عمارة بن تميم اللّخمي
ويقال: القتبي كان من عقلاء العرب، ووفد على عبد الملك مع الحجاج بن يوسف، وولاه فلسطين.
قال المدائني: كان الحجاج رجلاً حسوداً لا تتم له صنيعة حتى يكدرها، أو يفسدها. فلما وجه عمارة بن تميم إلى ابن الأشعث، ومعه محمد بن الحجاج بالفتح، فحسده الحجاج. وعرف عمارة ذلك منه وكره منافرته. وكان عاقلاً فجعل يداريه ويقول: أنت أصلح الله الأمير ت أشرف العرب، من شرّفته شرف، ومن وضعته اتضع، وما من العرب أحد ينكر أن شرفه وسؤدده بك، وإنما كان الذي كان من الفتح بيمنك وبكرتك وتدبيرك ومشورتك، وليس أحدق أشكر للأيادي مني. فلما عزم الحجاج على الوفادة إلى عبد الملك أخرج معه عمارة بن تميم، فلم يزل عمارة يلطف الحجاج في مسيره، ويعظمه حتى قدموا على عبد الملك، فقامت الخطباء بين يدي عبد الملك في أمر الفتح، ثم قام عمارة، فقال: سل الحجاج عني يا أمير المؤمنين، وعن طاعتي وبلائي، فقال الحجاج: من بأسه يا أمير المؤمنين وغنائه ونجدته ومكيدته، أيمن الناس نقيبة، وأرفعهم تدبيراً وسياسة، وجعل
يقرظه ولا يتركه، فقال عمارة: أرضيت يا أمير المؤمنين، قال: نعم، ورضي الله عنك. قال عمارة: فلا رضي الله عن الحجاج ولا عافاه فهو والله الأخرق، السيء التدبير، الذي أفسد عليك العراق خرقه، وقلة عقله، وضعف رأيه، ولك والله يا أمير المؤمنين أمثالها إن لم تعزله، فقال الحجاج: مه يا عمارة، فقال: لا مه، لا مه، يا أمير المؤمنين كل امرأة له طالق وكل مملوك له حرّ إن سار تحت راية الحجاج أبداً. قال عبد الملك: ما عندنا أوسع لك. فلما انصرف عمارة إلى منزله أرسل إليه الحجاج أني قد علمت أنه لم يخرج هذا الكلام إلا لمعتبة فانصرف معنا ولك العتبى، فأرسل إليه عمارة: ما ظننت أن السخف يبلغ بك ما أرى، أتتوهم أني راجع معك بعد قولي لك عند أمير المؤمنين ما قلت؟ فولاه عبد الملك فلسطين.
ويقال: القتبي كان من عقلاء العرب، ووفد على عبد الملك مع الحجاج بن يوسف، وولاه فلسطين.
قال المدائني: كان الحجاج رجلاً حسوداً لا تتم له صنيعة حتى يكدرها، أو يفسدها. فلما وجه عمارة بن تميم إلى ابن الأشعث، ومعه محمد بن الحجاج بالفتح، فحسده الحجاج. وعرف عمارة ذلك منه وكره منافرته. وكان عاقلاً فجعل يداريه ويقول: أنت أصلح الله الأمير ت أشرف العرب، من شرّفته شرف، ومن وضعته اتضع، وما من العرب أحد ينكر أن شرفه وسؤدده بك، وإنما كان الذي كان من الفتح بيمنك وبكرتك وتدبيرك ومشورتك، وليس أحدق أشكر للأيادي مني. فلما عزم الحجاج على الوفادة إلى عبد الملك أخرج معه عمارة بن تميم، فلم يزل عمارة يلطف الحجاج في مسيره، ويعظمه حتى قدموا على عبد الملك، فقامت الخطباء بين يدي عبد الملك في أمر الفتح، ثم قام عمارة، فقال: سل الحجاج عني يا أمير المؤمنين، وعن طاعتي وبلائي، فقال الحجاج: من بأسه يا أمير المؤمنين وغنائه ونجدته ومكيدته، أيمن الناس نقيبة، وأرفعهم تدبيراً وسياسة، وجعل
يقرظه ولا يتركه، فقال عمارة: أرضيت يا أمير المؤمنين، قال: نعم، ورضي الله عنك. قال عمارة: فلا رضي الله عن الحجاج ولا عافاه فهو والله الأخرق، السيء التدبير، الذي أفسد عليك العراق خرقه، وقلة عقله، وضعف رأيه، ولك والله يا أمير المؤمنين أمثالها إن لم تعزله، فقال الحجاج: مه يا عمارة، فقال: لا مه، لا مه، يا أمير المؤمنين كل امرأة له طالق وكل مملوك له حرّ إن سار تحت راية الحجاج أبداً. قال عبد الملك: ما عندنا أوسع لك. فلما انصرف عمارة إلى منزله أرسل إليه الحجاج أني قد علمت أنه لم يخرج هذا الكلام إلا لمعتبة فانصرف معنا ولك العتبى، فأرسل إليه عمارة: ما ظننت أن السخف يبلغ بك ما أرى، أتتوهم أني راجع معك بعد قولي لك عند أمير المؤمنين ما قلت؟ فولاه عبد الملك فلسطين.