Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=135772#6be67e
معروف بن الفيرزان، أَبُو محفوظ العابد المعروف بالكرخي :
منسوب إلى كرخ بغداد. كان أحد المشتهرين بالزهد والعزوف عن الدنيا، يغشاه الصالحون، ويتبرك بلقائه العارفون. وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة، ويحكى عنه كرامات. وأسند أحاديث كثيرة عن بكر بن خنيس، والربيع بن صبيح، وغيرهما.
روى عنه خلف بن هشام البزّار، وزكريا بن يحيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب، في آخرين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، أَخْبَرَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ اللَّهَ إِلا الْعَفْوَ والعافية.
أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّاهِدُ- إملاء- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ دبيس النهربطي، حدثني نصر بن داود، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ مَعْرُوفًا كَثِيرًا فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ قلوبنا ونواصينا بيديك لَمْ تُمَلِّكْنَا مِنْهَا شَيْئًا فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهَا فَكُنْ أَنْتَ وَلِيَّهَا وَاهْدِهَا إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ.
قُلْتُ: يَا أَبَا مَحْفُوظٍ أسمعك تدعو بِهَذَا كَثِيرًا، هَلْ سَمِعْتَ فِيهِ حَدِيثًا؟ قَالَ: نعم.
حدّثنا بكر بن خنيس، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزق قَالَ: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بن الحسن المقرئ المعروف بالنقاش- وسئل عن معروف الكرخي- فقال: سمعت إدريس بن عبد الكريم يقول: هو معروف بن الفيرزان وبيني وبينه قرابة، وكان أَبُوه صابئا من أهل نهربان من قرى واسط. وكان في صغره يصلي بالصبيان ويعرض على أبيه الإسلام فيصيح عليه.
قال وسمعته يقول: جاء يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يكتبان عنه وكان عنده جزء عن أبي خازم.
كذا قَالَ ابن رزق ولعله عن ابن أبي خازم قَالَ فقال يحيى: أريد أن أسأله عن مسألة فقال له أَحْمَد: دعه فسأله يحيى عن سجدتي السهو. فقال له معروف: عقوبة للقلب، لم اشتغل وغفل عن الصلاة؟ فقال له أَحْمَد بن حنبل: هذا في كيسك.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ عبد الواحد بن بكر يقول: سمعت عبد العزيز بن منصور يقول: سمعت جدي يقول: كنت عند أَحْمَد بن حنبل فذكر في مجلسه أمر معروف الكرخي، فقال بعض من حضر: هو قصير العلم، فقال أَحْمَد: أمسك عافاك الله وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عُمَر بن روح النهرواني، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الجازري- قَالَ أَحْمَد أَخْبَرَنَا وقَالَ مُحَمَّد حَدَّثَنَا- المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا [ابن] الغلابي، حَدَّثَنَا ابن عائشة قَالَ: سمى رجل ولدا له معروفا وكناه بأبي الحسن، فلما شب قَالَ له: يا بني إنما سميتك معروفا وكنيتك بأبي الحسن لأحبب إليك ما سميتك به، وكنيتك به، قَالَ الصولي: فحدثت بهذا الحديث وكيعا فقال لي: يقال إن قائل هذا أَبُو معروف الكرخي لمعروف. قَالَ المعافى المعروف من كنية معروف الكرخي أَبُو محفوظ، واسم أبيه الفيرزان. وكان من المعروفين بالصلاح في دينه، مشهورا بالاجتهاد في العبادة والورع، والزهادة، فكان الناس في زمانه وبعد مضيه لسبيله يتحدثون أنه مستجاب الدعوة، وله أخبار مستحسنة جمعها الناس تشتمل على أخلاقه وسيرته. وحدثت عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل أنه قَالَ: قلت لأبي: هل كان مع معروف الكرخي شيء من العلم؟ فقال لي: يا بني كان معه رأس العلم، خشية الله تعالى.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن القاسم المخزوميّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو ابْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ- إملاء- حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: سمعت إِسْمَاعِيل بن شداد قَالَ: قَالَ لنا سفيان بن عيينة: من أين أنتم؟ قلنا: من أهل بغداد، قَالَ: ما فعل ذاك الحبر الذي فيكم؟ قلنا: من هو؟ قَالَ: أَبُو محفوظ معروف. قَالَ: قلنا بخير، قَالَ:
لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن
حمدان بن مالك القطيعيّ، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قَالَ: كنا عند مُحَمَّد بن منصور الطوسي يوما وعنده جماعة من أصحاب الحديث، وجماعة من الزهاد، وكان ذلك اليوم يوم الخميس. فسمعته يقول: صمت يوما وقلت لا آكل إلا حلالا، فمضى يومي ولم أجد شيئا فواصلت اليوم الثاني، والثالث، والرابع، حتى إذا كان عند الفطر قلت: لأجعل فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه، فصرت إلى معروف الكرخي فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب وخرج من كان معه في المسجد فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر، فالتفت إلي فقال:
يا طوسي؟ قلت: لبيك فقال لي تحول إلى أخيك فتعش معه، فقلت في نفسي صمت أربعة وأفطر على ما لا أعلم. فقلت: ما بي من عشاء، فتركني ثم رد علي القول فقلت: ما بي من عشاء ثم فعل ذلك الثالثة فقلت ما بي من عشاء، فسكت عني ساعة ثم قَالَ لي تقدم إلي فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف، فقعدت عن يساره فأخذ كفي اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة، فأكلتها فوجدت فيها طعم كل طعام طيب، واستغنيت بها عن الماء. قَالَ:
فسأله رجل معنا حاضرا: أنت يا أبا جعفر؟ قَالَ: نعم وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة. ثم التفت مُحَمَّد بن منصور إلى أصحابه فقال: أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي.
وأَخْبَرَنَا الحسن بن عثمان، أخبرنا ابن مالك القطيعيّ، حدّثنا العبّاس بن يوسف، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن منصور يقول: مضيت يوما إلى معروف الكرخي ثم عدت إليه من غد، فرأيت في وجهه أثر شجة، فهبت أن أسأله عنها وكان عنده رجل أجرأ عليه مني، فقال له: يا أبا مُحَمَّد كنا عندك البارحة ومعنا مُحَمَّد بن منصور فلم نر في وجهك هذا الأثر، فقال له معروف: خذ في ما ننتفع به، فقال له: أسألك بحق الله قَالَ: فانتقض معروف ثم قَالَ له: ويحك وما حاجتك إلى هذا؟ مضيت البارحة إلى بيت الله الحرام ثم صرت إلى زمزم فشربت منها فزلت رجلي فبطح وجهي للباب، فهذا الذي ترى من ذلك.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيّ، حدّثنا عثمان بن عمرو الإمام، حدّثنا محمّد بن مخلد، حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد الزيات قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شعيب صاحب معروف الكرخي قَالَ:
جاء رجل يوما إلى معروف فقال له اشتهي مصلية، فخرج إلى البقال فأجلسه مكانه،
فأخرج قطعة دانق فقال أعطني بهذه مصلية قَالَ: فقال له البقال يا أبا محفوظ البقال لا يبيع مصلية إنما هو شيء يصنع يؤخذ لحم ولبن وسلق وبصل فيطبخ. فرمى إليه درهما قَالَ: اذهب فاصنعه وآتنا به إلى المسجد فجاء به إلى المسجد بعد ما أصلحه فأكله الرجل، ثم قَالَ معروف: والله ما أكلت مصلية قط.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حَدَّثَنَا عبد الواحد بن علي أَبُو الطيب اللحيّاني، حدّثنا عبد الله بن سليمان الفامي، حدّثنا محمّد بن أبي هارون الورّاق، حدّثنا محمّد ابن المبارك قَالَ: حَدَّثَنِي عيسى أخو معروف قَالَ: دخل رجل على معروف فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ: يا أبا محفوظ أَخْبِرْنِي عن صومك؟ قَالَ: كان عيسى عليه السلام يصوم كذا. قال: أخبرني عن صومك؟ قَالَ: كان داود عليه السلام يصوم كذا. قَالَ: أَخْبَرَنِي عن صومك قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم كذا. قَالَ: أَخْبَرَنِي عن صومك؟ قَالَ: أما أنا فكنت أصبح دهري كله صائما، فإن دعيت إلى طعام أكلت، ولم أقل إني صائم.
وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي هارون: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن حمّاد، حَدَّثَنِي الحسن بن علي الوشاء قَالَ: كنت عند معروف وكان قد أعد لإفطاره رغيفا وجزرة كبيرة، قَالَ:
فجاء سائل فسأله قَالَ: فطوى الرغيف بابتين ، فأعطى السائل نصفه، وأكل هو النصف الآخر والجزرة. قَالَ: وجاء سائل فسأل فلم يعطه شيئا فقال له ادع بكذا وكذا- دعاء علمه إياه فإنه ما دعا به أحد إلا رزق، قَالَ: فدعا به السائل فجاءه إنسان فأعطاه شيئا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان- فيما أذن أن أرويه عنه- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو العباس المؤدب قَالَ: حَدَّثَنِي جار لي هاشمي في سوق يحيى- وكانت حاله رقيقة- قَالَ: ولد لي مولود فقالت لي زوجتي هو ذا ترى حالي وصورتي ولا بد لي من شيء أتغدى به ولا يمكنني الصبر على هذه الحال فاطلب شيئا. فخرجت بعد عشاء الآخرة فجئت إلى بقال كنت أعامله فعرفته حالي وسألته شيئا يدفعه إلىّ- وكان له علي دين- فلم يفعل، فصرت إلى غيره ممن كنت أرجو أن يغير حالي فلم يدفع إلي شيئا، فبقيت متحيرا لا أدري إلى أين أتوجه، فصرت إلى دجلة فرأيت ملاحا في سمارية ينادي فرضة عثمان، قصر
عيسى، أصحاب الساج. فصحت به فقرب إلى الشط فجلست معه وانحدر بي، فقال:
إلى أين تريد؟ فقلت: لا أدري أين أريد! فقال: ما رأيت أعجب أمرا منك. تجلس معي في مثل هذا الوقت وأنحدر بك وتقول لا أدري أين أتوجه!! فقصصت عليه قصتي، فقال لي الملاح: لا تغتم فإني من أصحاب الساج، وأنا أقصد بك إلى بغيتك إن شاء الله فحملني إلى مسجد معروف الكرخي الذي على دجلة في أصحاب الساج. وقال: هذا معروف الكرخي يبيت في المسجد ويصلي فيه، تطهر للصلاة وامض إليه إلى المسجد وقص عليه حالك، وسله أن يدعو لك. ففعلت ودخلت المسجد فإذا معروف يصلي في المحراب فسلمت وصليت ركعتين، فلما سلم رد علي السلام وَقَالَ لي: من أنت رحمك الله؟ فقصصت عليه قصتي وحالي، فسمع ذلك مني وقام يصلي، ومطرت السماء مطرا كثيرا فاغتممت، وقلت كيف جئت إلى هذا الموضع ومنزلي بسوق يحيى؟ وقد جاء هذا المطر وكيف أرجع إلى منزلي واشتغل قلبي بذلك. فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت حافر دابة، فقلت في مثل هذا الوقت حافر دابة، فإذا هو يريد المسجد. فنزل ودخل المسجد وسلم وجلس فسلم معروف وَقَالَ: من أنت رحمك الله؟ فقال له الرجل: أنا رسول فلان وهو يقرأ عليك السلام ويقول لك كنت نائما على وطاء وفوقي دثار فانتبهت على صورة نعمة الله علي، فشكرت الله ووجهت إليك بهذا الكيس تدفعه إلى مستحقه. فقال له: ادفعه إلى هذا الرجل الهاشمي. فقال له: إنه خمسمائة دينار، فقال له: أعطه فكذلك طلب له. قَالَ:
فدفعها إلي فشددتها في وسطي وخضت الوحل والطين في الليل حتى صرت إلى منزلي وجئت إلى البقال فقلت له افتح لي بابك، ففتح فقلت هذه خمسمائة دينار قد رزقني الله فخذ مالك علي وخذ ثمن ما أريد. فقال لي: دعها معك إلى غد وخذ ما تريد، فأخذ مفاتيحه وصار إلى دكانه ودفع إلي عسلا وسكرا وشيرجا وأرزا وشحما وما نحتاج إليه. وَقَالَ لي: خذ، فقلت: لا أطيق حمله، فقال لي أنا أحمل معك، فحمل بعضه وحملت أنا بعضه وجئت إلى منزلي والباب مفتوح ولم يكن منها نهوض لغلقه وقد كادت تتلف- يعني زوجته- فوبختني على تركي إياها على مثل صورتها، فقلت لها هذا عسل وسكر وشيرج وجميع ما تحتاجين إليه، فسري عنها بعض ما كانت تجده، ولم أعلمها بالدنانير خوفا أن تتلف فرحا، فلما أصبحنا أريتها الدنانير وشرحت لها القصة واشتريت بها عقارا نحن نستغله ونعيش من فضله ومن غلته، وكشف الله عنا ما كنا فيه ببركة معروف الكرخي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن الْحُسَيْن التوزي، حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان الهمذاني، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الحسن بن عثمان البزاز، حدّثنا أبو بكر بن الزيات قَالَ:
سمعت ابن شيرويه يقول: جاء رجل إلى معروف الكرخي فقال: يا أبا محفوظ جاءني البارحة مولود، وجئت لأتبرك بالنظر إليك. قَالَ: اقعد عافاك الله وقل مائة مرة ما شاء الله كان. فقال الرجل، فقال قل مائة أخرى، فقال: قَالَ له: قل مائة أخرى، حتى قَالَ له ذلك خمس مرات فقالها خمسمائة مرة، فلما استوفى الخمسمائة مرة دخل عليه خادم أم جعفر زبيدة وبيده رقعة وصرة فقال له: يا أبا محفوظ ستنا تقرأ عليك السلام وقالت لك خذ هذه الصرة وادفعها إلى قوم مساكين، فقال له: ادفعها إلى ذلك الرجل. فقال: يا أبا محفوظ فيها خمسمائة درهم، فقال: قد قال خمسمائة مرة ما شاء الله كان ثم أقبل على الرجل فقال يا عافاك الله لو زدتنا لزدناك.
وأخبرنا أحمد بن علي بن التوزي، حدّثنا الحسن بن الحسين بن حمكان، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ أبا بكر بن الزَّيَّاتِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ شِيرَوَيْهِ يَقُولُ: كُنْتُ عند معروف الكرخي إذ أتاه ضرير فشكى إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ لَهُ مُرَّ، عَافَاكَ اللَّهُ ارْجِعْ إِلَى عِيَالِكَ وَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ. قَالَ فَمَضَى الضَّرِيرُ وَمَعَهُ قَائِدٌ يَقُودُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى قَنْطَرَةِ الْمَعْبَدِيُّ إذا يراكب يَرْكُضُ خَلْفَهُ وَيَقُولُ لَهُ مَكَانَكَ يَا ضَرِيرُ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ صُرَّةً وَمَرَّ، فَقَالَ الضَّرِيرُ لِمَنْ يَقُودُهُ: انْظُرْ أَيْشَ هِيَ؟ فَإِذَا هِيَ دَنَانِيرُ، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى الشَّيْخِ وَبَشِّرْهُ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى الشَّيْخِ لِيُبَشِّرَهُ فَلَمَّا دَخَلا عَلَى مَعْرُوفٍ قَالَ لَهُ مَعْرُوفٌ: لِمَ رَجَعْتَ وَقَدْ قَضَيْتَ الْحَاجَةَ مُرَّ عَافَاكَ اللَّهُ وَقُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ.
أَخْبَرَنَا الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حَدَّثَنِي سعيد بن عثمان قَالَ: قلت لأخ لمعروف: إن الناس يتحدثون عن عرس كان لكم، وأنكم سألتم معروفا أن يقعد على الدكان حتى ينقضي عرسكم، فقعد والسؤال حواليه، ففرق الدقيق فاغتممتم بذلك وسألتموه عن الدقيق فقال لا تغتموا، انظروا كم ثمن دقيقكم هو في الصندوق؟ فقال لي: قد كان بعض هذا. فقلت له أصبتم دراهم في الصندوق كما قَالَ الناس؟ قَالَ: نعم.
أَخْبَرَنِي أَبُو الفرج الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطناجيري، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدثني عبيد الله بن محمّد الصّابونيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو شعيب قَالَ:
قَالَ لي معروف: كنت ليلة في المسجد، فإذا بصوت من ذاك الجانب يقول لملاح علي
ثلاثة أطفال وقد خرجت من غدوة وليس عندهم شيء. خذ من قوتنا من هذا الخبز وعبرني، فأبَى عليه، فنزلت إلى الشط إلى زورق فقعدت في الزورق فضربت يدي إلى المجداف فلم أحسن، فجعل الزورق يجدف نفسه وليس أرى أحدا حتى عبرت، فعبرت بالرجل وقعدت عند المجداف والمجداف يجدف نفسه حتى أوصلته إلى منزله.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن علي بن التوزي، حدّثنا الحسن بن الحسين الهمذاني، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بن عثمان بن عبد الله البزاز البغدادي- في دار أبي الحسن بن المرزبان- حدثني أبو بكر بن الزيات البغدادي قَالَ: سمعت ابن شيرويه يقول: كنت أجالس معروفا الكرخي كثيرا، فلما كان ذات يوم رأيت وجهه قد خلا، فقلت له: يا أبا محفوظ بلغني أنك تمشي على الماء؟ فقال لي: ما مشيت قط على الماء، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفاها فأتخطاها.
أخبرني الخلّال، حدّثنا عبد الواحد بن علي، حدّثنا عبد الله بن سليمان الفامي، حدّثنا محمّد بن أبي هارون، حَدَّثَنَا أَبُو العباس أَحْمَد بن يَعْقُوب قَالَ: رؤي معروف في النوم. فقيل له: ما صنع بك ربك؟ قَالَ: أباحني الجنة غير أن في نفسي حسرة أني خرجت من الدنيا ولم أتزوج- أو قَالَ: وددت أني كنت، يعني تزوجت- قَالَ:
وبلغني أنه قيل له يا أبا محفوظ إنك تمشي على الماء؟ قَالَ: هو ذا الماء وهو ذا أنا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، حَدَّثَنَا الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد العسكري، حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن أيوب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن موسى قَالَ: رؤي معروف الكرخي في المنام فقيل له: ما صنع الله بك؟ فقال:
موت التقي حياة لا انقطاع لها ... قد مات قوم وهم في الناس أحياء
أخبرنا الأزهري، حدّثنا عثمان بن عمرو الإمام، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد قَالَ: قرئ على الحسن بن عبد الوهاب- وأنا أسمع- قَالَ: سمعت أبي يقول: قالوا إن معروفا الكرخي يمشي على الماء، لو قيل لي: إنه يمشي في الهواء لصدقت.
حَدَّثَنِي الحسن بن أبي طالب، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى جعفر بن مُحَمَّد الخواص حدثكم أَحْمَد بن مسروق قال: حدثني يعقوب بن أخي معروف قَالَ: قالوا لمعروف يا أبا محفوظ لو سألت الله أن يمطرنا؟ قَالَ: وكان يوما صائفا شديد الحر، قَالَ: ارفعوا إذا ثيابكم. قَالَ: فما استتموا رفع ثيابهم حتى جاء المطر.
حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري- بحلوان- أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق بن خزيمة النيسابوري قَالَ: سمعت أبا العباس السراج يقول: سمعت أبا سليمان الرّوميّ يقول: سمعت خليلا الصياد- وكفاك به- قَالَ: غاب ابني إلى الأنبار فوجدت أمه وجدا شديدا، فأتيت معروفا فقلت له: يا أبا محفوظ غاب ابني فوجدت أمه وجدا شديدا، قَالَ: فما تشاء؟ قلت:
تدعو الله أن يرده عليها، فقال: اللهم إن السماء سماؤك، والأرض أرضك وما بينهما لك فائت به. قَالَ خليل فأتيت باب الشام فإذا ابني قائم منبهر فقلت: يا مُحَمَّد، فقال: يا أبة الساعة كنت بالأنبار.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى المزكي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ قال: سمعت عبيد بن مُحَمَّد الوراق قَالَ: كان معروف أَبُو محفوظ بال فتيمم، فقيل له: يا أبا محفوظ هذا الماء منك قريب، قَالَ حتى نبلغ الماء.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أبو إسحاق المزكيّ، أخبرنا السّرّاج، حَدَّثَنِي القاسم بن نصر قَالَ: جاء قوم إلى معروف فأطالوا عنده الجلوس، فقال: أما تريدون أن تقوموا؟
وملك الشمس ليس يفتر عن سوقه.
حَدَّثَنِي أَبُو محمّد الخلّال، حدّثنا عبد الواحد بن علي الفامي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن سليمان الفامي الوراق، حدّثنا محمّد بن أبي هارون، حدّثنا محمّد بن المبارك أبو بكر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن صبيح قَالَ: مر معروف على سقاء يسقي الماء وهو يقول:
رحم الله من شرب، فشرب، وكان صائما. وَقَالَ: لعل الله أن يستجيب له.
أَخْبَرَنَا الأَزْهَرِيُّ، حدّثنا عثمان بن عمرو، حدّثنا ابن مخلد العطّار، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن حميد بن الصباح قَالَ: سمعت عبد الوهاب يقول: ما رأيت أزهد من معروف ولا أخشع من وكيع، ولا أقدر على ترك شهوة من بشر بن الحارث، ولا أتقى لله في لسانه من إبراهيم بن أبي نعيم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر العجوزي قَالَ: سمعت ثعلبا يقول: مات معروف الكرخي سنة مائتين.
حدثت عَن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: سمعت أبا الحسين بن المنادي قَالَ:
سمعت جدي يقول: كنا عند أبي النضر في سنة مائتين نسمع منه، فجاء رجل فقال:
أعظم الله أجرك في أخيك معروف، فاستعظم ذلك وَقَالَ: قوموا بنا، فقمنا إلى جنازته.
أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بن حيويه عن مُحَمَّد بن مخلد قَالَ: سمعت عبد الرزاق بن منصور يقول: سنة إحدى ومائتين فيها مات معروف الكرخي.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا سهل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زياد القطان يقول: سمعت يحيى بن أبي طالب يقول: مات معروف الكرخي سنة أربع ومائتين.
قلت: والصحيح أنه مات في سنة مائتين.
أَخْبَرَنَا الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أَخْبَرَنَا ابْنُ المنادي قَالَ: كان بالجانب الغربي من بغداد أَبُو محفوظ معروف بن الفيرزان ويعرف بالكرخي وربما قيل العابد وكان أحد المشتهرين بالصلاح، والعبادة، والعقل، والفضل، قديما وحديثا. إلى أن توفي ببغداد في سنة مائتين، وكان قد سمع طرفا من الحديث.
قلت: ودفن في مقبرة باب الدير وقبره ظاهر معروف هناك يغشى ويزار .