كعب بن ماتع بن هيتوع
- ويقال: هلسوع - بن ذي هجري بن ميتم بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد - ويقال: كعب بن ماتع بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن فطن بن عوف بن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ أبو إسحاق الحميري من آل ذي رغين - ويقال: من ذي الكلاع - ثم من بني ميتم المعروف بكعب
الأحبار. من مسلمة أهل الكتاب. أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم في خلافة أبي لكر، ويقال: في خلافة عمر. قدم الشام، وسكن حمص.
روى عن عمر بن الخطاب قال: أسر إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " إن أخوف من أخاف على أمتي أئمة مضلين ". قال كعب: فقلت: والله ما أخاف على هذه الأمة غيرهم.
قال أبو أحمد العسكري: كعب الحبر هو ابن ماتع، ويقال بكسر الحاء، وفتحها أكثر.
قال علي بن هبة الله: وأما ميتم - بفتح الميم وسكون الياء وبعدها تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها - في نسب حمير: ميتم بن سعد بطن في ذي الكلاع رهط كعب الأحبار بن ماتع بن هيسوع بن ذي هجران بن سمي.
عن أبي إدريس الخولاني قال: كان أبو مسلم الجليلي معلم كعب الحبر، وكان يلزمه إبطاءه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: وبعثني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال كعب: وخرجت حتى أتيت ذا قرنات، فقال لي: أين تأخذ ياكعب؟ فقلت: أريد هذا النبي، فقال: والله لئن كان نبياً إنه الآن لتحت التراب. فخرجت، فإذا أنا براكب، فقلت: الخبر، فقال: مات محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وارتدت العرب.
قال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز يقول: أسلم كعب على يدي أبي بكر.
قال أبو نعيم: كعب بن ماتع الحبر، أبو إسحاق، أدرك عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره. كان إسلامه في خلافة عمر.
وذلك أنه مر برجل من أصاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يقرأ هذه الآية: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب الكتاب آمنوا بما أنزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها، أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت، وكان أمر الله مفعولا ". قال: فأسلم كعب، ثم قدم على عمر بن الخطاب، ثم استأذنه بعد في غزو الروم، فأذن له.
قالوا: ووقع الطاعون بعد بالشام، ومصر، والعراق، واستعز بالشام، ومات فيه الناس الذين هم الناس، في المحرم، وصفر. وارتفع عن الناس، وكتبو بذلك إلى عمر - ما خلا الشام - فخرج حتى إذا كان منها قريباً بلغه أنه أشد ما كان، فقال: - وقال الصحابة - قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا كان بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا عليكم "، فرجع، حتى ارتفع عنها، وكتبوا إليه بذلك، وبما في أيديهم من المواريث، فجمع الناس في سنة سبع عشرة في جمادى الأولى، فاستشارهم في البلدان، فقال: إني قد بدا لي أن أطوف على المسلمين في بلدانهم، ولأنظر في آثارهم فأشيروا علي. وكعب الأحبار في القوم، وفي تلك السنة أسلم في إمارة عمر.
عن سعيد بن المسيب قال: قال العباس رضي الله عنه لكعب: ما منعك أن تسلم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر حتى أسلمت الآن على عهد عمر - رضي الله عنه - فقال كعب: إن أبي كتب لي كتاباً من التوراة، ودفعه إلي، وقال: اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه، وأخذ علي بحق الوالد على ولده ألا أفض الخاتم. فلما كان الآن ورأيت الإسلام يظهر، ولم أر بأساً قالت لي نفسي: لعل أباك غيب عنك علماً كتمك، فلو قرأته، فضضت للخاتم، فقرأته، فوجدت فيه صفة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمته، فجئت الآن مسلماً. فوالى العباس.
وقد قيل إنه أسلم في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على يدي علي، وتأخرت هجرته إلى زمن عمر.
عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: لما قدم علي اليمن خطب بها، وبلغ كعب الأخبار قيامه بخطبته فأقبل على راحلته في حلة ومعه حبر من أحبار يهود حتى استمعا له، فوافقاه وهو يقول:
أن من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار. فقال كعب: صدق، فقال علي: ومنهم من لا يبصر بالليل، ولا يبصر بالنهار، فقال كعب: صدق. ومن يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة. فقال كعب: صدق. فقال الحبر: وكيف تصدقه؟! قال: أما قوله: من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار فهو المؤمن بالكتاب الأول، ولا يؤمن بالكتاب الآخر. وأما قوله: منهم من لا يبصر بالليل، ولا يبصر بالنهار، فهو الذي لا يؤمن بالكتاب الأول ولا الآخر. وأما قوله من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة فهو ما يقبل الله من الصدقات، قال: وهو مثل رأيته بين. قالوا: وجاء كعباص سائلاً فأعطاه حلته - ومضى الحبر مغضباً.
ومثلت بين يدي كعب امرأة تقول: من يبادل راحلة براحلة؟ فقال كعب: وزيادة حلة؟ قالت: نعم. فأخذ كعب وأعطى، وركب الراحلة، ولبس الحلة، وأسرع المسير حتى لحق الحبر وهو يقول: من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة! قال كعب الأحبار: لما قدم علي اليمن لقيته، فقلت: أخبرني عن صفة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل يخبرني عنه، وجعلت أتبسم، فقال: مم تتبسم؟ فقال: مما يوافق ما عندنا في صفته، فقلت: ما يحل وما يحرم؟ فأخبرني، فقلت: هو عندنا كما وصفت. وصدقت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمنت به، ودعوت من قبلنا من أحبارنا، وأخرجت إليهم سفراً فقلت: هذا كان أبي يختمه علي ويقول: لا تفتحه حتى تسمع بنبي يخرج بيثرب. قال: فأقمت باليمن على إسلامي حتى توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي أبو بكر فقدمت في خلافة عمر بن الخطاب، ويا ليت أني كنت تقدمت في الهجرة!
عن كعب قال: يلومني أحبار بني إسرائيل أني دخلت في أمة فرقهم الله أولاً ثم جمعهم، فأدخلهم الجنة جميعاً. ثم تلا هذه الآية: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه " حتى بلغ " جنات عدن يدخلونها ".
قال ابن جريج: سمعت عطاء يقول: " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات "، وزعم أن هؤلاء الأصناف الثلاثة نحن أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزعم أن قوله: " جنات عدن يدخلونها " في هؤلاء الأصناف الثلاثة، وأن كعباً قال: هم أمة محمد هؤلاء الأصناف الثلاثة. فأنا أقيم على اليهودية، وأدع هذا الدين!؟ عن أبي المتوكل الناجي قال: أتى حبر من أحبار اليهود إلى كعب، فقال: تركت دين موسى، وتبعت دين محمد؟ قال: أنا على دين موسى وتبعت دين محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ولم ذاك؟ قال: إني وجدت أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسمون يوم القيامة ثلاثة أثلاث: ثلثاً يدخلون الجنة بغير حساب، وثلثاً يحاسبون حساباً يسيراً ويدخلون الجنة، وثلثاً يقول الله لملائكته: قلبوا عبادي ما كانوا يعملون، فيقلبوهم، فيقولون: يا ربنا، نرى ذنوباً كثيرة، وخطايا عظيمة. ثم يقول ذلك ثلاث مرات. ثم يقول: قلبوا ألسنتهم فانظروا ما كانوا يقولون، فيقلبون ألسنتهم، فيقولون: يا ربنا، نراهم كانوا يخلصون لك، لا يشركون بك شيئاً، فيقول: اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم فيما أخلصوا، ولم يشركوا بي شيئاً. فقال له الحبر: فإن كنت صادقاً ما كسوت رب العالمين؟ - وذكر الحكاية إلى أن قال: - قال: فقال له الحبر: صدقت، وأسلم.
قال كعب الحبر: لولا كلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت لجعلني اليهود كلباً نباحاً، أو حماراً
نهاقاً من سحرهم، فأدعوا بهن أسلم من سحرهم: " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، أعوذ بوجه الله العظيم الجليل، الذي لا يخفر جاره، والذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر السامة والعامة، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شرما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ، وبرأ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ".
حدث كعب أن عمر قال له:
يا كعب، خوفنا. قال: قلت: يا أمير المؤمنين، أليس فيكم كتاب الله - تبارك وتعالى - وحكمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: بلى، ولكن خوفنا، قال: قلت: يا أمير المؤمنين اعمل عمل رجل واحد، لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبياً لازدريت بعملك مما ترى. قال: فأطرق عمر ملياً، ثم أفاق، وقال: زدنا يا كعب، فقلت: يا أمير المؤمنين، لو فتح قدر منخر ثور من جهنم بالمشرق، ورجل بالمغرب لغى دماغه حتى يسيل من شدة حرها. قال: فأطرق عمر، ثم أفاق، فقال: زدنا ياكعب، فقلت: يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر زفرة ما يبقى ملك مقرب، ولا نبي مصطفى إلا خر جاثياً لركبتيه، حتى أن إبراهيم خليل الله - تبارك وتعالى - ليخر جاثياً لركبتيه، ويقول: يا رب، لا أسألك إلا نفسي. قال: فأطرق عمر ملياً، ثم أفاق، فقلت: يا أمير المؤمنين، أليس هذا في كتاب الله - تبارك وتعالى؟ قال: أين؟ قلت: " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " الآية.
كان كعب عند عمر بن الخطاب، فتباعد في مجلسه، فأنكر ذلك عليه، فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إن في حكمة لقمان ووصيته لابنه: " يا بني، إذا جلست إلى ذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل، فلعله يأتيه من عو آثر عنده منك، فتنحى عنه، فيكون ذلك نقصاً عليك ".
كان كعب عند عمر بن الخطاب، فتباعد في مجلسه، فأنكر ذلك عليه، فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إن في حكمة لقمان ووصيته لابنه: " يا بني، إذا جلست إلى ذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل، فلعله يأتيه من هو آثر عنده منك، فتنحى عنه، فيكون ذلك نقصاً عليك ".
لما قتل ابن الزبير وجد الحجاج صندوقا في خزانة، عليه أقفال حديد، ففتحت،
وتعجب الحجاج من ذلك، وقال: أرى في هذه الأشياء، فإذا صندوق آخر عليه الأقفال، ففتحت، فإذا سفط فيه درج، ففتحته، فإذا فيه صحيفة فيها: إذا كان الحديث حلفاً، والمقيت إلفاً، وكان الولد غيظاً، والشتاء قيظاً، وغاض الكرام غيضاً، وفاض الئام فيضاً فاعبر عبرتي جبل وعر خير من ملك بني النضر، حدثني بذلك كعب الحبر.
عن ابن أبي ذئب قال: استلقى عبد الله بن الزبير يوماً فرأى طائراً في جو السماء، فقال: حدثني بن كعب أنه لا يصعد طير يطير في السماء أكثر من اثني عشر ميلاً. قال: وما أصبت في سلطاني شيئاً إلا قد أخبرني به كعب قبل أن أليه.
عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال: قال معاوية: ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إن عمر بن العاص أحد الحكماء، ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء، إن كان عنده لعلم كالثمار، وإن كنا فيه لمفرطين.
وسمع حميد بن عبد الرحمن معاوية يحدث رهطاً من قريش، وهو بالمدينة، فذكر كعب الأحبار، فقال: إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين الذين يتحدثون عن الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب.
عن روح بن زنباع قال: شهدت كعباً جاء إلى معاوية، فقام على باب الفسطاط، فناداه: يا معاوية، يا معاوية، يا معاوية، فخرج إليه، فأخذ بيده، فانطلقا جميعاً. فقلت: لأمر ما جاء كعب يدعو معاوية! فاتبعت أثرهما، فلما كنت قريباً منهما حيث أسمع كلامهما ولا أحب أن يرياني سمعت كعباً يقول: يا معاوية، والذي نفسي بيده إن في كتاب الله المنزل: محمد أحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أبو بكر الصديق - رحمه الله - عمر الفاروق، عثمان الأمين. فالله الله يا معاوية في أمر هذه الأمة. ثم ناداه الثانية: إن في كتاب الله المنزل، ثم عاد الثالثة.
كان كعب يقص، فقال عبد الحمن بن عوف: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يقص إلا أمير أو مأمور، أو محتال "، فأتي كعب، فقيل له: ثكلتك أمك، هذ عبد الرحمن يقول كذا وكذا، فترك القصص. ثم إن معاوية أمره بالقصص، فاستحل ذلك بعد.
قال عبد الله بن سلام لكعب، أو كعب لعبد الله بن سلام: ما يذهب العلم من صدور الرجال بعد إذ حفظوه؟ قال: الطمع وكثرة السؤال، والطلب إلى الناس الحوائج.
عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو لألحقنك بأرض دوس. وقال لكعب: لتتركن الحديث أولأجعلنك بأرض قردة.
عن أبي عبيدة قال:
جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود، فقال: إن كعباً يقرأ عليك السلام، ويبشركم أن هذه الآية نزلت في أهل الكتاب: " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ". قال ابن مسعود: وعليه السلام، إذا أنت أتيته فاخبر أنها نزلت وهو يهودي.
عن قتادة أن كعباً قال: إن السماء تدور على قطب كقطب الرحى. فبلغ ذلك حديفة، فقال: كذب كعب! " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ".
عن كعب قال: لأن أبكي من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهباً، وما من عينين بكتا
من خشية الله في دار الدنيا إلا كان حقاً على الله - عز وجل - أن يضحكهما في الآخرة.
عن همام قال: دخلنا على كعب وهو مريض، فقلنا له: كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال: أجدني جسداً مرتهناً بعملي، فإن بعثني الله من مرقدي بعثني ولا ذنب لي، وإن قبضني قبضني ولا ذنب لي.
عن أبي فوزة حدير السلمي قال: خرج بعث الصائفة، فاكتتب فيه كعب، فخرج البعث، وهو مريض، فقال: لأن أموت بحرستا أحب إلي من أن أموت بدمشق، ولأن أموت بدومة أحب إلي من أن أموت بحرستا، هكذا قدماً في سبيل الله - جل وعز - قال: فمضى، فلما كان بفج معلولاً قلت: أخبرني، قال: شغلتني نفسي. حتى إذا كان بحمص توفي بها، فدفناه هنالك بين زيتونات أرض حمص. ومضى البعث، فلم يقفل حتى جاء عثمان.
مات كعب الأحبار سنة اثنتين وثلاثين.
وقيل أن كعباً مات سنة أربع وثلاثين بذات الجوز من درب الحدث.
- ويقال: هلسوع - بن ذي هجري بن ميتم بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد - ويقال: كعب بن ماتع بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن فطن بن عوف بن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ أبو إسحاق الحميري من آل ذي رغين - ويقال: من ذي الكلاع - ثم من بني ميتم المعروف بكعب
الأحبار. من مسلمة أهل الكتاب. أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم في خلافة أبي لكر، ويقال: في خلافة عمر. قدم الشام، وسكن حمص.
روى عن عمر بن الخطاب قال: أسر إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " إن أخوف من أخاف على أمتي أئمة مضلين ". قال كعب: فقلت: والله ما أخاف على هذه الأمة غيرهم.
قال أبو أحمد العسكري: كعب الحبر هو ابن ماتع، ويقال بكسر الحاء، وفتحها أكثر.
قال علي بن هبة الله: وأما ميتم - بفتح الميم وسكون الياء وبعدها تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها - في نسب حمير: ميتم بن سعد بطن في ذي الكلاع رهط كعب الأحبار بن ماتع بن هيسوع بن ذي هجران بن سمي.
عن أبي إدريس الخولاني قال: كان أبو مسلم الجليلي معلم كعب الحبر، وكان يلزمه إبطاءه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: وبعثني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال كعب: وخرجت حتى أتيت ذا قرنات، فقال لي: أين تأخذ ياكعب؟ فقلت: أريد هذا النبي، فقال: والله لئن كان نبياً إنه الآن لتحت التراب. فخرجت، فإذا أنا براكب، فقلت: الخبر، فقال: مات محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وارتدت العرب.
قال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز يقول: أسلم كعب على يدي أبي بكر.
قال أبو نعيم: كعب بن ماتع الحبر، أبو إسحاق، أدرك عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره. كان إسلامه في خلافة عمر.
وذلك أنه مر برجل من أصاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يقرأ هذه الآية: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب الكتاب آمنوا بما أنزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها، أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت، وكان أمر الله مفعولا ". قال: فأسلم كعب، ثم قدم على عمر بن الخطاب، ثم استأذنه بعد في غزو الروم، فأذن له.
قالوا: ووقع الطاعون بعد بالشام، ومصر، والعراق، واستعز بالشام، ومات فيه الناس الذين هم الناس، في المحرم، وصفر. وارتفع عن الناس، وكتبو بذلك إلى عمر - ما خلا الشام - فخرج حتى إذا كان منها قريباً بلغه أنه أشد ما كان، فقال: - وقال الصحابة - قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا كان بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا عليكم "، فرجع، حتى ارتفع عنها، وكتبوا إليه بذلك، وبما في أيديهم من المواريث، فجمع الناس في سنة سبع عشرة في جمادى الأولى، فاستشارهم في البلدان، فقال: إني قد بدا لي أن أطوف على المسلمين في بلدانهم، ولأنظر في آثارهم فأشيروا علي. وكعب الأحبار في القوم، وفي تلك السنة أسلم في إمارة عمر.
عن سعيد بن المسيب قال: قال العباس رضي الله عنه لكعب: ما منعك أن تسلم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر حتى أسلمت الآن على عهد عمر - رضي الله عنه - فقال كعب: إن أبي كتب لي كتاباً من التوراة، ودفعه إلي، وقال: اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه، وأخذ علي بحق الوالد على ولده ألا أفض الخاتم. فلما كان الآن ورأيت الإسلام يظهر، ولم أر بأساً قالت لي نفسي: لعل أباك غيب عنك علماً كتمك، فلو قرأته، فضضت للخاتم، فقرأته، فوجدت فيه صفة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمته، فجئت الآن مسلماً. فوالى العباس.
وقد قيل إنه أسلم في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على يدي علي، وتأخرت هجرته إلى زمن عمر.
عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: لما قدم علي اليمن خطب بها، وبلغ كعب الأخبار قيامه بخطبته فأقبل على راحلته في حلة ومعه حبر من أحبار يهود حتى استمعا له، فوافقاه وهو يقول:
أن من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار. فقال كعب: صدق، فقال علي: ومنهم من لا يبصر بالليل، ولا يبصر بالنهار، فقال كعب: صدق. ومن يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة. فقال كعب: صدق. فقال الحبر: وكيف تصدقه؟! قال: أما قوله: من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار فهو المؤمن بالكتاب الأول، ولا يؤمن بالكتاب الآخر. وأما قوله: منهم من لا يبصر بالليل، ولا يبصر بالنهار، فهو الذي لا يؤمن بالكتاب الأول ولا الآخر. وأما قوله من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة فهو ما يقبل الله من الصدقات، قال: وهو مثل رأيته بين. قالوا: وجاء كعباص سائلاً فأعطاه حلته - ومضى الحبر مغضباً.
ومثلت بين يدي كعب امرأة تقول: من يبادل راحلة براحلة؟ فقال كعب: وزيادة حلة؟ قالت: نعم. فأخذ كعب وأعطى، وركب الراحلة، ولبس الحلة، وأسرع المسير حتى لحق الحبر وهو يقول: من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة! قال كعب الأحبار: لما قدم علي اليمن لقيته، فقلت: أخبرني عن صفة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل يخبرني عنه، وجعلت أتبسم، فقال: مم تتبسم؟ فقال: مما يوافق ما عندنا في صفته، فقلت: ما يحل وما يحرم؟ فأخبرني، فقلت: هو عندنا كما وصفت. وصدقت برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمنت به، ودعوت من قبلنا من أحبارنا، وأخرجت إليهم سفراً فقلت: هذا كان أبي يختمه علي ويقول: لا تفتحه حتى تسمع بنبي يخرج بيثرب. قال: فأقمت باليمن على إسلامي حتى توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي أبو بكر فقدمت في خلافة عمر بن الخطاب، ويا ليت أني كنت تقدمت في الهجرة!
عن كعب قال: يلومني أحبار بني إسرائيل أني دخلت في أمة فرقهم الله أولاً ثم جمعهم، فأدخلهم الجنة جميعاً. ثم تلا هذه الآية: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه " حتى بلغ " جنات عدن يدخلونها ".
قال ابن جريج: سمعت عطاء يقول: " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات "، وزعم أن هؤلاء الأصناف الثلاثة نحن أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزعم أن قوله: " جنات عدن يدخلونها " في هؤلاء الأصناف الثلاثة، وأن كعباً قال: هم أمة محمد هؤلاء الأصناف الثلاثة. فأنا أقيم على اليهودية، وأدع هذا الدين!؟ عن أبي المتوكل الناجي قال: أتى حبر من أحبار اليهود إلى كعب، فقال: تركت دين موسى، وتبعت دين محمد؟ قال: أنا على دين موسى وتبعت دين محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ولم ذاك؟ قال: إني وجدت أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسمون يوم القيامة ثلاثة أثلاث: ثلثاً يدخلون الجنة بغير حساب، وثلثاً يحاسبون حساباً يسيراً ويدخلون الجنة، وثلثاً يقول الله لملائكته: قلبوا عبادي ما كانوا يعملون، فيقلبوهم، فيقولون: يا ربنا، نرى ذنوباً كثيرة، وخطايا عظيمة. ثم يقول ذلك ثلاث مرات. ثم يقول: قلبوا ألسنتهم فانظروا ما كانوا يقولون، فيقلبون ألسنتهم، فيقولون: يا ربنا، نراهم كانوا يخلصون لك، لا يشركون بك شيئاً، فيقول: اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم فيما أخلصوا، ولم يشركوا بي شيئاً. فقال له الحبر: فإن كنت صادقاً ما كسوت رب العالمين؟ - وذكر الحكاية إلى أن قال: - قال: فقال له الحبر: صدقت، وأسلم.
قال كعب الحبر: لولا كلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت لجعلني اليهود كلباً نباحاً، أو حماراً
نهاقاً من سحرهم، فأدعوا بهن أسلم من سحرهم: " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، أعوذ بوجه الله العظيم الجليل، الذي لا يخفر جاره، والذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر السامة والعامة، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شرما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ، وبرأ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ".
حدث كعب أن عمر قال له:
يا كعب، خوفنا. قال: قلت: يا أمير المؤمنين، أليس فيكم كتاب الله - تبارك وتعالى - وحكمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: بلى، ولكن خوفنا، قال: قلت: يا أمير المؤمنين اعمل عمل رجل واحد، لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبياً لازدريت بعملك مما ترى. قال: فأطرق عمر ملياً، ثم أفاق، وقال: زدنا يا كعب، فقلت: يا أمير المؤمنين، لو فتح قدر منخر ثور من جهنم بالمشرق، ورجل بالمغرب لغى دماغه حتى يسيل من شدة حرها. قال: فأطرق عمر، ثم أفاق، فقال: زدنا ياكعب، فقلت: يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر زفرة ما يبقى ملك مقرب، ولا نبي مصطفى إلا خر جاثياً لركبتيه، حتى أن إبراهيم خليل الله - تبارك وتعالى - ليخر جاثياً لركبتيه، ويقول: يا رب، لا أسألك إلا نفسي. قال: فأطرق عمر ملياً، ثم أفاق، فقلت: يا أمير المؤمنين، أليس هذا في كتاب الله - تبارك وتعالى؟ قال: أين؟ قلت: " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " الآية.
كان كعب عند عمر بن الخطاب، فتباعد في مجلسه، فأنكر ذلك عليه، فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إن في حكمة لقمان ووصيته لابنه: " يا بني، إذا جلست إلى ذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل، فلعله يأتيه من عو آثر عنده منك، فتنحى عنه، فيكون ذلك نقصاً عليك ".
كان كعب عند عمر بن الخطاب، فتباعد في مجلسه، فأنكر ذلك عليه، فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إن في حكمة لقمان ووصيته لابنه: " يا بني، إذا جلست إلى ذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل، فلعله يأتيه من هو آثر عنده منك، فتنحى عنه، فيكون ذلك نقصاً عليك ".
لما قتل ابن الزبير وجد الحجاج صندوقا في خزانة، عليه أقفال حديد، ففتحت،
وتعجب الحجاج من ذلك، وقال: أرى في هذه الأشياء، فإذا صندوق آخر عليه الأقفال، ففتحت، فإذا سفط فيه درج، ففتحته، فإذا فيه صحيفة فيها: إذا كان الحديث حلفاً، والمقيت إلفاً، وكان الولد غيظاً، والشتاء قيظاً، وغاض الكرام غيضاً، وفاض الئام فيضاً فاعبر عبرتي جبل وعر خير من ملك بني النضر، حدثني بذلك كعب الحبر.
عن ابن أبي ذئب قال: استلقى عبد الله بن الزبير يوماً فرأى طائراً في جو السماء، فقال: حدثني بن كعب أنه لا يصعد طير يطير في السماء أكثر من اثني عشر ميلاً. قال: وما أصبت في سلطاني شيئاً إلا قد أخبرني به كعب قبل أن أليه.
عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال: قال معاوية: ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إن عمر بن العاص أحد الحكماء، ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء، إن كان عنده لعلم كالثمار، وإن كنا فيه لمفرطين.
وسمع حميد بن عبد الرحمن معاوية يحدث رهطاً من قريش، وهو بالمدينة، فذكر كعب الأحبار، فقال: إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين الذين يتحدثون عن الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب.
عن روح بن زنباع قال: شهدت كعباً جاء إلى معاوية، فقام على باب الفسطاط، فناداه: يا معاوية، يا معاوية، يا معاوية، فخرج إليه، فأخذ بيده، فانطلقا جميعاً. فقلت: لأمر ما جاء كعب يدعو معاوية! فاتبعت أثرهما، فلما كنت قريباً منهما حيث أسمع كلامهما ولا أحب أن يرياني سمعت كعباً يقول: يا معاوية، والذي نفسي بيده إن في كتاب الله المنزل: محمد أحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أبو بكر الصديق - رحمه الله - عمر الفاروق، عثمان الأمين. فالله الله يا معاوية في أمر هذه الأمة. ثم ناداه الثانية: إن في كتاب الله المنزل، ثم عاد الثالثة.
كان كعب يقص، فقال عبد الحمن بن عوف: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يقص إلا أمير أو مأمور، أو محتال "، فأتي كعب، فقيل له: ثكلتك أمك، هذ عبد الرحمن يقول كذا وكذا، فترك القصص. ثم إن معاوية أمره بالقصص، فاستحل ذلك بعد.
قال عبد الله بن سلام لكعب، أو كعب لعبد الله بن سلام: ما يذهب العلم من صدور الرجال بعد إذ حفظوه؟ قال: الطمع وكثرة السؤال، والطلب إلى الناس الحوائج.
عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو لألحقنك بأرض دوس. وقال لكعب: لتتركن الحديث أولأجعلنك بأرض قردة.
عن أبي عبيدة قال:
جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود، فقال: إن كعباً يقرأ عليك السلام، ويبشركم أن هذه الآية نزلت في أهل الكتاب: " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ". قال ابن مسعود: وعليه السلام، إذا أنت أتيته فاخبر أنها نزلت وهو يهودي.
عن قتادة أن كعباً قال: إن السماء تدور على قطب كقطب الرحى. فبلغ ذلك حديفة، فقال: كذب كعب! " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ".
عن كعب قال: لأن أبكي من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهباً، وما من عينين بكتا
من خشية الله في دار الدنيا إلا كان حقاً على الله - عز وجل - أن يضحكهما في الآخرة.
عن همام قال: دخلنا على كعب وهو مريض، فقلنا له: كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال: أجدني جسداً مرتهناً بعملي، فإن بعثني الله من مرقدي بعثني ولا ذنب لي، وإن قبضني قبضني ولا ذنب لي.
عن أبي فوزة حدير السلمي قال: خرج بعث الصائفة، فاكتتب فيه كعب، فخرج البعث، وهو مريض، فقال: لأن أموت بحرستا أحب إلي من أن أموت بدمشق، ولأن أموت بدومة أحب إلي من أن أموت بحرستا، هكذا قدماً في سبيل الله - جل وعز - قال: فمضى، فلما كان بفج معلولاً قلت: أخبرني، قال: شغلتني نفسي. حتى إذا كان بحمص توفي بها، فدفناه هنالك بين زيتونات أرض حمص. ومضى البعث، فلم يقفل حتى جاء عثمان.
مات كعب الأحبار سنة اثنتين وثلاثين.
وقيل أن كعباً مات سنة أربع وثلاثين بذات الجوز من درب الحدث.