- قُتَيْبَة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله أَبُو رَجَاء الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم البغلاني الْبَلْخِي وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي اسْمه يحيى وقتيبة لقب وَكَانَ طريف مولى الْحجَّاج بن يُوسُف وخبازه أخرج البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان وَغير مَوضِع عَنهُ عَن مَالك وَابْن عُيَيْنَة وَاللَّيْث وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَبكر بن مُضر وَعبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم وَابْن علية وَأبي مُعَاوِيَة الْأنْصَارِيّ قَالَ البُخَارِيّ مَاتَ فِي غرَّة شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ ثِقَة وحضرته بِبَغْدَاد وَقد جَاءَهُ أَحْمد بن حَنْبَل فَسَأَلَهُ عَن أَحَادِيث فحدثه ثمَّ جَاءَهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن نمير بِالْكُوفَةِ لَيْلًا وَحَضَرت مَعَهُمَا فَلم يَزَالَا ينتخبان عَلَيْهِ وأنتخب مَعَهُمَا الى الصُّبْح قَالَ أَبُو بكر سَمِعت بن معِين يَقُول هُوَ ثِقَة
77014. قتيبة بن سعيد الثقفي1 77015. قتيبة بن سعيد بن جميل أبو رجاء الثقفي...1 77016. قتيبة بن سعيد بن جميل أبو رجاء الثقفي البلخي البغلاني...1 77017. قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف4 77018. قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله ابو رجاء الثقفي...1 77019. قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله ابو رجاء الثقفي البغلان...177020. قتيبة بن عبد الرحمن بن عثمان1 77021. قتيبة بن عبد الرحمن بن عثمان بن قدامة ابو عثمان الرؤاسي...1 77022. قتيبة بن قدامة الرؤاسي1 77023. قتيبة بن قدامة بن عبد الرحمن الرواسي...1 77024. قتيبة بن كز البخاري1 77025. قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهلي...1 77026. قتيبة بن مهران1 77027. قتيبة بن مهران ابو عبد الرحمن الاصبهاني...1 77028. قتيبة بن مهران الازاذاني1 77029. قتير بضم القاف1 77030. قتير حاجب معاوية1 77031. قتيل1 77032. قتيلة1 77033. قتيلة أخت الأشعث بن قيس1 77034. قتيلة ابنة صيفي الجهنية1 77035. قتيلة بنت العرباض2 77036. قتيلة بنت النضر1 77037. قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة1 77038. قتيلة بنت سعد1 77039. قتيلة بنت صيفي1 77040. قتيلة بنت صيفي الجهنية2 77041. قتيلة بنت صيفي الجهنية جدة ابي فروة1 77042. قتيلة بنت عمرو2 77043. قتيلة بنت عمرو بن هلال الكنانية1 77044. قتيلة بنت قيس2 77045. قتيلة بنت قيس الكندية2 77046. قتيلة بنت قيس بن معديكرب الكندية1 77047. قتيلة بنت مخرمة العنبرية1 77048. قثم العابد1 77049. قثم بن ابي قتادة ابو اسامة الحراني1 77050. قثم بن العباس2 77051. قثم بن العباس بن عبد المطلب4 77052. قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي3 77053. قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم1 77054. قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي...1 77055. قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي...1 77056. قثم بن العباس عبد المطلب1 77057. قثم بن طلحة بن علي بن محمد بن علي الزينبي ابو القاسم...1 77058. قثم بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي1 77059. قثم بن عبد الرحمن1 77060. قثم بن لؤلؤة1 77061. قثم بن لؤلؤة الهاشمي مولى العباس1 77062. قثم بن لؤلؤة مولى ال العباس الهاشمي1 77063. قحافة بن ربيعة1 77064. قحدم بن أبي قحدم النضر1 77065. قحذم بن أبي قحذم الجرمي الأزدي البصري...1 77066. قحذم بن ابي قحذم الازدي الجرمي البصري...1 77067. قحذم بن ابي قحذم الجرمي1 77068. قحذم بن ابي قحذم الجرمي البصري1 77069. قحذم بن سليمان1 77070. قحزم بن عبد الله بن قحزم الاسواني1 77071. قحطبة بن شبيب بن خالد1 77072. قحطبة بن غدانة الجشمي ابو معمر1 77073. قداد بن الحدرجان1 77074. قدامة1 77075. قدامة أبو زائدة بن قدامة الثقفي1 77076. قدامة الثقفي ابو زائدة بن قدامة الثقفي...1 77077. قدامة الكلابي1 77078. قدامة بن أيوب العتكي1 77079. قدامة بن ابراهيم1 77080. قدامة بن ابراهيم بن محمد بن حاطب2 77081. قدامة بن اخت سهم بن منجاب1 77082. قدامة بن الخشرمي المديني1 77083. قدامة بن الهيثم3 77084. قدامة بن حاطب بن الحارث بن معمر1 77085. قدامة بن حماطة الضبي3 77086. قدامة بن حماطة الضبي الكوفي1 77087. قدامة بن حنظلة1 77088. قدامة بن حنظلة الثقفي1 77089. قدامة بن زائدة الثقفي1 77090. قدامة بن زائدة الكاهلي1 77091. قدامة بن شهاب المازني3 77092. قدامة بن عبد الرحمن الرؤاسي3 77093. قدامة بن عبد الله1 77094. قدامة بن عبد الله البكري1 77095. قدامة بن عبد الله الدوسي الرؤاسي1 77096. قدامة بن عبد الله العامري1 77097. قدامة بن عبد الله بن عبدة العامري4 77098. قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي5 77099. قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي العامري...1 77100. قدامة بن عبد الله بن عمار بن نفيل1 77101. قدامة بن عتاب2 77102. قدامة بن غياث1 77103. قدامة بن كلثوم يروى عنه ابن الطباع1 77104. قدامة بن مالك1 77105. قدامة بن مالك بن خارجة1 77106. قدامة بن مالك بن خارجة بن عمرو1 77107. قدامة بن محمد1 77108. قدامة بن محمد المدني1 77109. قدامة بن محمد بن حاطب الجمحي القرشي2 77110. قدامة بن محمد بن خشرم2 77111. قدامة بن محمد بن خشرم الخشرمي1 77112. قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم1 77113. قدامة بن مظعون3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
قتيبة بْن سعيد بْن جميل بْن طريف بْن عبد اللَّه، أَبُو رجاء الثقفي :
مولاهم من أهل بغلان وهي قرية من قرى بلخ. ذكر أَبُو أَحْمَد بْن عدي الجرجاني أن اسمه يحيى ولقبه قتيبة. وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن منده الأصبهاني اسمه علي، رحل إلى العراق، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر، وسمع مالك بْن أنس، والليث بْن سعد، وعبد اللَّه بْن لهيعة، وبكر بْن مضر، ويعقوب بْن عبد الرحمن، وحماد بْن زيد، وأبا عوانة، وإسماعيل بْن جعفر، وعبد الواحد بْن زياد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو بكر بْن أبي شيبة، والحسن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح الزعفراني، والحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى، وأبو داود السجستاني، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وإبراهيم الحربي، وموسى بْن هارون، وأبو زرعة وأبو حاتم الرّازيان، والبخاري، ومسلم في صحيحهما، وخلق سوى هؤلاء يتسع ذكرهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى بن يعقوب الفقيه الأسفراييني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَكَ بْنِ مَهْدِيٍّ الإِسْفَرَايِينِيُّ، حدّثنا إسحاق بن أبي عمران الشّافعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ الإِسْفَرَايِينِيُّ- وَرَّاقٌ مَحْمُودُ بن غيلان- حدّثنا يحيى بن يحيى النّيسابوريّ، حدّثنا عليّ بن المديني، حدثني أحمد بن حنبل، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ، فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ الْعَصْرِ فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا.
أَخْبَرَنَاهُ أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، حدّثنا أبو بكر الأعين، حدّثنا عليّ بن المديني، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بِنَحْوِهِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى العصر، يصليهما جميعا، وإذا ارتحل بعد زيع الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، فَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عليّ النصيريّ النّيسابوريّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا قتيبة ابن سعيد، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ- أَبُو الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ- عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حَتَّى يُصَلِّيَها مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ.
قَالَ أَبُو العباس السراج سمعت قتيبة يقول: رأيت عليه سبع علامات، علامة أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وأبي خيثمة، وأبي بكر بْن أبي شيبة، ويحيى الحماني، وعندي أن الرجلين اللذين أغفلهما: أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرازي، وأبو الحسين مسلم بْن الحجاج النيسابوري، وَاللَّه أعلم.
حَدَّثَنِي هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- أخبرنا أبو عبيد محمّد بْن عروة الكرميني قَالَ سمعت أبا حسان مهيب بْن سليم يقول سمعت حمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد الكرميني يقول قَالَ لي قتيبة ابن سعيد: ما رأيت في كتابي من علامات الحمرة فهو علامة أَحْمَد بْن حنبل، وما رأيت فيه من الخضرة فهو علامة يحيى بْن معين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قَالَ سمعت أبا الحسن علي بن مُحَمَّد بْن موسى بْن عمران الفقيه الصيدلاني يقول سمعت أبا بكر بْن خزيمة يقول سمعت صالح بْن حفصويه- نيسابوري صاحب حديث- يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: قلت لقتيبة بْن سعيد مع من كتبت عَنِ الليث بْن سعد حديث يزيد بْن أبي حبيب، عَنْ أبي الطفيل؟ قَالَ: كتبته مع خالد المدائني. قَالَ مُحَمَّد بْن إسماعيل وكان خالد المدائني هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ.
قلت: لم يرو حديث يزيد بْن أبي حبيب عن أبي الطفيل عَنِ الليث غير قتيبة، وهو منكر جدا من حديثه، ويرون أن خالدا المدائني أدخله على الليث وسمعه قتيبة معه فاللَّه أعلم.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي عليّ الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: وسمعته- يعني أبا داود- يقول: قدم قتيبة بغداد سنة ست عشرة، فجاءه أَحْمَد ويحيى.
أخبرنا هناد النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، حَدَّثَنَا خَلَف بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ أَبَا علي البزاز- الحسن بْن الحسين- يقول سمعت مُحَمَّد بْن حميد بْن فروة يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: انحدرت إلى العراق، أول خروجي سنة اثنتين وسبعين ومائة، وكنت يومئذ ابْن ثلاث وعشرين سنة.
أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن عدي الحافظ. وَأَخْبَرَنَا محمّد ابن عليّ الصوري- قراءة- أخبرنا أحمد بن الحسين الرازي قَالَ: سمعت عبد اللَّه بْن عدي يقول: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن مكرم قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شبويه يقول سمعت قتيبة يقول: كنت في حداثتي أطلب الرأي، فرأيت فيما يرى النائم أن مزادة دليت من السماء، فرأيت الناس يتناولونها فلا ينالونها، فجئت أنا فتناولتها، فاطلعت فيها، فرأيت ما بين المشرق والمغرب، فلما أصبحت جئت إلى مضجع البزاز- وكان بصيرا بعبارة الرؤيا- فقصصت عليه رؤياي، فقال: يا بني عليك بالأثر، فإن الرأي لا يبلغ المشرق والمغرب، إنما يبلغ الأثر. قال: فتركت الرأي، فأقبلت على الأثر.
قرأت فِي كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ قَاجٍ الْوَرَّاقِ- بِخَطِّهِ وسماعه من عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ- قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حمزة التّميميّ، حدّثنا أحمد بن جرير اللآل، حَدَّثَنَا قتيبة بْن سعيد قَالَ: قَالَ لي أبي: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم بيده صحيفة، فقلت: يا رَسُول الله ما هذه الصحيفة؟ قال: فيها أسامي العلماء، قلت:
ناولني أنظر فيه اسم ابني، قال: فنظرت فإذا فيها اسم ابني.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي قَالَ: قَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن سيار الفرهياني: قتيبة صدوق، وليس أحد من الكبار إلا وقد حمل عنه بالعراق.
وحدث عنه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة، وعباس العنبري، والحميدي بمكة وسمعت عمرو بْن علي الفلاس يقول: مررت بمنى على قتيبة وعباس العنبري يكتب عنه، فجزته ولم أحمل عنه، فندمت.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
قرأت بخط أبي بكر أَحْمَد بْن علي الرازي الحافظ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن نعيم قَالَ:
سمعت قتيبة بْن سعيد يقول: كنت يوما ببغداد- وعلي بن المديني قاعد إلى جنَبِي في المجلس، فقلت: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر، فقام صبي من المجلس فقال: يا أبا رجاء، ابنه عليه ساخط حتى يرضى عنه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا موسى بْن هارون قَالَ: ولد قتيبة سنة ثمان وأربعين- سنة مات الأعمش- وتوفي سنة أربعين ومائتين. وسمعت قتيبة يقول: حضرت موت ابْن لهيعة، ومات سنة أربع وسبعين قَالَ: وشهدت جنازته.
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سيار بْن أيوب يقول: أَبُو رجاء قتيبة بْن سعيد بْن جميل بْن طريف مولى الحجاج بْن يوسف، وكان أَبُو رجاء يتولى ثقيفا، ويذكر كرامة جده على الحجّاج فقال: وكان الحجاج إذا جلس علي سريره جلس جدي على كرسي عن يمينه، وكان أبو رجاء رجلا ربعة أصلع، حلو الوجه، حسن اللحية، حسن الخلق، واسع الرحل غنيا من ألوان الأموال من الدواب، والإبل، والبقر، والغنم، وكان كثير الحديث. لقد قَالَ لي:
أقم عندي هذه الشتوة حتى أخرج إليك مائة ألف حديث عَنْ خمسة أناسي، قلت لعل أحدهم عمر بْن هارون؟ قَالَ لا، كنت كتبت عَنْ عمر بن هارون وجده أكثر من ثلاثين ألفا، ولكن عَنْ وكيع بْن الجراح، وعبد الوهاب الثقفي، وجرير الرازي، ومحمد بن بكر البرساني، وذهب علي الخامس. وكان ثبتا فيما روى، صاحب سنة وجماعة. وسمعت أبا رجاء يقول: ولدت سنة خمسين ومائة. ومات لليلتين خلتا من شعبان سنة أربعين ومائتين، وهو في تسعين سنة من عمره. وكان كتب الحديث عَنْ ثلاث طبقات، كتب عَنِ الليث، وابن لهيعة، وبكر بن نصر، ويعقوب الإسكندراني، ونحوهم. بمكة والكوفة، والبصرة، ثم كتب عن وكيع، وابن إدريس، والعنقري، والثقفي، والبرساني ونحوهم. ثم كتب بعد عَنْ إسماعيل بْن أبي أويس، وسعيد بْن سليمان.
أَخْبَرَنَا بشرى بْن عبد اللَّه الرومي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمد بن جعفر الراشدي، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال سمعته- يعني أَحْمَد بْن حنبل- ذكر قتيبة فأثنى عليه.
أخبرني الحسين بن عليّ الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بْن معين، عَنْ قتيبة بْن سعيد البلخي فقال: ثقة.
أخبرنا الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني- بأطرابلس- أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن النسائي. قَالَ: قتيبة بْن سعيد البغلاني أَبُو رجاء ثقة مأمون.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدّثنا عبد الرّحمن بو يوسف بْن خراش. قَالَ:
قتيبة بْن سعيد صدوق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن متويه البلخي، حَدَّثَنَا موسى بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن المكتب، حَدَّثَنَا أَبُو قتيبة عبد اللَّه بْن قتيبة بْن سعيد قَالَ: سمعت مؤدبي عصام بْن العلاء يقول: سمعت قتيبة بْن سعيد يقول:
لولا القضاء الذي لا بد مدركه ... فالرزق يأكله الإنسان بالقدر
ما كان مثلي في بغلان مسكنه ... ولا يمر بها إلا على سفر
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري- لفظا بحلوان- حدّثنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو عبد اللَّه العبدري- مُحَمَّد بْن عبد ربه النيسابوري- قَالَ سمعت الحسن بْن سفيان يقول: كنا على باب قتيبة، وكان معنا رجل يقول لا أخرج حتى أكبر على قتيبة، قَالَ فمرض الرجل، فمات، فأخبر قتيبة فخرج فصلى عليه، وكتب على قبره: هذا قبر قاتل قتيبة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن محمّد العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي: مات قتيبة بْن سعيد بخراسان بقرية من رستاق بلخ تدعى بغلان، كان أقام بها، وترك بلخ سنة أربعين.
وبلغني أن مولده سنة ثمان وأربعين، وقدم إلى بغداد بعد العشرين، فكتب عنه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وهارون- يعني ابْن عبد اللَّه البزاز-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ: سنة أربعين ومائتين فيها توفي أَبُو رجاء قتيبة بْن سعيد، في شعبان- أو رمضان-.
ذكر من اسمه قريش
مولاهم من أهل بغلان وهي قرية من قرى بلخ. ذكر أَبُو أَحْمَد بْن عدي الجرجاني أن اسمه يحيى ولقبه قتيبة. وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن منده الأصبهاني اسمه علي، رحل إلى العراق، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر، وسمع مالك بْن أنس، والليث بْن سعد، وعبد اللَّه بْن لهيعة، وبكر بْن مضر، ويعقوب بْن عبد الرحمن، وحماد بْن زيد، وأبا عوانة، وإسماعيل بْن جعفر، وعبد الواحد بْن زياد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة. روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة زهير بْن حرب، وأبو بكر بْن أبي شيبة، والحسن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح الزعفراني، والحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى، وأبو داود السجستاني، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن شاكر الصائغ، وإبراهيم الحربي، وموسى بْن هارون، وأبو زرعة وأبو حاتم الرّازيان، والبخاري، ومسلم في صحيحهما، وخلق سوى هؤلاء يتسع ذكرهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى بن يعقوب الفقيه الأسفراييني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَكَ بْنِ مَهْدِيٍّ الإِسْفَرَايِينِيُّ، حدّثنا إسحاق بن أبي عمران الشّافعيّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ الإِسْفَرَايِينِيُّ- وَرَّاقٌ مَحْمُودُ بن غيلان- حدّثنا يحيى بن يحيى النّيسابوريّ، حدّثنا عليّ بن المديني، حدثني أحمد بن حنبل، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ، فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ الْعَصْرِ فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا.
أَخْبَرَنَاهُ أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، حدّثنا أبو بكر الأعين، حدّثنا عليّ بن المديني، حدّثنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بِنَحْوِهِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التّميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى العصر، يصليهما جميعا، وإذا ارتحل بعد زيع الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، فَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يعقوب، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عليّ النصيريّ النّيسابوريّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج، حدّثنا قتيبة ابن سعيد، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ- أَبُو الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ- عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حَتَّى يُصَلِّيَها مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ.
قَالَ أَبُو العباس السراج سمعت قتيبة يقول: رأيت عليه سبع علامات، علامة أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وأبي خيثمة، وأبي بكر بْن أبي شيبة، ويحيى الحماني، وعندي أن الرجلين اللذين أغفلهما: أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرازي، وأبو الحسين مسلم بْن الحجاج النيسابوري، وَاللَّه أعلم.
حَدَّثَنِي هناد بن إبراهيم النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ- ببخارى- أخبرنا أبو عبيد محمّد بْن عروة الكرميني قَالَ سمعت أبا حسان مهيب بْن سليم يقول سمعت حمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد الكرميني يقول قَالَ لي قتيبة ابن سعيد: ما رأيت في كتابي من علامات الحمرة فهو علامة أَحْمَد بْن حنبل، وما رأيت فيه من الخضرة فهو علامة يحيى بْن معين.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب، أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم قَالَ سمعت أبا الحسن علي بن مُحَمَّد بْن موسى بْن عمران الفقيه الصيدلاني يقول سمعت أبا بكر بْن خزيمة يقول سمعت صالح بْن حفصويه- نيسابوري صاحب حديث- يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: قلت لقتيبة بْن سعيد مع من كتبت عَنِ الليث بْن سعد حديث يزيد بْن أبي حبيب، عَنْ أبي الطفيل؟ قَالَ: كتبته مع خالد المدائني. قَالَ مُحَمَّد بْن إسماعيل وكان خالد المدائني هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ.
قلت: لم يرو حديث يزيد بْن أبي حبيب عن أبي الطفيل عَنِ الليث غير قتيبة، وهو منكر جدا من حديثه، ويرون أن خالدا المدائني أدخله على الليث وسمعه قتيبة معه فاللَّه أعلم.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي عليّ الأصبهانيّ، أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: وسمعته- يعني أبا داود- يقول: قدم قتيبة بغداد سنة ست عشرة، فجاءه أَحْمَد ويحيى.
أخبرنا هناد النسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ، حَدَّثَنَا خَلَف بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ أَبَا علي البزاز- الحسن بْن الحسين- يقول سمعت مُحَمَّد بْن حميد بْن فروة يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سعيد يقول: انحدرت إلى العراق، أول خروجي سنة اثنتين وسبعين ومائة، وكنت يومئذ ابْن ثلاث وعشرين سنة.
أخبرنا أبو سعد الماليني- إجازة- حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن عدي الحافظ. وَأَخْبَرَنَا محمّد ابن عليّ الصوري- قراءة- أخبرنا أحمد بن الحسين الرازي قَالَ: سمعت عبد اللَّه بْن عدي يقول: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْن مكرم قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شبويه يقول سمعت قتيبة يقول: كنت في حداثتي أطلب الرأي، فرأيت فيما يرى النائم أن مزادة دليت من السماء، فرأيت الناس يتناولونها فلا ينالونها، فجئت أنا فتناولتها، فاطلعت فيها، فرأيت ما بين المشرق والمغرب، فلما أصبحت جئت إلى مضجع البزاز- وكان بصيرا بعبارة الرؤيا- فقصصت عليه رؤياي، فقال: يا بني عليك بالأثر، فإن الرأي لا يبلغ المشرق والمغرب، إنما يبلغ الأثر. قال: فتركت الرأي، فأقبلت على الأثر.
قرأت فِي كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ قَاجٍ الْوَرَّاقِ- بِخَطِّهِ وسماعه من عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ- قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حمزة التّميميّ، حدّثنا أحمد بن جرير اللآل، حَدَّثَنَا قتيبة بْن سعيد قَالَ: قَالَ لي أبي: رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النوم بيده صحيفة، فقلت: يا رَسُول الله ما هذه الصحيفة؟ قال: فيها أسامي العلماء، قلت:
ناولني أنظر فيه اسم ابني، قال: فنظرت فإذا فيها اسم ابني.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي قَالَ: قَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن سيار الفرهياني: قتيبة صدوق، وليس أحد من الكبار إلا وقد حمل عنه بالعراق.
وحدث عنه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة، وعباس العنبري، والحميدي بمكة وسمعت عمرو بْن علي الفلاس يقول: مررت بمنى على قتيبة وعباس العنبري يكتب عنه، فجزته ولم أحمل عنه، فندمت.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ قَالَ:
قرأت بخط أبي بكر أَحْمَد بْن علي الرازي الحافظ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن نعيم قَالَ:
سمعت قتيبة بْن سعيد يقول: كنت يوما ببغداد- وعلي بن المديني قاعد إلى جنَبِي في المجلس، فقلت: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر، فقام صبي من المجلس فقال: يا أبا رجاء، ابنه عليه ساخط حتى يرضى عنه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، حَدَّثَنَا موسى بْن هارون قَالَ: ولد قتيبة سنة ثمان وأربعين- سنة مات الأعمش- وتوفي سنة أربعين ومائتين. وسمعت قتيبة يقول: حضرت موت ابْن لهيعة، ومات سنة أربع وسبعين قَالَ: وشهدت جنازته.
قرأت على الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم عَنْ أَبِي سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رميح النسوي قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سيار بْن أيوب يقول: أَبُو رجاء قتيبة بْن سعيد بْن جميل بْن طريف مولى الحجاج بْن يوسف، وكان أَبُو رجاء يتولى ثقيفا، ويذكر كرامة جده على الحجّاج فقال: وكان الحجاج إذا جلس علي سريره جلس جدي على كرسي عن يمينه، وكان أبو رجاء رجلا ربعة أصلع، حلو الوجه، حسن اللحية، حسن الخلق، واسع الرحل غنيا من ألوان الأموال من الدواب، والإبل، والبقر، والغنم، وكان كثير الحديث. لقد قَالَ لي:
أقم عندي هذه الشتوة حتى أخرج إليك مائة ألف حديث عَنْ خمسة أناسي، قلت لعل أحدهم عمر بْن هارون؟ قَالَ لا، كنت كتبت عَنْ عمر بن هارون وجده أكثر من ثلاثين ألفا، ولكن عَنْ وكيع بْن الجراح، وعبد الوهاب الثقفي، وجرير الرازي، ومحمد بن بكر البرساني، وذهب علي الخامس. وكان ثبتا فيما روى، صاحب سنة وجماعة. وسمعت أبا رجاء يقول: ولدت سنة خمسين ومائة. ومات لليلتين خلتا من شعبان سنة أربعين ومائتين، وهو في تسعين سنة من عمره. وكان كتب الحديث عَنْ ثلاث طبقات، كتب عَنِ الليث، وابن لهيعة، وبكر بن نصر، ويعقوب الإسكندراني، ونحوهم. بمكة والكوفة، والبصرة، ثم كتب عن وكيع، وابن إدريس، والعنقري، والثقفي، والبرساني ونحوهم. ثم كتب بعد عَنْ إسماعيل بْن أبي أويس، وسعيد بْن سليمان.
أَخْبَرَنَا بشرى بْن عبد اللَّه الرومي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمد بن جعفر الراشدي، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال سمعته- يعني أَحْمَد بْن حنبل- ذكر قتيبة فأثنى عليه.
أخبرني الحسين بن عليّ الصيمري، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير قَالَ: سئل يحيى بْن معين، عَنْ قتيبة بْن سعيد البلخي فقال: ثقة.
أخبرنا الصوري، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني- بأطرابلس- أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن النسائي. قَالَ: قتيبة بْن سعيد البغلاني أَبُو رجاء ثقة مأمون.
أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدّثنا عبد الرّحمن بو يوسف بْن خراش. قَالَ:
قتيبة بْن سعيد صدوق.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن متويه البلخي، حَدَّثَنَا موسى بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن المكتب، حَدَّثَنَا أَبُو قتيبة عبد اللَّه بْن قتيبة بْن سعيد قَالَ: سمعت مؤدبي عصام بْن العلاء يقول: سمعت قتيبة بْن سعيد يقول:
لولا القضاء الذي لا بد مدركه ... فالرزق يأكله الإنسان بالقدر
ما كان مثلي في بغلان مسكنه ... ولا يمر بها إلا على سفر
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدسكري- لفظا بحلوان- حدّثنا أبو بكر بن المقرئ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو عبد اللَّه العبدري- مُحَمَّد بْن عبد ربه النيسابوري- قَالَ سمعت الحسن بْن سفيان يقول: كنا على باب قتيبة، وكان معنا رجل يقول لا أخرج حتى أكبر على قتيبة، قَالَ فمرض الرجل، فمات، فأخبر قتيبة فخرج فصلى عليه، وكتب على قبره: هذا قبر قاتل قتيبة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن محمّد العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر. قال قال عبد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي: مات قتيبة بْن سعيد بخراسان بقرية من رستاق بلخ تدعى بغلان، كان أقام بها، وترك بلخ سنة أربعين.
وبلغني أن مولده سنة ثمان وأربعين، وقدم إلى بغداد بعد العشرين، فكتب عنه أَحْمَد بْن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بْن أبي شيبة، وهارون- يعني ابْن عبد اللَّه البزاز-.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان. قَالَ: سنة أربعين ومائتين فيها توفي أَبُو رجاء قتيبة بْن سعيد، في شعبان- أو رمضان-.
ذكر من اسمه قريش
قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله أبو رجاء الثقفي مولاهم البلخي البغلاني، وبغلان ـ بباء معجمة بواحدة مفتوحة وغين معجمة ساكنة ـ قرية من قرى بلخ من أرض خراسان، اسمه يحيى وقتيبة لقب غلب عليه وعرف به، ولد ببلخ يوم الجمعة حين تعالى النهار لست مضين من شهر رجب سنة ثمان وأربعين ومائة، ومات ليلة الأربعاء نصف الليل ودفن يوم الأربعاء، مستهل شعبان سنة أريعين ومائتين، وكان طريف بن عبد الله مولى الحجاج بن يوسف الثقفي وخباز.
روى عن: أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني حليف لتيم من قريش، وأبي الحارث الليث بن سعد الفهمي المصري، وأبي إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم المدني المقرئ، وأبي عبد الله جرير بن عبد الحميد الضبي الرازي، وأبي محمد عبد العزيز ابن محمد بن عبيد الجهني الدراوردي المدني، وأبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي الكوفي، وأبي عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم الواسطي، وأبي محد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي مولاهم المكي، وأبي تمام عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار القرشي مولاهم المدني، وأبي إسماعيل حاتم بن إسماعيل المدني، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري، وأبي بشر عبد الواحد بن زياد العبدي البصري، وأبي سليمان جعفر بن سليمان الضبعي البصري، وأبي عبد الله مروان بن معاوية الفزاري الكوفي نزيل مكة، وأبي معاوية المفضل بن فضالة بن عبدي الحميري القتباني البصري قاضيها، وأبي سفيان وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي، وأبي على فضيل بن عياض بن مسعود التميمي نزيل مكة، وأبي محمد ويقال أبو عبد الملك بكر بن مضر بن محمد بن حكيم بن سليمان القرشي مولاهم البصري، وابي أحمد خلف بن خليفة الأشجعي مولاهم الواسطي نزيل بغداد، وأبي يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري من القارة حليف بني زهرة نزيل الإسكندرية، وابي بشر إسماعيل بن إبراهيم بن سهم بن مقسم الأسدي مولاهم البصري المعروف بابن علية، وأبي معاوية محمد بن خازم التميمي مولاهم الضرير الكوفي، وابي ضمرة أنس بن عياض الليثي المدني، وابي إسماعيل أيوب بن النجار بن زياد بن النجار الحنفي اليمامي، وأبي عوف حميد ابن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي الكوفي، وأبي سليمان داود بن عبد الرحمن العطار المكي، وأبي محمد عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموالي الهاشمي العلوي مولاهم المدني، وأبي عبد الله سهل بن يوسف الأنماطي البصري، وأبي صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي، وأبي عبد الرحمن محمد ابن فضيل بن غزوان الضبي الكوفي، وأبي معاوية هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي، وأبي معاوية يزيد بن زريع العيشي البصري، وأبي خالد
يزيد بن هارون بن إبراهيم بن زاذان بن ثابت السلمي الواسطي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المثني الأنصاري البصري، وأبي محمد حجاج بن محمد الهاشمي المصيصي الأعور، وأبي معاوية عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب ابن أبي صفرة العتكي المهلبي البصري، وأبي روح نوح بن قيس بن رياح الطاحي البصري، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي البصري، وابي زبيد عبثر بن القاسم الزبيدي الكوفي، ومعاوية بن عمار البجلي الدني، والمغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشي الحزامي المدني المعروف بقصي وغيرهم.
اتفقا على الرواية عنه البخاري في الإيمان وغيره.
وروى عنه مسلم في كتاب: الإيمان، والطهارة والأذان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، والعتق، والبيوع، والقسامة، والأدعية وغير ذلك.
وروى عنه: أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وأبو زكريا يحيى بن معين البغدادي، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير الكوفي، وأبو بكر بن أبي شيبة العبسي الكوفي، وأبو خيثمة زهير بن حرب النسائي نزيل بغدادي، وأبو يعقوب يوسف بن موسى القطان، وأبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي الكوفي نزيل بغداد، وابو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي، وأبو حامد أحمد بن جرير بن المسيب البلخي، وأبو الفضل أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو داود سليمان بن الاشعث السجستاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وابو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج، وأبو بكر محمد بن زكرياء الجوهري البلخي نزيل مكة، وأبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله الحمال، وأبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسائي، وأبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، وأبو حفص عمرو بن هشام المقرئ الرازي، وأحمد بن محمد بن عاصم الرازي وغيرهم.
وهو عندهم ثقة، قال يحيى بن معين، وابن صالح، وأبو حاتم الرازي، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهم.
وذكر أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين بن مكرم قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه قال: سمعت قتيبة يقول: كنت في حداثتي أطلب الرأي، فرأيت فيما يرى النائم أن امرأة دليت من السماء، فرايت الناس يريدون يتناولونها، فلا ينالونها، فجئت أنا فتناولتها، فاطلعت فيها فرأيت فيها ما بين المشرق والمغرب، فلما أصبحت جئت إلى (مخضع) البزاز وكان بصيرًا بعبارة الرؤيا، فقصصت عليه رؤياي، فقال: يا بني عليك بالأثر فإن الرأي لا يبلغ المشرق والمغرب، إنما يبلغ الأثر، فتركت الرأي وأقبلت على الاثر.
قال محمد: قتيبة هذا أحد أئمة أهل الحديث، وهو ثقة حجة.
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل ذكر قتيبة بن سعيد فأثنى عليه.
وقال أبو حاتم الرازي: حضرت قتيبة بن سعيد ببغداد، وقد جاءه أحمد بن حنبل فسأله عن أحاديث فحدثه، قال: ثم جاءه أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير بالكوفة ليلة وحضرت معهما فلم يزالا ينتخبان عليه فانتخبت معهما إلى الصبح.
روى عن: أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني حليف لتيم من قريش، وأبي الحارث الليث بن سعد الفهمي المصري، وأبي إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم المدني المقرئ، وأبي عبد الله جرير بن عبد الحميد الضبي الرازي، وأبي محمد عبد العزيز ابن محمد بن عبيد الجهني الدراوردي المدني، وأبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي الكوفي، وأبي عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري مولاهم الواسطي، وأبي محد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي مولاهم المكي، وأبي تمام عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار القرشي مولاهم المدني، وأبي إسماعيل حاتم بن إسماعيل المدني، وأبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري، وأبي بشر عبد الواحد بن زياد العبدي البصري، وأبي سليمان جعفر بن سليمان الضبعي البصري، وأبي عبد الله مروان بن معاوية الفزاري الكوفي نزيل مكة، وأبي معاوية المفضل بن فضالة بن عبدي الحميري القتباني البصري قاضيها، وأبي سفيان وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي، وأبي على فضيل بن عياض بن مسعود التميمي نزيل مكة، وأبي محمد ويقال أبو عبد الملك بكر بن مضر بن محمد بن حكيم بن سليمان القرشي مولاهم البصري، وابي أحمد خلف بن خليفة الأشجعي مولاهم الواسطي نزيل بغداد، وأبي يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري من القارة حليف بني زهرة نزيل الإسكندرية، وابي بشر إسماعيل بن إبراهيم بن سهم بن مقسم الأسدي مولاهم البصري المعروف بابن علية، وأبي معاوية محمد بن خازم التميمي مولاهم الضرير الكوفي، وابي ضمرة أنس بن عياض الليثي المدني، وابي إسماعيل أيوب بن النجار بن زياد بن النجار الحنفي اليمامي، وأبي عوف حميد ابن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي الكوفي، وأبي سليمان داود بن عبد الرحمن العطار المكي، وأبي محمد عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموالي الهاشمي العلوي مولاهم المدني، وأبي عبد الله سهل بن يوسف الأنماطي البصري، وأبي صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي، وأبي عبد الرحمن محمد ابن فضيل بن غزوان الضبي الكوفي، وأبي معاوية هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي، وأبي معاوية يزيد بن زريع العيشي البصري، وأبي خالد
يزيد بن هارون بن إبراهيم بن زاذان بن ثابت السلمي الواسطي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المثني الأنصاري البصري، وأبي محمد حجاج بن محمد الهاشمي المصيصي الأعور، وأبي معاوية عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب ابن أبي صفرة العتكي المهلبي البصري، وأبي روح نوح بن قيس بن رياح الطاحي البصري، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي البصري، وابي زبيد عبثر بن القاسم الزبيدي الكوفي، ومعاوية بن عمار البجلي الدني، والمغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشي الحزامي المدني المعروف بقصي وغيرهم.
اتفقا على الرواية عنه البخاري في الإيمان وغيره.
وروى عنه مسلم في كتاب: الإيمان، والطهارة والأذان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، والعتق، والبيوع، والقسامة، والأدعية وغير ذلك.
وروى عنه: أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وأبو زكريا يحيى بن معين البغدادي، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير الكوفي، وأبو بكر بن أبي شيبة العبسي الكوفي، وأبو خيثمة زهير بن حرب النسائي نزيل بغدادي، وأبو يعقوب يوسف بن موسى القطان، وأبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي الكوفي نزيل بغداد، وابو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي، وأبو حامد أحمد بن جرير بن المسيب البلخي، وأبو الفضل أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو داود سليمان بن الاشعث السجستاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وابو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج، وأبو بكر محمد بن زكرياء الجوهري البلخي نزيل مكة، وأبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله الحمال، وأبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسائي، وأبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، وأبو حفص عمرو بن هشام المقرئ الرازي، وأحمد بن محمد بن عاصم الرازي وغيرهم.
وهو عندهم ثقة، قال يحيى بن معين، وابن صالح، وأبو حاتم الرازي، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهم.
وذكر أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين بن مكرم قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه قال: سمعت قتيبة يقول: كنت في حداثتي أطلب الرأي، فرأيت فيما يرى النائم أن امرأة دليت من السماء، فرايت الناس يريدون يتناولونها، فلا ينالونها، فجئت أنا فتناولتها، فاطلعت فيها فرأيت فيها ما بين المشرق والمغرب، فلما أصبحت جئت إلى (مخضع) البزاز وكان بصيرًا بعبارة الرؤيا، فقصصت عليه رؤياي، فقال: يا بني عليك بالأثر فإن الرأي لا يبلغ المشرق والمغرب، إنما يبلغ الأثر، فتركت الرأي وأقبلت على الاثر.
قال محمد: قتيبة هذا أحد أئمة أهل الحديث، وهو ثقة حجة.
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل ذكر قتيبة بن سعيد فأثنى عليه.
وقال أبو حاتم الرازي: حضرت قتيبة بن سعيد ببغداد، وقد جاءه أحمد بن حنبل فسأله عن أحاديث فحدثه، قال: ثم جاءه أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير بالكوفة ليلة وحضرت معهما فلم يزالا ينتخبان عليه فانتخبت معهما إلى الصبح.
قُتَيْبَةُ أَبُو رَجَاءَ بنُ سَعِيْدِ بنِ جَمِيْلٍ الثَّقَفِيُّ
مَوْلاَهُمْ هُوَ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ، المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الجَوَّالُ، رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ، أَبُو رَجَاءَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدِ بنِ جَمِيْلِ بنِ طَرِيْفٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَلْخِيُّ، البَغْلاَنِيُّ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةِ بَغْلاَنَ، مِنْ مَوَالِي الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ الأَمِيْرِ
الظَالِمِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي وَشِيْمِ بنِ جَمِيْلٍ الثَّقَفِيِّ.وَقَدْ كُنْتُ عَمِلْتُ لَهُ تَرْجَمَةً مَعَهَا نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً مِنَ العَوَالِي، وَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ، وَأَحْبَبْتُ الآنَ عَمَلَهَا عَلَى أَنْمُوذَجِ نُظَرَائِهِ.
مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: اسْمُهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَقُتَيْبَةُ لَقَبٌ.
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ مَنْدَةَ: اسْمُهُ: عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ.
وَقِيْلَ: كَانَ لَهُ أَخٌ اسْمُهُ: قُدَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُ: قُتَيْبَةُ مُشْتَقٌ مِنَ القِتْبِ، وَهُوَ المِعَى.
يُقَالُ: طَعَنْتُهُ، فَانْدَلَقَتْ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، أَيْ: خَرَجَتْ.
نَعَمْ، وَارْتَحَلَ قُتَيْبَةُ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَحَمَلَ الكَثِيْرَ عَنْ: مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَشَرِيْكٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ، وَكَثِيْرِ بنِ سُلَيْمٍ - صَاحِبِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ - وَعَبْثَرِ بنِ القَاسِمِ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَأَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمِ بنِ سُلَيْمٍ، وَمُفَضَّلِ بنِ فَضَالَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ، وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَحَرْبِ بنِ أَبِي العَالِيَةِ، وَحَمَّادِ بنِ يَحْيَى الأَبَحِّ، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَدَاوُدَ العَطَّارِ، وَشِهَابِ بنِ خِرَاشٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيِّ، وَرُشْدِيْنَ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الرِّجَالِ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَعَبْدِ الوَارِثِ، وَالعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَفَرَجِ بنِ فَضَالَةَ، وَأَبِي هَاشِمٍ
كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَيْلِيِّ، وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، وَيَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزَامِيِّ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الفِطْرِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.وَيَنْزِلُ إِلَى: غُنْدَرٍ، وَوَكِيْعٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَابْنِ وَهْبٍ، وَطَبَقَتِهِم، ثُمَّ إِلَى: حَجَّاجٍ الأَعْوَرِ، وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَرَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ - فَأَكْثَرَ - وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَطَائِفَةٌ مَاتُوا قَبْلَهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي كُتُبِهِم، فَأَكْثَرُوا.
وَرَوَى: ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْهُ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ.
وَرَوَى: التِّرْمِذِيُّ أَيْضاً، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ.
وَرَوَى: النَّسَائِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا الخَيَّاطِ، عَنْهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَشَّارٍ النَّسَائِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُسْتِيُّ القَاضِي، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ البُشْتِيُّ - بِمُعْجَمَةٍ - النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ البَلْخِيُّ، وَوَلَدُهُ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ
قُتَيْبَةَ، وَعَبْدَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ طَيْفُوْرٍ النَّسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الدَّوِيْرِيُّ - وَدَوِيْرُ: بِفَتْحِ أَوَّلِهِ؛ قَرْيَةٌ بِخُرَاسَانَ - وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَكِيْمُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَخَلْقٌ، آخِرُهُمْ مَوْتاً: الوَاعِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ البَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، المُتَوَفَّى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ؛ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ فِي (مُعْجَمِهِ) بِالإِجَازَةِ ؛ الَّذِي قِيْلَ: إِنَّهُ وَعَظَ مَرَّةً، فَمَاتَ فِي المَجْلِسِ مِنْ تَذْكِيْرِهِ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ.قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ قُتَيْبَةَ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ: قُتَيْبَةُ ثِقَةٌ.
وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ، وَزَادَ: صَدُوْقٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدِمَ قُتَيْبَةُ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، فَجَاءهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى.
وَقَالَ فِيْهِ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَيْضاً: حَضَرْتُهُ بِبَغْدَادَ، وَقَدْ جَاءهُ أَحْمَدُ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيْثَ، فَحَدَّثَهُ بِهَا. وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ
وَابْنُ نُمَيْرٍ بِالْكُوْفَةِ إِلَيْهِ لَيْلَةً، وَحَضَرتُ مَعَهُمَا، فَلَمْ يَزَالاَ يَنْتَخِبَانِ عَلَيْهِ، وَأَنْتَخِبُ مَعَهُمَا إِلَى الصُّبْحِ.قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الكَرْمِيْنِيُّ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ:
مَا رَأَيْتَ فِي كِتَابِي مِنْ عَلاَمَةِ الحُمْرَةِ، فَهُوَ علاَمَةُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمَا رَأَيْتَ مِنْ الخُضْرَةِ، فَهُوَ عَلاَمَةُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ فَرْوَةَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ:
انْحَدَرتُ إِلَى العِرَاقِ أَوَّلَ مَرَّةٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، وَكُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبُّوْيَةَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ:
كُنْتُ فِي حَدَاثَتِي أَطلُبُ الرَّأْيَ، فَرَأَيْتُ - فِيْمَا يَرَى النَّائِمُ - أَنَّ مَزَادَةً دُلِّيَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَنَاوَلُونَهَا، فَلاَ يَنَالُونَهَا، فَجِئتُ أَنَا، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَاطَّلَعتُ فِيْهَا، فَرَأَيْتُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، فَلَمَّا أَصبَحتُ، جِئْتُ إِلَى مِخْضَعٍ البَزَّازِ - وَكَانَ بَصِيْراً بِعِبَارَةِ الرُّؤْيَا - فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ رُؤْيَايَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، عَلَيْكَ بِالأَثَرِ، فَإِنَّ الرَّأْيَ لاَ يَبْلُغُ المَشْرِقَ وَالمَغْرِبَ، إِنَّمَا يَبلُغُ الأَثَرُ.
فَتَرَكتُ الرَّأْيَ، وَأَقبَلْتُ عَلَى الأَثَرِ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ جَرِيْرٍ اللاَّلُ، عَنْ قُتَيْبَةَ، قَالَ لِي أَبِي:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فِي يَدِهِ صَحِيفَةٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ؟
قَالَ: فِيْهِ أَسَامِي العُلَمَاءِ.
قُلْتُ: نَاوِلْنِي، أَنْظُرْ فِيْهِ اسْمَ
ابْنِي.فَنَظَرتُ، فَإِذَا فِيْهِ اسْمُ ابْنِي.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ الفَرْهَيَانِيُّ : قُتَيْبَةُ: صَدُوْقٌ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الكِبَارِ إِلاَّ وَقَدْ حَمَلَ عَنْهُ بِالعِرَاقِ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ، وَالحُمَيْدِيُّ بِمَكَّةَ.
وَسَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: مَرَرْتُ بِمِنَىً عَلَى قُتَيْبَةَ، وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ يَكْتُبُ عَنْهُ، فَجُزْتُ وَلَمْ أَحْمِلْ عَنْهُ، فَنَدِمْتُ.
أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ: أَبُو رَجَاءَ قُتَيْبَةُ مَوْلَى الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ، فَكَانَ قُتَيْبَةُ يَتَوَلَّى ثَقِيْفاً، وَيَذْكُرُ كَرَامَةَ جَدِّهِ عَلَى الحَجَّاجِ، وَأَنَّ الحَجَّاجَ كَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى سَرِيْرِهِ، جَلَسَ جَدِّي عَلَى كُرْسِيٍّ عَنْ يَمِيْنِهِ.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو رَجَاءَ رَجُلاً رَبْعَةً، أَصْلَعَ، حُلوَ الوَجْهِ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ، وَاسِعَ الرَّحلِ، غَنِيّاً مِنَ أَلوَانِ الأَمْوَالِ مِنَ الدَّوَابِّ وَالإِبِلِ وَالبَقَرِ وَالغَنَمِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.
لَقَدْ قَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي هَذِهِ الشَّتوَةِ، حَتَّى أُخْرِجَ لَكَ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ عَنْ خَمْسَةِ أُنَاسِيَّ.
فَقُلْتُ: لَعَلَّ أَحَدَهُمْ عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ؟
قَالَ: لاَ، كُنْتُ كَتَبتُ عَنْ عُمَرَ بنِ هَارُوْنَ وَحدَهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلفاً، وَلَكِنْ: وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَجَرِيْرٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ، وَنَسِيتُ الخَامِسَ.
قَالَ: وَكَانَ ثَبْتاً
فِيْمَا رَوَى، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ.سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ: وَمَاتَ لِلَيلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ فِي تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ كَتَبَ الحَدِيْثَ عَنْ ثَلاَثِ طَبَقَاتٍ: اللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ ... ، إِلَى أَنْ قَالَ:
ثُمَّ كَتَبَ عَن: إِدْرِيْسَ، وَوَكِيْعٍ، وَالعَنْقَزِيِّ، وَنَحْوِهِم، ثُمَّ كَتَبَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَسَعِيْدِ بنِ سُلَيْمَانَ.
وَأَمَّا مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، فَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، سَنَةَ مَوْتِ الأَعْمَشِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
حَضَرتُ مَوْتَ ابْنِ لَهِيْعَةَ، وَشَهِدْتُ جَنَازَتَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الوَاعِظُ، وَبَيْنَهُمَا فِي المَوْتِ ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُوْنَ عَاماً.
وَأَمَّا الخَطِيْبُ، فَقَالَ فِي كِتَابِ (السَّابِقِ وَاللاَحِقِ) :
حَدَّثَ عَنْهُ: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ فِي (مُعْجَمِهِ) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:
كُنَّا عَلَى بَابِ قُتَيْبَةَ، فَمَرِضَ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا، يَقُوْلُ: لاَ أَخْرُجُ حَتَّى أُكَبِّرَ عَلَى قُتَيْبَةَ.
قَالَ: فَمَاتَ، فَأَخْبَرُوا بِهِ قُتَيْبَةَ، فَخَرَجَ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، وَكَتَبَ عَلَى قَبْرِهِ: هَذَا قَبْرُ قَاتِلِ قُتَيْبَةَ.
وَقَدْ رَوَى: أَبُو نَصْرٍ، عَنْ قُتَيْبَةَ، قَالَ:
وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ - فَاللهُ أَعْلَمُ -.
وَرَوَى: غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ، قَالَ:سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: هَذَا قَوْلُ الأَئِمَّةِ فِي الإِسْلاَمِ وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ: نَعرِفُ رَبَّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
وَمِمَّا بَلَغَنَا مِنْ شِعْرِ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ قَوْلُهُ:
لَوْلاَ القَضَاءُ الَّذِي لاَ بُدَّ مُدْرِكُه ... وَالرِّزْقُ يَأْكُلُهُ الإِنْسَانُ بِالقَدَرِ
مَا كَانَ مِثْلِيَ فِي بَغْلاَنَ مَسْكَنُهُ ... وَلاَ يَمُرُّ بِهَا إِلاَّ عَلَى سَفَرِ
وكَانَتْ رِحْلَةُ النَّسَائِيِّ إِلَى قُتَيْبَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سَنَةً كَامِلَةً، وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً، لَكِنَّهُ امتَنَعَ، وَتَحَرَّجَ مِنْ رِوَايَةِ (كِتَابِ ابْنِ لَهِيْعَةَ) ؛ لِضَعْفِهِ عِنْدَهُ.
وَقِيْلَ: كَانَ سَبَبَ نُزُوْحِ قُتَيْبَةَ مِنْ مَدِيْنَةِ بَلْخَ، وَانقِطَاعِهِ بِقَرْيَةِ بَغْلاَنَ؛ أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَهُ مَالِكٌ، وَجَاءهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخِيُّ لِلسَّمَاعِ، فَبَرَزَ قُتَيْبَةُ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ المُرْجِئَةِ.
فَأَخْرَجَهُ مَالِكٌ مِنْ مَجْلِسهِ - وَكَانَ لإِبْرَاهِيْمَ صُوْرَةٌ كَبِيْرَةٌ بِبَلَدِهِ - فَعَادَى قُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ.
وَمَا عَلِمتُهُمْ نَقَمُوا عَلَى قُتَيْبَةَ سِوَى ذَلِكَ الحَدِيْثِ المَعْرُوْفِ فِي الجَمعِ فِي السَّفَرِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: عَمِلَ أَبِي طَعَاماً، وَدَعَا إِسْحَاقَ، ثُمَّ قَالَ:
إِنَّ ابْنِي هَذَا قَدْ أَلَحَّ عَلَيَّ فِي الخُرُوْجِ إِلَى قُتَيْبَةَ، فَمَا تَرَى؟
فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَالَ:
هَذَا قَدْ أَكْثَرَ عَنِّي، وَهُوَ يَجْلِسُ بِالقُربِ مِنِّي، وَأَبُو رَجَاءَ عِنْدَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا، فَأَرَى أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، عَسَى أَنْ يَنْتَفِعَ.أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ، إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيْغَ الشَّمْسُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى العَصْرِ، فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيْعاً، وَإِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ المَغْرِبِ، أَخَّرَهَا حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ العِشَاءِ، فَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ المَغْرِبِ، عَجَّلَ العِشَاءَ، فَصَلاَّهَا مَعَ المَغْرِبِ.
مَا رَوَاهُ أَحَدٌ عَنِ اللَّيْثِ سِوَى قُتَيْبَةَ.وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ.
وَأَمَّا النَّسَائِيُّ، فَامْتَنَعَ مِنْ إِخْرَاجِهِ؛ لِنَكَارَتِهِ.
وأَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَكَ بنِ مَهْدِيٍّ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ - وَرَّاقُ مَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرَيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ، فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ العَصْرِ، فَيَجْمَعَ بَيْنَهُمَا.
مُخْتَصَرٌ.
أَخْرَجَهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً نَازِلَةً بِسِتِّ دَرَجٍ.
وَمِنْ أَعجَبِ الأُمُورِ: أَنَّ أَبَا عِيْسَى التِّرْمِذِيَّ حَدَّثَ بِهِ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَرَوَاهُ نَازِلاً، كَمَا هُوَ مَوْجُوْدٌ فِي نُسَخٍ عِدَّةٍ، فَقَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى اللُّؤْلُؤِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الأَعْيَنِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَهَذَا مِنْ طُرُقِ النَّوَازِلِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: رُوَاتُهُ أَئِمَّةٌ، ثِقَاتٌ، وَهُوَ شَاذُّ الإِسْنَادِ وَالمَتْنِ، ثُمَّ لاَ نَعرِفُ لَهُ عِلَّةً نُعَلِّلُهُ بِهَا، فَلَو كَانَ الحَدِيْثُ عِنْدَ اللَّيْثِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، لَعَلَّلْنَا بِهِ الحَدِيْثَ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، لَعَلَّلْنَا بِهِ، فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ عِلَّةً، خَرَجَ عَنْ أَنْ يَكُوْنَ مَعْلُوْلاً.ثُمَّ نَظَرنَا، فَلَمْ نَجِدْ لِيَزِيْدَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رِوَايَةً، وَلاَ وَجَدنَا هَذَا المَتْنَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَلاَ عِنْدَ أَحَدٍ مِمَّنْ يَرْوِيْهِ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ غَيْرَ أَبِي الطُّفَيْلِ، فَقُلْنَا: هُوَ شَاذٌ، وَأَئِمَّةُ الحَدِيْثِ إِنَّمَا سَمِعُوهُ مِنْ قُتَيْبَةَ تَعَجُّباً مِنْ إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ.
وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُ عِلَّةً.
قُلْتُ: بَلْ رَوَوْهُ فِي كُتُبِهِم، وَاسْتَغْرَبَهُ بَعْضُهُم.
قَالَ الحَاكِمُ: وَقَدْ قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ هَذَا، وَحَدَّثَنَا بِهِ عَنِ النَّسَائِيِّ - وَهُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ - عَنْ قُتَيْبَةَ.
وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلاَ أَبُو عَلِيٍّ لِلْحَدِيْثِ عِلَّةً، فَنَظَرنَا، فَإِذَا هُوَ مَوْضُوْعٌ.
وَقُتَيْبَةُ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ حَفْصَوَيْه - نَيْسَابُوْرِيٌّ، صَاحِبُ حَدِيْثٍ - يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ:
قُلْتُ لِقُتَيْبَةَ: مَعَ مَنْ كَتَبتَ عَنِ اللَّيْثِ حَدِيْثَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ؟
قَالَ: مَعَ خَالِدٍ المَدَائِنِيِّ.
قَالَ البُخَارِيُّ: وَكَانَ خَالِدٌ هَذَا يُدْخِلُ عَلَى الشُّيُوْخِ الأَحَادِيْثَ.
وَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَقِيبَهُ: لاَ يَرْوِيْهِ إِلاَّ قُتَيْبَةُ وَحْدُهُ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ، غَرِيْبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ قُتَيْبَةُ، وَالمَعْرُوْفُ حَدِيْثُ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ -يَعْنِي: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ-:
أَنَّهُم خَرَجُوا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ، فَكَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ -يَعْنِي: وَلَيْسَ فِيْهِ جَمْعُ التَّقْدِيْمِ-.
قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَّ قُتَيْبَةُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ غَلِطَ، وَإِنَّ مَوْضِعَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ أَبُو الزُّبَيْرِ.
قُلْتُ: فَيَكُوْنُ قَدْ غَلِطَ فِي الإِسْنَادِ، وَأتَى بِلَفْظٍ مُنْكَرٍ جِدّاً. يَرَوْنَ: أَنَّ
خَالِداً المَدَائِنِيَّ أَدْخلَهُ عَلَى اللَّيْثِ، وَسَمِعَهُ قُتَيْبَةُ مَعَهُ - فَاللهُ أَعْلَمُ -.قُلْتُ: هَذَا التَّقْرِيْرُ يُؤَدِّي إِلَى أَنَّ اللَّيْثَ كَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِيْنَ، وَيَروِي مَا لَمْ يَسْمَعْ، وَمَا كَانَ كَذَلِكَ، بَلْ كَانَ حُجَّةً، مُتَثَبِّتاً، وَإِنَّمَا الغَفْلَةُ وَقَعَتْ فِيْهِ مِنْ قُتَيْبَةَ، وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ، قَدْ رَوَى نَحْواً مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، فَيُغْتَفَرُ لَهُ الخَطَأُ فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، عَنِ العَلاَءِ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً، وَيُمْسِي كَافِراً، وَيُمْسِي مُؤْمِناً، وَيُصْبِحُ كَافِراً، يَبِيْعُ دِيْنَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ) .
رَوَاهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، وَالتِّرْمِذِيُّ: عَنْهُ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ.
وَمَاتَ مَعَ قُتَيْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ: خَلْقٌ، مِنْهُم: سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَدَثَانِيُّ، وَسُوَيْدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ الكَلْبِيُّ الفَقِيْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الأَعْيَنُ، وَالحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ البَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ.
مَوْلاَهُمْ هُوَ: شَيْخُ الإِسْلاَمِ، المُحَدِّثُ، الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الجَوَّالُ، رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ، أَبُو رَجَاءَ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدِ بنِ جَمِيْلِ بنِ طَرِيْفٍ الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَلْخِيُّ، البَغْلاَنِيُّ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةِ بَغْلاَنَ، مِنْ مَوَالِي الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ الأَمِيْرِ
الظَالِمِ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي وَشِيْمِ بنِ جَمِيْلٍ الثَّقَفِيِّ.وَقَدْ كُنْتُ عَمِلْتُ لَهُ تَرْجَمَةً مَعَهَا نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِيْنَ حَدِيْثاً مِنَ العَوَالِي، وَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ، وَأَحْبَبْتُ الآنَ عَمَلَهَا عَلَى أَنْمُوذَجِ نُظَرَائِهِ.
مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: اسْمُهُ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَقُتَيْبَةُ لَقَبٌ.
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ مَنْدَةَ: اسْمُهُ: عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ.
وَقِيْلَ: كَانَ لَهُ أَخٌ اسْمُهُ: قُدَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُ: قُتَيْبَةُ مُشْتَقٌ مِنَ القِتْبِ، وَهُوَ المِعَى.
يُقَالُ: طَعَنْتُهُ، فَانْدَلَقَتْ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، أَيْ: خَرَجَتْ.
نَعَمْ، وَارْتَحَلَ قُتَيْبَةُ فِي طَلَبِ العِلْمِ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، فَحَمَلَ الكَثِيْرَ عَنْ: مَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَشَرِيْكٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ، وَبَكْرِ بنِ مُضَرَ، وَكَثِيْرِ بنِ سُلَيْمٍ - صَاحِبِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ - وَعَبْثَرِ بنِ القَاسِمِ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زِيَادٍ، وَأَبِي الأَحْوَصِ سَلاَّمِ بنِ سُلَيْمٍ، وَمُفَضَّلِ بنِ فَضَالَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ، وَجَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، وَحَرْبِ بنِ أَبِي العَالِيَةِ، وَحَمَّادِ بنِ يَحْيَى الأَبَحِّ، وَخَلَفِ بنِ خَلِيْفَةَ، وَدَاوُدَ العَطَّارِ، وَشِهَابِ بنِ خِرَاشٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ المَدِيْنِيِّ، وَرُشْدِيْنَ بنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي الرِّجَالِ، وَابْنِ المُبَارَكِ، وَعَبْدِ الوَارِثِ، وَالعَطَّافِ بنِ خَالِدٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَفَرَجِ بنِ فَضَالَةَ، وَأَبِي هَاشِمٍ
كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَيْلِيِّ، وَالمُنْكَدِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَيَزِيْدَ بنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، وَيَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرَانِيِّ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِزَامِيِّ، وَجَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الفِطْرِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.وَيَنْزِلُ إِلَى: غُنْدَرٍ، وَوَكِيْعٍ، وَالوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَابْنِ وَهْبٍ، وَطَبَقَتِهِم، ثُمَّ إِلَى: حَجَّاجٍ الأَعْوَرِ، وَابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَنُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحَرَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ - فَأَكْثَرَ - وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَعَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَطَائِفَةٌ مَاتُوا قَبْلَهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي كُتُبِهِم، فَأَكْثَرُوا.
وَرَوَى: ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْهُ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ.
وَرَوَى: التِّرْمِذِيُّ أَيْضاً، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ.
وَرَوَى: النَّسَائِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا الخَيَّاطِ، عَنْهُ.
وَرَوَى عَنْهُ: يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَالحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ، وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَجَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ، وَالحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَشَّارٍ النَّسَائِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ البُسْتِيُّ القَاضِي، وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ البُشْتِيُّ - بِمُعْجَمَةٍ - النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّبِ البَلْخِيُّ، وَوَلَدُهُ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ
قُتَيْبَةَ، وَعَبْدَانُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ طَيْفُوْرٍ النَّسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الدَّوِيْرِيُّ - وَدَوِيْرُ: بِفَتْحِ أَوَّلِهِ؛ قَرْيَةٌ بِخُرَاسَانَ - وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الحَكِيْمُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَخَلْقٌ، آخِرُهُمْ مَوْتاً: الوَاعِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ البَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، المُتَوَفَّى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ؛ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ فِي (مُعْجَمِهِ) بِالإِجَازَةِ ؛ الَّذِي قِيْلَ: إِنَّهُ وَعَظَ مَرَّةً، فَمَاتَ فِي المَجْلِسِ مِنْ تَذْكِيْرِهِ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ.قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ قُتَيْبَةَ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، مِنْ طَرِيْقِ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ: قُتَيْبَةُ ثِقَةٌ.
وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ، وَزَادَ: صَدُوْقٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدِمَ قُتَيْبَةُ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، فَجَاءهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى.
وَقَالَ فِيْهِ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَيْضاً: حَضَرْتُهُ بِبَغْدَادَ، وَقَدْ جَاءهُ أَحْمَدُ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيْثَ، فَحَدَّثَهُ بِهَا. وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ
وَابْنُ نُمَيْرٍ بِالْكُوْفَةِ إِلَيْهِ لَيْلَةً، وَحَضَرتُ مَعَهُمَا، فَلَمْ يَزَالاَ يَنْتَخِبَانِ عَلَيْهِ، وَأَنْتَخِبُ مَعَهُمَا إِلَى الصُّبْحِ.قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الكَرْمِيْنِيُّ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ:
مَا رَأَيْتَ فِي كِتَابِي مِنْ عَلاَمَةِ الحُمْرَةِ، فَهُوَ علاَمَةُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمَا رَأَيْتَ مِنْ الخُضْرَةِ، فَهُوَ عَلاَمَةُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ فَرْوَةَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ:
انْحَدَرتُ إِلَى العِرَاقِ أَوَّلَ مَرَّةٍ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ، وَكُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَبُّوْيَةَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ:
كُنْتُ فِي حَدَاثَتِي أَطلُبُ الرَّأْيَ، فَرَأَيْتُ - فِيْمَا يَرَى النَّائِمُ - أَنَّ مَزَادَةً دُلِّيَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَنَاوَلُونَهَا، فَلاَ يَنَالُونَهَا، فَجِئتُ أَنَا، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَاطَّلَعتُ فِيْهَا، فَرَأَيْتُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، فَلَمَّا أَصبَحتُ، جِئْتُ إِلَى مِخْضَعٍ البَزَّازِ - وَكَانَ بَصِيْراً بِعِبَارَةِ الرُّؤْيَا - فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ رُؤْيَايَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، عَلَيْكَ بِالأَثَرِ، فَإِنَّ الرَّأْيَ لاَ يَبْلُغُ المَشْرِقَ وَالمَغْرِبَ، إِنَّمَا يَبلُغُ الأَثَرُ.
فَتَرَكتُ الرَّأْيَ، وَأَقبَلْتُ عَلَى الأَثَرِ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ جَرِيْرٍ اللاَّلُ، عَنْ قُتَيْبَةَ، قَالَ لِي أَبِي:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ، فِي يَدِهِ صَحِيفَةٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ؟
قَالَ: فِيْهِ أَسَامِي العُلَمَاءِ.
قُلْتُ: نَاوِلْنِي، أَنْظُرْ فِيْهِ اسْمَ
ابْنِي.فَنَظَرتُ، فَإِذَا فِيْهِ اسْمُ ابْنِي.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَيَّارٍ الفَرْهَيَانِيُّ : قُتَيْبَةُ: صَدُوْقٌ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الكِبَارِ إِلاَّ وَقَدْ حَمَلَ عَنْهُ بِالعِرَاقِ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ، وَالحُمَيْدِيُّ بِمَكَّةَ.
وَسَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: مَرَرْتُ بِمِنَىً عَلَى قُتَيْبَةَ، وَعَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ يَكْتُبُ عَنْهُ، فَجُزْتُ وَلَمْ أَحْمِلْ عَنْهُ، فَنَدِمْتُ.
أَحْمَدُ بنُ سَيَّارٍ المَرْوَزِيُّ: أَبُو رَجَاءَ قُتَيْبَةُ مَوْلَى الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ، فَكَانَ قُتَيْبَةُ يَتَوَلَّى ثَقِيْفاً، وَيَذْكُرُ كَرَامَةَ جَدِّهِ عَلَى الحَجَّاجِ، وَأَنَّ الحَجَّاجَ كَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى سَرِيْرِهِ، جَلَسَ جَدِّي عَلَى كُرْسِيٍّ عَنْ يَمِيْنِهِ.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو رَجَاءَ رَجُلاً رَبْعَةً، أَصْلَعَ، حُلوَ الوَجْهِ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ، وَاسِعَ الرَّحلِ، غَنِيّاً مِنَ أَلوَانِ الأَمْوَالِ مِنَ الدَّوَابِّ وَالإِبِلِ وَالبَقَرِ وَالغَنَمِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.
لَقَدْ قَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي هَذِهِ الشَّتوَةِ، حَتَّى أُخْرِجَ لَكَ مائَةَ أَلْفِ حَدِيْثٍ عَنْ خَمْسَةِ أُنَاسِيَّ.
فَقُلْتُ: لَعَلَّ أَحَدَهُمْ عُمَرُ بنُ هَارُوْنَ؟
قَالَ: لاَ، كُنْتُ كَتَبتُ عَنْ عُمَرَ بنِ هَارُوْنَ وَحدَهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِيْنَ أَلفاً، وَلَكِنْ: وَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَجَرِيْرٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ، وَنَسِيتُ الخَامِسَ.
قَالَ: وَكَانَ ثَبْتاً
فِيْمَا رَوَى، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ.سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ: وَمَاتَ لِلَيلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ، سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ فِي تِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ كَتَبَ الحَدِيْثَ عَنْ ثَلاَثِ طَبَقَاتٍ: اللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ ... ، إِلَى أَنْ قَالَ:
ثُمَّ كَتَبَ عَن: إِدْرِيْسَ، وَوَكِيْعٍ، وَالعَنْقَزِيِّ، وَنَحْوِهِم، ثُمَّ كَتَبَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَسَعِيْدِ بنِ سُلَيْمَانَ.
وَأَمَّا مُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، فَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ، سَنَةَ مَوْتِ الأَعْمَشِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
حَضَرتُ مَوْتَ ابْنِ لَهِيْعَةَ، وَشَهِدْتُ جَنَازَتَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الوَاعِظُ، وَبَيْنَهُمَا فِي المَوْتِ ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُوْنَ عَاماً.
وَأَمَّا الخَطِيْبُ، فَقَالَ فِي كِتَابِ (السَّابِقِ وَاللاَحِقِ) :
حَدَّثَ عَنْهُ: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا أَرْبَعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.
قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ فِي (مُعْجَمِهِ) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:
كُنَّا عَلَى بَابِ قُتَيْبَةَ، فَمَرِضَ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا، يَقُوْلُ: لاَ أَخْرُجُ حَتَّى أُكَبِّرَ عَلَى قُتَيْبَةَ.
قَالَ: فَمَاتَ، فَأَخْبَرُوا بِهِ قُتَيْبَةَ، فَخَرَجَ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، وَكَتَبَ عَلَى قَبْرِهِ: هَذَا قَبْرُ قَاتِلِ قُتَيْبَةَ.
وَقَدْ رَوَى: أَبُو نَصْرٍ، عَنْ قُتَيْبَةَ، قَالَ:
وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ - فَاللهُ أَعْلَمُ -.
وَرَوَى: غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي العَبَّاسِ السَّرَّاجِ، قَالَ:سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ: هَذَا قَوْلُ الأَئِمَّةِ فِي الإِسْلاَمِ وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ: نَعرِفُ رَبَّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
وَمِمَّا بَلَغَنَا مِنْ شِعْرِ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ قَوْلُهُ:
لَوْلاَ القَضَاءُ الَّذِي لاَ بُدَّ مُدْرِكُه ... وَالرِّزْقُ يَأْكُلُهُ الإِنْسَانُ بِالقَدَرِ
مَا كَانَ مِثْلِيَ فِي بَغْلاَنَ مَسْكَنُهُ ... وَلاَ يَمُرُّ بِهَا إِلاَّ عَلَى سَفَرِ
وكَانَتْ رِحْلَةُ النَّسَائِيِّ إِلَى قُتَيْبَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سَنَةً كَامِلَةً، وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْئاً كَثِيْراً، لَكِنَّهُ امتَنَعَ، وَتَحَرَّجَ مِنْ رِوَايَةِ (كِتَابِ ابْنِ لَهِيْعَةَ) ؛ لِضَعْفِهِ عِنْدَهُ.
وَقِيْلَ: كَانَ سَبَبَ نُزُوْحِ قُتَيْبَةَ مِنْ مَدِيْنَةِ بَلْخَ، وَانقِطَاعِهِ بِقَرْيَةِ بَغْلاَنَ؛ أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَهُ مَالِكٌ، وَجَاءهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ البَلْخِيُّ لِلسَّمَاعِ، فَبَرَزَ قُتَيْبَةُ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ المُرْجِئَةِ.
فَأَخْرَجَهُ مَالِكٌ مِنْ مَجْلِسهِ - وَكَانَ لإِبْرَاهِيْمَ صُوْرَةٌ كَبِيْرَةٌ بِبَلَدِهِ - فَعَادَى قُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ.
وَمَا عَلِمتُهُمْ نَقَمُوا عَلَى قُتَيْبَةَ سِوَى ذَلِكَ الحَدِيْثِ المَعْرُوْفِ فِي الجَمعِ فِي السَّفَرِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ: عَمِلَ أَبِي طَعَاماً، وَدَعَا إِسْحَاقَ، ثُمَّ قَالَ:
إِنَّ ابْنِي هَذَا قَدْ أَلَحَّ عَلَيَّ فِي الخُرُوْجِ إِلَى قُتَيْبَةَ، فَمَا تَرَى؟
فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَالَ:
هَذَا قَدْ أَكْثَرَ عَنِّي، وَهُوَ يَجْلِسُ بِالقُربِ مِنِّي، وَأَبُو رَجَاءَ عِنْدَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا، فَأَرَى أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، عَسَى أَنْ يَنْتَفِعَ.أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ المُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ، إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيْغَ الشَّمْسُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى العَصْرِ، فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيْعاً، وَإِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ المَغْرِبِ، أَخَّرَهَا حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ العِشَاءِ، فَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ المَغْرِبِ، عَجَّلَ العِشَاءَ، فَصَلاَّهَا مَعَ المَغْرِبِ.
مَا رَوَاهُ أَحَدٌ عَنِ اللَّيْثِ سِوَى قُتَيْبَةَ.وَقَدْ أَخْرَجَهُ عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ.
وَأَمَّا النَّسَائِيُّ، فَامْتَنَعَ مِنْ إِخْرَاجِهِ؛ لِنَكَارَتِهِ.
وأَخْبَرَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا القَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الإِسْفَرَايِيْنِيُّ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَكَ بنِ مَهْدِيٍّ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ - وَرَّاقُ مَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرَيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ، فَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ العَصْرِ، فَيَجْمَعَ بَيْنَهُمَا.
مُخْتَصَرٌ.
أَخْرَجَهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً نَازِلَةً بِسِتِّ دَرَجٍ.
وَمِنْ أَعجَبِ الأُمُورِ: أَنَّ أَبَا عِيْسَى التِّرْمِذِيَّ حَدَّثَ بِهِ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَرَوَاهُ نَازِلاً، كَمَا هُوَ مَوْجُوْدٌ فِي نُسَخٍ عِدَّةٍ، فَقَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى اللُّؤْلُؤِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الأَعْيَنِ، عَنْ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَهَذَا مِنْ طُرُقِ النَّوَازِلِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: رُوَاتُهُ أَئِمَّةٌ، ثِقَاتٌ، وَهُوَ شَاذُّ الإِسْنَادِ وَالمَتْنِ، ثُمَّ لاَ نَعرِفُ لَهُ عِلَّةً نُعَلِّلُهُ بِهَا، فَلَو كَانَ الحَدِيْثُ عِنْدَ اللَّيْثِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، لَعَلَّلْنَا بِهِ الحَدِيْثَ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، لَعَلَّلْنَا بِهِ، فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ عِلَّةً، خَرَجَ عَنْ أَنْ يَكُوْنَ مَعْلُوْلاً.ثُمَّ نَظَرنَا، فَلَمْ نَجِدْ لِيَزِيْدَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رِوَايَةً، وَلاَ وَجَدنَا هَذَا المَتْنَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَلاَ عِنْدَ أَحَدٍ مِمَّنْ يَرْوِيْهِ عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ غَيْرَ أَبِي الطُّفَيْلِ، فَقُلْنَا: هُوَ شَاذٌ، وَأَئِمَّةُ الحَدِيْثِ إِنَّمَا سَمِعُوهُ مِنْ قُتَيْبَةَ تَعَجُّباً مِنْ إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ.
وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُ عِلَّةً.
قُلْتُ: بَلْ رَوَوْهُ فِي كُتُبِهِم، وَاسْتَغْرَبَهُ بَعْضُهُم.
قَالَ الحَاكِمُ: وَقَدْ قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ هَذَا، وَحَدَّثَنَا بِهِ عَنِ النَّسَائِيِّ - وَهُوَ إِمَامُ عَصْرِهِ - عَنْ قُتَيْبَةَ.
وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلاَ أَبُو عَلِيٍّ لِلْحَدِيْثِ عِلَّةً، فَنَظَرنَا، فَإِذَا هُوَ مَوْضُوْعٌ.
وَقُتَيْبَةُ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الفَقِيْهُ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، سَمِعْتُ صَالِحَ بنَ حَفْصَوَيْه - نَيْسَابُوْرِيٌّ، صَاحِبُ حَدِيْثٍ - يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ:
قُلْتُ لِقُتَيْبَةَ: مَعَ مَنْ كَتَبتَ عَنِ اللَّيْثِ حَدِيْثَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ؟
قَالَ: مَعَ خَالِدٍ المَدَائِنِيِّ.
قَالَ البُخَارِيُّ: وَكَانَ خَالِدٌ هَذَا يُدْخِلُ عَلَى الشُّيُوْخِ الأَحَادِيْثَ.
وَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُدَ عَقِيبَهُ: لاَ يَرْوِيْهِ إِلاَّ قُتَيْبَةُ وَحْدُهُ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ، غَرِيْبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ قُتَيْبَةُ، وَالمَعْرُوْفُ حَدِيْثُ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ -يَعْنِي: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذٍ-:
أَنَّهُم خَرَجُوا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوْكَ، فَكَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ -يَعْنِي: وَلَيْسَ فِيْهِ جَمْعُ التَّقْدِيْمِ-.
قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلاَّ قُتَيْبَةُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ غَلِطَ، وَإِنَّ مَوْضِعَ يَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ أَبُو الزُّبَيْرِ.
قُلْتُ: فَيَكُوْنُ قَدْ غَلِطَ فِي الإِسْنَادِ، وَأتَى بِلَفْظٍ مُنْكَرٍ جِدّاً. يَرَوْنَ: أَنَّ
خَالِداً المَدَائِنِيَّ أَدْخلَهُ عَلَى اللَّيْثِ، وَسَمِعَهُ قُتَيْبَةُ مَعَهُ - فَاللهُ أَعْلَمُ -.قُلْتُ: هَذَا التَّقْرِيْرُ يُؤَدِّي إِلَى أَنَّ اللَّيْثَ كَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِيْنَ، وَيَروِي مَا لَمْ يَسْمَعْ، وَمَا كَانَ كَذَلِكَ، بَلْ كَانَ حُجَّةً، مُتَثَبِّتاً، وَإِنَّمَا الغَفْلَةُ وَقَعَتْ فِيْهِ مِنْ قُتَيْبَةَ، وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ، قَدْ رَوَى نَحْواً مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، فَيُغْتَفَرُ لَهُ الخَطَأُ فِي حَدِيْثٍ وَاحِدٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ المُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، عَنِ العَلاَءِ، عَنِ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً، وَيُمْسِي كَافِراً، وَيُمْسِي مُؤْمِناً، وَيُصْبِحُ كَافِراً، يَبِيْعُ دِيْنَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ) .
رَوَاهُ: مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، وَالتِّرْمِذِيُّ: عَنْهُ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ.
وَمَاتَ مَعَ قُتَيْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ: خَلْقٌ، مِنْهُم: سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ الحَدَثَانِيُّ، وَسُوَيْدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ خَالِدٍ الكَلْبِيُّ الفَقِيْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَتَّابٍ الأَعْيَنُ، وَالحَسَنُ بنُ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ البَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ.