عمرو بن قيس قميئة بن ذريح
ابن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل ابن قاسط بن هنب بن أفضى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ويعرف بالضّائع.
شاعر جاهليّ، أقدم من امرئ القيس، ولقيه امرؤ القيس في آخر عمره فأخرجه معه إلى قيصر لمّا توجّه إليه، فمات معه، وسمّته العرب: عمراً الضّائع لموته في غربة، وفي غير أرب ولا مطلب، وهو الذي عناه امرؤ القيس بقوله: من الطويل
بكى صاحبي لمّا رأى الدّرب دونه ... وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنّما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
قال ابن ماكولا: هو أول من عمل شعراً في الخيال.
قال أبو بكر محمد بن يحيى الصّولي: قال عمرو بن قميئة: من المتقارب
نأتك أمامة إلاّ سؤالا ... وإلاّ خيالاً يوافي خيالا
يوافي مع اللّيل مستوطناً ... ويأبى مع الصّبح إلاّ زيالا
خيال يخيّل لي مثلها ... ولو قدرت لم تخيّل خيالا
وقال الشّرقيّ بن قطاميّ: كان عمرو بن قميئة البكري من أعجب النّاس إلى مرثد بن قيس بن ثعلبة، وكان يجمع بينه وبين امرأته على طعامه، وكانت إصبع عمرو الوسطى والتي تليها ملصقتين، فخرج مرثد ذات يوم يضرب بالقداح فأرسلت امرأته إلى عمرو: إن عمّك يدعوك: فجاءت به من وراء البيوت؛ فلمّا دخل عليها لم يجد عمّه، وأنكر شأنها، فأرادته على نفسه، فقال: لقد جئت بأمر عظيم. فقالت: إمّا لتفعلنّ أو لأسوءنّك. فقال: للمساءة ما دعوتني! ثم قال: فخرج، وأمرت بجفنة وكفئت على أثر قدمه؛ فلمّا رجع مرثد وجدها متغضّبة، فقال: ما شأنك؟ قالت: رجل قريب القرابة منك جاءني يسومني نفسي. قال: من هو؟ قالت: أمّا أنا فلا أسمّيه، وهذا أثر قدمه. فعرف مرثد أثر عمرو
فأعرض عنه، وعرف عمرو من أين أتي، فقال في ذلك: من الطويل
لعمرك ما نفسي بجدّ رشيدة ... تؤامرني سرّاً لأصرم مرثدا
عظيم رماد القدر لا متعبّس ... ولا مؤيس منها إذا هو أخمدا
فقد ظهرت منه بوائق جمّة ... وأفرغ في لومي مراراً وأصعدا
على غير ذنب أن أكون جنيته ... سوى قول باغ جاهد فتجهّدا
وقال أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السّجستانيّ: سمعت مشيختنا قالوا: وعاش عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة تسعين سنة، وقال: من المنسرح
يا لهف نفسي على الشباب ولم ... أفقد به إذ فقدته أمما
قد كنت في ميعة أسرّ بها ... أمنع صحبي وأهبط العصما
وأسحب الرّيط والبرود إلى ... أدنى تجاري وأنفض اللّمما
وقال حين مضت له تسعون حجّة، وهي قصيدة: من الطويل
كأني وقد جاوزت تسعين حجّة ... خلعت بها عنّي عذار لجامي
رمتني بنات الدّهر من حيث لا أرى ... فما بال من يرمى وليس برام
فلو أنّها نبل إذاً لاتّقيتها ... ولكنّما أرمى بغير سهام
إذا ما رآني النّاس قالوا: ألم تكن ... حديثاً جديد البزّ غير كهام
فأفنى وما أفني من الدّهر ليلةً ... ولم يغن ما أفنيت سلك نظام
على الرّاحتين مرّةً وعلى العصا ... أنوء ثلاثاً بعدهنّ قيامي
وأهلكني تأميل يوم وليلة ... وتأميل عام بعد ذاك وعام
ابن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل ابن قاسط بن هنب بن أفضى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ويعرف بالضّائع.
شاعر جاهليّ، أقدم من امرئ القيس، ولقيه امرؤ القيس في آخر عمره فأخرجه معه إلى قيصر لمّا توجّه إليه، فمات معه، وسمّته العرب: عمراً الضّائع لموته في غربة، وفي غير أرب ولا مطلب، وهو الذي عناه امرؤ القيس بقوله: من الطويل
بكى صاحبي لمّا رأى الدّرب دونه ... وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنّما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
قال ابن ماكولا: هو أول من عمل شعراً في الخيال.
قال أبو بكر محمد بن يحيى الصّولي: قال عمرو بن قميئة: من المتقارب
نأتك أمامة إلاّ سؤالا ... وإلاّ خيالاً يوافي خيالا
يوافي مع اللّيل مستوطناً ... ويأبى مع الصّبح إلاّ زيالا
خيال يخيّل لي مثلها ... ولو قدرت لم تخيّل خيالا
وقال الشّرقيّ بن قطاميّ: كان عمرو بن قميئة البكري من أعجب النّاس إلى مرثد بن قيس بن ثعلبة، وكان يجمع بينه وبين امرأته على طعامه، وكانت إصبع عمرو الوسطى والتي تليها ملصقتين، فخرج مرثد ذات يوم يضرب بالقداح فأرسلت امرأته إلى عمرو: إن عمّك يدعوك: فجاءت به من وراء البيوت؛ فلمّا دخل عليها لم يجد عمّه، وأنكر شأنها، فأرادته على نفسه، فقال: لقد جئت بأمر عظيم. فقالت: إمّا لتفعلنّ أو لأسوءنّك. فقال: للمساءة ما دعوتني! ثم قال: فخرج، وأمرت بجفنة وكفئت على أثر قدمه؛ فلمّا رجع مرثد وجدها متغضّبة، فقال: ما شأنك؟ قالت: رجل قريب القرابة منك جاءني يسومني نفسي. قال: من هو؟ قالت: أمّا أنا فلا أسمّيه، وهذا أثر قدمه. فعرف مرثد أثر عمرو
فأعرض عنه، وعرف عمرو من أين أتي، فقال في ذلك: من الطويل
لعمرك ما نفسي بجدّ رشيدة ... تؤامرني سرّاً لأصرم مرثدا
عظيم رماد القدر لا متعبّس ... ولا مؤيس منها إذا هو أخمدا
فقد ظهرت منه بوائق جمّة ... وأفرغ في لومي مراراً وأصعدا
على غير ذنب أن أكون جنيته ... سوى قول باغ جاهد فتجهّدا
وقال أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السّجستانيّ: سمعت مشيختنا قالوا: وعاش عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة تسعين سنة، وقال: من المنسرح
يا لهف نفسي على الشباب ولم ... أفقد به إذ فقدته أمما
قد كنت في ميعة أسرّ بها ... أمنع صحبي وأهبط العصما
وأسحب الرّيط والبرود إلى ... أدنى تجاري وأنفض اللّمما
وقال حين مضت له تسعون حجّة، وهي قصيدة: من الطويل
كأني وقد جاوزت تسعين حجّة ... خلعت بها عنّي عذار لجامي
رمتني بنات الدّهر من حيث لا أرى ... فما بال من يرمى وليس برام
فلو أنّها نبل إذاً لاتّقيتها ... ولكنّما أرمى بغير سهام
إذا ما رآني النّاس قالوا: ألم تكن ... حديثاً جديد البزّ غير كهام
فأفنى وما أفني من الدّهر ليلةً ... ولم يغن ما أفنيت سلك نظام
على الرّاحتين مرّةً وعلى العصا ... أنوء ثلاثاً بعدهنّ قيامي
وأهلكني تأميل يوم وليلة ... وتأميل عام بعد ذاك وعام