Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154368#bff02a
ناتل بن قيس بن زيد بن حباء
ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن حبيب بن ذبيان بن عوف الجذامي من أهل فلسطين.
وإنما سمي جذام جذاماً لأنه جذمت إصبع من أصابعه.
وكان قيس سيداً وفد إلى سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم، وعقد له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بني سعد بن مالك بن أفصى، وابنه ناتل جذام بالشام، وشهد ناتل صفين مع معاوية، وكان يومئذ على لخم وجذام.
وناتل: بالتاء معجمة من فوقها بنقطتين، شامي.
قال سليمان بن يسار: تفرق الناس على أبي هريرة، فقال له ناتل أخو أهل الشام: يا أبا هريرة، حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أول الناس يقضى فيه يوم القيامة رجل أتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ فقال: قاتلت في سبيلك حتى استشهدت؛ فقال: كذبت، إنما أردت أن يقال: فلان جريء، فقد قيل، فأمر به، فسحت على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم والقرآن، فأتى به الله، فعرفه نعمه؛ فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وقرأت القرآن، وعلمته، قيل: فقال: كذبت، إنما أردت أن يقال: فلان عالم، وفلان قارئ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل آتاه الله من أنواع المال، فأتى به الله فعرفه نعمه، فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ فقال: ما تركت - ذكر كلمة معناها: من سبيل - تحب أن ينفق فيه إلا أنفقه فيه لك قال: كذبت، إنما أردت أن يقال: فلان جواد، فقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ".
حدث الوليد بن هشام، قال: وقع موتان في دمشق فخرج معاوية ومعه زمل بن عمرو وناتل بن قيس، قال همام بن قبيصة النميري: فأقبلت على بغلتي، فأدخلت رأسها بين معاوية وبين زمل، فضن بمكانه، ففعلت مثل ذلك بناتل، فضن بمكانه، فأرسلت عنانها خلفهم، فسمعته يقول: أنا أحدثكم عن سلفنا: ذهب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفضل لا يوصف، ثم ولي أبو بكر، فلم يرد الدنيا، ولم ترده، ثم ولي عمر فأرادته الدنيا ولم يردها، ثم ولي عثمان فأرادته الدنيا وأرادها، ونالت منه، ونال منها، وايم الله، ما بلغ أحسن عملي الذي أحمد عليه ذنب عثمان الذي قتل عليه، ثم مضى، فلما أشرف على الغوطة قال: ويل أمها بستان رجل، فقلت: أرأيت أمير المؤمنين؟ يعني: لا أشبع الله بطنك تمنى الغوطة! قال: يا جباً هذه نمير تعارني في الغوطة.
بلغ معاوية في ليلة أن قيصر يعد له في الناس، وأن ناقل بن قيس الجذامي غلب على فلسطين، وأخذ بيت مالها، وأن المصريين الذي كان سجنهم هربوا، وأن علي بن أبي طالب قصد له في الناس؛ فقال لمؤذنه أذن، هذه الساعة وذلك نصف الليل، فجاءه عمرو بن العاصي، فقال: لم أرسلت إلي؟ قال: ما أرسلت إليك! قال: ما أذن المؤذن هذه الساعة إلا من أجلي، قال: رميت بالقسي الأربع.
قال عمرو: أما قولك: الذين خرجوا من سجنك، فهم في سجن الله، وهم سراة لا رحلة لهم، فاجعل لمن أتاك برجل منهم أو برأسه ديته، فإنك ستوفى بهم، وانظر قيصر فوادعه وأعطه مالاً وحللاً من حلل مصر حتى يرضى منك بذلك، وانظر ناتل بن قيس فلعمري ما أغضبه الدين، وما أراد غلا ما أصاب، فاكتب إليه فهبه ذلك، فإن كانت لك قدرت عليه، وإن لم تكن لك فاجعل حدك وحديدك لهذا الذي عنده دم ابن عمك.
قال: وكان القوم كلهم خرجوا من سجنه غير ابن أبرهة بن الصباح، فقال معاوية: ما منعك أن تخرج مع أصحابك؟ قال: ما منعني عنه بغض لعلي ولا حب لك، ولكن ما أقدر عليه، فخلى عنه.
قال يعقوب: سار ناتل بن قيس في أربعة آلاف من قبل ابن الزبير.
وقيل: إن ناتل نزل أرض فلسطين، وقيل: نزل أجنادين فالتقى القوم، فقتل ناتل وابنه ووجوه فرسان عسكره.
قال الليل: ففي سنة وستين غزوة بطنان، ومقتل ناتل.
قالوا: وفيها مقتل عبيد الله بن زياد وأصحابه.