كلثوم بن عياض بن وحوح
ابن قيس بن الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري ولي دمشق لهشام بن عبد الملك، ثم ولي غزو المغرب، فقتل هناك.
عن الهيثم بن عمران قال: سمعت كلثوم بن عياض القشيري، وهو على منبر دمشق ليلي هشام وهو يقول: من آثر الله آثره الله، فرحم الله عبداً استعان بنعمته على طاعته، ولم يستعن بنعمته على معصيته؛ فإنه لا يأتي على صاحب الجنة ساعة إلا وهو مزاد صنفاً من النعيم لا يكون يعرفه، ولا يأتي على صاحب العذاب ساعة إلا وهو مستنكر لشيء من العذاب لم يكن يعرفه.
وقال: سمعت كلثوم بن عياض القشيري أمير دمشق، في آخر خلافة هشام بن عبد الملك يخطب يوم الجمعة هذه الخطبة: الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ة ومن يعصهما فقد غوى. أسأل الله ربنا ورب كل شيء يجعلنا وإياكم ممن يطيعه ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله. أوصيكم بتقوى الله، وإيثار طاعته، فأنه من آثر الله آثره الله، ومن عمل بأمر الله أرشده الله، ومن ترك ذلك لم يضرر إلا نفسه، ولم ينقص إلا حظه، ووجد الله غنياً حميداً. اتقوا الله، وصية الله في الأولين والآخرين من عباده، وأحق الوصايا أن يحافظ عليها، وينتفع بها وصية الله. قال الله - تبارك وتعالى -: " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنياً حميداً ". من أراد يدرك آخر ما رغب الله فيه، وينجو من أسوأ ما خوف الله منه، فليتق الله في السر والعلانية، فإن الله جعل العاقبة للمتقين، وليسمع وليطع، فإن الله يقول: " وإن تطيعوه تهتدوا ". وليذكر الله كثيراً، فإن الله جعل للذاكرين الله مغفرة وأجراً عظيماً. أسعد الناس بقضاء الله في الأمور كلها المؤمن؛ إن قضى الله فيما يوافق هواه حمد الله وشكر، فاستوجب على الله ما يجزي الصابرين. إن الله لم يدع لأحد عليه حجة؛ بين كل شيء على الخير، ويسره، وبين الشر وحذره. فلو أن أدناكم علماً أتى بما عنده أمة من الناس كفاراً، كثيراً عددهم، شديداً بأسهم، شديداً كفرهم، فأمرهم بما يعلم مما يحب الله، ونهاهم عما يعلم مما يكره الله، فأطاعوه دخلوا الجنة. أبصر
امرؤ والبصر ينفعه، وعقل، والعقل ينفعه؛ فإن الله يقول في آي تترى من القرآن: " أفلا يبصرون "، " أفلا يعقلون "، " فأنى تؤفكون ". تفكر امرؤ لما خلق له، الفراغ أم العمل؟ الشقاء أم السعادة؟ الجنة أم النار؟ قال الله - تبارك وتعالى -: " إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً " اللهم صل على محمد عبدك ونبيك، اللهم أعظم برهانه، وشرف بنيانه، واجعله أعظم عبادك عليك حقاً، وأقربهم منك مجلساً، وأكثرهم يوم يلقاك تابعة. والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
قال أبو سعيد بن يونس: كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على إفريقية. وكان مقتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وذكر أبو جعفر الطبري أنه قتل سنة اثنتين وعشرين.
وقال الليث بن سعد: وفي سنة أربع وعشرين ومائة قتل أمير إفريقية.
ومثله من طريق خليفة، وقال: وافترقت الصفرية فرقتين فرقة عليها خالد بن حميد، وفرقة عليها سالم أبو يوسف الأزدي، فسار إليهم كلثوم بن عياض، واجتمعا جميعاً، فلقيه كلثوم بن عياض على واد من أودية طنجة، فقتل كلثوم، ومحمد بن عبيد الله الأزدي، ويزيد بن سعيد بن عمرو الحرشي، وحبيب بن أبي عبيدة. واستباحوا عسكر كلثوم، وسبوا الذرية، وانهزم بلج بن بشر ابن عم كلثوم بالناس، فاتبعهم أبو يوسف، وخالد بن حميد، وفي ساقة بلج بن بشر حسان بن عتاهية، فلما غشوه قاتلهم، وصبر لهم، وقتلهم
وهزمهم، وقتل أبو يوسف، وناس كثير من الصفرية. وضت الصفرية على هزيمتها، ومضى بلج وأصحابه، فنزلوا الحصن.
ابن قيس بن الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري ولي دمشق لهشام بن عبد الملك، ثم ولي غزو المغرب، فقتل هناك.
عن الهيثم بن عمران قال: سمعت كلثوم بن عياض القشيري، وهو على منبر دمشق ليلي هشام وهو يقول: من آثر الله آثره الله، فرحم الله عبداً استعان بنعمته على طاعته، ولم يستعن بنعمته على معصيته؛ فإنه لا يأتي على صاحب الجنة ساعة إلا وهو مزاد صنفاً من النعيم لا يكون يعرفه، ولا يأتي على صاحب العذاب ساعة إلا وهو مستنكر لشيء من العذاب لم يكن يعرفه.
وقال: سمعت كلثوم بن عياض القشيري أمير دمشق، في آخر خلافة هشام بن عبد الملك يخطب يوم الجمعة هذه الخطبة: الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ة ومن يعصهما فقد غوى. أسأل الله ربنا ورب كل شيء يجعلنا وإياكم ممن يطيعه ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله. أوصيكم بتقوى الله، وإيثار طاعته، فأنه من آثر الله آثره الله، ومن عمل بأمر الله أرشده الله، ومن ترك ذلك لم يضرر إلا نفسه، ولم ينقص إلا حظه، ووجد الله غنياً حميداً. اتقوا الله، وصية الله في الأولين والآخرين من عباده، وأحق الوصايا أن يحافظ عليها، وينتفع بها وصية الله. قال الله - تبارك وتعالى -: " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنياً حميداً ". من أراد يدرك آخر ما رغب الله فيه، وينجو من أسوأ ما خوف الله منه، فليتق الله في السر والعلانية، فإن الله جعل العاقبة للمتقين، وليسمع وليطع، فإن الله يقول: " وإن تطيعوه تهتدوا ". وليذكر الله كثيراً، فإن الله جعل للذاكرين الله مغفرة وأجراً عظيماً. أسعد الناس بقضاء الله في الأمور كلها المؤمن؛ إن قضى الله فيما يوافق هواه حمد الله وشكر، فاستوجب على الله ما يجزي الصابرين. إن الله لم يدع لأحد عليه حجة؛ بين كل شيء على الخير، ويسره، وبين الشر وحذره. فلو أن أدناكم علماً أتى بما عنده أمة من الناس كفاراً، كثيراً عددهم، شديداً بأسهم، شديداً كفرهم، فأمرهم بما يعلم مما يحب الله، ونهاهم عما يعلم مما يكره الله، فأطاعوه دخلوا الجنة. أبصر
امرؤ والبصر ينفعه، وعقل، والعقل ينفعه؛ فإن الله يقول في آي تترى من القرآن: " أفلا يبصرون "، " أفلا يعقلون "، " فأنى تؤفكون ". تفكر امرؤ لما خلق له، الفراغ أم العمل؟ الشقاء أم السعادة؟ الجنة أم النار؟ قال الله - تبارك وتعالى -: " إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً " اللهم صل على محمد عبدك ونبيك، اللهم أعظم برهانه، وشرف بنيانه، واجعله أعظم عبادك عليك حقاً، وأقربهم منك مجلساً، وأكثرهم يوم يلقاك تابعة. والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
قال أبو سعيد بن يونس: كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على إفريقية. وكان مقتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وذكر أبو جعفر الطبري أنه قتل سنة اثنتين وعشرين.
وقال الليث بن سعد: وفي سنة أربع وعشرين ومائة قتل أمير إفريقية.
ومثله من طريق خليفة، وقال: وافترقت الصفرية فرقتين فرقة عليها خالد بن حميد، وفرقة عليها سالم أبو يوسف الأزدي، فسار إليهم كلثوم بن عياض، واجتمعا جميعاً، فلقيه كلثوم بن عياض على واد من أودية طنجة، فقتل كلثوم، ومحمد بن عبيد الله الأزدي، ويزيد بن سعيد بن عمرو الحرشي، وحبيب بن أبي عبيدة. واستباحوا عسكر كلثوم، وسبوا الذرية، وانهزم بلج بن بشر ابن عم كلثوم بالناس، فاتبعهم أبو يوسف، وخالد بن حميد، وفي ساقة بلج بن بشر حسان بن عتاهية، فلما غشوه قاتلهم، وصبر لهم، وقتلهم
وهزمهم، وقتل أبو يوسف، وناس كثير من الصفرية. وضت الصفرية على هزيمتها، ومضى بلج وأصحابه، فنزلوا الحصن.