Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=153606#6a2825
محمد بن عبيد ويقال ابن عامر
أبي الجهم بن حذيفة بن غانم بن عامر القرشي، العدوي من أهل المدينة.
وفد على يزيد بن معاوية ورجع إلى المدينة فخرج مع أهل الحرة، وقتل معهم في حياة أبيه غانم سنة ثلاث وستين.
حدث عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: " يا حارث كيف أصبحت؟ " قال: أصبحت مؤمناً حقاً؛ قال: " انظر ما تقول، إن لكل حق حقيقة " قال: ألست قد عزفت الدنيا
عن نفسي وأظمأت نهاري وأسهرت ليلي وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً. وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، ولكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها، يعني يصيحون؟ قال: " يا حارث عرفت فالزم " ثلاث مرات.
وكان معقل بن سنان ومحمد بن أبي الجهم في قصر العرصة فأرسل إليهما مسلم انزلا بأمان: فنزلا فأمر بقتلهما فقال محمد بن أبي الجهم: ناولني سيفي ولا ذمة لي عندكم؛ وكان مروان عمل فيه، فقال له مسلم: أنت الذي وفدت على أمير المؤمنين فوصل رحمك وأحسن جائزتك ثم رجعت إلى المدينة تشهد عليه بشرب الخمر؟ والله لا تشهد بعدها شهادة زورٍ أبداً؛ وأمر بقتله، فجزع وجعل يشق جبةً عليه فقال له معقل بن سنان: ما هذا الجزع؟ قال: لو كنت بلغت من السن ما بلغت لم أجزع ولكني شاب حديث السن؛ فقتل وأمر برأسه فوضع بين يدي أبيه قال له: تعرفه؟ قال: نعم، هذا ابن سيد فتيان قريش، ويقال: أمر بالرأس فوضع بين يدي أخيه لأمه موسى بن طلحة، أمهما خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة؛ فقال: هذا رأس سيد فتيان العرب؛ ولمحمد بن أبي الجهم يقول بعض التميميين: من الطويل
نحن ولدنا من قريشٍ خيارها ... أبا الحارث المطعام وابن أبي الجهم
أبو الحارث: يعني عبد الله بن أبي ربيعة، وهو أبو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، وأم عبد الله أسماء بنت مخرمة من بني نهشل؛ فلما قتل محمد بن أبي الجهم قال أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص وعنده بنت أبي الجهم بن حذيفة: أيها الأمير إن الميت عورة الحي، وقد عرفت الصهر بيني وبينه فائذن لي في دفنه، فأذن له.
وكان مسرف بن عقبة بعدما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن
معاوية وأنهبها ثلاثاً أتي بقومٍ من أهل المدينة فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي الجهم فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبدٌ قن، إن شاء أعتقك وإن شاء استرقك فقال: بل أبايع علي أني ابن عم كريمٌ حر؛ فقال: اضربوا عنقه.
وعن ابن شهاب قال:
قال أبو الجهم ليلة أتي بممد بن أبي جهم يحمل حين قتله مسرف: لا والله ما وترت قط قبل الليلة وعنده آل سعيد ويزيد بن عبيد الله بن شيبة بن ربيعة يشهدون محمداً وكان أمية بن عمرو بن سعيد عنده سعدى بنت أبي جهم أخت حميد لأمه فسأل مسرف بن عقبة أن يعطيه محمداً فيجنه فأعطاه إياه فجاءه به فقال أبو الجهم: إنكم يا بني أمية تظنون أن دمي في بني مرة، لا والله ما دمي هناك، وما أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال القائل: من الطويل
ونحن لأفراسٍ أبوهن واحدٌ ... عتاقٌ جيادٌ ليس فيهن محمر
وما لكم فضلٌ علينا بعده سوى ... أنكم قلتم لنا: نحن أكثر
ولستم بأقران العديد لأننا ... صغارٌ وقد يربو الصغير فيكبر
قال وحميد بن أبي جهم أخو محمد أيضاً.
وعن أيوب بن بشير أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج في سفرٍ من أسفاره فلما قرة بحرة زهرة وقف فاسترجع، فساء ذلك من معه وظنوا أن ذلك من أمر سفرهم، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما الذي رأيت؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أما إن ذلك ليس من سفركم هذا " قالوا: فما هو يا رسول الله؟ قال: " يقتل بهذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي ".
قال المدائني: لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبي قبيس مساء تلك الليلة وابن الزبير جالسٌ يسمع: من مجزوء الكامل
قتل الخيار بنو الخيا ... ر ذوو المهابة والسماح
والصائمون القائمو ... ن التائبون أولو الصلاح
المهتدون المتقو ... ن السائقون إلى الفلاح
ماذا بواقم والبقي ... ع من الجحاجح والصباح
وبقاع يثرب ويحه ... ن من النوادب والصياح
فقال ابن الزبير لأصحابه: يا هؤلاء قد قتل أصحابكم، فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ وكان محمد بن أبي الجهم ممن قتل بالحرة قتل صبراً وكانت الحرة سنة ثلاث وستين؛ وقتل يومئذٍ من حملة القرآن سبع مئة