Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=136491#285177
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن مظفر بْن عَلِيّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَر بْن حسن أَبُو الفرج بْن أَبِي الفتوح بْن الملقب رئيس الرؤساء بن المسلمة :
والمسلمة جدتهم من قبل الأم، وهي حميدة بِنْت عَمْرو أسلمت سنة ثلاث وستين ومائتين، وتزوجت يزيد بْن مَنْصُور الكاتب، فأولدها أم كلثوم، فتزوجها أَبُو عُمَر الْحَسَن بْن عُبَيْد جدهم. تولي أَبُو الفرج هَذَا بعد أبيه أستاد راية الْإِمَام المقتفي ثُمَّ لولده المستنجد، وكان عظيمًا فِي أيامه كالوزير، ثُمَّ تولى أمر البيعة للإمام المستضيء بأمر اللَّه فِي سنة ست وستين فولاه الوزارة ولقب عضد الدين، وكان مشكور السيرة، ثُمَّ حسد وسعوا فِيهِ حتَّى عزله المستضيء بعد سنة، ولزم بيته فلم يزالوا عاملين فِي أذاه حتَّى أدت الحال إلى خروجه من داره بأهله من دار الخلافة سنة سبعين، وأقام برباط شيخ الشيوخ أَبِي القاسم عَبْد الرَّحِيم أيامًا ثُمَّ انتقل إلى دار النقيب أَبِي عبد الله ابن المعمر العلوي بأهله ثُمَّ إنه خلع عَلَيْهِ خلعة جميلة غير خلعة الوزارة ثُمَّ ولي الوزارة، وأهان اللَّه أعداءه ونهب دور بعضهم حتَّى عزم عَلَى الحج سنة ثلاث وسبعين.
قَالَ القاضي عُمَر الْقُرَشِيّ: أول سماع الوزير سنة سبع عشرة من أبي القاسم بْن الحصين ثُمَّ من عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد البيهقي وزاهر الشخامي. روى عَنْهُمْ وسمع مِنْهُ عُمَر الْقُرَشِيّ والحافظ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي غالب الباقداري وأبو الفضل عُبَيْد اللَّه وأبو نصر عليّ ابنا الوزير- أعني هُوَ.
قَالَ الْقُرَشِيّ: سمعته يَقُولُ: ولدت سنة سبع عشرة وخمسمائة. وتوجه عازمًا عَلَى الحج سنة ثلاث وسبعين وعبر دجلة ومعه الأكابر فسار حتَّى بلغ قطفتا فعرض لَهُ ثلاثة نفر فِي زي الصوفية، فتقدم أحدهم ومعه رقعة فسأله أخذها مِنْهُ فتقدم حاجب وقَالَ: هات الرقعة. فأبى أن يسلمها إلا إلى الوزير. فأذن الوزير فِي تقديمه فقرب مِنْهُ وتبعه الآخران، فلما وصل إِلَيْه جرحه بسكين معه وتبعه الآخران أيضًا فسقط عن فرسه، فرمى الحاجب نفسه عَلَيْهِ ليقيه فجرح أيضًا وجعل النفر يجولون في الناس
بالسكاكين، فمن تقرب إليهم جرحوه فلم يقدم عليهم أحد، فجرد أَبُو الفضل ابْنُ الوزير سيفه وطلبهم فقتل منهم اثنين وهرب واحد فتعلق بجدار فقتل، ثُمَّ أحرقوا فِي الوقت. وحمل الوزير فمات من يومه.
سَمِعت تميم بْن أَحْمَد البندنيجي يَقُولُ: بلغني أن الوزير يَوْم خروجه ألهم قراءة هَذِهِ الآية: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ
[النساء: 100] . وكان الَّذِينَ قتلوه من الباطنية. قيل إنهم قبل أن يقفوا رأوا فِي مسجد وَقَدْ صلوا عَلَى بعضهم بعضًا صلاة الموت، كَانَ الرجل منهم يتمدد، ويصلي عليه الآخران. حدثنا بذلك الشَّيْخ أَبُو الفرج بْن الجوزي عمن رآهم.