتك هذه هي مقالة واجبة، داخلة في عقدة الدين، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه بما قلت؟ قال: نعم، قال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بعثه الله إلى عباده، هل سن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً مما أمره الله به في أمر دينهم؟ فقال: لا، قال الشيخ: فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دواد، فقال الشيخ: تكلم،
فسكت، فقال الشيخ للواثق: يا أمير المؤمنين، واحدة. فقال الواثق: واحدة.
فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن الله عز وجل حين أنزل القرآن على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " كان الله عز وجل الصادق في إكمال دينه، أو أنه الصادق في نقصانه حتى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دواد، فقال الشيخ: أجب يا أحمد، فلم يجب، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، اثنتان، فقال الواثق: نعم. فقال الشيخ: يا أحمد، أخبرني عن مقالتك هذه، علمها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم جهلها؟ قال ابن أبي دواد: علمها، قال: فدعا الناس إليها؟ فسكت، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاث، فقال الواثق ثلاث.
قال الشيخ: يا أحمد، فاتسع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن علمها وأمسك عنها كما زعمت، ولم يطالب أمته بها؟ قال: نعم. قال الشيخ: واتسع لأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي رضي الله عنهم؟ قال ابن أبي دواد: نعم، فأعرض الشيخ عنه، وأقبل على الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قدمت القول إن أحمد يضوى ويضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين، إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما زعم هذا أنه اتسع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم - أو قال: فلا وسع الله عليك - فقال الواثق: نعم، إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فلا وسع الله علينا. اقطعوا قيد الشيخ. فلما قطع القيد ضرب الشيخ بيده إلى القيد حتى يأخذه، فجاذبه الحداد عليه، فقال الواثق: دع الشيخ يأخذه، فأخذه في كمه. فقال له الواثق: لم جاذبت الحداد عليه؟ قال: لأني نويت أن أوصي أن يجعل بيني وبين كفني حتى أخاصم به هذا الظالم عند الله يوم القيامة، أقول: يا رب، سل عبدك هذا: لم قيدني، وروع
أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي، وبكى الشيخ، وبكى الواثق، وبكينا، وسأله الواثق أن يجعله في حل، فقال: والله لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكراماً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ كنت رجلاً من أهله، فقال الواثق: لي إليك حاجة، فقال: إن كانت ممكنة فعلت، فقال الواثق: تقيم عندنا فننتفع بك، وينتفع بك فتياننا، فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، إن ردك إلى الموضع الذي أخرجني عنه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عندك، وأصير إلى أهلي وولدي أكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم على ذلك، قال الواثق: فتقبل منا صلةً تستعين بها على دهرك، قال: يا أمير المؤمنين، لاتحل لي، أنا عنها غني، وذو مرة، سوي، فقال: سل حاجة، قال: أو تقضيها؟ قال: نعم، قال: يخلى لي السبيل الساعة إلى الثغر، قال: قد أذنت لك، فسلم عليه وخرج. قال المهتدي: فرجعت عن هذه المقالة، وأحسب أن الواثق رجع عنها منذ ذلك الوقت.
وفي حديث آخر بما معناه: وسقط ابن أبي دواد في عينه، ولم يمتحن بعد ذلك أحداً.
لما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين: البسيط
الموت فيه جميع الخلق مشترك ... لا سوقة منهم يبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تفاقرهم ... وليس يغني على الإملاك ما ملكوا
ثم أمر بالبسط، فطويت، وألصق خده بالأرض، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.
حدث محمد أمير البصرة قال: كنت أحد من مرض الواثق، لما مات، فكنت واقفاً بين يديه مع جماعة إذ لحقته غشية، فما شككنا أنه مات فقال بعضنا لبعض: تقدموا، فاعرفوا خبره، فما جسر أحد منهم يتقدم، فتقدمت أنا. فلما صرت عند رأسه، وأردت أن أضع يدي على
أنفه أختبر نفسه لحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أن أموت فزعاً من أن يراني مشيت في مجلسه إلى غير رتبتي، فرجعت إلى الخلف، وتعلقت قبيعة سيفي بعتبة المجلس، وعثرت به، فاتكأت عليه، فاندق سيفي، وكاد أن يدخل في لحمي ويجرحني، فسلمت وخرجت. فاستدعيت سيفاً ومنطقة فلبستها، وجئت حتى وقفت في مرتبتي ساعة. فتلف الواثق بلا شك، فتقدمت، فسددت لحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إلى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا ما تحته في المجلس ليردوه إلى الخزائن، لأن جميعه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت، وقال لي ابن أبي دواد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يحفظ الميت، فكن أنت ذلك الرجل، وكنت من أخصهم به لأنه أحبني حتى لقبني الواثقي، باسمه، فحزنت عليه، فرددت باب المجلس، وجلست في الصحن عند الباب أحفظه. وكان المجلس في بستان عظيم، فحسست بعد ساعة في البيت بحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي، فإذا بجرذون من دواب البستان قد جاء حتى استل عين الواثق فأكلها، فقلت: لا إله إلا الله، هذه العين التي فتحها من ساعة - فاندق سيفي هيبة لها - صارت طعمة لدابة ضعيفة، وجاؤوا فغسلوه، فسألني ابن أبي دواد عن عينه فأخبرته.
وكان الواثق أبيض إلى الصفرة، جسيماً، حسن الوجه، جميلاً، في عينه اليمنى نكتة بياض.
هارون بْن أَبِي زياد التميمي
(8) عَنِ ابْنِ عمر
روى عَنْهُ عَبْد الملك (1) .
(8) عَنِ ابْنِ عمر
روى عَنْهُ عَبْد الملك (1) .
هارون أمير المؤمنين، الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بن عبد المطلب، أبو جعفر :
ولد بالري، واستخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادي.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي قال: سمعت أبا موسى العباسي يقول: حدَّثَنِي عبد الله بن عيسى الأمويّ، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: هارون الرشيد أمه الخيزران الجرسية، ولد بالري لثلاث بقين من ذي الحجة سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدنيا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عن أبيه قال: استخلف الرشيد هارون بن محمد حيث مات أخوه موسى بن محمد سنة سبعين ومائة. قال ابن أبي الدنيا: ولد هارون سنة تسع وأربعين ومائة.
وكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة؛ وثلاثة أشهر، وأيامًا. وكان هارون أبيض طويلًا، مسمنًا جَميلًا، قد وخطه الشيب، ويكنى أبا جعفر، وأمه أم ولد يُقالُ لَهَا الخيزران.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الرشيد هارون بن المهدي وكنيته أبو جعفر ولد بالري، وكان يحج سنة، ويغزو سنة، قال أبو الشغلي :
فمن يطلب لقاءك أو يُرِدْهُ ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمرٍّ ... وفي أرض البنية فوق طور
وما جاز الثغور سواك خلق ... من المستخلفين على الأمور
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد قال:
أخبرني أبو موسى العبّاس عن عبد الله بن عيسى الأموي قال: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: استخلف هارون وبويع له يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وهو ابن تسع عشرة سنة، وشهرين، وثلاث عشرة ليلة.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن أيوب قال: بويع لأبي جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة ببغداد مدينة السلام.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الرشيد يكنى أبا جعفر؛ وبويع له سنة سبعين ومائة في اليوم الذي توفي فيه الهادي، وولد المأمون في تلك الليلة، فاجتمعت له البشارة بالخلافة والولد، وكان يقال: ولد في هذه الليلة خليفة، وولي خليفة، ومات خليفة. وكان ينزل الخلد، وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لَمْ يَحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة، والكسوة الظاهرة. وكان يقتفي أخلاق المنصور ويعمل بِها إلا في العطايا
والجوائز. فإنه كان أسنى الناس عطية ابتداء وسؤالا، وكان لا يضيع عنده يد ولا عارفة. وكان لا يؤخر عطاء اليوم إلى عطاء غد، وكان يُحب الفقه والفقهاء، ويَميل إلى العلماء، ويُحب الشعر والشعراء، ويعظم في صدره الأدب والأدباء، وكان يكره المراء في الدين والجدال، ويقول إنه لخليق أن لا ينتج خيرًا، وكان يصغى إلى المديح ويحبه، ويجزل عليه العطاء، ولا سيما إذا كان من شاعر فصيح مجيد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ- صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ- أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: حَدَّثْتُ هَارُونَ الرَّشِيدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَدِدْتُ أني أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلَ»
فَبَكَى هَارُونُ حَتَّى انْتَحَبَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ تَرَى لِي أَنْ أَغْزُوَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَكَانُكَ فِي الإِسْلامِ أَكْبَرُ، وَمَقَامُكَ أَعْظَمُ، وَلَكِنْ تُرْسِلُ الْجُيُوشَ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَمَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَطُّ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الله الشّيرازيّ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحد الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو الحسين مُحَمَّد بن إبراهيم بن محمّد بن عتاب البزّاز البخاريّ، حَدَّثَنَا أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير البخاري قال: حدَّثَنِي محمد بن عيسى بن يزيد السعدي الطرسوسي قال: سمعت خرزاذ القائد يقول: كنت عند الرّشيد، فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة!» وذكر الحديث.
فقال القرشي: أين لقي آدم موسى؟ قال: فغضب الرشيد. وقال: النطع والسيف، زنديق والله يطعن في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول:
كانت منه بادرة ولَم يفهم يا أمير المؤمنين، حتى سكنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ بْنِ يَعْقُوبَ القاضي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ- بِوَاسِطَ- حدثنا أبو طاهر المزني عبد الله بن محمد بن مرة- بالبصرة- حدثنا
حسن الأرزّيّ قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت أبا معاوية يقول: أكلت مع هارون الرشيد- أمير المؤمنين- طعامًا يومًا من الأيام، فصب على يدي رجل لا أعرفه، فقال هارون الرشيد: يا أبا معاوية تدري من يصب على يديك؟ قلت: لا! قال: أنا، قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم إجلالًا للعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أَخْبَرَنِي الربعي عن أبيه قال: كان الرشيد يقول: إنا من أهل بيت عظمت رزيتهم، وحسن بقيتهم، رزئنا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقيت فينا خلافة الله.
أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدُ- بِالأَهْوَازِ- حدثنا ابن منيع، حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال: سمعت منصور بن عمار يقول: ما رأيت أغزر دمعًا عند الذكر من ثلاثة: فضيل بن عياض، وأبو عبد الرحمن الزاهد، وهارون الرشيد.
أخبرنا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ العزيز، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: لَما لقي هارون الرشيد فضيل بن عياض، قال له الفضيل: يا حسن الوجه أنت المسئول عن هذه الأمة.
حَدَّثَنَا ليث عن مجاهد وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ
[لبقرة 166] قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكى ويشهق.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن دريد، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه.
قال أحمد بن إبراهيم: وقال إِبْرَاهِيم بْن مُحَمد بن عرفة: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو زيد عن الأصمعي قال: سَمِعْتُ بيتين لَم أحفل بِهما، قلت: هُمَا على كل حال خير من موضعهما من الكتاب، فإني عند الرشيد يومًا وعنده عيسى بن جعفر، فأقبل على مسرور الكبير فقال له: يا مسرور، كم في بيت مال السرور. قال: ليس فيه شيء. فقال عيسى: هذا بيت الحزن، قال: فاغتم لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى فقال: والله لتعطين الأصمعي سلفًا على بيت مال السرور ألف دينار، فاغتم عيسى وانكسر، قال: فقلت في نفسي: جاء موضع البيتين، فأنشدت الرشيد:
إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا ... وجداه في الماضين، كعب وحاتم
فكشفه عما في يديه فإنما ... تكشف أخبار الرجال الدراهم
قال: فتجلى عن الرشيد وقال لِمسرور: أعطه عَلَى بيت مال السرور ألفي دينار، وما كان البيتان يساويان عندي درهمين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدثنا المعافى بن زكريّا، حدثنا محمّد بن الحسن بن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم عن الأصمعي قال: دخلت على هارون الرشيد- ومَجْلسه حافل- فقال: يا أصمعي ما أغفلك عنا، وأجفاك لِحضرتنا! قلت:
والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك. قال: فأمرني بالجلوس، فجلست وسكت عني، فَلمَّا تفرق الناس- إلا أقلهم- نَهضت للقيام، فأشار إليَّ أن أجلس، فجلست حتى خَلا المجلس، فلم يبق غيري وغيره ومن بين يديه من الغلمان، فقال لي: يا أبا سعيد، ما ألاقتني؟ قلت: أمسكتني يا أمير المؤمنين [وأنشدت] :
كفاك كف ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
فقال: أحسنت، وهكذا فكن وقرنا في الملإ، وعلمنا في الخلاء، وأمر لي بِخمسة آلاف دينار.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الواحد الدّمشقيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن عثمان القسملي، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن ربيعة القاضي، حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا الأصمعي قال: دخلت أنا وابن أبي حفص الشطرنجي على هارون الرشيد، فخرج علينا وهو كالمتغير النفس. فقال: يا أصمعي، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: فأيكما قال بيتًا وأصاب بِه المعنى الذي في نفسي فله عشرة آلاف درهم، قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت يا أمير المؤمنين، قال: هاته. فأنشأ يقول:
مَجلس يألف السرور إليه ... لِمحب ريحانه ذكراك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، ثُمَّ قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت ثان يا أمير المؤمنين، قال: هاته، فأنشأ يقول:
كلما دارت الزجاجة زادت ... هـ حنينا، ولوعة فبكاك
قال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، قال الأصمعي: فنزل بي في ذلك اليوم ما لَمْ ينزل قط مثله، إن ابن أبي حفص يرجع بعشرين ألف درهم وبفخر
ذلك المجلس، وأرجع صفرًا منهما جَميعًا! ثُمَّ حضرني بيت فقلت: يا أمير المؤمنين قد حضرني ثالث، فقال هاته، فأنشأت أقول:
لَمْ ينلك المنى بأن تحضريني ... وتجافت أمنيتي عن سواك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرين ألف درهم، ثُمَّ قال هارون: قد حضرني رابع، فقلنا: إن رأى أمير المؤمنين أن ينشدنا فعل. فأنشأ يقول:
فتمنيت أن يغشيني الل ... هـ نعاسًا لعل عيني تراك
قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين أنت والله أشعر منا، فجوائزنا لأمير المؤمنين، فقال:
جوائز كما لكما. وانصرفا.
أَخْبَرَنَا التنوخي والجوهري. قالا: أَخْبَرَنَا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: قال مُحمد بن حبيب: حَدَّثَنَا أبو عكرمة عامر ابن عمران الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قَالَ: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد يومًا، فقال: أنشدني من شعرك، فأنشدته:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ... فذلك شيء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بَخيلَا له في العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى- لو علمته ... إذا نال خيرًا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ... ومالي- كما قد تعلمين- قليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله ... ويحقر يومًا أن يقال بخيل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جَميل؟
قال: لا، كيف إن شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، لله در أبيات تأتينا بِهَا ما أحسن فصولها، وأثبت أصولَهَا. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعري.
قال: أحسنت، يا فضل أعطه مائة ألف أخرى.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرني أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري عن عمرو بن بَحر قال: اجتمع للرشيد ما لَمْ يَجتمع لأحد من جد وهزل. وزراؤه البرامكة، لَم ير مثلهم سخاء وسروا، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، كان في عصره كجرير في عصره، ونديمه عم أبيه العباس بن محمد صاحب العباسية، وحاجبة الفضل بن الربيع أتيه الناس، وأشدها تعاظما، ومغنيه إبراهيم الموصلي، واحد عصره في صناعته، وضاربه زلزل، وزامره
برصوما، وزوجته أم جعفر أرغب الناس في خير، وأسرعهم إلى كل بر، وهي أسرع الناس في معروف، أدخلت الماء الحرم بعد امتناعه من ذلك، إلى أشياء من المعروف.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ، حدثنا المعافي بن زكريّا، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا مُحمد بن القاسم الضرير قال: قال الأصمعي: دخل العبّاس ابن الأحنف على هارون الرشيد. فقال له هارون: أنشدني أرق بيت قالته العرب، فقال: قد أكثر الناس في بيت جميل، حيث يقول:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني ... بثينة لا يَخْفَى علي كلامها
قال له هارون: أنت والله أرق منه حيث تقول:
طاف الهوى في عباد الله كلهم ... حتى إذا مر بي من بينهم وقفا
قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولًا مني ومنه حيث تقول:
أما يكفيك أنك تَملكيني ... وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلت من الهوى أحسنت زيدي
فأعجب بقوله وضحك.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا محمّد ابن موسى بن حمّاد البربري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، حدثنا عمي علي ابن صالح قال: قال هارون الرّشيد بن المهدي بن المنصور، في ثلاث جوار له:
ملك الثلاث الغانيات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن وهن في عصيان؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه قوين أعز من سلطاني
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
حدثنا محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت جالسًا مع فضيل بن عياض بِمكة قال: فمر هارون، فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه؛ لو أنه حتى يضع رأسه، لرأيت أمورًا عظامًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا أبو سهل أحمد ابن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عثمان بن كثير الواسطي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تَموت أشد علي موتًا من هارون أمير المؤمنين، قال: وددت أنه- أو قال ولوددت- أن الله زاد في عمره من
عمري، فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون وظهرت تلك الفتن، وكان من المأمون ما حمل الناس على أن القرآن مَخلوق، قلنا الشيخ كان أعلم بِما تكلم به.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يزيد قال: استخلف هارون الرشيد ابن المهدي سنة سبعين ومائة في ربيع الأول، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة لثلاث بقين من جمادى الأولى، فكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة، وشهرين، وثلاثة عشر يومًا- أو نَحو هذا- وذكرت وفاته. ونعاه هارون بن محمّد بِمدينة السلام يوم الجمعة، لست عشرة خلت من جمادى الآخرة وأمه الخيزران.
قال أبو بكر السدوسي: ومات بطوس وصلى عليه صالح بن الرشيد فتوفي وله ست وأربعون سنة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء قَالَ: ومات الرشيد بطوس لغرة جُمَادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان عمره خَمْسًا وأربعين سنة، وخلافته ثلاثا وعشرين وشهرين، وستة عشر يومًا.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: ومات هارون بطوس ليلة السبت لأربع خلون من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن بقرية يقال لَها سناباذ، وصلى عليه ابنه صالِح.
ولد بالري، واستخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادي.
أَخْبَرَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري المعروف بالدولابي قال: سمعت أبا موسى العباسي يقول: حدَّثَنِي عبد الله بن عيسى الأمويّ، أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: هارون الرشيد أمه الخيزران الجرسية، ولد بالري لثلاث بقين من ذي الحجة سنة خمسين ومائة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي الدنيا قَالَ: حَدَّثَنَا عباس- يعني ابن هشام- عن أبيه قال: استخلف الرشيد هارون بن محمد حيث مات أخوه موسى بن محمد سنة سبعين ومائة. قال ابن أبي الدنيا: ولد هارون سنة تسع وأربعين ومائة.
وكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة؛ وثلاثة أشهر، وأيامًا. وكان هارون أبيض طويلًا، مسمنًا جَميلًا، قد وخطه الشيب، ويكنى أبا جعفر، وأمه أم ولد يُقالُ لَهَا الخيزران.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء قال: الرشيد هارون بن المهدي وكنيته أبو جعفر ولد بالري، وكان يحج سنة، ويغزو سنة، قال أبو الشغلي :
فمن يطلب لقاءك أو يُرِدْهُ ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمرٍّ ... وفي أرض البنية فوق طور
وما جاز الثغور سواك خلق ... من المستخلفين على الأمور
أخبرنا الأزجي، أخبرنا المفيد، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد قال:
أخبرني أبو موسى العبّاس عن عبد الله بن عيسى الأموي قال: أَخْبَرَنِي إبراهيم بن المنذر قال: استخلف هارون وبويع له يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وهو ابن تسع عشرة سنة، وشهرين، وثلاث عشرة ليلة.
وقال أبو بشر: أَخْبَرَنِي جعفر بن علي الهاشمي، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن أيوب قال: بويع لأبي جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة ببغداد مدينة السلام.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: الرشيد يكنى أبا جعفر؛ وبويع له سنة سبعين ومائة في اليوم الذي توفي فيه الهادي، وولد المأمون في تلك الليلة، فاجتمعت له البشارة بالخلافة والولد، وكان يقال: ولد في هذه الليلة خليفة، وولي خليفة، ومات خليفة. وكان ينزل الخلد، وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لَمْ يَحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة، والكسوة الظاهرة. وكان يقتفي أخلاق المنصور ويعمل بِها إلا في العطايا
والجوائز. فإنه كان أسنى الناس عطية ابتداء وسؤالا، وكان لا يضيع عنده يد ولا عارفة. وكان لا يؤخر عطاء اليوم إلى عطاء غد، وكان يُحب الفقه والفقهاء، ويَميل إلى العلماء، ويُحب الشعر والشعراء، ويعظم في صدره الأدب والأدباء، وكان يكره المراء في الدين والجدال، ويقول إنه لخليق أن لا ينتج خيرًا، وكان يصغى إلى المديح ويحبه، ويجزل عليه العطاء، ولا سيما إذا كان من شاعر فصيح مجيد.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ- صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ- أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: حَدَّثْتُ هَارُونَ الرَّشِيدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَدِدْتُ أني أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلَ»
فَبَكَى هَارُونُ حَتَّى انْتَحَبَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ تَرَى لِي أَنْ أَغْزُوَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَكَانُكَ فِي الإِسْلامِ أَكْبَرُ، وَمَقَامُكَ أَعْظَمُ، وَلَكِنْ تُرْسِلُ الْجُيُوشَ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَمَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَطُّ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد ابن عبد الله الشّيرازيّ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحد الخزاعيّ، حَدَّثَنَا أبو الحسين مُحَمَّد بن إبراهيم بن محمّد بن عتاب البزّاز البخاريّ، حَدَّثَنَا أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير البخاري قال: حدَّثَنِي محمد بن عيسى بن يزيد السعدي الطرسوسي قال: سمعت خرزاذ القائد يقول: كنت عند الرّشيد، فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة!» وذكر الحديث.
فقال القرشي: أين لقي آدم موسى؟ قال: فغضب الرشيد. وقال: النطع والسيف، زنديق والله يطعن في حديث رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول:
كانت منه بادرة ولَم يفهم يا أمير المؤمنين، حتى سكنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّد بْنُ عَلِيّ بْنِ يَعْقُوبَ القاضي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ- بِوَاسِطَ- حدثنا أبو طاهر المزني عبد الله بن محمد بن مرة- بالبصرة- حدثنا
حسن الأرزّيّ قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت أبا معاوية يقول: أكلت مع هارون الرشيد- أمير المؤمنين- طعامًا يومًا من الأيام، فصب على يدي رجل لا أعرفه، فقال هارون الرشيد: يا أبا معاوية تدري من يصب على يديك؟ قلت: لا! قال: أنا، قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم إجلالًا للعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أَخْبَرَنِي الربعي عن أبيه قال: كان الرشيد يقول: إنا من أهل بيت عظمت رزيتهم، وحسن بقيتهم، رزئنا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقيت فينا خلافة الله.
أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ إِسْحَاقَ الشَّاهِدُ- بِالأَهْوَازِ- حدثنا ابن منيع، حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال: سمعت منصور بن عمار يقول: ما رأيت أغزر دمعًا عند الذكر من ثلاثة: فضيل بن عياض، وأبو عبد الرحمن الزاهد، وهارون الرشيد.
أخبرنا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ العزيز، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: لَما لقي هارون الرشيد فضيل بن عياض، قال له الفضيل: يا حسن الوجه أنت المسئول عن هذه الأمة.
حَدَّثَنَا ليث عن مجاهد وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ
[لبقرة 166] قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكى ويشهق.
أخبرني الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن دريد، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن- يعني ابْن أخي الأصمعي- عَنْ عمه.
قال أحمد بن إبراهيم: وقال إِبْرَاهِيم بْن مُحَمد بن عرفة: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو زيد عن الأصمعي قال: سَمِعْتُ بيتين لَم أحفل بِهما، قلت: هُمَا على كل حال خير من موضعهما من الكتاب، فإني عند الرشيد يومًا وعنده عيسى بن جعفر، فأقبل على مسرور الكبير فقال له: يا مسرور، كم في بيت مال السرور. قال: ليس فيه شيء. فقال عيسى: هذا بيت الحزن، قال: فاغتم لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى فقال: والله لتعطين الأصمعي سلفًا على بيت مال السرور ألف دينار، فاغتم عيسى وانكسر، قال: فقلت في نفسي: جاء موضع البيتين، فأنشدت الرشيد:
إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا ... وجداه في الماضين، كعب وحاتم
فكشفه عما في يديه فإنما ... تكشف أخبار الرجال الدراهم
قال: فتجلى عن الرشيد وقال لِمسرور: أعطه عَلَى بيت مال السرور ألفي دينار، وما كان البيتان يساويان عندي درهمين.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، حدثنا المعافى بن زكريّا، حدثنا محمّد بن الحسن بن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم عن الأصمعي قال: دخلت على هارون الرشيد- ومَجْلسه حافل- فقال: يا أصمعي ما أغفلك عنا، وأجفاك لِحضرتنا! قلت:
والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك. قال: فأمرني بالجلوس، فجلست وسكت عني، فَلمَّا تفرق الناس- إلا أقلهم- نَهضت للقيام، فأشار إليَّ أن أجلس، فجلست حتى خَلا المجلس، فلم يبق غيري وغيره ومن بين يديه من الغلمان، فقال لي: يا أبا سعيد، ما ألاقتني؟ قلت: أمسكتني يا أمير المؤمنين [وأنشدت] :
كفاك كف ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما
فقال: أحسنت، وهكذا فكن وقرنا في الملإ، وعلمنا في الخلاء، وأمر لي بِخمسة آلاف دينار.
أَخْبَرَنِي أحمد بن عبد الواحد الدّمشقيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابن عثمان القسملي، أَخْبَرَنَا عبد اللَّه بن أَحْمَد بن ربيعة القاضي، حدثنا أحمد بن عبيد، حدثنا الأصمعي قال: دخلت أنا وابن أبي حفص الشطرنجي على هارون الرشيد، فخرج علينا وهو كالمتغير النفس. فقال: يا أصمعي، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: فأيكما قال بيتًا وأصاب بِه المعنى الذي في نفسي فله عشرة آلاف درهم، قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت يا أمير المؤمنين، قال: هاته. فأنشأ يقول:
مَجلس يألف السرور إليه ... لِمحب ريحانه ذكراك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، ثُمَّ قال ابن أبي حفص: قد حضرني بيت ثان يا أمير المؤمنين، قال: هاته، فأنشأ يقول:
كلما دارت الزجاجة زادت ... هـ حنينا، ولوعة فبكاك
قال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرة آلاف درهم، قال الأصمعي: فنزل بي في ذلك اليوم ما لَمْ ينزل قط مثله، إن ابن أبي حفص يرجع بعشرين ألف درهم وبفخر
ذلك المجلس، وأرجع صفرًا منهما جَميعًا! ثُمَّ حضرني بيت فقلت: يا أمير المؤمنين قد حضرني ثالث، فقال هاته، فأنشأت أقول:
لَمْ ينلك المنى بأن تحضريني ... وتجافت أمنيتي عن سواك
فقال: أحسنت والله، يا فضل أعطه عشرين ألف درهم، ثُمَّ قال هارون: قد حضرني رابع، فقلنا: إن رأى أمير المؤمنين أن ينشدنا فعل. فأنشأ يقول:
فتمنيت أن يغشيني الل ... هـ نعاسًا لعل عيني تراك
قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين أنت والله أشعر منا، فجوائزنا لأمير المؤمنين، فقال:
جوائز كما لكما. وانصرفا.
أَخْبَرَنَا التنوخي والجوهري. قالا: أَخْبَرَنَا محمّد بن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: قال مُحمد بن حبيب: حَدَّثَنَا أبو عكرمة عامر ابن عمران الضّبّيّ، أَخْبَرَنَا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قَالَ: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد يومًا، فقال: أنشدني من شعرك، فأنشدته:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ... فذلك شيء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بَخيلَا له في العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى- لو علمته ... إذا نال خيرًا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما ... ومالي- كما قد تعلمين- قليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله ... ويحقر يومًا أن يقال بخيل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جَميل؟
قال: لا، كيف إن شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، لله در أبيات تأتينا بِهَا ما أحسن فصولها، وأثبت أصولَهَا. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أجود من شعري.
قال: أحسنت، يا فضل أعطه مائة ألف أخرى.
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرني أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، أَخْبَرَنِي أبو العباس المنصوري عن عمرو بن بَحر قال: اجتمع للرشيد ما لَمْ يَجتمع لأحد من جد وهزل. وزراؤه البرامكة، لَم ير مثلهم سخاء وسروا، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، كان في عصره كجرير في عصره، ونديمه عم أبيه العباس بن محمد صاحب العباسية، وحاجبة الفضل بن الربيع أتيه الناس، وأشدها تعاظما، ومغنيه إبراهيم الموصلي، واحد عصره في صناعته، وضاربه زلزل، وزامره
برصوما، وزوجته أم جعفر أرغب الناس في خير، وأسرعهم إلى كل بر، وهي أسرع الناس في معروف، أدخلت الماء الحرم بعد امتناعه من ذلك، إلى أشياء من المعروف.
أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ، حدثنا المعافي بن زكريّا، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا مُحمد بن القاسم الضرير قال: قال الأصمعي: دخل العبّاس ابن الأحنف على هارون الرشيد. فقال له هارون: أنشدني أرق بيت قالته العرب، فقال: قد أكثر الناس في بيت جميل، حيث يقول:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني ... بثينة لا يَخْفَى علي كلامها
قال له هارون: أنت والله أرق منه حيث تقول:
طاف الهوى في عباد الله كلهم ... حتى إذا مر بي من بينهم وقفا
قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولًا مني ومنه حيث تقول:
أما يكفيك أنك تَملكيني ... وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلت من الهوى أحسنت زيدي
فأعجب بقوله وضحك.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا محمّد ابن موسى بن حمّاد البربري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، حدثنا عمي علي ابن صالح قال: قال هارون الرّشيد بن المهدي بن المنصور، في ثلاث جوار له:
ملك الثلاث الغانيات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان
مالي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن وهن في عصيان؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه قوين أعز من سلطاني
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
حدثنا محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت جالسًا مع فضيل بن عياض بِمكة قال: فمر هارون، فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه؛ لو أنه حتى يضع رأسه، لرأيت أمورًا عظامًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيل المحاملي، أخبرنا أبو سهل أحمد ابن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا عثمان بن كثير الواسطي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تَموت أشد علي موتًا من هارون أمير المؤمنين، قال: وددت أنه- أو قال ولوددت- أن الله زاد في عمره من
عمري، فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون وظهرت تلك الفتن، وكان من المأمون ما حمل الناس على أن القرآن مَخلوق، قلنا الشيخ كان أعلم بِما تكلم به.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا عمر بن حفص السّدوسيّ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن يزيد قال: استخلف هارون الرشيد ابن المهدي سنة سبعين ومائة في ربيع الأول، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة لثلاث بقين من جمادى الأولى، فكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة، وشهرين، وثلاثة عشر يومًا- أو نَحو هذا- وذكرت وفاته. ونعاه هارون بن محمّد بِمدينة السلام يوم الجمعة، لست عشرة خلت من جمادى الآخرة وأمه الخيزران.
قال أبو بكر السدوسي: ومات بطوس وصلى عليه صالح بن الرشيد فتوفي وله ست وأربعون سنة.
أخبرنا ابن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن البراء قَالَ: ومات الرشيد بطوس لغرة جُمَادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان عمره خَمْسًا وأربعين سنة، وخلافته ثلاثا وعشرين وشهرين، وستة عشر يومًا.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن أبي قيس، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: ومات هارون بطوس ليلة السبت لأربع خلون من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وتسعين ومائة، ودفن بقرية يقال لَها سناباذ، وصلى عليه ابنه صالِح.
هارون بن عبد الله بن مروان أبو موسى الحمال ـ بالحاء المهملة ـ البزاز ـ بزايين معجمتين ـ والد أبي عمران موسى بن هارون البغدادي.
ثقة، قاله: أبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن وضاح، ومسلمة بن قاسم وغيرهم، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
روى عن: أبي محد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، وأبي أسامة حماد بن أسامة القرشي الكوفي، وأبي محمد حجاج بن محمد الهاشمي مولاهم الأعور، وأبي هاشم عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي المدني، وأبي سهل عبد الصمد بن عبد الوارث ابن سعيد العنبري البصري، وأبي العباس وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري، وأبي سعيد حماد بن مسعدة التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي، وأبي خالد يزيد بن هارون السلمي، وأبي عبد الله ويقال: أبو عثمان محمد بن بكر البرساني، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، وأبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي المعروف بعارم، وأبي أيوب سليمان بن حرب الواشحي، وأبي بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، وأبي عبد الرحمن الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد المعروف بشاذان، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد القرشي العدوي مولاهم المقرئ نزيل مكة، وأبي غشان مالك بن إسماعيل ابن زياد بن درهم النهدي الكوفي، وأبي النضر هاشم بن القاسم التميمي ويقال: الليثي البغدادي، وأبي عثمان عفان بن مسلم الأنصاري مولاهم الصفار نزيل بغداد، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وغيرهم.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان، والطهارة، والصلاة، والصدقات، والصيام، والحج، والنكاح، والطلاق، والعتق، والحدود، والبيوع وغير ذلك.
وروى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم البغوي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو العباس السراج، وأبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العبكري القاضي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد ابن يزيد القرطبي، وأبو عبد الله محمد بن وضاح القرطبي، وأبو بكر محمد بن زكريا البلخي الجوهري نزيل مكة، وابنه أبو عمران موسى بن هارون وغيرهم.
وذكر ابن أبي حاتم الرازي أنه سمع أباه يقول: هو صدوق.
وقال أبو محمد بن الجارود: أخبرني موسى بن هارون ابنه أنه كان حمالاً ثم تحول إلى البز.
قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري: سألت أبا الطاهر القاضي عن هارون الجمال فقال: كان بزازًا فلما تزهد حمل.
وقال ابن وضاح: لقيت هارون بن عبد الله البزاز ببغداد وكان رجلاً صالحًا ثقة، ويعرف بالحمال، وكان جارًا لأحمد بن حنبل.
ثقة، قاله: أبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن وضاح، ومسلمة بن قاسم وغيرهم، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
روى عن: أبي محد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، وأبي أسامة حماد بن أسامة القرشي الكوفي، وأبي محمد حجاج بن محمد الهاشمي مولاهم الأعور، وأبي هاشم عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي المدني، وأبي سهل عبد الصمد بن عبد الوارث ابن سعيد العنبري البصري، وأبي العباس وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري، وأبي سعيد حماد بن مسعدة التميمي ويقال: الباهلي مولاهم البصري، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل، وأبي محمد روح بن عبادة القيسي، وأبي خالد يزيد بن هارون السلمي، وأبي عبد الله ويقال: أبو عثمان محمد بن بكر البرساني، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، وأبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي المعروف بعارم، وأبي أيوب سليمان بن حرب الواشحي، وأبي بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، وأبي عبد الرحمن الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد المعروف بشاذان، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد القرشي العدوي مولاهم المقرئ نزيل مكة، وأبي غشان مالك بن إسماعيل ابن زياد بن درهم النهدي الكوفي، وأبي النضر هاشم بن القاسم التميمي ويقال: الليثي البغدادي، وأبي عثمان عفان بن مسلم الأنصاري مولاهم الصفار نزيل بغداد، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وغيرهم.
تفرد به مسلم، روى عنه في كتاب: الإيمان، والطهارة، والصلاة، والصدقات، والصيام، والحج، والنكاح، والطلاق، والعتق، والحدود، والبيوع وغير ذلك.
وروى عنه: أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم البغوي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو العباس السراج، وأبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العبكري القاضي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي، وأبو عبد الرحمن بقي بن مخلد ابن يزيد القرطبي، وأبو عبد الله محمد بن وضاح القرطبي، وأبو بكر محمد بن زكريا البلخي الجوهري نزيل مكة، وابنه أبو عمران موسى بن هارون وغيرهم.
وذكر ابن أبي حاتم الرازي أنه سمع أباه يقول: هو صدوق.
وقال أبو محمد بن الجارود: أخبرني موسى بن هارون ابنه أنه كان حمالاً ثم تحول إلى البز.
قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري: سألت أبا الطاهر القاضي عن هارون الجمال فقال: كان بزازًا فلما تزهد حمل.
وقال ابن وضاح: لقيت هارون بن عبد الله البزاز ببغداد وكان رجلاً صالحًا ثقة، ويعرف بالحمال، وكان جارًا لأحمد بن حنبل.
هارون بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان، والد أبي حامد الحضرمي:
حَدَّث عَن أصرم بْن حوشب الهمداني. روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا التّنوخيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بْنِ الْفَضْلِ الْبَيِّعِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حدثنا أبي هارون بن عبد الله، حدثنا أصرم بن حوشب، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَأَشَارَ إِلَيَّ مَا صَنَعْتَ؟ وأومأ هشام بيده كيف صنع.
حَدَّث عَن أصرم بْن حوشب الهمداني. روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد بْن هارون.
أَخْبَرَنَا التّنوخيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ بْنِ الْفَضْلِ الْبَيِّعِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، حدثنا أبي هارون بن عبد الله، حدثنا أصرم بن حوشب، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَأَشَارَ إِلَيَّ مَا صَنَعْتَ؟ وأومأ هشام بيده كيف صنع.
هارون بن اسحاق الهمداني أبو القاسم روى عن عبد السلام بن
حرب وابى خالد الاحمر وابى بكر بن عياش ومحمد بن عبد الوهاب السكرى ومطلب بن زياد ومعتمر بن سليمان وعبد الله بن رجاء المكي روى عنه أبي وأبو زرعة، وكتبت عنه.
نا عبد الرحمن قال سمعت على ابن الحسين بن الجنيد يقول: كان محمد بن عبد الله بن نمير يبجله.
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول: هارون بن اسحاق الهمداني صدوق.
حرب وابى خالد الاحمر وابى بكر بن عياش ومحمد بن عبد الوهاب السكرى ومطلب بن زياد ومعتمر بن سليمان وعبد الله بن رجاء المكي روى عنه أبي وأبو زرعة، وكتبت عنه.
نا عبد الرحمن قال سمعت على ابن الحسين بن الجنيد يقول: كان محمد بن عبد الله بن نمير يبجله.
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول: هارون بن اسحاق الهمداني صدوق.
هَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، المُعَمَّرُ، أَبُو القَاسِمِ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ.
وُلِدَ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ: المُطَّلِبَ بنَ زِيَادٍ، وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَحَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ، وَطَبَقَتَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَبَدْرُ
بنُ الهَيْثَمِ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ يُجِلُّهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ قَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الخَالِقِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الفَقِيْهِ: أَخْبَرَكُمُ الإِمَامُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الخَطَّابِ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ سَعْدِ بنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -: (المَعْرُوْفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ اللهَ صَانِعُ كُلِّ صَانِعٍ وَصَنْعَتِهُ، وَإِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ بِهِ أَهْلُ الجَاهِليَّةِ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ) .
رَوَاهُ: مُسْلِمٌ.
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، المُعَمَّرُ، أَبُو القَاسِمِ الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ.
وُلِدَ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَسَمِعَ: المُطَّلِبَ بنَ زِيَادٍ، وَمُعْتَمِرَ بنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ، وَسُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَحَفْصَ بنَ غِيَاثٍ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ، وَطَبَقَتَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَبَدْرُ
بنُ الهَيْثَمِ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالقَاضِي المَحَامِلِيُّ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ يُجِلُّهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ قَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ.
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الخَالِقِ بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الفَقِيْهِ: أَخْبَرَكُمُ الإِمَامُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الخَطَّابِ نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ سَعْدِ بنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -: (المَعْرُوْفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ اللهَ صَانِعُ كُلِّ صَانِعٍ وَصَنْعَتِهُ، وَإِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ بِهِ أَهْلُ الجَاهِليَّةِ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ) .
رَوَاهُ: مُسْلِمٌ.