Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=120719#45df6e
معبد بن هلال العنزي البصري
حدث معبد بن هلال قال:
اجتمع رهط من أهل البصرة وأنا فيهم، فأتينا أنس بن مالك وتشفعنا إليه بثابت البناني، فدخلنا عليه، فأجلس ثابتاً معه السرير؛ فقلت: لا تسلوه عن شيء غير هذا الحديث. فقال ثابت: يا أبا حمزة! إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الشفاعة فقال: حدثنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيؤتى آدم فيقولون: يا آدم! اشفع لذريتك. فيقول: لست لها، ولكن ائتوا إبراهيم فإنه خليل الله. فيؤتى إبراهيم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى، فإنه كليم الله. فيؤتى موسى صفوة الله، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى، فإنه روح الله وكلمته. فيؤتى عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأوتى، فأقول: أنا لها، فأنطلق فأستأذن على ربي، فيؤذن لي عليه، فأقوم بين يديه مقاماً فيلهمني فيه محامد لا أقدر عليها الآن، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً، فيقول لي: يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع. فأقول: أيرب! أمتي أمتي. فيقال لي: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال برة، أو مثقال شعيرة من إيمان فأخرجه. فأنطلق، فأفعل ثم أعود فأحمد بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً، فيقال: يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع. فأقول: أي رب! أمتي أمتي. فيقال: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال ذرة - أو مثقال خردلة - من إيمان فأخرجه منها. فأنطلق، فأفعل ثم أرجع، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً، فيقال: يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع، واشفع تشفع. فأقول: أي رب! أمتي أمتي. فيقال لي: انطلق، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال خردلة من إيمان فأخرجه من النار.
فلما رجعنا من عند أنس قلت لأصحابي: هل لكم في الحسن وهو مستخف في منزل أبي خليفة في عبد القيس؟ فأتيناه فدخلنا عليه فقلنا: جئنا من عند أخيك أنس، فلم نسمع مثلما حدثنا في الشفاعة. فقال: كيف حدثكم؟ فحدثناه الحديث، حتى إذا بلغنا قال: هيه. قلنا: لم يزدنا على هذا. قال: قد حدثنا هذا الحديث وهو جميع، حدثني منذ عشرين سنة، ولقد ترك شيئاً فلا أدري أنسي الشيخ أم كره أن يحدثكموه فتتكلوا. حدثني ثم قال: في الرابعة، ثم أعود فأخر له ساجداً، ثم أحمد بتلك المحامد، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع. فأقول: أي رب! ائذن فيمن قال لا إله إلا الله - بها صادقاً - قال: فيقول: ليس لك، وكبريائي وعظمتي، لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله. قال: فأشهد على الحسن لحدثنا بهذا الحديث يوم حدث به أنس.
وحدث معبد بسنده إلى عوف بن مالك: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قعد إلى أبي ذر - أو قعد أبو ذر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ فقال: يا رسول الله! وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم يا أبا ذر، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت: ما هو؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قلت: يا رسول الله! ما الصلاة؟ قال: خير موضوع، فمن شاء استقل، ومن شاء استكثر. قلت: يا رسول الله، فما الصوم؟ قال: فرض مجزئ. فقلت: يا رسول الله! فما الصدقة؟ قال: أضعاف مضعفة وعند الله مزيد. قلت: يا رسول الله! فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، وبسر إلى سر. قلت: يا رسول الله! كم المرسلين؟ قال: ثلاث مئة وخمسة عشر الجم الغفير. قلت: أرأيت
آدم عليه السلام كان نبياً؟ قال: نعم، ومكلماً. ثم قال: إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي.
وعن معبد سمع أنساً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر.