مالك بن أدهم بن محرز بن أسيد
ابن أخشن بن رياح بن أبي خالد الباهلي وبنو باهلة أولاد معن وأولاد مالك أبيه، لأن معناً خلف على امرأة أبيه باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة.
كان المنصور يسأل مالك بن أدهم كثيراً عن حديث عجلان بن سهيل أخي حوثرة بن سهيل، قال: كنا جلوساً مع عجلان إذ مر بنا هشام بن عبد الملك، فقال رجلٌ من القوم: قد مر الأحوال؛ قال: من تعني؟ قال: هشاماً؛ قال: تسمي أمير المؤمنين بالنبز، والله ولولا رحمك لضربت عنقك؛ فقال المنصور: هذا والله الذي ينفع مع مثله المحيا والممات.
قال مالك بن أدهم: غزونا الصائفة مع معاوية بن هشام، فلما قفلنا وقدمنا وفداً إلى هشام، قدم وفد البحر، فأذن لنا هشام جميعاً فدخلنا عليه، وقام خطيبنا، فتكلم فأحسن، ثم قام خطيب البحر من الموالي فبذ خطيبنا كلاماً.
قال: وقد كان بعث البحر نكبوا قبل ذلك ثلاث غزوات؛ فقال خطيب البحر في كلامه: يا أمير المؤمنين إن لكل شيء إسطاماً وإن إسطام الموالي العرب، فإن كان لك بثغرك في البحر حاجةٌ فاسطم الموالي بالعرب، فإنه أحسن لذات بيننا وأسخى لأنفسنا وأهيب لنا في صدور عدونا؛ قال هشام: صدقت ونصحت؛ فقطع البعث على الموالي والعرب.
قيل: إن مالكاً بلغ مئة سنةً، وصحب المنصور، والله أعلم.
نجز الجزء الثالث والعشرون من تاريخ دمشق ويتلوه في الرابع والعشرين إن شاء الله عز وجل مالك بن أسماء بن خارجة علقه عبد الله محمد بن المكرم بن أبي الحسن الأنصاري الكاتب عفا الله عنه وفرغ في العشرين من شهر رجب الفرد سنة أربع وتسعين وست مئة أحسن الله تقضيها الحمد لله رب العالمين كما هو أهله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلامه حسبنا الله ونعم الوكيل /
مالك بن أسماء بن خارجة وفد على عبد الملك بن مروان.
حدث، قال: كنت مع أبي أسماء إذ دخل رجل إلى أمير من الأمراء، فأثنى عليه وأطراه، ثم جاء إلى أبي أسماء، فجلس إليه وهو جالس في جانب الدار، فجرى حديثهما، فما برح حتى وقع فيه، فقال أسماء: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إن ذا اللسانين في الدنيا له يوم القيامة لسانان من نار.
عن أبي الحسن المدائني، قال: أوفد الحجاج مالك بن أسماء بن خارجة إلى عبد الملك، فدخل عليه، فسمع صراخاً في داره، فقال: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: مات أبان بن عبد الملك في هذه الليلة. فقال مالك: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين، فو الله ما على ظهر الأرض أهل بيت أعظم مرزئة، ولا الله أكفى لهم بالواحد الباقي من أنفسهم منكم أهل البيت. فأعجب عبد الملك كلامه، فاستعاده، وفضله.
وكان الحجاج لا يستعمل مالكاً لإدمانه الشراب، واستهتاره به، فكتب عبد الملك إلى الحجاج: إنك أوفدت إلي رجل أهل العراق، فوله وأكرمه.
عن محمد بن عبيد الله العيني، قال:
كان مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري عاملاً للحجاج عل الحيرة، وكان صهراً له، فبلغه عنه شيء، فعزله، فلما ورد عليه قال: أنت القائل: " من الخفيف "
حبذا ليلتي بحيث نسقى ... قهوة من شرابنا ونغنى
حيث دارت بنا الزجاجة حتى ... يحسب الجاهلون أنا جننا
فمررنا بنسوة عطرات ... وسماع وقرقف فنزلنا
وقد مات للحجاج ابن، وأخ لمالك؛ فقال مالك: بل أنا القائل: " من الخفيف "
ربما قد لقيت أمس كئيباً ... أقطع الليل عبرة ونحيبا
أيها المشفق الملح حذاراً ... إن للموت طالباً ورقيبا
فضل ما بين ذي الغنى وأخيه ... أن يعار الغني ثوباً قشيبا
قال: فرقّ الحجاج لهذا الشعر حتى دمعت عيناه، ثم أمر بحبسه وأداء ما عليه، وبعث إلى أهل عمله: أن ارفعوا عليه كل شيء.
فقال بعضهم لبعض: هذا صهر الأمير، ويغضب عليه اليوم ويرضى عنه غداً، لا تتعرضوا له.
فلما دخلوا على الحجاج، دخل عليه شيخ منهم، فسأله، فقال: ما ولينا عامل أعف عن أشعارنا وأبشارنا وأموالنا منه. فضرب ثلاثمئة سوط: ثم دعا بقية أصحابه، فسألهم عنه، فلما رأوا ما أصاب الشيخ رفعوا عليه كل شيء؛ فقال الحجاج: ما تقول يا مالك فيما يقول هؤلاء؟ قال أصلح الله الأمير، مثلي ومثلك ومثل هؤلاء ومثل المضروب مثل أسد كان يخرج إلى الصيد، فصحبه ذئب وثعلب، فخرجوا يتصيدون،
فأصادوا حمار وحش، وتيساً، وأرنباً؛ فقال الأسد للذئب: من يكون القاضي ويقسم هذا بيننا؟ قال: أما الحمار فلك يا أبا الحارث، والتيس لي، والأرنب للثعلب؛ فضربه الأسد ضربة وضع رأسه بين يديه، ثم قال للثعلب: من يقسم هذا بيننا؟ قال: أنت، أصلحك الله. قال الأسد: لا، بل أنت، أنا الأمير وأنت القاضي. قال الثعلب: الحمار لك تتغذى به، والأرنب لك تتفكه به ما بينك وبين الليل، والتيس لك تتعشى به. قال الأسد: ويحك - يا أبا الحصين - ما أعدلك، من علمك هذا القضاء؟ قال: علمنيه الرأس الذي بين يديك؛ ولكن الشيخ المضروب هو الذي علم هؤلاء حتى قالوا ما سمعت؛ فضحك الحجاج، ووصل المضروب، وخلى سبيل العامل.
عن أبي الحسن المدائني، قال: دخل مالك بن أسماء سجن الكوفة، قال: فجلس إلي رجل من بني مرة، ثم اتكأ علي في يوم حار. قال مالك: وأقبل علي المري يحدثني حتى أكثر وغمني، ثم قال: أتدري كم قتلنا منكم في الجاهلية؟ قال: قلت: أما في الجاهلية فلا، ولكن أعرف من قتلتم منا في الإسلام. قال: من؟ قلت: أنا، قد قتلتني غماً.
حدث سعيد بن سلم، قال: كان الحجاج بن يوسف ينشد ول مالك بن أسماء بن خارجة: " من المنسرح "
يا منزل الغيث بعدما قنطوا ... ويا ولي النعماء والمنن
يكون ما شئت أن يكون وما ... قدرت ألا يكون لم يكن
لو شئت إذ كان حبها عرضاً ... لم ترني وجهها ولم ترني
يا جارة الحي كنت لي سكناً ... إذ ليس بعض الجيران بالسكن
أذكر من جارتي ومجلسها ... طرائفاً من حديثها الحسن
ومن حديث يزيدني مقةً ... ما لحديث المحبوب من ثمن
ثم يقول الحجاج: ما له، فضّ الله فاه، ما أشعره، وما أخبره!
عن مصعب بن عبد الله، ويعقوب الزهري، قالا: رأى عمر بن أبي ربيعة رجلاً يطوف بالبيت، فبهره جماله وتمامه، فسأل عنه، فقيل: مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري، فجاءه يعانقه وسلم عليه، وقال: أنت أخي. قال مالك: ومن أنا؟ ومن أنت قال: أما إنك ستعرفني، وأما أنت، فالذي تقول: " من الخفيف "
إن لي عند كل نفحة بستا ... ن من الورد أو من الياسمينا
نظرة والتفاتة لك أرجو ... أن تكوني حللت فيما يلينا
قال: أنت عمر. قال: أنا عمر. قال: وأنت الذي تقول: " من الكامل "
طرقتك بين مسبح ومكبر ... بحطيم مكة حيث سال الأبطح
فحسبت مكة والمشاعر كلها ... ورحالنا باتت بمسك تنفح
قال جهم بن مسعدة: كان بين مالك بن أسماء وبين عيينة بن أسماء بن خارجة شيء، فلما عذب الحجاج بن يوسف عيينة بن أسماء قال مالك بن أسماء: " من الكامل "
لما أتاني عن عيينة أنه ... عان عليه تظاهر الأقياد
نحلت له نفسي النصيحة إنه ... عند الشدائد تذهب الأحقاد
أنشد محمد بن إبراهيم الزبيري، لمالك بن أسماء بن خارجة: " من الخفيف "
أمغطي مني على بصري في ال ... حب أم أنت أكمل الناس حسنا
وحديث ألذه هو مما ... تشتهيه النفوس يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيا ... ناً وخير الحديث ما كان لحنا
عن أبي العباس محمد بن يزيد، قال: أول ما سمعت الرياشي ينشد شعراً لمالك بن أسماء بن خارجة: " من الكامل "
يا ليت لي خصاً بداركم ... بدلاً بداري في بني أسد
الخص فيه تقر أعيننا ... خير من الآجر والكمد
وعن الشافعي، قال: كانت لهند بنت أسماء جارية حسناء ظريفة، وكان أخواها عيينة ومالك يتعشقانها، ويكتمان ذلك، ثم إن عيينة كتب إلى أخيه مالك يستشفع به على أخته هند، فكتب مالك إلى عيينة جوابه: " من الكامل "
أعيين هلا إذ كلفت بها ... كنت استغثت بفارغ العقل
أقبلت ترجو الغوث من قبلي ... والمستغاث إليه في شغل
فلما قرأ جواب أخيه علم أن به مثل ما به، فأمسك عن ذلك.
ابن أخشن بن رياح بن أبي خالد الباهلي وبنو باهلة أولاد معن وأولاد مالك أبيه، لأن معناً خلف على امرأة أبيه باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة.
كان المنصور يسأل مالك بن أدهم كثيراً عن حديث عجلان بن سهيل أخي حوثرة بن سهيل، قال: كنا جلوساً مع عجلان إذ مر بنا هشام بن عبد الملك، فقال رجلٌ من القوم: قد مر الأحوال؛ قال: من تعني؟ قال: هشاماً؛ قال: تسمي أمير المؤمنين بالنبز، والله ولولا رحمك لضربت عنقك؛ فقال المنصور: هذا والله الذي ينفع مع مثله المحيا والممات.
قال مالك بن أدهم: غزونا الصائفة مع معاوية بن هشام، فلما قفلنا وقدمنا وفداً إلى هشام، قدم وفد البحر، فأذن لنا هشام جميعاً فدخلنا عليه، وقام خطيبنا، فتكلم فأحسن، ثم قام خطيب البحر من الموالي فبذ خطيبنا كلاماً.
قال: وقد كان بعث البحر نكبوا قبل ذلك ثلاث غزوات؛ فقال خطيب البحر في كلامه: يا أمير المؤمنين إن لكل شيء إسطاماً وإن إسطام الموالي العرب، فإن كان لك بثغرك في البحر حاجةٌ فاسطم الموالي بالعرب، فإنه أحسن لذات بيننا وأسخى لأنفسنا وأهيب لنا في صدور عدونا؛ قال هشام: صدقت ونصحت؛ فقطع البعث على الموالي والعرب.
قيل: إن مالكاً بلغ مئة سنةً، وصحب المنصور، والله أعلم.
نجز الجزء الثالث والعشرون من تاريخ دمشق ويتلوه في الرابع والعشرين إن شاء الله عز وجل مالك بن أسماء بن خارجة علقه عبد الله محمد بن المكرم بن أبي الحسن الأنصاري الكاتب عفا الله عنه وفرغ في العشرين من شهر رجب الفرد سنة أربع وتسعين وست مئة أحسن الله تقضيها الحمد لله رب العالمين كما هو أهله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلامه حسبنا الله ونعم الوكيل /
مالك بن أسماء بن خارجة وفد على عبد الملك بن مروان.
حدث، قال: كنت مع أبي أسماء إذ دخل رجل إلى أمير من الأمراء، فأثنى عليه وأطراه، ثم جاء إلى أبي أسماء، فجلس إليه وهو جالس في جانب الدار، فجرى حديثهما، فما برح حتى وقع فيه، فقال أسماء: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إن ذا اللسانين في الدنيا له يوم القيامة لسانان من نار.
عن أبي الحسن المدائني، قال: أوفد الحجاج مالك بن أسماء بن خارجة إلى عبد الملك، فدخل عليه، فسمع صراخاً في داره، فقال: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: مات أبان بن عبد الملك في هذه الليلة. فقال مالك: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين، فو الله ما على ظهر الأرض أهل بيت أعظم مرزئة، ولا الله أكفى لهم بالواحد الباقي من أنفسهم منكم أهل البيت. فأعجب عبد الملك كلامه، فاستعاده، وفضله.
وكان الحجاج لا يستعمل مالكاً لإدمانه الشراب، واستهتاره به، فكتب عبد الملك إلى الحجاج: إنك أوفدت إلي رجل أهل العراق، فوله وأكرمه.
عن محمد بن عبيد الله العيني، قال:
كان مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري عاملاً للحجاج عل الحيرة، وكان صهراً له، فبلغه عنه شيء، فعزله، فلما ورد عليه قال: أنت القائل: " من الخفيف "
حبذا ليلتي بحيث نسقى ... قهوة من شرابنا ونغنى
حيث دارت بنا الزجاجة حتى ... يحسب الجاهلون أنا جننا
فمررنا بنسوة عطرات ... وسماع وقرقف فنزلنا
وقد مات للحجاج ابن، وأخ لمالك؛ فقال مالك: بل أنا القائل: " من الخفيف "
ربما قد لقيت أمس كئيباً ... أقطع الليل عبرة ونحيبا
أيها المشفق الملح حذاراً ... إن للموت طالباً ورقيبا
فضل ما بين ذي الغنى وأخيه ... أن يعار الغني ثوباً قشيبا
قال: فرقّ الحجاج لهذا الشعر حتى دمعت عيناه، ثم أمر بحبسه وأداء ما عليه، وبعث إلى أهل عمله: أن ارفعوا عليه كل شيء.
فقال بعضهم لبعض: هذا صهر الأمير، ويغضب عليه اليوم ويرضى عنه غداً، لا تتعرضوا له.
فلما دخلوا على الحجاج، دخل عليه شيخ منهم، فسأله، فقال: ما ولينا عامل أعف عن أشعارنا وأبشارنا وأموالنا منه. فضرب ثلاثمئة سوط: ثم دعا بقية أصحابه، فسألهم عنه، فلما رأوا ما أصاب الشيخ رفعوا عليه كل شيء؛ فقال الحجاج: ما تقول يا مالك فيما يقول هؤلاء؟ قال أصلح الله الأمير، مثلي ومثلك ومثل هؤلاء ومثل المضروب مثل أسد كان يخرج إلى الصيد، فصحبه ذئب وثعلب، فخرجوا يتصيدون،
فأصادوا حمار وحش، وتيساً، وأرنباً؛ فقال الأسد للذئب: من يكون القاضي ويقسم هذا بيننا؟ قال: أما الحمار فلك يا أبا الحارث، والتيس لي، والأرنب للثعلب؛ فضربه الأسد ضربة وضع رأسه بين يديه، ثم قال للثعلب: من يقسم هذا بيننا؟ قال: أنت، أصلحك الله. قال الأسد: لا، بل أنت، أنا الأمير وأنت القاضي. قال الثعلب: الحمار لك تتغذى به، والأرنب لك تتفكه به ما بينك وبين الليل، والتيس لك تتعشى به. قال الأسد: ويحك - يا أبا الحصين - ما أعدلك، من علمك هذا القضاء؟ قال: علمنيه الرأس الذي بين يديك؛ ولكن الشيخ المضروب هو الذي علم هؤلاء حتى قالوا ما سمعت؛ فضحك الحجاج، ووصل المضروب، وخلى سبيل العامل.
عن أبي الحسن المدائني، قال: دخل مالك بن أسماء سجن الكوفة، قال: فجلس إلي رجل من بني مرة، ثم اتكأ علي في يوم حار. قال مالك: وأقبل علي المري يحدثني حتى أكثر وغمني، ثم قال: أتدري كم قتلنا منكم في الجاهلية؟ قال: قلت: أما في الجاهلية فلا، ولكن أعرف من قتلتم منا في الإسلام. قال: من؟ قلت: أنا، قد قتلتني غماً.
حدث سعيد بن سلم، قال: كان الحجاج بن يوسف ينشد ول مالك بن أسماء بن خارجة: " من المنسرح "
يا منزل الغيث بعدما قنطوا ... ويا ولي النعماء والمنن
يكون ما شئت أن يكون وما ... قدرت ألا يكون لم يكن
لو شئت إذ كان حبها عرضاً ... لم ترني وجهها ولم ترني
يا جارة الحي كنت لي سكناً ... إذ ليس بعض الجيران بالسكن
أذكر من جارتي ومجلسها ... طرائفاً من حديثها الحسن
ومن حديث يزيدني مقةً ... ما لحديث المحبوب من ثمن
ثم يقول الحجاج: ما له، فضّ الله فاه، ما أشعره، وما أخبره!
عن مصعب بن عبد الله، ويعقوب الزهري، قالا: رأى عمر بن أبي ربيعة رجلاً يطوف بالبيت، فبهره جماله وتمامه، فسأل عنه، فقيل: مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري، فجاءه يعانقه وسلم عليه، وقال: أنت أخي. قال مالك: ومن أنا؟ ومن أنت قال: أما إنك ستعرفني، وأما أنت، فالذي تقول: " من الخفيف "
إن لي عند كل نفحة بستا ... ن من الورد أو من الياسمينا
نظرة والتفاتة لك أرجو ... أن تكوني حللت فيما يلينا
قال: أنت عمر. قال: أنا عمر. قال: وأنت الذي تقول: " من الكامل "
طرقتك بين مسبح ومكبر ... بحطيم مكة حيث سال الأبطح
فحسبت مكة والمشاعر كلها ... ورحالنا باتت بمسك تنفح
قال جهم بن مسعدة: كان بين مالك بن أسماء وبين عيينة بن أسماء بن خارجة شيء، فلما عذب الحجاج بن يوسف عيينة بن أسماء قال مالك بن أسماء: " من الكامل "
لما أتاني عن عيينة أنه ... عان عليه تظاهر الأقياد
نحلت له نفسي النصيحة إنه ... عند الشدائد تذهب الأحقاد
أنشد محمد بن إبراهيم الزبيري، لمالك بن أسماء بن خارجة: " من الخفيف "
أمغطي مني على بصري في ال ... حب أم أنت أكمل الناس حسنا
وحديث ألذه هو مما ... تشتهيه النفوس يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيا ... ناً وخير الحديث ما كان لحنا
عن أبي العباس محمد بن يزيد، قال: أول ما سمعت الرياشي ينشد شعراً لمالك بن أسماء بن خارجة: " من الكامل "
يا ليت لي خصاً بداركم ... بدلاً بداري في بني أسد
الخص فيه تقر أعيننا ... خير من الآجر والكمد
وعن الشافعي، قال: كانت لهند بنت أسماء جارية حسناء ظريفة، وكان أخواها عيينة ومالك يتعشقانها، ويكتمان ذلك، ثم إن عيينة كتب إلى أخيه مالك يستشفع به على أخته هند، فكتب مالك إلى عيينة جوابه: " من الكامل "
أعيين هلا إذ كلفت بها ... كنت استغثت بفارغ العقل
أقبلت ترجو الغوث من قبلي ... والمستغاث إليه في شغل
فلما قرأ جواب أخيه علم أن به مثل ما به، فأمسك عن ذلك.