عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ السُّلَمِيُّ اسْتُشْهِدَ بِأُحُدٍ فَدُفِنَ هُوَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، يُكَنَّى أَبَا مُعَاذٍ،
- وَقَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيِّدُكُمُ الْأَبْيَضُ الْجَعْدُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» وَكَانَ أَعْرَجَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ» كَانَ يُولِمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَزَوَّجَ، وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى أَصْنَامِهِمْ، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي قَتَادَةَ، وَجَابِرٍ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَشْيَاخٍ، مِنْ بَنِي سَلَمَةَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ، كَانَ رَجُلًا أَعْرَجَ شَدِيدَ الْعَرَجِ فَكَانَ لَهُ بَنُونَ أَرْبَعَةٌ يَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشَاهِدَ أَمْثَالَ الْأُسْدِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَرَادُوا حَبْسَهُ وَقَالُوا لَهُ: إِنَّ اللهَ قَدْ عَذَرَكَ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِيَّ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْبِسُونِي عَنْ هَذَا الْوَجْهِ وَالْخُرُوجِ مَعَكَ فِيهِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَطَأَ بِعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ اللهُ فَلَا جِهَادَ عَلَيْكَ» ، وَقَالَ لِبَنِيهِ: «لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَمْنَعُوهُ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَرْزُقَهُ الشَّهَادَةَ» فَخَرَجَ مَعَهُ فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَرْمَقِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا إِسْرَائِيلُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ صُبَيْحٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ لِبَنِيهِ: مَنَعْتُمُونِي الْجَنَّةَ بِبَدْرٍ، وَاللهِ لَئِنْ لَقِيتُ قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَلَقِيَهُ فَقَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا لُقِيَ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ عُمَرُ: لَمْ يَكُنْ لِي هَمٌّ غَيْرَهُ قَالَ: فَطَلَبْتُهُ فَإِذَا هُوَ فِي الرَّعِيلِ الْأَوَّلِ، أَوْ كَلِمَةً هَذَا مَعْنَاهُ " رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا. . . . ثنا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ، أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَتُرَانِي أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ؟ وَكَانَتْ عَرْجَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ» فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «كَأَنِّي أَرَاكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ» فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمَا وَمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. ابْنُ أَخِيهِ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ رَوَاهُ ابْنُ كَاسِبٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا رُشَيْدٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الذَّرِيرِيُّ،، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ: «يَا بَنِي سَلَمَةَ مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ إِلَّا أَنَّا نُبَخِّلُهُ قَالَ: «إِنَّ سَيِّدًا لَا يَكُونُ بَخِيلًا بَلْ سُيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الْأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ»
- حَدَّثَنَا الطَّلْحِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ يَحْيَى الْقُرْقُسَانِيُّ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي سَلَمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جِدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَإِنَّا لَنُبَخِّلُهُ، قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ، بَلْ سَيِّدُكُمُ الْأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» وَرَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَصْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، ثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ، قُلْنَا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَمَدَّ يَدَهُ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ، بَلْ سَيِّدُكُمُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» قَالَ: فَكَانَ عَمْرٌو عَلَى أَصْنَامِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَيُولِمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَزَوَّج َ
عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سَلَمَة الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ
من بني جشم بْن الخزرج. شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، ودفن هُوَ وعبد الله بْن عَمْرو بْن حرام فِي قبرٍ واحدٍ، وكانا صهرين، وَكَانَ عَمْرو بْن الجموح أعرج فقيل لَهُ يَوْم أحد: والله مَا عليك من حرج، لأنك أعرج، فأخذ سلاحه وولى، وَقَالَ: والله إِنِّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هَذِهِ فِي الجنة. فلما ولى أقبل على القبلة وَقَالَ: اللَّهمّ ارزقني الشهادة، ولا تردني إِلَى أهلي خائبا، فلما قتل يَوْم أحد جاءت زوجته هند بِنْت عَمْرو بْن حرام فحملته، وحملت أخاها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو
ابن حرام على بعير، ودفنا جميعا فِي قبرٍ واحدٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نفسي بيده إن منكم لمن لو أقسم على الله لأبره، منهم عَمْرو بْن الجموح. ولقد رأيته يطأ فِي الجنة بعرجته. وقيل: إن عَمْرو بْن الجموح وابنه خلاد بْن عَمْرو بْن الجموح حملا جميعا على المشركين حين انكشف المسلمون، فقتلا جميعا. وذكره الغلابي، عَنِ الْعَبَّاس بْن بكار، عَنْ أَبِي بَكْر الهذلي، عَنِ الزُّهْرِيّ والشعبي.
قال الغلابي: وأخبرناه أَيْضًا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ فَقَالُوا:
الجد بن قيس على بخل فيه. فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ وقال شاعر الأنصار في ذلك:
وَقَالَ رَسُول اللَّهِ- والحق قوله ... لمن قَالَ منا: من تسمون سيدا
فقالوا لَهُ: جد بْن قيسٍ على التي ... نبخله فيها وإن كَانَ أسودا
فتى مَا تخطى خطوةً لدنيةٍ ... ولا مد فِي يومٍ إِلَى سوءةٍ يدا
فسود عَمْرو بْن الجموح لجوده ... وحق لعمرو بالندى أن يسودا
إذا جاءه السؤال أذهب ماله ... وَقَالَ: خذوه إنه عائد غدا
فلو كنت يَا جد بْن قيسٍ على التي ... على مثلها عمرو لكنت مسوّدا
هكذا ذكره الغلابي، وكذلك ذكره أَبُو خليفة الْفَضْل بْن الْحُبَاب الْجُمَحِيّ القاضي بالبصرة، عَنْ عُبَيْد الله بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن حفص التيمي المعروف بابن عَائِشَة، عَنْ بشر بْن المفضل، عَنِ ابْن شبرمة، عَنِ الشَّعْبِيّ، إلا أَنَّهُ ذكر الشعر عَنِ ابْن عَائِشَة لبعض الأنصار ولم يذكره فِي إسناده عَنِ الشَّعْبِيّ.
وَقَدْ رَوَى حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابن جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ الْجَعْدُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ.
وذكره الكديمي، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي الأسود، عَنْ حميد بْن الأسود، عَنْ حجاج الصواف، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِر، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بني عَمْرو بْن سَلَمَة، من سيدكم؟ فذكر مثله سواء.
وأما ابْن إِسْحَاق ومعمر فذكرا عَنِ الزُّهْرِيّ هذه القصة لبشر بن البراء ابن معرور على مَا ذكرناه فِي باب بشر بْن البراء بْن معرور.
وَذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن حجاج، عن أبى الزبير، عن
جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي سَلَمَةَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ! بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ. وكان على أصنامهم فِي الجاهلية، وَكَانَ يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوّج.
من بني جشم بْن الخزرج. شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، ودفن هُوَ وعبد الله بْن عَمْرو بْن حرام فِي قبرٍ واحدٍ، وكانا صهرين، وَكَانَ عَمْرو بْن الجموح أعرج فقيل لَهُ يَوْم أحد: والله مَا عليك من حرج، لأنك أعرج، فأخذ سلاحه وولى، وَقَالَ: والله إِنِّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هَذِهِ فِي الجنة. فلما ولى أقبل على القبلة وَقَالَ: اللَّهمّ ارزقني الشهادة، ولا تردني إِلَى أهلي خائبا، فلما قتل يَوْم أحد جاءت زوجته هند بِنْت عَمْرو بْن حرام فحملته، وحملت أخاها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو
ابن حرام على بعير، ودفنا جميعا فِي قبرٍ واحدٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نفسي بيده إن منكم لمن لو أقسم على الله لأبره، منهم عَمْرو بْن الجموح. ولقد رأيته يطأ فِي الجنة بعرجته. وقيل: إن عَمْرو بْن الجموح وابنه خلاد بْن عَمْرو بْن الجموح حملا جميعا على المشركين حين انكشف المسلمون، فقتلا جميعا. وذكره الغلابي، عَنِ الْعَبَّاس بْن بكار، عَنْ أَبِي بَكْر الهذلي، عَنِ الزُّهْرِيّ والشعبي.
قال الغلابي: وأخبرناه أَيْضًا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ فَقَالُوا:
الجد بن قيس على بخل فيه. فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ وقال شاعر الأنصار في ذلك:
وَقَالَ رَسُول اللَّهِ- والحق قوله ... لمن قَالَ منا: من تسمون سيدا
فقالوا لَهُ: جد بْن قيسٍ على التي ... نبخله فيها وإن كَانَ أسودا
فتى مَا تخطى خطوةً لدنيةٍ ... ولا مد فِي يومٍ إِلَى سوءةٍ يدا
فسود عَمْرو بْن الجموح لجوده ... وحق لعمرو بالندى أن يسودا
إذا جاءه السؤال أذهب ماله ... وَقَالَ: خذوه إنه عائد غدا
فلو كنت يَا جد بْن قيسٍ على التي ... على مثلها عمرو لكنت مسوّدا
هكذا ذكره الغلابي، وكذلك ذكره أَبُو خليفة الْفَضْل بْن الْحُبَاب الْجُمَحِيّ القاضي بالبصرة، عَنْ عُبَيْد الله بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن حفص التيمي المعروف بابن عَائِشَة، عَنْ بشر بْن المفضل، عَنِ ابْن شبرمة، عَنِ الشَّعْبِيّ، إلا أَنَّهُ ذكر الشعر عَنِ ابْن عَائِشَة لبعض الأنصار ولم يذكره فِي إسناده عَنِ الشَّعْبِيّ.
وَقَدْ رَوَى حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابن جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ الْجَعْدُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ.
وذكره الكديمي، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي الأسود، عَنْ حميد بْن الأسود، عَنْ حجاج الصواف، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِر، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بني عَمْرو بْن سَلَمَة، من سيدكم؟ فذكر مثله سواء.
وأما ابْن إِسْحَاق ومعمر فذكرا عَنِ الزُّهْرِيّ هذه القصة لبشر بن البراء ابن معرور على مَا ذكرناه فِي باب بشر بْن البراء بْن معرور.
وَذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن حجاج، عن أبى الزبير، عن
جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي سَلَمَةَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ! بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ. وكان على أصنامهم فِي الجاهلية، وَكَانَ يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوّج.