عمار بن عتبة العبسي روى عن عبد الله بن سيار روى عنه شعبة سمعت أبي يقول ذلك، نا عبد الرحمن نا ابى عن الربيع بن يحيى عن شعبة بذلك قال وسألته عنه فقال هو صالح الحديث وهو صدوق، نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال عمار بن عتبة ثقة.
70696. عمار بن عبد المجيد1 70697. عمار بن عبد الملك2 70698. عمار بن عبد الملك ابو اليقظان المروزي...1 70699. عمار بن عبيد1 70700. عمار بن عبيد الخثعمي1 70701. عمار بن عتبة العبسي170702. عمار بن عتية العبسي1 70703. عمار بن عثمان1 70704. عمار بن عثمان الحجري الاسكندراني1 70705. عمار بن عثمان الحلبي1 70706. عمار بن عطية الكوفي1 70707. عمار بن عطية الكوفي الوراق1 70708. عمار بن علثم3 70709. عمار بن عليب المحاربي1 70710. عمار بن عليم المحاربي1 70711. عمار بن عمارة أبو هاشم الزعفراني البصري...1 70712. عمار بن عمارة ابو هاشم الزعفراني1 70713. عمار بن عمارة ابو هاشم الزعفراني البصري...1 70714. عمار بن عمر1 70715. عمار بن عمر بن المختار ابو ياسر1 70716. عمار بن عمران1 70717. عمار بن عمران الجعفي1 70718. عمار بن عمران الزيدي1 70719. عمار بن عمرو البجلي1 70720. عمار بن غيلان1 70721. عمار بن غيلان بن سلمة الثقفي1 70722. عمار بن كعب1 70723. عمار بن مالك1 70724. عمار بن مالك أبو محمد1 70725. عمار بن مالك ابو محمد2 70726. عمار بن محمد2 70727. عمار بن محمد أبو اليقطان1 70728. عمار بن محمد أبو اليقظان1 70729. عمار بن محمد ابن اخت سفيان الثوري2 70730. عمار بن محمد ابو اليقظان الكوفي1 70731. عمار بن محمد بن اخت سفيان الثوري2 70732. عمار بن محمد بن الحسن1 70733. عمار بن محمد بن الحسن بن قطاع الكناني ابو البقاء التاجر...1 70734. عمار بن محمد بن سعد المدائيني1 70735. عمار بن محمد بن سعد المديني المؤذن1 70736. عمار بن محمد بن عمار بن ياسر1 70737. عمار بن محمد بن مخلد بن جبير أبو ذر البغدادي...1 70738. عمار بن محمد بن مخلد بن جبير بن عبد الله...1 70739. عمار بن محمد بن مخلد بن جبير بن عبد الله ابو ذر التميمي...1 70740. عمار بن مطر1 70741. عمار بن مطر ابو عثمان العنبري الرهاوي...1 70742. عمار بن مطر الرهاوي3 70743. عمار بن مطر العنبري الرهاوي1 70744. عمار بن معاذ2 70745. عمار بن معاذ بن زرارة ابو نملة1 70746. عمار بن معاذ بن زرارة الظفري ابو نملة...1 70747. عمار بن معاذ بن زرارة بن عمرو1 70748. عمار بن معاوية1 70749. عمار بن معاوية أبو معاوية الدهني2 70750. عمار بن معاوية الدهني البجلي ودهن قبيلة...1 70751. عمار بن موسى ابو عصمة1 70752. عمار بن نصر1 70753. عمار بن نصر ابو ياسر المروزي1 70754. عمار بن نصر المروزي ابو ياسر1 70755. عمار بن نصر بن ميسرة بن أبان السلمي ثم الظفري...1 70756. عمار بن نصير المروزي1 70757. عمار بن نوح المصري1 70758. عمار بن هارون ابو ياسر الدلال المستملي البصري...1 70759. عمار بن هارون ابو ياسر المستملي2 70760. عمار بن هارون المستملي ابو ياسر1 70761. عمار بن ياسر4 70762. عمار بن ياسر أبو اليقظان1 70763. عمار بن ياسر ابو اليقظان2 70764. عمار بن ياسر ابو اليقظان القرشي المخزومي...1 70765. عمار بن ياسر بن عامر2 70766. عمار بن ياسر بن عامر بن مالك2 70767. عمار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي1 70768. عمار بن ياسر بن عبد المجيد الهروي1 70769. عمار بن ياسر بن كنانة1 70770. عمار بن ياسر بن كنانة بن قيس1 70771. عمار بن ياسر بن مالك1 70772. عمار بن ياسر بن مالك بن كنانة1 70773. عمار بن ياسر بن مالك بن كناية1 70774. عمار بن يزيد3 70775. عمار مولى الشريد1 70776. عمارة7 70777. عمارة أبو عمار أو أبو عمارة عن أبيه1 70778. عمارة أبو محمد بن علي بن زيدان الحكمي...1 70779. عمارة أخت الغريض1 70780. عمارة ابو مدرك بن عمارة1 70781. عمارة الأحمر1 70782. عمارة الاحمر2 70783. عمارة الخراساني1 70784. عمارة الداري2 70785. عمارة القرشي1 70786. عمارة القرشي البصري1 70787. عمارة بن أبي حفصة3 70788. عمارة بن أبي حفصة أبو روح1 70789. عمارة بن أبي حفصة البصري1 70790. عمارة بن أبي شعيب القسملي البصري1 70791. عمارة بن أحمر المازني2 70792. عمارة بن أكيمة1 70793. عمارة بن أكيمة الليثي1 70794. عمارة بن أكيمة الليثي أبو الوليد المدني...1 70795. عمارة بن أوس2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
عمار بن ياسر
- عمار بن ياسر من عنس من اليمن وهو حليف لبني مخزوم. ويكنى أبا اليقظان. نزل الكوفة ولم يزل مع علي بن أبي طالب يشهد معه مشاهده. وقتل بصفين سنة سبع وثلاثين ودفن هناك وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وقد شهد بدرا وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
- عمار بن ياسر من عنس من اليمن وهو حليف لبني مخزوم. ويكنى أبا اليقظان. نزل الكوفة ولم يزل مع علي بن أبي طالب يشهد معه مشاهده. وقتل بصفين سنة سبع وثلاثين ودفن هناك وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وقد شهد بدرا وقد كتبنا خبره فيمن شهد بدرا.
عمار بن ياسر
ب د ع: عمار بْن ياسر بْن عَامِر بْن مَالِك بْن كنانة بْن قيس بْن الحصين بْن الوذيم بْن ثعلبة بْن عوف بْن حارثة بْن عَامِر الأكبر بْن يام بْن عنس بْن مالك بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب المذحجي ثُمَّ العنسي، أَبُو اليقظان وهو من السابقين الأولين إِلَى الْإِسْلَام، وهو حليف بني مخزوم، وأمه سمية، وهي أول من استشهد فِي سبيل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وهو، وأبوه، وأمه من السابقين، وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين، وهو ممن عذب فِي اللَّه.
وقَالَ الواقدي، وغيره من أهل العلم بالنسب والخبر: إن ياسرًا والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس، إلا أن ابنه عمارًا مَوْلَى لبني مخزوم، لأن أباه ياسرًا تزوج أمة لبعض بني مخزوم، فولدت لَهُ عمارًا.
وكان سبب قدوم ياسر مكَّة، أَنَّهُ قدم هُوَ وأخوان لَهُ، يُقال لهما: الحارث، ومالك، فِي طلب أخ لهما رابع، فرجع الحارث، ومالك إِلَى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فحالف أبا حذيفة بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم، وتزوج أمة لَهُ يُقال لها: سمية، فولدت لَهُ عمارًا، فأعتقه أَبُو حذيفة، فمن ههنا صار عمار مَوْلَى لبني مخزوم، وأبوه عرني كما ذكرنا.
وأسلم عمار ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دار الأرقم هُوَ، وصهيب بْن سنان فِي وقت واحد.
قَالَ عمار: لقيت صهيب بْن سنان عَلَى باب دار الأرقم، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، فقلت: ما تريد؟ فَقَالَ: وما تريد أنت؟ فقلت: أردت أن أدخل عَلَى مُحَمَّد، وأسمع كلامه، فَقَالَ: وأنا أريد ذَلِكَ، فدخلنا عَلَيْهِ، فعرض علينا الْإِسْلَام فأسلمنا، وكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلًا.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبْرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا، يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ، وَامْرَأَتَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ ".
وقَالَ مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة: رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وأمه سمية.
واختلف في هجرته إِلَى الحبشة، وعذب فِي اللَّه عذابًا شديدًا.
(1169) أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ التِّكْرِيتِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَتُّوَيْهِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ، فَعَذَّبُوهُ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ، حَتَّى سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ، فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا وَرَاءَكَ "؟ قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ!، قَالَ: " كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ "؟ قَالَ: مُطْمَئِنًّا بِالإِيمَانِ، قَالَ: " فَإِنْ عَادُوا لَكَ فَعُدْ لَهُمْ "
(1170) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنْ آلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ سُمَيَّةَ أُمَّ عَمَّارٍ عَذَّبَهَا هَذَا الْحَيُّ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ عَلَى الإِسْلامِ، وَهِيَ تَأْبَى غَيْرَهُ، حَتَّى قَتَلُوهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِعَمَّارٍ، وَأُمِّهِ، وَأَبِيهِ، وَهُمْ يُعَذَّبُونَ بِالأَبْطَحِ فِي رَمْضَاءِ مَكَّةَ، فَيَقُولُ: " صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، مَوْعِدُكُمُ الْجَنَّةُ "
(1171) قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَهُوَ يَبْكِي يُدَلِّكُ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ أَخَذَكَ الْكُفَّارُ فَغَطَّوْكَ فِي الْمَاءِ، فَقُلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَادُوا لَكَ فَقُلْ كَمَا قُلْتَ "
(1172) قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ أَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَبْلُغُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْعَذَابِ مَا يُعَذَّرُونَ بِهِ فِي تَرْكِ دِينِهِمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنْ كَانُوا لَيَضْرِبُونَ أَحَدَهُمْ وَيُجِيعُونَهُ وَيُعَطِّشُونَهُ حَتَّى مَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَسْتَوِيَ جَالِسًا، مِنْ شِدَّةِ الضُّرِّ الَّذِي بِهِ حَتَّى إِنَّهُ لَيُعْطِيهِمْ مَا سَأَلُوهُ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَحَتَّى يَقُولُوا لَهُ: اللاتُ وَالْعُزَّى إِلَهُكَ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَحَتَّى إِنَّ الْجُعَلَ لَيَمُرُّ بِهِمْ، فَيَقُولُونَ لَهُ: هَذَا الْجُعَلُ إِلَهُكَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَيَقُولُ: نَعَمْ، افْتِدَاءً لِمَا يَبْلُغُونَ مِنْ جُهْدِهِ
وهاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا والخندق، وبيعة الرضوان مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1173) أنبأنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ، بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا من بني مخزوم، قَالَ:... وعمار بْنُ ياسر.
وكلهم قَالُوا: إنه شهد بدرًا وأحدًا، وغيرهما
(1174) أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ بِهَا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ، أَنْبَأَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "
(1175) أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ، يَعْنِيَ ابْنَ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ كَلامٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُونِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ خَالِدٌ وَهُوَ يَشْكُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَجَعَل يُغَلِّظُ لَهُ، وَلا يَزِيدُهُ إِلا غِلْظَةً، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ، فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَرَاهُ! فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: " مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ ".
قَالَ خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَا عَمَّارٍ، فَلَقِيتُهُ فَرَضِيَ.
(1176) وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ائْذَنْوُا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ "
(1177) أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا "
(1178) قَالَ: وَحَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرْ يَا عَمَّارُ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ".
وَقَدْ رَوَى نَحْوَ هَذَا عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَحُذَيْفَةَ وروى شُعْبَة أن رجلًا قَالَ لعمار: أيها العبد الأجدع! قَالَ عمار: سيب خبر أذني، قَالَ شُعْبَة: وكانت أصيبت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا وهم من شُعْبَة، والصواب أنها أصيبت يَوْم اليمامة.
ومن مناقبه: أَنَّهُ أول من بنى مسجدًا فِي الْإِسْلَام.
(1179) أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَوَّلَ مَا قَدِمَهَا ضُحًى، فَقَالَ عَمَّارٌ " مَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ مِنْ أَنْ نَجْعَلَ لَهُ مَكَانًا إِذَا اسْتَظَلَّ مِنْ قَائِلَتِهِ لَيَسْتَظِلُّ فِيهِ، وَيُصَلِّي فِيهِ، فَجَمَعَ حِجَارَةً، فَبَنَى مَسْجِدَ قُبَاءَ، فَهُوَ أَوَّلُ مَسْجِدٍ بُنِيَ، وَعَمَّارٌ بَنَاهُ "
(1180) أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَهُ بِالتَّيَمُّمِ، لِلْوَجْهِ، وَالْكَفَّيْنِ " وشهد عمار قتال مسيلمة، فروى نافع، عَنِ ابْنِ عُمَر، قَالَ: رَأَيْت عمار بْن ياسر يَوْم اليمامة عَلَى صخرة، قَدْ أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون، إليَّ إليَّ، أَنَا عمار بْن ياسر، هلموا إليَّ، قَالَ: وأنا أنظر إِلَى أذنه قَدْ قطعت، فهي تذبذب، وهو يقاتل أشد القتال.
ومناقب عمار المروية كثيرة اقتصرنا منها عَلَى هَذَا القدر.
واستعمله عُمَر بْن الخطاب عَلَى الكوفة، وكتب إِلَى أهلها: أما بعد، فإني قَدْ بعثت إليكم عمارًا أميرًا، وعبد اللَّه بْن مَسْعُود وزيرًا، ومعلمًا، وهما من نجباء أصحاب مُحَمَّد، فاقتدوا بهما.
ولما عزله عُمَر، قَالَ لَهُ: أساءك العزل؟ قَالَ: والله لقد ساءتني الولاية، وساءني العزل.
ثُمَّ إنه بعد ذلك صحب عليًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، وشهد معه الجمل وصفين، فأبلى فيهما ما قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي: شهدنا صفين مَعَ عليّ، فرأيت عمار بْن ياسر لا يأخذ فِي ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رَأَيْت أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتبعونه، كأنه علم لهم، قَالَ: وسمعته يومئذ، يَقُولُ لهاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص: يا هاشم، تفر من الجنة! الجنة تحت الهارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمدًا وحزبه، والله لو ضربونا حتَّى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أَنَا عَلَى حق، وأنهم عَلَى الباطل.
وقَالَ أَبُو البختري: قَالَ عمار بْن ياسر يَوْم صفين: ائتوني بشربة، فأتي بشربة لبن، فَقَالَ: إن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن "، وشربها، ثُمَّ قاتل حتَّى قتل.
وكان عمره يومئذ أربعًا وتسعين سنة، وقيل: ثلاث وتسعون، وقيل: إحدى وتسعون.
وروى عمارة بْن خزيمة بْن ثابت، قَالَ: شهد خزيمة بْن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفًا، وشهد صفين ولم يقاتل، وقَالَ: لا أقاتل حتَّى يقتل عمار فأنظر من يقتله، فإني سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تقتله الفئة الباغية "، فلما قتل عمار، قَالَ خزيمة: ظهرت لي الضلالة، ثُمَّ تقدم، فقاتل حتَّى قتل.
ولما قتل عمار، قَالَ: ادفنوني فِي ثيابي فإني مخاصم.
وَقَدْ اختلف فِي قاتله، فقيل: قتله أَبُو الغادية المزني، وقيل: الجهني طعنه طعنة فسقط، فلما وقع أكب عَلَيْهِ آخر فاحتز رأسه، فأقبلا يختصمان، كل منهما يَقُولُ: أَنَا قتلته، فَقَالَ عَمْرو بْنُ العاص: والله إن يختصمان إلا فِي النار، والله لوددت أني مت قبل هَذَا اليوم بعشرين سنة.
وقيل: حمل عَلَيْهِ عقبة بْن عَامِر الجهني، وعمرو بْن الحارث الخولاني، وشريك بْن سَلَمة المرادي، فقتلوه.
وكان قتله فِي ربيع الأول أَوْ: الآخر من سنة سبع وثلاثين، ودفنه عليّ فِي ثيابه، ولم يغسله.
وروى أهل الكوفة أَنَّهُ صلى عَلَيْهِ، وهو مذهبهم فِي الشهيد، أَنَّهُ يصلى عَلَيْهِ ولا يغسل.
وكان عمار آدم، طويلًا، مضطربًا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، وكان لا يغير شيبه، وقيل: كَانَ أصلع فِي مقدم رأسه شعرات.
وله أحاديث، روى عَنْهُ: عليّ بْن طَالِب، وابن عَبَّاس، وَأَبُو مُوسَى، وجابر، وَأَبُو أمامة، وَأَبُو الطفيل، وغيرهم من الصحابة.
وروى عَنْهُ من التابعين: ابنه مُحَمَّد بْن عمار، وابن المسيب، وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد ابْن الحنفية، وَأَبُو وائل، وعلقمة، وزر بْن حبيش، وغيرهم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
ب د ع: عمار بْن ياسر بْن عَامِر بْن مَالِك بْن كنانة بْن قيس بْن الحصين بْن الوذيم بْن ثعلبة بْن عوف بْن حارثة بْن عَامِر الأكبر بْن يام بْن عنس بْن مالك بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب المذحجي ثُمَّ العنسي، أَبُو اليقظان وهو من السابقين الأولين إِلَى الْإِسْلَام، وهو حليف بني مخزوم، وأمه سمية، وهي أول من استشهد فِي سبيل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وهو، وأبوه، وأمه من السابقين، وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين، وهو ممن عذب فِي اللَّه.
وقَالَ الواقدي، وغيره من أهل العلم بالنسب والخبر: إن ياسرًا والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس، إلا أن ابنه عمارًا مَوْلَى لبني مخزوم، لأن أباه ياسرًا تزوج أمة لبعض بني مخزوم، فولدت لَهُ عمارًا.
وكان سبب قدوم ياسر مكَّة، أَنَّهُ قدم هُوَ وأخوان لَهُ، يُقال لهما: الحارث، ومالك، فِي طلب أخ لهما رابع، فرجع الحارث، ومالك إِلَى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فحالف أبا حذيفة بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم، وتزوج أمة لَهُ يُقال لها: سمية، فولدت لَهُ عمارًا، فأعتقه أَبُو حذيفة، فمن ههنا صار عمار مَوْلَى لبني مخزوم، وأبوه عرني كما ذكرنا.
وأسلم عمار ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دار الأرقم هُوَ، وصهيب بْن سنان فِي وقت واحد.
قَالَ عمار: لقيت صهيب بْن سنان عَلَى باب دار الأرقم، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، فقلت: ما تريد؟ فَقَالَ: وما تريد أنت؟ فقلت: أردت أن أدخل عَلَى مُحَمَّد، وأسمع كلامه، فَقَالَ: وأنا أريد ذَلِكَ، فدخلنا عَلَيْهِ، فعرض علينا الْإِسْلَام فأسلمنا، وكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلًا.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبْرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا، يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ، وَامْرَأَتَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ ".
وقَالَ مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة: رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وأمه سمية.
واختلف في هجرته إِلَى الحبشة، وعذب فِي اللَّه عذابًا شديدًا.
(1169) أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ التِّكْرِيتِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَتُّوَيْهِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ، فَعَذَّبُوهُ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ، حَتَّى سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، ثُمَّ تَرَكُوهُ، فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا وَرَاءَكَ "؟ قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ!، قَالَ: " كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ "؟ قَالَ: مُطْمَئِنًّا بِالإِيمَانِ، قَالَ: " فَإِنْ عَادُوا لَكَ فَعُدْ لَهُمْ "
(1170) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنْ آلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ سُمَيَّةَ أُمَّ عَمَّارٍ عَذَّبَهَا هَذَا الْحَيُّ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ عَلَى الإِسْلامِ، وَهِيَ تَأْبَى غَيْرَهُ، حَتَّى قَتَلُوهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِعَمَّارٍ، وَأُمِّهِ، وَأَبِيهِ، وَهُمْ يُعَذَّبُونَ بِالأَبْطَحِ فِي رَمْضَاءِ مَكَّةَ، فَيَقُولُ: " صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، مَوْعِدُكُمُ الْجَنَّةُ "
(1171) قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَهُوَ يَبْكِي يُدَلِّكُ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ أَخَذَكَ الْكُفَّارُ فَغَطَّوْكَ فِي الْمَاءِ، فَقُلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَادُوا لَكَ فَقُلْ كَمَا قُلْتَ "
(1172) قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ أَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَبْلُغُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْعَذَابِ مَا يُعَذَّرُونَ بِهِ فِي تَرْكِ دِينِهِمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنْ كَانُوا لَيَضْرِبُونَ أَحَدَهُمْ وَيُجِيعُونَهُ وَيُعَطِّشُونَهُ حَتَّى مَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَسْتَوِيَ جَالِسًا، مِنْ شِدَّةِ الضُّرِّ الَّذِي بِهِ حَتَّى إِنَّهُ لَيُعْطِيهِمْ مَا سَأَلُوهُ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَحَتَّى يَقُولُوا لَهُ: اللاتُ وَالْعُزَّى إِلَهُكَ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَحَتَّى إِنَّ الْجُعَلَ لَيَمُرُّ بِهِمْ، فَيَقُولُونَ لَهُ: هَذَا الْجُعَلُ إِلَهُكَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَيَقُولُ: نَعَمْ، افْتِدَاءً لِمَا يَبْلُغُونَ مِنْ جُهْدِهِ
وهاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا والخندق، وبيعة الرضوان مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1173) أنبأنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ، بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا من بني مخزوم، قَالَ:... وعمار بْنُ ياسر.
وكلهم قَالُوا: إنه شهد بدرًا وأحدًا، وغيرهما
(1174) أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ بِهَا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ، أَنْبَأَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "
(1175) أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ، يَعْنِيَ ابْنَ حَوْشَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ كَلامٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُونِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ خَالِدٌ وَهُوَ يَشْكُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَجَعَل يُغَلِّظُ لَهُ، وَلا يَزِيدُهُ إِلا غِلْظَةً، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ لا يَتَكَلَّمُ، فَبَكَى عَمَّارٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَرَاهُ! فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: " مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ ".
قَالَ خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَا عَمَّارٍ، فَلَقِيتُهُ فَرَضِيَ.
(1176) وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ائْذَنْوُا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ "
(1177) أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا "
(1178) قَالَ: وَحَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرْ يَا عَمَّارُ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ".
وَقَدْ رَوَى نَحْوَ هَذَا عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَحُذَيْفَةَ وروى شُعْبَة أن رجلًا قَالَ لعمار: أيها العبد الأجدع! قَالَ عمار: سيب خبر أذني، قَالَ شُعْبَة: وكانت أصيبت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا وهم من شُعْبَة، والصواب أنها أصيبت يَوْم اليمامة.
ومن مناقبه: أَنَّهُ أول من بنى مسجدًا فِي الْإِسْلَام.
(1179) أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَوَّلَ مَا قَدِمَهَا ضُحًى، فَقَالَ عَمَّارٌ " مَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ مِنْ أَنْ نَجْعَلَ لَهُ مَكَانًا إِذَا اسْتَظَلَّ مِنْ قَائِلَتِهِ لَيَسْتَظِلُّ فِيهِ، وَيُصَلِّي فِيهِ، فَجَمَعَ حِجَارَةً، فَبَنَى مَسْجِدَ قُبَاءَ، فَهُوَ أَوَّلُ مَسْجِدٍ بُنِيَ، وَعَمَّارٌ بَنَاهُ "
(1180) أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَهُ بِالتَّيَمُّمِ، لِلْوَجْهِ، وَالْكَفَّيْنِ " وشهد عمار قتال مسيلمة، فروى نافع، عَنِ ابْنِ عُمَر، قَالَ: رَأَيْت عمار بْن ياسر يَوْم اليمامة عَلَى صخرة، قَدْ أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون، إليَّ إليَّ، أَنَا عمار بْن ياسر، هلموا إليَّ، قَالَ: وأنا أنظر إِلَى أذنه قَدْ قطعت، فهي تذبذب، وهو يقاتل أشد القتال.
ومناقب عمار المروية كثيرة اقتصرنا منها عَلَى هَذَا القدر.
واستعمله عُمَر بْن الخطاب عَلَى الكوفة، وكتب إِلَى أهلها: أما بعد، فإني قَدْ بعثت إليكم عمارًا أميرًا، وعبد اللَّه بْن مَسْعُود وزيرًا، ومعلمًا، وهما من نجباء أصحاب مُحَمَّد، فاقتدوا بهما.
ولما عزله عُمَر، قَالَ لَهُ: أساءك العزل؟ قَالَ: والله لقد ساءتني الولاية، وساءني العزل.
ثُمَّ إنه بعد ذلك صحب عليًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، وشهد معه الجمل وصفين، فأبلى فيهما ما قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي: شهدنا صفين مَعَ عليّ، فرأيت عمار بْن ياسر لا يأخذ فِي ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رَأَيْت أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتبعونه، كأنه علم لهم، قَالَ: وسمعته يومئذ، يَقُولُ لهاشم بْن عتبة بْن أَبِي وقاص: يا هاشم، تفر من الجنة! الجنة تحت الهارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمدًا وحزبه، والله لو ضربونا حتَّى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أَنَا عَلَى حق، وأنهم عَلَى الباطل.
وقَالَ أَبُو البختري: قَالَ عمار بْن ياسر يَوْم صفين: ائتوني بشربة، فأتي بشربة لبن، فَقَالَ: إن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن "، وشربها، ثُمَّ قاتل حتَّى قتل.
وكان عمره يومئذ أربعًا وتسعين سنة، وقيل: ثلاث وتسعون، وقيل: إحدى وتسعون.
وروى عمارة بْن خزيمة بْن ثابت، قَالَ: شهد خزيمة بْن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفًا، وشهد صفين ولم يقاتل، وقَالَ: لا أقاتل حتَّى يقتل عمار فأنظر من يقتله، فإني سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تقتله الفئة الباغية "، فلما قتل عمار، قَالَ خزيمة: ظهرت لي الضلالة، ثُمَّ تقدم، فقاتل حتَّى قتل.
ولما قتل عمار، قَالَ: ادفنوني فِي ثيابي فإني مخاصم.
وَقَدْ اختلف فِي قاتله، فقيل: قتله أَبُو الغادية المزني، وقيل: الجهني طعنه طعنة فسقط، فلما وقع أكب عَلَيْهِ آخر فاحتز رأسه، فأقبلا يختصمان، كل منهما يَقُولُ: أَنَا قتلته، فَقَالَ عَمْرو بْنُ العاص: والله إن يختصمان إلا فِي النار، والله لوددت أني مت قبل هَذَا اليوم بعشرين سنة.
وقيل: حمل عَلَيْهِ عقبة بْن عَامِر الجهني، وعمرو بْن الحارث الخولاني، وشريك بْن سَلَمة المرادي، فقتلوه.
وكان قتله فِي ربيع الأول أَوْ: الآخر من سنة سبع وثلاثين، ودفنه عليّ فِي ثيابه، ولم يغسله.
وروى أهل الكوفة أَنَّهُ صلى عَلَيْهِ، وهو مذهبهم فِي الشهيد، أَنَّهُ يصلى عَلَيْهِ ولا يغسل.
وكان عمار آدم، طويلًا، مضطربًا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، وكان لا يغير شيبه، وقيل: كَانَ أصلع فِي مقدم رأسه شعرات.
وله أحاديث، روى عَنْهُ: عليّ بْن طَالِب، وابن عَبَّاس، وَأَبُو مُوسَى، وجابر، وَأَبُو أمامة، وَأَبُو الطفيل، وغيرهم من الصحابة.
وروى عَنْهُ من التابعين: ابنه مُحَمَّد بْن عمار، وابن المسيب، وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد ابْن الحنفية، وَأَبُو وائل، وعلقمة، وزر بْن حبيش، وغيرهم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ
- عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْن عامر بْن مالك بْن كنانة بْن قَيْس بْن الحصين بْن الوذيم بْن ثَعْلَبَة بْن عوف بْن حارثة بْن عامر الأكبر بْن يام بْن عنس. وهو زَيْد بْن مالك بْن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بن سبأ بن يشجب بْن يعرب بْن قحطان. وبنو مالك بْن أدد من مذحج. كان قدم ياسر بْن عامر وأخواه الْحَارِث ومالك من اليمن إِلَى مكّة يطلبون أخا لهم فرجع الْحَارِث ومالك إِلَى اليمن وأقام ياسر بمكّة وحالف أَبَا حُذَيْفة بْن المغيرة بْن عَبْد الله بْن عمر بن مخزوم. وزوجه أبو حذيفة له يُقَالُ لها سمية بِنْت خياط. فولدت له عمارًا فأعتقه أَبُو حُذَيْفة. ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حُذَيْفة إِلَى أن مات وجاء الله بالإسلام فأسلم ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر. وكان لياسر ابن آخر أكبر من عمار وعبد الله يقال له حرث. قتلته بنو الديل فِي الجاهلية. وخلف على سمية بعد ياسر الأزرق. وكان روميًا غلامًا للحارث بْن كلدة الثَّقفيّ. وهو مِمَّنْ خرج يوم الطائف إِلَى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع عُبَيْد أَهْل الطائف وفيهم أَبُو بكرة فأعتقهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فولدت سمية للأزرق سَلَمَة بْن الأزرق فهو أخو عمّار لأمه. ثُمَّ ادعى وُلِدَ سَلَمَة وعُمَر وعقبة بني الأزرق أن الأزرق بْن عَمْرو بْن الْحَارِث بْن أبي شمر من غسان. وأنّه حليف لبني أمية. وشرفوا بمكّة. وتزوج الأزرق وولده فِي بني أمية. وكان لهم منهم أولاد. وكان عمّار يكنى أَبَا اليقظان. وكان بنو الأزرق فِي أوّل أمرهم يدعون أنهم من بني تغلب. ثُمَّ من بني عكب. وتصحيح هَذَا أن جُبَيْر بْن مطعم تزوج إليهم امْرَأَة وهي بِنْت الأزرق فولدت له بنية تزوجها سعيد بْن العاص فولدت له عَبْد الله بْن سَعِيد. فمدح الأخطل عبد الله بن سعيد بكلمة له طويلة فقال فيها: وتجمع نوفلا وبني عكب ... كلا الحيين أفلح من أصابا ثُمَّ أفسدتهم خزاعة ودعوهم إِلَى اليمن وزينوا لهم ذلك وقالوا: أنتم لا يغسل عنكم ذكر الروم إلّا أن تدعوا أنكم من غسان. فانتموا إِلَى غسان بَعْدُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ. أَخْبَرَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: لَقِيتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ عَلَى بَابِ دَارِ الأَرْقَمِ وَرَسُولُ اللَّهِ فِيهَا. فَقُلْتُ لَهُ: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ لِي: مَا تُرِيدُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه. قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ ذَلِكَ. فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَعَرَضَ عَلَيْنَا الإِسْلامَ فَأَسْلَمْنَا. ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا. ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُونَ. فَكَانَ إِسْلامُ عَمَّارٍ وَصُهَيْبٍ بَعْدَ بِضْعَةٍ وَثَلاثِينَ رَجُلا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْمُسْتَضْعَفُونَ قَوْمٌ لا عَشَائِرَ لَهُمْ بِمَكَّةَ وَلَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلا قُوَّةٌ. فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَذِّبْهُمْ فِي الرَّمْضَاءِ بأنصاف النهار لَيَرْجِعُوا عَنْ دِينِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يُعَذَّبُ حَتَّى لا يَدْرِي مَا يَقُولُ. وَكَانَ صُهَيْبٌ يُعَذَّبُ حَتَّى لا يَدْرِي مَا يَقُولُ. وَكَانَ أَبُو فُكَيْهَةَ يُعَذَّبُ حَتَّى لا يَدْرِي مَا يَقُولُ. وَبِلالٌ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَقَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وفيهم نزلت هذه الآية: «وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا» النحل: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ مُتَجَرِّدًا فِي سَرَاوِيلَ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ فِيهِ حَبَطٌ كَثِيرٌ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مِمَّا كَانَتْ تُعَذِّبُنِي بِهِ قُرَيْشٌ فِي رَمْضَاءِ مَكَّةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: أَحْرَقَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ بِالنَّارِ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آخِذٌ بِيَدِي نَتَمَاشَى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى أَبِي عَمَّارٍ وَعَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ. . . . . . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فِي قَوْلِهِ: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ» النحل: . قَالَ: ذَلِكَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. وَفِي قَوْلِهِ: «وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً» النحل: . قَالَ: ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْحَكَمِ «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ» النحل: . نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ يَقُولُ: نَزَلَ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ إِذْ كَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ قَوْلُهُ: «وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ» العنكبوت: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ» الزمر: . قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ فِي بَيْتِهِ مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ عَمَّارٌ. قَالُوا: هَاجَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: إِنْ لَمْ يَكُنْ حُذَيْفَةُ شَهِدَ بَدْرًا فَإِنَّ إِسْلامَهُ كَانَ قَدِيمًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ مَوْضِعَ دَارِهِ. قَالُوا: وَشَهِدَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: قَدْ قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الإِنْسَ وَالْجِنَّ. فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَاتَلْتَ الإِنْسَ فَكَيْفَ قَاتَلْتَ الْجِنَّ؟ قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْزِلا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لأستقي . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الأَجْلَحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَسْجِدَهُ جَعَلَ الْقَوْمُ يَحْمِلُونَ وَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْمِلُ هُوَ وَعَمَّارٌ. فَجَعَلَ عَمَّارٌ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ نَبْتَنِي الْمَسَاجِدَا . قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الأَزْرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ عن الحسن عن أمه عن أم سلمى قَالَتْ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيُعَاطِيهِمْ يَوْمَ الْخَنْدَقِ حَتَّى اغْبَرَّ صَدْرُهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَةِ ... فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ . . . . قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّنِي لأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ عَنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَتِ قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو لِمُعَاوِيَةَ: أَلا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ تَدْحَضُ بِهَا فِي بَوْلِكَ. أَنَحْنُ قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤوا به. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ. يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ. . قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ يُحَدِّثُ أَبِي عَنْ هُنَيٍّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ: كُنْتُ أَوَّلُ شَيْءٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَلِيٍّ فَكَانَ أَصْحَابُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُونَ: لا وَاللَّهِ لا نَقْتُلُ عَمَّارًا أَبَدًا. إِنْ قَتَلْنَاهُ فَنَحْنُ كَمَا يَقُولُونَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي الْقَتْلَى فَإِذَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَقْتُولٌ فَقَالَ هُنَيُّ فَجِئْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: مَا تَشَاءُ؟ قلت: انظر أكلمك. فقال إِلَيَّ فَقُلْتُ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَا سَمِعْتَ فِيهِ؟ فَقَالَ: . . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ؟ أَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ هَلُمُّوا إِلَيَّ. وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ فَهِيَ تُذَبْذِبُ وَهُوَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لِعَمَّارٍ: أَيُّهَا الأَجْدَعُ. فَقَالَ عَمَّارٌ: خَيْرَ أُذُنِيَّ سَبَبْتَ. قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّهَا أُصِيبَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: غَزَا أَهْلُ الْبَصْرَةِ مَاءً وَعَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ آلِ عُطَارِدٍ التَّمِيمِيِّ فَأَمَدَّهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَعَلَيْهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالَ الَّذِي مِنْ آلِ عُطَارِدٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: يَا أَجْدَعُ أَتُرِيدُ أَنْ تُشَارِكَنَا فِي غَنَائِمِنَا؟ فَقَالَ عَمَّارٌ: خير أذني سببت. قال شعبة: يعني أَنَّهَا أُصِيبَتْ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّمَا الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ نَدْرِ أَنَّهَا أُصِيبَتْ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا وَابْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا. وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ. وَإِنَّهُمَا لَمِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ. فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَأَطِيعُوا وَاقْتَدُوا بِهِمَا. وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي وَبَعَثْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى السَّوَادِ وَرَزَقْتُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً فَاجْعَلْ شَطْرَهَا وَبْطَنْهَا لِعَمَّارٍ وَالشَّطْرَ الْبَاقِي بَيْنَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ أَنَّ عُمَرَ رَزَقَ عَمَّارًا وَابْنَ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ شَاةً. لِعَمَّارٍ شَطْرَهَا وَبَطْنَهَا وَلِعَبْدِ اللَّهِ رُبْعَهَا وَلِعُثْمَانَ رُبْعَهَا كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَمَّارًا كَانَ يَقْرَأُ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ بِيَاسِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَجْلَحِ عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ اشْتَرَى قَتًّا بِدِرْهَمٍ فَاسْتَزَادَ حَبْلا فَأَبَى فَجَابَذَهُ حَتَّى قَاسَمَهُ نِصْفَيْنِ وَحَمَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالْكُوفَةِ وَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ إِلَى جَنْبِهِ وَخَيَّاطٌ يَخِيطُ إِمَّا قَطِيفَةُ سَمُّورٍ أَوْ ثَعَالِبَ. قَالَ قُلْتُ: أَلَمْ تَرَ مَا صَنَعَ عَلِيٌّ؟ صَنَعَ كَذَا وَصَنَعَ كَذَا. قَالَ فَقَالَ: يَا فَاسِقُ. أَلا أَرَاكَ تَذْكُرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ فَقَالَ صَاحِبِي: مَهْلا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ فَإِنَّهُ ضَيْفِي. قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ عَمَّارٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقْطَعُ عَلَى لِحَافِ ثَعَالِبَ ثَوْبًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سُئِلَ عَمَّارٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: هَلْ كَانَ هَذَا بَعْدُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فَدَعُونَا حَتَّى يَكُونَ فَإِذَا كَانَ تَجَشَّمْنَاهَا لَكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: وَشَى رَجُلٌ بِعَمَّارٍ إِلَى عُمَرَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارًا فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَبَ عَلَيَّ فَابْسُطْ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَاجْعَلْهُ مُوَطَّأَ الْعَقِبِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِعَمَّارٍ: أَسَاءَكَ عَزْلُنَا إِيَّاكَ؟ قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ سَاءَنِي حِينَ اسْتَعْمَلْتَنِي وَسَاءَنِي حِينَ عَزَلْتَنِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ سُكُوتًا وَأَقَلِّهِ كَلامًا. وَكَانَ يَقُولُ: عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةٍ. عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةٍ. قَالَ: ثُمَّ عُرِضَتْ لَهُ بَعْدُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ فِي يَدِهِ الْحَرْبَةُ. وَإِنَّهَا لَتَرْعَدُ. فَنَظَرَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمَعَهُ الرَّايَةُ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ رَايَةٌ قَدْ قَاتَلْتُ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاث مَرَّاتٍ وَهَذِهِ الرَّابِعَةَ. وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلالَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ طُوَالا وَالْحَرْبَةُ بِيَدِهِ. وَإِنَّ يَدَهُ لَتَرْعَشُ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ. قَالَ. وَبِيَدِهِ الرَّايَةُ. فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ قَدْ قَاتَلْتُ بِهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّتَيْنِ وَإِنَّ هذه الثالثة. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ: الْجَنَّةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ. الظَّمْآنُ قَدْ يَرِدُ الْمَاءَ الْمَأْمُورَ وَذَا الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ. وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ وَأَنَّهُمْ عَلَى بَاطِلٍ. وَاللَّهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا هَذِهِ الْمَرَّةُ بِأَبَرِّهِنَّ وَلا أَنْقَاهِنَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ: ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ . قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى صِفِّينَ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أَرْمِيَ بِنَفْسِي مِنْ هَذَا الْجَبَلِ فَأَتَرَدَّى فَأَسْقُطُ فَعَلْتُ. وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُوقِدَ نَارًا عَظِيمَةً فَأَقَعَ فِيهَا فَعَلْتُ. اللَّهُمَّ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُلْقِيَ نَفْسِي فِي الْمَاءِ فَأُغْرِقَ نَفْسِي فَعَلْتُ. فَإِنِّي لا أُقَاتِلُ إِلا أُرِيدُ وَجْهَكَ. وَأَنَا أَرْجُو أَنْ لا تُخَيِّبَنِي. وَأَنَا أُرِيدُ وَجْهَكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ يُخْبِرُ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَهُوَ بِصِفِّينَ يَقُولُ: الْجَنَّةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ. وَالظَّمْآنُ يَرِدُ الْمَاءَ. وَالْمَاءُ مَوْرُودٌ. الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ. لَقَدْ قَاتَلْتُ صَاحِبَ هَذِهِ الرَّايَةِ ثَلاثًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ كَإِحْدَاهُنَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ الأسلمي قال: شهدت صفين مع الناس. فبينا نَحْنُ وُقُوفٌ إِذْ خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ رَائِحٌ إِلَى اللَّهِ. الظَّمْآنُ يَرِدُ الْمَاءَ. الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِي. الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ. الْيَوْمَ أَلْقَى مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عَمَّارٌ. وَالرَّايَةُ يَحْمِلُهَا هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ. وَقَدْ قُتِلَ أَصْحَابُ عَلِيٍّ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى كَانَتِ الْعَصْرُ. ثُمَّ تَقَرَّبَ عَمَّارٌ مِنْ وَرَاءِ هَاشِمٍ يُقَدِّمُهُ وَقَدْ جَنَحَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ. وَمَعَ عَمَّارٍ ضَيْحٌ مِنْ لَبَنٍ. فَكَانَ وُجُوبُ الشَّمْسِ أَنْ يُفْطِرَ. فَقَالَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ وَشَرِبَ الضَّيْحَ: . قَالَ: ثُمَّ اقْتَرَبَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ أَقْدَمَ فِي الْمِيلادِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ وَعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلانِيُّ وَشَرِيكُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ. فَانْتَهُوا إِلَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبْتُمُونَا حَتَّى تَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ وَأَنْتُمْ عَلَى بَاطِلٍ. فَحَمَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ. وَزَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ هُوَ الَّذِي قَتَلَ عَمَّارًا. وَهُوَ الَّذِي كَانَ ضَرَبَهُ حِينَ أَمَرَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَيُقَالُ بَلِ الَّذِي قَتَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلانِيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ فَقُلْتُ: الإِذْنُ. هَذَا أَبُو غَادِيَةَ الْجُهَنِيُّ. فقال عَبْدُ الأَعْلَى: أَدْخِلُوهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ لَهُ فَإِذَا رَجُلٌ طُوَالٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ. فَلَمَّا أَنْ قَعَدَ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْتُ: بِيَمِينِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَخَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: أَلا لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ. قَالَ ثُمَّ أَتْبَعَ ذَا فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نَعُدُّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فِينَا حَنَانًا. فَبَيْنَا أَنَا فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ إِذْ هُوَ يَقُولُ: أَلا إِنَّ نَعْثَلا هَذَا لِعُثْمَانُ. فَأَلْتَفِتُ فَلَوْ أَجِدُ عَلَيْهِ أَعْوَانًا لَوَطِئْتُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ. قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ تُمْكِنِّي مِنْ عَمَّارٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ أَقْبَلَ يَسْتَنُّ أَوَّلَ الْكَتِيبَةِ رَجُلا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ فَأَبْصَرَ رَجُلٌ عَوْرَةً فَطَعَنَهُ فِي رُكْبَتِهِ بِالرُّمْحِ فَعَثَرَ فَانْكَشَفَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ. فَضَرَبْتُهُ فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارٍ. قَالَ: فَلَمْ أَرَ رَجُلا أَبْيَنَ ضَلالَةً عِنْدِي مِنْهُ. إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ. ع. مَا سَمِعَ ثُمَّ قَتَلَ عَمَّارًا. قَالَ وَاسْتَسْقَى أَبُو غَادِيَةَ فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي زُجَاجٍ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ فِيهَا. فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ فَشَرِبَ. فَقَالَ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِ الأَمِيرِ قَائِمٌ بِالنَّبَطِيَّةِ: أَوَى يَدٍ كَفَتَا يَتَوَرَّعُ عَنِ الشَّرَابِ فِي زُجَاجٍ وَلَمْ يَتَوَرَّعْ عَنْ قَتْلِ عَمَّارٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ عَنْ أَبِي غَادِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقَعُ فِي عُثْمَانَ يَشْتِمُهُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: فَتَوَعَّدْتُهُ بِالْقَتْلِ قُلْتُ: لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْكَ لأَفْعَلَنَّ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ جَعَلَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ. فَقِيلَ هَذَا عَمَّارٌ. فَرَأَيْتُ فُرْجَةً بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ وَبَيْنَ السَّاقَيْنِ. قَالَ فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَطَعَنْتُهُ فِي رُكْبَتِهِ. قَالَ: فَوَقَعَ فَقَتَلْتُهُ. فَقِيلَ قَتَلْتَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ. وَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: . فَقِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: هُوَ ذَا أَنْتَ تُقَاتِلُهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: لَمَّا اسْتَلْحَمَ الْقِتَالُ بِصِفِّينَ وَكَادُوا يَتَفَانَوْنَ قَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا يَوْمٌ تَفَانَى فِيهِ الْعَرَبُ إِلا أَنْ تُدْرِكَهُمُ فِيهِ خِفَّةُ الْعَبْدِ. يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ. قَالَ وَكَانَ الْقِتَالُ الشَّدِيدُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ. آخِرُهُنَّ لَيْلَةَ الْهَرِيرِ. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ عَمَّارٌ لِهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمَعَهُ اللِّوَاءَ يَوْمَئِذٍ: احْمِلْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي! فَقَالَ هَاشِمٌ: يَا عَمَّارُ رَحِمَكَ اللَّهُ إِنَّكَ رَجُلٌ تَسْتَخِفُّكَ الْحَرْبُ وَإِنِّي إِنَّمَا أَزْحَفُ بِاللِّوَاءِ زَحْفًا رَجَاءَ أَنْ أَبْلُغَ بِذَلِكَ مَا أُرِيدُ. وَإِنِّي إِنْ خَفَفْتُ لَمْ آمَنِ الْهَلَكَةَ. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى حَمَلَ فَنَهَضَ عَمَّارٌ فِي كَتِيبَتِهِ فَنَهَضَ إِلَيْهِ ذُو الْكَلاعِ فِي كَتِيبَتِهِ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتِ الْكَتِيبَتَانِ. وَحَمَلَ على عمار فِي كَتِيبَتِهِ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتِ الْكَتِيبَتَانِ. وَحَمَلَ عَلَى عَمَّارٍ حَوَى السَّكْسَكِيُّ وَأَبُو الْغَادِيَةِ الْمُزَنِيُّ وَقَتَلاهُ. فَقِيلَ لأَبِي الْغَادِيَةِ: كَيْفَ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: لَمَّا دَلَفَ إِلَيْنَا فِي كَتِيبَتِهِ وَدَلَفْنَا إِلَيْهِ. نَادَى هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ. فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ السَّكَاسِكِ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ عَمَّارٌ السَّكْسَكِيَّ. ثُمَّ نَادَى مَنْ يُبَارِزُ. فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ عَمَّارٌ الْحِمْيَرِيَّ وَأَثْخَنَهُ الْحِمْيَرِيُّ. وَنَادَى مَنْ يُبَارِزُ. فَبَرَزْتُ إِلَيْهِ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ. وَقَدْ كَانَتْ يَدُهُ ضَعُفَتْ فَانْتَحَى عَلَيْهِ بِضَرْبَةٍ أُخْرَى فَسَقَطَ فَضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ. قَالَ وَنَادَى النَّاسُ: قَتَلْتَ أَبَا اليقظان قتلك الله! فقلت أذهب إليك فو الله مَا أُبَالِي مَنْ كُنْتَ. وَبِاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ يَوْمَئِذٍ. فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ: يَا أَبَا الْغَادِيَةِ خَصْمُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَازُنْدَرُ. يَعْنِي ضَخْمًا. قَالَ فَضَحِكَ. وَكَانَ أَبُو الْغَادِيَةِ شَيْخًا كَبِيرًا جَسِيمًا أَدْلَمَ. قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَابِسٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شريك عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مَثْنَى الْعَبْدِيِّ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ شَهِدُوا عَمَّارًا قَالَ: لا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا وَلا تَحْثُوا عَلَيَّ تُرَابًا فَإِنِّي مُخَاصِمٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. فجعل عمار مِمَّا يَلِيهِ وَهَاشِمًا أَمَامَ ذَلِكَ. وَكَبَّرَ عَلَيْهِمَا تَكْبِيرًا وَاحِدًا خَمْسًا أَوْ سِتًّا أَوْ سَبْعًا. وَالشَّكُّ فِي ذَلِكَ مِنْ أَشْعَثَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عَمَّارٍ وَلَمْ يَغْسِلْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ يَوْمَ قُتِلَ وَهُوَ مُجْتَمِعُ الْعَقْلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْسِيُّ عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ حُذَيْفَةَ الْمَوْتُ. وَإِنَّمَا عَاشَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ. يَعْنِي عُثْمَانَ. فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ أَبَيْتُمْ فَأَجْلِسُونِي. فَأَسْنَدُوهُ إِلَى صَدْرِ رَجُلٍ ثُمَّ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ دَخَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فُسْطَاطَهُ وَطَرَحَ عَلَيْهِ سِلاحَهُ وَشَنَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنِّي لأَرْجُو أَلا يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّ رَجُلا فَيُدْخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ. قَالَ: فَقَالُوا قَدْ كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّكَ وَكَانَ يَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ فَقَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَحَبَّنِي أَمْ تَأَلَّفَنِي. وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّ رَجُلا. قَالُوا: فَمَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. قَالُوا: فَذَاكَ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ. قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ قَتَلْنَاهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ: قَدْ كَانَ وَاللَّهِ يَفْعَلُ فَلا أَدْرِي أَحُبٌّ أَمْ تَأَلُّفٌ يَتَأَلَّفُنِي وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالُوا: فَذَاكَ وَاللَّهِ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ. قَالَ: صَدَقْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْنَاهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: رَأَى عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ أَبُو مَيْسَرَةَ. وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ. فِي الْمَنَامِ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ. فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لِذِي الْكَلاعِ وَحَوْشَبٍ. وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ. قَالَ قُلْتُ: فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ؟ قَالُوا: أَمَامَكَ. قَالَ قُلْتُ: وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. قِيلَ إِنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ. قُلْتُ: فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ؟ قِيلَ: لَقُوا بَرْحًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ: رَأَى أَبُو مَيْسَرَةَ فِي الْمَنَامِ رَوْضَةً خَضْرَاءَ فِيهَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ فِيهَا عَمَّارٌ وَقِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ فِيهَا ذُو الْكَلاعِ. قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ هَذَا وَقَدِ اقْتَتَلُوا؟ قَالَ: فَقِيلَ لِي وَجَدُوا رَبًّا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارٍ أَنَّهَا وَصَفَتْ لَهُمْ عَمَّارًا فَقَالَتْ: كَانَ رَجُلا آدَمَ طُوَالا. مُضْطَرِبًا. أَشْهَلَ الْعَيْنَيْنِ. بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ. وَكَانَ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي أُجْمِعَ عَلَيْهِ فِي قَتْلِ عَمَّارٍ أَنَّهُ قُتِلَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ. وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَدُفِنَ هُنَاكَ بِصِفِّينَ. رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ.
- عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْن عامر بْن مالك بْن كنانة بْن قَيْس بْن الحصين بْن الوذيم بْن ثَعْلَبَة بْن عوف بْن حارثة بْن عامر الأكبر بْن يام بْن عنس. وهو زَيْد بْن مالك بْن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بْن زَيْد بْن كهلان بن سبأ بن يشجب بْن يعرب بْن قحطان. وبنو مالك بْن أدد من مذحج. كان قدم ياسر بْن عامر وأخواه الْحَارِث ومالك من اليمن إِلَى مكّة يطلبون أخا لهم فرجع الْحَارِث ومالك إِلَى اليمن وأقام ياسر بمكّة وحالف أَبَا حُذَيْفة بْن المغيرة بْن عَبْد الله بْن عمر بن مخزوم. وزوجه أبو حذيفة له يُقَالُ لها سمية بِنْت خياط. فولدت له عمارًا فأعتقه أَبُو حُذَيْفة. ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حُذَيْفة إِلَى أن مات وجاء الله بالإسلام فأسلم ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر. وكان لياسر ابن آخر أكبر من عمار وعبد الله يقال له حرث. قتلته بنو الديل فِي الجاهلية. وخلف على سمية بعد ياسر الأزرق. وكان روميًا غلامًا للحارث بْن كلدة الثَّقفيّ. وهو مِمَّنْ خرج يوم الطائف إِلَى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع عُبَيْد أَهْل الطائف وفيهم أَبُو بكرة فأعتقهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فولدت سمية للأزرق سَلَمَة بْن الأزرق فهو أخو عمّار لأمه. ثُمَّ ادعى وُلِدَ سَلَمَة وعُمَر وعقبة بني الأزرق أن الأزرق بْن عَمْرو بْن الْحَارِث بْن أبي شمر من غسان. وأنّه حليف لبني أمية. وشرفوا بمكّة. وتزوج الأزرق وولده فِي بني أمية. وكان لهم منهم أولاد. وكان عمّار يكنى أَبَا اليقظان. وكان بنو الأزرق فِي أوّل أمرهم يدعون أنهم من بني تغلب. ثُمَّ من بني عكب. وتصحيح هَذَا أن جُبَيْر بْن مطعم تزوج إليهم امْرَأَة وهي بِنْت الأزرق فولدت له بنية تزوجها سعيد بْن العاص فولدت له عَبْد الله بْن سَعِيد. فمدح الأخطل عبد الله بن سعيد بكلمة له طويلة فقال فيها: وتجمع نوفلا وبني عكب ... كلا الحيين أفلح من أصابا ثُمَّ أفسدتهم خزاعة ودعوهم إِلَى اليمن وزينوا لهم ذلك وقالوا: أنتم لا يغسل عنكم ذكر الروم إلّا أن تدعوا أنكم من غسان. فانتموا إِلَى غسان بَعْدُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ. أَخْبَرَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: لَقِيتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ عَلَى بَابِ دَارِ الأَرْقَمِ وَرَسُولُ اللَّهِ فِيهَا. فَقُلْتُ لَهُ: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ لِي: مَا تُرِيدُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه. قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ ذَلِكَ. فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَعَرَضَ عَلَيْنَا الإِسْلامَ فَأَسْلَمْنَا. ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا. ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُونَ. فَكَانَ إِسْلامُ عَمَّارٍ وَصُهَيْبٍ بَعْدَ بِضْعَةٍ وَثَلاثِينَ رَجُلا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ بِمَكَّةَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْمُسْتَضْعَفُونَ قَوْمٌ لا عَشَائِرَ لَهُمْ بِمَكَّةَ وَلَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلا قُوَّةٌ. فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَذِّبْهُمْ فِي الرَّمْضَاءِ بأنصاف النهار لَيَرْجِعُوا عَنْ دِينِهِمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يُعَذَّبُ حَتَّى لا يَدْرِي مَا يَقُولُ. وَكَانَ صُهَيْبٌ يُعَذَّبُ حَتَّى لا يَدْرِي مَا يَقُولُ. وَكَانَ أَبُو فُكَيْهَةَ يُعَذَّبُ حَتَّى لا يَدْرِي مَا يَقُولُ. وَبِلالٌ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَقَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وفيهم نزلت هذه الآية: «وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا» النحل: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ مُتَجَرِّدًا فِي سَرَاوِيلَ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ فِيهِ حَبَطٌ كَثِيرٌ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مِمَّا كَانَتْ تُعَذِّبُنِي بِهِ قُرَيْشٌ فِي رَمْضَاءِ مَكَّةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: أَحْرَقَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ بِالنَّارِ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آخِذٌ بِيَدِي نَتَمَاشَى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى أَبِي عَمَّارٍ وَعَمَّارٍ وَأُمِّهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ. . . . . . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فِي قَوْلِهِ: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ» النحل: . قَالَ: ذَلِكَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. وَفِي قَوْلِهِ: «وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً» النحل: . قَالَ: ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْحَكَمِ «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ» النحل: . نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ يَقُولُ: نَزَلَ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ إِذْ كَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ قَوْلُهُ: «وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ» العنكبوت: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ» الزمر: . قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ فِي بَيْتِهِ مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ عَمَّارٌ. قَالُوا: هَاجَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: إِنْ لَمْ يَكُنْ حُذَيْفَةُ شَهِدَ بَدْرًا فَإِنَّ إِسْلامَهُ كَانَ قَدِيمًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ مَوْضِعَ دَارِهِ. قَالُوا: وَشَهِدَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: قَدْ قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الإِنْسَ وَالْجِنَّ. فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَاتَلْتَ الإِنْسَ فَكَيْفَ قَاتَلْتَ الْجِنَّ؟ قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْزِلا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لأستقي . قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الأَجْلَحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَسْجِدَهُ جَعَلَ الْقَوْمُ يَحْمِلُونَ وَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْمِلُ هُوَ وَعَمَّارٌ. فَجَعَلَ عَمَّارٌ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ نَبْتَنِي الْمَسَاجِدَا . قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الأَزْرَقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ عن الحسن عن أمه عن أم سلمى قَالَتْ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيُعَاطِيهِمْ يَوْمَ الْخَنْدَقِ حَتَّى اغْبَرَّ صَدْرُهُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَةِ ... فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ . . . . قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّنِي لأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ عَنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَتِ قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو لِمُعَاوِيَةَ: أَلا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ تَدْحَضُ بِهَا فِي بَوْلِكَ. أَنَحْنُ قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤوا به. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ. يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ. . قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ يُحَدِّثُ أَبِي عَنْ هُنَيٍّ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ: كُنْتُ أَوَّلُ شَيْءٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَلِيٍّ فَكَانَ أَصْحَابُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُونَ: لا وَاللَّهِ لا نَقْتُلُ عَمَّارًا أَبَدًا. إِنْ قَتَلْنَاهُ فَنَحْنُ كَمَا يَقُولُونَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي الْقَتْلَى فَإِذَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَقْتُولٌ فَقَالَ هُنَيُّ فَجِئْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: مَا تَشَاءُ؟ قلت: انظر أكلمك. فقال إِلَيَّ فَقُلْتُ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَا سَمِعْتَ فِيهِ؟ فَقَالَ: . . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ؟ أَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ هَلُمُّوا إِلَيَّ. وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ فَهِيَ تُذَبْذِبُ وَهُوَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لِعَمَّارٍ: أَيُّهَا الأَجْدَعُ. فَقَالَ عَمَّارٌ: خَيْرَ أُذُنِيَّ سَبَبْتَ. قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّهَا أُصِيبَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: غَزَا أَهْلُ الْبَصْرَةِ مَاءً وَعَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ آلِ عُطَارِدٍ التَّمِيمِيِّ فَأَمَدَّهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَعَلَيْهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقَالَ الَّذِي مِنْ آلِ عُطَارِدٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: يَا أَجْدَعُ أَتُرِيدُ أَنْ تُشَارِكَنَا فِي غَنَائِمِنَا؟ فَقَالَ عَمَّارٌ: خير أذني سببت. قال شعبة: يعني أَنَّهَا أُصِيبَتْ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنَّمَا الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ نَدْرِ أَنَّهَا أُصِيبَتْ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا وَابْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا. وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ. وَإِنَّهُمَا لَمِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ. فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَأَطِيعُوا وَاقْتَدُوا بِهِمَا. وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ عَلَى نَفْسِي وَبَعَثْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى السَّوَادِ وَرَزَقْتُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً فَاجْعَلْ شَطْرَهَا وَبْطَنْهَا لِعَمَّارٍ وَالشَّطْرَ الْبَاقِي بَيْنَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ أَنَّ عُمَرَ رَزَقَ عَمَّارًا وَابْنَ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ شَاةً. لِعَمَّارٍ شَطْرَهَا وَبَطْنَهَا وَلِعَبْدِ اللَّهِ رُبْعَهَا وَلِعُثْمَانَ رُبْعَهَا كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَمَّارًا كَانَ يَقْرَأُ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ بِيَاسِينَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَجْلَحِ عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ اشْتَرَى قَتًّا بِدِرْهَمٍ فَاسْتَزَادَ حَبْلا فَأَبَى فَجَابَذَهُ حَتَّى قَاسَمَهُ نِصْفَيْنِ وَحَمَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالْكُوفَةِ وَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ إِلَى جَنْبِهِ وَخَيَّاطٌ يَخِيطُ إِمَّا قَطِيفَةُ سَمُّورٍ أَوْ ثَعَالِبَ. قَالَ قُلْتُ: أَلَمْ تَرَ مَا صَنَعَ عَلِيٌّ؟ صَنَعَ كَذَا وَصَنَعَ كَذَا. قَالَ فَقَالَ: يَا فَاسِقُ. أَلا أَرَاكَ تَذْكُرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ فَقَالَ صَاحِبِي: مَهْلا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ فَإِنَّهُ ضَيْفِي. قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ عَمَّارٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقْطَعُ عَلَى لِحَافِ ثَعَالِبَ ثَوْبًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سُئِلَ عَمَّارٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: هَلْ كَانَ هَذَا بَعْدُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فَدَعُونَا حَتَّى يَكُونَ فَإِذَا كَانَ تَجَشَّمْنَاهَا لَكُمْ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: وَشَى رَجُلٌ بِعَمَّارٍ إِلَى عُمَرَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارًا فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَبَ عَلَيَّ فَابْسُطْ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَاجْعَلْهُ مُوَطَّأَ الْعَقِبِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِعَمَّارٍ: أَسَاءَكَ عَزْلُنَا إِيَّاكَ؟ قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ سَاءَنِي حِينَ اسْتَعْمَلْتَنِي وَسَاءَنِي حِينَ عَزَلْتَنِي. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: أَخْبَرَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ أَطْوَلِ النَّاسِ سُكُوتًا وَأَقَلِّهِ كَلامًا. وَكَانَ يَقُولُ: عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةٍ. عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةٍ. قَالَ: ثُمَّ عُرِضَتْ لَهُ بَعْدُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ فِي يَدِهِ الْحَرْبَةُ. وَإِنَّهَا لَتَرْعَدُ. فَنَظَرَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمَعَهُ الرَّايَةُ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ رَايَةٌ قَدْ قَاتَلْتُ بِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاث مَرَّاتٍ وَهَذِهِ الرَّابِعَةَ. وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلالَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ طُوَالا وَالْحَرْبَةُ بِيَدِهِ. وَإِنَّ يَدَهُ لَتَرْعَشُ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ. قَالَ. وَبِيَدِهِ الرَّايَةُ. فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ قَدْ قَاتَلْتُ بِهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّتَيْنِ وَإِنَّ هذه الثالثة. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ: الْجَنَّةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ. الظَّمْآنُ قَدْ يَرِدُ الْمَاءَ الْمَأْمُورَ وَذَا الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ. وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبَلِّغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ وَأَنَّهُمْ عَلَى بَاطِلٍ. وَاللَّهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا هَذِهِ الْمَرَّةُ بِأَبَرِّهِنَّ وَلا أَنْقَاهِنَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ: ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ . قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى صِفِّينَ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أَرْمِيَ بِنَفْسِي مِنْ هَذَا الْجَبَلِ فَأَتَرَدَّى فَأَسْقُطُ فَعَلْتُ. وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُوقِدَ نَارًا عَظِيمَةً فَأَقَعَ فِيهَا فَعَلْتُ. اللَّهُمَّ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُلْقِيَ نَفْسِي فِي الْمَاءِ فَأُغْرِقَ نَفْسِي فَعَلْتُ. فَإِنِّي لا أُقَاتِلُ إِلا أُرِيدُ وَجْهَكَ. وَأَنَا أَرْجُو أَنْ لا تُخَيِّبَنِي. وَأَنَا أُرِيدُ وَجْهَكَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ يُخْبِرُ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَهُوَ بِصِفِّينَ يَقُولُ: الْجَنَّةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ. وَالظَّمْآنُ يَرِدُ الْمَاءَ. وَالْمَاءُ مَوْرُودٌ. الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ. لَقَدْ قَاتَلْتُ صَاحِبَ هَذِهِ الرَّايَةِ ثَلاثًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ كَإِحْدَاهُنَّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ الأسلمي قال: شهدت صفين مع الناس. فبينا نَحْنُ وُقُوفٌ إِذْ خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ رَائِحٌ إِلَى اللَّهِ. الظَّمْآنُ يَرِدُ الْمَاءَ. الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِي. الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ. الْيَوْمَ أَلْقَى مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عَمَّارٌ. وَالرَّايَةُ يَحْمِلُهَا هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ. وَقَدْ قُتِلَ أَصْحَابُ عَلِيٍّ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى كَانَتِ الْعَصْرُ. ثُمَّ تَقَرَّبَ عَمَّارٌ مِنْ وَرَاءِ هَاشِمٍ يُقَدِّمُهُ وَقَدْ جَنَحَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ. وَمَعَ عَمَّارٍ ضَيْحٌ مِنْ لَبَنٍ. فَكَانَ وُجُوبُ الشَّمْسِ أَنْ يُفْطِرَ. فَقَالَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ وَشَرِبَ الضَّيْحَ: . قَالَ: ثُمَّ اقْتَرَبَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ. رَحِمَهُ اللَّهُ. وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَكَانَ أَقْدَمَ فِي الْمِيلادِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ: عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ وَعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلانِيُّ وَشَرِيكُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ. فَانْتَهُوا إِلَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبْتُمُونَا حَتَّى تَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْتُ أَنَّا عَلَى حَقٍّ وَأَنْتُمْ عَلَى بَاطِلٍ. فَحَمَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا فَقَتَلُوهُ. وَزَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ هُوَ الَّذِي قَتَلَ عَمَّارًا. وَهُوَ الَّذِي كَانَ ضَرَبَهُ حِينَ أَمَرَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَيُقَالُ بَلِ الَّذِي قَتَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَوْلانِيُّ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ عِنْدَ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ فَقُلْتُ: الإِذْنُ. هَذَا أَبُو غَادِيَةَ الْجُهَنِيُّ. فقال عَبْدُ الأَعْلَى: أَدْخِلُوهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ لَهُ فَإِذَا رَجُلٌ طُوَالٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ. فَلَمَّا أَنْ قَعَدَ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْتُ: بِيَمِينِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَخَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: أَلا لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ. قَالَ ثُمَّ أَتْبَعَ ذَا فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نَعُدُّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فِينَا حَنَانًا. فَبَيْنَا أَنَا فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ إِذْ هُوَ يَقُولُ: أَلا إِنَّ نَعْثَلا هَذَا لِعُثْمَانُ. فَأَلْتَفِتُ فَلَوْ أَجِدُ عَلَيْهِ أَعْوَانًا لَوَطِئْتُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ. قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ تُمْكِنِّي مِنْ عَمَّارٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ أَقْبَلَ يَسْتَنُّ أَوَّلَ الْكَتِيبَةِ رَجُلا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ فَأَبْصَرَ رَجُلٌ عَوْرَةً فَطَعَنَهُ فِي رُكْبَتِهِ بِالرُّمْحِ فَعَثَرَ فَانْكَشَفَ الْمِغْفَرُ عَنْهُ. فَضَرَبْتُهُ فَإِذَا رَأْسُ عَمَّارٍ. قَالَ: فَلَمْ أَرَ رَجُلا أَبْيَنَ ضَلالَةً عِنْدِي مِنْهُ. إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ. ع. مَا سَمِعَ ثُمَّ قَتَلَ عَمَّارًا. قَالَ وَاسْتَسْقَى أَبُو غَادِيَةَ فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي زُجَاجٍ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ فِيهَا. فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحٍ فَشَرِبَ. فَقَالَ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِ الأَمِيرِ قَائِمٌ بِالنَّبَطِيَّةِ: أَوَى يَدٍ كَفَتَا يَتَوَرَّعُ عَنِ الشَّرَابِ فِي زُجَاجٍ وَلَمْ يَتَوَرَّعْ عَنْ قَتْلِ عَمَّارٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ عَنْ أَبِي غَادِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقَعُ فِي عُثْمَانَ يَشْتِمُهُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: فَتَوَعَّدْتُهُ بِالْقَتْلِ قُلْتُ: لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْكَ لأَفْعَلَنَّ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ جَعَلَ عَمَّارٌ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ. فَقِيلَ هَذَا عَمَّارٌ. فَرَأَيْتُ فُرْجَةً بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ وَبَيْنَ السَّاقَيْنِ. قَالَ فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَطَعَنْتُهُ فِي رُكْبَتِهِ. قَالَ: فَوَقَعَ فَقَتَلْتُهُ. فَقِيلَ قَتَلْتَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ. وَأُخْبِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: . فَقِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: هُوَ ذَا أَنْتَ تُقَاتِلُهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ قَاتِلَهُ وَسَالِبَهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: لَمَّا اسْتَلْحَمَ الْقِتَالُ بِصِفِّينَ وَكَادُوا يَتَفَانَوْنَ قَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا يَوْمٌ تَفَانَى فِيهِ الْعَرَبُ إِلا أَنْ تُدْرِكَهُمُ فِيهِ خِفَّةُ الْعَبْدِ. يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ. قَالَ وَكَانَ الْقِتَالُ الشَّدِيدُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ. آخِرُهُنَّ لَيْلَةَ الْهَرِيرِ. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ عَمَّارٌ لِهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمَعَهُ اللِّوَاءَ يَوْمَئِذٍ: احْمِلْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي! فَقَالَ هَاشِمٌ: يَا عَمَّارُ رَحِمَكَ اللَّهُ إِنَّكَ رَجُلٌ تَسْتَخِفُّكَ الْحَرْبُ وَإِنِّي إِنَّمَا أَزْحَفُ بِاللِّوَاءِ زَحْفًا رَجَاءَ أَنْ أَبْلُغَ بِذَلِكَ مَا أُرِيدُ. وَإِنِّي إِنْ خَفَفْتُ لَمْ آمَنِ الْهَلَكَةَ. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى حَمَلَ فَنَهَضَ عَمَّارٌ فِي كَتِيبَتِهِ فَنَهَضَ إِلَيْهِ ذُو الْكَلاعِ فِي كَتِيبَتِهِ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتِ الْكَتِيبَتَانِ. وَحَمَلَ على عمار فِي كَتِيبَتِهِ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتِ الْكَتِيبَتَانِ. وَحَمَلَ عَلَى عَمَّارٍ حَوَى السَّكْسَكِيُّ وَأَبُو الْغَادِيَةِ الْمُزَنِيُّ وَقَتَلاهُ. فَقِيلَ لأَبِي الْغَادِيَةِ: كَيْفَ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: لَمَّا دَلَفَ إِلَيْنَا فِي كَتِيبَتِهِ وَدَلَفْنَا إِلَيْهِ. نَادَى هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ. فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ السَّكَاسِكِ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ عَمَّارٌ السَّكْسَكِيَّ. ثُمَّ نَادَى مَنْ يُبَارِزُ. فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ عَمَّارٌ الْحِمْيَرِيَّ وَأَثْخَنَهُ الْحِمْيَرِيُّ. وَنَادَى مَنْ يُبَارِزُ. فَبَرَزْتُ إِلَيْهِ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ. وَقَدْ كَانَتْ يَدُهُ ضَعُفَتْ فَانْتَحَى عَلَيْهِ بِضَرْبَةٍ أُخْرَى فَسَقَطَ فَضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ. قَالَ وَنَادَى النَّاسُ: قَتَلْتَ أَبَا اليقظان قتلك الله! فقلت أذهب إليك فو الله مَا أُبَالِي مَنْ كُنْتَ. وَبِاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ يَوْمَئِذٍ. فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ: يَا أَبَا الْغَادِيَةِ خَصْمُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَازُنْدَرُ. يَعْنِي ضَخْمًا. قَالَ فَضَحِكَ. وَكَانَ أَبُو الْغَادِيَةِ شَيْخًا كَبِيرًا جَسِيمًا أَدْلَمَ. قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَابِسٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شريك عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مَثْنَى الْعَبْدِيِّ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ شَهِدُوا عَمَّارًا قَالَ: لا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا وَلا تَحْثُوا عَلَيَّ تُرَابًا فَإِنِّي مُخَاصِمٌ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. فجعل عمار مِمَّا يَلِيهِ وَهَاشِمًا أَمَامَ ذَلِكَ. وَكَبَّرَ عَلَيْهِمَا تَكْبِيرًا وَاحِدًا خَمْسًا أَوْ سِتًّا أَوْ سَبْعًا. وَالشَّكُّ فِي ذَلِكَ مِنْ أَشْعَثَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عَمَّارٍ وَلَمْ يَغْسِلْهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ يَوْمَ قُتِلَ وَهُوَ مُجْتَمِعُ الْعَقْلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالا: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْسِيُّ عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ حُذَيْفَةَ الْمَوْتُ. وَإِنَّمَا عَاشَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ. يَعْنِي عُثْمَانَ. فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ أَبَيْتُمْ فَأَجْلِسُونِي. فَأَسْنَدُوهُ إِلَى صَدْرِ رَجُلٍ ثُمَّ قَالَ: . قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ دَخَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فُسْطَاطَهُ وَطَرَحَ عَلَيْهِ سِلاحَهُ وَشَنَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنِّي لأَرْجُو أَلا يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّ رَجُلا فَيُدْخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ. قَالَ: فَقَالُوا قَدْ كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّكَ وَكَانَ يَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ فَقَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَحَبَّنِي أَمْ تَأَلَّفَنِي. وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَاهُ يُحِبُّ رَجُلا. قَالُوا: فَمَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. قَالُوا: فَذَاكَ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ. قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ قَتَلْنَاهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ: قَدْ كَانَ وَاللَّهِ يَفْعَلُ فَلا أَدْرِي أَحُبٌّ أَمْ تَأَلُّفٌ يَتَأَلَّفُنِي وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالُوا: فَذَاكَ وَاللَّهِ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ. قَالَ: صَدَقْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْنَاهُ. قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: رَأَى عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ أَبُو مَيْسَرَةَ. وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ. فِي الْمَنَامِ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ. فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لِذِي الْكَلاعِ وَحَوْشَبٍ. وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ. قَالَ قُلْتُ: فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ؟ قَالُوا: أَمَامَكَ. قَالَ قُلْتُ: وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. قِيلَ إِنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ. قُلْتُ: فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ؟ قِيلَ: لَقُوا بَرْحًا. قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ: رَأَى أَبُو مَيْسَرَةَ فِي الْمَنَامِ رَوْضَةً خَضْرَاءَ فِيهَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ فِيهَا عَمَّارٌ وَقِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ فِيهَا ذُو الْكَلاعِ. قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ هَذَا وَقَدِ اقْتَتَلُوا؟ قَالَ: فَقِيلَ لِي وَجَدُوا رَبًّا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ لُؤْلُؤَةَ مَوْلاةِ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَمَّارٍ أَنَّهَا وَصَفَتْ لَهُمْ عَمَّارًا فَقَالَتْ: كَانَ رَجُلا آدَمَ طُوَالا. مُضْطَرِبًا. أَشْهَلَ الْعَيْنَيْنِ. بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ. وَكَانَ لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالَّذِي أُجْمِعَ عَلَيْهِ فِي قَتْلِ عَمَّارٍ أَنَّهُ قُتِلَ. رَحِمَهُ اللَّهُ. مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ. وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَدُفِنَ هُنَاكَ بِصِفِّينَ. رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ.
عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْلَاهُمْ، وَهُوَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ آدَدٍ، وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ مِنْ عَبْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَذْحِجٍ، لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا ابْنُ مُؤْمِنَيْنِ غَيْرُ عَمَّارٍ، مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، وَالْمُعَذَّبِينَ فِي اللهِ، ذُو الْهِجْرَتَيْنِ، مُخْتَلَفٌ فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْحَبَشَةِ، بَدْرِيٌّ، ابْنُ مُؤْمِنَيْنِ، أَسْلَمَ أَبُوهُ يَاسِرٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَكَانَتْ أَوَّلَ شَهِيدَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، اسْمُ أُمِّهِ سُمَيَّةُ بِنْتُ سُلَيْمِ بْنِ لَخْمٍ، يُكَنَّى أَبَا الْيَقْظَانِ، كَانَ آدَمَ طُوَالًا أَصْلَعَ، فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهِ شَعَرَاتٌ، وَفِي قَفَاهُ شَعَرَاتٌ، مُجَدَّعُ الْأَنْفِ، قُتِلَ مَعَ عَلِيٍّ بِصِفِّينَ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَمِيرًا، سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطِّيِّبُ الْمُطَيَّبُ، وَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: «مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ» ، وَضَرَبَ خَاصِرَتَهُ، وَقَالَ: «هَذِهِ خَاصِرَةٌ مُؤْمِنَةٌ» ، وَقَالَ: «مَنْ حَقِرَ عَمَّارًا أَحْقَرَهُ اللهُ» ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ. رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَجَابِرٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ، وَأَبُو لَاسٍ الْخُزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى. وَمِنَ التَّابِعِينَ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَنْظَلَةَ، وَمَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ فِي آخَرِينَ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ، قَالَ: " قُلْتُ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ "
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثنا يُونُسُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ فِي يَدِهِ الْحَرْبَةُ، وَإِنَّهَا لَتَرْعَدُ، فَنَظَرَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَبِيَدِهِ الرَّايَةُ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ قَدْ قَاتَلْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَاللهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرٍ لَعَرَفْتُ أَنَّ مُصْلِحَنَا عَلَى الْحَقِّ، وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلَالَةِ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْمِقْدَامُ، ثنا أَسَدٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَمَّارٍ: يَا أَجْدَعُ، وَكَانَتْ أُذُنُهُ جُدِعَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «خَيْرَ أُذُنَيَّ سَبَبْتَ»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ، ثنا عَلِيٌّ، قَالَ: «عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ لُوَيْذِمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَنْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ آدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ، حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ ثَعْلَبَةَ» ، فَكَذَلِكَ قَالَهُ شَبَّابٌ
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، «عَنْ آلِ عَمَّارٍ، أَنَّ عَمَّارًا، قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَاضٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، يَقُولُ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ، وَامْرَأَتَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ»
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، وَعَمَّارٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ "
- وَمِمَّا أَسْنَدَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ»
- رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَقَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الدَّيُّوثُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالرَّجِلَةُ مِنَ النِّسَاءِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ " حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمَّارٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنِ الْفِطْرَةِ الْمَضْمَضَةُ، وَالِاسْتِنْشَاقُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظَفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَالِانْتِضَاحُ، وَالِاخْتِتَانُ» تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادٌ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَنَمَةَ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى صَلَاةً وَأَخَفَّهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، إِنَّكَ خَفَّفْتَهَا؟ قَالَ: هَلْ رَأَيْتَنِي أَنْتَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: إِنِّي بَادَرْتُ بِهَا سَهْوَةَ الشَّيْطَانِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدْسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا نِصْفُهَا» رَوَاهُ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، مِثْلَهُ وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَمَّارًا صَلَّى، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى التَّوْزِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ قَطَنٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، وَقَالَ: «مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبَّانَ الْبَاهِلِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُسْنُ الْخُلُقِ خُلُقُ اللهِ الْأَعْظَمُ» تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَسْقِي رَاحِلَةً لِي مِنْ رَكْوَةٍ بَيْنَ يَدَيَّ، إِذْ تَنَخَّمْتُ فَأَصَابَتْ ثَوْبِي فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرِّكْوَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ فَقَالَ: «يَا عَمَّارُ، مَا نُخَامَتُكَ وَدُمُوعُ عَيْنَيْكَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ فِي رَكْوَتِكَ، إِنَّمَا يُغْسَلُ ثَوْبُكَ مِنَ الْبَوْلِ، وَالْغَائِطِ، وَالْمَنِيِّ مِنَ الْمَاءِ الْأَعْظَمِ، وَالدَّمِ، وَالْقَيْءِ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ، قَالَ: " قُلْتُ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ "
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثنا يُونُسُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ فِي يَدِهِ الْحَرْبَةُ، وَإِنَّهَا لَتَرْعَدُ، فَنَظَرَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَبِيَدِهِ الرَّايَةُ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ قَدْ قَاتَلْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَاللهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرٍ لَعَرَفْتُ أَنَّ مُصْلِحَنَا عَلَى الْحَقِّ، وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلَالَةِ»
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْمِقْدَامُ، ثنا أَسَدٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَمَّارٍ: يَا أَجْدَعُ، وَكَانَتْ أُذُنُهُ جُدِعَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «خَيْرَ أُذُنَيَّ سَبَبْتَ»
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ، ثنا عَلِيٌّ، قَالَ: «عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ لُوَيْذِمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَنْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ آدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ، حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ ثَعْلَبَةَ» ، فَكَذَلِكَ قَالَهُ شَبَّابٌ
- حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، «عَنْ آلِ عَمَّارٍ، أَنَّ عَمَّارًا، قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَاضٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، يَقُولُ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ، وَامْرَأَتَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ»
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ، وَعَمَّارٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ "
- وَمِمَّا أَسْنَدَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ»
- رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَقَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الدَّيُّوثُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالرَّجِلَةُ مِنَ النِّسَاءِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ " حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمَّارٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنِ الْفِطْرَةِ الْمَضْمَضَةُ، وَالِاسْتِنْشَاقُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظَفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَالِانْتِضَاحُ، وَالِاخْتِتَانُ» تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادٌ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَنَمَةَ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى صَلَاةً وَأَخَفَّهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، إِنَّكَ خَفَّفْتَهَا؟ قَالَ: هَلْ رَأَيْتَنِي أَنْتَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: إِنِّي بَادَرْتُ بِهَا سَهْوَةَ الشَّيْطَانِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدْسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا نِصْفُهَا» رَوَاهُ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، مِثْلَهُ وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَمَّارًا صَلَّى، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى التَّوْزِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ قَطَنٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، وَقَالَ: «مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبَّانَ الْبَاهِلِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُسْنُ الْخُلُقِ خُلُقُ اللهِ الْأَعْظَمُ» تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَسْقِي رَاحِلَةً لِي مِنْ رَكْوَةٍ بَيْنَ يَدَيَّ، إِذْ تَنَخَّمْتُ فَأَصَابَتْ ثَوْبِي فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرِّكْوَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ فَقَالَ: «يَا عَمَّارُ، مَا نُخَامَتُكَ وَدُمُوعُ عَيْنَيْكَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ فِي رَكْوَتِكَ، إِنَّمَا يُغْسَلُ ثَوْبُكَ مِنَ الْبَوْلِ، وَالْغَائِطِ، وَالْمَنِيِّ مِنَ الْمَاءِ الْأَعْظَمِ، وَالدَّمِ، وَالْقَيْءِ»