مسلم بن الوليد، أبو الوليد الأنصاري، مولى أسعد بن زرارة الخزرجي :
شاعر يعرف بصريع الغواني، وهو كوفي نزل بغداد وكان مداحا مجيدا، مفوها بليغا. مدح هارون الرشيد والبرامكة، والرشيد سماه صريع الغواني.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرنا إبراهيم ابن محمد بن عرفة عن أبي العباس محمد بن يزيد المبرد أن مسلم بن الوليد الأنصاري لما وصل إلى الرشيد في أول يوم لقيه أنشده قصيدته التي يصف فيها الخمر، وأولها:
أديرا على الكأس لا تشربا قبلي ... ولا تطلبا من عند قاتلتي ذحلى
فاستحسن ما حكاه من وصف الشراب واللهو والغزل، وسماه يومئذ صريع الغواني بآخر بيت منها وهو:
هل العيش إلا أن تروح مع الصبا ... وتغدو صريع الكأس والأعين النجل
أخبرنا التنوخي، أخبرنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنَا أبو الحسن بن البراء عن شيخ له قَالَ: قَالَ مسلم بن الوليد ثلاثة أبيات، تناهى فيها وزاد على كل الشعراء، أمدح بيت، وأرثى بيت، وأهجى بيت، فأما المديح فقوله:
تجود بالنفس إذ ضن البخيل بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وأما المرثية فقوله:
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... فطيب تراب القبر دل على القبر
وأما الهجاء فقوله:
قبحت مناظره فحين خبرته ... حسنت مناظره لقبح المخبر
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله الهاشميّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: قَالَ أبو الحسن بن حدان، قَالَ سليمان بن يحيى بن معاذ عن أبيه:
لما ظهر الشيب بالمأمون كان يتمثل بهذا البيت من شعر مسلم بن الوليد:
أكره شيبي، وأخشى أن يزايلني ... أعجب بشيء على البغضاء مودود
قَالَ أبو الحسن بن حدان: فحدثت به أبا تمام، فقال: أتعرف بقية الشعر؟ قلت:
لا! فأنشدني:
نام العواذل واستكفين لائمتي ... وقد كفاهن نهض البيض في السود
أما الشباب فمفقود له خلف ... والشيب يذهب مفقودا بمفقود
قَالَ أبو الحسن بن حدان: سمعت أبا تمام الطائي يقول- بخراسان- أشعر الناس وأسهبهم كلاما بعد الطبقة الأولى بشار، والسيد [الحميري] ، وأبو نواس، ومسلم بن
الوليد بعدهم. أخبرنا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى قَالَ: أنشدنا علي ابن سُلَيْمَان الأخفش عَن أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب لمسلم:
إني وإسماعيل يوم فراقه ... لكالجفن يوم الروع فارقه النصل
يذكرنيك الجود والفضل والحجي ... وقيل الخنا، والحلم، والعلم، والجهل
فألقاك عن مذمومها متنزها ... وألقاك في محمودها ولك الفضل
وأحمد من أخلاقك البخل إنه ... بعرضك لا بالمال حاشى لك البخل
وإني في أهلي ومالي كأنني ... لنؤيك لا مال لدي ولا أهل
فإن أغش قوما بعده أو أزورهم ... فكالوحش يدنيها من القنص المحل
ذكر أهل العلم بالشعر أن هذه الأبيات من بارع قول مسلم، وقوله يذكر نيك الجود والفضل والحجي- قد قيل قبله، إلا أنه فسره هو في البيت الذي يليه فكان معناه إذا رأيت بخيلا ذكرت جودك، وإذا رأيت جوادا ذكرت زيادتك عليه، وإذا رأيت جاهلا خرقا ذكرت علمك وحلمك.
شاعر يعرف بصريع الغواني، وهو كوفي نزل بغداد وكان مداحا مجيدا، مفوها بليغا. مدح هارون الرشيد والبرامكة، والرشيد سماه صريع الغواني.
أَخْبَرَنِي علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرنا إبراهيم ابن محمد بن عرفة عن أبي العباس محمد بن يزيد المبرد أن مسلم بن الوليد الأنصاري لما وصل إلى الرشيد في أول يوم لقيه أنشده قصيدته التي يصف فيها الخمر، وأولها:
أديرا على الكأس لا تشربا قبلي ... ولا تطلبا من عند قاتلتي ذحلى
فاستحسن ما حكاه من وصف الشراب واللهو والغزل، وسماه يومئذ صريع الغواني بآخر بيت منها وهو:
هل العيش إلا أن تروح مع الصبا ... وتغدو صريع الكأس والأعين النجل
أخبرنا التنوخي، أخبرنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنَا أبو الحسن بن البراء عن شيخ له قَالَ: قَالَ مسلم بن الوليد ثلاثة أبيات، تناهى فيها وزاد على كل الشعراء، أمدح بيت، وأرثى بيت، وأهجى بيت، فأما المديح فقوله:
تجود بالنفس إذ ضن البخيل بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وأما المرثية فقوله:
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... فطيب تراب القبر دل على القبر
وأما الهجاء فقوله:
قبحت مناظره فحين خبرته ... حسنت مناظره لقبح المخبر
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله الهاشميّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: قَالَ أبو الحسن بن حدان، قَالَ سليمان بن يحيى بن معاذ عن أبيه:
لما ظهر الشيب بالمأمون كان يتمثل بهذا البيت من شعر مسلم بن الوليد:
أكره شيبي، وأخشى أن يزايلني ... أعجب بشيء على البغضاء مودود
قَالَ أبو الحسن بن حدان: فحدثت به أبا تمام، فقال: أتعرف بقية الشعر؟ قلت:
لا! فأنشدني:
نام العواذل واستكفين لائمتي ... وقد كفاهن نهض البيض في السود
أما الشباب فمفقود له خلف ... والشيب يذهب مفقودا بمفقود
قَالَ أبو الحسن بن حدان: سمعت أبا تمام الطائي يقول- بخراسان- أشعر الناس وأسهبهم كلاما بعد الطبقة الأولى بشار، والسيد [الحميري] ، وأبو نواس، ومسلم بن
الوليد بعدهم. أخبرنا الجوهريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى قَالَ: أنشدنا علي ابن سُلَيْمَان الأخفش عَن أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب لمسلم:
إني وإسماعيل يوم فراقه ... لكالجفن يوم الروع فارقه النصل
يذكرنيك الجود والفضل والحجي ... وقيل الخنا، والحلم، والعلم، والجهل
فألقاك عن مذمومها متنزها ... وألقاك في محمودها ولك الفضل
وأحمد من أخلاقك البخل إنه ... بعرضك لا بالمال حاشى لك البخل
وإني في أهلي ومالي كأنني ... لنؤيك لا مال لدي ولا أهل
فإن أغش قوما بعده أو أزورهم ... فكالوحش يدنيها من القنص المحل
ذكر أهل العلم بالشعر أن هذه الأبيات من بارع قول مسلم، وقوله يذكر نيك الجود والفضل والحجي- قد قيل قبله، إلا أنه فسره هو في البيت الذي يليه فكان معناه إذا رأيت بخيلا ذكرت جودك، وإذا رأيت جوادا ذكرت زيادتك عليه، وإذا رأيت جاهلا خرقا ذكرت علمك وحلمك.