غوث بن سليمان بن زياد
ابن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو أبو يحيى الحضرمي الصوراني قاضي مصر. قدم دمشق مع صالح بن علي غازياً.
حدث غوث بن سليمان بن زياد عن أبيه قال: دخلنا على عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي في يوم جمعة، فدعا بطست فقال لجاريته: استري بيني وبين القوم. فبال فيها وتوضأ ثم قال: إني لم أجد منتحى إلا منتحى إلى القبلة، وسمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا يبولن أحدكم وهو مستقبل القبلة.
ولي القضاء ثلاث مرات، ولم يكن بالفقيه، لكنه كان أعلم الناس بمعاني القضاء وسياسته. وكان هيوباً.
قال أبو رجاء: قدمت ارمأة من الريف في محفة، وغوث قاضي مصر، فوافت غوث بن سليمان عند السراجين رائحاً إلى المسجد، فشكت إليه أمرها وأخبرته بحاجتها، فنزل عن رابته في بعض حوانيت السراحين، ولم يبلغ المسجد، وكتب لها بحاجتها وركب إلى المسجد، فانصرفت المرأة وهي تقول: أصابت امك حين سمتك غوثاً، أنت غوثٌ عند اسمك!.
قال غوث بن سليمان:
بعث إلي أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور، فحملت إليه فقال لي: يا غوث إن صاخبتكم الحميرية خاصمتني إليك في شروطها، قلت: أفيرضى أمير المؤمنين أن يحكمني عليه؟ قال: نعم، قلت: فالحكم له شروط، فيحملها أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قلت: يأمرها أمير المؤمنين فتوكل وكيلاً وتشهد على وكالته خادمين حرين يعدلهما أمير المؤمنين على نفسه. ففعل، فوكلت خادماً وبعثت معه بكتاب صداقها، وشهد الخادمان على توكيلها، فقلت له: تمت الوكالة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يساوي الخصم في مجلسه فليفعل، فانحط عن فرشه وجلس مع الخصم، ودفع إلي الوكيل كتاب الصداق، فقرأته عليه، فقلت: أيقر أمير المؤمنين بما فيه؟ قال: نعم، قلت أرى في الكتاب شروطاً مؤكدة بها تم الناح بيتكما، أرأيت يا أمير المؤمنين لو أنك خطبت إليها ولم تشترط لها هذا الشرط أكانت تزوجك؟ قال: لا، قلت فبهذا الشرط تم النكاح، وأنت أحق من وفى لها بشرطها، قال: قد علمت إذ أجلستني هذا المجلس أنك ستحكم علي، قلت: أعظم جائزتي وأطلق سبيلي يا أمير المؤمنين، قال: بل جائزتك على من قضيت له، وأمر لي بجائزة وخلعة، وأمرني أن أحكم بين أهل الكوفة، فقلت: يا أمير المؤمنين! ليس البلد بلدي ولا معرفة لي بأهله، قال: لا بد من ذلك، قلت: يا أمير المؤمنين فأنا أحكم بينهم، فإذا أنا ناديت: من له حاجةٌ بخصومة، ولم يأت أحد تأذن لي بالرجوع إلى بلدي؟ قال: نعم. قال غوث: فجلست فحكمت بينهم، ثم انقطع الخصوم فناديت بالخصوم، فلم يأت أحد؛ فرحلت من وقتي إلى مصر.
وفي رواية: فقال لي أبو جعفر: أقم هاهنا، فقلت: البلد ليس بلدي وليس لي معرفةٌ بأهله، فإن رأيت أن تعفيني، فأعفاني.
توفي غوث بن سليمان سنة ثمانٍ وستين ومئة.
ابن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو أبو يحيى الحضرمي الصوراني قاضي مصر. قدم دمشق مع صالح بن علي غازياً.
حدث غوث بن سليمان بن زياد عن أبيه قال: دخلنا على عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي في يوم جمعة، فدعا بطست فقال لجاريته: استري بيني وبين القوم. فبال فيها وتوضأ ثم قال: إني لم أجد منتحى إلا منتحى إلى القبلة، وسمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا يبولن أحدكم وهو مستقبل القبلة.
ولي القضاء ثلاث مرات، ولم يكن بالفقيه، لكنه كان أعلم الناس بمعاني القضاء وسياسته. وكان هيوباً.
قال أبو رجاء: قدمت ارمأة من الريف في محفة، وغوث قاضي مصر، فوافت غوث بن سليمان عند السراجين رائحاً إلى المسجد، فشكت إليه أمرها وأخبرته بحاجتها، فنزل عن رابته في بعض حوانيت السراحين، ولم يبلغ المسجد، وكتب لها بحاجتها وركب إلى المسجد، فانصرفت المرأة وهي تقول: أصابت امك حين سمتك غوثاً، أنت غوثٌ عند اسمك!.
قال غوث بن سليمان:
بعث إلي أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور، فحملت إليه فقال لي: يا غوث إن صاخبتكم الحميرية خاصمتني إليك في شروطها، قلت: أفيرضى أمير المؤمنين أن يحكمني عليه؟ قال: نعم، قلت: فالحكم له شروط، فيحملها أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قلت: يأمرها أمير المؤمنين فتوكل وكيلاً وتشهد على وكالته خادمين حرين يعدلهما أمير المؤمنين على نفسه. ففعل، فوكلت خادماً وبعثت معه بكتاب صداقها، وشهد الخادمان على توكيلها، فقلت له: تمت الوكالة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يساوي الخصم في مجلسه فليفعل، فانحط عن فرشه وجلس مع الخصم، ودفع إلي الوكيل كتاب الصداق، فقرأته عليه، فقلت: أيقر أمير المؤمنين بما فيه؟ قال: نعم، قلت أرى في الكتاب شروطاً مؤكدة بها تم الناح بيتكما، أرأيت يا أمير المؤمنين لو أنك خطبت إليها ولم تشترط لها هذا الشرط أكانت تزوجك؟ قال: لا، قلت فبهذا الشرط تم النكاح، وأنت أحق من وفى لها بشرطها، قال: قد علمت إذ أجلستني هذا المجلس أنك ستحكم علي، قلت: أعظم جائزتي وأطلق سبيلي يا أمير المؤمنين، قال: بل جائزتك على من قضيت له، وأمر لي بجائزة وخلعة، وأمرني أن أحكم بين أهل الكوفة، فقلت: يا أمير المؤمنين! ليس البلد بلدي ولا معرفة لي بأهله، قال: لا بد من ذلك، قلت: يا أمير المؤمنين فأنا أحكم بينهم، فإذا أنا ناديت: من له حاجةٌ بخصومة، ولم يأت أحد تأذن لي بالرجوع إلى بلدي؟ قال: نعم. قال غوث: فجلست فحكمت بينهم، ثم انقطع الخصوم فناديت بالخصوم، فلم يأت أحد؛ فرحلت من وقتي إلى مصر.
وفي رواية: فقال لي أبو جعفر: أقم هاهنا، فقلت: البلد ليس بلدي وليس لي معرفةٌ بأهله، فإن رأيت أن تعفيني، فأعفاني.
توفي غوث بن سليمان سنة ثمانٍ وستين ومئة.