معقل بْن سِنَان بْن مظهر بْن عركي بْن فتيَان الْأَشْجَعِيّ كنيته أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَيُقَال أَبُو يزِيد شهد فتح مَكَّة مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ سلم وَقد قيل أَبُو سِنَان سكن الْكُوفَة وَقتل يَوْم الْحرَّة صبرا تولى قَتله يَوْمئِذٍ نَوْفَل بْن مساحق فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة وَكَثِيرًا مَا كَانَ يستنقص يزِيد بْن مُعَاوِيَة فَلذَلِك قتل
معقل بن سنان بن مظهر بن عركي
ابن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع أبو محمد ويقال أبو سنان ويقال أبو عيسى ويقال أبور.... الأشجعي له صحبة، قدم دمشق على يزيد بن معاوية، ورجع إلى المدينة ساخطاً على يزيد، وخلعه، وكان مع أهل الحرة وقتل بها.
وعن عبد الله بن مسعود أنه قضى برأيه في امرأة مات زوجها، وكان تزوجها ولم يفرض لها شيئاً، أن لها
مثل صداق نسائها ولها ميراث وعليها العدة؛ ولم يكن سمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم المدينة فلقي معقل بن سنان فسأله عبد الله بن مسعود: كيف قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بروع بنت واشق الأشجعية التي مات زوجها في القليب، وكان تزوجها ولم يفرض لها شيئاً؟ فأخبره معقل بن سنان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى مثل قضائه، فقال عبد الله: الحمد لله الذي وفقني لقضائه.
قال أبو سعيد: ما خلق الله بروع بنت واشق قط، ولم يقدم معقل بن سنان الأشجعي قط الكوفة.
وشهد معقل الفتح مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان شاباً طرياً، وقتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، فقال الشاعر: من الطويل
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان
وقدم معقل المدينة في زمن عمر، ونفاه عمر عن المدينة لما قيل فيه، وكان جميلاً: من الطويل
أعوذ برب الناس من شر معقل ... إذا معقل راح البقيع مرجلا
فبلغ ذلك عمر فنفاه، وكانت له وفرة، فبعث إليه عمر فضم شعره. وكان معقل بن
سنان على المهاجرين يوم الحرة فقتله مسرف بن عقبة المري.
وعركي: بفتح العين والراء وكسر الكاف وآخره ياء مشددة.
ومظهر بظاء معجمة وهاء مشددة مكسورة.
وكان الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بعث معقل بن سنان ببيعة يزيد بن معاوية، فاجتمع معقل بن سنان ومسلم بن عقبة الذي يعرف بمسرف فقال معقل - وكان آنسه وحادثة إلى أن ذكر معقل يزيد بن معاوية فقال -: إني خرجت كارهاً لبيعة هذا الرجل، وقد كان من القضاء والقدر خروجي إليه، رجل يشرب الخمر وينكح الحرم! ونال منه فلم يترك، ثم قال لمسرف: أحببت أن أضع ذلك عندك. فقال مسرف: أما أن أذكر ذلك لأمير المؤمنين يومي هذا فلا والله لا أفعل، ولكن لله عهد علي وميثاق أن لا تمكني يداي منك ولي عليك مقدرة، إلا ضربت الذي فيه عيناك.
فلما قدم مسرف المدينة، وأوقع بهم أيام الحرة وكان معقل يومئذ صاحب المهاجرين، فأتي به مسرف مأسوراً فقال له: يا معقل، أعطشت؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير قال: خوضوا له شربة بلوز. فخاضوها له، فشرب، فقال له: أشربت ورويت؟ قال: نعم. قال: أما والله لا تستهنئ بها، يا مفرج، قم فاضرب عنقه، ثم قال: اجلس. ثم قال لنوفل بن مساحق: قم فاضرب عنقه. فقام إليه فضرب عنقه. ثم قال: ما كنت لأدعك بعد كلام سمعته منك تطعن فيه على إمامك. فقتله صبراً.
وقيل: إن مسلماً لما دعا الناس إلى البيعة قال: يا ليت شعري، ما فعل معقل بن سنان؟ وكان له مصافياً، فخرج ناس من أشجع يطلبونه، فأصابوه في قصر العرصة، وقيل أصابوه في جبل أحد، فقالوا له: الأمير يسأل عنك، فارجع إليه. قال: أنا أعلم
به منكم، إنه قاتلي. قالوا: كلا. فأقبل معهم، فقال له مسلم: أهلاً بأبي محمد، أظنك ظمآناً، وأظن هؤلاء أتعبوك. قال: أجل. قال: شوبوا له عسلاً بثلج، من العسل الذي حملتموه لنا من حوارين. فسقوه فقال: سقاك الله أيها الأمير من شراب الجنة. قال: لا جرم والله لا تشرب بعدها - لا أم لك - شراباً حتى تشرب من حميم جهنم. قال: أنشدك الله والرحم. قال: ألست القائل ليلة لقيتك بطبرية وأنت منصرف من عند أمير المؤمنين، وقد أحسن جائزتك: سرنا شهراً وحسرنا ظهراً ورجعنا صفراً، نرجع إلى المدينة، فنخلع الفاسق شارب الخمر، ونبايع رجلاً من المهاجرين أو أبناء المهاجرين؟ يا تيس أشجع! فيم غطفان وأشجع من الخلع والتأمير؟! إني عاهدت الله لا ألقاك في حرب أقدر فيها على قتلك إلا قتلتك. وأمر به فقتل، وقال لعمرو بن محرز: واره. فقال: تقتله أنت وأواريه أنا!؟ قال: نعم.
قالوا: ولما أمر مسلم بقتل معقل قال: أسألك بالرحم. قال: ما عذري عند أمير المؤمنين إذاً؛ أن أقتل بني عمه وتركت بني عمي؟ وقتله. فقال عاصم الأشجعي يرثي معقلاً: من الطويل
وقائلة تبكي بعين سخينة ... جزى الله خيراً معقل بن سنان
فتى كان غيثاً للفقير ومعقلاً ... حريزاً لما يخشى من الحدثان
وقال يذم عمرو بن محرز إذ ترك دفنه: من الطويل
بني محرز هلا دفنتم أخاكم ... ولم تتركوه للضباع الخواضع
تلعبتم جهلاً بلحم ابن عمكم ... وأسلمتوه للسيوف القواطع
تعاوره أرماحكم وسيوفكم ... وتلك لعمر الله إحدى البدائع
وقال أرطاة بن سهية يرد على عاصم: من الطويل
يعد علينا عاصم قتل معقل ... فما ذنبنا إن كان أجرى وأوضعا
وما ذنبنا إن كان فارس بهمة ... أصاب فلم يترك لرأسك مسمعا
ابن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع أبو محمد ويقال أبو سنان ويقال أبو عيسى ويقال أبور.... الأشجعي له صحبة، قدم دمشق على يزيد بن معاوية، ورجع إلى المدينة ساخطاً على يزيد، وخلعه، وكان مع أهل الحرة وقتل بها.
وعن عبد الله بن مسعود أنه قضى برأيه في امرأة مات زوجها، وكان تزوجها ولم يفرض لها شيئاً، أن لها
مثل صداق نسائها ولها ميراث وعليها العدة؛ ولم يكن سمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم المدينة فلقي معقل بن سنان فسأله عبد الله بن مسعود: كيف قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بروع بنت واشق الأشجعية التي مات زوجها في القليب، وكان تزوجها ولم يفرض لها شيئاً؟ فأخبره معقل بن سنان أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى مثل قضائه، فقال عبد الله: الحمد لله الذي وفقني لقضائه.
قال أبو سعيد: ما خلق الله بروع بنت واشق قط، ولم يقدم معقل بن سنان الأشجعي قط الكوفة.
وشهد معقل الفتح مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان شاباً طرياً، وقتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، فقال الشاعر: من الطويل
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان
وقدم معقل المدينة في زمن عمر، ونفاه عمر عن المدينة لما قيل فيه، وكان جميلاً: من الطويل
أعوذ برب الناس من شر معقل ... إذا معقل راح البقيع مرجلا
فبلغ ذلك عمر فنفاه، وكانت له وفرة، فبعث إليه عمر فضم شعره. وكان معقل بن
سنان على المهاجرين يوم الحرة فقتله مسرف بن عقبة المري.
وعركي: بفتح العين والراء وكسر الكاف وآخره ياء مشددة.
ومظهر بظاء معجمة وهاء مشددة مكسورة.
وكان الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بعث معقل بن سنان ببيعة يزيد بن معاوية، فاجتمع معقل بن سنان ومسلم بن عقبة الذي يعرف بمسرف فقال معقل - وكان آنسه وحادثة إلى أن ذكر معقل يزيد بن معاوية فقال -: إني خرجت كارهاً لبيعة هذا الرجل، وقد كان من القضاء والقدر خروجي إليه، رجل يشرب الخمر وينكح الحرم! ونال منه فلم يترك، ثم قال لمسرف: أحببت أن أضع ذلك عندك. فقال مسرف: أما أن أذكر ذلك لأمير المؤمنين يومي هذا فلا والله لا أفعل، ولكن لله عهد علي وميثاق أن لا تمكني يداي منك ولي عليك مقدرة، إلا ضربت الذي فيه عيناك.
فلما قدم مسرف المدينة، وأوقع بهم أيام الحرة وكان معقل يومئذ صاحب المهاجرين، فأتي به مسرف مأسوراً فقال له: يا معقل، أعطشت؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير قال: خوضوا له شربة بلوز. فخاضوها له، فشرب، فقال له: أشربت ورويت؟ قال: نعم. قال: أما والله لا تستهنئ بها، يا مفرج، قم فاضرب عنقه، ثم قال: اجلس. ثم قال لنوفل بن مساحق: قم فاضرب عنقه. فقام إليه فضرب عنقه. ثم قال: ما كنت لأدعك بعد كلام سمعته منك تطعن فيه على إمامك. فقتله صبراً.
وقيل: إن مسلماً لما دعا الناس إلى البيعة قال: يا ليت شعري، ما فعل معقل بن سنان؟ وكان له مصافياً، فخرج ناس من أشجع يطلبونه، فأصابوه في قصر العرصة، وقيل أصابوه في جبل أحد، فقالوا له: الأمير يسأل عنك، فارجع إليه. قال: أنا أعلم
به منكم، إنه قاتلي. قالوا: كلا. فأقبل معهم، فقال له مسلم: أهلاً بأبي محمد، أظنك ظمآناً، وأظن هؤلاء أتعبوك. قال: أجل. قال: شوبوا له عسلاً بثلج، من العسل الذي حملتموه لنا من حوارين. فسقوه فقال: سقاك الله أيها الأمير من شراب الجنة. قال: لا جرم والله لا تشرب بعدها - لا أم لك - شراباً حتى تشرب من حميم جهنم. قال: أنشدك الله والرحم. قال: ألست القائل ليلة لقيتك بطبرية وأنت منصرف من عند أمير المؤمنين، وقد أحسن جائزتك: سرنا شهراً وحسرنا ظهراً ورجعنا صفراً، نرجع إلى المدينة، فنخلع الفاسق شارب الخمر، ونبايع رجلاً من المهاجرين أو أبناء المهاجرين؟ يا تيس أشجع! فيم غطفان وأشجع من الخلع والتأمير؟! إني عاهدت الله لا ألقاك في حرب أقدر فيها على قتلك إلا قتلتك. وأمر به فقتل، وقال لعمرو بن محرز: واره. فقال: تقتله أنت وأواريه أنا!؟ قال: نعم.
قالوا: ولما أمر مسلم بقتل معقل قال: أسألك بالرحم. قال: ما عذري عند أمير المؤمنين إذاً؛ أن أقتل بني عمه وتركت بني عمي؟ وقتله. فقال عاصم الأشجعي يرثي معقلاً: من الطويل
وقائلة تبكي بعين سخينة ... جزى الله خيراً معقل بن سنان
فتى كان غيثاً للفقير ومعقلاً ... حريزاً لما يخشى من الحدثان
وقال يذم عمرو بن محرز إذ ترك دفنه: من الطويل
بني محرز هلا دفنتم أخاكم ... ولم تتركوه للضباع الخواضع
تلعبتم جهلاً بلحم ابن عمكم ... وأسلمتوه للسيوف القواطع
تعاوره أرماحكم وسيوفكم ... وتلك لعمر الله إحدى البدائع
وقال أرطاة بن سهية يرد على عاصم: من الطويل
يعد علينا عاصم قتل معقل ... فما ذنبنا إن كان أجرى وأوضعا
وما ذنبنا إن كان فارس بهمة ... أصاب فلم يترك لرأسك مسمعا