عمر بن مُسَافر الْعجلِيّ وَيُقَال ابْن الْمسَاوِر وَيُقَال عَمْرو بَصرِي يروي عَن الْحسن وَأبي جَمْرَة قَالَ ابْن حبَان يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير ويتفرد عَن الْأَثْبَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ فَوَجَبَ التنكب عَن رِوَايَته وَقَالَ البُخَارِيّ حَدِيثه مُنكر وَقَالَ الرَّازِيّ ضَعِيف الحَدِيث
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
عُمَر بْن مساور العجلي
3 عَنِ الْحَسَن الْبَصْرِيّ، روى عنه عبد الرحمن المحاربي.
3 عَنِ الْحَسَن الْبَصْرِيّ، روى عنه عبد الرحمن المحاربي.
عمر بْن مساور الْعجلِيّ
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عمر بْن مساور الْعجلِيّ، وَهُوَ الَّذِي يقَالَ لَهُ: ابْن مساور، من أهل الْبَصْرَة.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ، رَحمَه اللَّه: هما رجلَانِ: عمر بْن مساور، هَذَا الَّذِي رُوِيَ عَن الْحسن هَذَا الحَدِيث، لَا أعلم روى عَنهُ غير الْمحَاربي.
وَعُمَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» .
شَيْخٌ بَصْرِيُّ مُتَأَخِّرُ الْوَفَاةِ، رَوَى عَنْهُ عَفَّانُ، وَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عمر بْن مساور الْعجلِيّ، وَهُوَ الَّذِي يقَالَ لَهُ: ابْن مساور، من أهل الْبَصْرَة.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ، رَحمَه اللَّه: هما رجلَانِ: عمر بْن مساور، هَذَا الَّذِي رُوِيَ عَن الْحسن هَذَا الحَدِيث، لَا أعلم روى عَنهُ غير الْمحَاربي.
وَعُمَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» .
شَيْخٌ بَصْرِيُّ مُتَأَخِّرُ الْوَفَاةِ، رَوَى عَنْهُ عَفَّانُ، وَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ
عمر بن مساور الْعجلِيّ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ بن مُسَافر من أهل الْبَصْرَة يروي عَن الْحسن وَأبي جَمْرَة روى عَنهُ الحاربي وَزيد بن الْحباب مُنكر الحَدِيث جدا يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير وينفرد عَن الْأَثْبَات بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم فَوَجَبَ التنكب عَن رِوَايَته على الْأَحْوَال وَهُوَ الَّذِي رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمْ يَرِدْ رَسُول الله
سَفَرًا قَطُّ إِلا قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جُلُوسِهِ اللَّهُمَّ بِكَ انتشرت وَإِلَيْهِ تَوَجَّهْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَأَنْتَ رَجَائِي اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَا يَهُمُّنِي وَمَا أَهْتَمُّ بِهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي زَوِّدْنِي التُّقَى وَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتُ ثُمَّ يَخْرُجُ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُسَاوِرٍ الْعِجْلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ لَمْ يُتَابع عَلَيْهِ
سَفَرًا قَطُّ إِلا قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جُلُوسِهِ اللَّهُمَّ بِكَ انتشرت وَإِلَيْهِ تَوَجَّهْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَأَنْتَ رَجَائِي اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَا يَهُمُّنِي وَمَا أَهْتَمُّ بِهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي زَوِّدْنِي التُّقَى وَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتُ ثُمَّ يَخْرُجُ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُسَاوِرٍ الْعِجْلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ لَمْ يُتَابع عَلَيْهِ
عُمَر بْن حبيب العدوي بصري قاضيها.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قَالَ عُمَر بْن حبيب ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن حماد قَالَ البُخارِيّ عُمَر بْن حبيب قاضي البصرة، عنِ ابن جُرَيج يتكلمون فيه.
وَقَالَ النسائي فِي عُمَر بْن حبيب العدوي ضعيف.
حَدَّثَنا مُحَمد بن عَبد الرحمن بن مُحَمد بن منصور الحارثي، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ نَبِيذِ السقاية
حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ عاصم، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إبراهيم البُخارِيّ سنة خمسين ومِئَتين، حَدَّثَنا مُحَمد بن سلام، حَدَّثَنا عُمَر بْن حبيب قاضي البصرة، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِرٍ بِغَيْرِ سَفَرٍ، ولاَ مَطَرٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ، عنِ ابْنِ جُرَيج غير محفوظين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْمِنْهَالِ، حَدَّثَنا عُمَر بن حبيب، حَدَّثَنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ، قالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ كَيْفَ أَرَاهُ، وَهو نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ خَالِدٍ الحذاء غير محفوظ.
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُس، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو عَلَوِيَّةَ الصُّوفيّ، حَدَّثَنا عُمَر
بن حبيب العدوي، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ قُلْنَا لَهُ، حَدَّثَنا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ رَأَيْتَ شَيْئًا، قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْعُدُ عَلَى الأَرْضِ وَيَلْبَسُ الصُّوفَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ من حديث الحسن بن عمارة عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَقَدْ رَوَاهُ عُمَر بْنُ حَبِيبٍ عَنْ شُعْبَة وَمِنْ حَدِيثِ شُعْبَة منكر وقد حَدَّثَنَاهُ بن الإِمَامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ شُعْبَة بِهَذَا الْحَدِيثِ وَعَنْ مُعَاذِ بن معاذ أنكر.
حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ نَاجِيَةَ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ الْكَزْبَرَانِيُّ مُحَمد بْنُ عُبَيد اللَّهِ، حَدَّثَنا عُمَر بْن حبيب قاضي البصرة عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَن أَنَس، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، وَهو قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَقُلْ فِيهِ، عَن أَنَس، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ غَيْرُ عُمَر بْنِ حَبِيبٍ عن التيمي.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، حَدَّثَنا أَبُو عُبَيد اللَّهِ الْوَرَّاقُ حَمَّادُ بن الحسن، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا من أحصاها دخل الجنة
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ عُمَر بْنِ حَبِيبٍ، عنِ ابن عُيَينة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفيّ، حَدَّثَنا أَبُو زَائِدَةَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيى، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد، عنِ الزُّهْريّ، عنِ ابْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَال: كُنا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ثُمَّ نَأْتِي بَنِي سَلَمَةَ وَنَحْنُ نَنْظُرُ مَوَاقِعَ نَبْلِنَا وَبَنِي سَلَمَةَ أَقْصَى الْمَدِينَةِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد، عنِ الزُّهْريّ غريب.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، حَدَّثَنا أحمد بن سنان القزاز، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي عَنْ شُعْبَة عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَن أَنَس قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ قامت الساعة وفي يد
أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَة عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ لا يَرْوِيهِ غَيْرُ عُمَر بْنِ حَبِيبٍ وَهَذَا الحديث معروف بحماد بن سلمة، عن هشام بن زيد.
حَدَّثَنَا عَبد الْمَلِكِ بْنُ مُحَمد سنة ثلاث وتسعين ومِئَتين، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنا عُمَر بن حبيب، حَدَّثَنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمد بْنِ سِيرِين، قالَ: سَألتُ أنس عَنْ كُحْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: كَانَ يَكْتَحِلُ فِي الْيُمْنَى اثْنَتَيْنِ وَفِي الْيُسْرَى اثْنَتَيْنِ وَوَاحِدَةً بَيْنَهُمَا.
قَالَ ابْنُ سِيرِين هَكَذَا الْحَدِيثُ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ ثَلاثٌ وَفِي هَذِهِ ثَلاثٌ وَوَاحِدَةٌ بَيْنَهُمَا.
وَهَذَا لا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، عنِ ابْنِ عَوْنٍ غَيْرَ عُمَر بْنِ حَبِيبٍ وَلِعُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ، وَهو حَسَنُ الْحَدِيثِ وَمَعَ ذَلِكَ يَكْتُبُ حديثه مع ضعفه
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس، عَن يَحْيى، قَالَ عُمَر بْن حبيب ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن حماد قَالَ البُخارِيّ عُمَر بْن حبيب قاضي البصرة، عنِ ابن جُرَيج يتكلمون فيه.
وَقَالَ النسائي فِي عُمَر بْن حبيب العدوي ضعيف.
حَدَّثَنا مُحَمد بن عَبد الرحمن بن مُحَمد بن منصور الحارثي، حَدَّثَنا أبي، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ نَبِيذِ السقاية
حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ بْنِ عاصم، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إبراهيم البُخارِيّ سنة خمسين ومِئَتين، حَدَّثَنا مُحَمد بن سلام، حَدَّثَنا عُمَر بْن حبيب قاضي البصرة، عنِ ابْنِ جُرَيج، عَن عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِرٍ بِغَيْرِ سَفَرٍ، ولاَ مَطَرٍ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ، عنِ ابْنِ جُرَيج غير محفوظين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ الْمِنْهَالِ، حَدَّثَنا عُمَر بن حبيب، حَدَّثَنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ، قالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ كَيْفَ أَرَاهُ، وَهو نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ خَالِدٍ الحذاء غير محفوظ.
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُس، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو عَلَوِيَّةَ الصُّوفيّ، حَدَّثَنا عُمَر
بن حبيب العدوي، حَدَّثَنا شُعْبَة عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ قُلْنَا لَهُ، حَدَّثَنا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ رَأَيْتَ شَيْئًا، قَال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْعُدُ عَلَى الأَرْضِ وَيَلْبَسُ الصُّوفَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ من حديث الحسن بن عمارة عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَقَدْ رَوَاهُ عُمَر بْنُ حَبِيبٍ عَنْ شُعْبَة وَمِنْ حَدِيثِ شُعْبَة منكر وقد حَدَّثَنَاهُ بن الإِمَامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ شُعْبَة بِهَذَا الْحَدِيثِ وَعَنْ مُعَاذِ بن معاذ أنكر.
حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ نَاجِيَةَ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ الْكَزْبَرَانِيُّ مُحَمد بْنُ عُبَيد اللَّهِ، حَدَّثَنا عُمَر بْن حبيب قاضي البصرة عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَن أَنَس، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، وَهو قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَقُلْ فِيهِ، عَن أَنَس، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ غَيْرُ عُمَر بْنِ حَبِيبٍ عن التيمي.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، حَدَّثَنا أَبُو عُبَيد اللَّهِ الْوَرَّاقُ حَمَّادُ بن الحسن، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا من أحصاها دخل الجنة
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ عُمَر بْنِ حَبِيبٍ، عنِ ابن عُيَينة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفيّ، حَدَّثَنا أَبُو زَائِدَةَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيى، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد، عنِ الزُّهْريّ، عنِ ابْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَال: كُنا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ثُمَّ نَأْتِي بَنِي سَلَمَةَ وَنَحْنُ نَنْظُرُ مَوَاقِعَ نَبْلِنَا وَبَنِي سَلَمَةَ أَقْصَى الْمَدِينَةِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا، عَن يَحْيى بْنِ سَعِيد، عنِ الزُّهْريّ غريب.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُنِيرٍ، حَدَّثَنا أحمد بن سنان القزاز، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي عَنْ شُعْبَة عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَن أَنَس قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ قامت الساعة وفي يد
أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَة عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ لا يَرْوِيهِ غَيْرُ عُمَر بْنِ حَبِيبٍ وَهَذَا الحديث معروف بحماد بن سلمة، عن هشام بن زيد.
حَدَّثَنَا عَبد الْمَلِكِ بْنُ مُحَمد سنة ثلاث وتسعين ومِئَتين، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنا عُمَر بن حبيب، حَدَّثَنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمد بْنِ سِيرِين، قالَ: سَألتُ أنس عَنْ كُحْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ، قَال: كَانَ يَكْتَحِلُ فِي الْيُمْنَى اثْنَتَيْنِ وَفِي الْيُسْرَى اثْنَتَيْنِ وَوَاحِدَةً بَيْنَهُمَا.
قَالَ ابْنُ سِيرِين هَكَذَا الْحَدِيثُ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ ثَلاثٌ وَفِي هَذِهِ ثَلاثٌ وَوَاحِدَةٌ بَيْنَهُمَا.
وَهَذَا لا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، عنِ ابْنِ عَوْنٍ غَيْرَ عُمَر بْنِ حَبِيبٍ وَلِعُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ، وَهو حَسَنُ الْحَدِيثِ وَمَعَ ذَلِكَ يَكْتُبُ حديثه مع ضعفه
عُمَر بْن حبيب، العدوي :
من بني عدي بْن عَبْد مناة من أهل البصرة. حدث عَن داود بْن أَبِي هند، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وهشام بْن عروة، وعمران بْن حدير، وعبد الملك بْن جريج، وشعبة. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بن المنادي، وزكريا بْن الحارث بْن ميمون، وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الحارثي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو العباس الكديمي، وغيرهم.
وكان قدم بَغْدَاد وولي بها قضاء الشرقية، وولي قضاء البصرة أيضا. وذكر ابن المنادي أنه سمع منه بِبَغْدَادَ.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: كان لمحمّد بن
عَبْد اللَّهِ بْن علاثة أخ يسمى زياد بْن عَبْد اللَّه يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهدي، فاستعان بعمر بْن حبيب العدوي ينظر فِي أمور الناس بالشرقية، فولاه المهدي الشرقية رياسة، وقيل ولاه من قبل أَبِي يُوسُف، ثم ولاه الرشيد قضاء البصرة، فقال ليحيى بْن خالد: إنكم تبعثونني إِلَى ملك جبار لا آمنه- يعني مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان فبعث يَحْيَى معه قائدا فِي مائة، فكان إذا جلس للقضاء أقام الجند عَن يمينه وعن يساره سماطين، فلم يكن قاض أهيب منه، وكان لا يكلم فِي طريق.
وقال طلحة: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد القاضي عَن مُحَمَّد بْن خلف عَن مُحَمَّد بْن سعد الكدّاني قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن حبيب قَالَ: كلم يونس بْن حبيب أَبِي فِي حاجة فأبطأ عليه. فقعد له على الطريق فقال:
وتعزل، يوم تعزل، لا يساوي ... صنيعك فِي صديقك نصف مد
فقضى أَبِي حاجته.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن القاسم النحوي، حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن يونس الكديمي، حدّثنا يزيد ابن مرة الزارع قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن حبيب قَالَ: حضرت مجلس هارون الرشيد، فجرت مسألة فتنازعها الحضور، وعلت أصواتهم فاحتج بعضهم بحديث يرويه أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرفع بعضهم الحديث، وزادت المدافعة والخصام، حتى قَالَ قائلون منهم: لا يحل هذا الحديث عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن أبا هُرَيْرَةَ متهم فيما يرويه، وصرحوا بتكذبيه، ورأيت الرشيد قد نحا نحوهم، ونصر قولهم، فقلت أنا: الحديث صحيح عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو هُرَيْرَةَ صحيح النقل، صدوق فيما يرويه عَن نبي اللَّه وغيره، فنظر إليّ الرشيد نظر مغضب، فقمت من المجلس، فانصرفت إِلَى منزلي فلم ألبث حتى قيل صاحب البريد بالباب، فدخل علي فقال لي: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول، وتحنط وتكفن. فقلت: اللهم إنك تعلم أني دفعت عَن صاحب نبيك، وأجللت نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يطعن على أصحابه فسلمني منه، فأدخلت على الرشيد وهو جالس على كرسي من ذهب، حاسر عَن ذراعيه، بيده السيف، وبين يديه النطع، فلما بصر بي قَالَ لي: يا عُمَر بْن حبيب ما تلقاني أحد من الرد والدفع لقولي بمثل ما تلقيتني به! فقلت: يا أمير المؤمنين إن الذي قلته وجادلت عليه فيه إزراء عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى ما جاء به، إذا كان أصحابه كذابين فالشريعة باطلة، والفرائض
والأحكام فِي الصيام، والصلاة، والطلاق، والنكاح، والحدود كله مردود، غير مقبول. فرجع إِلَى نفسه ثم قَالَ لي: أحييتني يا عُمَر بْن حبيب أحياك اللَّه، أحييتني يا عُمَر بْن حبيب أحياك اللَّه، وأمر لي بعشرة آلاف درهم.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِر الصوفِي، أَخْبَرَنَا تَمَّامُ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرَّازِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي أَبُو الحسين علي بْن محمّد بن أبي حسّان الزيادي، حَدَّثَنَا أَبُو زيد الحارث بْن أَحْمَد العبدي، حَدَّثَنِي الحسين بْن شداد قَالَ: كان عُمَر بْن حبيب على قضاء الرصافة لهارون الرشيد، فاستعدى إليه رجل على عَبْد الصمد بْن علي فأعداه عليه، فأبَى عَبْد الصمد أن يحضر مجلس الحكم، فختم عُمَر بْن حبيب قمطره وقعد فِي بيته، فرفع ذلك إِلَى هارون الرشيد، فأرسل إليه فقال: ما منعك أن تجلس للقضاء؟ فقال: أعدى علي رجل فلم يحضر مجلسي، قَالَ: ومن هو؟ قَالَ: عَبْد الصمد بْن علي، فقال هارون: والله لا يأتي مجلسك إلا حافيا، قَالَ: وكان عَبْد الصمد شيخا كبيرا، قَالَ: فبسطت له اللبود من باب قصره إِلَى مسجد الرصافة، فجعل يمشي ويقول: أتعبني أمير المؤمنين أتعبني أمير المؤمنين، فلما صار إِلَى مجلس عُمَر بْن حبيب أراد أن يساويه فِي المجلس فصاح به عُمَر. وقال: اجلس مع خصمك، قَالَ: فتوجه الحكم على عَبْد الصمد، فحكم عليه وسجل به. فقال عَبْد الصمد: لقد حكمت علي بحكم لا يجاوز أصل أذنك، فقال عُمَر: أما إني قد طوقتك بطوق لا يفكه عنك الحدادون، قم! [قلت] : كذا ذكر فِي هذا الخبر أنه كان على قضاء الرصافة، والمحفوظ أنه كان على قضاء الشرقية. والله أعلم.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ مُوسَى الشِّيرَازِيُّ الواعظ، أخبرنا أحمد ابن محمّد بن عمران.
وأخبرنا التنوخي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَازِنِيُّ قَالا: حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو العبّاس الكديمي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ الْقَاضِي قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونِ، فَجَلَسْنَا وَكُنْتُ أصغرهم سنا، فطلب قَاضِيًا يُوَلَّى عَلَيْنَا بِالْبَصْرَةِ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جِيءَ بِرَجُلٍ مُقَيَّدٍ بِالْحَدِيدِ، مَغْلُولَةٍ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَحُلَّتْ يَدُهُ مِنْ عُنُقِهِ، ثُمَّ جِيءَ بِنَطْعٍ فَوُضِعَ فِي وَسَطِهِ وَمُدَّتْ عُنُقُهُ، وَقَامَ السَّيَّافُ شَاهِرَ السَّيْفِ، وَاسْتَأْذَنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ضَرْبِ
عُنُقِهِ فَأَذِنَ لَهُ، فَرَأَيْتُ أَمْرًا فَظِيعًا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي وَاللَّهِ لأَتَكَلَّمَنَّ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْجُوَ.
فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْمَعْ مَقَالَتِي، فَقَالَ لِي قُلْ: فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُنَادِي منادي من بطنان العرش: ليقم من أعظم اللَّهِ أَجْرُهُ، فَلا يَقُومُ إِلا مَنْ عَفَا عَنْ ذَنْبِ أَخِيهِ»
فَاعْفُ عَنْهُ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ لِي: آللَّهِ إن أبي حدثك عن جده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: آللَّهِ، إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: صَدَقْتَ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا، يَا غُلامُ أَطْلِقْ سَبِيلَهُ، فَأَطْلَقَ سَبِيلَهُ، وَأَمَرَ أَنْ أُولَّى الْقَضَاءُ ثُمَّ قَالَ لِي: عَمَّنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: أَقْدَمُ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، فَقَالَ: تَحَدَّثْ؟ فَقُلْتُ لا، قَالَ بَلَى فَحَدِّثْ فَإِنَّ نَفْسِي مَا طَلَبَتْ مِنِّي شَيْئًا إِلا وَقَدْ نَالَتْهُ مَا خَلا هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَقُعْدَ عَلَى كُرْسِيٍّ وَيُقَالُ لِي: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَأَقُولُ حَدَّثَنِي فُلانٌ قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلِمَ لا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: لا يَصْلُحُ الْمُلْكُ وَالْخِلافَةُ مَعَ الْحَدِيثِ لِلنَّاسِ.
أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد، حدثنا ابن حبان قال:
وجدت في كتاب أَبِي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: كان إسماعيل بن علية يثني على عُمَر بْن حبيب القاضي ويقول: اكتبوا عنه، ويتعجب ممن يكتب عَن معاذ ويدع عمر ابن حبيب. قَالَ أَبُو زكريا: ومعاذ بْن معاذ خير من مائة مثل عمر بن حبيب ومعاذ ابن معاذ ثقة مأمون، وعمر بن حبيب ليس حديثه بشيء، ما يسوى فلسا.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر الحافظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد قَالَ: قرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: عُمَر بْن حبيب ضعيف.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد ابن جعفر الراشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه ذكر عُمَر بْن حبيب القاضي فقال: قدم علينا هاهنا ولم نكتب عنه ولا حرفا. وكأنه مستخف به جدا.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: عُمَر بْن حبيب القاضي، قاضي بَغْدَاد ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: عمر ابن حبيب البصري القاضي ضعيف لا يكتب حديثه.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمرو قال: قلت لأبي زرعة: عُمَر بْن حبيب القاضي؟ قَالَ:
ليس بالقوي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: عُمَر بْن حبيب القاضي ضعيف.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا الساجي قَالَ: عُمَر بْن حبيب العدوي يهم عَن الثقات وكان قاضيا، وكان من أصحاب عبيد اللَّه بْن الحسن عنه أخذ، فأظنهم تركوه لموضع الرأي، كان صدوقا ولم يكن من فرسان الحديث.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى.
وأَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي قالا: سنة سبع ومائتين فيها مات عُمَر بْن حبيب.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شاذان، أخبرنا أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أحمد السمرقندي، حَدَّثَنَا أَبُو أمية الطرسوسي قَالَ: ومات عُمَر بن حبيب سنة سبع ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات عُمَر بْن حبيب العدوي قاضي الشرقية من بَغْدَاد، فِي سنة سبع ومائتين، وكانت وفاته بعد رجوعه إِلَى البصرة.
من بني عدي بْن عَبْد مناة من أهل البصرة. حدث عَن داود بْن أَبِي هند، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وهشام بْن عروة، وعمران بْن حدير، وعبد الملك بْن جريج، وشعبة. روى عنه مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بن المنادي، وزكريا بْن الحارث بْن ميمون، وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الحارثي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو العباس الكديمي، وغيرهم.
وكان قدم بَغْدَاد وولي بها قضاء الشرقية، وولي قضاء البصرة أيضا. وذكر ابن المنادي أنه سمع منه بِبَغْدَادَ.
أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن محمد بن جعفر قال: كان لمحمّد بن
عَبْد اللَّهِ بْن علاثة أخ يسمى زياد بْن عَبْد اللَّه يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهدي، فاستعان بعمر بْن حبيب العدوي ينظر فِي أمور الناس بالشرقية، فولاه المهدي الشرقية رياسة، وقيل ولاه من قبل أَبِي يُوسُف، ثم ولاه الرشيد قضاء البصرة، فقال ليحيى بْن خالد: إنكم تبعثونني إِلَى ملك جبار لا آمنه- يعني مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان فبعث يَحْيَى معه قائدا فِي مائة، فكان إذا جلس للقضاء أقام الجند عَن يمينه وعن يساره سماطين، فلم يكن قاض أهيب منه، وكان لا يكلم فِي طريق.
وقال طلحة: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد القاضي عَن مُحَمَّد بْن خلف عَن مُحَمَّد بْن سعد الكدّاني قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن حبيب قَالَ: كلم يونس بْن حبيب أَبِي فِي حاجة فأبطأ عليه. فقعد له على الطريق فقال:
وتعزل، يوم تعزل، لا يساوي ... صنيعك فِي صديقك نصف مد
فقضى أَبِي حاجته.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن القاسم النحوي، حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن يونس الكديمي، حدّثنا يزيد ابن مرة الزارع قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن حبيب قَالَ: حضرت مجلس هارون الرشيد، فجرت مسألة فتنازعها الحضور، وعلت أصواتهم فاحتج بعضهم بحديث يرويه أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرفع بعضهم الحديث، وزادت المدافعة والخصام، حتى قَالَ قائلون منهم: لا يحل هذا الحديث عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن أبا هُرَيْرَةَ متهم فيما يرويه، وصرحوا بتكذبيه، ورأيت الرشيد قد نحا نحوهم، ونصر قولهم، فقلت أنا: الحديث صحيح عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو هُرَيْرَةَ صحيح النقل، صدوق فيما يرويه عَن نبي اللَّه وغيره، فنظر إليّ الرشيد نظر مغضب، فقمت من المجلس، فانصرفت إِلَى منزلي فلم ألبث حتى قيل صاحب البريد بالباب، فدخل علي فقال لي: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول، وتحنط وتكفن. فقلت: اللهم إنك تعلم أني دفعت عَن صاحب نبيك، وأجللت نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يطعن على أصحابه فسلمني منه، فأدخلت على الرشيد وهو جالس على كرسي من ذهب، حاسر عَن ذراعيه، بيده السيف، وبين يديه النطع، فلما بصر بي قَالَ لي: يا عُمَر بْن حبيب ما تلقاني أحد من الرد والدفع لقولي بمثل ما تلقيتني به! فقلت: يا أمير المؤمنين إن الذي قلته وجادلت عليه فيه إزراء عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى ما جاء به، إذا كان أصحابه كذابين فالشريعة باطلة، والفرائض
والأحكام فِي الصيام، والصلاة، والطلاق، والنكاح، والحدود كله مردود، غير مقبول. فرجع إِلَى نفسه ثم قَالَ لي: أحييتني يا عُمَر بْن حبيب أحياك اللَّه، أحييتني يا عُمَر بْن حبيب أحياك اللَّه، وأمر لي بعشرة آلاف درهم.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِر الصوفِي، أَخْبَرَنَا تَمَّامُ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرَّازِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي أَبُو الحسين علي بْن محمّد بن أبي حسّان الزيادي، حَدَّثَنَا أَبُو زيد الحارث بْن أَحْمَد العبدي، حَدَّثَنِي الحسين بْن شداد قَالَ: كان عُمَر بْن حبيب على قضاء الرصافة لهارون الرشيد، فاستعدى إليه رجل على عَبْد الصمد بْن علي فأعداه عليه، فأبَى عَبْد الصمد أن يحضر مجلس الحكم، فختم عُمَر بْن حبيب قمطره وقعد فِي بيته، فرفع ذلك إِلَى هارون الرشيد، فأرسل إليه فقال: ما منعك أن تجلس للقضاء؟ فقال: أعدى علي رجل فلم يحضر مجلسي، قَالَ: ومن هو؟ قَالَ: عَبْد الصمد بْن علي، فقال هارون: والله لا يأتي مجلسك إلا حافيا، قَالَ: وكان عَبْد الصمد شيخا كبيرا، قَالَ: فبسطت له اللبود من باب قصره إِلَى مسجد الرصافة، فجعل يمشي ويقول: أتعبني أمير المؤمنين أتعبني أمير المؤمنين، فلما صار إِلَى مجلس عُمَر بْن حبيب أراد أن يساويه فِي المجلس فصاح به عُمَر. وقال: اجلس مع خصمك، قَالَ: فتوجه الحكم على عَبْد الصمد، فحكم عليه وسجل به. فقال عَبْد الصمد: لقد حكمت علي بحكم لا يجاوز أصل أذنك، فقال عُمَر: أما إني قد طوقتك بطوق لا يفكه عنك الحدادون، قم! [قلت] : كذا ذكر فِي هذا الخبر أنه كان على قضاء الرصافة، والمحفوظ أنه كان على قضاء الشرقية. والله أعلم.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ مُوسَى الشِّيرَازِيُّ الواعظ، أخبرنا أحمد ابن محمّد بن عمران.
وأخبرنا التنوخي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَازِنِيُّ قَالا: حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو العبّاس الكديمي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ الْقَاضِي قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونِ، فَجَلَسْنَا وَكُنْتُ أصغرهم سنا، فطلب قَاضِيًا يُوَلَّى عَلَيْنَا بِالْبَصْرَةِ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جِيءَ بِرَجُلٍ مُقَيَّدٍ بِالْحَدِيدِ، مَغْلُولَةٍ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَحُلَّتْ يَدُهُ مِنْ عُنُقِهِ، ثُمَّ جِيءَ بِنَطْعٍ فَوُضِعَ فِي وَسَطِهِ وَمُدَّتْ عُنُقُهُ، وَقَامَ السَّيَّافُ شَاهِرَ السَّيْفِ، وَاسْتَأْذَنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ضَرْبِ
عُنُقِهِ فَأَذِنَ لَهُ، فَرَأَيْتُ أَمْرًا فَظِيعًا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي وَاللَّهِ لأَتَكَلَّمَنَّ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْجُوَ.
فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْمَعْ مَقَالَتِي، فَقَالَ لِي قُلْ: فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُنَادِي منادي من بطنان العرش: ليقم من أعظم اللَّهِ أَجْرُهُ، فَلا يَقُومُ إِلا مَنْ عَفَا عَنْ ذَنْبِ أَخِيهِ»
فَاعْفُ عَنْهُ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ لِي: آللَّهِ إن أبي حدثك عن جده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: آللَّهِ، إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: صَدَقْتَ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا، يَا غُلامُ أَطْلِقْ سَبِيلَهُ، فَأَطْلَقَ سَبِيلَهُ، وَأَمَرَ أَنْ أُولَّى الْقَضَاءُ ثُمَّ قَالَ لِي: عَمَّنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: أَقْدَمُ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، فَقَالَ: تَحَدَّثْ؟ فَقُلْتُ لا، قَالَ بَلَى فَحَدِّثْ فَإِنَّ نَفْسِي مَا طَلَبَتْ مِنِّي شَيْئًا إِلا وَقَدْ نَالَتْهُ مَا خَلا هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَقُعْدَ عَلَى كُرْسِيٍّ وَيُقَالُ لِي: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَأَقُولُ حَدَّثَنِي فُلانٌ قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلِمَ لا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: لا يَصْلُحُ الْمُلْكُ وَالْخِلافَةُ مَعَ الْحَدِيثِ لِلنَّاسِ.
أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد، حدثنا ابن حبان قال:
وجدت في كتاب أَبِي- بخط يده- قَالَ أَبُو زكريا: كان إسماعيل بن علية يثني على عُمَر بْن حبيب القاضي ويقول: اكتبوا عنه، ويتعجب ممن يكتب عَن معاذ ويدع عمر ابن حبيب. قَالَ أَبُو زكريا: ومعاذ بْن معاذ خير من مائة مثل عمر بن حبيب ومعاذ ابن معاذ ثقة مأمون، وعمر بن حبيب ليس حديثه بشيء، ما يسوى فلسا.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عمر الحافظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد قَالَ: قرئ عَلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: عُمَر بْن حبيب ضعيف.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله الرّوميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد ابن جعفر الراشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْد اللَّه ذكر عُمَر بْن حبيب القاضي فقال: قدم علينا هاهنا ولم نكتب عنه ولا حرفا. وكأنه مستخف به جدا.
أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر، حدّثنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: عُمَر بْن حبيب القاضي، قاضي بَغْدَاد ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قال: عمر ابن حبيب البصري القاضي ضعيف لا يكتب حديثه.
أخبرنا البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدثنا سعيد بن عمرو قال: قلت لأبي زرعة: عُمَر بْن حبيب القاضي؟ قَالَ:
ليس بالقوي.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: عُمَر بْن حبيب القاضي ضعيف.
أخبرنا البرقاني، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي، حَدَّثَنَا زكريا الساجي قَالَ: عُمَر بْن حبيب العدوي يهم عَن الثقات وكان قاضيا، وكان من أصحاب عبيد اللَّه بْن الحسن عنه أخذ، فأظنهم تركوه لموضع الرأي، كان صدوقا ولم يكن من فرسان الحديث.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى.
وأَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحضرمي قالا: سنة سبع ومائتين فيها مات عُمَر بْن حبيب.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شاذان، أخبرنا أبي، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أحمد السمرقندي، حَدَّثَنَا أَبُو أمية الطرسوسي قَالَ: ومات عُمَر بن حبيب سنة سبع ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي قَالَ: مات عُمَر بْن حبيب العدوي قاضي الشرقية من بَغْدَاد، فِي سنة سبع ومائتين، وكانت وفاته بعد رجوعه إِلَى البصرة.
عمر بن سعد بن أبي وقاص، كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى الناس عنه، وهو الذي قتل الحسين.
قلت: كان أمير الجيش ولم يباشر قتله.
قلت: كان أمير الجيش ولم يباشر قتله.
عمر بن سعد بن أبي وقّاص
مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو حفص القرشيّ الزّهريّ أصله من المدينة، وسكن الكوفة، وكان مع أبيه بدومة وأذرح حين حكم الحكمان؛ وهو الذي حرّض أباه على حضورها، ثم إن سعداً ندم فأحرم بعمرة من بيت المقدس.
روى عن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دعوة ذي النّون إذ دعاها وهو في بطن الحوت: " لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين " فإنه لم يدع بذلك مسلم إلاّ استجيب له ".
وعن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق؛ ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام ".
وعن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عجبت للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر، وإن أصابته مصيبة احتسب وصبر؛ المؤمن يؤجر في كلّ شيء حتى في اللّقمة يرفعها إلى فيه ".
قال خليفة بن خيّاط: عمر بن سعد بن مالك؛ أمّه ماريّة بنت قيس بن معد يكرب بن الحارث بن السّمط بن امرىء القيس بن عمرو بن معاوية، من كندة، يكنى أبا حفص، قتله المختار بن أبي عبيد سنة خمس وستّين.
قال العجليّ: عمر بن سعد بن أبي وقّاص، كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى النّاس عنه، وهو الذي قتل الحسين. وقال في موضع آخر: تابعيّ ثقة، وهو الذي قتل الحسين! قال يحيى بن معين: ولد عمر بن سعد عام مات عمر بن الخطّاب.
عن مجمّع التّيميّ، قال: كانت لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة؛ قال: فانطلق فوصل كلاماً ثمّ أتى سعداً فكلّمه به، فوصله بحاجته، فكلّمه بكلام لم يكن يسمعه منه قبل ذلك؛ فلمّا فرغ قال له سعد: أفرغت يا بنيّ من حاجتك؟ قال: نعم؛ قال: ما كنت أبعد من حاجتك منك الآن، ولا كنت فيك أزهد منّي الآن؛ إنّي سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها ".
وعن عامر بن سعد بن أبي وقّاص: أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتفرّقهم اشترى لهم ماشيةً، ثم خرج فاعتزل فيها بأهله على ماء يقال له: قلها.
قال: وكان سعد من أحدّ النّاس بصراً، فرأى ذات يوم شيئاً يزول، فقال لمن تبعه: ترون؟ قالوا: نرى شيئاً كالطّير؛ قال: أرى راكباً على بعير؛ ثم قال: رأى عمر بن سعد؛ ثم قال: اللهم إنّا نعوذ بك من شرّ ما جاء به؛ فسلّم عليه، ثم قال لأبيه: أرضيت أن تتبع أذناب هذه الماشية بين هذه الجبال وأصحابك يتنازعون في أمر الأمة؟ قال سعد بن أبي وقّاص: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " سيكون بعدي فتن أو قال: أمور خير النّاس فيها الغنيّ الخفيّ التّقيّ " فإن استطعت يا بنيّ أن تكون كذلك فكن. فقال له عمر: أما عندك غير هذا؟ فقال: لا يا بنيّ. فوثب عمر ليركب، ولم يكن حطّ عن بعيره؛ فقال له سعد: أمهل حتى نغدّيك؛ قال: لا حاجة لي بغدائكم؛ قال سعد: فنحلب لك فنسقيك؛ فال: لا حاجة لي بشرابكم. ثم ركب فانصرف مكانه.
قال أبو المنذر الكوفيّ: كان عمر بن سعد بن أبي وقّاص قد اتّخذ جعبةً وجعل فيها سياطاً، نحواً من خمسين سوطاً؛ فكتب على السّوط عشرة وعشرين وثلاثين إلى خمسمئة على هذا العمل؛ وكان لسعد بن أبي وقّاص غلام ربيب مثل ولده، فأمره عمر بشيء فعصاه، فضرب بيده إلى الجعبة فرفع بيده سوط مئة، فجلده مئة جلدة. فأقبل الغلام إلى سعد دمه يسيل على عينيه؛ فقال: مالك؟ فأخبره؛ فقال: اللهم اقتل عمر وأسل دمه على عينيه. قال: فمات الغلام؛ وقتل المختار عمر بن سعد.
قال عمر بن سعد للحسين: إن قوماً من السّفهاء يزعمون أنّي أقتلك؛ فقال حسين: ليسوا بسفهاء ولكنّهم حلماء؛ ثم قال: والله إنه ليقرّ بعيني أنك لا تأكل برّ العراق بعدي إلاّ قليلاً.
عن عبد الله بن شريك، قال: أدركت أصحاب الأردية المعلمة، وأصحاب البرانس من أصحاب السّواري إذا مرّ بهم عمر بن سعد قالوا: هذا قاتل الحسين؛ وذلك قبل أن يقتله.
قال عليّ لعمر بن سعد: كيف أنت إذا قمت مقاماً تخيّر فيه بين الجنّة والنّار فتختار النّار! عن عقبة بن سمعان، قال: كان سبب خروج عمر بن سعد إلى الحسين أن عبيد الله بن زياد بعثه على أربعة آلاف من أهل الكوفة يسير بهم إلى دستبى، وكان الدّيلم قد خرجوا إليها وغلبوا عليها؛ فكتب ابن زياد عهده على الرّيّ، فأمره بالخروج فخرج، فعسكر بالنّاس بحمّام أعين؛ فلمّا كان من أمر الحسين ما كان وأقبل إلى الكوفة دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال له: سر إلى الحسين، فإذا فرغنا ممّا بيننا وبينه سرت إلى عملك؛ فقال له سعد: إن رأيت أن تعفيني فافعل؛ فقال عبيد الله: نعم، على أن تردّ علينا عهدنا.
قال: فلمّا قال له ذلك قال له عمر بن سعد: أمهلني اليوم أنظر. قال: فانصرف عمر فجعل يستشير نصحاءه فلم يكن يستشير أحداً إلاّ نهاه.
قال: وجاءه حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن أخته فقال: أنشدك الله يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربّك وتقطع رحمك، فوالله لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّها لو كان لك خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين.
فقال عمر بن سعد: فإني أفعل إن شاء الله.
وعن عمّار بن عبد الله بن سنان الجهنيّ، عن أبيه، قال: دخلت على عمر بن سعد وقد أمر بالمسير إلى الحسين، فقال لي: إن الأمير أمرني بالمسير إلى الحسين فأبيت ذلك عليه. قال: فقلت له: أصاب الله بك، أرشدك الله، أجل فلا تفعل ولا تسر إليه. قال: فخرجت من عنده، فأتاني آت فقال: هذا عمر بن سعد يند ب النّاس إلى الحسين! قال: فأتيته، فإذا هو جالس يند ب النّاس إلى الحسين، فلّما رآني أعرض عنّي بوجهه. قال: فعرفت أنه قد عزم له على المسير إليه؛ فخرجت من عنده. قال: وأقبل عمر بن سعد إلى ابن زياد فقال له: أصلحك الله، إنك وليتّني هذا العمل، وكتبت لي العهد، وسمع به النّاس؛ فإن رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل، وتبعث إلى الحسين في هذا الجيش من أشراف أهل الكوفة من لست بأغنى ولا أجزأ عنك في الحرب منه؛ فمسّمى له ناساً. فقال له ابن زياد: لا تعلّمني بأشراف أهل الكوفة، فلست أستأمرك فيما أريد أن أبعث؛ إن سرت بجندنا وإلا فابعث إلينا بعهدنا. قال: فلّما رآه قد لجّ قال: فإنّي سائر. قال: وأقبل في أربعة آلاف حتى نزل بالحسين.
قال أبو مخنف: حدّثني المجالد بن سعيد الهمداني والصّقعب بن زهير: أنهما التقيا مراراً ثلاثاً أو أربعاً حسين وعمر بن سعد. قال: فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد: أمّا بعد؛ فإن الله قد أطفأ النّائرة، وجمع الكلمة، وأصلح أمر الأمّة؛ فهذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى، أو أن نسيّره إلى ثغر من الثّغور فيكون رجلاً من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه؛ وفي هذا لكم رضىً وللأمّة صلاح.
قال: فلّما قرأ عبيد الله الكتاب قال: هذا كتاب ناصح لأميره، مشفق على قومه، نعم قد قبلت. قال: فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال: أتقبل هذا منه نزل بأرضك وإلى جنبك؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكوننّ أولى بالقوّة ولتكوننّ أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت فأنت وليّ العقوبة، وإن غفرت كان ذلك لك؛ والله لقد بلغني أن حسيناً وعمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدّثان عامّة اللّيل. فقال له ابن زياد: نعم ما رأيت، الرّأي رأيك.
وعن حميد بن مسلم قال: ثم إن عبيد الله بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن فقال له: اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد، فليعرض على حسين وأصحابه النّزول على حكمي، فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ سلماً، وإن هم أبوا النّزول على حكمي فليقاتلهم، فإن فعل ذلك فاسمع له واطع، وإن هو أبى أن يقاتلهم فأنت أمير النّاس، وثب عليه فاضرب عنقه، وابعث إليّ برأسه. فأقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد، فلّما قدم به عليه قال له عمر: مالك ويلك لا قرّب الله دارك، قبّح الله ما قدمت به عليّ، والله إني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه، أفسد ت علينا أمراً قد كنّا رجونا أن يصلح، لا يستسلم والله حسين، إن نفس أبيه لبين جنبيه. فقال له شمر: أخبرني ما أنت صانع، أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوّه؟ وإلاّ فخلّ بيني وبين الجند والعسكر. قال: لا، ولا كرامة لك، ولكن أنا أتولّى ذلك. قال: فدونك، وكن أنت على الرّجال. قال: فنهض إليه عشيّة الخميس لتسع مضين من المحرّم.
قال ابن أبي خيثمة: سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فقال: كوفيّ. قلت: ثقة؟ قال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!
وحدّث موسى بن عامر، أبو الأشعر؛ أن المختار قال ذات يوم وهو يحدّث جلساءه: لأقتلنّ غداً رجلاً عظيم القدمين، غائر العنين، مشرف الحاجبين، يسرّ قتله المؤمنين والملائكة المقرّبين. قال: وكان الهيثم بن الأسود النّخعيّ عند المختار حين سمع هذه المقالة، فوقع في نفسه أن الذي يريد عمر بن سعد بن أبي وقاصّ؛ فلّما رجع إلى منزله دعا ابنه العريان فقال: الق ابن سعد اللّيلة فخبّره بكذا وكذا، وقل له: خذ حذرك فإنه لا يريد غيرك. قال: فأتاه فاستخلاه، ثم خبّره الخبر؛ فقال له ابن سعد: جزى الله بالإخاء أباك خيراً، كيف يريد هذا بي بعد الذي أعطاني من العهود والمواثيق؟ وكان المختار أولّ ما ظهر أحسن شيء سيرةً وتألّفاً للنّاس؛ وكان عبد الله بن جعدة بن هبيرة أكرم خلق الله على المختار لقرابته بعليّ؛ فكلّم عمر بن سعد عبد الله بن جعدة، وقال له: إني لا آمن هذا الرّجل - يعني المختار فخذ لي منه أماناً؛ ففعل، وقال: فأنا رأيت أمانه وقرأته. بسم الله الرّحمن الرّحيم؛ هذا أمان من المختار بن أبي عبيد لعمر بن سعد بن أبي وقّاص: إنّك آمن بأمان الله على نفسك وأهلك ومالك وأهل بيتك وولدك، ولا تؤاخذ بحدث كان منك قديماً ما سمعت وأطعت ولزمت رحلك وأهلك ومصرك، فمن لقي عمر بن سعد من شرطة الله وشيعة آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم من النّاس فلا يعرض له إلاّ بخير؛ شهد السّائب بن مالك، وأحمر بن شميط، وعبد الله بن شداد، وعبد الله بن كامل؛ وجعل المختار على نفسه عهد الله وميثاقه ليفينّ لعمر بن سعد بما أعطاه من الأمان إلاّ أن يحدث حدثاً، شهد الله على نفسه وكفى بالله شهيداً.
قال: وكان أبو جعفر محمد بن عليّ يقول: أمّا أمان المختار لعمر بن سعد " إلاّ أن يحدث حدثاً " فإنه كان يريد به: إذا دخل الخلاء فأحدث. قال: فلّما جاءه العريان بهذا خرج من تحت ليلته حتى أتى حمّامه، ثم قال في نفسه: أنزل داري، فرجع، فعبر الرّوحاء ثم أتى داره غدوةً، وقد أتى حمّامه فأخبر مولىّ له بما كان من أمانه وبما أريد منه، فقال له مولاه: وأي حدث أعظم ممّا صنعت؟ إنك تركت رحلك وأهلك وأقبلت إلى ها هنا؛ ارجع إلى رحلك ولا تجعل للرّجل عليك سبيلاً. فرجع إلى منزله. وأتي المختار بانطلاقه، فقال: كلاّ، إن في عنقه سلسلةً ستردّه، لو جهد أن ينطلق ما استطاع. قال: وأصبح المختار فبعث إليه أبا عمرة وأمره أن يأتيه به، فجاءه حتى دخل عليه، فقال: أجب. فقام عمر فعثر في جبّة له، ويضربه أبو عمرة بسيفه فقتله، وجاء برأسه في أسفل قبائه حتى وضعه بين يدي المختار؛ فقال المختارلابنه حفص بن عمر بن سعد وهو جالس عنده: أتعرف هذا الرأس؟ فاسترجع، وقال: نعم، ولا خير في العيش بعده؛ فأمر به فقتل، فإذا رأسه مع رأس أبيه. ثم إن المختار قال: هذا بحسين وهذا بعليّ بن حسين رحمهما الله، ولا سواء، والله لو قتلت ثلاثة أرباع قريش ما وفوا بأنملة من أنامله. فقال حميدة بنت عمر بن سعد وهي تبكي أباها: من الكامل
لو كان غير أخي قسيّ غرّه ... أو غير ذي يمن وغير الأعجم
سخّى بنفسي ذاك شيئاً فاعلموا ... عنه وما البطريق مثل الألأم
أعطى ابن سعد في الصّحيفة وابنه ... عهداً يلين له جناح الأرقم
فلّما قتل المختار عمر بن سعد وابنه بعث برأسيهما مع مسافر بن سعيد بن نمران النّاعطيّ وظبيان بن عمارة التّميمي حتى قدما بهما على محمد بن الحنيفة، وكتبت إلى ابن الحنّيفة في ذلك كتاباً.
قتل سنة ستّ وستين، وقيل: سنة سبع وستّين. وفي عمر بن سعد يقول أبو طلق عديّ بن حنظلة العائذي: من الطويل
لقد قتل المختار لا درّ دره ... أبا حفص المأمول والسّيّد الغمرا
فتى لم يكن كزاً بخيلاً ولم يكن ... إذا الحرب أبدت عن نواجذها غمرا
مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو حفص القرشيّ الزّهريّ أصله من المدينة، وسكن الكوفة، وكان مع أبيه بدومة وأذرح حين حكم الحكمان؛ وهو الذي حرّض أباه على حضورها، ثم إن سعداً ندم فأحرم بعمرة من بيت المقدس.
روى عن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دعوة ذي النّون إذ دعاها وهو في بطن الحوت: " لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين " فإنه لم يدع بذلك مسلم إلاّ استجيب له ".
وعن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق؛ ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام ".
وعن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عجبت للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر، وإن أصابته مصيبة احتسب وصبر؛ المؤمن يؤجر في كلّ شيء حتى في اللّقمة يرفعها إلى فيه ".
قال خليفة بن خيّاط: عمر بن سعد بن مالك؛ أمّه ماريّة بنت قيس بن معد يكرب بن الحارث بن السّمط بن امرىء القيس بن عمرو بن معاوية، من كندة، يكنى أبا حفص، قتله المختار بن أبي عبيد سنة خمس وستّين.
قال العجليّ: عمر بن سعد بن أبي وقّاص، كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى النّاس عنه، وهو الذي قتل الحسين. وقال في موضع آخر: تابعيّ ثقة، وهو الذي قتل الحسين! قال يحيى بن معين: ولد عمر بن سعد عام مات عمر بن الخطّاب.
عن مجمّع التّيميّ، قال: كانت لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة؛ قال: فانطلق فوصل كلاماً ثمّ أتى سعداً فكلّمه به، فوصله بحاجته، فكلّمه بكلام لم يكن يسمعه منه قبل ذلك؛ فلمّا فرغ قال له سعد: أفرغت يا بنيّ من حاجتك؟ قال: نعم؛ قال: ما كنت أبعد من حاجتك منك الآن، ولا كنت فيك أزهد منّي الآن؛ إنّي سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها ".
وعن عامر بن سعد بن أبي وقّاص: أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتفرّقهم اشترى لهم ماشيةً، ثم خرج فاعتزل فيها بأهله على ماء يقال له: قلها.
قال: وكان سعد من أحدّ النّاس بصراً، فرأى ذات يوم شيئاً يزول، فقال لمن تبعه: ترون؟ قالوا: نرى شيئاً كالطّير؛ قال: أرى راكباً على بعير؛ ثم قال: رأى عمر بن سعد؛ ثم قال: اللهم إنّا نعوذ بك من شرّ ما جاء به؛ فسلّم عليه، ثم قال لأبيه: أرضيت أن تتبع أذناب هذه الماشية بين هذه الجبال وأصحابك يتنازعون في أمر الأمة؟ قال سعد بن أبي وقّاص: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " سيكون بعدي فتن أو قال: أمور خير النّاس فيها الغنيّ الخفيّ التّقيّ " فإن استطعت يا بنيّ أن تكون كذلك فكن. فقال له عمر: أما عندك غير هذا؟ فقال: لا يا بنيّ. فوثب عمر ليركب، ولم يكن حطّ عن بعيره؛ فقال له سعد: أمهل حتى نغدّيك؛ قال: لا حاجة لي بغدائكم؛ قال سعد: فنحلب لك فنسقيك؛ فال: لا حاجة لي بشرابكم. ثم ركب فانصرف مكانه.
قال أبو المنذر الكوفيّ: كان عمر بن سعد بن أبي وقّاص قد اتّخذ جعبةً وجعل فيها سياطاً، نحواً من خمسين سوطاً؛ فكتب على السّوط عشرة وعشرين وثلاثين إلى خمسمئة على هذا العمل؛ وكان لسعد بن أبي وقّاص غلام ربيب مثل ولده، فأمره عمر بشيء فعصاه، فضرب بيده إلى الجعبة فرفع بيده سوط مئة، فجلده مئة جلدة. فأقبل الغلام إلى سعد دمه يسيل على عينيه؛ فقال: مالك؟ فأخبره؛ فقال: اللهم اقتل عمر وأسل دمه على عينيه. قال: فمات الغلام؛ وقتل المختار عمر بن سعد.
قال عمر بن سعد للحسين: إن قوماً من السّفهاء يزعمون أنّي أقتلك؛ فقال حسين: ليسوا بسفهاء ولكنّهم حلماء؛ ثم قال: والله إنه ليقرّ بعيني أنك لا تأكل برّ العراق بعدي إلاّ قليلاً.
عن عبد الله بن شريك، قال: أدركت أصحاب الأردية المعلمة، وأصحاب البرانس من أصحاب السّواري إذا مرّ بهم عمر بن سعد قالوا: هذا قاتل الحسين؛ وذلك قبل أن يقتله.
قال عليّ لعمر بن سعد: كيف أنت إذا قمت مقاماً تخيّر فيه بين الجنّة والنّار فتختار النّار! عن عقبة بن سمعان، قال: كان سبب خروج عمر بن سعد إلى الحسين أن عبيد الله بن زياد بعثه على أربعة آلاف من أهل الكوفة يسير بهم إلى دستبى، وكان الدّيلم قد خرجوا إليها وغلبوا عليها؛ فكتب ابن زياد عهده على الرّيّ، فأمره بالخروج فخرج، فعسكر بالنّاس بحمّام أعين؛ فلمّا كان من أمر الحسين ما كان وأقبل إلى الكوفة دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال له: سر إلى الحسين، فإذا فرغنا ممّا بيننا وبينه سرت إلى عملك؛ فقال له سعد: إن رأيت أن تعفيني فافعل؛ فقال عبيد الله: نعم، على أن تردّ علينا عهدنا.
قال: فلمّا قال له ذلك قال له عمر بن سعد: أمهلني اليوم أنظر. قال: فانصرف عمر فجعل يستشير نصحاءه فلم يكن يستشير أحداً إلاّ نهاه.
قال: وجاءه حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن أخته فقال: أنشدك الله يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربّك وتقطع رحمك، فوالله لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّها لو كان لك خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين.
فقال عمر بن سعد: فإني أفعل إن شاء الله.
وعن عمّار بن عبد الله بن سنان الجهنيّ، عن أبيه، قال: دخلت على عمر بن سعد وقد أمر بالمسير إلى الحسين، فقال لي: إن الأمير أمرني بالمسير إلى الحسين فأبيت ذلك عليه. قال: فقلت له: أصاب الله بك، أرشدك الله، أجل فلا تفعل ولا تسر إليه. قال: فخرجت من عنده، فأتاني آت فقال: هذا عمر بن سعد يند ب النّاس إلى الحسين! قال: فأتيته، فإذا هو جالس يند ب النّاس إلى الحسين، فلّما رآني أعرض عنّي بوجهه. قال: فعرفت أنه قد عزم له على المسير إليه؛ فخرجت من عنده. قال: وأقبل عمر بن سعد إلى ابن زياد فقال له: أصلحك الله، إنك وليتّني هذا العمل، وكتبت لي العهد، وسمع به النّاس؛ فإن رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل، وتبعث إلى الحسين في هذا الجيش من أشراف أهل الكوفة من لست بأغنى ولا أجزأ عنك في الحرب منه؛ فمسّمى له ناساً. فقال له ابن زياد: لا تعلّمني بأشراف أهل الكوفة، فلست أستأمرك فيما أريد أن أبعث؛ إن سرت بجندنا وإلا فابعث إلينا بعهدنا. قال: فلّما رآه قد لجّ قال: فإنّي سائر. قال: وأقبل في أربعة آلاف حتى نزل بالحسين.
قال أبو مخنف: حدّثني المجالد بن سعيد الهمداني والصّقعب بن زهير: أنهما التقيا مراراً ثلاثاً أو أربعاً حسين وعمر بن سعد. قال: فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد: أمّا بعد؛ فإن الله قد أطفأ النّائرة، وجمع الكلمة، وأصلح أمر الأمّة؛ فهذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى، أو أن نسيّره إلى ثغر من الثّغور فيكون رجلاً من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه؛ وفي هذا لكم رضىً وللأمّة صلاح.
قال: فلّما قرأ عبيد الله الكتاب قال: هذا كتاب ناصح لأميره، مشفق على قومه، نعم قد قبلت. قال: فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال: أتقبل هذا منه نزل بأرضك وإلى جنبك؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكوننّ أولى بالقوّة ولتكوننّ أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت فأنت وليّ العقوبة، وإن غفرت كان ذلك لك؛ والله لقد بلغني أن حسيناً وعمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدّثان عامّة اللّيل. فقال له ابن زياد: نعم ما رأيت، الرّأي رأيك.
وعن حميد بن مسلم قال: ثم إن عبيد الله بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن فقال له: اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد، فليعرض على حسين وأصحابه النّزول على حكمي، فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ سلماً، وإن هم أبوا النّزول على حكمي فليقاتلهم، فإن فعل ذلك فاسمع له واطع، وإن هو أبى أن يقاتلهم فأنت أمير النّاس، وثب عليه فاضرب عنقه، وابعث إليّ برأسه. فأقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد، فلّما قدم به عليه قال له عمر: مالك ويلك لا قرّب الله دارك، قبّح الله ما قدمت به عليّ، والله إني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه، أفسد ت علينا أمراً قد كنّا رجونا أن يصلح، لا يستسلم والله حسين، إن نفس أبيه لبين جنبيه. فقال له شمر: أخبرني ما أنت صانع، أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوّه؟ وإلاّ فخلّ بيني وبين الجند والعسكر. قال: لا، ولا كرامة لك، ولكن أنا أتولّى ذلك. قال: فدونك، وكن أنت على الرّجال. قال: فنهض إليه عشيّة الخميس لتسع مضين من المحرّم.
قال ابن أبي خيثمة: سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فقال: كوفيّ. قلت: ثقة؟ قال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!
وحدّث موسى بن عامر، أبو الأشعر؛ أن المختار قال ذات يوم وهو يحدّث جلساءه: لأقتلنّ غداً رجلاً عظيم القدمين، غائر العنين، مشرف الحاجبين، يسرّ قتله المؤمنين والملائكة المقرّبين. قال: وكان الهيثم بن الأسود النّخعيّ عند المختار حين سمع هذه المقالة، فوقع في نفسه أن الذي يريد عمر بن سعد بن أبي وقاصّ؛ فلّما رجع إلى منزله دعا ابنه العريان فقال: الق ابن سعد اللّيلة فخبّره بكذا وكذا، وقل له: خذ حذرك فإنه لا يريد غيرك. قال: فأتاه فاستخلاه، ثم خبّره الخبر؛ فقال له ابن سعد: جزى الله بالإخاء أباك خيراً، كيف يريد هذا بي بعد الذي أعطاني من العهود والمواثيق؟ وكان المختار أولّ ما ظهر أحسن شيء سيرةً وتألّفاً للنّاس؛ وكان عبد الله بن جعدة بن هبيرة أكرم خلق الله على المختار لقرابته بعليّ؛ فكلّم عمر بن سعد عبد الله بن جعدة، وقال له: إني لا آمن هذا الرّجل - يعني المختار فخذ لي منه أماناً؛ ففعل، وقال: فأنا رأيت أمانه وقرأته. بسم الله الرّحمن الرّحيم؛ هذا أمان من المختار بن أبي عبيد لعمر بن سعد بن أبي وقّاص: إنّك آمن بأمان الله على نفسك وأهلك ومالك وأهل بيتك وولدك، ولا تؤاخذ بحدث كان منك قديماً ما سمعت وأطعت ولزمت رحلك وأهلك ومصرك، فمن لقي عمر بن سعد من شرطة الله وشيعة آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم من النّاس فلا يعرض له إلاّ بخير؛ شهد السّائب بن مالك، وأحمر بن شميط، وعبد الله بن شداد، وعبد الله بن كامل؛ وجعل المختار على نفسه عهد الله وميثاقه ليفينّ لعمر بن سعد بما أعطاه من الأمان إلاّ أن يحدث حدثاً، شهد الله على نفسه وكفى بالله شهيداً.
قال: وكان أبو جعفر محمد بن عليّ يقول: أمّا أمان المختار لعمر بن سعد " إلاّ أن يحدث حدثاً " فإنه كان يريد به: إذا دخل الخلاء فأحدث. قال: فلّما جاءه العريان بهذا خرج من تحت ليلته حتى أتى حمّامه، ثم قال في نفسه: أنزل داري، فرجع، فعبر الرّوحاء ثم أتى داره غدوةً، وقد أتى حمّامه فأخبر مولىّ له بما كان من أمانه وبما أريد منه، فقال له مولاه: وأي حدث أعظم ممّا صنعت؟ إنك تركت رحلك وأهلك وأقبلت إلى ها هنا؛ ارجع إلى رحلك ولا تجعل للرّجل عليك سبيلاً. فرجع إلى منزله. وأتي المختار بانطلاقه، فقال: كلاّ، إن في عنقه سلسلةً ستردّه، لو جهد أن ينطلق ما استطاع. قال: وأصبح المختار فبعث إليه أبا عمرة وأمره أن يأتيه به، فجاءه حتى دخل عليه، فقال: أجب. فقام عمر فعثر في جبّة له، ويضربه أبو عمرة بسيفه فقتله، وجاء برأسه في أسفل قبائه حتى وضعه بين يدي المختار؛ فقال المختارلابنه حفص بن عمر بن سعد وهو جالس عنده: أتعرف هذا الرأس؟ فاسترجع، وقال: نعم، ولا خير في العيش بعده؛ فأمر به فقتل، فإذا رأسه مع رأس أبيه. ثم إن المختار قال: هذا بحسين وهذا بعليّ بن حسين رحمهما الله، ولا سواء، والله لو قتلت ثلاثة أرباع قريش ما وفوا بأنملة من أنامله. فقال حميدة بنت عمر بن سعد وهي تبكي أباها: من الكامل
لو كان غير أخي قسيّ غرّه ... أو غير ذي يمن وغير الأعجم
سخّى بنفسي ذاك شيئاً فاعلموا ... عنه وما البطريق مثل الألأم
أعطى ابن سعد في الصّحيفة وابنه ... عهداً يلين له جناح الأرقم
فلّما قتل المختار عمر بن سعد وابنه بعث برأسيهما مع مسافر بن سعيد بن نمران النّاعطيّ وظبيان بن عمارة التّميمي حتى قدما بهما على محمد بن الحنيفة، وكتبت إلى ابن الحنّيفة في ذلك كتاباً.
قتل سنة ستّ وستين، وقيل: سنة سبع وستّين. وفي عمر بن سعد يقول أبو طلق عديّ بن حنظلة العائذي: من الطويل
لقد قتل المختار لا درّ دره ... أبا حفص المأمول والسّيّد الغمرا
فتى لم يكن كزاً بخيلاً ولم يكن ... إذا الحرب أبدت عن نواجذها غمرا
عمر بن سعد بن أبي وقاص
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سعيد ابن قماذين، عن عثمان بن أبي سليمان قال: لما بعث المختار برأس عمر ابن سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ألقي بين يدي علي بن الحسين فخر ساجدًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (11).
قال مهنا: سألت أحمد عن عمر بن سعد، فقال: لا ينبغي أن يحدث عنه.
قلت: من هو؟
قال: أخو عامر بن سعد، وأخو مصعب بن سعد.
قلت: لم؟
قال: لأنه صاحب الجيوش، وصاحب الدماء.
قلت له: بلغني عن يحيى بن سعيد أنه قال: كان عمر بن سعد لا يعتمد عليه.
"السنة" للخلال 1/ 410 (841).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سعيد ابن قماذين، عن عثمان بن أبي سليمان قال: لما بعث المختار برأس عمر ابن سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ألقي بين يدي علي بن الحسين فخر ساجدًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (11).
قال مهنا: سألت أحمد عن عمر بن سعد، فقال: لا ينبغي أن يحدث عنه.
قلت: من هو؟
قال: أخو عامر بن سعد، وأخو مصعب بن سعد.
قلت: لم؟
قال: لأنه صاحب الجيوش، وصاحب الدماء.
قلت له: بلغني عن يحيى بن سعيد أنه قال: كان عمر بن سعد لا يعتمد عليه.
"السنة" للخلال 1/ 410 (841).
عُمَر بْن مساور.
عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بُورِكَ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
مُنْكَرٌ.
سمعتُ ابنَ حماد يذكره عن البخاري.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيى بْنِ نصر، حَدَّثَنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنا عُمَر بن مسافر، حَدَّثَنا أَبُو جَمْرَةَ، قَال: قَال ابْنُ عَبَّاسٍ لا تَطْلُبُوا الْحَاجَةَ مِنْ أَعْمَى، ولاَ تَطْلُبُوا الْحَاجَةَ لَيْلا، وَإذا طَلَبْتُمُ الْحَاجَةَ فَبَاكِرُوهَا، وَإذا طَلَبْتُمْ إِلَى الرَّجُلِ حَاجَةً فَاسْتَقْبِلْهُ بِوَجْهِهِ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي الْعَيْنَيْنِ
هكذا حَدَّثَنَاهُ الْقَاسِمُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
وَقَالَ عُمَر بن مسافر.
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ سَعِيد بْنِ بشير، حَدَّثَنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَعَبد السَّلامِ بْنُ عُمَر الْحَسَنِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا عُمَر بْن مساور، عَن أَبِي جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: إِذَا طَلَبْتَ حَاجَةً فَاطْلُبْهَا بَاكِرًا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، وَإذا طلبت حاجة، وَهو يُبْصِرُكَ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي العينين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّاءُ الْعُقَيْلِيُّ البصري، حَدَّثَنا عُمَر بن مساور، حَدَّثَنا أَبُو جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ؟ قَال: لاَ تَطْلُبَنَّ حَاجَةً بِاللَّيْلِ، ولاَ تَطْلُبْهَا إِلَى أَعْمَى وَاسْتَقْبِلِ الرَّجُلَ بِوَجْهِكَ لِحَاجَتِكَ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي الْعَيْنَيْنِ وَبَاكِرْ فِي حَاجَتِكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ فَقِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ جَامِعٍ إِنَّ عَفَّانَ يَرْوِيهِ عَنْ عُمَر بْنِ مُسَاوِرٍ، قَال: كَانَ عُمَر جَارِي وَأَخْطَأَ عَفَّانُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الَّذِي قَالَ مُحَمد بْنُ جَامِعٍ إِنَّ عَفَّانَ أَخْطَأَ وَعُمَرُ بْنُ مُسَاوِرٍ جَارُهُ وَالَّذِي قَالَ أَخْطَأَ عَفَّانُ هُوَ الَّذِي أَخْطَأَ وَعَفَّانُ ثِقَةٌ، وَمُحمد بْنُ جَامِعٍ ضَعِيفٌ وكان أبو يعلى لا يحدثنا عَنْ مُحَمد بْنِ جَامِعٍ إِلا ويقول وكان ضعيفا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنا عفان، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بإسنادِه، نَحوه، وَقَدْ تَبَيَّنَ خَطَأُ مُحَمد بْنِ جَامِعٍ بِرِوَايَةِ عفان حيث، قَال: حَدَّثَنا عُمَر بن مساور.
حَدَّثَنَا عمران السختياني، حَدَّثَنا مُحَمد بن جامع، حَدَّثَنا عُمَر بن مساور العجلي، حَدَّثَنا أَبُو جَمْرَةَ الضَّبَعِيُّ سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لا تَطْلُبَنَّ حَاجَةً بِلَيْلٍ، ولاَ تَطْلُبْهَا إِلَى أَعْمَى، وَإذا طَلَبْتَ حَاجَةً فَاسْتَقْبِلِ الرَّجُلَ بِوَجْهِهِ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي الْعَيْنَيْنِ وَبَاكِرْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: اللَّهُمَّ بارك لأمتي في بكورها
، حَدَّثَنا شُعَيب بن مُحَمد الذراع، حَدَّثَنا جعفر بن هاشم، حَدَّثَنا معلى بن أسد، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ الْعَتَكِيُّ، عَن أَبِي جَمْرَةَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بإسناده.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ بالبصرة، حَدَّثَنا أحمد بن يوسف الأزدي، حَدَّثَنا معلى بن أسد العمي، حَدَّثَنا عُمَر بْن مساور، عَن أَبِي جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَال: لاَ تَطْلُبَنَّ حَاجَةً إِلَى أَعْمَى، ولاَ تُطْلُبْهَا لَيْلا.
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ مُسْنَدًا وَزَادَ واجعل ذلك اليوم الخميس.
حَدَّثَنَا أحمد بْنُ مُحَمد الْوَزَّانُ، حَدَّثَنا مُحَمد بن مُحَمد بن مرزوق، حَدَّثَنا معلى بن أسد، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ الْعَتَكِيُّ، عَن أَبِي جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
وَاخْتَلَفُوا فِي هَذَا الاسْمِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ عُمَر بْنُ مُسَافِرٍ وَقَالَ عَمْرو بْنُ مسادر وَقَالُوا عُمَر بْنُ سافر وَقَالَ عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ كَمَا أَمْلَيْتُ وَبَيَّنْتُ وَصَوَابٌ هَذَا كَمَا ذَكَرْتُ فِي التَّرْجَمَةِ عُمَر بْنُ مساور.
حَدَّثَنَاهُ عَبد الله بن طويط حَدَّثَنَاهُ عبدة بن عَبد الرحيم، حَدَّثَنا المحاربي، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ الْعِجْلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمْ يُرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرًا قَطُّ إلاَّ قَالَ حِينَ يَقُومُ مِنْ جُلُوسِهِ اللَّهُمَّ بِكَ انْتَشَرْتُ وَإِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَأَنْتَ ثِقَتِي وَأَنْتَ رَجَائِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا هَمَّنِي وَمَا لا أَهْتَمُّ بِهِ مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ زَوِّدْنِي التَّقْوَى وَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ.
فَقَدْ صَحَّ أَنَّ عُمَر بْنَ مُسَاوِرٍ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ الْمُحَارِبِيِّ عَنْهُ وَالْمُحَارِبِيُّ أَصَابَ اسْمُهُ حَيْثُ قَالَ عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ وماأظن أَنَّ لِعُمَرَ بْنِ مُسَاوِرٍ غَيْرُ بارك
لأمتي كَمَا ذَكَرَهُ البُخارِيّ وَحَدِيثُ الْمُحَارِبِيِّ الَّذِي ذَكَرْتُهُ زِيَادَةٌ عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ.
عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ بُورِكَ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
مُنْكَرٌ.
سمعتُ ابنَ حماد يذكره عن البخاري.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيى بْنِ نصر، حَدَّثَنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنا عُمَر بن مسافر، حَدَّثَنا أَبُو جَمْرَةَ، قَال: قَال ابْنُ عَبَّاسٍ لا تَطْلُبُوا الْحَاجَةَ مِنْ أَعْمَى، ولاَ تَطْلُبُوا الْحَاجَةَ لَيْلا، وَإذا طَلَبْتُمُ الْحَاجَةَ فَبَاكِرُوهَا، وَإذا طَلَبْتُمْ إِلَى الرَّجُلِ حَاجَةً فَاسْتَقْبِلْهُ بِوَجْهِهِ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي الْعَيْنَيْنِ
هكذا حَدَّثَنَاهُ الْقَاسِمُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
وَقَالَ عُمَر بن مسافر.
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ سَعِيد بْنِ بشير، حَدَّثَنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَعَبد السَّلامِ بْنُ عُمَر الْحَسَنِيُّ، قَالا: حَدَّثَنا عُمَر بْن مساور، عَن أَبِي جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: إِذَا طَلَبْتَ حَاجَةً فَاطْلُبْهَا بَاكِرًا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، وَإذا طلبت حاجة، وَهو يُبْصِرُكَ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي العينين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّاءُ الْعُقَيْلِيُّ البصري، حَدَّثَنا عُمَر بن مساور، حَدَّثَنا أَبُو جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ؟ قَال: لاَ تَطْلُبَنَّ حَاجَةً بِاللَّيْلِ، ولاَ تَطْلُبْهَا إِلَى أَعْمَى وَاسْتَقْبِلِ الرَّجُلَ بِوَجْهِكَ لِحَاجَتِكَ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي الْعَيْنَيْنِ وَبَاكِرْ فِي حَاجَتِكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ فَقِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ جَامِعٍ إِنَّ عَفَّانَ يَرْوِيهِ عَنْ عُمَر بْنِ مُسَاوِرٍ، قَال: كَانَ عُمَر جَارِي وَأَخْطَأَ عَفَّانُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الَّذِي قَالَ مُحَمد بْنُ جَامِعٍ إِنَّ عَفَّانَ أَخْطَأَ وَعُمَرُ بْنُ مُسَاوِرٍ جَارُهُ وَالَّذِي قَالَ أَخْطَأَ عَفَّانُ هُوَ الَّذِي أَخْطَأَ وَعَفَّانُ ثِقَةٌ، وَمُحمد بْنُ جَامِعٍ ضَعِيفٌ وكان أبو يعلى لا يحدثنا عَنْ مُحَمد بْنِ جَامِعٍ إِلا ويقول وكان ضعيفا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنا عفان، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بإسنادِه، نَحوه، وَقَدْ تَبَيَّنَ خَطَأُ مُحَمد بْنِ جَامِعٍ بِرِوَايَةِ عفان حيث، قَال: حَدَّثَنا عُمَر بن مساور.
حَدَّثَنَا عمران السختياني، حَدَّثَنا مُحَمد بن جامع، حَدَّثَنا عُمَر بن مساور العجلي، حَدَّثَنا أَبُو جَمْرَةَ الضَّبَعِيُّ سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لا تَطْلُبَنَّ حَاجَةً بِلَيْلٍ، ولاَ تَطْلُبْهَا إِلَى أَعْمَى، وَإذا طَلَبْتَ حَاجَةً فَاسْتَقْبِلِ الرَّجُلَ بِوَجْهِهِ فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي الْعَيْنَيْنِ وَبَاكِرْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: اللَّهُمَّ بارك لأمتي في بكورها
، حَدَّثَنا شُعَيب بن مُحَمد الذراع، حَدَّثَنا جعفر بن هاشم، حَدَّثَنا معلى بن أسد، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ الْعَتَكِيُّ، عَن أَبِي جَمْرَةَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بإسناده.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ بالبصرة، حَدَّثَنا أحمد بن يوسف الأزدي، حَدَّثَنا معلى بن أسد العمي، حَدَّثَنا عُمَر بْن مساور، عَن أَبِي جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَال: لاَ تَطْلُبَنَّ حَاجَةً إِلَى أَعْمَى، ولاَ تُطْلُبْهَا لَيْلا.
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ مُسْنَدًا وَزَادَ واجعل ذلك اليوم الخميس.
حَدَّثَنَا أحمد بْنُ مُحَمد الْوَزَّانُ، حَدَّثَنا مُحَمد بن مُحَمد بن مرزوق، حَدَّثَنا معلى بن أسد، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ الْعَتَكِيُّ، عَن أَبِي جَمْرَةَ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.
وَاخْتَلَفُوا فِي هَذَا الاسْمِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ عُمَر بْنُ مُسَافِرٍ وَقَالَ عَمْرو بْنُ مسادر وَقَالُوا عُمَر بْنُ سافر وَقَالَ عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ كَمَا أَمْلَيْتُ وَبَيَّنْتُ وَصَوَابٌ هَذَا كَمَا ذَكَرْتُ فِي التَّرْجَمَةِ عُمَر بْنُ مساور.
حَدَّثَنَاهُ عَبد الله بن طويط حَدَّثَنَاهُ عبدة بن عَبد الرحيم، حَدَّثَنا المحاربي، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ الْعِجْلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمْ يُرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرًا قَطُّ إلاَّ قَالَ حِينَ يَقُومُ مِنْ جُلُوسِهِ اللَّهُمَّ بِكَ انْتَشَرْتُ وَإِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَأَنْتَ ثِقَتِي وَأَنْتَ رَجَائِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا هَمَّنِي وَمَا لا أَهْتَمُّ بِهِ مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ زَوِّدْنِي التَّقْوَى وَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ.
فَقَدْ صَحَّ أَنَّ عُمَر بْنَ مُسَاوِرٍ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ الْمُحَارِبِيِّ عَنْهُ وَالْمُحَارِبِيُّ أَصَابَ اسْمُهُ حَيْثُ قَالَ عُمَر بْنُ مُسَاوِرٍ وماأظن أَنَّ لِعُمَرَ بْنِ مُسَاوِرٍ غَيْرُ بارك
لأمتي كَمَا ذَكَرَهُ البُخارِيّ وَحَدِيثُ الْمُحَارِبِيِّ الَّذِي ذَكَرْتُهُ زِيَادَةٌ عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ.
عُمَرُ بنُ ذَرِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ زُرَارَةَ الهَمْدَانِيُّ
الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، أَبُو ذَرٍّ الهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ المُرْهِبِيُّ، الكُوْفِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي بنُ المُؤَيَّدِ، أَنْبَأَنَا زَيْدُ بنُ يَحْيَى، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ قَفَرْجَلَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ (ح) .
وَقَرَأْتُ بِالثَّغْرِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ الصِّقِلِّيِّ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المُعْطِي، وَابْنُ رَوَاجٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ يَحْيَى، قَالاَ:
أَنْبَأَنَا ابْنُ رَوَاحَةَ، وَأَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ، وَأَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ النَّحْوِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ رَوَاجٍ، قَالُوا جَمِيْعاً:
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاذَرَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ البَطِّيِّ، وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ البَطِّيِّ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطِيْعِيُّ، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ البَاذَرَائِيُّ، وَأَنْبَأَنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَنْبَأَنَا مُرْتَضَى بنُ حَاتِمٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِلَفَةَ الحَافِظُ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ القَارِّيُّ، قَالَ هُوَ وَابْنُ أَبِي عُثْمَانَ:
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ البَيِّعِ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ ذَرٍّ، عَنْ يَزِيْدَ الفَقِيْرِ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا غَشِيَهُ الصُّبحُ وَهُوَ مُسَافِرٌ يُنَادِي: سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ وَنِعْمَتِهِ
عَلَيْنَا، وَحُسْنِ بَلاَئِه عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذاً بِاللهِ مِنْ جَهَنَّمَ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.هَذَا مَوْقُوْفٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: عُمَرُ بنُ ذَرٍّ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَمُعَاذَةَ العَدَويَّةِ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَيَزِيْدَ بنِ أُمَيَّةَ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَيُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَالخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَالفِرْيَابِيُّ، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، وَخَلْقٌ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَنِيْفَةَ - مَعَ تَقَدُّمِهِ -.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُكْثِراً مِنَ الرِّوَايَةِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: قَالَ جَدِّي:
هُوَ ثِقَةٌ، لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَكَ حَدِيْثُه لِرَأْيٍ أَخْطَأَ فِيْهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَكَذَا وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ رَأْساً فِي الإِرْجَاءِ، ذَهَبَ بَصَرُه.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: عُمَرُ بنُ ذَرٍّ القَاصُّ كَانَ ثِقَةً، بَلِيغاً، يَرَى الإِرْجَاءَ، وَكَانَ لَيِّنَ القَوْلِ فِيْهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، مُرْجِئٌ، لاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ، وَهُوَ مِثْلُ يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَانَ رَجُلاً، صَالِحاً، مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ الفَسَوِيُّ: ثِقَةٌ، مُرْجِئٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: كُوْفِيٌّ، صَدُوْقٌ، مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، وَكَانَ مُرجِئاً.
وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ القَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، قَالَ:قُلْتُ لِيَحْيَى القَطَّانِ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنَا أَترُكُ مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ كُلَّ رَأْسٍ فِي بِدعَةٍ.
فَضَحِكَ يَحْيَى، وَقَالَ: كَيْفَ تَصْنَع بِقَتَادَةَ؟ كَيْفَ تَصْنَعُ بِعُمَرَ بنِ ذَرٍّ؟ كَيْفَ تَصْنَعُ بِابْنِ أَبِي رَوَّادٍ؟
وَعَدَّ يَحْيَى قَوْماً أَمْسكتُ عَنْ ذِكرِهِم.
ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: إِنْ تَرَكَ هَذَا الضَّرْبَ، تَرَكَ حَدِيْثاً كَثِيْراً.
قَالَ رِبْعِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنِي جَارٌ لَنَا، يُقَالَ لَهُ عُمَرُ:
إِنَّ بَعْضَ الخُلَفَاءِ سَألَ عُمَرَ بنَ ذَرٍّ عَنِ القَدَرِ، فَقَالَ: هَا هُنَا مَا يُشغِلُ عَنِ القَدَرِ.
قَالَ: مَا هُوَ؟
قَالَ: لَيْلَةٌ صَبِيْحَتُهَا يَوْم القِيَامَةِ.
فَبَكَى، وَبَكَى مَعَهُ.
ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ الرِّفَاعِيِّ، سَمِعْتُ عَمِّي يَقُوْلُ:
خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بنِ ذَرٍّ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا لَبَّى، لَمْ يُلَبِّ أَحَدٌ مِنْ حُسْنِ صَوْتِه، فَلَمَّا أَتَى الحَرَمَ، قَالَ:
مَا زِلْنَا نَهبطُ حُفرَةً، وَنَصعَدُ أَكَمَةً، وَنَعْلُو شَرَفاً، وَيَبدُو لَنَا عَلَمٌ حَتَّى أَتَيْنَاكَ بِهَا، نَقِبَةً أَخْفَافُهَا، دَبِرَةً ظُهُوْرُهَا، ذَبِلَةً أَسْنَامُهَا، فَلَيْسَ أَعْظَمَ المُؤنَةِ عَلَيْنَا إِتْعَابُ أَبْدَانِنَا، وَلاَ إِنفَاقُ أَمْوَالِنَا، وَلَكِنْ أَعْظَمُ المُؤنَةِ أَنْ نَرجِعَ بِالخُسرَانِ، يَا خَيْرَ مَنْ نَزَلَ النَّازِلُوْنَ بِفِنَائِهِ.
فَحَدَّثَنِي عَمِّي كَثِيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ ذَرٍّ يَقُوْلُ:
اللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ أَطَعنَاكَ فِي أَحَبِّ الأَشْيَاءِ إِلَيْكَ أَنْ تُطَاعَ فِيْهِ: الإِيْمَانُ بِكَ، وَالإِقرَارُ بِكَ، وَلَمْ نَعصِكَ فِي أَبغَضِ الأَشْيَاءِ أَنْ تُعصَى فِيْهِ: الكُفْرُ، وَالجَحْدُ بِكَ، اللَّهُمَّ فَاغفِرْ لَنَا بَيْنَهمَا، وَأَنْتَ قُلْتَ: {وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِم لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوْتُ} [النَّمْلُ: 39] وَنَحْنُ نُقْسِمُ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِنَا: لَتَبْعَثَنَّ مَنْ يَمُوْتُ، أَفَتُرَاكَ تَجْمَعُ بَيْنَ أَهْلِ القَسَمَيْنِ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ؟
قَالَ شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ: قَالَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ: يَا أَهْل مَعَاصِي اللهِ، لاَ تَغتَرُّوا بِطُوْلِ
حِلمِ اللهِ عَنْكُم، وَاحْذَرُوا أَسَفَهُ، فَإِنَّهُ قَالَ: {فَلَمَّا آسَفُوْنَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزُّخْرُفُ: 56] .وَعَنْ عُمَرَ بنِ ذَرٍّ، قَالَ: كُلُّ حُزنٍ يَبلَى، إِلاَّ حُزنَ التَّائِبِ عَنْ ذُنُوْبِه.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
كَانَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ إِذَا قَرَأَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ} ، قَالَ: يَا لَكَ مِنْ يَوْمٍ! مَا أَمْلأَ ذِكْرَكَ لِقُلُوْبِ الصَّادِقِيْنَ!
حَامِدُ بنُ يَحْيَى: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَ ذَرُّ بنُ عُمَرَ، قَعَدَ عُمَرُ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِه، وَهُوَ يَقُوْلُ: يَا بُنَيَّ، شَغَلَنِي الحُزْنُ لَكَ عَنِ الحُزنِ عَلَيْكَ، فَلَيْتَ شِعرِي، مَا قُلتَ؟ وَمَا قِيْلَ لَكَ؟
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرتَه بِطَاعَتِكَ وَبِبِرِّي، فَقَدْ وَهَبتُ لَهُ مَا قَصَّرَ فِيْهِ مِنْ حَقَّي، فَهَبْ لَهُ مَا قَصَّرَ فِيْهِ مِنْ حقِّكَ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: انْطلَقْنَا وَتَرَكنَاكَ، وَلَوْ أَقَمنَا مَا نَفَعْنَاكَ، فَنَستَودِعُكَ أَرحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ:
تُوُفِّيَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ مُرْجِئاً، فَمَاتَ، فَلَمْ يَشهَدْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَلاَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ.
وَكَانَ ثِقَةً - إِنْ شَاءَ اللهُ - كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.
وَفِيْهَا: أَرَّخَهُ مُطَيَّنٌ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
وَأَمَّا إِسْحَاقُ بنُ يَسَارٍ النَّصِيْبِيُّ، فَرَوَى عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَفَاتَه سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَأَمَّا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَجَمَاعَةٌ، فَرَوَوْا عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَفَاتَه سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، فَهَذَا أَصَحُّ.
وَكَذَلِكَ قَالَ: الفَلاَّسُ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالتِّرْمِذِيُّ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
احْتَجَّ بِهِ: البُخَارِيُّ دُوْنَ مُسْلِمٍ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ
يَقُوْلُ:كَانَ ابْنُ عَيَّاشٍ المَنْتُوْفَ يَقعُ فِي عُمَرَ بنِ ذَرٍّ، وَيَشتُمُهُ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ، فَقَالَ:
يَا هَذَا! لاَ تُفْرِطْ فِي شَتْمِنَا، وَأَبقِ لِلصُّلحِ مَوْضِعاً، فَإِنَّا لاَ نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللهَ فِيْنَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيْعَ اللهَ فِيْهِ.
وَبِهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ قَاضِي الكُوْفَةِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَبِيْحٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ عُمَرَ بنَ ذَرٍّ: أَيُّهَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ لِلْخَائِفِيْنَ: طُوْلُ الكَمَدِ، أَوْ إِسْبَالُ الدَّمعَةِ؟
فَقَالَ: أَمَّا عَلِمتَ أَنَّهُ إِذَا رَقَّ فَذَرَى، شُفِيَ وَسَلاَ، وَإِذَا كَمِدَ، غُصَّ فَشَجَى، فَالكَمدُ أَعْجَبُ إِلَيَّ لَهُم.
وَعَنْ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ إِذَا وَعَظَ قَالَ: أَعِيْرُوْنِي دُمُوْعَكم.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ ذَرٍّ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِجِبْرِيْلَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُوْرَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُوْرُنَا؟
فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } [مَرْيَمُ: 65] .
ذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: أَنَّهُ جَمَعَ فِي عُمَرَ بنِ ذَرٍّ.
قَرَأْتُ عَلَى عِيْسَى بنِ يَحْيَى، أَخْبَرَكُمُ الحَسَنُ بنُ دِيْنَارٍ، أَنْبَأَنَا السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بنُ ذَرٍّ، أَخْبَرَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيْثٍ ذَكَرَهُ: (وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوْراً أَيْنَمَا كُنْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدِ المَاءَ، تَيَمَّمْتُ بِالصَّعِيْدِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ، وَكَانَتْ لِي مَسْجِداً وَطَهُوْراً، وَلَمْ يُفْعَلْ ذَلَكَ بِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي) .
خَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيُّ: وَاهٍ.
الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، أَبُو ذَرٍّ الهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ المُرْهِبِيُّ، الكُوْفِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي بنُ المُؤَيَّدِ، أَنْبَأَنَا زَيْدُ بنُ يَحْيَى، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ قَفَرْجَلَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ (ح) .
وَقَرَأْتُ بِالثَّغْرِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ الصِّقِلِّيِّ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ المُعْطِي، وَابْنُ رَوَاجٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ يَحْيَى، قَالاَ:
أَنْبَأَنَا ابْنُ رَوَاحَةَ، وَأَنْبَأَنَا عِيْسَى بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْدٍ، وَأَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ النَّحْوِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ رَوَاجٍ، قَالُوا جَمِيْعاً:
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الوَاسِطِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاذَرَائِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بنِ البَطِّيِّ، وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ بنُ يُوْسُفَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ البَطِّيِّ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطِيْعِيُّ، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ البَاذَرَائِيُّ، وَأَنْبَأَنَا الأَبَرْقُوْهِيُّ، أَنْبَأَنَا مُرْتَضَى بنُ حَاتِمٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِلَفَةَ الحَافِظُ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا نَصْرُ بنُ أَحْمَدَ القَارِّيُّ، قَالَ هُوَ وَابْنُ أَبِي عُثْمَانَ:
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ البَيِّعِ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ ذَرٍّ، عَنْ يَزِيْدَ الفَقِيْرِ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا غَشِيَهُ الصُّبحُ وَهُوَ مُسَافِرٌ يُنَادِي: سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ وَنِعْمَتِهِ
عَلَيْنَا، وَحُسْنِ بَلاَئِه عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذاً بِاللهِ مِنْ جَهَنَّمَ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.هَذَا مَوْقُوْفٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: عُمَرُ بنُ ذَرٍّ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَمُعَاذَةَ العَدَويَّةِ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَيَزِيْدَ بنِ أُمَيَّةَ، وَسَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَوَكِيْعٌ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَيُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَالخُرَيْبِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَالفِرْيَابِيُّ، وَحُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَيَعْلَى بنُ عُبَيْدٍ، وَخَلْقٌ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَنِيْفَةَ - مَعَ تَقَدُّمِهِ -.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُكْثِراً مِنَ الرِّوَايَةِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِيْنَ حَدِيْثاً.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ: قَالَ جَدِّي:
هُوَ ثِقَةٌ، لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَكَ حَدِيْثُه لِرَأْيٍ أَخْطَأَ فِيْهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
وَكَذَا وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ رَأْساً فِي الإِرْجَاءِ، ذَهَبَ بَصَرُه.
وَقَالَ العِجْلِيُّ: عُمَرُ بنُ ذَرٍّ القَاصُّ كَانَ ثِقَةً، بَلِيغاً، يَرَى الإِرْجَاءَ، وَكَانَ لَيِّنَ القَوْلِ فِيْهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ، مُرْجِئٌ، لاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ، وَهُوَ مِثْلُ يُوْنُسَ بنِ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَانَ رَجُلاً، صَالِحاً، مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ الفَسَوِيُّ: ثِقَةٌ، مُرْجِئٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خِرَاشٍ: كُوْفِيٌّ، صَدُوْقٌ، مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، وَكَانَ مُرجِئاً.
وَقَالَ أَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَةَ القَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ، قَالَ:قُلْتُ لِيَحْيَى القَطَّانِ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنَا أَترُكُ مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ كُلَّ رَأْسٍ فِي بِدعَةٍ.
فَضَحِكَ يَحْيَى، وَقَالَ: كَيْفَ تَصْنَع بِقَتَادَةَ؟ كَيْفَ تَصْنَعُ بِعُمَرَ بنِ ذَرٍّ؟ كَيْفَ تَصْنَعُ بِابْنِ أَبِي رَوَّادٍ؟
وَعَدَّ يَحْيَى قَوْماً أَمْسكتُ عَنْ ذِكرِهِم.
ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: إِنْ تَرَكَ هَذَا الضَّرْبَ، تَرَكَ حَدِيْثاً كَثِيْراً.
قَالَ رِبْعِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنِي جَارٌ لَنَا، يُقَالَ لَهُ عُمَرُ:
إِنَّ بَعْضَ الخُلَفَاءِ سَألَ عُمَرَ بنَ ذَرٍّ عَنِ القَدَرِ، فَقَالَ: هَا هُنَا مَا يُشغِلُ عَنِ القَدَرِ.
قَالَ: مَا هُوَ؟
قَالَ: لَيْلَةٌ صَبِيْحَتُهَا يَوْم القِيَامَةِ.
فَبَكَى، وَبَكَى مَعَهُ.
ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَزِيْدَ الرِّفَاعِيِّ، سَمِعْتُ عَمِّي يَقُوْلُ:
خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بنِ ذَرٍّ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا لَبَّى، لَمْ يُلَبِّ أَحَدٌ مِنْ حُسْنِ صَوْتِه، فَلَمَّا أَتَى الحَرَمَ، قَالَ:
مَا زِلْنَا نَهبطُ حُفرَةً، وَنَصعَدُ أَكَمَةً، وَنَعْلُو شَرَفاً، وَيَبدُو لَنَا عَلَمٌ حَتَّى أَتَيْنَاكَ بِهَا، نَقِبَةً أَخْفَافُهَا، دَبِرَةً ظُهُوْرُهَا، ذَبِلَةً أَسْنَامُهَا، فَلَيْسَ أَعْظَمَ المُؤنَةِ عَلَيْنَا إِتْعَابُ أَبْدَانِنَا، وَلاَ إِنفَاقُ أَمْوَالِنَا، وَلَكِنْ أَعْظَمُ المُؤنَةِ أَنْ نَرجِعَ بِالخُسرَانِ، يَا خَيْرَ مَنْ نَزَلَ النَّازِلُوْنَ بِفِنَائِهِ.
فَحَدَّثَنِي عَمِّي كَثِيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بنَ ذَرٍّ يَقُوْلُ:
اللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ أَطَعنَاكَ فِي أَحَبِّ الأَشْيَاءِ إِلَيْكَ أَنْ تُطَاعَ فِيْهِ: الإِيْمَانُ بِكَ، وَالإِقرَارُ بِكَ، وَلَمْ نَعصِكَ فِي أَبغَضِ الأَشْيَاءِ أَنْ تُعصَى فِيْهِ: الكُفْرُ، وَالجَحْدُ بِكَ، اللَّهُمَّ فَاغفِرْ لَنَا بَيْنَهمَا، وَأَنْتَ قُلْتَ: {وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِم لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوْتُ} [النَّمْلُ: 39] وَنَحْنُ نُقْسِمُ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِنَا: لَتَبْعَثَنَّ مَنْ يَمُوْتُ، أَفَتُرَاكَ تَجْمَعُ بَيْنَ أَهْلِ القَسَمَيْنِ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ؟
قَالَ شُعَيْبُ بنُ حَرْبٍ: قَالَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ: يَا أَهْل مَعَاصِي اللهِ، لاَ تَغتَرُّوا بِطُوْلِ
حِلمِ اللهِ عَنْكُم، وَاحْذَرُوا أَسَفَهُ، فَإِنَّهُ قَالَ: {فَلَمَّا آسَفُوْنَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزُّخْرُفُ: 56] .وَعَنْ عُمَرَ بنِ ذَرٍّ، قَالَ: كُلُّ حُزنٍ يَبلَى، إِلاَّ حُزنَ التَّائِبِ عَنْ ذُنُوْبِه.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
كَانَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ إِذَا قَرَأَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ} ، قَالَ: يَا لَكَ مِنْ يَوْمٍ! مَا أَمْلأَ ذِكْرَكَ لِقُلُوْبِ الصَّادِقِيْنَ!
حَامِدُ بنُ يَحْيَى: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَ ذَرُّ بنُ عُمَرَ، قَعَدَ عُمَرُ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِه، وَهُوَ يَقُوْلُ: يَا بُنَيَّ، شَغَلَنِي الحُزْنُ لَكَ عَنِ الحُزنِ عَلَيْكَ، فَلَيْتَ شِعرِي، مَا قُلتَ؟ وَمَا قِيْلَ لَكَ؟
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرتَه بِطَاعَتِكَ وَبِبِرِّي، فَقَدْ وَهَبتُ لَهُ مَا قَصَّرَ فِيْهِ مِنْ حَقَّي، فَهَبْ لَهُ مَا قَصَّرَ فِيْهِ مِنْ حقِّكَ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: انْطلَقْنَا وَتَرَكنَاكَ، وَلَوْ أَقَمنَا مَا نَفَعْنَاكَ، فَنَستَودِعُكَ أَرحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ:
تُوُفِّيَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَكَانَ مُرْجِئاً، فَمَاتَ، فَلَمْ يَشهَدْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَلاَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ.
وَكَانَ ثِقَةً - إِنْ شَاءَ اللهُ - كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.
وَفِيْهَا: أَرَّخَهُ مُطَيَّنٌ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
وَأَمَّا إِسْحَاقُ بنُ يَسَارٍ النَّصِيْبِيُّ، فَرَوَى عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَفَاتَه سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَأَمَّا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَجَمَاعَةٌ، فَرَوَوْا عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَفَاتَه سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، فَهَذَا أَصَحُّ.
وَكَذَلِكَ قَالَ: الفَلاَّسُ، وَعُثْمَانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالتِّرْمِذِيُّ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ.
وَقِيْلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
احْتَجَّ بِهِ: البُخَارِيُّ دُوْنَ مُسْلِمٍ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ
يَقُوْلُ:كَانَ ابْنُ عَيَّاشٍ المَنْتُوْفَ يَقعُ فِي عُمَرَ بنِ ذَرٍّ، وَيَشتُمُهُ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ، فَقَالَ:
يَا هَذَا! لاَ تُفْرِطْ فِي شَتْمِنَا، وَأَبقِ لِلصُّلحِ مَوْضِعاً، فَإِنَّا لاَ نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللهَ فِيْنَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيْعَ اللهَ فِيْهِ.
وَبِهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ قَاضِي الكُوْفَةِ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَبِيْحٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ عُمَرَ بنَ ذَرٍّ: أَيُّهَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ لِلْخَائِفِيْنَ: طُوْلُ الكَمَدِ، أَوْ إِسْبَالُ الدَّمعَةِ؟
فَقَالَ: أَمَّا عَلِمتَ أَنَّهُ إِذَا رَقَّ فَذَرَى، شُفِيَ وَسَلاَ، وَإِذَا كَمِدَ، غُصَّ فَشَجَى، فَالكَمدُ أَعْجَبُ إِلَيَّ لَهُم.
وَعَنْ زَكَرِيَّا بنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ إِذَا وَعَظَ قَالَ: أَعِيْرُوْنِي دُمُوْعَكم.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيْلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ ذَرٍّ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِجِبْرِيْلَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُوْرَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُوْرُنَا؟
فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } [مَرْيَمُ: 65] .
ذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: أَنَّهُ جَمَعَ فِي عُمَرَ بنِ ذَرٍّ.
قَرَأْتُ عَلَى عِيْسَى بنِ يَحْيَى، أَخْبَرَكُمُ الحَسَنُ بنُ دِيْنَارٍ، أَنْبَأَنَا السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بنُ ذَرٍّ، أَخْبَرَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيْثٍ ذَكَرَهُ: (وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوْراً أَيْنَمَا كُنْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدِ المَاءَ، تَيَمَّمْتُ بِالصَّعِيْدِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ، وَكَانَتْ لِي مَسْجِداً وَطَهُوْراً، وَلَمْ يُفْعَلْ ذَلَكَ بِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي) .
خَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَخْزُوْمِيُّ: وَاهٍ.