مقاتل بن سليمان أبو الحسن البلخي
صاحب التفسير.
حدث عن ثابت البناني بسنده إلى كعب بن عجرة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من جاء بالحسنة فله خير منها " لا إله إلا الله، والسيئة: الشرك. قال: فهذه تنجي وهذه تردي.
وحدث عن ابن الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تؤكل التمرتين جميعاً.
وحدث مقاتل عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قالوا للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسول الله! استخلف علينا بعدك رجلاً نعرفه وننهي إليه أمرنا، فإنا لا ندري ما يكون بعدك. فقال: إن استعملت عليكم رجلاً فأمركم بطاعة الله فعصيتموه كان معصيته معصيتي، ومعصيتي معصية الله؛ وإن أمركم بمعصية الله فأطعتموه كانت لكم الحجة علي يوم القيامة. ولكن أكلكم إلى الله.
جلس مقاتل بن سليمان في مسجد بيروت فقال: لا تسألوني عن شئ مما دون العرش إلا أنبأتكم به.
وكان مقاتل حافظاً للتفسير، وكان لا يضبط الإسناد، وأصله من بلخ، ولم يكن في الحديث بذاك.
كان أبو جعفر المنصور جالساً، فألح عليه ذباب يقع على وجهه، وألح في الوقوع مراراً حتى أضجره فقال: انظروا من بالباب. فقيل: مقاتل بن سليمان. فقال: علي به. فلما دخل قال له: هل تعلم لماذا خلق الله الذباب؟ قال نعم، ليذل الله به الجبارين. فسكت المنصور.
قال أبو نصير: صحبت مقاتل بن سليمان ثلاث عشرة سنة فما رأيته لبس قميصاً قط إلا لبس تحته صوفاً.
قال عبد المجيد من أهل مرو: سألت مقاتل بن حيان قلت: يا أبا بسطام، أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان؟ قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور.
ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد الله، فأخذه عبد الله منه وقال: دعه. فلما ذهب يسترده. قال: يا أبا عبد الرحمن، كيف رأيت؟ قال: يا له من علم؟ لو كان له إسناد.
قال سفيان: سمعت مسعراً يقول لرجل: كيف رأيت الرجل؟ يعني مقاتلاً إن كان ما يجئ به علماً فما أعلمه!.
الرجل هو حماد بن عمرو.
قال أبو الحارث الجوزجاني: حكي لي عن الشافعي أنه قال: الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل في التفسير؛ وعلى زهير بن أبي سلمة في الشعر؛ وعلى أبي حنيفة في الكلام.
وعن الشافعي قال: من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك، ومن أحب الجدب فعليه بأصحاب أبي حنيفة، ومن أحب التفسير فعليه بمقاتل.
وكان الشافعي يقول: كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه.
وزاد في آخر: ومن أراد التجر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق، ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال الكسائي.
قال يحيى بن شبل: قال لي عباد بن كثير: ما يمنعك من مقاتل؟ قال: قلت إن أهل بلادنا كرهوه. قال: فلا تكرهنه، فما بقي أحد أعلم بكتاب الله تعالى منه.
قيل لحماد بن أبي حنيفة: إن مقاتلاً أخذ التفسير عن الكلبي. قال: كيف يكون هذا وهو أعلم بالتفسير من الكلبي؟!.
قعد مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عما دون العرش إلى لوناثا فقال له رجل: آدم
حيث حج من حلق رأسه؟ فقال: ليس هذا من عملكم ولكن الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي.
وفي رواية: أنه قام إليه رجل فقال: أرأيت الذرة أو النملة معاها في مقدمها أو مؤخرها؟ فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له. قال سفيان: فظننت أنها عقوبة عوقب بها.
سئل ابن المبارك عن مقاتل بن سليمان وأبي شيبة الواسطي؟ فقال: ارم بهما، ومقاتل بن سليمان ما أحسن تقسيره لو كان ثقة!.
قال يحيى بن شبل: كنت جالساً عند مقاتل بن سليمان فجاء شاب فسأله: ما تقول في قول الله تعالى: " كل شيء هالك إلا وجهه "؟ قال: فقال مقاتل: هذا جممي. فقال: ما أدري ما جهم، إن كان عندي علم فيما أقول وإلا فقل لا أدري. قال: ويحك! إن جهماً والله ما حج هذا البيت، ولا جالس العلماء إنما كان رجلاً أعطي لساناً، وقوله تعالى: " كل شيء هالك إلا وجهه " إنما هو كل شيء فيه الروح، كما قال هاهنا لملكه سبأ " وأوتيت من كل شيء " لم تؤت إلا ملك بلادها، وكما قال: " وآتيناه من كل شيء سبباً " لم يؤت إلا ما في يده من الملك، ولم يدع في القرآن كل شئ، وكل شيء إلا سرد علينا.
سئل وكيع عن كتاب التفسير عن مقاتل بن سليمان فقال: لا تنظر فيه. قال: ما أصنع به؟ قال: ادفنه. ثم قال: أليس زعموا أنه كان يفظ؟ كنا نأتيه فيحدثنا، ثم نأتيه بعد أيام فيقلب الإسناد والحديث.
وقيل عن وكيع أنه قال: كان مقاتل بن سليمان كذاباً.
سأل الخليفة مقاتلاً: بلغني أنك تشبه. فقال: إنما أقول: " قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد " فمن قال غير ذلك فقد كذب.
قال أحمد بن سيار بن أيوب يقول: مقاتل بن سليمان من أهل بلخ، تحول إلى مرو، ومات بالعراق، وهو تهم متروك الحديث، مهجور القول؛ وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه.
قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير - يعني في البدعة والكذب -: جهم بن صفوان، وعمر بن صبح، ومقاتل بن سليمان.
قال أبو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل، ومقاتل مشبه. وقال مرة عنهما: كلاهما مفرط، أفرك جهم حتى قال: إنه ليس بشيء؛ وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه.
قال خارجة بن مصعب: كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا فاسقين فاجرين.
قال خارجة: لم أستحل دم يهودي ولا ذمي، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني فيه أحد لقتلته.
قيل لمقاتل: سمعت من الضحاك؟ قال: ربما أغلق علي وعليه باب. قال سفيان: ينبغي أن يكون أغلق عليهما باب المدينة.
قال جوبير: مات الضحاك ومقاتل بن سليمان له قرطان وهو في الكتاب.
وعن المحاربي قال: مقاتل روى عنه المحابي، يقال: مقاتل دوال دوز.
قال ابن عيينة: سمعت مقاتلاً يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومئة فاعلموا أني كذاب.
سكتوا عنه، ولم يذكره البخاري.
وقال الخطيب: المحفوظ ابن دوال دوز هو ابن حيان لا ابن سليمان.
قال عبد الصمد بن عبد الوارث: قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح، ثم حدثنا بتلك الأحاديث نفسها عن الضحاك بن مزاحم، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب فقلنا له: ممن سمعتها؟ قال: عنهم كلهم. ثم قال بعد: لا والله ما أدري ممن سمعتها. قال: ولم يكن بشيء.
قال الوليد: سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء، فكان يحدثني بأحاديث، كل واحد ينقض الآخر، فقلت: بأيهم آخذ؟ قال: بأيهم شئت.
قال عبيد الله كاتب المهدي:
لما أتانا نعي مقاتل اشتد ذلك علي، فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر فقال: لا يكبر عليك، فإنه كان يقول لي: انظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه.
قال أبو عبيد الله: قال لي المهدي الأموي: ألا ترى ما يقول لي هذا؟ يعني مقاتلاً - قال: إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس. قال: قلت لا حاجة لي فيها.
وعن ما لم: أنه بلغه ن مقاتلاً جاءه إنسان فقال به: إن إنساناً سألني: ما لون كلب أصحاب الكف؟ فلم أدر ما أقول له. فقال له مقاتل: ألا قلت هو أبقع، فلو قتله لم تجد أحداً يرد عليك قولك.
قال نعيم بن حماد: أول ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا، قال للرجل: يا مائق، لو قلت أصفر أو كذا أو كذا، من كان يرد عليك!.
قال السعدي: مقاتل بن سليمان كان دجالاً.
جلس مقاتل بن سليمان في مسجد بيروت فقال: لا تسألوني عن شيء مادون العرش إلا أنبئكم عنه. فقال الأوزاعي لرجل: قم إليه فاسأله، ما ميراثه من جدته. فحار ولم يكن عنده جواب، فما بات فيها إلا ليلة، ثم خرج بالغداة.
قال عبد الله بن المبارك: سمعت مقاتل بن سليمان يقول: الأم أحق بالصلة، والأب بالطاعة.
وقيل: إن ابني المبارك لم يرو عن مقاتل إلا هذين الحرفين.
وقال الكلبي: مقاتل يكذب علي.
وقال وكيع: كان مقاتل كاذباً.
قالوا: وكان مقاتل قاصاً، فترك الناس حديثه.
قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: الكذابون المعرفون بوضع الحديث على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن شعيب يعرف بالمصلوب بالشام.
توفي مقاتل بن سليمان في سنة خمسين ومئة.
صاحب التفسير.
حدث عن ثابت البناني بسنده إلى كعب بن عجرة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من جاء بالحسنة فله خير منها " لا إله إلا الله، والسيئة: الشرك. قال: فهذه تنجي وهذه تردي.
وحدث عن ابن الزبير عن جابر قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تؤكل التمرتين جميعاً.
وحدث مقاتل عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قالوا للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسول الله! استخلف علينا بعدك رجلاً نعرفه وننهي إليه أمرنا، فإنا لا ندري ما يكون بعدك. فقال: إن استعملت عليكم رجلاً فأمركم بطاعة الله فعصيتموه كان معصيته معصيتي، ومعصيتي معصية الله؛ وإن أمركم بمعصية الله فأطعتموه كانت لكم الحجة علي يوم القيامة. ولكن أكلكم إلى الله.
جلس مقاتل بن سليمان في مسجد بيروت فقال: لا تسألوني عن شئ مما دون العرش إلا أنبأتكم به.
وكان مقاتل حافظاً للتفسير، وكان لا يضبط الإسناد، وأصله من بلخ، ولم يكن في الحديث بذاك.
كان أبو جعفر المنصور جالساً، فألح عليه ذباب يقع على وجهه، وألح في الوقوع مراراً حتى أضجره فقال: انظروا من بالباب. فقيل: مقاتل بن سليمان. فقال: علي به. فلما دخل قال له: هل تعلم لماذا خلق الله الذباب؟ قال نعم، ليذل الله به الجبارين. فسكت المنصور.
قال أبو نصير: صحبت مقاتل بن سليمان ثلاث عشرة سنة فما رأيته لبس قميصاً قط إلا لبس تحته صوفاً.
قال عبد المجيد من أهل مرو: سألت مقاتل بن حيان قلت: يا أبا بسطام، أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان؟ قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور.
ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد الله، فأخذه عبد الله منه وقال: دعه. فلما ذهب يسترده. قال: يا أبا عبد الرحمن، كيف رأيت؟ قال: يا له من علم؟ لو كان له إسناد.
قال سفيان: سمعت مسعراً يقول لرجل: كيف رأيت الرجل؟ يعني مقاتلاً إن كان ما يجئ به علماً فما أعلمه!.
الرجل هو حماد بن عمرو.
قال أبو الحارث الجوزجاني: حكي لي عن الشافعي أنه قال: الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل في التفسير؛ وعلى زهير بن أبي سلمة في الشعر؛ وعلى أبي حنيفة في الكلام.
وعن الشافعي قال: من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك، ومن أحب الجدب فعليه بأصحاب أبي حنيفة، ومن أحب التفسير فعليه بمقاتل.
وكان الشافعي يقول: كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه.
وزاد في آخر: ومن أراد التجر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق، ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال الكسائي.
قال يحيى بن شبل: قال لي عباد بن كثير: ما يمنعك من مقاتل؟ قال: قلت إن أهل بلادنا كرهوه. قال: فلا تكرهنه، فما بقي أحد أعلم بكتاب الله تعالى منه.
قيل لحماد بن أبي حنيفة: إن مقاتلاً أخذ التفسير عن الكلبي. قال: كيف يكون هذا وهو أعلم بالتفسير من الكلبي؟!.
قعد مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عما دون العرش إلى لوناثا فقال له رجل: آدم
حيث حج من حلق رأسه؟ فقال: ليس هذا من عملكم ولكن الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي.
وفي رواية: أنه قام إليه رجل فقال: أرأيت الذرة أو النملة معاها في مقدمها أو مؤخرها؟ فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له. قال سفيان: فظننت أنها عقوبة عوقب بها.
سئل ابن المبارك عن مقاتل بن سليمان وأبي شيبة الواسطي؟ فقال: ارم بهما، ومقاتل بن سليمان ما أحسن تقسيره لو كان ثقة!.
قال يحيى بن شبل: كنت جالساً عند مقاتل بن سليمان فجاء شاب فسأله: ما تقول في قول الله تعالى: " كل شيء هالك إلا وجهه "؟ قال: فقال مقاتل: هذا جممي. فقال: ما أدري ما جهم، إن كان عندي علم فيما أقول وإلا فقل لا أدري. قال: ويحك! إن جهماً والله ما حج هذا البيت، ولا جالس العلماء إنما كان رجلاً أعطي لساناً، وقوله تعالى: " كل شيء هالك إلا وجهه " إنما هو كل شيء فيه الروح، كما قال هاهنا لملكه سبأ " وأوتيت من كل شيء " لم تؤت إلا ملك بلادها، وكما قال: " وآتيناه من كل شيء سبباً " لم يؤت إلا ما في يده من الملك، ولم يدع في القرآن كل شئ، وكل شيء إلا سرد علينا.
سئل وكيع عن كتاب التفسير عن مقاتل بن سليمان فقال: لا تنظر فيه. قال: ما أصنع به؟ قال: ادفنه. ثم قال: أليس زعموا أنه كان يفظ؟ كنا نأتيه فيحدثنا، ثم نأتيه بعد أيام فيقلب الإسناد والحديث.
وقيل عن وكيع أنه قال: كان مقاتل بن سليمان كذاباً.
سأل الخليفة مقاتلاً: بلغني أنك تشبه. فقال: إنما أقول: " قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد " فمن قال غير ذلك فقد كذب.
قال أحمد بن سيار بن أيوب يقول: مقاتل بن سليمان من أهل بلخ، تحول إلى مرو، ومات بالعراق، وهو تهم متروك الحديث، مهجور القول؛ وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه.
قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير - يعني في البدعة والكذب -: جهم بن صفوان، وعمر بن صبح، ومقاتل بن سليمان.
قال أبو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل، ومقاتل مشبه. وقال مرة عنهما: كلاهما مفرط، أفرك جهم حتى قال: إنه ليس بشيء؛ وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه.
قال خارجة بن مصعب: كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا فاسقين فاجرين.
قال خارجة: لم أستحل دم يهودي ولا ذمي، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني فيه أحد لقتلته.
قيل لمقاتل: سمعت من الضحاك؟ قال: ربما أغلق علي وعليه باب. قال سفيان: ينبغي أن يكون أغلق عليهما باب المدينة.
قال جوبير: مات الضحاك ومقاتل بن سليمان له قرطان وهو في الكتاب.
وعن المحاربي قال: مقاتل روى عنه المحابي، يقال: مقاتل دوال دوز.
قال ابن عيينة: سمعت مقاتلاً يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومئة فاعلموا أني كذاب.
سكتوا عنه، ولم يذكره البخاري.
وقال الخطيب: المحفوظ ابن دوال دوز هو ابن حيان لا ابن سليمان.
قال عبد الصمد بن عبد الوارث: قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح، ثم حدثنا بتلك الأحاديث نفسها عن الضحاك بن مزاحم، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب فقلنا له: ممن سمعتها؟ قال: عنهم كلهم. ثم قال بعد: لا والله ما أدري ممن سمعتها. قال: ولم يكن بشيء.
قال الوليد: سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء، فكان يحدثني بأحاديث، كل واحد ينقض الآخر، فقلت: بأيهم آخذ؟ قال: بأيهم شئت.
قال عبيد الله كاتب المهدي:
لما أتانا نعي مقاتل اشتد ذلك علي، فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر فقال: لا يكبر عليك، فإنه كان يقول لي: انظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه.
قال أبو عبيد الله: قال لي المهدي الأموي: ألا ترى ما يقول لي هذا؟ يعني مقاتلاً - قال: إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس. قال: قلت لا حاجة لي فيها.
وعن ما لم: أنه بلغه ن مقاتلاً جاءه إنسان فقال به: إن إنساناً سألني: ما لون كلب أصحاب الكف؟ فلم أدر ما أقول له. فقال له مقاتل: ألا قلت هو أبقع، فلو قتله لم تجد أحداً يرد عليك قولك.
قال نعيم بن حماد: أول ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا، قال للرجل: يا مائق، لو قلت أصفر أو كذا أو كذا، من كان يرد عليك!.
قال السعدي: مقاتل بن سليمان كان دجالاً.
جلس مقاتل بن سليمان في مسجد بيروت فقال: لا تسألوني عن شيء مادون العرش إلا أنبئكم عنه. فقال الأوزاعي لرجل: قم إليه فاسأله، ما ميراثه من جدته. فحار ولم يكن عنده جواب، فما بات فيها إلا ليلة، ثم خرج بالغداة.
قال عبد الله بن المبارك: سمعت مقاتل بن سليمان يقول: الأم أحق بالصلة، والأب بالطاعة.
وقيل: إن ابني المبارك لم يرو عن مقاتل إلا هذين الحرفين.
وقال الكلبي: مقاتل يكذب علي.
وقال وكيع: كان مقاتل كاذباً.
قالوا: وكان مقاتل قاصاً، فترك الناس حديثه.
قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: الكذابون المعرفون بوضع الحديث على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن شعيب يعرف بالمصلوب بالشام.
توفي مقاتل بن سليمان في سنة خمسين ومئة.