مطيع بن إياس بن أبي مسلم
أبو سلمى الكناني، الليثي، الكوفي شاعر محسن، وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان أبوه شاعراً من أهل فلسطين، من أصحاب الحجاج.
قال أبو بكر الخطيب: قدم بغداد وصحب المنصور والمهدي من بعده، وكان شاعراً ماجناً، ورمي بالزندقة.
قال الأصمعي: مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة، فوقع معن في ظهر رقعته: إن شئت أثبتناك، وإن شئت مدحناك. فكره اختيار المدح وهو محتاج إلى النوال، فكتب إليه: " من الوافر "
ثناء من أمير خير كسب ... لصاحب مكسب وأخي ثراء
ولكن الزمان برى عظامي ... ولا مثل الدراهم من دواء
زاد في رواية: فأمر له بألف دينار.
قال أحمد بن أبي نعيم: قدم جدي أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد، ونحن معه، فنزل الرملية، ونصب له كرسي عظيم، فجلس عليه ليحدث، فقام إليه رجل - ظننته من أهل خراسان - فقال: يا أبا نعيم، أتتشيع؟ قال: فكره الشيخ مقالته، فصرف وجهه، وتمثل بقول مطيع بن إياس: " من الطويل "
وما زال بي حبيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت وهل حبي على الناس يسلم
فلم يفقه الرجل مراده فعاد سائلاً، فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فقال الشيخ: يا هذا، كيف بليت بك؟ وأي ريح هبت بك؟ إني سمعت الحسن بن صالح قول: سمعت جعفر بن محمد يقول: حب علي عبادة، وأفضل العبادة ما كتم.
وقال مطيع: " من الخفيف "
حبذا عيشنا الذي زال عنا ... حبذا ذاك حين لا حبذا ذا
أين هذا من ذاك سقياً لهذا ... ك ولسنا نقول سقياً لهذا
زاد هذا الزمان شراً وعسراً ... عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلذة تمطر التراب على القو ... م كما تمطر السماء الرذاذا
فإذا ما أعاذ ربي بلاداً ... من عذاب كبعض ما قد أعاذا
خربت عاجلاً كما خرب الل ... هـ بأعمال أهلها كلواذا
عن أحمد بن علي، قال: اجتمع مطيع مع إخوان له ببغداد في يوم من أيامهم، فقال مطيع يصف مجلسهم: " من الطويل "
ويوم ببغداد نعمنا صباحه ... على وجهه حوراء المدامع تطرب
ببيت ترى فيه الزجاج كأنه ... نجوم الدجى بين الندامى تقلب
يصرف ساقينا ويقطب تارة ... فيا طيبها مقطوبة حين يقطب
علينا سحيق الزعفران وفوقنا ... أكاليل فيها الياسمين المذهب
فما زلت أسقي بين صنج ومزهر ... من الراح حتى كادت الشمس تغرب
وقال مطيع: " من السريع
نازعني الحب مدى غاية ... بليت فيها وهو غض جديد
لو صب ما للقلب من حبها ... على حديد ذاب من الحديد
حبي لها صاف وودي لها ... محض وإشفاقي عليها شديد
وزادني صبراً على جهد ما ... ألقى وقلبي مستهام عميد
إني سعيد الجد أن نلتها ... وأنني أن مت منه شهيد
وقال: " من الخفيف "
إنما صاحبي الذي يغفر الذن ... ب وإن زل صاحب قل عذله
ليس من يظهر المودة إفكاً ... وإذا قال خالف القول فعله
وصله للصديق يوم فإن طا ... ل فيومان ثم يبتث حبله
وقال: " من مجزوء الرمل "
قل لعباد أخينا ... يا ثقيل الثقلاء
ما رأينا جبلاً قب ... لك يمشي بالفضاء
أنت كانون علينا ... ليس كانون الصلاء
أنت في الصيف سموم ... وجليد في الشتاء
أنت في الأرض ثقيل ... وثقيل في السماء
بلغني أن مطيع بن إياس مات بعد ثلاثة أشهر مضت من خلافة موسى الهادي، وبويع الهادي في سنة تسع وستين ومئة.
أبو سلمى الكناني، الليثي، الكوفي شاعر محسن، وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان أبوه شاعراً من أهل فلسطين، من أصحاب الحجاج.
قال أبو بكر الخطيب: قدم بغداد وصحب المنصور والمهدي من بعده، وكان شاعراً ماجناً، ورمي بالزندقة.
قال الأصمعي: مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة، فوقع معن في ظهر رقعته: إن شئت أثبتناك، وإن شئت مدحناك. فكره اختيار المدح وهو محتاج إلى النوال، فكتب إليه: " من الوافر "
ثناء من أمير خير كسب ... لصاحب مكسب وأخي ثراء
ولكن الزمان برى عظامي ... ولا مثل الدراهم من دواء
زاد في رواية: فأمر له بألف دينار.
قال أحمد بن أبي نعيم: قدم جدي أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد، ونحن معه، فنزل الرملية، ونصب له كرسي عظيم، فجلس عليه ليحدث، فقام إليه رجل - ظننته من أهل خراسان - فقال: يا أبا نعيم، أتتشيع؟ قال: فكره الشيخ مقالته، فصرف وجهه، وتمثل بقول مطيع بن إياس: " من الطويل "
وما زال بي حبيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت وهل حبي على الناس يسلم
فلم يفقه الرجل مراده فعاد سائلاً، فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فقال الشيخ: يا هذا، كيف بليت بك؟ وأي ريح هبت بك؟ إني سمعت الحسن بن صالح قول: سمعت جعفر بن محمد يقول: حب علي عبادة، وأفضل العبادة ما كتم.
وقال مطيع: " من الخفيف "
حبذا عيشنا الذي زال عنا ... حبذا ذاك حين لا حبذا ذا
أين هذا من ذاك سقياً لهذا ... ك ولسنا نقول سقياً لهذا
زاد هذا الزمان شراً وعسراً ... عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلذة تمطر التراب على القو ... م كما تمطر السماء الرذاذا
فإذا ما أعاذ ربي بلاداً ... من عذاب كبعض ما قد أعاذا
خربت عاجلاً كما خرب الل ... هـ بأعمال أهلها كلواذا
عن أحمد بن علي، قال: اجتمع مطيع مع إخوان له ببغداد في يوم من أيامهم، فقال مطيع يصف مجلسهم: " من الطويل "
ويوم ببغداد نعمنا صباحه ... على وجهه حوراء المدامع تطرب
ببيت ترى فيه الزجاج كأنه ... نجوم الدجى بين الندامى تقلب
يصرف ساقينا ويقطب تارة ... فيا طيبها مقطوبة حين يقطب
علينا سحيق الزعفران وفوقنا ... أكاليل فيها الياسمين المذهب
فما زلت أسقي بين صنج ومزهر ... من الراح حتى كادت الشمس تغرب
وقال مطيع: " من السريع
نازعني الحب مدى غاية ... بليت فيها وهو غض جديد
لو صب ما للقلب من حبها ... على حديد ذاب من الحديد
حبي لها صاف وودي لها ... محض وإشفاقي عليها شديد
وزادني صبراً على جهد ما ... ألقى وقلبي مستهام عميد
إني سعيد الجد أن نلتها ... وأنني أن مت منه شهيد
وقال: " من الخفيف "
إنما صاحبي الذي يغفر الذن ... ب وإن زل صاحب قل عذله
ليس من يظهر المودة إفكاً ... وإذا قال خالف القول فعله
وصله للصديق يوم فإن طا ... ل فيومان ثم يبتث حبله
وقال: " من مجزوء الرمل "
قل لعباد أخينا ... يا ثقيل الثقلاء
ما رأينا جبلاً قب ... لك يمشي بالفضاء
أنت كانون علينا ... ليس كانون الصلاء
أنت في الصيف سموم ... وجليد في الشتاء
أنت في الأرض ثقيل ... وثقيل في السماء
بلغني أن مطيع بن إياس مات بعد ثلاثة أشهر مضت من خلافة موسى الهادي، وبويع الهادي في سنة تسع وستين ومئة.