عمر بن أحمد بن الكواز الزاهد:
من ساكني الجعفرية، كان من عباد الله الصالحين، بأمر بالمعروف وبنهي عن المنكر، وله أصحاب وأتباع يوافقونه على ذلك.
حدثني أبو الرضا المبارك بن سعد الله الواسطي جارنا غير مرة قال: كان ابن الكواز وأصحابه لا يمكنون أحدا يعبر عليهم معه خمر أو نبيذ إلا أراقوه، وكان ذلك في أراقوه، وكان ذلك في أيام السلطان مسعود والأعجام وأتباعهم والعسكرية وغلمانهم حينئذ كثيرون ببغداد، واشتد إنكار ابن الكواز عليهم وكثر حتى رفعوا ذلك إلى السلطان، فاتفق في بعض الأيام التي كان السلطان في مجلس له مشرف على دجلة وقد عبى له فيه الفواكه والرياحين وقرابات الخمر والمغانى وهو مشغول بشأنه فاجتازت سفينة في الشط فيها ابن الكواز وأصحابه قد رجعوا من زيارة قبر أحمد بن حنبل، فقال بعض من كان في مجلس السلطان: هذا ابن الكواز الذي يؤذينا، فأمر السلطان بإحضاره فجئ به سريعا إلى بين يديه فقال له: يا شيخ ما تظهر قوتك ولإنكارك إلا على غلام عاجز أو خربنده ما معه قيمة شيء تافه حقير إن كنت تريد أن تعمل شيئا له قيمة وقدر فأظهر قوتك علينا وارق ما في مجلسنا ومجالس أكابر من يخدمنا، وإلا ما في فعلك معنى، فقال: يا سلطان أنا أنكر على هؤلاء لأنهم على قدري، وأما الجبال يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً. فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً. لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً
فبكى السلطان وقال: قد أذنت لك في صب ما هاهنا، فأراقه كله في دجلة، وانفصل ذلك المجلس وتفرق من كان فيه، وخرج ابن الكواز إلى أصحابه جدلا.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي عمر ابن الكوار المنكر يوم الإثنين سلخ جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وصلى عليه يوم الثلاثاء مستهل رجب، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
من ساكني الجعفرية، كان من عباد الله الصالحين، بأمر بالمعروف وبنهي عن المنكر، وله أصحاب وأتباع يوافقونه على ذلك.
حدثني أبو الرضا المبارك بن سعد الله الواسطي جارنا غير مرة قال: كان ابن الكواز وأصحابه لا يمكنون أحدا يعبر عليهم معه خمر أو نبيذ إلا أراقوه، وكان ذلك في أراقوه، وكان ذلك في أيام السلطان مسعود والأعجام وأتباعهم والعسكرية وغلمانهم حينئذ كثيرون ببغداد، واشتد إنكار ابن الكواز عليهم وكثر حتى رفعوا ذلك إلى السلطان، فاتفق في بعض الأيام التي كان السلطان في مجلس له مشرف على دجلة وقد عبى له فيه الفواكه والرياحين وقرابات الخمر والمغانى وهو مشغول بشأنه فاجتازت سفينة في الشط فيها ابن الكواز وأصحابه قد رجعوا من زيارة قبر أحمد بن حنبل، فقال بعض من كان في مجلس السلطان: هذا ابن الكواز الذي يؤذينا، فأمر السلطان بإحضاره فجئ به سريعا إلى بين يديه فقال له: يا شيخ ما تظهر قوتك ولإنكارك إلا على غلام عاجز أو خربنده ما معه قيمة شيء تافه حقير إن كنت تريد أن تعمل شيئا له قيمة وقدر فأظهر قوتك علينا وارق ما في مجلسنا ومجالس أكابر من يخدمنا، وإلا ما في فعلك معنى، فقال: يا سلطان أنا أنكر على هؤلاء لأنهم على قدري، وأما الجبال يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً. فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً. لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً
فبكى السلطان وقال: قد أذنت لك في صب ما هاهنا، فأراقه كله في دجلة، وانفصل ذلك المجلس وتفرق من كان فيه، وخرج ابن الكواز إلى أصحابه جدلا.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي عمر ابن الكوار المنكر يوم الإثنين سلخ جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وصلى عليه يوم الثلاثاء مستهل رجب، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب.