عمر بن محمد بن عمر، أبو حفص الفقيه الحنفي :
من أهل فرغانة، تفقه ببلاده ودخل بغداد، وهو شاب وصحب شيخنا عمر بن السهروردي مدة ثم أنه سافر إلى بلاد البطيحة وصاهر ابن الرافعي، وأقام هناك مدة، ثم عاد إلى بغداد، وسافر إلى بلاد الشام والجزيرة، وسكن سنجار مدة ثم أنه عاد إلى بغداد وأقام بها، وعرض عليه التدريس بالمدرسة التنشبية فلم يجب، ثم ولى التدريس
بالمدرسة الشريفة المستنصرية لما فتحت في رجب سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وكان إماما في الفقه والأصول والخلاف وعلم الكلام وأقاويل الفلاسفة وعلم العربية، ويكتب خطا مليحا، وله نظم ونثر بليغ، وقدمه في الزهد والرياضات والمجاهدات والحقيقة والطريقة ثابتة متمكنة، وكان كثير العبادة دائم الخلوة مجردا من أسباب الدنيا مع ما خصه الله به من حسن الخلق والتواضع وشرف النفس ولطف الطبع، وسمع بقراءتي معظم صحيح البخاري على ابن القطيعي، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا من نظمه، ولم يكن له رواية في الحديث.
أنشدنى بن محمد الفرغاني ببغداد لنفسه:
يا من أضاء له شموس مناقبه ... ينهون من آدابه وفضائله
لا تكسفن ضياءها بمعاتب ... من زور قول تفتريه وباطله
والصدق أحلى حلية يحلى بها ... كم بين خالي الجيد فيه وعاطله
واعلم بأن القول عند أولى ... بيان قيمته وقيمة قائله
النهى والنصح فرض قوله وقبوله ... طوبى لقائله المحق وقابله
توفى الفرغاني ليلة الأحد لعشر خلون من رجب من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
وحضرت الصلاة عليه من الغد بجامع القصر، وحضر الأعيان وخلق كثير، ودفن بمقبرة الخيزران، وأظنه قارب السبعين من عمره- رحمة الله عليه.
من أهل فرغانة، تفقه ببلاده ودخل بغداد، وهو شاب وصحب شيخنا عمر بن السهروردي مدة ثم أنه سافر إلى بلاد البطيحة وصاهر ابن الرافعي، وأقام هناك مدة، ثم عاد إلى بغداد، وسافر إلى بلاد الشام والجزيرة، وسكن سنجار مدة ثم أنه عاد إلى بغداد وأقام بها، وعرض عليه التدريس بالمدرسة التنشبية فلم يجب، ثم ولى التدريس
بالمدرسة الشريفة المستنصرية لما فتحت في رجب سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وكان إماما في الفقه والأصول والخلاف وعلم الكلام وأقاويل الفلاسفة وعلم العربية، ويكتب خطا مليحا، وله نظم ونثر بليغ، وقدمه في الزهد والرياضات والمجاهدات والحقيقة والطريقة ثابتة متمكنة، وكان كثير العبادة دائم الخلوة مجردا من أسباب الدنيا مع ما خصه الله به من حسن الخلق والتواضع وشرف النفس ولطف الطبع، وسمع بقراءتي معظم صحيح البخاري على ابن القطيعي، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا من نظمه، ولم يكن له رواية في الحديث.
أنشدنى بن محمد الفرغاني ببغداد لنفسه:
يا من أضاء له شموس مناقبه ... ينهون من آدابه وفضائله
لا تكسفن ضياءها بمعاتب ... من زور قول تفتريه وباطله
والصدق أحلى حلية يحلى بها ... كم بين خالي الجيد فيه وعاطله
واعلم بأن القول عند أولى ... بيان قيمته وقيمة قائله
النهى والنصح فرض قوله وقبوله ... طوبى لقائله المحق وقابله
توفى الفرغاني ليلة الأحد لعشر خلون من رجب من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
وحضرت الصلاة عليه من الغد بجامع القصر، وحضر الأعيان وخلق كثير، ودفن بمقبرة الخيزران، وأظنه قارب السبعين من عمره- رحمة الله عليه.