محمد بن عكاشة بن محصن
أبو عبد الله الكرماني حدث عن عبد الرزاق، بسنده إلى أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أطعموا حبالاكم اللبان فإن يكن ما في بطن المرأة غلاماً خرج عالماً غازياً، ذكي القلب شجاعاً سخياً، وإن يكن ما في بطنها جاريةً حسن خلقها، وعظم عجيزتها، وحظيت عند زوجها " قال: هذا حديث منكر.
وقال أبو زرعة: كنا محمد بن عكاشة كذاباً.
قال محمد بن عكاشة: إن أصول السنة وما اجتمع عليه أهل السنة والجماعة مثل سفيان بن عيينة، ووكيع، وعد جماعة من العلماء، وهو الرضى بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والصبر على حكمه، والأمر بما أمر الله، والنهي عما نهى الله، وإخلاص العمل لله، والإيمان بالقدر خيره وشره، وترك المراء والخصومات في الدين، والمسح على الخفين، والجهاد مع كل خليفةٍ، وصلاة الجمعة مع كل بر وفاجرٍ، والصلاة على من مات من أهل القبلة، والإيمان قول وعمل يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق، والصبر تحت لواء السلطان على ما كان فيهم من عدلٍ أو جور، ولا يخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا، ولا ينزل أحداً من أهل القبلة جنةً ولا ناراً، ولا يكفر أحداً من أهل التوحيد وإن عملوا بالكبائر، والكف عن مساوئ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأفضل الناس بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر وعمر.
قال محمد بن عكاشة: وأخبرنا معاوية بن حماد عن الزهري قال: من اغتسل ليلة الجمعة، وصلى ركعتين يقرأ فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة، ثم نام رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه.
قال محمد بن عكاشة: دمت عليه نحواً من سنتين طمعاً أن أرى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فأعرض عليه هذه الأصول.
قال محمد بن عكاشة: فأتت علي ليلةٌ باردةٌ اغتسلت طمعاً أن أرى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فصليت ركعتين وقرأت فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة، فلما أخذت مضجعي أصابتني جنابةٌ فقمت الثانية فاغتسلت وصليت ركعتين قرأت فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة، فلما فرغت منهما قريباً من السحر استندت إلى الحائط، ووجهي إلى
القبلة فدخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النعت والصفة وعليه بردان مثل هذه البرود اليمانية قد تأزر بواحدةٍ وتردى بالأخرى، فجاء فاستوى على رجله اليسرى وأقام اليمنى.
قال محمد بن عكاشة: فأردت أن أقول: حياك الله، فبدأني فقال: " حياك الله يا محمد " وكنت أحب أن أرى رباعيته مكسورةً، فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنظرت إلى رباعيته المكسورة، قفلت: يا رسول الله إن الفقهاء قد خلطوا علي وعندي أصناف من السنة، فأعرضهن عليك؟ قال: نعم؛ قلت: الرضى بقضاء الله والتسليم لأمره، وذكر الأصول التي عددها في أول الحديث.
قال محمد بن عكاشة: فلما ذكرت أفضل الناس بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر وعمر وقفت عند علي وعثمان كأني تهيبت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أفضل عثمان على علي، فقلت في نفسي: علي ابن عمه، وعثمان ختنه، فتبسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه قد علم ما أردت، ثم قال: " عثمان ثم علي " ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هذه السنة فشد يدك بها ". وضم أصابعه.
قال محمد: عرضت عليه هذه الأصول ثلاث ليالٍ كل ليلة أقف عند علي وعثمان فتبسم عند وقوفي كأنه قد علم ثم يقول: " عثمان ثم علي تمسك بها ".
قال محمد بن عكاشة: أعرض عليه هذه الأصول وعيناه تهملان، فلما أن قلت: الكف عن مساوئ أصحابك، فانتحب حتى علا صوته.
قال ابن عكاشة: وجدت حلاوةً في فمي وقلبي فمكثت ثمانية أيام لا آكل طعاماً حتى ضعفت عن صلاة الفريضة، فلما أكلت ذهبت تلك الحلاوة من فمي.
قال سعيد بن عمرو البرذعي:
قلت لأبي زرعة: محمد بن عكاشة الكرماني: فحرك رأسه وقال: قد رأيته، وكتبت عنه وكان كذاباً؛ قلت: كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها؟ قال: نعم كتبت عنه فزعم أنه عرض على شبابة: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقال به، وعلى أبي نعيم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فقال به، كذاب لا يحسن أن يكذب أيضاً، قلت: أين رأيته؟ قال: قدم علينا ها هنا مع محمد بن رافع النيسابوري، وكان رفيقه وكنت أراه، له سمتٌ؛ فسألت محمد بن رافع عنه فكره أن يقول فيه شيئاً، وقال: لا يخفى
عليك أمره إذا فاتحته؛ فأتيته فقلت: إن رأيت أن تفيدني شيئاً؛ فوقع عليه الرعدة، ثم كاد أن يصعق، وأقبل بطنه يضطرب، وهالني أمره، ثم أفاق فابتدأ على أثر الصعقة فكان أول من ابتدأ به أن كذب على الله وعلى رسوله وعلى علي بن أبي طالب وعلى ابن عباس؛ قلت: كيف كذب عليهم؟ قال أول ما أملاه علي أن قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن ابن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبره أن جبريل أخبره أن الله تبارك وتعالى قال: من لم يؤمن بالقدر فليس مني؛ أو نحو هذا من الكلام.
قال أبو عبد الله الحافظ: ومن الكذابين جماعةٌ وضعوا الحديث حسبةً كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل الأعمال مثل أبي عصمة ومحمد بن عكاشة.
قيل لمحمد بن عكاشة الكرماني: إن قوماً عندنا يرفعون أيديهم من الركوع وبعد رفع الرأس من الركوع؛ فقال: حدثنا فلان عن فلان عن أنس قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من رفع يديه للركوع فلا صلاة له ".
قال سهل بن السري الحافظ: قد وضع أحمد بن عبد الله الجويباري، ومحمد بن عكاشة الكرماني، ومحمد بن تميم الفارياني على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من عشرة آلاف حديث.
وكان محمد بن عكاشة من أحسن الناس نغمةً في القرآن، وكان إذا قرأ وبكى يسمع خفقان قلبه؛ قيل: إنه شهد الجمعة فقرأ الإمام على المنبر آيةً فصعق فمات؛ وقيل: إنه كان حياً إلى سنة خمس وعشرين ومئتين.
أبو عبد الله الكرماني حدث عن عبد الرزاق، بسنده إلى أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أطعموا حبالاكم اللبان فإن يكن ما في بطن المرأة غلاماً خرج عالماً غازياً، ذكي القلب شجاعاً سخياً، وإن يكن ما في بطنها جاريةً حسن خلقها، وعظم عجيزتها، وحظيت عند زوجها " قال: هذا حديث منكر.
وقال أبو زرعة: كنا محمد بن عكاشة كذاباً.
قال محمد بن عكاشة: إن أصول السنة وما اجتمع عليه أهل السنة والجماعة مثل سفيان بن عيينة، ووكيع، وعد جماعة من العلماء، وهو الرضى بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والصبر على حكمه، والأمر بما أمر الله، والنهي عما نهى الله، وإخلاص العمل لله، والإيمان بالقدر خيره وشره، وترك المراء والخصومات في الدين، والمسح على الخفين، والجهاد مع كل خليفةٍ، وصلاة الجمعة مع كل بر وفاجرٍ، والصلاة على من مات من أهل القبلة، والإيمان قول وعمل يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق، والصبر تحت لواء السلطان على ما كان فيهم من عدلٍ أو جور، ولا يخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا، ولا ينزل أحداً من أهل القبلة جنةً ولا ناراً، ولا يكفر أحداً من أهل التوحيد وإن عملوا بالكبائر، والكف عن مساوئ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأفضل الناس بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر وعمر.
قال محمد بن عكاشة: وأخبرنا معاوية بن حماد عن الزهري قال: من اغتسل ليلة الجمعة، وصلى ركعتين يقرأ فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة، ثم نام رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامه.
قال محمد بن عكاشة: دمت عليه نحواً من سنتين طمعاً أن أرى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فأعرض عليه هذه الأصول.
قال محمد بن عكاشة: فأتت علي ليلةٌ باردةٌ اغتسلت طمعاً أن أرى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فصليت ركعتين وقرأت فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة، فلما أخذت مضجعي أصابتني جنابةٌ فقمت الثانية فاغتسلت وصليت ركعتين قرأت فيهما " قل هو الله أحد " ألف مرة، فلما فرغت منهما قريباً من السحر استندت إلى الحائط، ووجهي إلى
القبلة فدخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النعت والصفة وعليه بردان مثل هذه البرود اليمانية قد تأزر بواحدةٍ وتردى بالأخرى، فجاء فاستوى على رجله اليسرى وأقام اليمنى.
قال محمد بن عكاشة: فأردت أن أقول: حياك الله، فبدأني فقال: " حياك الله يا محمد " وكنت أحب أن أرى رباعيته مكسورةً، فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنظرت إلى رباعيته المكسورة، قفلت: يا رسول الله إن الفقهاء قد خلطوا علي وعندي أصناف من السنة، فأعرضهن عليك؟ قال: نعم؛ قلت: الرضى بقضاء الله والتسليم لأمره، وذكر الأصول التي عددها في أول الحديث.
قال محمد بن عكاشة: فلما ذكرت أفضل الناس بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر وعمر وقفت عند علي وعثمان كأني تهيبت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أفضل عثمان على علي، فقلت في نفسي: علي ابن عمه، وعثمان ختنه، فتبسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه قد علم ما أردت، ثم قال: " عثمان ثم علي " ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هذه السنة فشد يدك بها ". وضم أصابعه.
قال محمد: عرضت عليه هذه الأصول ثلاث ليالٍ كل ليلة أقف عند علي وعثمان فتبسم عند وقوفي كأنه قد علم ثم يقول: " عثمان ثم علي تمسك بها ".
قال محمد بن عكاشة: أعرض عليه هذه الأصول وعيناه تهملان، فلما أن قلت: الكف عن مساوئ أصحابك، فانتحب حتى علا صوته.
قال ابن عكاشة: وجدت حلاوةً في فمي وقلبي فمكثت ثمانية أيام لا آكل طعاماً حتى ضعفت عن صلاة الفريضة، فلما أكلت ذهبت تلك الحلاوة من فمي.
قال سعيد بن عمرو البرذعي:
قلت لأبي زرعة: محمد بن عكاشة الكرماني: فحرك رأسه وقال: قد رأيته، وكتبت عنه وكان كذاباً؛ قلت: كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها؟ قال: نعم كتبت عنه فزعم أنه عرض على شبابة: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقال به، وعلى أبي نعيم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فقال به، كذاب لا يحسن أن يكذب أيضاً، قلت: أين رأيته؟ قال: قدم علينا ها هنا مع محمد بن رافع النيسابوري، وكان رفيقه وكنت أراه، له سمتٌ؛ فسألت محمد بن رافع عنه فكره أن يقول فيه شيئاً، وقال: لا يخفى
عليك أمره إذا فاتحته؛ فأتيته فقلت: إن رأيت أن تفيدني شيئاً؛ فوقع عليه الرعدة، ثم كاد أن يصعق، وأقبل بطنه يضطرب، وهالني أمره، ثم أفاق فابتدأ على أثر الصعقة فكان أول من ابتدأ به أن كذب على الله وعلى رسوله وعلى علي بن أبي طالب وعلى ابن عباس؛ قلت: كيف كذب عليهم؟ قال أول ما أملاه علي أن قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن ابن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبره أن جبريل أخبره أن الله تبارك وتعالى قال: من لم يؤمن بالقدر فليس مني؛ أو نحو هذا من الكلام.
قال أبو عبد الله الحافظ: ومن الكذابين جماعةٌ وضعوا الحديث حسبةً كما زعموا يدعون الناس إلى فضائل الأعمال مثل أبي عصمة ومحمد بن عكاشة.
قيل لمحمد بن عكاشة الكرماني: إن قوماً عندنا يرفعون أيديهم من الركوع وبعد رفع الرأس من الركوع؛ فقال: حدثنا فلان عن فلان عن أنس قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من رفع يديه للركوع فلا صلاة له ".
قال سهل بن السري الحافظ: قد وضع أحمد بن عبد الله الجويباري، ومحمد بن عكاشة الكرماني، ومحمد بن تميم الفارياني على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من عشرة آلاف حديث.
وكان محمد بن عكاشة من أحسن الناس نغمةً في القرآن، وكان إذا قرأ وبكى يسمع خفقان قلبه؛ قيل: إنه شهد الجمعة فقرأ الإمام على المنبر آيةً فصعق فمات؛ وقيل: إنه كان حياً إلى سنة خمس وعشرين ومئتين.