كعب بن معدان الأزدي
ثم الأشقري والأشاقر: قيلة من الأزد. أصله من عمان، وسكن خراسان. وكان أحد الشعراء الخطباء الشجعان، وله في حرب الأزارقة مع الملهب آثار. ووفد على عبد الملك بن مروان قال أحمد بن سيار:
كعب بن معدان الشقري، وهو من التابعين، وهو أبو فيروز بن كعب. رجل شريف، منزلهم فيما بين النهرين: نهر الرزيق، ونهر ماجان.
قال أبو نصر الحافظ: الأشقري: بالقاف.
عن المدائني قال: لما افتتح المهلب خراسان، ونفى عنها الخوارج، وتفرقت الأزارقة كتب الحجاج إلى ملهب أن اكتب إلي بخبر الوقعة، واشرح لي القصة حتى كأني شاهدها. فلما قرأ المهلب كتابه وجه إليه بكعب الأشقري، فلما قدم عليه أنشده قصيدته وهي ستون بيتاً يقتص فيها خبر الأزارقة، ولا يخرم شيئاً حتى وفاه الخبر، فقال له الحجاج: أخطيب أنت أم شاعر؟ قال: كل ذاك - أعز الله الأمير - فقال له الحجاج: أخبرني عن بني المهلب؟ فقال: المغيرة سيدهم، وكفاك بزيد فارساً، وما لقي الأبطال مثل حبيب، وما يستحي شجاع أن يفر عن مدرك، وعبد الملك موت ناقع، وحسبك بالمفضل في النجدة، وأسمحهم قبيصة، ومحمد فليث غاب.
فقال له الحجاج: ما أراك فضلت عليهم واحداً منهم، فأخبرني عن جملتهم، ومن أفضلهم؟ قال: هم - أعز الله الأمير - كالحلقة، لا يدرى أين طرفها، فقال: إن خبر حربكم - كان بلغني - عظيماً، أفكذلك كان؟ قال: أعز الله الأمير، كان السماع بها دون العيان. قال: أخبرني كيف رضى المهلب عن بنيه، ورضى بنيه عنه؟ فقال: أعز الله الأمير، شفقة الوالد، وبر الولد، قال: أخبرني كيف فاتكم قطري؟ قال: كدناه في منزله فتحول عنه، وتوهم أنه قد كادنا بذلك، قال: فهلا اتبعتموه؟ فقال: إن الكلب إذا أجحر عقر. فأطرق الحجاج ملياً، ثم قال له: أكنت تهيأت لهذا الكلام؟ فقال: لا يعلم الغيب إلا الله، قال الحجاج: لقد كان المهلب أعلم بك مني إذ أرسلك إلي! قال محمد بن يزيد والعتبي: أفد المهلب بن أبي صفرة كعب بن معدان الأشقري ومعه مرة بن التليد الأزذي إلى الحجاج بخبر وقعة كانت له مع الأزارقة، فلما قدما عليه، ودخلا داره بدر كعب بن معدان فأنشد الحجاج قوله: " من البسيط "
يا حفص إن عداني عنكم السفر ... وقد سهرت فآذى عيني السهر
علقت يا كعب بعد الشيب غانية ... والشيب فيه عن الأهواء مزدجر
أممسك أنت عنها بالذي عهدت ... أم حبلها إذا نأتك اليوم منبتر
ذكرت خوداً بأعلى الطف منزلها ... في غرفة دونها الأبواب والحجر
وقد تركت بشط الزابيين لها ... داراً بها يسعد البادون والحضر
واخترت داراً بها حي أسر بهم ... ما زال فيهم لمن تختاره خير
أبا سعيد إني سرت منتجعاً ... أرجو نوالك لما مسني الضرر
لما نبت بي بلادي سرت منتجعاً ... وطالب الخير مرتاد ومنتظر
لولا المهلب ما زرنا بلادهم ... ما دامت الأرض فيها الماء والشجر
وما من الناس من حي علمتهم ... إلا يرى فيهم من سيبكم أثر
أحييتهم بسجال من يديك كما ... تحيا البلاد إذا ما جادها المطر
إني لأرجو إذا ما فاقة نزلت ... فضلاً من الله في كفيك يبتدر
وهي قصيدة طويلة.
وقال كعب الأشقري في قتيبة بن مسلم: " من البسيط "
لا يدرك الناس ما قدمت من حسن ... ولا يفوتك مما قدموا شرف
عن المدائني: أن يزيد بن المهلب جبس كعباً لهجاء بلغه عنه، ودس إليه ابن أخ له، فقتله بعمان، لأنه هرب من خراسان إليها، وكان بين كعب وبين أخيه مهاجاة، وقيل إن زياد بن المهلب هو الذي دس إليه في فتنة يزيد بن المهلب.
ثم الأشقري والأشاقر: قيلة من الأزد. أصله من عمان، وسكن خراسان. وكان أحد الشعراء الخطباء الشجعان، وله في حرب الأزارقة مع الملهب آثار. ووفد على عبد الملك بن مروان قال أحمد بن سيار:
كعب بن معدان الشقري، وهو من التابعين، وهو أبو فيروز بن كعب. رجل شريف، منزلهم فيما بين النهرين: نهر الرزيق، ونهر ماجان.
قال أبو نصر الحافظ: الأشقري: بالقاف.
عن المدائني قال: لما افتتح المهلب خراسان، ونفى عنها الخوارج، وتفرقت الأزارقة كتب الحجاج إلى ملهب أن اكتب إلي بخبر الوقعة، واشرح لي القصة حتى كأني شاهدها. فلما قرأ المهلب كتابه وجه إليه بكعب الأشقري، فلما قدم عليه أنشده قصيدته وهي ستون بيتاً يقتص فيها خبر الأزارقة، ولا يخرم شيئاً حتى وفاه الخبر، فقال له الحجاج: أخطيب أنت أم شاعر؟ قال: كل ذاك - أعز الله الأمير - فقال له الحجاج: أخبرني عن بني المهلب؟ فقال: المغيرة سيدهم، وكفاك بزيد فارساً، وما لقي الأبطال مثل حبيب، وما يستحي شجاع أن يفر عن مدرك، وعبد الملك موت ناقع، وحسبك بالمفضل في النجدة، وأسمحهم قبيصة، ومحمد فليث غاب.
فقال له الحجاج: ما أراك فضلت عليهم واحداً منهم، فأخبرني عن جملتهم، ومن أفضلهم؟ قال: هم - أعز الله الأمير - كالحلقة، لا يدرى أين طرفها، فقال: إن خبر حربكم - كان بلغني - عظيماً، أفكذلك كان؟ قال: أعز الله الأمير، كان السماع بها دون العيان. قال: أخبرني كيف رضى المهلب عن بنيه، ورضى بنيه عنه؟ فقال: أعز الله الأمير، شفقة الوالد، وبر الولد، قال: أخبرني كيف فاتكم قطري؟ قال: كدناه في منزله فتحول عنه، وتوهم أنه قد كادنا بذلك، قال: فهلا اتبعتموه؟ فقال: إن الكلب إذا أجحر عقر. فأطرق الحجاج ملياً، ثم قال له: أكنت تهيأت لهذا الكلام؟ فقال: لا يعلم الغيب إلا الله، قال الحجاج: لقد كان المهلب أعلم بك مني إذ أرسلك إلي! قال محمد بن يزيد والعتبي: أفد المهلب بن أبي صفرة كعب بن معدان الأشقري ومعه مرة بن التليد الأزذي إلى الحجاج بخبر وقعة كانت له مع الأزارقة، فلما قدما عليه، ودخلا داره بدر كعب بن معدان فأنشد الحجاج قوله: " من البسيط "
يا حفص إن عداني عنكم السفر ... وقد سهرت فآذى عيني السهر
علقت يا كعب بعد الشيب غانية ... والشيب فيه عن الأهواء مزدجر
أممسك أنت عنها بالذي عهدت ... أم حبلها إذا نأتك اليوم منبتر
ذكرت خوداً بأعلى الطف منزلها ... في غرفة دونها الأبواب والحجر
وقد تركت بشط الزابيين لها ... داراً بها يسعد البادون والحضر
واخترت داراً بها حي أسر بهم ... ما زال فيهم لمن تختاره خير
أبا سعيد إني سرت منتجعاً ... أرجو نوالك لما مسني الضرر
لما نبت بي بلادي سرت منتجعاً ... وطالب الخير مرتاد ومنتظر
لولا المهلب ما زرنا بلادهم ... ما دامت الأرض فيها الماء والشجر
وما من الناس من حي علمتهم ... إلا يرى فيهم من سيبكم أثر
أحييتهم بسجال من يديك كما ... تحيا البلاد إذا ما جادها المطر
إني لأرجو إذا ما فاقة نزلت ... فضلاً من الله في كفيك يبتدر
وهي قصيدة طويلة.
وقال كعب الأشقري في قتيبة بن مسلم: " من البسيط "
لا يدرك الناس ما قدمت من حسن ... ولا يفوتك مما قدموا شرف
عن المدائني: أن يزيد بن المهلب جبس كعباً لهجاء بلغه عنه، ودس إليه ابن أخ له، فقتله بعمان، لأنه هرب من خراسان إليها، وكان بين كعب وبين أخيه مهاجاة، وقيل إن زياد بن المهلب هو الذي دس إليه في فتنة يزيد بن المهلب.