منصور بن محمد المهدي
ابن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي وفي إمرة دمشق في أيام الأمين سنة ثلاث وتسعين ومئة، وولي البصرة في أيام الرشيد، ودعي إلى أن يبايع بالخلافة في أيام المأمون فأبى.
حدث عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الباس وصيتي ووارثي.
قال منصور بن المهدي: حدثني أعمامي قال: كان المنصور يقول لبنيه: يا بني، اغسلوا أيديكم قبل الطعام فإنه أمنة من الفقر.
دخل منصور بن المهدي يوماً على المأمون وعنده جماعة يتكلمون في الفقه، فقال له: ما عندك فيما يقول هؤلاء؟ قال: يا أمير المؤمنين! أغفلونا في الحداثة، وشغلنا الطلب عند الكبر من اكتساب الأدب. قال: لم لا تطبه اليوم وأنت في كفاية؟ قال: أو يحسن بمثلي طلب العلم؟ فقال له المأمون: والله لأن تموت طالباً للعلم خير من أن تعيش قانعاً بالجهل. قال: يا أمير المؤمنين! إلى متى يحسن؟ قال: ما حسنت بك الحياة؛ يا منصور! اتق الله في نفسك ولا ترض بهذا، فإنه يقصر بك في المجالس، ويصغرك في أعين من يراك ويزري بك.
وحدث يزيد بن مرثد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أراد العافية ملأ الله حضنيه عافية، ومن أراد البلاء ملأ الله حضنيه بلاء.
وحدث بهذا الحديث منصور بن المهدي.
كان أهل دمشق قد ثاروا بمنصور بن المهدي مرة بعد مرة، إحداهن في القلة التي فقدت من مسجدهم، وكان منصور يتولى دمشق لمحمد الأمين، وكان الأمين يعجبه البلور، فدس من سرق قلة دمشق - وكانت من بلور - فلما رأى إمام جامع دمشق مكانها فارغاً انفتل من الصلاة وجاء إلى وسط القبة الكبيرة التي بحذاء المحراب، وأخذ قلنسوته، وضرب بها الأرض وصاح بأعلى صوته: سرقت قلتكم. فقال الناس: لا صلاة بعد القلة. فصارت مثلاً.
وكان منصور هو الذين أمر داود بن عيسى صاحب شرطة دمشق فأخذ القلة بعث با إلى محمد الأمين؛ ووقع في دمشق فتن بسبب القلة وغيرها. فولى محمد الأمين سليمان بن أبي جعفر دمشق وأعمالها، ورجع منصور بن المهدي إلى بغداد، ولما انقضت أيام الأمين، فصارت الخلافة إلى المأمون وجه عبد الله بن طاهر إلى دمشق،
ووجه إسحاق بن إبراهيم معه، فلما ودع المأمون قال له: خذ هذه القلة التي سرقها ابن عمك من مسجد دمشق فردها عليهم. قال: فردتها عليهم ظاهراً مكشوفاً، وإنما أراد المأمون بذلك الشنعة على أخيه الأمين.
وعن محمد بن عمر أن منصور بن المهدي عسكر بكلواذى سنة إحدى ومئتين. وسمي المرتضى، ودعي له على المنابر، وسلم عليه بالخلافة، فأبى ذلك وقال: أنا خليفة أمير المؤمنين المأمون حتى يقدم.
وذكر وكيع بن خلف أنه رأى دنانير ضربت لمنصور بن المهدي في سنة إحدى ومئتين عليها كانت زعم مردودة، فلما ضعف منصور عن قبول ما دعي إليه من ذلك عدل بالأمر إلى إبراهيم بن المهدي فبايع الناس له بالخلافة، وسموه المبارك، وخلعوا المأمون.
وأم منصور بن المهدي أم ولد يقال لها بحرية. وكان المأمون عقد العهد بعده لعلي بن موسى الرضا، وعظم ذلك على العباسيين ببغداد.
توفي منصور بن المهدي سنة ست وثلاثين ومئتين.
ابن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي وفي إمرة دمشق في أيام الأمين سنة ثلاث وتسعين ومئة، وولي البصرة في أيام الرشيد، ودعي إلى أن يبايع بالخلافة في أيام المأمون فأبى.
حدث عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الباس وصيتي ووارثي.
قال منصور بن المهدي: حدثني أعمامي قال: كان المنصور يقول لبنيه: يا بني، اغسلوا أيديكم قبل الطعام فإنه أمنة من الفقر.
دخل منصور بن المهدي يوماً على المأمون وعنده جماعة يتكلمون في الفقه، فقال له: ما عندك فيما يقول هؤلاء؟ قال: يا أمير المؤمنين! أغفلونا في الحداثة، وشغلنا الطلب عند الكبر من اكتساب الأدب. قال: لم لا تطبه اليوم وأنت في كفاية؟ قال: أو يحسن بمثلي طلب العلم؟ فقال له المأمون: والله لأن تموت طالباً للعلم خير من أن تعيش قانعاً بالجهل. قال: يا أمير المؤمنين! إلى متى يحسن؟ قال: ما حسنت بك الحياة؛ يا منصور! اتق الله في نفسك ولا ترض بهذا، فإنه يقصر بك في المجالس، ويصغرك في أعين من يراك ويزري بك.
وحدث يزيد بن مرثد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أراد العافية ملأ الله حضنيه عافية، ومن أراد البلاء ملأ الله حضنيه بلاء.
وحدث بهذا الحديث منصور بن المهدي.
كان أهل دمشق قد ثاروا بمنصور بن المهدي مرة بعد مرة، إحداهن في القلة التي فقدت من مسجدهم، وكان منصور يتولى دمشق لمحمد الأمين، وكان الأمين يعجبه البلور، فدس من سرق قلة دمشق - وكانت من بلور - فلما رأى إمام جامع دمشق مكانها فارغاً انفتل من الصلاة وجاء إلى وسط القبة الكبيرة التي بحذاء المحراب، وأخذ قلنسوته، وضرب بها الأرض وصاح بأعلى صوته: سرقت قلتكم. فقال الناس: لا صلاة بعد القلة. فصارت مثلاً.
وكان منصور هو الذين أمر داود بن عيسى صاحب شرطة دمشق فأخذ القلة بعث با إلى محمد الأمين؛ ووقع في دمشق فتن بسبب القلة وغيرها. فولى محمد الأمين سليمان بن أبي جعفر دمشق وأعمالها، ورجع منصور بن المهدي إلى بغداد، ولما انقضت أيام الأمين، فصارت الخلافة إلى المأمون وجه عبد الله بن طاهر إلى دمشق،
ووجه إسحاق بن إبراهيم معه، فلما ودع المأمون قال له: خذ هذه القلة التي سرقها ابن عمك من مسجد دمشق فردها عليهم. قال: فردتها عليهم ظاهراً مكشوفاً، وإنما أراد المأمون بذلك الشنعة على أخيه الأمين.
وعن محمد بن عمر أن منصور بن المهدي عسكر بكلواذى سنة إحدى ومئتين. وسمي المرتضى، ودعي له على المنابر، وسلم عليه بالخلافة، فأبى ذلك وقال: أنا خليفة أمير المؤمنين المأمون حتى يقدم.
وذكر وكيع بن خلف أنه رأى دنانير ضربت لمنصور بن المهدي في سنة إحدى ومئتين عليها كانت زعم مردودة، فلما ضعف منصور عن قبول ما دعي إليه من ذلك عدل بالأمر إلى إبراهيم بن المهدي فبايع الناس له بالخلافة، وسموه المبارك، وخلعوا المأمون.
وأم منصور بن المهدي أم ولد يقال لها بحرية. وكان المأمون عقد العهد بعده لعلي بن موسى الرضا، وعظم ذلك على العباسيين ببغداد.
توفي منصور بن المهدي سنة ست وثلاثين ومئتين.